الاثنين، 28 أكتوبر 2019

سراج النعيم يكتب : الإحساس بالخوف حد القلق


إن الإحساس بالاطمئنان في ظل أوضاع سياسية، اقتصادية واجتماعية مذرية لا يمكن توفره إلا إذا زالت الأسباب، فالخوف من المستقبل عاملاً أساسياً في جعل ذلك الإحساس ممكناً، فضلاً عن الحياة تصبح في نظر الإنسان مظلمة، وبالتالي المرء في بحث دءوب عن الاطمئنان في كل سكناته وحركاته، ولو اضطره ذلك لأن يشد الرحال إلى أبعد مكان في العالم، فالإحساس بـ(الخوف) له الكثير من الآثار النفسية، مما يجعل الإنسان قلقاً ومتوتراً، وتعتليه الشكوك والظنون، ولاسيما تجده دائماً في حالة من الضيق.
وبما أن الخوف جزء لا يتجزأ من الإنسانية، فإنه يصبح مع مرور الأيام، الشهور والسنين أزمة من الأزمات في العصر المتسارعة مجريات أحداثه بشكل يومي، ومما لا شك فيه فإن عوامله كثيرة كالضغوطات الحياتية وأبرزها الظروف الاقتصادية (القاهرة) التي تلعب دوراً كبيراً في محيطه الأسري، العمل والمجتمع، وبالتالي فإن إحساس (الخوف) يدفع دفعاً إلى الفشل الذريع.
فيما تتنوع أسباب الخوف من إنسان إلى آخر، فهنالك من ينشأ في دواخله منذ نعومة أظافره، ومن ثم يبدأ في الازدياد يوماً تلو الآخر، وذلك من واقع مواقف قاسية يمر بها في حياته، وقطعاً لها أسباب نفسية مندرجة في هذا الإطار، وبالرغم عن ذلك هنالك من يستطيع التقلب عليها، وتجاوز عواملها المعترضة طريقه على مدي سنواته المتمرحلة، وبالمقابل هنالك من لا يستطيع التخلص منها، فيجد نفسه محاصراً به من كل حدب وصوب، هكذا يستمر معه ذلك الإحساس بالخوف، والذي يشعره في كثير من الأحيان بحالة من (القلق)
لعدم قدرته على تجاوز ما يمر به من مواقف صعبة، ما يفضي في نهاية المطاف لعدم التفكير الإيجابي في (الحاضر) و(المستقبل)، ولا سيما فإنه نابع من ركون الإنسان للخوف حد القلق، والذي لا يدع مجالاً لإيجاد الحل، والانتقال إلى مرحلة الاطمئنان، وبالتالي إذا استمر الإنسان على ذلك النمط فإنه سيصل إلى مرحلة الإصابة بـ(الاكتئاب).
دائماً ما ينتج عن الخوف تفكير سلبي فيما حدث وسيحدث آنياً وفيما بعد، وهو إحساس يولد في دواخل كل إنسان قلقاً يقوده لطرح الأسئلة حول الأيام المقبلة، وما كيفية تخطي متاريس تعترض طريقه حاضراً ومستقبلاً، خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية في البلاد بالغة التعقيد، وتؤثر في الإنسان المهيأ أصلاً للخوف من المصير الذي يؤول إليه وأسرته من تفكك، وهو الإحساس الأكثر تأثيراً في الحياة.
ومن المؤكد جداً أن (الخوف) ينبع لدي البعض من فقدان الثقة في النفس، ويتدرج معهم في كل مراحل حياتهم، وإذا لم يستطعوا انتشال أنفسهم أو إيجاد من يساعدهم، فإن معاناتهم ستكون اشد قسوة وإيلاماً، خاصة إذا كانوا يشعرون بأنه ليس هنالك بارقة أمل في الانتقال إلى الأفضل.
يبقي الإحساس بالخوف قاتلاً يسيطر سيطرة تامة على تفكير معظم الذين يمرون بمواقف صعيبة وضغوطات اقتصادية واجتماعية، لذا يجب على من يحس بالخوف الإسراع للذهاب للطبيب المختص حتى يتمكن من تجاوز المرحلة (الحرجة) بالإرشادات نحو الإيجابية، خاصة وأن الخوف الزائد يؤدي للإصابة بمرض (الاكتئاب)، لذلك يجب على الإنسان الذي يلازمه الإحساس بالخوف حد القلق أن يقابل الطبيب للتخلص منه في مراحله الأولي، وذلك قبل أن يستفحل، ويصبح مع مرور الزمن جزء لا يتجزأ من تكوينه.
من المعروف أن خوف الإنسان يعتبر هاجساً يشكل علامة فارغة في حياة كل من يـتأثر به، وﻻ يخلو من القصص المؤثرة، مما ينتج عنه الاعتمال في دواخل الأشخاص، خاصة وأن الدلائل تمضي بالإنسان نحو التفكير في المستقبل، والذي يرسم خارطة طريق من الصور، المشاهد والأشكال السالبة والموجبة.
بينما تعدد أسباب الخوف القائمة على ﺍﻟﻔﻘﺮ المقدع، المرض، الموت، المصير المجهول، ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ، ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﺍﻹﺧﻔﺎﻕ وغيرها، وهي جميعاً توحي بأن الصور والمشاهد والأشكال المتنوعة ربما تكون صحيحة حسب التفكير، مما تؤدي إلى واقع ربما يكون مليئاً بالخوف، والذي هو أصلاً قد يكون متجذراً في بعض النفوس، وعليه فإن ما ذهبت إليه يقود الإنسان لعدم الطموح، الاستنتاج، ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ وﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ، ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻟﻸﺯﻣﺎﺕ المتتالية، وعندما يسيطر إحساس ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ فإنه يقتله في مهده ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ الذي يركن إليه.
ومما أشرت له فإن على كل إنسان ينتابه الخوف أن لا يفكر فيه سلبياً، بل يجب أن يفكر ملياً في كيفية اجتثاته من جذوره حتى لا يكون (وهماً) يطوقه من كل ناحية، خاصة وأن كل إنسان يتجه على ذلك النحو فإنه يغرس الخوف غرساً في دواخله لدرجة أنه يخاف من كل شئ، لذا على أي إنسان النظر إليه بنظرة فاحصة لمعرفة حقيقته.

(شيخ ابوزبد) يجري عملية جراحية مثيرة لموسيقي شهير مصاب بـ(الغضاريف)



(سعيد طرمبة) يروي القصة المؤثرة للإصابة بالمرض الاغرب للخيال
........

