الأحد، 5 يناير 2020

سراج النعيم يكتب : الشرطة في خدمة الشعب

سبق وكتبت في هذه المساحة مطالباً الحكومة الانتقالية بالالتفات إلى المؤسسة الهامة جداً للأمن الداخلي، وإعادة الثقة بينها والمواطن، خاصة وأن الشرخ الذي أحدثه نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، شرخاً عميقاً، بدأ منذ وقوع أحداث مقتل الدكتور العقيد جون قرنق دي مبيور، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، والذي أشتهر بيوم (الاثنين الأسود) الذي عمد من خلاله النظام البائد إلى عدم حماية المواطنين، مما خلق فوضي، تفلتات، نهب، سرقة وإزهاق أرواح الأبرياء، فلم يجد المواطن آنذاك سلطات الأمن الداخلي لحمايته من الهجوم البربري، والذي تعرض على إثره للانتهاكات دون ذنب يقترفه، سوي أنه كان ضحية سياسات نظام الرئيس المعزول عمر البشير، مما أضطره للدفاع عن نفسه.
إن النموذج الذي تطرقت إليه مسبقاً ظهرت بعده نماذج كثيرة لم تكن في الحسبان، وظلت تزدهر وتنمو دون إيجاد حلول ناجزة من نظام حكم البلاد الفاشل على مدى ثلاثة عقود ظلم، قهر، أذلال، تهميش، اعتقال، قبض، تعذيب، وسفك دماء العزل من أجل البقاء أطول فترة في كرسي السلطة، وهذا النهج بدأه النظام البائد منذ الوهلة الأولي للانقلاب على شرعية الإمام الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، إذ أنه سعي إلى تمكين نفسه من خلال الموالين له دون الالتفات للكفاءات، المؤهلات والخبرة، لذا تجد معظم شاغلي الوظائف يقع عليهم الاختيار وفقاً للولاء، ومن لم يكن موالياً للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية، فإنه يحوز على الوظيفة بـ(التزكية) و(المحسوبية)، وهي عوامل أثرت بشكل كبير في سياسات الدولة، ولا سيما فإن الشرطة مؤسسة من المؤسسات التي عانت منها.
مما لا شك فيه، فإن اتسام نظام المدان عمر البشير بـ(الفساد) أدى إلى إفراز الكثير من الجرائم اللا إنسانية واللا أخلاقية المعتمدة كلياً على سياسة أمنية بحتة، وبالمقابل همشت دور الشرطة رغماً عن أهميتها القصوى لحفظ الأمن الداخلي، فضلاً عن نسيج المجتمع الذي تأثر بالكثير من الظواهر السالبة.
ومن المعروف فإن النظام البائد وضع البلاد والناس والمجتمع أمام تحديات جسام خلال التأطير للسوالب، وذلك على مدى ثلاثين عام، إذ أنها كشرت عن أنيابها، وركزت في مجملها على الاختراق بالسياسات الخاطئة، وبالتالي ما يدور من أحداث متسارعة في البلاد ما هي إلا أحداث متوارثة من نظام المعزول عمر البشير، لذلك بقيت آثارها قائمة في الراهن السوداني، وعليه تحتاج إلى معالجة عاجلة من قبل الحكومة الانتقالية التي يجب أن تعمل جاهدة لإرساء دعائم الأمن، الاقتصاد، والسلام، وهي دون أدني شك ملفات في غاية الأهمية لهذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان، والذي عاني ما عاني من سياسات النظام البائد، والتي كانت في مجملها مبنية على نظرية (فرق تحكم)، وهكذا اتجه إلى إزكاء روح القبلية في نفوس السودانيين إلا أنهم رفضوا الفكرة جملة وتفصيلا، وظلوا يناهضونها بكل ما يملكون من قناعة راسخة في المخيلات.
