الخميس، 31 أكتوبر 2019

اصطياد (اصلة) يتجاوز طولها خمسة أمتار بـ(حجر العسل)


وضع أهالى من منطقة (حجر العسل) بولاية نهر النيل شمال السودان تفاصيل اصطيادهم لاصلة ضخمة جداً، ويصل طولها حوالي خمسة أمتار ونصف المتر.
 وتشير الوقائع إلى أن الأصلة شكلت خطراً على حياة سكان منطقة (حجر العسل) وروعت الناس هناك، بالإضافة إلى أنها قضت على عدد من الأغنام والماشية بالمنطقة.
 فيما قال محمد فضيل عوض الله الذي تمكن من اصطياد الأصلة المعنية : إن الأصلة حجمها كبير جداً، وبما أنها ظلت تشكل خطراً داهماً على الأهالي والماشية قررت أن أتابعها متابعة دقيقة إلى أن استطعت اصطيادها بصورة غاية في الصعوبة.
وأضاف : إن القضاء على الاصلة  أراح المواطنين بالمنطقة من شرها.
بينما أشاد علي بخيت الرقيب معاش بالقوات المسلحة بالجهود التي بذلها  (محمد فضيل) مؤكداً أنه افتخار واعزاز لسكان المنطقة بما قام به من عمل يندرج في إطار الإنسانية، إذ أنه بث الطمأنينة في نفوس ناس منطقة (حجر العسل).

الاثنين، 28 أكتوبر 2019

*سراج النعيم يكتب (أوتار الأصيل) : ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺟﺰﺀ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻨﺎ

*
.............
ﻛﻠﻤﺎ ﻓﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ الإشكاليات التي تعتريه يبدأ الخوف في تملك دواخله، وربما يركن إليه بالرغم من أنه المصير المحتوم الذى ينتظره، ولا سيما فإنه مصير مجهول، نعم مجهول يحاول من خلاله تجنب ذلك الإحساس، فالإحساس به مخيف ، مرعب ويؤدي بلا شك إلى التفكير في إنكار تلك الحقيقة، وهذا الإنكار يقود الإنسان إلى المزيد من الخوف ، القلق، التوتر والمرارات، فتصبح النفس الإنسانية صغيرة أمامه، والذى يبدأ في التعمق تدريجياً ثم يكبر ويكبر إلى أن يصبح مع مرور الأيام خطراً داهماً على حياة الإنسان، فتقل معه درجات التفكير، مما يقود إلى فقدان القدرة على مجابهة الخوف الذي سيطر على فكره، وبالتالي يجعله ضائعاً ما بين التفكير، وإهدار الطاقة النفسية، فينتج عن ذلك شعور بالدونية، شعور يدفع المفكر إلى الفشل مهما كان ناجحاً، فلا تجديه محاولات تظاهره أمام الناس بالقوة، فلا يمكنه الصمود طويلاً ، لماذا؟ ربما لأن الخوفه مبني على اختلاف وجهات نظر أفراد المجتمع، وهذه تختلف من شخص.. إلي آخر.. ما يزيد من المخاوف، فيضطر إلى تجنب الالتقاء بالناس، خاصة في محيط الأسرة أو خارجها، كما أنه يتجنب مواقف تصحي في دواخله الخوف، والذي يبدأ صغيراً ثم يكبر ويكبر ويكبر في خياله إلى أن يصبح أكبر بكثير من إمكانياته ومقدراته، خاصة وأن الإنسان لديه طاقة محدودة، ولا تستطيع أن يقاوم ذلك الخوف، مما يؤكد أنه جزء ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ التكوين الإنساني، وبالتالي لا يمكن إنكاره خاصة حينما ينحصر التفكير في ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ به، فالإحساس به ربما يكون ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻭ دواعي أﻣﻨﻴﺔ، ﺃﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، أﻭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻭ.. ﺃﻭ.. ﺃﻭ… ﺍﻟﺦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ وﺍلدوافع ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﻭكل ﻣﻦ يحاول إنكارها ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺫﺏ نعم ﻛﺎﺫﺏ وستين ألف ﻛﺎﺫﺏ، ومهما كانت محاولاته مستمرة للإنكار، فإنه يحس بالخوف يدب في دواخله، يحس به في حله وترحاله، والشواهد عليه كثيرة، وﻣﻦ تلك الشواهد قصة ﺍﻟﺴﻴﺪﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻗﺪﻣﺘﺎ إلى ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻫﻤﺎ على خلاف حول طفل ﺭﺿﻴﻊ ﺍﺩﻋﺖ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ، مما حدا بسيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ أﻥ يحضر ﺳﻜﻴﻨﺎً ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ لاخافة أم الطفل الحقيقية بادعاء تقسيم ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺇلى ﻧﺼﻔﻴﻦ، ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ منهما النصف، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ شرع ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺇﻻ ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، مؤكدة أنها ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ للاخري عنه خوفاً عليه من القتل، وبهذه الصرخة تأكد إلى سيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺄﻥ السيدة المتنازلة ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻲ الأﻡ الحقيقية، أليس في هذه ﺍﻟﻘﺼﺔ عظة وعبرة ﺗﺆﻛﺪ بما لا يدع مجالاً للشك بأن ﺍﻟﺨﻮﻑ حقيقة لا يمكن للإنسان ﺇﻧﻜﺎﺭها، وأن الخوف موجود ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ وللخوف أﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ، الخوف من ﺍﻟﻤﺮﺽ، الخوف من اﻟﻔﻘﺮ، الخوف من ﺍﻟﻌﻮﺯ، الخوف من السلطان، و.. و.. و…الخ، وفي ظل ذلك يبقي اﻟﺨﻮﻑ عاملاً ﺃﺳﺎساً ﻣﻦ حيث تشكيله قوة الإنسان في ﺗﻔﻜﻴﺮه، إيمانه وإرادته، ولكن الإحساس بالخوف يفقد الإنسان للثقة ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ويضعف ﻳﻘﻴﻨﻪ ويفقده اﻷﻣﻞ كيف لا؟؟ والخوف رﻓﻴﻖ الإنسان ﻣﻨﺬ ﺻﺮخة الميلاد ﺍﻷﻭﻟﻲ، إذ أنه يشعر به، لذلك أرجو أن تشفقوا على من يتملكه الخوف، وأن لا نحمله ﻓﻮﻕ ﻃﺎقته، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ الإنسان فلماذا الاندهاش في زمن لم يعد فيه للاندهاش مساحة فارغة خاصة وأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ملأ كل المساحات الفارغة بالدهشة على مدي ثلاثين عاماً حتى أن الأحداث أصبحت لا تستحق الاندهاش، وذلك من كثرة ما اندهشنا، وعليه فقدت الكلمة معناها، مضمونها وجوهرها، ولم يعد لها حيزاً في واقعنا المرير، واقعنا الذي كان يحكمه الخوف من ماذا؟ لا أدري ولكن الإجابة المتوقعة ببساطة شديدة الخوف من كل شىء الخوف من ألسنة الناس، الخوف من نظرات المجتمع، الخوف من اليوم، الغد.. والخ، وفي ظل هذه المخاوف لا نفكر في الخوف من الله سبحانه وتعالي بالرغم من أنه وضع في داخل الإنسان هذا الخوف، وضعه منذ صرخة الميلاد الأولي وجعله ينمو ويكبر معه يوماً تلو الآخر، وكلما مر الإنسان بأزمة من الأزمات أو بموقف من المواقف بغض النظر عما كان الموقف كبيراً أو صغيراً فإنه يجد نفسه مضطراً إلى التحليل، التخمين، التكهن، الاستنتاج وإدارة الحوارات حول الإشكاليات بحثاً عن مخرج، وأي مخرج ينتظره في هذا اليوم أو الغد أنه لم ولن يجد ذلك المخرج، وبالتالي يستسلم نسبة إلى أن قدراته على المقاومة أضعف من كل المخاوف، ما يجعله يتفاجأ بأن الخوف يعتريه بلا طعم، بلا رائحة، بلا شكل، بلا لون، هكذا هو الخوف يدفعه دفعاً إلى أن يطوع ذاته للاستشعار والبحث بالايحاءات والايماءات.. ولكن ما النتيجة؟، لا شىء محسوس، لا شىء يشير إلى حقيقة غير الخوف الذي يسيطر على حياة الإنسان دون أن يراه، وهكذا يكتشف الإنسان أن ما يبحث عنه غير موجود، وكلما فكر فيه يجد أنه مفقود، مفقود، وهكذا يقود الخوف الإنسان إلى التفكير السالب، وفي كثير من الأحيان لليأس، للظلم، للألم، للمرارات.. والخ من الاحاسيس السالبة، فالخوف يزيد من حاجة الإنسان للاطمئنان، والذي بدونه تكون الحياة بلا كبرياء، بلا كرامة، ولكن هل من السهل الحصول على الاطمئنان في حياة مليئة بالتعقيدات المركبة؟ الإجابة لا وبما أن الإجابة لا سيظل الإنسان عائشاً في الحياة بكل تعاسة وألم، حزن، جراح ومرارات، هكذا يجد الإنسان نفسه ملكاً للشعور بالخوف، فيفقد الأمل، ويفقد عزته، فيما يشعر بالقهر والإزلال، وما أصعب أن يقهر الإنسان في وطنه ووسط أهله وأصدقائه وزملائه الذين يفكر فيهم من حيث النقد الذي ينتظره، فالنقد الذي يبدأ من أقرب الأقربين، ثم تتسع رقعته لتمتد إلى الصحافة الورقية والإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ويتركز النقد في إلقاء اللوم علي الضحية، ومن ثم تبدأ مجالس المدينة في مناقشة ما حدث بمعرفة أو بغيرها، فالكل يريد أن يدلي بدلوه حتى لا يكون خارج الصورة، وليس مهما معرفة الجانب النفسي لمن نوجه له أو لها النقد، وما الذي يترتب عليه ذلك النقد من نتائج في المحيط الأسري أو المجتمعي داخلياً أو خارجياً خاصة وأن تركيبة الإنسان تهاب النقد و( كلام الناس)، مما يجعل الجميع يتجنب إيقاع أنفسهم فيما يقودهم إلى النقد حتى لا يكونوا مادة خصبة للصحافة الورقية والإلكترونية ووسائط (العولمة) المختلفة الأسرع انتشاراً ما يسهل للآخرين أبدأ آرائهم الإيجابية والسلبية، وبالتالي تجد أن لديهم القابلية لتقبل كل ما هو مطروح أن كان صحيحاً أو خاطئاً لذا تجدني دائماً ما أبحث عن العقلاء والمفكرين كلما حدثت أزمة من الأزمات بحكم أن قرأتهم تختلف ولا ينجرون وراء ذلك التيار الجارف، لذلك لا احتفي بالنقد الذي يكتب في لحظة انفعال، لأنه يوقع كاتبه في الأخطاء الفادحة، ومثل هذا النقد يصعب تداركه، فهو مثل الطلق الناري حينما يخرج من سلاحه، وليعلم كل هؤلاء أو أولئك بأن للخوف أنواع ﺗﻤﻸ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺗﻠﻮﻧﻬﺎ بألوان مختلفة ﻭتصبغها ﺃﺻﺒﺎﻏﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، وعليه فإن كل ما يفعله الإنسان في حياته قائم على ﺍﻟﺨﻮﻑ إلا من كان إيمانه وإرادته قويتان ويستطيع من خلالهما أن يزيل كل مخاوفه، وأن يضع حاجزاً يقف حائلاً بينه وبينها.