العملية استغرقت دقائق وخرجت بعدها ماشياً على أرجلي
...........
جلس إليه : سراج النعيم
...........
كشف العازف المعروف سعيد عبدالرحمن محمد أحمد الشهير بـ(سعيد طرمبة)، البالغ من العمر (42) عاماً، عضو اتحاد الفنانين، العازف بالفرقة الموسيقية للفنان الكبير كمال ترباس، كشف تفاصيل مثيرة ومؤثرة حول علاج شيخ (للغضاريف) بطريقته الخاصة بمدينة (ابوزبد) بولاية غرب (كردفان) غرب السودان.
وقال : شعرت في بادئ الأمر بألم شديد في ظهري، لدرجة إنني لم أعد قادراً على الحركة بصورة طبيعية، ما حدا بي بداية رحلة البحث عن العلاج لدي الأطباء هنا وهناك، وفي عز ذلك الألم أخذت الكثير من الأدوية المسكنة (كبسولات)، (حقن) و(مراهم)، وهي جميعها كانت مجرد مسكنات للألم بشكل مؤقت، لذلك كان يعتريني خوفاً ويؤرقني هاجساً من (الغضاريف)، والتي يجب أن أهيئ نفسي لمعركة طويلة معها، والتي بدأت بالفحوصات، الصور المقطعية والتشخيصات، ثم الاستعداد التام للتدخل الجراحي، والذي لا أعلم مدي نتائج نجاحه.
هكذا روي الموسيقي (سعيد) قصته الأغرب للخيال مع (شيخ ابوزبد)، والذي قطع له مسافة طويلة جداً قائلاً : أولاً لابد من التأكيد أن التجربة علمتني معني الحياة، وأن لا أأيأس من رحمة الله سبحانه وتعالي، عموماً ارشدني صديقاً لي جزاه الله خيراً أن أشد الرحال من الخرطوم إلى مدينة (ابوزبد) حيث يوجد هنالك شيخاً يجري عمليات جراحية (للغضاريف)، ولا أنكر تخوفي من خوض التجربة المجهولة، إلا إنني بعد تفكير عميق في الفكرة، وما آلت إليه حالتي الصحية، ومع هذا وذاك توفر الإرادة والثقة لتلقي العلاج بأي شكل من الأشكال، لذا قررت أن أخوضها مهما كانت نتائجها النهائية، وعليه سافرت إلى هناك، وما أن وصلت إلا وأجري لي (شيخ ابوزبد) الفحوصات والتشخيصات بالطريقة التقليدية (شفوياً)، ومن ثم أجري لي العملية الجراحية التي لم تستمر زمناً طويلاً، وما أن أنتهي منها إلا وشعرت بأن آلام زالت، وعلى خلفية ذلك بدأت أتحرك بشكل طبيعي، وبعد أن مرت ثلاثة أيام اكتشفت أنني تماثلت للشفاء تماماً لدرجة إنني زاولت عملي مباشرة، كما عدت للعزف على آلتي الموسيقية مع الفنان الفخيم كمال ترباس.
واسترسل : قابلت الكثير من الأطباء، والذين بدورهم قرروا أن ألزم السرير الأبيض بالمستشفي بمدينة امدرمان لإجراء العملية الجراحية، وذلك على ضوء الصور المقطعية والتشخيصات التي أثبتت أن (الغضاريف) ضاغطة على العصب في الفقرتين الرابعة والخامسة من السلسلة الفقرية، وأثناء ما كنت طريحاً للفرش زارني صديق لي أكد أن لديه قريباً له يعالج (الغضاريف) في مدينة (ابوزبد)، وبما إنني كنت أبحث عن العلاج سافرت رغم آلام بالبصات السياحية حوالي الساعة الثانية صباحاً، ووصلت إلى هناك الساعة الخامسة صباحاً، وما أن استقر بي المقام في (أبوزبد) إلا وجاءني الأصدقاء أحمد آدم الصافي، الشيخ عجبنا ومبارك المنا مدير مكتب سفريات (عرجون)، بالإضافة إلى شقيقي وشقيقتي وزوجها وأبنها، وتوجهنا جميعاً إلى (شيخ ابوزبد)، والذي وصلته محمولاً على السرير، مما دفع مرضي (الغضاريف) الذين ينتظرون دورهم استثنائي، وكان أن قابلت الشيخ المعالج، وقبل أن اشرح له حالتي الصحية وفقاً للفحوصات والتشخيصات الطبية التي اجريتها في الخرطوم تفاجأت به يطلب مني (بياضاً)، فما كان مني إلا واعطيته عشر جنيهات، فأخذها ثم أعاد إلي خمس جنيهات، ثم سألني عن أسمي؟، ثم قال : (داير أشوف لك الخيرة أولاً)، ثم طلب مني عدم التحدث، والاكتفاء بالاستماع له فقط، وكان أن نفذت توجيهاته، وكان أن تحدث هو عن كل الوقائع المتعلقة بمرضي، وهي دون أدني شك صحيحة بما في ذلك الأطباء الذين التقيت بهم في الخرطوم، وأكد أن الألم الذي أشعر به يتركز في الفقرتين (الرابعة) و(الخامسة)، ومن ثم قرر إجراء العملية الجراحية، موجهاً إلي سؤالاً، هل أنت جاهز لهذه الخطوة؟، فقلت : نعم، ثم طلبت إحضار مبلغ إجراء العملية الجراحية، وكان أن سلمته له ثم بدأ فيها من خلال إدخال (إبرة) طويلة في (انفي)، ثم يطعنني بها في اتجاهات مختلفة دون (بنج)، ولكن لم أكن أحس بها رغماً عن نزف الدم الكثيف، وكل نقطة دم كانت تتجمد وتظهر سوداء، وما أن توقف النزف، إلا وضربي على (رقبتي) مرتين فنزفت للمرة الثانية دماً أسوداً وتجمد أيضاً، ثم قام شيخ ابوزبد بغسل (رأسي)، (انفي) و(وجهي) بمادة ما لم أعرف ما هي!