الاثنين، 4 نوفمبر 2019

وتتواصل مآسي العائدون من جحيم الموت والهلاك بليبيا.. عصابات الاتجار بالبشر تطالب بفدية مقابل إطلاق سراح المأسورين


قصص مؤثرة حول الحجز والتعذيب بسبب الهجرة غير الشرعية
........
وقف عندها : سراج النعيم
........
يركن السودانيون الذين هاجروا إلى ليبيا لأوضاعاً مذرية جداً، وذلك منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي، إذ بدأت تظهر ظواهر سالبة، وقصصاً مثيرة ومؤثرة أخذت ابعاداً لم تكن في الحسبان وأبرزها ظاهرة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية  التي راح ضحيتها الكثير من الشباب السودانيين الذين يأملون في تحسين أوضاعهم الإقتصادية بالغة التعقيد من واقع السياسات الخاطئة التي انتهجها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير على مدى ثلاثين عاماً، وهي كانت سبباً مباشراً في إنتاج ما جري وسيجري من سوالب.
فيما تتم في ليبيا كل أنواع التعذيب الذي يبين حجم الانتهاكات التي أرتكبت في حق السودانيين، وهي سبباً أدى بالعديد من العائلات إلى مغادرة الأراضى الليبية خوفاً من المصير الذي يقبع في إطاره شباباً سودانيين في معتقلات عصابات الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، وغالباً ما تنتشر في تلك المعتقلات غير الشرعية الأمراض المزمنة، وعلى خلفية ذلك توفي العشرات متأثرين بما تعرضوا له، إضافة إلى أنهم ليسوا على اتصال مع العالم المحيط من حولهم، وحرموا من العرض على الأطباء كنوع من الجزاء الموقع عليهم، وهكذا لقي الكثير منهم حتفه  بسبب الإهمال، وعدم اللامبالاة ، إذ أنهم عاشوا أياماً صعيبة من حياتهم تبدأ منذ تحركهم من إحدى المدن غرب امدرمان.
وهكذا ظل السودانيين لا يدرون أنهم يمضون نحو أوضاعاً خطيرة ، وما بين الأمس واليوم احتجز أو قتل أو عذب أو سلب أو نهب عدد من السودانيين، فهل كانت هذه الأحداث المتسارعة مصادفة للخروج من الحاضر الاقتصادي الراهن إلى مستقبل مشرق يبعدهم عن شبح (الفقر) في بلاد ترزح تحت وطأة الصراعات السياسية، العسكرية والاجتماعية، فالحاضر الذي يبحثون عنه في ليبيا محكوماً بالماضي الذي أسس له المستعمر، وبالتالي لا يعرف بعض الشباب السودانيين الى أين يركضون، لا يدرون أنهم يتجهون نحو الانفلات الأمني الذي راح ضحيته الكثير من السودانيين الأبرياء الذين كل ذنبهم أنهم يبحثون عن اوضاع اقتصادية أفضل من الأوضاع الاقتصادية التي انتجها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير على مدى ثلاثة عقود، لذا لم يكونوا يأبهون بالخطر المحدق بهم ولا بالمصير المجهول الذى هو مذبوح على (خطيئة) السياسات الاقتصادية الفاشلة، ما أستدعي ثمة احاسيس محكومة بالاعدام رمياً بالرصاص بالأسلحة الخفيفة والثقيلة معاً.
 ومن هنا تبدأ الأفكار تتقافز على المخيلة بشكل أكثر وضوحاً فالواقع ينبيء بأن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وذلك لمجرد أن الطرفين يعملان وسط دوي الانفجار الإنساني والأخلاقي، فالكثيرون يبحثون عن مخرج من ذلك المأزق الذى حمل سمات تمزج بين الحزن والعنف.
ورغماً عن أننا في ظل (العولمة) ووسائطها الرقمية المختلفة، واتساع الرقعة الاسفيرية للشبكة العنكبوتية بعمق في هذا القرن الواحد والعشرين، وفي زمن لا يخلو من التجارب والدراسات في شتي مناحي الحياة، والتي يسعي الكل فيها إلي التطور من حيث القدرات ولا يهم ما يجري للإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالي، ولم يكرمه الخلق في هذا الحاضر المليء بالمآسي، فنشرات الأخبار والصحف والإعلام الحديث التي تضج بها ما بين الفنية والآخري وتشير إلي أن مركباً غير شرعياً قد غرق في عرض البحر أثناء نقله مهاجرين من أفريقيا إلي أوروبا، هكذا تعثر فرق الإنقاذ على جثث المهاجرين الذين يموتون بسبب الهجرة التي ينشط فيها تجار البشر الذين يستغلون انتشاء الشباب بفكرة السفر إلى أوروبا، وتكون الرحلة محفوفة بالمخاطر ومن المحتم أن المركب تنقلب في عرض البحر، أو على إحدى الرمال الشاطئية لإحدى الدول الساحلية، وغالباً ما تكون دولة ذات سيادة موحدة وديمقراطية غربية، وهكذا يتم تصدير الناس إلى حتفهم الأخير خاصة من يهربون من جحيم الموت والهلاك في بلدانهم التي ربما تكون بها حروباً تكشر عن أنيابها الافتراسية الغاشمة أو ظروفاً اقتصادية قاهرة، وعلى ذلك النحو تحصد الهجرات غير الشرعية العشرات من الشباب من الجنسين.
تولدت الهجرة غير الشرعية هروباً من الموت بالأعيرة النارية أو الظروف الاقتصادية إلى الموت غرقاً في عرض البحر، ورغماً عن علم الجميع بالخطر المحدق بهم إلا أنهم يأملون في أن يظفروا بالجنسية الأوروبية، وتحقيق حلم الإحتماء بالقوانين في هذه الدولة الأوروبية أو تلك، إلا أن آمالهم وأشواقهم تتبخر في ظل موتهم بصمت، وعليه أصبحت الهجرة غير الشرعية أخطر من الحروب التي تشهدها بلدان من يسافرون منها ظناً منهم بأن في الهجرة حلاً للإشكاليات الاقتصادية، أو النزاعات، مما يضطرهم إلى المجازفة بحياتهم على متن قوارب ليس فيها أي عامل من عوامل السلامة، وما أن تتحرك بهم من السواحل الأفريقية إلا وتموت في دواخلهم فكرة الهجرة إلى الدول الأوروبية، فيعودون بالذاكرة للحياة المستقرة، وإذا قدر للمهاجر أن ينجو من الموت غرقاً، فإنه تنتظره مراحل أخرى في الدولة الأوروبية المستضيفة وتبدأ بالملاجئ ثم الجنسية لتغيير الهوية وغيرها من الإجراءات المتبعة في هذا الإطار الذي يفضي في نهاية المطاف إلى هجرة يكسوها الضباب، ومع هذا وذاك تكون الهجرة غير واضحة النتائج والمعالم، وترسم واقعاً مغايراً للواقع الذي رسمه المهاجر في مخيلته، فالخطط والإستراتيجيات الأوروبية لها أجندتها الخاصة لمنح المهاجر الجنسية والحياة الاجتماعية، والتي في الغالب الاعم لا تنطبق على الكثيرين الذين يتفاجأون بأنها لفظت أنفاسهم كما لفظ البحر رفقائهم.
