الأحد، 4 أغسطس 2019

سراج النعيم يكتب : قطوعات الكهرباء والمياه


،،،،،،،،،،،،،،،،
بالرغم من أن إدارة الكهرباء بولاية الخرطوم ترفع شعار : (يوم بلا كهرباء يوم بلا حياة)، الشعار الذي تسمعه من خلال المجيب في حال الاتصال بخدمات المشتركين، ورغماً عن ذلك الشعار إلا أن سكان ولاية الخرطوم عموماً يشكون من انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي لساعات طوال، وفي أوقات مختلفة دون توضيح الأسباب للقطع المتكرر، والذي يؤدي إلى تعطيل إشغال الناس، كما أنه تسبب في خلق أجواء مليئة بالقلق، التوتر والزعزعة.
إن انقطاع التيار الكهربائي يفرض على السكان الخروج من المنازل إلى الشوارع في ظل أجواء ساخنة، وظلام دامس، بل هنالك من لا يستطيع إنجاز عمله المرتبط بالكهرباء، وما يزيد الأمر معاناة انقطاع الإمداد المائي أيضاً ما بين الفينة والآخري، وهما يشهدان أزمة حقيقية لعدم استقرار هما، مما يضطر البعض للبحث عن مخرج يتمثل في شراء المولدات الكهربائية والمياه المعدنية، وهذا لا يتحقق إلا لمن استطاع لهم سبيلياً، لأنها من البدئل التي لا تتوفر للعامة من واقع الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، وفي ظل ذلك بدأت تظهر عربات النقل المجرورة بواسطة (حمار) في بعض الأحياء لبيع المياه، السؤال من أين تأتي تلك العربات بالمياه.
إن هنالك غضب داخل المدن والمناطق للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والإمداد المائي في أوقات مختلفة من النهار والليل، مما قاد إلى السخط على إدارتي الكهرباء والمياه في ظل تزايد وتيرة القطوعات، وذلك منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير، واستمرار ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ في البلاد، وتفاقم الأوضاع دون وضع برمجة.
السؤال لإدارتي الكهرباء والمياه، هل هنالك أسباب موضوعية للانقطاع غير المقنن للكهرباء والمياه في ظل دولة عميقة انتهجت سياسة التمكين على مدي ثلاثين عام، ولماذا لا يتم التغيير في قيادات الإدارتين طالما أنهم عجزوا عن إيجاد الحلول لهذين المرفقين الحيويين، ولماذا لا يوضحون الأسباب خاصة وأن الأمر فاق كل التصورات والسيناريوهات، ولم يعد الناس يثقون في المبررات الواهية التي تصدر من هنا وهناك، فالغالبية العظمي على قناعة تامة بأن نظام الرئيس المخلوع عمر البشير يحتاج إلى سنوات وسنوات لكي يتم اقتلاعه من جذوره، لذا يجب الضغط على الكهرباء والمياه لإيقاف القطوعات غير المبرمجة، والتي تندرج في إطار سياسات النظام السابق، والتي تركت آثارها السالبة في المجتمع، وهو الأمر الذي يرفضه المواطن جملة وتفصيلا باعتبار أنه يلتزم بالدفع المقدم.
وتشير المعلومات حول أزمة إنتاج الكهرباء بأنها نابعة من عدم عمل (ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ) ﺷﻤﺎل السودان، والذي لم يخرج من الفساد المستشري في البلاد رغماً عن أن سعته الإنتاجية التي يفترض أن يعمل في إطارها بصورة كبيرة جداً، ﺇﺫ ﺇﻥ (ﺗﻮﺭﺑﻴﻨﺎﺗﻪ) ﻻ ﺗﻌﻤﻞ بالشكل الذي خطط له، مما يسفر عن ذلك إنتاج تيار كهربائي لا يكفي للذي نحتاجه من كهرباء.