وبالمقابل فإن العوامل سالفة الذكر عواملاً منافية لطبيعة إنسان السودان الذي أنتفض عليها من خلال ثورة ديسمبر المجيدة، والتي قادها الشباب للتحرر من القيود والسلاسل المكبلة بالقهر، القمع، التهميش، التشهير، الاعتقال، القبض، وفتح البلاغات الملفقة، تماشياً مع سياسة النظام السابق الذي شرع القوانين تفصيلاً لحمايته، مما خلق اختلالاً واضحاً في ميزان العدالة، فأطلت في المشهد تفلتات، فوضى وجرائم لا إنسانية ولا أخلاقية.
وبما أن النظام البائد فعل بنا ما فعل، كان لابد من نهاية له، وذلك مهما طال أو قصر أمده، فإنه في نهاية المطاف مكسور، مكسور لا محال، وهو ما قاد الشعب السوداني للتخلص منه، وطي صفحته، وفتح صفحة جديدة بدأت في إطارها مرحلة انتقالية، وهي المرحلة التي تتطلب منا الوقوف خلفها إلى أن نتجاوز ما يعرف بـ(الدولة العميقة) المنتمي إليها أعضاء نظام المخلوع عمر البشير، والذين وضعوا المتاريس الأمنية والسياسية أمام تقدم حكومة الدكتور عبدالله حمدوك، وبالتالي فإنهم يلعبون دوراً كبيراً في تمدد الظواهر السالبة في إرجاء واسعة من البلاد، مما ترك تأثيراً كبيراً على النواحي الأمنية، ومن بينها الشرطة كسائر مؤسسات (الدولة العميقة) التي عانت من التسلط السياسي الممنهج الذي انتهجه النظام المحلول، وبالتالي ينتظر الشعب السوداني أن تعود الشرطة إلى ما قبل ثورة الإنقاذ الوطني عين ساهرة، ويد أمينة وتعيد شعارها المميز الشرطة في خدمة الشعب.
من المؤكد أن سياسات النظام المحلول أحدثت إخلالاً في المنظومة الأمنية المنوط بها حفظ الأمن الداخلي للبلاد، وذلك من خلال التمكين، والذي نتج عنه بروز جوانب نفسية تراكمت مع مرور الأيام، الشهور، والسنين، والتي كانت كفيلة بأن تخلق الهوة بين الأجهزة الأمنية والمواطن، وهي الهوة التي تتطلب إعادة الثقة بينها والمواطن، ويجب أيضاً الاتجاه نحو تنظيم برامج توعوية وتثقيفية عبر الأجهزة الإعلامية المختلفة حتى نستطيع إعادة هيبتها بإعلاء القانون حتى لا تتكرر أحداثاً مثل التي شهدتها مدينتي (بورتسودان) شرق السودان و(الجنينة) غرب السودان، لذا يجب أن تكشف التحقيقات الأسباب الحقيقية من تلك الأحداث، ومن الذي يقف وراءها، ولا يريد استقراراً للبلاد بعد التغيير الذي حدث بفضل الله وثورة ديسمبر المجيدة، والتي تقلد بموجبها مقاليد الحكم الدكتور عبدالله حمدوك، والذي ورث مؤسسات تحتاج إلى إعادة صياغة لتتوافق مع تطلعات الشعب السوداني الصابر رغماً عن مظاهر التفلتات التي تحدث ما بين الفينة والآخري.