بعد فترة وجيزة من انطلاق سفن النجاة غير الآمنة من مرفأ اغتيال الإنسانية بليبيا إلى ساحل الحياة المؤقتة بايطاليا أو اليونان ، إذا ما تم فعلاً الانتقال من حدود مشتعلة إلى حدود خامدة، هادئة وحاضنة لكل الآلام الوطنية، ويومياً تطالعنا وكالات الأنباء والفضائيات والصحف العالمية عن غرق مركب من المراكب المتوجهة ناحية السواحل الايطالية، مما يؤدي إلى غرق العشرات ، من ضحايا الهجرة غير الشرعية التي تنشط في إطارها فرق الإنقاذ بانتشال جثث المهاجرين ممن لم يحالفهم الحظ، فلفظتهم الأمواج العاتية للشاطئ ورفضت إعطاءهم فيزا الحياة، والإقامة المؤقتة على أرض تمنح حق اللجوء وتمنح المواطنة، واللغة، وكل سبل التعليم والإنسانية.
من المؤكد أن هنالك فخاً يحصد عشرات الأرواح باسم اللجوء غير المعرّف بسجلات قوانين الإنسانية، إما أن تكون ممن يرعاه القدر بقدرة الخالق، أو ممن ينتظر وقوع القدر بقدرة الخالق، وفي كلتا الحالتين يفقد المهاجر الإنتماء للهوية ، إذا حالفه الحظ ونجا بنفسه من الغرق أو غرق في عرض البحر فاصبح طعاماً للحيتان، المهم أن من ينجو يبدأ حياته بالعمل على تكوين ذاته والتعايش على أرض أجبرته عليها ربما ظروف الحرب أو الظروف الاقتصادية في بلاده، لا يهم إن أصبح فرداً فعالاً، فهو أنجز مهمته الأولى بالوصول للحياة التي ينشدها بالنجاة من قارب الموت ، ورغماً عن أن اللاجيء يمنح الجنسية ويصبح مواطناً أوروبياً إلا أن تفكيره يكون منحصراً في تكوين ذاته بمسقط رأسه، وغالباً ما ينمق ويهمش الاغتراب ويرغب بالحبو زحفاً أو غرقاً إلى نفس البحر، ونفس المغامرة، ونفس القارب للعودة إلى الوطن، إما الموت مرة ثانية لأجل الوطن الأم، طالما أن المرة الأولى لم تنجح في مصرعه.
من المؤكد أن ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ الاقتصادية ﻓﻲ بلدان كثيرة قادت عدداً من مواطنيها إلى الهجرات غير الشرعية عبر البحر، إلا أنهم يدفعون ثمناً باهظاً مقابل تحقيق ذلك الحلم أن لم تكن أرواحهم هي الثمن من وراء هذه المجاذفة، والشواهد كثيرة علي ذلك والقصص لاحصر لها ولا عد، إذ أنهم يبدأون رحلة الموت براً إلي ليبيا، وفيها يلتقون بتجار البشر، الذين يرسمون لهم أحلام الهجرة ﺇﻟﻰ أوروبا.
ومن أكثر القصص التي توقفت عندها قصة الشاب السوداني الذي طلبت منه عصابات الاتجار بالبشر فدية مقابل إخلاء سبيله وآخرين ، وتشير الوقائع إلى أن معاناته بدأت منذ لحظة تحركهم من إحدى المدن غرب مدينة امدرمان   وكان الشاب خالد الإمام محمد احمد قد روى لي تفاصيل مثيرة حول المعاناة الكبيرة التي عانوها ذهاباً وإياباً، إذ بدأت القصة الأكثر قسوة وايلاماً منذ التقائهم مع أحد المهربين لمساعدتهم الدخول إلى ليبيا مقابل أن يدفع كل واحد منهم ألفي جنيه سوداني، وذلك بغرض العمل هناك موظفين، وهكذا رسم كل منهم أحلامهم العراض بحكم الروايات التي تتم روايتها لهم ما بين الفينة والأخرى، المهم أنهم شدوا الرحال عبر خارطة طريق صعبة جدا، وهذه الخارطة بدأت من منطقة غرب مدينة امدرمان، وهي المنطقة التي تم وضعهم فيها بمنزل، وكانوا وقتئذ مئة شخصاً سودانياً، ومن هذا المنزل تحركت بهم عربات ماركة تويوتا (بوكس) إلى منطقة (البوحات) على أساس أنهم منقبين عن الذهب، لذلك كان مرورهم مروراً طبيعياً، المهم أنهم وصلوا وجهتهم في الصباح، فاحضر لهم تجار البشر شاحنات ماركة (كيوي) أوصلتهم إلى قبل الحدود السودانية - التشادية، وبها تم إحضار ثلاثة عربات لاندكروزر (تاتشرات)، وعندما تحركت بهم كانت تمضي نحو وجهتها بسرعة، مما أدى إلى انقلاب إحداهم فنجم عن ذلك وفاة (6) في الحال، ولم يكترث تجار البشر لما حدث، وكأنه أمراً عادياً، وواصلوا المسير نحو الهدف إلى أن تم تسليم الشباب السودانيين على الحدود (الليبية - السودانية) إلى شخوص آخرين يعملون كشبكات في هذا الجانب الاجرامي، وهؤلاء التجار الجدد لديهم ثلاثة سياركات لاندكروزر (تاتشرات) قامت بإيصالهم إلى مسجد (الشروق) بمنطقة (اجدابيا) الليبية، والتي كانت فيها المفاجأة غير المتوقعة للشباب السودانيين حيث تم حجزهم داخل (هنكر) ملئ بـ(القمل)، وبعض الأشياء المنفرة للإنسان، واشترطوا للسماح لهم للتحرر من المعتقل أن يدفع كل منهم فدية (7) ألف جنيه سوداني، وعندما لم يستجيبوا قاموا بضربهم ضرباً مبرحاً مع إطلاق الأعيرة النارية في الهواء بالقرب من آذانهم بغرض التخويف، وفي ظل ذلك الواقع المذري حاول ثلاثة من الشباب السودانيين الهرب، إلا أنهم تم القبض عليهم، فما كان من أحد الحاجزين إلا و أحضر (حديدة) يطلقون عليها (الأميرة) ثم طلب من السودانيين التوحد في زاوية من زوايا (الهنكر) ثم أمرهم بالجلوس على الأرضية، و أحضر حبالاً وقيدهم بها، ثم بدأ في الاعتداء على البعض منهم بالحديدة (الأميرة) للدرجة التي أحدث بها جروح في الكثير منهم لدرجة أنها بمرور الزمن (عفنت)، وهكذا واصلوا مسلسل التعذيب مع الشباب السودانيين حيث تم صب البنزين على أجسادهم ثم أشعل أحدهم النار من أجل حرقهم، إلا أن محدثي تدخل، وقال لهم : (هل ترغبون في المال أم تعذيبنا) فقالوا له : (المال) عندها أكدت لهم أنهم على أهبة الاستعداد للدفع لهم، وكان أن أتصل هو بأسرته، وطلب منهم بيع المكيف الخاص به، وتسليم سعره إلى شخص بغرب مدينة امدرمان، ومن ثم سمح لهم بالدخول إلى مدينة (اجدابيا) الليبية، ومن ثم تم منحهم الجنسية السودانية للتمكن من التنقل داخل ليبيا، وبعد الانتهاء من هذا الإجراء جاء ليبيين وأخذوهم للعمل معهم في رعى المواشي بمنطقة (التلت) القريبة من مطار (الابريق)، وهناك قالوا لهم : انتم تم بيعكم لنا، فلا تسألوا عن راتب شهري أو حقوق نهاية خدمة، وكل ما سنتكفل به إليكم الأكل، الشرب، الأزياء ولا شئ خلاف ذلك.