سراج النعيم يكتب : الإحساس بالخوف حد القلق


إن الإحساس بالاطمئنان في ظل أوضاع سياسية، اقتصادية واجتماعية مذرية لا يمكن توفره إلا إذا زالت الأسباب، فالخوف من المستقبل عاملاً أساسياً في جعل ذلك الإحساس ممكناً، فضلاً عن الحياة تصبح في نظر الإنسان مظلمة، وبالتالي المرء في بحث دءوب عن الاطمئنان في كل سكناته وحركاته، ولو اضطره ذلك لأن يشد الرحال إلى أبعد مكان في العالم، فالإحساس بـ(الخوف) له الكثير من الآثار النفسية، مما يجعل الإنسان قلقاً ومتوتراً، وتعتليه الشكوك والظنون، ولاسيما تجده دائماً في حالة من الضيق.
وبما أن الخوف جزء لا يتجزأ من الإنسانية، فإنه يصبح مع مرور الأيام، الشهور والسنين أزمة من الأزمات في العصر المتسارعة مجريات أحداثه بشكل يومي، ومما لا شك فيه فإن عوامله كثيرة كالضغوطات الحياتية وأبرزها الظروف الاقتصادية (القاهرة) التي تلعب دوراً كبيراً في محيطه الأسري، العمل والمجتمع، وبالتالي فإن إحساس (الخوف) يدفع دفعاً إلى الفشل الذريع.
فيما تتنوع أسباب الخوف من إنسان إلى آخر، فهنالك من ينشأ في دواخله منذ نعومة أظافره، ومن ثم يبدأ في الازدياد يوماً تلو الآخر، وذلك من واقع مواقف قاسية يمر بها في حياته، وقطعاً لها أسباب نفسية مندرجة في هذا الإطار، وبالرغم عن ذلك هنالك من يستطيع التقلب عليها، وتجاوز عواملها المعترضة طريقه على مدي سنواته المتمرحلة، وبالمقابل هنالك من لا يستطيع التخلص منها، فيجد نفسه محاصراً به من كل حدب وصوب، هكذا يستمر معه ذلك الإحساس بالخوف، والذي يشعره في كثير من الأحيان بحالة من (القلق)
لعدم قدرته على تجاوز ما يمر به من مواقف صعبة، ما يفضي في نهاية المطاف لعدم التفكير الإيجابي في (الحاضر) و(المستقبل)، ولا سيما فإنه نابع من ركون الإنسان للخوف حد القلق، والذي لا يدع مجالاً لإيجاد الحل، والانتقال إلى مرحلة الاطمئنان، وبالتالي إذا استمر الإنسان على ذلك النمط فإنه سيصل إلى مرحلة الإصابة بـ(الاكتئاب).
دائماً ما ينتج عن الخوف تفكير سلبي فيما حدث وسيحدث آنياً وفيما بعد، وهو إحساس يولد في دواخل كل إنسان قلقاً يقوده لطرح الأسئلة حول الأيام المقبلة، وما كيفية تخطي متاريس تعترض طريقه حاضراً ومستقبلاً، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد بالغة التعقيد، وتؤثر في الإنسان المهيأ أصلاً للخوف من المصير الذي يؤول إليه وأسرته من تفكك، وهو الإحساس الأكثر تأثيراً في الحياة.
ومن المؤكد جداً أن (الخوف) ينبع لدي البعض من فقدان الثقة في النفس، ويتدرج معهم في كل مراحل حياتهم، وإذا لم يستطعوا انتشال أنفسهم أو إيجاد من يساعدهم، فإن معاناتهم ستكون اشد قسوة وإيلاماً، خاصة إذا كانوا يشعرون بأنه ليس هنالك بارقة أمل في الانتقال إلى الأفضل.
يبقي الإحساس بالخوف قاتلاً يسيطر سيطرة تامة على تفكير معظم الذين يمرون بمواقف صعيبة وضغوطات اقتصادية واجتماعية، لذا يجب على من يحس بالخوف الإسراع للذهاب للطبيب المختص حتى يتمكن من تجاوز المرحلة (الحرجة) بالإرشادات نحو الإيجابية، خاصة وأن الخوف الزائد يؤدي للإصابة بمرض (الاكتئاب)، لذلك يجب على الإنسان الذي يلازمه الإحساس بالخوف حد القلق أن يقابل الطبيب للتخلص منه في مراحله الأولي، وذلك قبل أن يستفحل، ويصبح مع مرور الزمن جزء لا يتجزأ من تكوينه.
من المعروف أن خوف الإنسان يعتبر هاجساً يشكل علامة فارغة في حياة كل من يـتأثر به، وﻻ يخلو من القصص المؤثرة، مما ينتج عنه الاعتمال في دواخل الأشخاص، خاصة وأن الدلائل تمضي بالإنسان نحو التفكير في المستقبل، والذي يرسم خارطة طريق من الصور، المشاهد والأشكال السالبة والموجبة.
بينما تعدد أسباب الخوف القائمة على ﺍﻟﻔﻘﺮ المقدع، المرض، الموت، المصير المجهول، ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ، ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ وغيرها، وهي جميعاً توحي بأن الصور والمشاهد والأشكال المتنوعة ربما تكون صحيحة حسب التفكير، مما تؤدي إلى واقع ربما يكون مليئاً بالخوف، والذي هو أصلاً قد يكون متجذراً في بعض النفوس، وعليه فإن ما ذهبت إليه يقود الإنسان لعدم الطموح، الاستنتاج، ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ وﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ المتتالية، وعندما يسيطر إحساس ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ فإنه يقتله في مهده ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ الذي يركن إليه.
ومما أشرت له فإن على كل إنسان ينتابه الخوف أن لا يفكر فيه سلبياً، بل يجب أن يفكر ملياً في كيفية اجتثاته من جذوره حتى لا يكون (وهماً) يطوقه من كل ناحية، خاصة وأن كل إنسان يتجه على ذلك النحو فإنه يغرس الخوف غرساً في دواخله لدرجة أنه يخاف من كل شئ، لذا على أي إنسان النظر إليه بنظرة فاحصة لمعرفة حقيقته.