ناجي من حبل المشنقة يكشف قصته المثيرة مع جريمة القتل بالخرطوم


جلس إليه : سراج النعيم
....................



وضع الناجي من حبل المشنقة (يوسف الرضي مالك) تفاصيل مثيرة حول قصته مع جريمة القتل، وكيف نجى من حكم الإعدام الصادر في مواجهته من قبل قاضي محكمة الخرطوم شمال.
وقال : تشير وقائع الجريمة التي تمت إدانتي فيها إلى إنني كنت ذاهباً إلى احدى ستات الشاي لكي ارتشف كوباً ساخناً، ومن ثم أتوجه مباشرة إلى مكان عملي بالخرطوم (2)، إلا إنني لم أجدها، مما استدعاني للتوجه إلى شارع (المك نمر) قاصداً وجهتي المعنية، فما كان مني إلا ووقفت عند مسجد مجلس الوزراء سابقاً لكي أشرب (ماء)، وفي تلك اللحظة شاهدت فتاة خارجه من مصلى النساء، فما كان مني إلا وفكرت فيها تفكيراً سالباً، إذ أن الشيطان لعب في رأسي، فقلت في قرارة نفسي يجب أن أتركها تنام داخل ذلك المصلى ثم أأتي إليها، إلا إنني تراجعت عن الفكرة بعد أن تعوذت من (الشيطان)، وعلى خلفية ذلك ناديتها، فوجدت دموعها تبلل خديها، فسألتها ما الذي أصابك أختي حتى تبكين، فلم ترد على، وبما أن الوقت كان متأخراً أكدت لها أنني مسئولاً من احدي العمارات في الخرطوم (٢)، لذا يمكنك أن تذهبي معي لكي تنامي هناك في مأمن إلى الصباح، فقالت : لم أخرج من منزلنا لكي أذهب مع راجل، فقلت : لم أقصد ما يدور في رأسك، بل أود أن أوفر لك مكاناً للنوم فقط، ومن ثم تذهبي إلى وجهتك فيما بعد، وإذا لم ترق لك الفكرة، فهنالك أخت لي يمكن أن اتصل عليها لتذهبي للنوم معها، إلا أنها رفضت جميع الحلول التي طرحتها عليها، فسألتها هل لديك أي شخص يمكن أن أتصل لك عليه، فقالت : لدي زوج شقيقتي، فقلت لها كم رقمه فأعطتني له، وعندما اتصلت عليه جاءني الرد من الطرف الآخر بأن هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً، فأكدت لها أن الهاتف مغلق، فسألتها هل لديك رقم آخر؟، قالت : نعم، فاتصلت عليه إلا أنه أيضاً كان مغلقاً، فقلت إلى أين تودين الذهاب الآن، فقالت : إلى مدينة امدرمان، وتحديداً الثورة بالنص، فقلت : في إمكاني إيصالك بحكم إنني أعرف سائقي المركبات العامة المتجهة إلى هناك، لذا هيا بنا إلى السوق العربي، وهناك سأجد مقعداً لك، فلم يكن أمامها خياراً أخراً سوى أن تقبل بهذا الاقتراح، وعليه توجهنا من أمام مجلس الوزراء سابقاً إلى الشارع المؤدي إلى موقف المواصلات، إلا أنها وما أن وصلنا قبالة مستشفي الشعب إلا وطلبت مني أن أعرج بها إلى داخلية (السيسترات)، وكان أن رافقتها حتى بابها الذي وجدته مغلقاً، فما كان منا إلا وعدنا من هناك إدراجنا، فقلت لها : يمكنك استخدام هاتفي للاتصال بمن ترغبي في مساعدته لك، وكان أن فعلت إلا أنها وجدت كل الأرقام مغلقة، وكان آنذاك الساعة الثانية صباحاً تقريباً، فطلبت مني الفتاة أن اصطحابها إلى أشخاص كان يجلسون أمام مستشفي الشعب، فما كان مني إلا واستجبت لرغبتها، وتوجهت معها إلى ناحيتهم، وألقيت عليهم التحية، أحدهما نهض واقفاً على أرجله، إما الثاني فقد سأل الفتاة، ثم ألتفت إلىّ قائلاً : (خلاص وصلت)، وبالتالي عليك الذهاب من هنا، وعندما هممت بالرحيل تذكرت أن لديهم دفتر أحوال يجب أن يتم