القبض على متفلتين اعتدوا على عازفين وسيدة بالسواطير بامدرمان بسبب المتاريس
















جلس إليه : سراج النعيم
............
ألقت المباحث القبض على أربعة متهمين في البلاغ الذي فتح في إطار الاعتداء على عازفين وزوجة أحدهما، بحيث استغل المتهمين مجريات الأحداث في البلاد للاستفادة منها في الخروج عن القانون.
فيما كشف الموسيقي أحمد يوسف محمد عبدالله الشهير بـ(أحمد ساكس)، عضو اتحاد الفنانين، تفاصيل حزينة ومثيرة حول الاعتداء عليه، وزميله عازف آلة الكمان (بريمة) وزوجته أثناء عودتهم من إحدي المناسبات بالخرطوم إلى منزلهم، وصادف ذلك التظاهرات التي شهدتها البلاد على خلفية مناداتها بسقوط نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، والذي تم على إثره وضع المتاريس في الشوارع العامة.
وقال : ما حدث بالضبط في ذلك اليوم هو إنني وزميلي العازف بريمة وزوجته تحركنا من مناسبة زواج بالخرطوم عائدين منها إلى منزلنا بمدينة امدرمان، والتي كنا نتجاوز فيها المتاريس المغلق بها الشوارع العامة، هكذا إلى أن استطعنا الوصل إلى شارع (الإمام) بمدينة امبدة، والذي وجدنا فيه مجموعة كبيرة من الناس تهتف ضد الأوضاع السياسية، الاقتصادية المتردية في البلاد، وبما أن الوضع الراهن قابل لاستغلال المتفلتين فإن من اعتدوا علينا استفادوا من الثورة الشعبية التي كانت متجهة جغرافيا من الشمال إلى الجنوب، فلم يكن أمامنا بداً سوي أن نسلك شارعاً آخراً، لذلك توجهنا مباشرة نحو شارع ليبيا بالخلاء، وما أن وصلنا منطقة (ابوريال) إلا وظهرت لنا مجموعة تقدر بحوالي (20) شخصاً، وهؤلاء الأشخاص يحمل البعض منهم آلات حادة (سواطير)، ومما أشرت له تأكد لي بما لا يدع مجالا للشك أنهم ليسوا ثواراً، فالثوار ثورتهم سلمية الأمر الذي دفعني إلى أن أزيد سرعة السيارة بغرض تخويفهم لكي لا يعترضوا طريقنا في ذلك الوقت المتأخر من الليل، فلم يكن أمامي حلا سوي الإتجاه على ذلك النحو، خاصة وأن شارع ليبيا بالخلاء أيضاً كان مترساً من قبل ثوار المنطقة، وعندما توجهت نحوهم مسرعاً هرب البعض منهم ناحية احد (الخيران)، وانجرفت في ذات الوقت السيارة في نفس الإتجاه الأمر الذي نتج عنه إصابتها بعطب، فتوقفت داخل ذلك الخور، عندها استغلت المجموعة المتفلتة ما حدث، وقامت بمحاصرتنا في ذلك الحيز، ومن ثم اعتدت علينا ضرباً بالساطور، إذ اصابوني على وجهي، مما نجم عن ذلك خياطة الجرح بثلاثة غرز، كما أنهم اعتدوا أيضاً على زميلي الموسيقي (بريمة) على صدره ورجله اليمني، بالإضافة إلى الاعتداء ضرباً على زوجته، عموماً تم اسعافنا على جناح السرعة من مسرح الحادث بمدينة امبدة إلى مستشفي السلاح الطبي بمدينة امدرمان.