، والتي بعدها (عطست) مرتين، ثم انتقل إلى مرحلة إجراء العملية الجراحية جالساً على (مصلاية)، فيما كنت أنا جالساً أمامه، وكان هو يرش على مادة ما، ويتحسس في ذات الوقت الفقرات الرابعة والخامسة من السلسلة الفقرية بـ(الجفط)، ومن ثم يضغط على المنطقة مرتين، وما أن أنتهي من هذه المرحلة إلا وقام بتخديري بـ(البنج الموضعي)، ومن ثم فتح المكان المحدد بـ(الطعانة)، والتي بعدها أدخل (الجفط) في المكان، بينما كنت أسمع شيئاً ما (يطقطق في ظهري)، وما أن مرت دقائق إلا واستخرج (الغضاريف) المتمثلة في ثلاثة عظام صغيرة الحجم، ثم عمل (الحجامة) في المنطقة، مما نتج عن ذلك حدوث نزف كثيف لدماء سوداء، ثم مسح منطقة الفقرتين الرابعة والخامسة من السلسلة الفقرية بـ(كريم)، ومن ثم رشها بـ(بخاخ)، وبعد ذلك طلب النهوض وقوفاً على ارجلى، فقلت : هل انتهيت، فقال : نعم، وكان أن تحركت من هناك إلى المنزل راجلاً بعد أن أتيت محمولاً على سرير، وهو ما جعلني ابكي بكاءاً شديداً، لأن الإحساس بالألم زال، وبعد ثلاثة أيام شددت الرحال من مدينة (ابوزبد) إلى الخرطوم.
وأضاف : حقيقة مازلت في ذهول ودهشة كبيرين من طريقة (الشيخ) في عالج الحالات المصابة بـ(الغضاريف)، وعلى هذا النحو بدأت قصتي التي لم استوعبها حتى الآن، إذ أن الألم الذي كان بسيطاً بدأ يزداد يوماً تلو الآخر إلى أن أصبحت عاجزاً عن الحركة، وكنت خلال ذلك أبحث بحثا مضنياً عمن يضع حداً لمعاناتي، المهم أنه وبإذن الله تعالى لجأت (للشيخ المعالج) الذي نجح في العملية الجراحية التقليدية بنسبة (100٪)، وهي العملية التي استخدم لها أدواته البسيطة، واتضح لي من تجربتي أنه يقوم باستخراج (الغضاريف) بيده من منطقة الظهر حتى لا يضغط على العصب، وهو ذات الأمر الذي يفعله الأطباء لدي أجرائهم للعمليات الجراحية.
وأردف : في رأي الشخصي أن الأسلوب الذي يستخدمه ذلك الشيخ في العلاج يعتمد اعتماداً كلياً على المهارة والفنيات في تحسس مكان الألم، لذا أنصح كل من يعانون من الغضاريف أن يخوض التجربة مثلما فعلت، وأتمني في ذات الوقت أن يعلم ذلك الشيخ الراغبين هذه الطريقة العلاجية الغريبة، العجيبة والمثيرة للاهتمام بما في ذلك الأطباء، فإنهم ودون أدني شك سيستفيدون من الفكرة الفنية التقليدية ذات الأبعاد والدلائل المهمة في حياتنا الإنسانية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف العلاج في إطار ظروف اقتصادية (قاهرة).
وتابع : وخلال فترة مرضي حرصت على أن أثقف نفسي حول طرق علاج الام الانزلاق الغضرفي ، فوجدت أن هناك عدة طرق لعلاج الام الانزلاق الغضروفي مثل إجراء جراحة لإزالة الأجزاء الزائدة التي تضغط على الأعصاب، وهي الخطوة التي كنت متخوفاً جداً منها بعد أن نجاني الله سبحانه وتعالي من اللجوء إليها، كما أنه نجاني أيضاً من العلاج الطبيعي، أو تناول بعض المسكنات أو الأعشاب الطبيعية.
ومضي : كنت كسائر الناس أعتقد بشكل قاطع أن العلاج الوحيد لمرض (الغضروف) هو التدخل الجراحي، إلا أنني اكتشفت أنه اعتقاداً خاطئاً، فهو يهدف إلى تقليل الآلام والتنميل وضعف حركة الطرف، فهناك مراحل علاجية يمر بها الإنسان الذي يشكو من (الغضاريف) إلا وهي المسكنات والعلاج الطبيعي لتحسين الحالة، فإذا احس المريض بتحسن فإن في إمكانه الاستمرار، وإذا حدث العكس فإنه لابد من التدخل الجراحي.
فيما يري أطباء أن علاج (الغضاريف) لا يتوقف على تجربة واحدة ناجحة، لأنه وربما تكون آلام الظهر ناجمة عن (ميكروب) أو (التهابات) أو (انزلاق غضروفي)، وفي كثير من الأحيان يلجأ الأطباء للعلاج التقليدي باستخدام أنامل الأصابع لعلاج الانزلاق الغضروفي، إلا أن لكل حالة مرضية علاج يتلاءم معها، وبالتالي لا يمكن اعتماد طريقة بعينها في عملية علاج (الغضاريف)، وأن كانت هنالك تجارب ناجحة في بعض الأحيان، إلا أنه لا يصلح معها التعميم لكل الحالات، فهذا المرض في غاية الخطورة، والطريقة التي استخدمها ذلك الشيخ في علاج (سعيد طرمبة) يعتبرها بعض الناس طباً بديلاً إلا أن للطب البديل شروطاً وضوابطاً تحكمه ولا يحق لأي معالج تقليدي تجاوزها.
وأوضحوا : إن العلاج بـ(الأعشاب) للغضاريف لم يثبت من الناحية العلمية، وحينما يفعل أي مريض ذلك فإنه يرمي إلى تقليل الآلام فقط، أمثال هؤلاء أنصحهم بأن يعرضوا أنفسهم على أطباء العلاج الطبيعي ليحددوا لهم الأعشاب المفيدة.
وتشير المعلومات إلى أن التدخل الجراحي في حالات مرضي (الغضاريف) الهدف الرئيسي منه التخلص من الجزء الزائد الخارج من (الديسك) في الظهر والضاغط على الأعصاب، والذي يسبب الأعراض والآلام التي يشكو منها المرضى.