من خلاله تدوين بلاغ باسمي باستلام الفتاة، فما كان مني إلا وعدت للحرس مرة أخري فأداروا معي حواراً ساخناً، مما اضطرني لاستخراج هاتفي للاتصال بالشرطة، وعندما لم أجد رداً قررت أن أتوجه إلى أقرب نقطة شرطة، ومن ثم قررت أن أراقب المشهد من أمام داخلية (السيسترات)، في تلك الأثناء شاهدت واحداً منهم يصطحب الفتاة لداخل المستشفي، فما كان مني إلا وأن عدت إلى البوابة مرة آخري، وأثناء توجهي ناحيتهم بالقرب من العنابر من الناحية الشرقية من المستشفي، الذي أمسكت بسياجه، وأنظر في ذات الوقت للداخل، إلا إنني تفاجأت بشخص ما يمسك بي من الخلف، فقلت : (يا زول فكني)، فرفض وعندما التفت إليه ضربني براحة يده كفاً على وجهي، ما حدا بي استخراج سكيناً من بين طيات ملابسي، واطعنه بها، ثم سمعت صوته يصرخ عالياً، فمشيت خلفه إلى أن دخل المستشفي، ومن ثم وقفت أراقبه من على البعد، وعندما تواري عن أنظاري ذهبت إلى العمارة المسئول عنها بالخرطوم (2)، وبقيت فيها إلا أنني لم استطع النوم، وذلك من واقع عدم اعتيادي آذية أي إنسان على وجه هذه البسيطة، لذلك نزلت من العمارة إلى الشارع ، وأثناء ذلك صادفت مرور الشرطة، التي بدورها وجهت لي سؤالاً، هل أنت على علم بشئ حدث في هذه المنطقة، فقلت : أبداً، فما كان منهم إلا أن ذهبوا.
وأضاف : وفي صباح اليوم التالي قررت أن أسلم نفسي لمباحث التحقيقات الجنائية، وأثناء توجهي إليهم شاهدت عربتهم تمر بالقرب مني، وعند مشاهدتهم لي تم إيقافي وقال لي فرداً منهم : هل تذكر أنك التقيت بي في يوم وقوع جريمة القتل بالقرب من مستشفي الشعب بالخرطوم، فقلت : نعم، ثم هممت بالتحرك، فسألوني إلى أين ذاهب؟، فقلت : إلى مكتب المباحث، وكان أن رافقوني إليه، وهناك وجدت بعض الضباط الذين ألقيت عليهم التحية، ثم جلست معهم، فقالوا : (إن شاء الله خير)، فقلت : أنا طعنت شخصاً بـ(سكين)، ولا أعرفه وذلك أمام سياج مستشفي الشعب وإحساسي أنه توفي إلى رحمة مولاه، فقالوا : الضحية الذي أشرت له مازال على قيد الحياة، فقلت : إحساسي أنه غادر الحياة متأثراً بـ(جراحه)، فما كان منهم إلا وطلبوا مني أن أروي لهم تفاصيل جريمة القتل، وكان أن فعلت مثلما سردتها لك الآن، وما أن ختمت القصة إلا واتصلوا باللواء شرطة عبدالعزيز عوض مدير مباحث الولاية (سابقاً)، والذي بدوره جاء إلى فرعية المباحث، فسألني هل أنت الذي طعنت المجني عليه؟، فقلت : نعم وأدعو الله أن يرحمه، فقال : (بما أنك اعترفت فإن الله سبحانه وتعالي سوف يحلك)، ومن ثم تم إلقاء القبض علىّ في البلاغ والتحري معي ومن ثم مثلت جريمة القتل، والتي بعدها تم إيداعي في الحراسة منتظراً، ومنها نقلت إلى السجن الاتحادي (كوبر)، وظللت فيه إلى أن بدأ انعقاد محاكمتي بمحكمة الخرطوم شمال، وبعد عدة جلسات أصدر قاضي المحكمة حكماً يقضي بإعدامي شنقاً حتى الموت، إذ أن المحكمة قالت في حيثيات القرار إنني متعمد على أساس أنني ترددت على المكان أكثر من مرة، إلا أن أهل المرحوم قبلوا بـ(الدية) التي أنقذتني من حبل المشنقة، والتي على إثرها أمضيت أربع سنوات خلف القضبان (أدبية)، وكان أن قضيتها في السجن، ومن ثم أطلق سراحي قبل شهرين من تاريخه.