(شيخ ابوزبد) يجري عملية جراحية مثيرة لموسيقي شهير مصاب بـ(الغضاريف)



(سعيد طرمبة) يروي القصة المؤثرة للإصابة بالمرض الاغرب للخيال
........

العملية استغرقت دقائق وخرجت بعدها ماشياً على أرجلي
...........
جلس إليه : سراج النعيم
...........
كشف العازف المعروف سعيد عبدالرحمن محمد أحمد الشهير بـ(سعيد طرمبة)، البالغ من العمر (42) عاماً، عضو اتحاد الفنانين، العازف بالفرقة الموسيقية للفنان الكبير كمال ترباس، كشف تفاصيل مثيرة ومؤثرة حول علاج شيخ (للغضاريف) بطريقته الخاصة بمدينة (ابوزبد) بولاية غرب (كردفان) غرب السودان.
وقال : شعرت في بادئ الأمر بألم شديد في ظهري، لدرجة إنني لم أعد قادراً على الحركة بصورة طبيعية، ما حدا بي بداية رحلة البحث عن العلاج لدي الأطباء هنا وهناك، وفي عز ذلك الألم أخذت الكثير من الأدوية المسكنة (كبسولات)، (حقن) و(مراهم)، وهي جميعها كانت مجرد مسكنات للألم بشكل مؤقت، لذلك كان يعتريني خوفاً ويؤرقني هاجساً من (الغضاريف)، والتي يجب أن أهيئ نفسي لمعركة طويلة معها، والتي بدأت بالفحوصات، الصور المقطعية والتشخيصات، ثم الاستعداد التام للتدخل الجراحي، والذي لا أعلم مدي نتائج نجاحه.
هكذا روي الموسيقي (سعيد) قصته الأغرب للخيال مع (شيخ ابوزبد)، والذي قطع له مسافة طويلة جداً قائلاً : أولاً لابد من التأكيد أن التجربة علمتني معني الحياة، وأن لا أأيأس من رحمة الله سبحانه وتعالي، عموماً ارشدني صديقاً لي جزاه الله خيراً أن أشد الرحال من الخرطوم إلى مدينة (ابوزبد) حيث يوجد هنالك شيخاً يجري عمليات جراحية (للغضاريف)، ولا أنكر تخوفي من خوض التجربة المجهولة، إلا إنني بعد تفكير عميق في الفكرة، وما آلت إليه حالتي الصحية، ومع هذا وذاك توفر الإرادة والثقة لتلقي العلاج بأي شكل من الأشكال، لذا قررت أن أخوضها مهما كانت نتائجها النهائية، وعليه سافرت إلى هناك، وما أن وصلت إلا وأجري لي (شيخ ابوزبد) الفحوصات والتشخيصات بالطريقة التقليدية (شفوياً)، ومن ثم أجري لي العملية الجراحية التي لم تستمر زمناً طويلاً، وما أن أنتهي منها إلا وشعرت بأن آلام زالت، وعلى خلفية ذلك بدأت أتحرك بشكل طبيعي، وبعد أن مرت ثلاثة أيام اكتشفت أنني تماثلت للشفاء تماماً لدرجة إنني زاولت عملي مباشرة، كما عدت للعزف على آلتي الموسيقية مع الفنان الفخيم كمال ترباس.
واسترسل : قابلت الكثير من الأطباء، والذين بدورهم قرروا أن ألزم السرير الأبيض بالمستشفي بمدينة امدرمان لإجراء العملية الجراحية، وذلك على ضوء الصور المقطعية والتشخيصات التي أثبتت أن (الغضاريف) ضاغطة على العصب في الفقرتين الرابعة والخامسة من السلسلة الفقرية، وأثناء ما كنت طريحاً للفرش زارني صديق لي أكد أن لديه قريباً له يعالج (الغضاريف) في مدينة (ابوزبد)، وبما إنني كنت أبحث عن العلاج سافرت رغم آلام بالبصات السياحية حوالي الساعة الثانية صباحاً، ووصلت إلى هناك الساعة الخامسة صباحاً، وما أن استقر بي المقام في (أبوزبد) إلا وجاءني الأصدقاء أحمد آدم الصافي، الشيخ عجبنا ومبارك المنا مدير مكتب سفريات (عرجون)، بالإضافة إلى شقيقي وشقيقتي وزوجها وأبنها، وتوجهنا جميعاً إلى (شيخ ابوزبد)، والذي وصلته محمولاً على السرير، مما دفع مرضي (الغضاريف) الذين ينتظرون دورهم استثنائي، وكان أن قابلت الشيخ المعالج، وقبل أن اشرح له حالتي الصحية وفقاً للفحوصات والتشخيصات الطبية التي اجريتها في الخرطوم تفاجأت به يطلب مني (بياضاً)، فما كان مني إلا واعطيته عشر جنيهات، فأخذها ثم أعاد إلي خمس جنيهات، ثم سألني عن أسمي؟، ثم قال : (داير أشوف لك الخيرة أولاً)، ثم طلب مني عدم التحدث، والاكتفاء بالاستماع له فقط، وكان أن نفذت توجيهاته، وكان أن تحدث هو عن كل الوقائع المتعلقة بمرضي، وهي دون أدني شك صحيحة بما في ذلك الأطباء الذين التقيت بهم في الخرطوم، وأكد أن الألم الذي أشعر به يتركز في الفقرتين (الرابعة) و(الخامسة)، ومن ثم قرر إجراء العملية الجراحية، موجهاً إلي سؤالاً، هل أنت جاهز لهذه الخطوة؟، فقلت : نعم، ثم طلبت إحضار مبلغ إجراء العملية الجراحية، وكان أن سلمته له ثم بدأ فيها من خلال إدخال (إبرة) طويلة في (انفي)، ثم يطعنني بها في اتجاهات مختلفة دون (بنج)، ولكن لم أكن أحس بها رغماً عن نزف الدم الكثيف، وكل نقطة دم كانت تتجمد وتظهر سوداء، وما أن توقف النزف، إلا وضربي على (رقبتي) مرتين فنزفت للمرة الثانية دماً أسوداً وتجمد أيضاً، ثم قام شيخ ابوزبد بغسل (رأسي)، (انفي) و(وجهي) بمادة ما لم أعرف ما هي!