بمناسبة الذكرى السنوية لاعدام صدام حسين ثورات الربيع العربي تطيح بالأنظمة الديكتاتورية وآخرها السودان


كلما جاء عيد الأضحي المبارك تذكرت مشهد إعدام الرئيس العراقي الشهيد (صدام حسين)، وما ذهب إليه قبل تنفيذ الحكم الظالم عليه، إذ أنه قال في تلك الأثناء الصعيبة للضابط الذي يشرف على إعدامه : (أريد معطفي الذى كنت ارتديه)، فرد عليه متعجبا : طلبك مجاب، ولكن ماذا تريد به؟
قال صدام : (الجو فى العراق عند الفجر يكون بارداً، ولا أريد أن ارتجف فيعتقد شعبى أن قائدهم يرتجف خوفاً من الموت)، ومن ثم قال مقولته الشهيرة للحكام العرب : (أنا ستعدمنى أمريكا، إما أنتم ستعدمكم شعوبكم)، ولم يكن ما ذهب إليه صدام حسين مجرد كلام والسلام، إنما هي رؤية مستقبلية لمجريات الأحداث في المنطقة العربية الإسلامية، والتي لم يتعظ حكامها مما جري وسيجري، أو أن يستوعبوا فكرته العميقة حول التحديات الجسام التي تواجه البلدان العربية والإسلامية من خلال المخططات الاستعمارية الحديثة الرامية إلى رسم خارطة طريق جديدة للاحتلال الصهيوني الأمريكي _الغربي، والذي يتم من خلاله تقسيم بلدان المنطقة وفقاً للمطامع والمصالح الأمريكية _الغربية، وبالتالي كان شامخاً لحظة تنفيذ الإعدام شنقاً حتى الموت، والذي صرخ قبله ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ قائلاً : (ﺗﺤﻴﺎ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ)، ﻭ(ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺣﺮﺓ)، وهي كلمات صادقة نابعة من القلب إلى القلب، لذا لم يتفوه بها قبلاً حاكماً عربياً أو إسلامياً في المنطقة العربية _ الإسلامية، والتي تشهد صراعاً تلو الآخر بالتدخلات الامريكية _الغربية ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ حول ما يدور في الشأن الداخلي لكل دولة من الدول المستهدفة بتلك المخططات المرتكزة على الإطاحة بالأنظمة المؤثرة والمعترضة على السياسات الصهيونية الأمريكية _الغربية في المنطقة العربية ـ الإسلامية، وفي هذا الإطار كان مخطط الولايات المتحدة قائما على ذريعة امتلاك نظام (صدام حسين) لسلاح محرم دولياً، وهو الاتهام الذي وجد تأييداً من حلفاؤها، وبالتالي تم استعمار (العراق) بصورة درامية، وأول خطوة تم اتباعها بعد الاحتلال حل القوات العسكرية العراقية، ومن ثم خلق الفتنة الطائفية والعرقية في البلد المحافظ على عاداته وتقاليده ومورثاته.
إن استهدف الولايات المتحدة الأمريكية (للعراق) نابع من واقع أن لديها مشروعاً نهضوياً تود في الوطن العربي_ الإسلامي، وهو المشروع الذي يرمي لأحداث توازناً في المنطقة الغنية بالنفط، خاصة وأن العراق تمتاز بحضارة تمتد إلى أكثر من ثمانية آلاف عام، بالإضافة إلى البترول.
من المعروف أن ما يجري في المنطقة العربية من تأمر يقوده اللوبي الصهيوني الأمريكي_البريطاني من خلال مفكر الأخيرة (ﺑﺮﻧﺎﺭﺩ ﻟﻮﻳﺲ)، ودولة الكيان الصهيوني المحرض الأساسي ضد الحضارة والثقافة العراقية المدعومة بالقوة العسكرية، ودولة الكيان الصهيوني مارست ضغوطاً على (ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ) ﻭ(ﻟﻨﺪﻥ) من أجل القضاء على ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ الذي صمد صموداً قوياً أمام الحصار الاقتصادي الخانق الذي فرضت الولايات المتحدة على العراق، وهو الحصار الذي شجع الرئيس صدام حسين إلى الاستفادة من الثروات الطبيعية الموجودة في باطن وظاهر الأرض، إذ أنه استطاع أن يؤسس لصناعات عسكرية متطورة جداً، ومن ثم اتجه نحو برنامجه النووي، ولم يغفل مع ذلك الجوانب السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والفكرية، أي أنه مضي سريعاً نحو التطور والمواكبة لأحداث ما انتجه العالم آنذاك، ومع هذا وذاك خاض حرباً عنيفة مع جارته إيران أمتدت إلى أكثر من ثمانية أعوام.
فيما نجد أن الرئيس صدام حسين استوعب الدرس الصهيوني الأمريكي - البريطاني المدعوم من دولة الكيان الصهيوني، إذ تأكد له تأكيداً قاطعاً أن الديانة الإسلامية وحدها القادرة على إيقاف مد المخططات والمشاريع المستهدفة لبلاده وبقية الأوطان العربية والإسلامية، وهو الأمر الذي دفعه لإطلاق حملته الايمانية في أيامه الأخيرة، إذ أنه أصدر قراراً يقضي بمنع استيراد الخمور، كما أنه أغلق البارات، ﻭﻛﺘﺐ ﻛﻠﻤﺔ (ﺍﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺑﺪﻣﻪ، ﻭأﺳﺲ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔﺍﺳﻼﻣﻴﺔ ﺷﺮﺳﺔ ضد الاستعمار الصهيوني الأمريكي _ البريطاني، والذي يحظى بالتحريض من دولة الكيان الصهيوني، لذا ظلت مقولته الشهيرة خالدة في وجدان الأمتين العربيةالإسلامية : (أنا أعدمت على يد الأمريكان، فيما سيعدم القادة العرب على أيدي شعوبهم)، وهي المقولة التي اعتبرها الكثيرين نبوءة تحققت من خلال ثورات (الربيع العربي) في كل من سوريا، تونس، مصر، ليبيا وأخيراً السودان الذي أطاح شعبه بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، المهم أن الأوضاع في البلدان العربية مذرية جداً من واقع سياسات دكتاتورية أشعرت الشعوب بالظلم، واستمرار الحكام العرب في السلطة لفترة طويلة، مما نجم عن ذلك استشراء (الفساد)، وتنامي تيار التنظيمات الإسلامية المتشددة التي شجعت أفكاراً متطرفة، مما عجل بالبعض منها من خلال شعوبها، ومن ثم الإطاحة بها، فهي كانت تركن لواقع ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻤﺰﻕ، ورغماً عما جري وسيجري إلا أن هنالك دولاً مازال رؤساءها يكابرون ويرفضون الاعتراف بالحقائق الماثلة أمام أعينهم، وهؤلاء شاهدوا كيف أعدم الرئيس (صدم حسين) في أول أيام عيد الأضحي المبارك دون أن يغمض لهم جفن، وشاهدوا كيف احتل المستعمر الأمريكي الدولة العربية_ الإسلامية (ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ) وكيف ﻗﺘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻥ عراقي، ﻭﺷﺮﺩ أﺭﺑﻌﺔ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺁﺧﺮﻳﻦ أصبح فيما بعد معظمهم لاجئون بلا مأوي؟، ولم تعد هنالك دولة في العراق التي استشري فيها (ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ)، وأصبحت الأوضاع سيئة في شتي مناحي الحياة، على عكس أيام حكم الرئيس ﺻﺪﺍﻡ ﺣﺴﻴﻦ الذي لم تكن الطائفية موجودة في عهده، بدليل أنه خاض حرباً ضروساً ضد إيران امتدت لأكثر من ثمانية سنوات متصلة، وبعد القضاء على نظام الرئيس صدام حسين عمق اللوبي الصهيوني الأمريكي _البريطاني ودولة الكيان الصهيوني فكرة الطائفية وسط تنظيمات السنة والشيعة، والاتجاه على هذا النحو الهدف منه أحداث الانقسامات بين أبناء الوطن الواحد، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تمزيق العراق، والذي هو مدخلاً للسيطرة على المنطقة العربية _الإسلامية برمتها، ومن ثم سلب حضارتها وثقافاتها وموروثاتها التاريخية.
فيما نجد أن اللوبي الصهيوني الأمريكي البريطاني ودولة الكيان الصهيوني وحلفاء الولايات المتحدة من الدول العربية _الإسلامية حيث وجد البعض فرصاً مواتية لتنفيذ المخططات في المنطقة من خلال اجتياح الرئيس صدام حسين للكويت، وهذا الاجتياح اعتبر جريمة من الجرائم المتطلبة المحاسبة العاجلة للعراق، بينما لم يعتبر استعمار اللوبي الصهيوني الأمريكي _البريطاني للعراق جريمة، بل هو سلوك سليم يصب في مصلحة المنطقة وتخليصها من نظام حكم يشكل خطراً عليها، وبالتالي كانت بغداد ضحية المشروع الصهيوني الأمريكي _البريطاني في المنطقة العربيةالإسلامية، وهو المخطط الذي ساهمت فيه دول أوروبية وعربية وإسلامية.