مجلة انجليزية تطالب بتكريم دكتور سوداني بأوسمة بريطانية


ناشدت مجلة الـ(Guardian) البريطانية ذات الثقل الإعلامي الشهيرة السلطات البريطانية لتكريم الأبطال المجهولين بأوسمة بريطانيا العظمي للعام الجديد عوضاً عن التقليد الملكي الذي يقوم على تكريم من هو في الأصل ذو شهره ومال من لاعبي الدوري الانجليزي والمغنيين والسياسيين، ودعمه باستفتاء الجمهور واللجان المختصة.
وذكرت أن الاحتفاء بهؤلاء الإبطال الصامتين سوف يشجع المزيد من الجمهور البريطاني على التطوع والعطاء والتضحية نظير ما يقدمونه للإنسانية ولمجتمعاتهم في ظروف قاسية لا يستطيع الكثير تحملها.
وتم اختيار الدكتور فاضل فاروق محمد الأمين ضمن هذه القائمة، لما يقدمه يومياً من علاج وتدريب وأبحاث (تحت ظروف خانقه في بلده السودان)، والتي أثبتت فعاليتها، ومن المتوقع أن يغير علاج (تسوس الأسنان) للأطفال، ليس في السودان بل في جميع أنحاء العالم خاصة البلدان النامية، ويوفر تكلفة العلاج أكثر من ٨٠% لدى الأسر ذات الدخل المحدود.
وذكر عميد كليه طب الأسنان بكلية كوين ماري بجامعة لندن أن الدكتور فاضل فاروق محمد الأمين هو أحد أطباء الأسنان ذو التعليم الرفيع في تخصص نادر في بريطانيا، لكنه اختار العمل في السودان، وواصل مشواره كأحد استشاري الأسنان القلائل في ظل ظروف صعبة للغاية، من اضطرابات سياسية ومضايقات يومية إلى انقطاع التيار الكهربائي المتكرر.

المجلس السيادي يطمئن على مصابي أحداث (الجنينة) ودقلو يتوعد الجناة

أطمأنت الأستاذة عائشة موسى، عضو مجلس السيادة الانتقالي، على الأوضاع الصحية لمصابي الأحداث التي وقعت مؤخراً بمدينة (الجنينة) غرب السودان، وتمنت من خلال زيارتها عاجل الشفاء لهم .
وأكدت خلال زيارتها التفقدية للمصابين بمستشفى (الأمل) حرص الحكومة على تحقيق العدالة وتقديم الخدمات لكل المواطنين .
من جانبه، أكد الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، أن الجناة في أحداث (الجنينة) لن يفلتوا من العقاب.
من جهة أخرى شد الرحال الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس المجلس السيادي والدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء يوم (الأربعاء) إلى مدينة (الجنينة) حاضرة غرب دارفور وضم الوفد حسن شيخ إدريس، نصر الدين عبد الباري وزير العدل، مولانا تاج السر علي الحبر النائب العام، الفريق أول محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان العامة، الفريق أول شرطة عادل بشير مدير عام قوات الشرطة، الفريق أول أبوبكر دمبلاب، مدير عام جهاز المخابرات العامة.