سراج النعيم يكتب : الطبيب يهددني بالعمي بسبب الهاتف السيار


كنت إلى وقت قريب لا أأبه بالدراسات العلمية المتعلقة بالأضرار الناجمة عن الهاتف السيار أو جهاز الكمبيوتر أو اللاب توب وغيرها من وسائل إلكترونية انتجتها (العولمة)، ولا سيما فإنها تحدث اضراراً بليغة على صحة الإنسان بصورة عامة، وعلى وجه الخصوص البصر، وذلك التأثير ناتج عن الإشعاعات المنبثقة منها، وهي إشعاعات هددني في إطارها الطبيب المختص بالإصابة بالعمي خاصة إذا لم أبتعد عن التعامل مع الأجهزة الإلكترونية لفترة طويلة من الزمن، ولم يحددها بالضبط، لذا أكون مضطراً للاستجابة، وذلك بعد أن تطابقت الفحوصات والتشخيصات مع دراسات وتقارير طبية طالعتها، وهي جميعاً تثبت بشكل قاطع صحة ما ذهب إليه طبيبي فيما يتعلق بالأخطار المتوقع أن أتعرض لها في حال استمريت في إستخدام جهاز الكمبيوتر أو اللاب توب أو الهاتف النقال للتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة وإنني استخدم التقنية الحديثة بصورة شبه يومية لارتباط عملي بها، مما نتج عن ذلك خطورة وسائط (العولمة) على نظري الذي بدأ ينحني على ذلك المنحنى الخطير منذ أيام، إذ أن الإشعاعات أثرت تأثيراً بالغاً على العينين بالاستخدام المفرط للأجهزة المختلفة حيث إنني ظللت أقضي في إطارها عدداً من الساعات، وهو الأمر الذي أدي لإحداث الضرر الذي أمرني في ظله الطبيب المشرف على حالتي الصحية أن أتوقف عن استخدام أجهزة الكمبيوتر، أو اللاب توب أو الهاتف المحمول أو أي وسيلة لها علاقة بالاشعاعات الناتجة عما افرزته (العولمة) ووسائطها المختلفة، والتي بدأت تطفو على السطح بحيث أن الطبيب أكد أيضاً أن الاستخدام المكثف للهاتف الذكي يتسبب في الحد من القدرة على التفكير بصورة سليمة لأنها تلعب دوراً كبيراً في إضعاف التركيز، وذلك لانشغال العقل بما يدور في العالم الافتراضي، مما ينجم عن ذلك الشرود الذهني الذي يؤثر بما لا يدع مجالا للشك على العينين، وذلك من خلال  الإسراف في الاستخدام السالب، خاصة ذلك الذي لا يترك مسافة تفصل العينين عن الأشعاعات الصادرة من الأجهزة المختلفة، فهي تؤثر بشكل مباشر على العينين، وتتسبب في إشكاليات صحية يصعب تداركها في المستقبل القريب والبعيد معاً، وأبرزها إصابة العينين بالجفاف، وعدم الرؤية بصورة واضحة، وقد تؤدي في نهاية المطاف للإصابة بالعمي كلياً.
وتشير المعلومات الطبية إلى أن إشعاع أجهزة الكمبيوتر، اللاب توب والهواتف السيارة تسبب الكثير من الأمراض المستعصية كسرطان القلب، الدماغ والغدد الكظرية، إذ أن  أبحاث ودراسات أجريت في هذا الإطار تؤكد أن هنالك صلة عميقة بين إشعاعات الأجهزة الإلكترونية، والإصابة بالأمراض سالفة الذكر، وعليه حذر العلماء من مغبة الاستمرار في التعامل معها لساعات طويلة حتي لا تتعرض الأماكن الحساسة لإشعاعات أجهزة الكمبيوتر، اللاب توب والهواتف الذكية، وفي ذات السياق قال الدكتور (جون بوتشر) : إن البشر يتعرضون للإشعاع في أنسجة محددة قريبة من مكان استخدام الأجهزة الإلكترونية كالهاتف المحمول وغيره، والهواتف النقالة تستخدم نوعاً معيناً من موجات الراديو، أو إشعاع التردد اللاسلكي (RFR) للإرسال بين الأجهزة والشبكة، ويتعرض الناس لـ(RFR)، وذلك من خلال استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة اللاسلكية الأخرى.
وبما أن ثورة التكنولوجيا قد أحدثت طفرة هائلة في شتي مناحي الحياة يجد الإنسان نفسه مضطراً للتعامل اليومي معها، خاصة  إستخدام الابتكارات التكنولوجية الجديدة من أجهزة الكمبيوتر، اللاب توب والهواتف النقالة، إذ أنها سهلة التعامل، وتبسط الإشكاليات المعترضة للإنسان الذى يتعامل مع الإنترنت الاتصالات المختلفة من خلال التطبيقات النوعية المسهلة لاستخدام الهاتف السيار، مما يسر على الإنسان التواصل مع الأخرين في جميع أنحاء العالم، مما يقود البعض للإطالة بتركيز النظر على شاشات الأجهزة المختلفة، وبالتالي ينتج عن ذلك التأثير على العينين اللذين تعتبران عضواً حسياً مسؤولاً رئيسياً عن إدراك الألوان، والتمييز بين الأشياء. فيما تعتبر الأشعاعات الصادرة عن أجهزة الكمبيوتر، واللاب توب والهاتف السيار خطراً على الإبصار خاصة عندما يطيل الإنسان النظر في الشاشات المختلفة المشار لها في إطار تناولي لهذا الموضوع الحساس، والذي في الغالب الاعم يسبب الالتهابات في العينين، بالإضافة إلى إضعاف عضلاتها، وذلك من واقع إرتفاع سطوع إضاءة شاشات الأجهزة المعنية، مما يؤدي ذلك للإصابة بالرؤية المزدوجة، كما ينجم عن ذلك غباش في الرؤية، وعدم القدرة على تمييز الأشياء بشكل واضح، وظهور الهالات السوداء تحت العينين  وحدوث بعض الانتفاخات في العينين، والإصابة بالجفاف، وتغير لونها وميله إلى اللون الأحمر، وزيادة الإفراز الدمعي عند استخدام الهاتف المحمول لمدة طويلة، والإصابة بما يعرف بالضمور البقعي في شبكية العينين، وزيادة احتمالية إصابتها بالتلف في الشبكية، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الرؤية المركزية، وزيادة احتمالية الإصابة بالإعتام في عدسة العين، وحماية العين من أضرار الهاتف المحمول بالنظر إلى وجود العديد من الأضرار، وذلك بسبب حساسية العينين، وسهولة تعرضها للمرض، فإنه لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات التي تعمل على الحد من أضرار الهاتف المحمولة على العينين، ومن أهم هذه الإجراءات العمل على ضبط إضاءة الهاتف المحمول بحيث تكون مناسبة للعينين، بالإضافة إلى عدم رفع سطوح شاشة الهاتف النقال في العتمة لأن ذلك يجهد عضلات العينين، ويؤثر عليهما، والنظر إلى شاشة الهاتف المحمول على بعد مناسب، فذلك يساعد على تجنب أضرار الهاتف المحمول على العينين، وزيادة حجم الخط المقروء في شاشة الهواتف المحمولة لأن هذا يسهل القراءة، ويخفف من الجهد الذي تبذله العينين من أجل إدراك النص بشكل واضح، وإراحة العين من النظر في شاشة الهاتف بين حين وآخر، فهذا يعطي العين فرصة للراحة من الأشعة الصادرة عنها.