حقيقة منع صلاح (قوش) وأسرته من دخول الأراضي الأمريكية


سرى خبراً مثيراً كسريان النار في الهشيم مفاده أن الولايات المتحدة حظرت دخول الفريق أول مهندس صلاح عبدالله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق وأسرته من دخول الأراضي الأمريكية، إلا أنه ومن الواضح أن الخبر لا أساس له من الصحة، وذلك لسبب بسيط هو أن قراراً خطيراً كهذا لا تصدره إلا المحاكم الأمريكية المختصة، والتي لا يمكن أن تتعامل مع موضوع من هذا القبيل عبر (تغريدة) أو (بوست) ينشر من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، ولكن من المرجح أن يكون وراء ذلك الخبر (المضروب) جهة ما لديها مصلحة في ذلك، وغالباً ما تهدف إلى خلق فوضي خلاقة لتمرير أجندات خفية وظاهرة تخصها، ولا سيما فإنها تصب في هذا الاتجاه، وأظن أنها نجحت في لفت نظر الرأي العام، والذي أصبح شغله الشاغل ما ذهبت إليه.
وبما أن المعلومات تشير إلى أن صلاح قوش يمتلك جوازاً أمريكياً فلا يمكن للسلطات الخارجية الأمريكية أن تمنعه إلا من خلال السلطة القضائية، والتي بدورها توجه خارجية الولايات المتحدة للتنفيذ، وناهيك عن ذلك كله فإن (صلاح قوش) لو لم يكن مواطناً أمريكياً، واستطاع بأي صورة من الصور دخول الأراضي الأمريكية، فإنه لا يحق للخارجية منعه الدخول لأراضيها أو طرده منها إلا من خلال أمر تصدره السلطة القضائية، والتي تنظر في قضايا من هذا القبيل، وغالباً ما يتم المنع إذا كان لدى الشخص المعني سوابق قضائية.
وقال مصدر : بغض النظر عن أين هو صلاح (قوش) في الوقت الحاضر، فإن كان للولايات المتحدة رغبة في القبض عليه لفعلت، وإذا كان في أي دولة من الدول لطالبت بتسليمه إليها فوراً، فالدول المعنية حلفاء لأمريكا، ومع هذا وذاك فالولايات المتحدة دولة مؤسسية لا يمكنها التعامل مع شخصية أمنية مؤثرة بهذه الرعونة والغباء.
وأضاف : من المعروف أن صلاح عبدالله قوش له علاقات وطيدة بالولايات المتحدة، وذلك من واقع أنه رجل أمن مؤثر في المنطقتين العربية والإفريقية، ولديه الكثير من الملفات الأمنية الساخنة، وقطعاً شخصية بهذه الفائدة لا يمكن الاستغناء عنها بهذه السهولة المطلقة، فالرجل مازال يمسك بملفات خطيرة ليس على مستوى السودان فقط، بل على مستوى الوطن العربي والإفريقي، مما يعني أن أمريكا لن تمنعه من دخول أراضيها أو طرده في حال كان موجوداً فيها، بل سوف تتخلص منه بالموت، وذلك من واقع أنه يمسك بمفاتيح الحركات الإسلامية، وعلى سبيل المثال (داعش) و(النصرة) وغيرهما من التيارات الإسلامية المتشددة التي ظهرت في المنطقتين العربية والإفريقية، بالإضافة إلى المامه بتجار البشر والسلاح.

بعد خروجه من سجن (عطبرة) معلم يقع ضحية ضمانة متهم في (٩٧٤١٩٨) ألف جنيه




وضع الأستاذ محمد سر الختم بابكر المعلم بمدرسة بمدينة (عطبرة) بولاية نهر النيل قصة دخوله سجن مدينة عطبرة، إذ أنه محكوم في تنفيذ (يبقي لحين السداد) أمام محكمة عطبرة الجزئية في مبلغ (٩٧٤١٩٨) ألف جنيه، بتاريخ ٢٤/٢/٢٠١٩م، وتم الإفراج عنه ١٨/٣/٢٠١٩م.
وقال : هناك متهم في مبلغ مالي مودع على خلفيته في سجن (عطبرة) منتظراً، وعندما تم إحضاره من السجن إلى محكمة عطبرة العامة، وهو يصيح باعلي صوته قائلاً : هل المروءة انعدمت من أهالي عطبرة، فقلت له : يا زول مالك، قال اريد من يضمنني، فاكدت له إنني سوف اضمنك، وكان أن طلب هو (15) يوماً فقلت أنا اضمنه شهراً، ومر الشهر ولم يأت في الزمان والمكان المحددين.
ما المبلغ الذي ضمنت فيه المتهم
المبلغ (٩٧٤١٩٨) ألف جنيه ، ولم اعرف أن كانت بالجنيه السوداني أو الدولار الأمريكي، المهم إنني ضمنته بغض النظر عن المبلغ، ومع هذا وذاك لم يتم منحي إنذاراً أو إعلاناً أو إخطاراً بأن المتهم الذي ضمنته لم يأت في الزمان والمكان، وفي أول أيام امتحانات مرحلة الأساس، تم القبض علىّ واقتيادي إلى الحراسة، وفي اليوم التالي حولت إلى محكمة عطبرة الجزئية ، والتي حضر إليها المشكو ضده، والذي اخلي سبيله، والابقاء علىّ كضامن في السجن، مما اضطرني إلى دفع مبلغ الـ(٩٧٤١٩٨) ألف جنيه، وبعد أن سددته، سافرت إلى منطقة المتهم بحثاً عنه، فلم أجده لكي استرد مالي منه.
وأردف : فتحت بلاغاً جنائياً بقسم شرطة (الرياض) ضد المتهم، بناء على عريضة الدعوي الجنائية رقم (١٠٢٥)، تحت المادة (١٧٩) من القانون الجنائي، وصدر أمر قبض في مواجهته.

سراج النعيم يكتب : هذا الإنسان يمتاز بـ(الغباء)