وأردف : وفي صباح اليوم التالي من الحادث الذي تعرضنا له توجهنا إلى النيابة المختصة، ورفعنا عريضة دعوي جنائية بالاعتداء، وبموجب ذلك اتخذنا الإجراءات القانونية لدي قسم شرطة (الإمام مالك)، والذي بدوره باشر التحري حول الواقعة إلا أنه لم يصل إلى نتيجة، عندما مر على البلاغ أكثر من شهر دون الوصول إلى المتهمين لجأت إلى صديقي العازف الطيب عبدالرحمن المعروف بـ(الطيب سمك)، والذي هو مساعد في الشرطة، وأوضحت له ما جري معنا، وما اتخذناه من إجراءات قانونية، وأين وصلت، فما كان منه إلا واصطحبني إلى زميله المساعد شرطة (إبراهيم) الذي يعمل في المباحث، وهو بدوره وجهنا إلى زميله المساعد شرطة (بكرى) في المباحث أيضاً، وبعد الإستماع إلى الرواية من الألف للياء وعدني خيراً، وفيما بعد القي القبض على أحد المتهمين، فتم الاتصال بي للتعرف عليه، وكان أن توجهت إلى هناك وتمت مواجهتي به فأكد أنه قابلني أبان المظاهرات في شارع ليبيا بالخلاء، والذي سقطت في إطاره سيارته في الخور بتلك المنطقة، وكان أن اعتدينا عليه، ومن معه في تلك الأثناء، وأخذنا منه آلة (الساكس)، وبعض الاغراض الآخري التي كانت بحوزتهم، وكشف للمباحث من هم المتهمين الذين شاركوه في ارتكاب الجريمة، وعرفهم بالأسماء والالقاب.
ومضي : وبعد أيام من إلقاء القبض على المتهمين البالغ عددهم أربعة أشخاص تمكنت المباحث من ضبط آلة (الساكس) خاصتي إلا أنه أخذ منها بعض الأجزاء، وتم أيضاً ضبط هاتفي الذكي ماركة (جلكسي)، وبعد إكتمال التحري حول البلاغ من قسم شرطة (الإمام) إلى محكمة دائرة الاختصاص، والتي لدينا في إطارها جلسة في الخامس من الشهر الجاري لمواصلة محاكمة المتهمين الأربعة، الذين اخذوا مني آلة الساكس وهاتفي السيار، وهاتف اخر بالإضافة إلى هاتف زميلي بريمة، وشنطة وهاتف زوجته أيضاً.
وتابع : إما بالنسبة إلى الساكس فقد باعه المتهمين إلى موسيقي ونظامي معروف، مما حدا بي إتخاذ الإجراء الذي يحفظ لي حقي والذي صدر في ظله خطاب لوحدته التي يعمل فيها، وهو يعتبر موسيقياً فنياً في الآلات النحاسية بمعني أنه خبير في آلة الساكس أكثر مني أنا الذي اعزفها، ورغماً عن ذلك أشار المتهمين إلى أنه قام بشرائها منهم مبلغ (2000) جنيه في حين أن سعرها الحقيقي (70) ألف جنيه.