انتشار ظاهرة البيع بـ(قدر ظروفك) لمواجهة الغلاء


افرزت الظروف الاقتصادية القاهرة طرقاً مختلفة للبيع خاصة في إطار (الكريمات) و(العطور)، وكانت هذه الطريقة محصورة في السيدات العاملات في التجارة، إلا أن الغلاء الاشد من نوعه جعل حتى الرجال يلجأون لهذه الطريقة في البيع بنظرية (قدر ظروفك)، وتعني بيع الكريمات والعطور بالأقساط المناسبة مع ظروف الزبائن، وأصبحت هذه الفكرة رائجة حيث أصبح الفتيات يشترين المنتجات بمبلغ بسيط، بدلاً من شرائه كاملاً، الأمر الذي سهل لهن استخدام الكريمات والعطور بعيداً عن الارتفاع الكبير في الأسعار في ظل ظروف اقتصادية قاهرة ، ولم يتوقف الأمر عند الكريمات والعطور، بل أمتد إلى الكثير من السلع الاستهلاكية الضرورية للحياة اليومية.
من الملاحظ أن هنالك استغلال للظروف الاقتصادية من بعض التجار الذين ينفذون زيادات على السلع التي ربما تكون موجودة في مخازنهم قبل الارتفاع الجنوني للأسعار، وبالتالي يختلف سعر المنتجات من محل تجاري إلى أخر.
وطالب عدد من المواطنين الدولة بتفعيل دور الرقابة علي الأسعار، وإلزام التجار بها، فلا تكفي وضع الديباجات عليها لأن البيع يتم وفقاً للأهواء الشخصية.

قصة مؤثرة لرفض والد فتاة زواجها من شباب أثرياء


كشفت إحدى الشابات الجميلات تفاصيل مؤثرة ومثيرة حول رفض والدها للشباب الذين تقدموا للزواج منها، حيث أنه ظل يمارس هذا الفعل على مدى سنوات، ومع هذا وذاك لم تكن ابنته تفهم لماذا يرفض فكرة ارتباطها شرعاً، كما أنه يرفض جملة وتفصيلاً مناقشته في هذا الأمر.
وتشير إلى أن والدها يرفض كل شاب يتقدم لها، وما أدخل فيها الشك أنه يلتقي بالعرسان لوحده بعيداً عن أعين الأسرة كأنه يضمر شيئاً في نفسه، وكلما التقى باحدهم تهرع والدتي مسرعة إليه لتعرف ما الذي جرى؟ إلا أنه كان يرد عليها بأن (المهر) الذي دفعه هذا العريس أو ذاك لا يرضيه، وهكذا إلى أن مرت سنوات وسنوات، حينها بدأ القلق يتسلل لدواخلي يوماً تلو الاخر خوفاً على مستقبلي الذي أعتقد أن والدي يقف أمامه لأسباب مالية بحته، فلم أعد أطيق أبي نهائياً، لأن نظرته المادية جعلتني أنظر إلى نفسي كسلعة يظفر بها من يدفع أكثر، وربما يكون قد وضع في رأسه مبلغاً مستحيلاً مقابل ابنته الوحيدة.
وأضافت : المهم أنه ومع مرور الأيام حدثت المعجزة غير المتوقعة إذ أن شاباً تقدم لخطبتي، وكنت غير متفائلة لأنني أعرف سلفاً الحوار الذي سيدور بينه ووالدي وما النتيجة، إلا أن والدتي هرولت نحو والدي كعادتها عندما يتقدم لي زوجاً، وكان أن سألته ما الذي حدث؟ فقال : وافقت على هذا الشاب، فلم تصدق ما طرق أذنيها رغماً عن أنه أفقر من معظم الشباب الذين طلبوا يدي، والأغرب في حالة زوجي أن والدي قبل به دون الخوض في تفاصيل (المهر) وظل يتمسك به على مدى السنوات الماضية.!
وأردفت : عموماً تمت مراسم الزفاف ومرت بنا الأيام على عجل وطوال ذلك الوقت لم أر من زوجي شراً أو ظلماً، إنما رأيت منه كل الحنان، الحب والمودة إلى أن توفى والدي إلى رحمة مولاه، وبعد انتهاء العزاء جاءني زوجي وضمني إليه بحنان، ثم قال : (يا صغيرتي لا تحزني)، فاستغربت جداً من عبارته تلك، فما كان منه إلا ونظر نحوي مضيفاً : (عندما تقدمت لخطبتك سألني والدك عما أستطيع فعله من أجلك، ففـكرت قليلاً ثم قلت له أنا لا أملك المال يا عم ولكن أقسم لك أن لا أجعلها تشعر بـيتم في يوم من الأيام حتى وإن فقدتك، وأن أحن عليها كما لو كانت ابنتي عندها أبتسم والدك وضمني وقال هذا مهرها لقد زوجتك ابنتي).