كثيراً ما اتسأل عن الذى يتصف بالغباء، هل هو الذي لا يملك العقل الراجح الذي يمكنه من إدارة الحوارات مع الآخرين فيما هو مطروح على الطاولة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، وذلك بمنطلق وحجة، وهل يصعب عليه التعاطي مع الأحداث والمواقف التي تطرأ عليه بشكل مفاجئ في حياته الخاصة والعامة، وهل هو لا يجيد التصرف بحكمة، وهل هو إنساناً مصاباً بـ(خللٍ)، ولديه إشكاليات نفسية يحاول إسقاطها على الآخرين.
حقيقة عندما أشاهد أمثال هؤلاء أحس بأن (الغباء) يمشي بين الناس بإهمال، وعليه أكون غير قادر على التعامل معه، لأنهم يشعرونني بأنني لا أستطيع التفريق بين (الغباء) و(الذكاء)، ولا أدري إذا كان غبائهم ناتجاً عن عدم وعيهم بما يفعلونه عفوياً أم أنه شيئاً طبيعياً، لذا يتعاطي معه يومياً في محيط الأسرة، المجتمع والعمل، وأمثال هؤلاء ربما يكونون مصابين برداءة في المفاهيم، الإدراك والثقافة ، لذا دائماً ما تجدهم أناساً (وقحين) في تعاملهم مع الآخرين، وكثيراً ما أطالع لهم بوستات عبر (الفيس بوك) تنم عن غباءهم المحكم، وربما يكون ذلك الأمر ناجم عن سوء في التربية، واضطراب في الأخلاق.
والأكيد أن كل إنسان يمتاز بـ(الغباء) يكون مرتبطاً لديه ارتباطاً وثيقاً بالانخفاض في الذكاء وسرعة البديهة مما يجعل تجاربهم في الحياة منحصرة في حيز ضيق جداً، وبالتالي أجد نفسي أشفق على من يتجه في هذا الاتجاه المحفوف بالمخاطر، وأن تكون ذكياً فإن الأمر لا يتطلب أن تكون حاصلاً على شهادات أكاديمية عليا، فهنالك من لم تتح له الظروف تلقي التعليم إلا أنه إنساناً مدركاً، فطناً، كيساً في إدارته للحوارات مع الآخرين، ويستطيع التحكم في سلوكياته مهما كان الحدث، أو الموقف الذي يمر به.
وبالمقابل فإن ذلك الإنسان الغبي يكون مهزوزاً في أرائه ومواقفه، ودائماً ما تكون متباينة ومختلف حولها، على أساس أنها مندرجة في إطار السلبية، ويتضح ذلك من خلال مدى قبولها في محيط الأسرة، المجتمع والعمل، وهو أمراً مرهوناً بالفشل (الغباء) والنجاح (الذكاء)، وبالتالي هو ليس قرص اسبرين يبتلعه الإنسان، فيصبح ما بين ليلة وضحاها ناجحا (ذكياً)، وعليه فإن الإنسان الغبي يكون منبوذاً من المجتمع لعدم إجادته فنون الإتكيت في التعامل مع الآخرين.
وعندما ننتقل إلى الإنسان الذي يتمتع بالذكاء في شتي مناحي الحياة، فإنه يتسم بصفات تجذب إليه من هم محيطين به في الأسرة، المجتمع، العمل والدراسة، إذ أن الحلول للإشكاليات تكون حاضرة متي ما طرحت عليه، وبالتالي هو عكس الإنسان الغبي الذي يستسهل ويبسط الإشكاليات لأنه يجد صعوبة في الحلول، مما يجعل الناس عموماً لا يقبلونه ولا يحبذون الدخول معه في نقاش فيما هو مطروح، ورغماً عن ذلك تجده يسعي سعياً حثيثاً إلى التقليل من قيمة الأشخاص الذين يوجهون له النقد لإخفاقاته المتكررة، والتي يتعامل وفقها بلا مبالاة، وعلى هذا النحو يجد نفسه غير قادراً على التأقلم مع الآخرين، وفي حال اضطرتهم الظروف للتعامل معه يتعاملون معه بحيطة وحذر شديدين، وذلك خوفاً من انفلاته، خاصة وأن أمثال هؤلاء يكونون متسرعين في إطلاق الأحكام على الناس، ولا يأبهون بخدش الاحاسيس والمشاعر، وعليه فإنهم لا يستوعبون ما يرمي إليه الآخرين، لأنهم ليسوا من الاناس الذين يجيدون أدب الإنصات للآراء المغايرة، ولا يحترمون من يختلفون معهم، لذا تجدهم موهمين بـ(الأنا)، والتي تقودهم نحو إدارة الحوارات بجدلية، تعصب وانحياز للسلبية لأن إحساسهم يفتقر للأدب والذوق الرفيع الذي يجعلهم مرنين مع الآخرين حتى لا يتحاشونهم من حيث سلوكياتهم وتصرفاتهم المنبثقة من عوامل نفسية، ومن التربويةٍ والثقافية المكتسبة من والبيئة، وهي تصبح مع مرور الزمن عادة في كل حركاتهم وسكناتهم، فالسلوكيات التي تصب في هذا الإطار تؤثر، لأنه وبكل أسف هنالك من ينصاعون لمثل هذه الأفكار الهدامة، وهي أفكاراً يستميلون بها من يتعامل معهم، والغريب في الأمر أنهم يستطيعون توجيه البعض لما يهدفون إليه، رغماً عن أنهم يحتاجون إلى أن يعرضوا أنفسهم على الأطباء النفسيين للتخلص من اضطراب الشخصية.
ومما ذهبت إليه أدلف مباشرة إلى قصة التلميذ الغبي ومعلمته، وهي القصة التي شهدتها إحدى المدارس، إذ أن هنالك معلمة أخذت إجازة عن العمل، فتم تكليف معلمة آخرى بتدريس مادتها، وفي أول يوم ﺑﺪﺃت ﺷﺮﺡ حصة اللغة العربية، وما أن انتهت من تدريس المقرر إلا ووجهت ﺳﺆﺍلاً للتلميذ الذي يعتقد أنه يمتاز بـ(الغباء)، فما كان من زملائه إلا وضحكوا، فاندهشت من ذلك الضحك، إلا أنها سريعاً ما أدركت السبب بحكم التجربة، وتجاوزت الأمر بأن خرجت من الفصل، وعندما لحق بها التلاميذ طلبت من التلميذ الغبي الحضور إليها، وعندما وقف أمامها كتبت ﻟﻪ ﺑﻴﺘﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻭﻗﺎلت : أحفظ بيت الشعر هذا جيداً، ﻭﻻ تكشف هذا السر لأي تلميذ من زملائك، وكانت المفاجأة ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، إذ أن المعلمة بدأت حصة اللغة العربية بكتابة ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ (ﺍﻟﺴﺒﻮﺭﺓ)، ومن ثم شرحته لهم، وبعد إطلاع التلميذ عليه مسحت بيت الشعر من على السبورة، ﻭﻗﺎلت لهم : (من ﻣﻨﻜﻢ ﺣﻔﻆ بيت الشعر الذي شرحته لكم)، فما كان من التلميذ الغبي إلا ورفع ﻳﺪﻩ على استحياء، عندها سمحت له المعلمة بأن يقرأ بيت الشعر، وعندما بدأ.. بدأ متلعثماً، وعندما انتهي أشادت به، ﻭﺃﻣﺮت زملائه بأن يصفقوا له، وتكرر سيناريو المعلمة مع ذلك التلميذ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ متنوعة، مما نجم عن ذلك تغيير نظرة التلاميذ لزميلهم الذى أصبح مرتاحاً نفسياً، مما دفعه إلى التركيز في تحصيله الأكاديمي واثقاً من ذاته، واستبعد من ذهنه فكرة أنه إنساناً غبياً، وعلى خلفية ذلك أضحت لديه قدرة فائقة على التفوق، بعد استعادة ثقته في نفسه، وعندما جلس للامتحانات النهائية حقق نجاحاً باهراً في معظم ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ، وهكذا واصل تحصيله الأكاديمي إلى أن دخل الجامعة ثم تخرج منها
ومن ثم نال ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ والدكتوراة.
آخر المرسم