الخميس، 1 أغسطس 2019

سراج النعيم يكتب : ظاهرة البنطال تحت (الخاصرة)

تبقي ظاهرة البنطال (النازل) أو (السيستم) وغيرها من مسميات (جره) من أعلي إلى ما تحت (الخاصرة)، تبقى ظاهرة من الظواهر الدخيلة على المجتمع، وأخذت حيزاً كبيراً من اهتمام النشء والشباب الذين ربما لا يعلمون شيئاً عنها، لذا أود أن أوضح لهم الأسباب التي أفرزتها، فهي بدأت في الولايات المتحدة، وتعرف بإرتخاء (السروال)، إذ ظهر ارتدائه من خلال السجون الأمريكية، حيث تم إنزاله من وضعه الطبيعي إلى التثبيت على عظام الحوض. 
ومما ذهبت إليه فإن الظاهرة تشير إلى أنه تم ابتداعها في السجون الأمريكية فقد كان السجناء يتعرضون للانتهاك الذي دفعهم إلى إنزال بنطال (الجينز) من أجل إيصال رسالة للسلطات الرسمية من واقع أن النزيل صغير السن يمارس ضده الانتهاك من ما يسمي بزعيم السجناء، والذي يختار من أشرت له ليكون تحت خدمته طوال فترة قضائه للحكم القضائي الصادر في مواجهته، وإذا رفض النزيل المعني الانصياع له فإن مصيره معاقبته بالاعتداء عليه مرة أخرى، ومع هذا وذاك لا يستطيع أن يبلغ إدارة السجون بما جري أو ما سيجري معه مستقبلاً، وإذا تجرأ وفعل ذلك فإنه ستتم تصفيته أو تكرار تجربة الاعتداء عليه، وبما أن الضحية لم يكن في مقدروه إبلاغ السلطات المختصة نبعت فكرة ارتداء بنطال (الجينز) موضوع الظاهرة ليكون دلالة على أن من يرتديه من ضحايا زعماء السجون، هكذا أصبح النزيلاء الضحايا يرتدون البنطال على ذلك النسق، بالإضافة إلى أنهم يمزقونه في بعض الأحيان، وبهذه الطريقة المبتكرة استطاعوا ايصال رسالتهم إلى حراس السجون الأمريكية الذين يتعرفون على السجناء الضحايا الذين تعرضوا للانتهاك اللا إنساني، وبالتالي إما أن يتم نقله من موقعه إلى موقع آخر أو يتعرض للاعتداء أيضاً من حراس السجون.
إن الظاهرة أصبحت منتشرة في وسط السجناء الأمريكان، الذين حينما يتم إطلاق سراحهم يستمرون في ارتداء بنطال (الجينز) في الحياة العامة على نفس الطريقة المنتهجة قبل إخلاء سبيلهم، وبالتالي ساهموا في انتشار الظاهرة في المجتمع الأمريكي، ومنه إلى المجتمعات العربية والإفريقية وغيرها الأمر الذي ساعد على انتشارها عالمياً، وأصبحت فيما بعد موضة تعرف باسم (ساغنغ بات) أو البنطلون (المعلق)، وهكذا قلد الشباب العربي والأفريقي الظاهرة تقليداً اعمي ودون دراية لما تعني مما قاد البيوتات التجارية ومصانع الأزياء الرجالية في أمريكا التفنن في تفصيل بنطال (الجينز) بالصورة الجاذبة للنشء والشباب، الأمر الذي جعل الظاهرة رائجة في معظم المجتمعات لدرجة أنها أضحت مقلقة جداً للأسر المحافظة على عاداتها، تقاليدها ومورثاتها، وباتت مهدداً خطيراً خاصة وأنه يظهر حتى الملابس الداخلية، فمن المعروف أن ثقافة ارتداء بنطال (الجينز) المرتخئ والممزق نقلت من السجون الأمريكية إلى المجتمعات العالمية.
ومما تطرقت له فإن الظاهرة أصبحت جزء أصيل من ثقافة الأزياء السودانية بدواعي التطور ومواكبة (الموضة) مما أدى إلى رفضها جملة وتفصيلا باعتبار أنها من الظواهر السالبة المندرجة في إطار التقليد الأعمى لثقافة ارتداء الأزياء في السجون الأمريكية، ورغم ذلك نجد أن بعضاً من المدن الأمريكية كافحت الظاهرة مثلاً مدينة (أتلانتا)، والتي أصدرت قراراً يحظر ارتداء بنطال (الجينز) المشار له في الأماكن العامة، وهو قرار مشرع من السلطات الأمريكية على أساس أنه لا يندرج في إطار (الحريات الشخصية)، مما يؤكد أن الظاهرة مرفوضة حتى لدى الأمريكان، ولو لم يكن الأمر كذلك لما قرر منع ارتداؤه، وذلك من واقع أنه نتج عن ظروف محددة، فهل تتخذ السلطات السودانية قراراً مماثلاً.
فيما يبدو أن الظواهر السالبة لم تتوقف عند حد ارتداء الأزياء المغايرة للثقافة السودانية، بل امتدت إلى إطلالة ظواهر أخري كظاهرة حلاقة شعر الرأس المستشرية أيضاً، وهي من الظواهر الواجب محاربتها لأنها منبثقة من الثقافات الأمريكية والغربية، ولم تعد تلك الظواهر السالبة قاصرة على الأزياء وحلاقة الشعر فقط، بل امتدت إلى طريقة المشي في الطرقات العامة، ما يدل على التأثر بالثقافات الأمريكية والغربية في شتي (تقليعاتها)، والتي اطلت علينا من خلال الوسائط المختلفة، لذلك كله وقفت متأملاً لها ولما يمكن أن تنتجه مستقبلاً، فوجدت أن أهم ما يميز الإنسان مظهره العام في مراحل حياته المختلفة، وهي مراحل تدل على اكتمال شخصيته في المجتمع، والذي يلعب فيه دوراً ريادياً في البناء والثقة بالنفس، مما يؤكد أن المظهر من العوامل الأساسية لاحترام وتقدير الناس لك، لذا يجب عدم الانجراف وراء ثقافات المجتمعات الأمريكية والغربية، فهي بلا شك لا تتوافق مع عاداتنا، تقاليدنا، قيمنا، أخلاقنا وثقافتنا، فالأزياء الأمريكية والغربية لا تليق بالنشء والشباب السوداني حتى لا يضيع الزى القومي في زحمة (العولمة) ووسائطها المختلفة.