الخميس، 31 أكتوبر 2019

مساومة قبلية تعقد مصير سودانيين مختطفين في ليبيا


المجموعة المسلحة الليبية ترهن مصير الشباب السودانيين بقضية شقة شمبات الشهيرة
الرهائن السودانيين ظهروا في مقطع فيديو جديد يناشدون الفريق اول حميدتي
بعد مرور عام تقريباً عادت المجموعة الليبية المسلحة للمساومة بين السودانيين المحتجزين لديها، والمتهمين الليبيين الملقي عليهم القبض في جريمة قتل شقة (شمبات) الشهيرة، والتي أثارت قضيتها ردود فعل كبيرة لبشاعة الجرم المرتكب في حق الضحايا.
وجاء مقطع الفيديو الجديد صادماً إذ أنه أظهر الشباب السودانيين في موقف صعب جداً حيث أن الخاطفين يصوبون نحوهم السلاح مع التلويح بإطلاق الأعيرة النارية عليهم.
وقالت أسر الشباب المأسورين  جنوب ليبيا منذ عام تقريباً دون أن يجدوا حلا يفك أسرهم ويعيدهم إلى بلادهم، بعد أن ظل الشباب السودانيين يرزحون تحت رحمة من بيده السلاح.
 وقال محمد الأمين خال المحتجز محمد عبد الباقي مرجي البالغ من العمر (عشرون عاماً) : منذ بث مقاطع الفيديوهات التي تظهر أبنائنا المخطوفين لا ينقطع الزوار عن منزل أسرته بالجزيرة.
وأضاف : ابن اختي شد الرحال إلى ليبيا قبل عام من أجل تحسين أوضاعه وأوضاع أسرته الاقتصادية إذ أنه العائل الأوحد لأسرته المكونة من بنتين وخمسة أولاد، جميعهم يدرسون في مراحل دراسية مختلفة.
وأردف : بدأت قصة (محمد) مع ليبيا منذ اللحظة التي تكبد في إطارها المشاق، إذ أنه سافر إلى هناك عبر البر.
ومضي : عندما داهمت المجموعة المسلحة الليبية المكان الذي كان فيه ابن اختي (محمد) كان هو طريح الفراش مصاباً بالملاريا، وكان أن انتزعوا من يده محلولاً وريدياً كان يتلقاه، ومن ثم اقتادوه إلى مكان مجهول مع بقية الشباب السودانيين.
فيما طالب الشباب المأسورين جنوب ليبيا الفريق أول محمد حميدان حميدتي دقلو نائب رئيس المجلس السيادي، وقائد قوات الدعم السريع التدخل  السريع لكي يفك الخاطفين الليبيين إسرهم الذي مر عليه عاماً تقريباً، ومع هذا وذاك ناشد أهالى الضحايا السودانيين أسر ضحايا شقة (شمبات) الشهيرة بالعفو عن الجناة حتي تطلق المجموعة الليبية المسلحة أبناءكم السودانيين المحتجزين جنوب ليبيا منذ عام تقريباً.
وأبدي البعض تخوفهم من أن  ينفذ الخاطفين تهديدهم بتصفية الرهائن في حال تم تنفيذ الإعدام في المتهمين الليبيين المتورطين في جريمة قتل.
ووجه أهالى السودانيين الذين تم اختطافهم غرب مدينة (سبها) بليبيا نداء استغاثة إلى أسر ضحايا شقة (شمبات) الشهيرة بالاستجابة إلى العفو عن الجناة الليبين حتي يتم إطلاق سراح ابناءهم الذين ظلوا في الاحتجاز منذ عام تقريباً، خاصة وأنهم يعيشون أوضاعاً سيئة ومذرية على خلفية مشاهدتهم للمخطوفين عبر مقاطع الفيديوهات التي درجت المجموعة الليبية المسلحة على بثها ما بين الفينة والاخرى لممارسة المزيد من الضغوطات، والتي على إثرها لم يتلقوا اية تطمينات على ابناءهم أو تمكنهم من التواصل مع المجموعة الليبية المسلحة، مما قادهم إلى أن يركنوا لحالة يرثي لها، لذا ناشدوا أسر الضحايا السودانيين الذين قتلوا داخل شقة شمبات الشهيرة.
بينما أظهرت سلسلة مقاطع فيديوهات قصيرة المجموعة الليبية المسلحة، وهي تظهر الشباب السودانيين مكبلين بالسلاسل والأغلال الحديدية، مما جعل حركتهم محدودة من مكان إلى آخر، وهذا أن دل على شيء، فإنما يدل على أن المجموعة الليبية المسلحة منظمة تنظيماً دقيقاً ويتضح ذلك بجلاء من خلال إنتاجها فيديوهات بحرفية وتقنية عالية جداً، ومن ثم يتم بثها عبر (الفيس بوك) لممارسة ضغوطات علي أسر الضحايا الذين أطلقوا صرخات استغاثة إلى الحكومة والشعب السوداني وخصوا بها أهلهم في ولاية الجزيرة التي ينحدرون منها.
وأوضحت مقاطع الفيديوهات الشباب السودانيين الذين تم اسرهم في ظروف غامضة بعد أن اضطرتهم الأوضاع المعيشية في بلادهم للبحث عن عمل يكفلون من خلاله عوائلهم المغلوب على أمرها.
وفي ذات الإطار قالوا : بدأت قصة الاختطاف عندما جاء مواطناً ليبيا من مدينة (الكفرة) إلى مناجم الذهب بمنطقة (كلمنجة)، ووجه سؤالاً إلى من يعملون في تلك المنطقة، هل هنالك أي سوداني تربطه صلة بأي مسؤولين في الحكومة السودانية حتي يساعدني في إطلاق سراح نجلي (محمود) الذى يواجه تهمة القتل العمد في الخرطوم، وذلك على خلفية اتهامه بإرتكاب جريمة قتل بشعة شهدتها شقة تقع في منطقة (شمبات) الواقعة شمال مدينة الخرطوم بحري، وتصل التهمة الموجهة إليه حد الاعدام شنقاً حتي الموت، وهو الآن مودع في أحد السجون السودانية، إلا أن والد المتهم الليبي (محمود) وجد شباباً سودانيين بسطاء يتخذون التجارة، والتنقيب عن الذهب عشوائياً عملاً لهم.
وأضافوا : نفس الليبي الذي يبدو عليه أنه ينتمي إلى قبائل (التبو) توجه في اليوم التالي مباشرة إلى مكان إقامة السودانيين، واصطحب معه شاباً سودانياً إلى جهة مجهولة، ومر علي اقتياد ذلك الشاب السوداني أسبوعاً من تاريخه ثم جاء بعد ذلك ترافقة مجموعة ليبية مدججة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة ليتم اختطاف شباباً سودانيين آخرين.