، والتي بعدها (عطست) مرتين، ثم انتقل إلى مرحلة إجراء العملية الجراحية جالساً على (مصلاية)، فيما كنت أنا جالساً أمامه، وكان هو يرش على مادة ما، ويتحسس في ذات الوقت الفقرات الرابعة والخامسة من السلسلة الفقرية بـ(الجفط)، ومن ثم يضغط على المنطقة مرتين، وما أن أنتهي من هذه المرحلة إلا وقام بتخديري بـ(البنج الموضعي)، ومن ثم فتح المكان المحدد بـ(الطعانة)، والتي بعدها أدخل (الجفط) في المكان، بينما كنت أسمع شيئاً ما (يطقطق في ظهري)، وما أن مرت دقائق إلا واستخرج (الغضاريف) المتمثلة في ثلاثة عظام صغيرة الحجم، ثم عمل (الحجامة) في المنطقة، مما نتج عن ذلك حدوث نزف كثيف لدماء سوداء، ثم مسح منطقة الفقرتين الرابعة والخامسة من السلسلة الفقرية بـ(كريم)، ومن ثم رشها بـ(بخاخ)، وبعد ذلك طلب النهوض وقوفاً على ارجلى، فقلت : هل انتهيت، فقال : نعم، وكان أن تحركت من هناك إلى المنزل راجلاً بعد أن أتيت محمولاً على سرير، وهو ما جعلني ابكي بكاءاً شديداً، لأن الإحساس بالألم زال، وبعد ثلاثة أيام شددت الرحال من مدينة (ابوزبد) إلى الخرطوم.
وأضاف : حقيقة مازلت في ذهول ودهشة كبيرين من طريقة (الشيخ) في عالج الحالات المصابة بـ(الغضاريف)، وعلى هذا النحو بدأت قصتي التي لم استوعبها حتى الآن، إذ أن الألم الذي كان بسيطاً بدأ يزداد يوماً تلو الآخر إلى أن أصبحت عاجزاً عن الحركة، وكنت خلال ذلك أبحث بحثا مضنياً عمن يضع حداً لمعاناتي، المهم أنه وبإذن الله تعالى لجأت (للشيخ المعالج) الذي نجح في العملية الجراحية التقليدية بنسبة (100٪)، وهي العملية التي استخدم لها أدواته البسيطة، واتضح لي من تجربتي أنه يقوم باستخراج (الغضاريف) بيده من منطقة الظهر حتى لا يضغط على العصب، وهو ذات الأمر الذي يفعله الأطباء لدي أجرائهم للعمليات الجراحية.
وأردف : في رأي الشخصي أن الأسلوب الذي يستخدمه ذلك الشيخ في العلاج يعتمد اعتماداً كلياً على المهارة والفنيات في تحسس مكان الألم، لذا أنصح كل من يعانون من الغضاريف أن يخوض التجربة مثلما فعلت، وأتمني في ذات الوقت أن يعلم ذلك الشيخ الراغبين هذه الطريقة العلاجية الغريبة، العجيبة والمثيرة للاهتمام بما في ذلك الأطباء، فإنهم ودون أدني شك سيستفيدون من الفكرة الفنية التقليدية ذات الأبعاد والدلائل المهمة في حياتنا الإنسانية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف العلاج في إطار ظروف اقتصادية (قاهرة).
وتابع : وخلال فترة مرضي حرصت على أن أثقف نفسي حول طرق علاج الام الانزلاق الغضرفي ، فوجدت أن هناك عدة طرق لعلاج الام الانزلاق الغضروفي مثل إجراء جراحة لإزالة الأجزاء الزائدة التي تضغط على الأعصاب، وهي الخطوة التي كنت متخوفاً جداً منها بعد أن نجاني الله سبحانه وتعالي من اللجوء إليها، كما أنه نجاني أيضاً من العلاج الطبيعي، أو تناول بعض المسكنات أو الأعشاب الطبيعية.
ومضي : كنت كسائر الناس أعتقد بشكل قاطع أن العلاج الوحيد لمرض (الغضروف) هو التدخل الجراحي، إلا أنني اكتشفت أنه اعتقاداً خاطئاً، فهو يهدف إلى تقليل الآلام والتنميل وضعف حركة الطرف، فهناك مراحل علاجية يمر بها الإنسان الذي يشكو من (الغضاريف) إلا وهي المسكنات والعلاج الطبيعي لتحسين الحالة، فإذا احس المريض بتحسن فإن في إمكانه الاستمرار، وإذا حدث العكس فإنه لابد من التدخل الجراحي.
فيما يري أطباء أن علاج (الغضاريف) لا يتوقف على تجربة واحدة ناجحة، لأنه وربما تكون آلام الظهر ناجمة عن (ميكروب) أو (التهابات) أو (انزلاق غضروفي)، وفي كثير من الأحيان يلجأ الأطباء للعلاج التقليدي باستخدام أنامل الأصابع لعلاج الانزلاق الغضروفي، إلا أن لكل حالة مرضية علاج يتلاءم معها، وبالتالي لا يمكن اعتماد طريقة بعينها في عملية علاج (الغضاريف)، وأن كانت هنالك تجارب ناجحة في بعض الأحيان، إلا أنه لا يصلح معها التعميم لكل الحالات، فهذا المرض في غاية الخطورة، والطريقة التي استخدمها ذلك الشيخ في علاج (سعيد طرمبة) يعتبرها بعض الناس طباً بديلاً إلا أن للطب البديل شروطاً وضوابطاً تحكمه ولا يحق لأي معالج تقليدي تجاوزها.
وأوضحوا : إن العلاج بـ(الأعشاب) للغضاريف لم يثبت من الناحية العلمية، وحينما يفعل أي مريض ذلك فإنه يرمي إلى تقليل الآلام فقط، أمثال هؤلاء أنصحهم بأن يعرضوا أنفسهم على أطباء العلاج الطبيعي ليحددوا لهم الأعشاب المفيدة.
وتشير المعلومات إلى أن التدخل الجراحي في حالات مرضي (الغضاريف) الهدف الرئيسي منه التخلص من الجزء الزائد الخارج من (الديسك) في الظهر والضاغط على الأعصاب، والذي يسبب الأعراض والآلام التي يشكو منها المرضى.

بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام صدام حسين ثورات الربيع العربي تطيح بالأنظمة الديكتاتورية وآخرها السودان


كلما جاء عيد الأضحي المبارك تذكرت مشهد إعدام الرئيس العراقي الشهيد (صدام حسين)، وما ذهب إليه قبل تنفيذ الحكم الظالم عليه، إذ أنه قال في تلك الأثناء الصعيبة للضابط الذي يشرف على إعدامه : (أريد معطفي الذى كنت ارتديه)، فرد عليه متعجبا : طلبك مجاب، ولكن ماذا تريد به؟
قال صدام : (الجو فى العراق عند الفجر يكون بارداً، ولا أريد أن ارتجف فيعتقد شعبى أن قائدهم يرتجف خوفاً من الموت)، ومن ثم قال مقولته الشهيرة للحكام العرب : (أنا ستعدمنى أمريكا، إما أنتم ستعدمكم شعوبكم)، ولم يكن ما ذهب إليه صدام حسين مجرد كلام والسلام، إنما هي رؤية مستقبلية لمجريات الأحداث في المنطقة العربية الإسلامية، والتي لم يتعظ حكامها مما جري وسيجري، أو أن يستوعبوا فكرته العميقة حول التحديات الجسام التي تواجه البلدان العربية والإسلامية من خلال المخططات الاستعمارية الحديثة الرامية إلى رسم خارطة طريق جديدة للاحتلال الصهيوني الأمريكي _الغربي، والذي يتم من خلاله تقسيم بلدان المنطقة وفقاً للمطامع والمصالح الأمريكية _الغربية، وبالتالي كان شامخاً لحظة تنفيذ الإعدام شنقاً حتى الموت، والذي صرخ قبله ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ قائلاً : (ﺗﺤﻴﺎ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ)، ﻭ(ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﺮﺓ)، وهي كلمات صادقة نابعة من القلب إلى القلب، لذا لم يتفوه بها قبلاً حاكماً عربياً أو إسلامياً في المنطقة العربية _ الإسلامية، والتي تشهد صراعاً تلو الآخر بالتدخلات الامريكية _الغربية ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ حول ما يدور في الشأن الداخلي لكل دولة من الدول المستهدفة بتلك المخططات المرتكزة على الإطاحة بالأنظمة المؤثرة والمعترضة على السياسات الصهيونية الأمريكية _الغربية في المنطقة العربية ـ الإسلامية، وفي هذا الإطار كان مخطط الولايات المتحدة قائما على ذريعة امتلاك نظام (صدام حسين) لسلاح محرم دولياً، وهو الاتهام الذي وجد تأييداً من حلفاؤها، وبالتالي تم استعمار (العراق) بصورة درامية، وأول خطوة تم اتباعها بعد الاحتلال حل القوات العسكرية العراقية، ومن ثم خلق الفتنة الطائفية والعرقية في البلد المحافظ على عاداته وتقاليده ومورثاته.
إن استهدف الولايات المتحدة الأمريكية (للعراق) نابع من واقع أن لديها مشروعاً نهضوياً تود في الوطن العربي_ الإسلامي، وهو المشروع الذي يرمي لأحداث توازناً في المنطقة الغنية بالنفط، خاصة وأن العراق تمتاز بحضارة تمتد إلى أكثر من ثمانية آلاف عام، بالإضافة إلى البترول.
من المعروف أن ما يجري في المنطقة العربية من تأمر يقوده اللوبي الصهيوني الأمريكي_البريطاني من خلال مفكر الأخيرة (ﺑﺮﻧﺎﺭﺩ ﻟﻮﻳﺲ)، ودولة الكيان الصهيوني المحرض الأساسي ضد الحضارة والثقافة العراقية المدعومة بالقوة العسكرية، ودولة الكيان الصهيوني مارست ضغوطاً على (ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ) ﻭ(ﻟﻨﺪﻥ) من أجل القضاء على ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ الذي صمد صموداً قوياً أمام الحصار الاقتصادي الخانق الذي فرضت الولايات المتحدة على العراق، وهو الحصار الذي شجع الرئيس صدام حسين إلى الاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة في باطن وظاهر الأرض، إذ أنه استطاع أن يؤسس لصناعات عسكرية متطورة جداً، ومن ثم اتجه نحو برنامجه النووي، ولم يغفل مع ذلك الجوانب السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، أي أنه مضي سريعاً نحو التطور والمواكبة لأحداث ما انتجه العالم آنذاك، ومع هذا وذاك خاض حرباً عنيفة مع جارته إيران أمتدت إلى أكثر من ثمانية أعوام.
فيما نجد أن الرئيس صدام حسين استوعب الدرس الصهيوني الأمريكي - البريطاني المدعوم من دولة الكيان الصهيوني، إذ تأكد له تأكيداً قاطعاً أن الديانة الإسلامية وحدها القادرة على إيقاف مد المخططات والمشاريع المستهدفة لبلاده وبقية الأوطان العربية والإسلامية، وهو الأمر الذي دفعه لإطلاق حملته الايمانية في أيامه الأخيرة، إذ أنه أصدر قراراً يقضي بمنع استيراد الخمور، كما أنه أغلق البارات، ﻭﻛﺘﺐ ﻛﻠﻤﺔ (ﺍﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺑﺪﻣﻪ، ﻭأﺳﺲ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔﺍﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﺮﺳﺔ ضد الاستعمار الصهيوني الأمريكي _ البريطاني، والذي يحظى بالتحريض من دولة الكيان الصهيوني، لذا ظلت مقولته الشهيرة خالدة في وجدان الأمتين العربيةالإسلامية : (أنا أعدمت على يد الأمريكان، فيما سيعدم القادة العرب على أيدي شعوبهم)، وهي المقولة التي اعتبرها الكثيرين نبوءة تحققت من خلال ثورات (الربيع العربي) في كل من سوريا، تونس، مصر، ليبيا وأخيراً السودان الذي أطاح شعبه بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، المهم أن الأوضاع في البلدان العربية مذرية جداً من واقع سياسات دكتاتورية أشعرت الشعوب بالظلم، واستمرار الحكام العرب في السلطة لفترة طويلة، مما نجم عن ذلك استشراء (الفساد)، وتنامي تيار التنظيمات الإسلامية المتشددة التي شجعت أفكاراً متطرفة، مما عجل بالبعض منها من خلال شعوبها، ومن ثم الإطاحة بها، فهي كانت تركن لواقع ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺰﻕ، ورغماً عما جري وسيجري إلا أن هنالك دولاً مازال رؤساءها يكابرون ويرفضون الاعتراف بالحقائق الماثلة أمام أعينهم، وهؤلاء شاهدوا كيف أعدم الرئيس (صدم حسين) في أول أيام عيد الأضحي المبارك دون أن يغمض لهم جفن، وشاهدوا كيف احتل المستعمر الأمريكي الدولة العربية_ الإسلامية (ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ) وكيف ﻗﺘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ عراقي، ﻭﺷﺮﺩ أﺭﺑﻌﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ أصبح فيما بعد معظمهم لاجئون بلا مأوي؟، ولم تعد هنالك دولة في العراق التي استشري فيها (ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ)، وأصبحت الأوضاع سيئة في شتي مناحي الحياة، على عكس أيام حكم الرئيس ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ الذي لم تكن الطائفية موجودة في عهده، بدليل أنه خاض حرباً ضروساً ضد إيران امتدت لأكثر من ثمانية سنوات متصلة، وبعد القضاء على نظام الرئيس صدام حسين عمق اللوبي الصهيوني الأمريكي _البريطاني ودولة الكيان الصهيوني فكرة الطائفية وسط تنظيمات السنة والشيعة، والاتجاه على هذا النحو الهدف منه أحداث الانقسامات بين أبناء الوطن الواحد، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تمزيق العراق، والذي هو مدخلاً للسيطرة على المنطقة العربية _الإسلامية برمتها، ومن ثم سلب حضارتها وثقافاتها وموروثاتها التاريخية.
فيما نجد أن اللوبي الصهيوني الأمريكي البريطاني ودولة الكيان الصهيوني وحلفاء الولايات المتحدة من الدول العربية _الإسلامية حيث وجد البعض فرصاً مواتية لتنفيذ المخططات في المنطقة من خلال اجتياح الرئيس صدام حسين للكويت، وهذا الاجتياح اعتبر جريمة من الجرائم المتطلبة المحاسبة العاجلة للعراق، بينما لم يعتبر استعمار اللوبي الصهيوني الأمريكي _البريطاني للعراق جريمة، بل هو سلوك سليم يصب في مصلحة المنطقة وتخليصها من نظام حكم يشكل خطراً عليها، وبالتالي كانت بغداد ضحية المشروع الصهيوني الأمريكي _البريطاني في المنطقة العربيةالإسلامية، وهو المخطط الذي ساهمت فيه دول أوروبية وعربية وإسلامية.