اللهم ارحم رجاء مجذوب على رحمه واسعة، وأدخلها فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون.كثيراً ما اتسأل عن الذى يتصف بالغباء، هل هو الذي لا يملك العقل الراجح الذي يمكنه من إدارة الحوارات مع الآخرين فيما هو مطروح على الطاولة سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، ثقافياً وفكرياً، وذلك بمنطلق وحجة، وهل يصعب عليه التعاطي مع الأحداث والمواقف التي تطرأ عليه بشكل مفاجئ في حياته الخاصة والعامة، وهل هو لا يجيد التصرف بحكمة، وهل هو إنساناً مصاباً بـ(خللٍ)، ولديه إشكاليات نفسية يحاول إسقاطها على الآخرين.
حقيقة عندما أشاهد أمثال هؤلاء أحس بأن (الغباء) يمشي بين الناس بإهمال، وعليه أكون غير قادر على التعامل معه، لأنهم يشعرونني بأنني لا أستطيع التفريق بين (الغباء) و(الذكاء)، ولا أدري إذا كان غبائهم ناتجاً عن عدم وعيهم بما يفعلونه عفوياً أم أنه شيئاً طبيعياً، لذا يتعاطي معه يومياً في محيط الأسرة، المجتمع والعمل، وأمثال هؤلاء ربما يكونون مصابين برداءة في المفاهيم، الإدراك والثقافة ، لذا دائماً ما تجدهم أناساً (وقحين) في تعاملهم مع الآخرين، وكثيراً ما أطالع لهم بوستات عبر (الفيس بوك) تنم عن غباءهم المحكم، وربما يكون ذلك الأمر ناجم عن سوء في التربية، واضطراب في الأخلاق.
والأكيد أن كل إنسان يمتاز بـ(الغباء) يكون مرتبطاً لديه ارتباطاً وثيقاً بالانخفاض في الذكاء وسرعة البديهة مما يجعل تجاربهم في الحياة منحصرة في حيز ضيق جداً، وبالتالي أجد نفسي أشفق على من يتجه في هذا الاتجاه المحفوف بالمخاطر، وأن تكون ذكياً فإن الأمر لا يتطلب أن تكون حاصلاً على شهادات أكاديمية عليا، فهنالك من لم تتح له الظروف تلقي التعليم إلا أنه إنساناً مدركاً، فطناً، كيساً في إدارته للحوارات مع الآخرين، ويستطيع التحكم في سلوكياته مهما كان الحدث، أو الموقف الذي يمر به.
وبالمقابل فإن ذلك الإنسان الغبي يكون مهزوزاً في أرائه ومواقفه، ودائماً ما تكون متباينة ومختلف حولها، على أساس أنها مندرجة في إطار السلبية، ويتضح ذلك من خلال مدى قبولها في محيط الأسرة، المجتمع والعمل، وهو أمراً مرهوناً بالفشل (الغباء) والنجاح (الذكاء)، وبالتالي هو ليس قرص اسبرين يبتلعه الإنسان، فيصبح ما بين ليلة وضحاها ناجحا (ذكياً)، وعليه فإن الإنسان الغبي يكون منبوذاً من المجتمع لعدم إجادته فنون الإتكيت في التعامل مع الآخرين.
وعندما ننتقل إلى الإنسان الذي يتمتع بالذكاء في شتي مناحي الحياة، فإنه يتسم بصفات تجذب إليه من هم محيطين به في الأسرة، المجتمع، العمل والدراسة، إذ أن الحلول للإشكاليات تكون حاضرة متي ما طرحت عليه، وبالتالي هو عكس الإنسان الغبي الذي يستسهل ويبسط الإشكاليات لأنه يجد صعوبة في الحلول، مما يجعل الناس عموماً لا يقبلونه ولا يحبذون الدخول معه في نقاش فيما هو مطروح، ورغماً عن ذلك تجده يسعي سعياً حثيثاً إلى التقليل من قيمة الأشخاص الذين يوجهون له النقد لإخفاقاته المتكررة، والتي يتعامل وفقها بلا مبالاة، وعلى هذا النحو يجد نفسه غير قادراً على التأقلم مع الآخرين، وفي حال اضطرتهم الظروف للتعامل معه يتعاملون معه بحيطة وحذر شديدين، وذلك خوفاً من انفلاته، خاصة وأن أمثال هؤلاء يكونون متسرعين في إطلاق الأحكام على الناس، ولا يأبهون بخدش الاحاسيس والمشاعر، وعليه فإنهم لا يستوعبون ما يرمي إليه الآخرين، لأنهم ليسوا من الاناس الذين يجيدون أدب الإنصات للآراء المغايرة، ولا يحترمون من يختلفون معهم، لذا تجدهم موهمين بـ(الأنا)، والتي تقودهم نحو إدارة الحوارات بجدلية، تعصب وانحياز للسلبية لأن إحساسهم يفتقر للأدب والذوق الرفيع الذي يجعلهم مرنين مع الآخرين حتى لا يتحاشونهم من حيث سلوكياتهم وتصرفاتهم المنبثقة من عوامل نفسية، ومن التربويةٍ والثقافية المكتسبة من والبيئة، وهي تصبح مع مرور الزمن عادة في كل حركاتهم وسكناتهم، فالسلوكيات التي تصب في هذا الإطار تؤثر، لأنه وبكل أسف هنالك من ينصاعون لمثل هذه الأفكار الهدامة، وهي أفكاراً يستميلون بها من يتعامل معهم، والغريب في الأمر أنهم يستطيعون توجيه البعض لما يهدفون إليه، رغماً عن أنهم يحتاجون إلى أن يعرضوا أنفسهم على الأطباء النفسيين للتخلص من اضطراب الشخصية.
ومما ذهبت إليه أدلف مباشرة إلى قصة التلميذ الغبي ومعلمته، وهي القصة التي شهدتها إحدى المدارس، إذ أن هنالك معلمة أخذت إجازة عن العمل، فتم تكليف معلمة آخرى بتدريس مادتها، وفي أول يوم ﺑﺪﺃت ﺷﺮﺡ حصة اللغة العربية، وما أن انتهت من تدريس المقرر إلا ووجهت ﺳﺆﺍلاً للتلميذ الذي يعتقد أنه يمتاز بـ(الغباء)، فما كان من زملائه إلا وضحكوا، فاندهشت من ذلك الضحك، إلا أنها سريعاً ما أدركت السبب بحكم التجربة، وتجاوزت الأمر بأن خرجت من الفصل، وعندما لحق بها التلاميذ طلبت من التلميذ الغبي الحضور إليها، وعندما وقف أمامها كتبت ﻟﻪ ﺑﻴﺘﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻭﻗﺎلت : أحفظ بيت الشعر هذا جيداً، ﻭﻻ تكشف هذا السر لأي تلميذ من زملائك، وكانت المفاجأة ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، إذ أن المعلمة بدأت حصة اللغة العربية بكتابة ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ (ﺍﻟﺴﺒﻮﺭﺓ)، ومن ثم شرحته لهم، وبعد إطلاع التلميذ عليه مسحت بيت الشعر من على السبورة، ﻭﻗﺎلت لهم : (من ﻣﻨﻜﻢ ﺣﻔﻆ بيت الشعر الذي شرحته لكم)، فما كان من التلميذ الغبي إلا ورفع ﻳﺪﻩ على استحياء، عندها سمحت له المعلمة بأن يقرأ بيت الشعر، وعندما بدأ.. بدأ متلعثماً، وعندما انتهي أشادت به، ﻭﺃﻣﺮت زملائه بأن يصفقوا له، وتكرر سيناريو المعلمة مع ذلك التلميذ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ متنوعة، مما نجم عن ذلك تغيير نظرة التلاميذ لزميلهم الذى أصبح مرتاحاً نفسياً، مما دفعه إلى التركيز في تحصيله الأكاديمي واثقاً من ذاته، واستبعد من ذهنه فكرة أنه إنساناً غبياً، وعلى خلفية ذلك أضحت لديه قدرة فائقة على التفوق، بعد استعادة ثقته في نفسه، وعندما جلس للامتحانات النهائية حقق نجاحاً باهراً في معظم ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ، وهكذا واصل تحصيله الأكاديمي إلى أن دخل الجامعة ثم تخرج منها ومن ثم نال ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ والدكتوراة.