قوش يرد على محرر (الدار) حول مساندته الثورة للإطاحة بـ(البشير)

على خلفية الثورة (المضادة) للحراك الشعبي
..............تشوية الصورة والإقصاء من المشهد وصفاً بـ(الكوز) و(الأمنجي)


..............
سراج النعيم
............ 
من الملاحظ أن وكالات الأنباء، القنوات الفضائية، الإذاعات العالمية والإعلام الحديث أﺻﺒﺢ شغلهم الشاغل الأحداث المتسارعة في السودان منذ انطلاقة الشرارة الأولى للثورة الشعبية ﻣﻦ مدينة (عطبرة) شمال البلاد، ومن ثم امتدادها للخرطوم و الولايات السودانية الأخري حيث تطرقت إلى الجوانب الإيجابية، وإلى الثورة المضادة السالبة، وإلى مساندة الفريق أول مهندس صلاح عبدالله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني (السابق) للحراك الثوري، وهذا الدور الطليعي نابع من تصميمه على الإطاحة بنظام الرئيس (المخلوع)، وعلى خلفية ذلك خطط للعودة لقيادة جهاز الأمن، ومن ثم رسم بذكائه وحسه الأمني فكرته، والتي نفذها من خلال الثورة الشعبية مستفيداً من اجماعها على سقوط النظام البائد موجهاً الثوار للاعتصام أمام القيادة العامة بالخرطوم، هكذا مكنها من اتخاذ موقعاً إستراتيجياً ورفض رفضاً باتاً أي خطة لفض الاعتصام، والذي على إثره (ماطل ـ موه) الرئيس المخلوع عمر البشير إلى أن ضيق الخناق عليه، مما اضطر قيادة الجيش للتدخل، وعزل (البشير) من منصبه، وبهذا يكون (قوش) قد كتب نهاية النظام البائد، لذا حرصت على التواصل معه لما قام به من حدثاً تاريخياً خالداً، لذا توقعت أن لا يرد علىّ إلا أنه فاجأني بأن خيب ظني، ومصدر المفاجأة نابع من أنه رجل أمن، ومعروف أن رجال الأمن لا يتواصلون مع الآخرين خاصة إذا كانوا يتوقعون طرح الأسئلة حول أي حدث من الأحداث، المهم أنني قلت للفريق أول مهندس صلاح قوش : شكراً لأنك خلصت الشعب السوداني من نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وأبلغته تحيتي الخاصة على الدور الكبير الذي لعبه في الإطاحة بالنظام السابق، فرحب بي، وقال : (ربنا يكرمك)، والحقيقة التي لا مناص منها هي أنه اللاعب الرئيسي فيما جري لحكم الديكتاتور (عمر البشير)، والذي ظل جاثماً على الصدور ثلاثة عقود متصلة. 
ومما سبق فإن وسائل الإعلام المختلفة ظلت تشير إلى أن السودان يمر بأﺯﻣﺔ ﺗﺎﺭيخية تعمق فيها الثورة المضادة، وتلمح إلى أن الأزمات أضحت مصدراً لأزمات أخرى، وأن كل أزمة أعنف من سابقتها، وتعتبر الأزمات في البلاد حقيقة لا يمكن إنكارها، وأن كانت مصطنعة بفعل الثورة المضادة الداعمة لمن يبحث عن المصلحة الشخصية ولا يهمها المصلحة العامة، وعليه يسعى كل من لديه مصلحة للاستئثار بما يحقق مطامعه، وليس مهماً أن يبقي الوضع على ما هو، أو إذا ازداد سوءاً، ومن يقف ضد تلك الأفكار (الخربة) يشوهون صورته، ويصفونه تارة بـ(الكوز)، وتارة أخري بـ(الأمنجي). 
إذا اتفقنا أو اختلفنا مع الفريق أول مهندس صلاح قوش، فإنه لعب دوراً مشهوداً وتاريخياً في القضاء على النظام البائد، لذا السؤال لماذا محاولات الإقصاء، وتشويه الصورة، وبالمقابل يجب الإسراع في الوصول إلى اتفاق شامل يتجاوز به الأزمات ويخرج باﻟﺒﻼﺩ إلى بر الأمان، وقطعاً يستوجب ترك الصراعات، النزاعات والمصالح الشخصية جانباً، فهي لا تفضي إلى حلول ناجزة خاصة وأن الوطن تتقاذفه وتتجاذبه تيارات جارفة وتحديات داخلية (ثورة مضادة) وخارجية (مصالح دول)، وهي عوامل تتطلب عدم التأخير في إبرام الاتفاق السياسي، وتشكيل الحكومة المدنية لإدارة دفة البلاد في الفترة المقررة، ﻭلا سيما فإن هذه الخطوة ﺗﺤﺘﺎﺝ من جميع الأطراف لعزيمة وإصرار من أجل تحقيق إرادة الشعب السوداني، والذي ظل ينادي بالحرية، السلام والعدالة للارتقاء بالمصلحة العامة التحول الديمقراطي بعيداً عمن يودون الاستثمار في الأزمات، واستغلالها لوضع المتاريس أمام الوصول إلى حلول حتي لا تكون هنالك عوامل مؤثرة على السلطة.