وبالانتقال إلى قصة الشاب المخطوف محمد عبدالباقي نجد أنه شد الرحال إلي مناطق التعدين عن الذهب بالحدود الليبية قبل أن يبلغ من العمر عشرين عاماً، وهو يعتبر أكبر أشقائه والعائل الأوحد لأسرته المكونة من (١٠) أشخاص، هاجر بحثاً عن سبل حياة معيشية كريمة، وذلك في ظل ظروف اقتصادية قاهرة تمر بها البلاد منذ سنوات وسنوات، ويدرس في تلك الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد أشقائه في مراحل تعليمية مختلفة.
ومضت أسرته  : (محمد) منذ صغره كان مهموماً بالأوضاع الاقتصادية لأسرته حيث عمل في مجال بيع (الصحف) السودانية بالخرطوم ثم عمل سائقاً لـ(ركشة) إلا أن هذه المهن لم تكن تسد العجز المالي لأسرته مما حدا به أن يهاجر إلى ليبيا، رغماً عن علمه التام بخطورة الأقدام على هذه الخطوة خاصة وأن ليبيا تشهد أوضاعاً أمنية غير مستقرة، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي) إلا أن البحث عن الحل لم يترك له فرصة التفكير في خطورة المكان، وما يمكن أن يوول إليه مصيره في المستقبل، فليس أمامه حلاً غير أن يبحث عن طوق للنجاة من (الفقر).
والتحق (محمد) بأبناء منطقته الذين ينقبون عن الذهب في منجم (كلمنجة) الواقع على الحدود المثلثة ليبيا وتشاد والنيجر، إذ بدأ مشوار الأغتراب بالعمل في أحد المحلات التجارية الخاصة ببيع الأزياء الرجالية، وما بين الفينة والآخري يتسلل إلى منطقة (الكفرة) الليبية لإحضار بعض البضائع، وكان (محمد) قد أطل على مشهد الرأي العام برفقة (8) من الشباب الذين تعود جذورهم لولاية الجزيرة وسط السودان، وهم مقيدين بالسلاسل والأغلال الحديدية، ويظهر خلفهم أفراد من المجموعة الليبية المسلحة بالبزات العسكرية، ويحملون في ذات الوقت أسلحة (خفيفة) و(ثقيلة).
إما الشاب المحتجز سيف الدين محمد بدوي، فهو يعتبر الابن الوحيد في أسرته، إذ أنه سافر إلى ليبيا باحثاً عن أوضاع اقتصادية أفضل تسهل لشقيقاته الأناث مواصلة دراستهن، إلا أنه لم يكن يدري أن مصيره سيكون مبنياً على المجهول، ويقع ضحية للمجموعة الليبية المسلحة.
وفي هذا الجانب ناشد أهالي الضحايا أسر ضحايا شقة (شمبات) التي شهدت أبشع جريمة قتل تمر على مدينة الخرطوم، مؤكدين بأن أبنائهم ليس لهم ذنباً فيما جري، فهم جميعاً أجبرتهم الظروف الاقتصادية على السفر إلى ليبيا بعد أن كانوا يعملون في بعض المهن البسيطة في السودان، وذلك من أجل مساعدة أسرهم والتكفل بنفقات تعليم أشقائهم.
من جانبها حرصت المجموعة الليبية المسلحة على تصوير الرهائن السودانيين في مقاطع فيديوهات أثناء تعذيبهم في منطقة صحراوية قاحلة مع حراسة مشددة من قبل بعض المسلحين، ثم منحوا كل شاباً من أولئك الشباب فرصة لمناشدة الحكومة السودانية من أجل الاسراع بفك اسرهم، وظلوا في كل مقطع فيديو من الفيديوهات التي يبثونها يتيحون للضحايا فرصة التعريف بأسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها، ويلقون باللائمة على قنصل السودان بالعاصمة الليبية (طرابلس) أبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير لعدم الاستجابة لاتصالاتهم به، علماً بأن المجموعة الليبية المسلحة لم تطلب (فدية) نظير إطلاق سراح المعتقلين السودانيين الذين ظلوا يتعرضون للتعذيب والضرب، فضلاً عن إجبارهم على الركض في الكثبان الرملية، مع إطلاق أعيرة نارية في الهواء، وهكذا هي مقاطع الفيديوهات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنهم يعيشون أوضاعاً إنسانية (حرجة)، وتوضح أن المحتجزين لدي المجموعة الليبية المسلحة ثمانية سودانيين تم أسرهم كرهائن من قبل قبائل (التبو) جنوب ليبيا، وهم لا يطلبون مقابل إخلاء سبيلهم (فدية) مالية، إنما يرغبون في التفاوض مع مسؤول سوداني رفيع في قضية مجزرة شقة (شمبات) الشهيرة المتهم فيها (محمود) الليبي الذي ينتمي إلى تلك العشيرة، التي تساوم مقابل إخلاء سبيل السودانيين بإطلاق سراح الليبيين المتهمين في قضية شقة (شمبات) السبب الرئيسي وراء اختطاف الشباب السودانيين.
في سياق البحث عن الأسباب التي أدت إلى اختطاف الشباب السودانيين كتب الليبي عبدالحكم بلقاسم منشوراً عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يبعث من خلاله برسالة إلى قاضي المحكمة السودانية التي تنظر في قضية شقة (شمبات) الشهيرة مشيراً إلى محاكمة الليبي (محمود أوشي)، والذي يواجه الاتهام بالإعدام شنقاً حتي الموت في قضية شقة (شمبات) التي راح ضحيتها سودانيين بصورة أقل ما توصف به أنها بشعة جداً، وقد هزت الرأي العام السوداني على أساس أنها من الجرائم الدخيلة على المجتمع السوداني، والذي لم يألفها قبلاً، وبالتالي أشار الشخص الذي يبدو أنه ليبي إلى أنه من عائلة المتهم (محمود أوشي)، مؤكداً أنه ينتمي لقبائل (التبو) عشيرة (أوشي).
وأضاف : إن المجموعة الليبية المسلحة المعتقلة للسودانيين الثمانية ترغب في إبرام إتفاق يقضي بتبادل السودانيين المحتجزين نظير المتهمين الليبيين الذين تعود جذورهم إلى جنوب ليبيا.