على خلفية وفاة (عادل) صقعاً بالكهرباء داخل مقابر (الصحافة) تأييد إدانة الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء ومنظمة حسن الخاتمة


الحكم بتغريم المدانين (330.000) جنيه بتهمة القتل الخطأ
.............
وقف عندها : سراج النعيم
.............

أيدت المحكمة القومية العليا قراري محكمة الاستئناف، ومحكمة الموضوع في مواجهة منظمة حسن الخاتمة والشركة السودانية لتوزيع الكهرباء .
وجاء في القرار أنه وبتاريخ 24/9/2018م، وفي محكمة غير إيجازية توصلت محكمة جنايات الامتداد من الدرجة الأولى إلى إدانة المتهمين منظمة حسن الخاتمة، والشركة السودانية لتوزيع الكهرباء بعد أن وجدتهم مدانين تحت المادة (132/22) من القانون الجنائي لسنة 1991م، ووفقاً لذلك أصدرت أمراً بأن تدفع المدانتان مبلغ (330.000) جنيه لأولياء دم المرحوم عبارة عن دية القتل الخطأ بالتضامن مع أو الإنفراد، وتحصل وفقاً لاحكام المادة (5.45) من القانون الجنائي لسنة 1991م.
فيما تتلخص أسباب الطعن في الآتي المادة (22) لا يمكن مناقشتها إلا بعد مناقشة المادة (132) من القانون الجنائي لسنة 1991م، ويتفق مع المحكمة الإبتدائية، ومحكمة الإستئناف في ثبوت وفاة المرحوم، وكذلك أن الفعل وقع خطأ، ويري أن تفسير اللائحة التجارية المادة (13) جاء تفسيرها غير صحيح، ووفقاً للمادة (13) يري بأن الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء غير مسئولة عن أي ضرر ينشأ من التوصيلات الداخلية، وتوصيل الأعمدة كان مطابقاً للمواصفات، وكان صحيحاً، ووفقاً للضوابط الفنية، ومراعياً لإجراءات السلامة.
بينما رأت المحكمة القومية العليا تأييد قرار محكمتي الإستئناف والموضوع وشطب الطعن المقدم من الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، وتشير الوقائع التي اعتقدت في صحتها المحكمة الإبتدائية من بعدها محكمة الإستئناف، وبتاريخ 16/10/2018م أبلغ الشاكي يفيد أن ابنه المرحوم (عادل حميدان عمر) توفي إلى رحمة مولاه نتيجة صقعة كهربائية اصابته في يوم ماطر عند ملامسته لعمود إنارة حديدي داخل مقابر (الصحافة)، والثابت أنه توفي نتيجة صقعة كهربائية دون تدخل أي عامل خارجي أو غير مألوف بحيث يقلل انفصال حلقات علاقة السببية، ولكن هل كان هنالك إهمال أو قلة احتراز من المتهمين، والإهمال اعتمدت فيه القوانين والفقه والقضاء المقارن معيار عادي لمعرفة الإهمال في تصرف الشخص، وقد سلك فقهاء القوانين مسلك القانون الفرنسي في اعتمادهم الرجل المعتاد كأساس لمعرفة الإهمال، وأيضاً إذا رجعنا إلى كتاب القانون الجنائي السوداني النظرية إلحاق المسئولية الجنائية (الدكتور عبدالله أحمد النعيم)، يقال أن الشخص تصرف بإهمال إذا تصرف من غير أن يترك النظر أو احتمال حدوث النتيجة الضارة، والممنوعة قانوناً في الوقت الذي كان الرجل العادي المعلول سيدرك ذلك، فالشخص المهمل هو الذي يعجز عن ضبط سلوكه بصورة معقولة لا تؤذي الآخرين بصورة نشوء الواجب العناية والإخلال بواجب العناية، وحدوث الضرر المرتب على الاخلال بواجب العناية، فهي في الأركان التي ينهض عليها الإهمال، وقد ثبت بأن المتهمة الثانية لها علم بالتوصيلات داخل مقابر (الصحافة) رغماً عن اللوائح والشروط التي يجب توافرها في التوصيلات الداخلية، وقد قامت بزيارة مكان الحادث، وبالتالي وقعت في خطأ توصيل الإمداد الكهربائي بالرغم عن استخدام الأعمدة الحديدية، وقد أفاد الشاهد السادس بأنها لديها الخطورة، كما أن التوصيل كان عشوائياً، فقد كان هنالك إهمال مخالف للوائح المتبعة لتوصيل التيار الكهربائي، وقد تسبب في وفاة المرحوم دون اتفاق بينهما، وبالتالي يكون كلا منهما مسئولاً عن فعله، محكمة الاستئناف قدمت مذكرة مستوفية لم نلاحظ شططاً أو خللاً يستوجب خروجنا على القاعدة العامة.
فيما نجد أنه وبتاريخ 24/9/2018م ادانت محكمة جنايات الامتداد من الدرجة الأولي المتهمين بموجب (132/22) من القانون الجنائي لسنة 1991م، ووفقاً لذلك أصدرت أمراً بأن تدفع المدانتان مبلغ (330.000) جنيه لأولياء الدم عبارة عن دية القتل الخطأ بالتضامن أو الإنفراد وتحصل وفقاً لأحكام المادة (5.45) من القانون الجنائي.
وفي السياق كان الأستاذ نصرالدين حسين الختيم المحامي قد وضع التفاصيل الكاملة للقصة المؤثرة لوفاة الشاب عادل حميدان قائلاً : بدأت الماسأة عندما توجه (عادل حميدان) ضمن موكب تشييع جده عمر الشريف والد أبيه، وذلك بمقابر الصحافة بتاريخ ٢٠/٨/٢٠16م، وأثناء تشييع جده توفي متأثراً بصعقة كهربائية من عمود كهربائي مصنوع من (الحديد)، وتشير الوقائع إلى أنه ما أن أقترب منه إلا وصعقته الكهرباء فوراً، مما أدي إلى وفاته، وعلى خلفية ذلك فتح بلاغ بقسم شرطة السوق المحلي، ومن ثم نقل جثمان المرحوم إلى مشرحة الطب الشرعي، وجاء قرار الطبيب المختص مؤكداً أن الوفاة ناتجة عن صعقة كهربائية.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...