فيما تطرح المحاولة الانقلابية بعضاً من الأسئلة، ما السبب الذي جعل قائد هيئة أركان الجيش السابق يخطط للانقلاب على زملائه الذين يحكمون البلاد في الوقت الحاضر من خلال المجلس العسكري الانتقالي مع العلم أنه جزء أصيل من تلك السلطة، وهل أي قيادة عسكرية تخطط للانقلاب العسكري سوف تفعل لو لم تجد الدعم السياسي؟؟. 
إن النظام (البائد) عمل جاهداً للقضاء على الخصوم، إذ أنه لم يكن يهمه الدمار الشامل الذي حاق بالبلاد، بقدر ما كان همه الأكبر أن يكون ممسكاً بمقاليد الحكم، بدليل أنه لم يكن يتورع من الإيقاع بالأطراف الضد، وإشعال نار الفتنة بينهم، وهو الأمر الذي جعله يفقد ﺍﻟﺜﻘﺔ في بعض القيادات، وجهاز الأمن والمخابرات الوطني ﻣﻨﺬ العام 2013م، وبالتالي أصبحت المعادلة السياسية والأمنية لديه غير متوازنة، خاصة وأنه اعتمد على جهات خارج المؤسسات الرسمية، وبدأ يستخدمها وفقاً للحاجة إليها، وعليه استطاعت الولوج إلى هذا الجانب الحساس بعد أن أفسح لها المجال، والذي نفذ من خلالها أجندات النظام السابق، ورغماً عن دعمها له إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً في إدارة البلاد، والتي عصفت بها ﺍﻷﺯمات المتتالية، والتي أشدها عنفاً الأزمة ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ الطاحنة، والتي لعبت عاملاً أساسياً ﻓﻲ ﺇﺳﻘﺎط نظام (البشير). 
إن الصراع الخفي والظاهر حول السلطة سيظل قائماً إلى قيام الساعة، لذا يجب إعلاء قيمة المصلحة العامة للمحافظة على الثورة الشعبية، وتحقيق مطلبها بالحكومة (المدنية)، ومن ثم تم تفعيل دور الجهات العدلية المنوط بها فتح ملفات (الفساد)، ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻃﻴﻦ فيه، وفي جرائم ﺿﺪ الإنسانية، ما يؤكد عدم نضج الرؤية السياسية، وعدم القراءة الصحيحة لمجريات الأحداث وما ينبئ عنه الغد، لذا يجب الاستفادة من فترة الحكم الانتقالي المحددة بالثلاث سنوات غير الكافية لتفكيك الدولة (العميقة)، وﺗﺴﺮﻳﻊ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ السلس حتى لا تتاح الفرصة للثورات المضادة، والتي تسعى بكل ما تملك إلى عدم إفساح المجال للاتفاق ليخرج بالبلاد من النفق المظلم، خاصة وأن هنالك من يبثون وينشرون أفكار سالبة، ويضخمونها بالمزيد من البث والنشر فيما بعد، ويهدفون من ورائها لتضليل الرأي العام، مما يدعها تترك تأثيرها على من يطالعها، وعليه فإن البعض يبث وينشر ما ترمي إليه الثورة المضادة، ولا سيما فإنها تعتبر ﻣﺤﺎﻭلات جادة لإعادة إنتاج النظام البائد في المشهد السياسي مجدداً، وبالتالي يجب حسمها بالوعي والإدراك، وعدم الانجراف وراء تيارها، لأن من يفعل فإنه يدعمها بصورة مباشرة، مما ساعد على خلق نوعاً من (الزعزعة)، وعدم الاستقرار في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ السودان، لذا على الجميع التضافر لإفشال تلك المخططات. 
