من أكثر الملفات التي وقفت عندها بتأمل ملف مرضي فيروس المناعة المكتسبة، والذي يخبئ بين طياته خفايا وأسرار مخيفة ومرعبة، خاصة لمن يصغي أذنه لأبطال قصصه المثيرة للشفقة، إذ تجد أن معظم المصابين بالايدز يكتشفون الإصابة به بشكل مفاجئ، وذلك من خلال إجراء الفحوصات بغرض الهجرة أو لأي غرض آخر، هكذا يبدأ الإنسان المصاب مرحلة جديدة في حياته تتمثل في التأقلم والتعايش مع المرض أو رفضه ويكون مصير الأخير الدخول في حالة نفسية ربما تقوده إلى الانتحار.
كلما مر يوم اكتشف قصة جديدة بطلها ذكراً أو أنثي يكشفان لى تفاصيل إصابتهما بفيروس المناعة المكتسبة، وأكثر القصص التي تألمت لها قصة سيدة انتقل لها مرض الإيدز من خلال زوجها الذي أصيب به قبل الارتباط بها شرعاً، وربما كان مكتشف إصابته به أو ربما لا، وهذا الاكتشاف للمرض بعد الزواج يفتح الابواب مشرعة لطرح فكرة إجراء فحص الإيدز قبل الإقدام على مؤسسة الزواج لأنه إذا كان هنالك من هو مصاباً فإن أمر الاستمرارية في الارتباط متروك للطرف الخالي من الإصابة بمرض المناعة المكتسبة.
فيما روت لى سيدة انتقل إليها الفيروس من زوجها، ولم تصل إلى هذه الحقيقة إلا بعد أن أنجبت منه ، فلم تصدق ذلك، مما استدعاها إلى تكرار الفحص أكثر من مرة إلا النتيجة النهائية نفسها، وعليه واجهت زوجها بالأمر فاعترف أنه ارتكب بعض الأخطاء قبل الزواج منها، فطلبت منه إجراء فحص الإيدز الذي أكد إنه مصاب بهذا الداء، مما قاد الأطباء تحذيره من التفكير في الزواج مرة ثانية، والغريب في الأمر أنه كان على علم مسبق بإصابته بمرض المناعة المكتسبة، ورغماً عن ذلك تزوجها دون إخطارها، كما اكتشفت أنه متزوجاً قبلها من سيديتين ربما انفصل عنهن عندما اكتشفن أنه مصاب بالايدز، عموماً لم تجد تلك السيدة مفراً من الاستمرار معه لأن الأبناء الذين أنجبتهم منه أصحاء، بالإضافة إلى أنها لا تريد الطلاق حتى لا يفكر في الزواج من آخري ينقل لها العدوة كما فعل مع الزيجات السابقات بما فيهن شخصي، عموماً بدأت ادمجه في المجتمع من خلال جهة مختصة في إيواء ومتابعة المصابين بـ(الإيدز)، وعندما أخبرت أهلي بأنني مصابة بمرض المناعة المكتسبة قالوا لى من اليوم وصاعداً لا نريدك أن تأتي إلينا مرة آخرى.