الأربعاء، 1 يناير 2020

سراج النعيم يكتب : مطلقات معظمهن دون سن الـ(25) ربيعاً.. تعرف على قصصهن


دائماً ما يؤدي الانفصال بين الأزواج دون سن الـ(25) ربيعاً إلى تفكك النسيج الإنساني، إذ أنه يجعل السيدات الصغيرات يحملن لقب (مطلقات)، وربما يستمر معهن طوال حياتهن، مما يصيبهن بالإحباط، اليأس والقلق على مصيرهن المجهول، مما يدع البعض منهن يفكرن في خوض التجربة مجدداً، إلا أن البعض الاخر يعقدن العزم على عدم الرغبة في تكرارها خوفاً من الفشل، ويشير الاستطلاع الذي أجريته وسط بعض السيدات إلى أن إحصائياتي العشوائية تؤكد أن أكثر من (50%) لا يتجاز عمر زواجهن أكثر من عام، ومعظمهن دون سن الـ(25) ربيعاً، وعليه فإن الظاهرة في غاية الخطورة من حيث تناميها المطرد، وإن كانت هنالك عوامل مؤثرة بما فيها الأوضاع الاقتصادية، وبالتالي تفرز تلك الظاهرة حالات اجتماعية بالغة التعقيد.
فيما حدثني طبيباً نفسياً بأن عيادته تستقبل الكثير من السيدات اللواتي سبب لهن الانفصال حالة نفسية إلا أنه وقف عند قصة طالبة جامعية تبلغ من العمر (19) عاماً، مؤكداً أنها عاشت قصة حب مع شاباً في مقتبل العمر، واستطاع بدوره أن يقنعها بالزواج منه شرطاً أن لا تواصل تحصيلها الأكاديمي، وفيما بعد يمكنه السماح لها بذلك، وبما أنها أحبته اضطرت للاستجابة له، وعليه تمت مراسم الزفاف وسط فرحة الأهل، الزملاء والأصدقاء، ومن ثم انتقلت إلى عش الزوجية، إلا أنها وكلما تفتح معه موضوع عودتها للدراسة يرفض الفكرة جملة وتفصيلا رغماً عن أنها كانت متفوقة في دراستها، وعلى خلفية ذلك دخلت الزوجة في حالة نفسية صعبة إلى أن صدمت بتطليقها نسبة لإلحاحها على تلقي تحصيلها الأكاديمي، وبما أن التجربة مريرة على الطالبة قررت عدم تكرارها مرة أخرى.
إن انفصال السيدات في سن صغيرة يكون بمثابة النهاية لحياتهن، والأمثلة كثيرة لطالبات تركن الدراسة الجامعية لإكمال نصف دينهن إلا أنهن يدركن فيما بعد أنهن ارتكبن خطأ فادحاً بعد أن يتم تطليقهن، خاصة وأن أغلبهن يعتقدن أن الحب يمكن أن يؤسس لهن أسراً مستقرة، وبحسب ما يرسمن في مخيلاتهن، إلا أنهن يجدن الواقع مختلفاً تماماً كما حدث مع شابة جميلة انفصلت من زوجها، إذ قالت لي طلبت منه الطلاق رغماً عن أنني أحبه، وذلك لمضايقات شقيقه الأصغر.
وتشير وقائع القصة إلى أن مضايقات الشقيق الأصغر للزوجة الشابة الجميلة بدأت منذ انتقالها لعش الزوجية في منزل أسرة زوجها، والذي لم تكن مرتاحة فيه، وعندما عجزت من صده اضطرت إلى إخطار زوجها بما يجري، إلا أنه رفض تصديق ما ذهبت إليه، ولم يكتف بل اتهمها صراحة بمحاولة الإيقاع بينهما بالادعاء (الباطل)، مما دفعها إلى اتخاذ القرار الصعب.
وكانت الزوجة البالغة من العمر (٢٥) عاماً قد قالت لي : وبما أن الأمر يتعلق بشقيقه الأصغر طلبت منه الانفصال بهدوء رغماً عن استمراري في عصمته أكثر من (٦) أشهر، فلم يخيب ظني ووافق على الطلاق.
سألتها كيف تعرفتي عليه؟، قالت : تعرفت عليه من خلال أحدي صديقاتي اللواتي كنت أزورهن في مكان عملهن، ومنذ ذلك التاريخ نشأت بيننا علاقة حب استمرت قرابة العامين، أي أنني تعرفت عليه جيداً، وربما وجدت كل الفرص التي كانت كفيلة بأن أعرف كيفية تفكيرة وكيف هو أسلوبه في الحياة الزوجية.
وأردفت : المهم أن أسرتي رفضته في بادىء الأمر إلا أن إصراري عليه فرض عليها القبول به على مضض، ومكمن الاعتراض عليه نابع من أنه ليس لديه منزلاً منفصلاً، وعليه تمت خطبتي منه، ومن ثم أكملنا مراسم الزفاف، وبعده بدأت حياتي الزوجية، فأتضح لي من خلالها أنه ضعيفاً في شخصيته، وليس في مقدوره مخالفة ما تمليه عليه أسرته، والتي كانت تتدخل في تفاصيل حياتنا.
وتابعت : بما إنني أحببته عملت جاهدة على تكريس كل وقتي لراحته، إلا إن مطاردات شقيقه بالنظرات (الخبيثة) جعلتني أشعر بالخوف من أن تخترق جسدى، لذا تحاشيت كل الأماكن التي قد أجده فيها إلا أنه كان يتربصني ما بين الفينة والاخري، وعلى خلفية ذلك ظللت أصرخ بعلو صوتي إلا أنه لا حياة لمن تنادي، الشيء الذي قادني إلى اللجوء لوالدته، إلا أنها مضت في ذات خط زوجي مؤكدة إنني أسعي إلى نسج قصة خيالية، وعندما فشلت في إيصال رسالتي، وإيقاف ما أتعرض له من انتهاك واضح شعرت بأن الأرض من تحتي تميد، ما حدا بي أن أتوجه مباشرة إلى منزل أسرتي، وظللت أنتظر زوجي عسي ولعله أن يكون راجع موقفه، ولكن بكل أسف لم يولي الأمر اهتماماً.