وجزم شاهد عيان بأن الخاطفين من إحدى القبائل الليبية واسعة النفوذ في منطقة المنجم، وهم لا يريدون فدية مالية، لكنهم - بحسب أقرباء للخاطفين- يعتزمون مساومة الرهائن بأحد أبنائهم الموقوف في جريمة قتل اهتزت لها الخرطوم قبل أشهر وراح ضحيتها اثنان من تجار العملة، عبر قتلهم وتقطيع أوصالهم.

اصطياد (اصلة) يتجاوز طولها خمسة أمتار بـ(حجر العسل)


وضع أهالى من منطقة (حجر العسل) بولاية نهر النيل شمال السودان تفاصيل اصطيادهم لاصلة ضخمة جداً، ويصل طولها حوالي خمسة أمتار ونصف المتر.
 وتشير الوقائع إلى أن الأصلة شكلت خطراً على حياة سكان منطقة (حجر العسل) وروعت الناس هناك، بالإضافة إلى أنها قضت على عدد من الأغنام والماشية بالمنطقة.
 فيما قال محمد فضيل عوض الله الذي تمكن من اصطياد الأصلة المعنية : إن الأصلة حجمها كبير جداً، وبما أنها ظلت تشكل خطراً داهماً على الأهالي والماشية قررت أن أتابعها متابعة دقيقة إلى أن استطعت اصطيادها بصورة غاية في الصعوبة.
وأضاف : إن القضاء على الاصلة  أراح المواطنين بالمنطقة من شرها.
بينما أشاد علي بخيت الرقيب معاش بالقوات المسلحة بالجهود التي بذلها  (محمد فضيل) مؤكداً أنه افتخار واعزاز لسكان المنطقة بما قام به من عمل يندرج في إطار الإنسانية، إذ أنه بث الطمأنينة في نفوس ناس منطقة (حجر العسل).

الاثنين، 28 أكتوبر 2019

*سراج النعيم يكتب (أوتار الأصيل) : ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺟﺰﺀ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻨﺎ

*
.............
ﻛﻠﻤﺎ ﻓﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ الإشكاليات التي تعتريه يبدأ الخوف في تملك دواخله، وربما يركن إليه بالرغم من أنه المصير المحتوم الذى ينتظره، ولا سيما فإنه مصير مجهول، نعم مجهول يحاول من خلاله تجنب ذلك الإحساس، فالإحساس به مخيف ، مرعب ويؤدي بلا شك إلى التفكير في إنكار تلك الحقيقة، وهذا الإنكار يقود الإنسان إلى المزيد من الخوف ، القلق، التوتر والمرارات، فتصبح النفس الإنسانية صغيرة أمامه، والذى يبدأ في التعمق تدريجياً ثم يكبر ويكبر إلى أن يصبح مع مرور الأيام خطراً داهماً على حياة الإنسان، فتقل معه درجات التفكير، مما يقود إلى فقدان القدرة على مجابهة الخوف الذي سيطر على فكره، وبالتالي يجعله ضائعاً ما بين التفكير، وإهدار الطاقة النفسية، فينتج عن ذلك شعور بالدونية، شعور يدفع المفكر إلى الفشل مهما كان ناجحاً، فلا تجديه محاولات تظاهره أمام الناس بالقوة، فلا يمكنه الصمود طويلاً ، لماذا؟ ربما لأن الخوفه مبني على اختلاف وجهات نظر أفراد المجتمع، وهذه تختلف من شخص.. إلي آخر.. ما يزيد من المخاوف، فيضطر إلى تجنب الالتقاء بالناس، خاصة في محيط الأسرة أو خارجها، كما أنه يتجنب مواقف تصحي في دواخله الخوف، والذي يبدأ صغيراً ثم يكبر ويكبر ويكبر في خياله إلى أن يصبح أكبر بكثير من إمكانياته ومقدراته، خاصة وأن الإنسان لديه طاقة محدودة، ولا تستطيع أن يقاوم ذلك الخوف، مما يؤكد أنه جزء ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ التكوين الإنساني، وبالتالي لا يمكن إنكاره خاصة حينما ينحصر التفكير في ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ به، فالإحساس به ربما يكون ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻭ دواعي أﻣﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، أﻭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻭ.. ﺃﻭ.. ﺃﻭ… ﺍﻟﺦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ وﺍلدوافع ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭكل ﻣﻦ يحاول إنكارها ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺫﺏ نعم ﻛﺎﺫﺏ وستين ألف ﻛﺎﺫﺏ، ومهما كانت محاولاته مستمرة للإنكار، فإنه يحس بالخوف يدب في دواخله، يحس به في حله وترحاله، والشواهد عليه كثيرة، وﻣﻦ تلك الشواهد قصة ﺍﻟﺴﻴﺪﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻗﺪﻣﺘﺎ إلى ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻫﻤﺎ على خلاف حول طفل ﺭﺿﻴﻊ ﺍﺩﻋﺖ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ، مما حدا بسيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ أﻥ يحضر ﺳﻜﻴﻨﺎً ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ لاخافة أم الطفل الحقيقية بادعاء تقسيم ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺇلى ﻧﺼﻔﻴﻦ، ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ منهما النصف، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ شرع ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺇﻻ ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، مؤكدة أنها ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ للاخري عنه خوفاً عليه من القتل، وبهذه الصرخة تأكد إلى سيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺄﻥ السيدة المتنازلة ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻲ الأﻡ الحقيقية، أليس في هذه ﺍﻟﻘﺼﺔ عظة وعبرة ﺗﺆﻛﺪ بما لا يدع مجالاً للشك بأن ﺍﻟﺨﻮﻑ حقيقة لا يمكن للإنسان ﺇﻧﻜﺎﺭها، وأن الخوف موجود ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ وللخوف أﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ، الخوف من ﺍﻟﻤﺮﺽ، الخوف من اﻟﻔﻘﺮ، الخوف من ﺍﻟﻌﻮﺯ، الخوف من السلطان، و.. و.. و…الخ، وفي ظل ذلك يبقي اﻟﺨﻮﻑ عاملاً ﺃﺳﺎساً ﻣﻦ حيث تشكيله قوة الإنسان في ﺗﻔﻜﻴﺮه، إيمانه وإرادته، ولكن الإحساس بالخوف يفقد الإنسان للثقة ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ويضعف ﻳﻘﻴﻨﻪ ويفقده اﻷﻣﻞ كيف لا؟؟ والخوف رﻓﻴﻖ الإنسان ﻣﻨﺬ ﺻﺮخة الميلاد ﺍﻷﻭﻟﻲ، إذ أنه يشعر به، لذلك أرجو أن تشفقوا على من يتملكه الخوف، وأن لا نحمله ﻓﻮﻕ ﻃﺎقته، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ الإنسان فلماذا الاندهاش في زمن لم يعد فيه للاندهاش مساحة فارغة خاصة وأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ملأ كل المساحات الفارغة بالدهشة على مدي ثلاثين عاماً حتى أن الأحداث أصبحت لا تستحق الاندهاش، وذلك من كثرة ما اندهشنا، وعليه فقدت الكلمة معناها، مضمونها وجوهرها، ولم يعد لها حيزاً في واقعنا المرير، واقعنا الذي كان يحكمه الخوف من ماذا؟ لا أدري ولكن الإجابة المتوقعة ببساطة شديدة الخوف من كل شىء الخوف من ألسنة الناس، الخوف من نظرات المجتمع، الخوف من اليوم، الغد.. والخ، وفي ظل هذه المخاوف لا نفكر في الخوف من الله سبحانه وتعالي بالرغم من أنه وضع في داخل الإنسان هذا الخوف، وضعه منذ صرخة الميلاد الأولي وجعله ينمو ويكبر معه يوماً تلو الآخر، وكلما مر الإنسان بأزمة من الأزمات أو بموقف من المواقف بغض النظر عما كان الموقف كبيراً أو صغيراً فإنه يجد نفسه مضطراً إلى التحليل، التخمين، التكهن، الاستنتاج وإدارة الحوارات حول الإشكاليات بحثاً عن مخرج، وأي مخرج ينتظره في هذا اليوم أو الغد أنه لم ولن يجد ذلك المخرج، وبالتالي يستسلم نسبة إلى أن قدراته على المقاومة أضعف من كل المخاوف، ما يجعله يتفاجأ بأن الخوف يعتريه بلا طعم، بلا رائحة، بلا شكل، بلا لون، هكذا هو الخوف يدفعه دفعاً إلى أن يطوع ذاته للاستشعار والبحث بالايحاءات والايماءات.. ولكن ما النتيجة؟، لا شىء محسوس، لا شىء يشير إلى حقيقة غير الخوف الذي يسيطر على حياة الإنسان دون أن يراه، وهكذا يكتشف الإنسان أن ما يبحث عنه غير موجود، وكلما فكر فيه يجد أنه مفقود، مفقود، وهكذا يقود الخوف الإنسان إلى التفكير السالب، وفي كثير من الأحيان لليأس، للظلم، للألم، للمرارات.. والخ من الاحاسيس السالبة، فالخوف يزيد من حاجة الإنسان للاطمئنان، والذي بدونه تكون الحياة بلا كبرياء، بلا كرامة، ولكن هل من السهل الحصول على الاطمئنان في حياة مليئة بالتعقيدات المركبة؟ الإجابة لا وبما أن الإجابة لا سيظل الإنسان عائشاً في الحياة بكل تعاسة وألم، حزن، جراح ومرارات، هكذا يجد الإنسان نفسه ملكاً للشعور بالخوف، فيفقد الأمل، ويفقد عزته، فيما يشعر بالقهر والإزلال، وما أصعب أن يقهر الإنسان في وطنه ووسط أهله وأصدقائه وزملائه الذين يفكر فيهم من حيث النقد الذي ينتظره، فالنقد الذي يبدأ من أقرب الأقربين، ثم تتسع رقعته لتمتد إلى الصحافة الورقية والإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ويتركز النقد في إلقاء اللوم علي الضحية، ومن ثم تبدأ مجالس المدينة في مناقشة ما حدث بمعرفة أو بغيرها، فالكل يريد أن يدلي بدلوه حتى لا يكون خارج الصورة، وليس مهما معرفة الجانب النفسي لمن نوجه له أو لها النقد، وما الذي يترتب عليه ذلك النقد من نتائج في المحيط الأسري أو المجتمعي داخلياً أو خارجياً خاصة وأن تركيبة الإنسان تهاب النقد و( كلام الناس)، مما يجعل الجميع يتجنب إيقاع أنفسهم فيما يقودهم إلى النقد حتى لا يكونوا مادة خصبة للصحافة الورقية والإلكترونية ووسائط (العولمة) المختلفة الأسرع انتشاراً ما يسهل للآخرين أبدأ آرائهم الإيجابية والسلبية، وبالتالي تجد أن لديهم القابلية لتقبل كل ما هو مطروح أن كان صحيحاً أو خاطئاً لذا تجدني دائماً ما أبحث عن العقلاء والمفكرين كلما حدثت أزمة من الأزمات بحكم أن قرأتهم تختلف ولا ينجرون وراء ذلك التيار الجارف، لذلك لا احتفي بالنقد الذي يكتب في لحظة انفعال، لأنه يوقع كاتبه في الأخطاء الفادحة، ومثل هذا النقد يصعب تداركه، فهو مثل الطلق الناري حينما يخرج من سلاحه، وليعلم كل هؤلاء أو أولئك بأن للخوف أنواع ﺗﻤﻸ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻠﻮﻧﻬﺎ بألوان مختلفة ﻭتصبغها ﺃﺻﺒﺎﻏﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وعليه فإن كل ما يفعله الإنسان في حياته قائم على ﺍﻟﺨﻮﻑ إلا من كان إيمانه وإرادته قويتان ويستطيع من خلالهما أن يزيل كل مخاوفه، وأن يضع حاجزاً يقف حائلاً بينه وبينها.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...