إن هنالك من يعمدون إلى أن لا تتحقق آمال وأشواق الشعب السوداني، والذي يأمل منذ الإطاحة بـ(البشير) في حكومة (مدنية) تأمن له الاستقرار، الأمن والسلام، خاصة وأن الثورة الشعبية ظلت ترفع شعارات الحرية، السلام والعدالة، وتلتزم بالتظاهرات والمواكب السلمية، مما يتطلب توافقاً بين المجلس العسكري الانتقالي، وقوي إعلان الحرية والتغيير ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺲٍ حكم البلاد في المرحلة المقبلة بما يضمن للسلطة بقائها دون (زعزعة)، وأن يحس وفقها الشعب السوداني عموماً بتحقيق ما يصبو إليه، ويجب استصحاب السيناريوهات ليس الأخيرة فقط، بل منذ أن أحس الرئيس المعزول عمر البشير بالخطر على حكمه، والذي طلب في إطاره من صلاح عبدالله قوش أن يعود لرئاسة جهاز المخابرات والأمن الوطني، وهو لم يقبل بالتكليف إلا للإطاحة به، وذلك عقب المواجهات التي حدثت بين الأجهزة الأمنية والمنتفضين ضد نظامه المعزول بسبب الارتفاع المجنوني في أسعار السلع الاستهلاكية في يناير ٢٠١٩م.
من المعروف أن الفريق أول مهندس صلاح عبدالله قوش، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني (السابق) لا يتحدث عما رسمه من خطة للإطاحة بالنظام السابق، خاصة وأن تقلده للمناصب الأمنية يتطلب السرية، لذا لم يفصح عن الدور الذي لعبه في إطار الحراك الشعبي، ولم يكن لديه مانع لكشف الأدوار التي لعبها الآخرين في إطار التغيير، نعم لم ولن يفعل برغم أنه الوحيد الذي يستطيع توصيل السيناريو في صورته الدقيقة، وأن يكشف ما دار خلف الكواليس، وعليه فإن (قوش) نفذ أول عملية اعتقال لقيادات النظام، والتي كانت من نصيب الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين، والذي أمره البشير بأن يتسلم رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني خلفاً لصلاح قوش، وعندما تمت الإطاحة به كان مستاءً مما جري باعتبار أن هنالك مؤامرة كبرى احيكت ضده من رئيس جهاز أمنه.
وبما أن (قوش) يحظى بعلاقات واسعة فإنه استطاع تحقيق مخططه، وما ان أتم مهمته إلا وتقدم باستقالته من منصب مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني.
فيما هيئات الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، والانتفاضة الشعبية للفريق أول مهندس صلاح قوش تنفيذ مخططه الذي استدعي وفقه نشطاء مؤثرين للتحقيق معهم، بالإضافة إلى تواصله مع بعض المعتقلين والمعارضين السياسيين قبل الإطاحة البشير والذي بدأ يلوح بمزيد من الإجراءات ضد الفساد، والقبض على (القطط السمان)، لذا تمت إعادة (قوش) لجهاز الأمن إطار من أجل احكام قبضته على السوق الموازي للدولار، وهذا القرار يؤكد أن الأوضاع خرجت من سيطرة الرئيس، ومحمد عطا مدير أمنه السابق، لذا لم يكن أمامه حلاً غير الاستعانة بالفريق أول صلاح قوش الذي سبق ولفت نظر البشير إلى أن يسيطر على الحزب، وبالتالي عودة قوش لجهاز المخابرات تشير إلى أن الأوضاع في الحزب الحاكم لن تستمر كما كانت عليه، وقد تشهد صراعاً متصاعداً.
بينما تشير سيرة صلاح قوش إلى أنه من قبيلة الشوايقة الواقعة جغرافيا شمال السودان، إلا أنه نشأ وترعرع في مدينة بورتسودان شرق السودان، وتدرج في مراحله الدراسية إلى أن التحق بكلية الهندسة_ جامعة الخرطوم، وخلال تلقيه التحصيل الأكاديمي عرف بذكائه الشديد في مجال الرياضيات، وما أن حدث انقلاب ثورة الإنقاذ الوطني على شرعية الإمام الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي في العام 1989م، إلا واتجه للعمل في المجال الأمني، والذي تقلد في إطاره منصب مدير الأمن طوال عقد قبل إعفاءه، وتعيين الفريق أول مهندس محمد ﻋﻄﺎ بديلاً له في العام 2005م، ليتم تعيينه مستشاراً للأمن القومي برئاسة الجمهورية، إلا أن الرئيس المخلوع عمر البشير أقاله من منصبه مطلع العام 2011م على خلفية اتهامه وضباط آخرين بمحاولة انقلاب على النظام السابق، ليتم اعتقاله، ومن ثم إطلاق سراحه في العام 2013م بموجب عفو رئاسي.