الاثنين، 30 ديسمبر 2019

صديق تاور عضو المجلس السيادي يكشف سر دعمه لاتحاد الفنانين.. سنوات فترة الحكم الانتقالي تختلف عما فات من سنوات ماضيات


وقف عندها : سراج النعيم
عبر البروفيسور صديق تاور، عضو المجلس السيادي عن سعادته الكبيرة من خلال زيارته لاتحاد الفنانين.
وقال : أنا في غاية السعادة كون أنني متواجداً وسط كبار المبدعين الذين يجملون الوجدان السوداني، لذا يصعب عليّ الحديث في هذا المقام، خاصة بالنسبة لإنسان مثلي، وبالتالي يصعب التعبير وانتقاء الكلمات، ولكن سأتحدث باعتبار أنني واحداً من السودانيين البسطاء الذين ترعرعوا ونشاءوا في الأحياء كسائر السودانيين الذين يعتبرون كل من هو كبيراً خالاً لهم، كما يعتبرون (البنت) أختاً لهم، وشيوخ تلك الأحياء أو أئمة الجوامع آباء لهم ، وهم من يربوننا في كنفهم، وكل هذه التفاصيل البسيطة تمثل قمة الإنسانية في المجتمع السوداني، وبما إنني إنساناً سودانياً كسائر السودانيين أجد نفسي وسط من يخاطبون الوجدان السوداني، لذلك لا أصلح إلا أن أكون موطناً سودانياً عادياً، وبما إنني جزء من عامة الناس اعتبر احساسي هو احساسهم.
فيصل محمد صالح والفنان ابوعركي البخيت

وأضاف : ما يقدمه المبدع السوداني من زمن بعيد لا يقيم بثمن سواء كانوا كتاباً أو شعراء أو فنانين، وفي هذا الإطار أذكر أنني قدمت هدية صغيرة عبارة عن مقطع للمفكر السوداني الكبير معاوية نور، وقيمة المقطع في أنه يوضح علاقة السودانيين بالفنون بصورة عامة والأغنية على وجه الخصوص، وبالتالي من يألفون الأغنية باضلعها المثلثة دورهم أكبر من الدور السياسي أو أي شخص آخر في المجتمع، فأنا استوقفني ذلك المقطع في كلام المفكر السوداني معاوية نور دون كلام كثير عن مدينة امدرمان، مصر، الفكر، الفنانين وعلاقة السودانيين بالفن وغيره، ولكن أعتقد أنه ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي يظل ما قاله المفكر السوداني معاوية نور يتجدد ويتركز في كل مرة، أي أنه كلما تسمع كلمة ملحنة أو مقطعاً موسيقياً.
البروفيسور صديق تاور والدكتور عبدالقادر سالم

وأردف : على كل مهما فعل السودانيين لأهل الفن والإبداع والكلمة لن يوفوهم حقهم مما يقدمونه من عطاء للمجتمع السوداني، فأنت في مقدورك أن تعمل عشرات الندوات والمحاضرات والفعاليات المختلفة إلا أن نتيجتها النهائية لا تساوي جزء بسيط من مقطع من قصيدة جميلة للشاعر الكبير اسحق الحلنقي أو أي شاعر من شعراء بلادي أو الأغنية من خلال لحن جميل وصوت طروب، خاصة وأن الفنانين الكبار مثال للعطاء والتواضع والتجرد والزهد، إذ أنهم لا يبحثون عن شئ بقدر ما أنهم يبحثون عن ارضاء المتلقي، فهم يكونون سعداء عندما يجدون تجاوباً من الناس فيما يطرحونه من إبداع، وهذه الصفة لا تتوفر إلا لإنسان بمعني الكلمة، أي أنه فيه كل القيم الإنسانية.
فيصل محمد صالح والفنان سيف الجامعة