حقيقة منع صلاح (قوش) وأسرته من دخول الأراضي الأمريكية


سرى خبراً مثيراً كسريان النار في الهشيم مفاده أن الولايات المتحدة حظرت دخول الفريق أول مهندس صلاح عبدالله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق وأسرته من دخول الأراضي الأمريكية، إلا أنه ومن الواضح أن الخبر لا أساس له من الصحة، وذلك لسبب بسيط هو أن قراراً خطيراً كهذا لا تصدره إلا المحاكم الأمريكية المختصة، والتي لا يمكن أن تتعامل مع موضوع من هذا القبيل عبر (تغريدة) أو (بوست) ينشر من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن من المرجح أن يكون وراء ذلك الخبر (المضروب) جهة ما لديها مصلحة في ذلك، وغالباً ما تهدف إلى خلق فوضي خلاقة لتمرير أجندات خفية وظاهرة تخصها، ولا سيما فإنها تصب في هذا الاتجاه، وأظن أنها نجحت في لفت نظر الرأي العام، والذي أصبح شغله الشاغل ما ذهبت إليه.
وبما أن المعلومات تشير إلى أن صلاح قوش يمتلك جوازاً أمريكياً فلا يمكن للسلطات الخارجية الأمريكية أن تمنعه إلا من خلال السلطة القضائية، والتي بدورها توجه خارجية الولايات المتحدة للتنفيذ، وناهيك عن ذلك كله فإن (صلاح قوش) لو لم يكن مواطناً أمريكياً، واستطاع بأي صورة من الصور دخول الأراضي الأمريكية، فإنه لا يحق للخارجية منعه الدخول لأراضيها أو طرده منها إلا من خلال أمر تصدره السلطة القضائية، والتي تنظر في قضايا من هذا القبيل، وغالباً ما يتم المنع إذا كان لدى الشخص المعني سوابق قضائية.
وقال مصدر : بغض النظر عن أين هو صلاح (قوش) في الوقت الحاضر، فإن كان للولايات المتحدة رغبة في القبض عليه لفعلت، وإذا كان في أي دولة من الدول لطالبت بتسليمه إليها فوراً، فالدول المعنية حلفاء لأمريكا، ومع هذا وذاك فالولايات المتحدة دولة مؤسسية لا يمكنها التعامل مع شخصية أمنية مؤثرة بهذه الرعونة والغباء.
وأضاف : من المعروف أن صلاح عبدالله قوش له علاقات وطيدة بالولايات المتحدة، وذلك من واقع أنه رجل أمن مؤثر في المنطقتين العربية والإفريقية، ولديه الكثير من الملفات الأمنية الساخنة، وقطعاً شخصية بهذه الفائدة لا يمكن الاستغناء عنها بهذه السهولة المطلقة، فالرجل مازال يمسك بملفات خطيرة ليس على مستوى السودان فقط، بل على مستوى الوطن العربي والإفريقي، مما يعني أن أمريكا لن تمنعه من دخول أراضيها أو طرده في حال كان موجوداً فيها، بل سوف تتخلص منه بالموت، وذلك من واقع أنه يمسك بمفاتيح الحركات الإسلامية، وعلى سبيل المثال (داعش) و(النصرة) وغيرهما من التيارات الإسلامية المتشددة التي ظهرت في المنطقتين العربية والإفريقية، بالإضافة إلى المامه بتجار البشر والسلاح.

بعد خروجه من سجن (عطبرة) معلم يقع ضحية ضمانة متهم في (٩٧٤١٩٨) ألف جنيه




وضع الأستاذ محمد سر الختم بابكر المعلم بمدرسة بمدينة (عطبرة) بولاية نهر النيل قصة دخوله سجن مدينة عطبرة، إذ أنه محكوم في تنفيذ (يبقي لحين السداد) أمام محكمة عطبرة الجزئية في مبلغ (٩٧٤١٩٨) ألف جنيه، بتاريخ ٢٤/٢/٢٠١٩م، وتم الإفراج عنه ١٨/٣/٢٠١٩م.
وقال : هناك متهم في مبلغ مالي مودع على خلفيته في سجن (عطبرة) منتظراً، وعندما تم إحضاره من السجن إلى محكمة عطبرة العامة، وهو يصيح باعلي صوته قائلاً : هل المروءة انعدمت من أهالي عطبرة، فقلت له : يا زول مالك، قال اريد من يضمنني، فاكدت له إنني سوف اضمنك، وكان أن طلب هو (15) يوماً فقلت أنا اضمنه شهراً، ومر الشهر ولم يأت في الزمان والمكان المحددين.
ما المبلغ الذي ضمنت فيه المتهم
المبلغ (٩٧٤١٩٨) ألف جنيه ، ولم اعرف أن كانت بالجنيه السوداني أو الدولار الأمريكي، المهم إنني ضمنته بغض النظر عن المبلغ، ومع هذا وذاك لم يتم منحي إنذاراً أو إعلاناً أو إخطاراً بأن المتهم الذي ضمنته لم يأت في الزمان والمكان، وفي أول أيام امتحانات مرحلة الأساس، تم القبض علىّ واقتيادي إلى الحراسة، وفي اليوم التالي حولت إلى محكمة عطبرة الجزئية ، والتي حضر إليها المشكو ضده، والذي اخلي سبيله، والابقاء علىّ كضامن في السجن، مما اضطرني إلى دفع مبلغ الـ(٩٧٤١٩٨) ألف جنيه، وبعد أن سددته، سافرت إلى منطقة المتهم بحثاً عنه، فلم أجده لكي استرد مالي منه.
وأردف : فتحت بلاغاً جنائياً بقسم شرطة (الرياض) ضد المتهم، بناء على عريضة الدعوي الجنائية رقم (١٠٢٥)، تحت المادة (١٧٩) من القانون الجنائي، وصدر أمر قبض في مواجهته.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...