وتابع : ما ساهمت به لاتحاد الفنانين السودانيين اعتبره شيئاً متواضعاً وبسيطاً، ومن أبسط الأشياء التي يجب أن تتوفر له ، ولا احس بانني عملت شيئاً استحق عليه الثناء أو التقدير لأنني أعتقد أنه أمر طبيعي، خاصة وإنني واحداً من الناس، وكل ما اتيحت لي فرصة لكي أعمل ما استطيعه لن أقصر، ودائماً ما أقول في شكل مزاح لعدد من الإخوان سنوات فترة الحكم الانتقالي الثلاثة تختلف عما فات بكل تأكيد، ولكن لدي إحساس أيضاً أن القادم ربما لا يكون مواتياً كما هو الآن مواتياً، لأننا نحن حكومة ثورة ديسمبر اخترنا ناسنا بطريقة معينة، وببرنامج معين، لذلك التفينا كلنا حولها، وما يتأتي من بعدها قد يتفهمك وقد لا يتفهمك، قد يكون تجاوبه معك بالدرجة التي نقوم بها نحن الآن أو قد تكون بالدرجة الأقل وهكذا، ولكن أفتكر الآن فرصة وجود الأخ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام، والدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء، وكل الزملاء الذين على رأس الحكومة لديهم الإستعداد أن يقدموا للناس من أجل تعويضهم السنين الطويلة من المعاناة الكبيرة، معاناة على مستوى الممارسة وعلى مستوى العلاقة مع السلطة، على مستوى الاستعداء والاحباط الكبير، والآن لديك سلطة أتيت بها لكي تحقق لك رغبتك ، وهي فرصة ونحن كل الذي نقدر أن نفعله هو أن نتعاون، فأنا اعتبر نفسي والأخ فيصل محمد صالح وزير الثقافة والإعلام شئ واحد، ودائماً ما أقول له أي شئ يتعلق بك أنا في امكاني أن أكون جزءاً منه بمساهمتي، وتصرف دون الرجوع إلىّ، لذا اعتقد أن هذه فرصة تؤكد أن هنالك مساحة للتفاهم نحاول من خلاله نقدم شيئاً سوي على مستوى التشريعات وحفظ الحقوق أو شئ نقدر نقدمه.
ومضي : لاحظت أن البعض في اتحاد الفنانين تحدثوا عن المساحة المقابلة لدارهم من الناحية الشرقية، وأنه تم منحها في الماضي للاتحاد ولكن، اعتقد ان هذه المساحة تتبع إلى ولاية الخرطوم، ونحن على صلة مباشرة بوالي ولاية الخرطوم في الملفات المتعلقة بالأراضي، فأنا أعد الاتحاد بأن من أول الأشياء التي نتفكار في إطارها مع الأخ والي ولاية الخرطوم المساحة المشار لها إذا كانت لا تزال متاحة، فإننا سوف نعمل على استخراج شئ رسمي بخصوصها .
البروفيسور صديق تاور والأستاذ فيصل محمد صالح

فيما قال الأستاذ الشاعر اسحق الحلنقي : أولاً أنا سعيد جداً بالأمسية الجميلة في دار اتحاد الفنانين وسعيد أيضاً بالكلمات المعبرة من البروفيسور صديق تاور، والتي من خلالها أحسست أن الأيام القادمة ستكون مختلفة عن الأيام التي مضت وصراحة الأغنية دورها أكبر من مائة خطبة، لأن الأغنية تتعامل مع الوجدان، وتلامس الدواخل، وتكحل عيون العذاري.
الفنان نجم الدين الفاضل وسيف الجامعة والصحفي هيثم السيد والبروفيسور صديق تاور

بينما تحدث وغني الفنانين الدكتور عبدالقادر سالم، نقيب الفنانين، سيف الجامعة الأمين العام لاتحاد الفنانين، نجم الدين الفاضل نائب رئيس الاتحاد، أبوعركي البخيت ، مجذوب اونسة، عصام محمد نور، محمد حسن حاج الخضر وعدد من أعضاء اتحاد المهن الموسيقية.
الساون هدية من البروفيسور صديق تاور لاتحاد الفنانين

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...