أم تجهز وجبة إفطار أطفالها للمدارس على طريقة (الخواجات)

لفتت أم سودانية أنظار الإعلام الحديث بطريقة إعدادها لوجبة إفطار صغارها على نسق (الخواجات)، وهي الطريقة التي حققت بها الانتشار لدى المتلقي.
فيما تباينت الآراء حول الطريقة المنتهجة من السيدة السودانية، فهنالك من يري أنها تستحق الإشادة من واقع أنها تهتم بالثقافة الغذائية لأبنائها، فيما يري آخرين أن الوجبة مكلفة في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بها البلاد، وكان في إمكانها (تعويد) أطفالها على التقشف.
بينما عبر عدد من الأمهات بأن وجبة الإفطار التي وجدت حيزاً كبيراً من الإشادة والنقد في آن واحد ليست بالوجبة الغذائية المكلفة، فهي مكونة من منتجات الألبان عالية القيمة الغذائية، وليست تقليدية حيث أنها تشمل قطع الخضار الملفوف، البيتزا، الزبادي، الخضروات البرتقال.
وقال البعض : (لو لا الزبادي المصنع في السودان لقلنا أن هذه الأم أجنبية نسبة لثقافتها العالية).

صبي أورنيش : هي بقت على زيادة مسح الأحذية البلد كلها زايده

عبر الصبي (محمدو) ماسح الأحذية الذي يتخذ من امدرمان موقعاً لعمله عن إعتراض بعض الزبائن على زيادة سعر مسح الأحذية.
وقال : لا أري سبباً واحداً للاعتراض على السعر الجديد، فنحن لسنا الوحيدين الذين رفعنا الأسعار، فالاورنيش لا يغطي بـ(5) جنيهات، لذا ضاعفناه إلى (10) جنيهات.
وأضاف غاضباً : (يا اخي هل إشكالية السودان اقتصادياً تكمن في زيادة سعر الاورنيش، إذا كانت الإجابة بنعم فإننا على اهبة الاستعداد لإعادته إلى سعره السابق، ولكن كيف يتم إنزال أسعار السلع الاستهلاكية الظرورية، والتي اعتبرها منقذة للحياة، ومن سيخفض تعريفة المواصلات ومنتجات الشركات الغذائية مع التأكيد أن الأسعار مرتفعة عموماً، فهل حلها في تخفيض السعر الجديد للاورنيش؟
وتابع : الحقيقة التي يجب أن تعرفها هي أننا نشتري علبة الاورنيش من التجار بمبلغ كبير لا يدع لنا فرصة للاستمرار بالسعر القديم، لذا كان لابد لنا من الاتجاه على هذا النحو حتى نتمكن من الايفاء بالالتزامات في العمل والحياة اليومية.
وأردف : أتمني صادقاً أن ينصلح حال الاقتصاد السوداني وأن تصبح الأسعار رخيصة حتى يستطيع كل إنسان على وجه هذه البسيطة أن يعيش الحياة بكرامة، وهذا لن يتحقق إلا في حال تناسي الناس الجراح والمرارات.

عبدالقادر سالم يلوح بمقاضاة سمية حسن بسبب النظام السابق


الخرطوم : سراج النعيم
........
لوح الدكتور عبدالقادر سالم نقيب الفنانين أنه سوف يشرع في مقاضاة المطربة سمية حسن بسبب اتهامها له في تصريحات إعلامية منسوبة إليها حول إيقافها من مزاولة نشاطها بالمكتب التنفيذي، وليس فصلها من عضوية اتحاد الفنانين كما تمت الإشارة إلى ذلك.
وقال : فصل المطربة سمية حسن من عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد يعود إلى غيابها عن الاجتماعات، وليس هنالك أي سبب أخر.
وأضاف : بما أن الحديث الذي أشرت له منسوباً للمطربة سمية حسن فإنني اوكد تأكيداً جازماً بأنه حديث مجاف للحقيقة، لذا وجدت نفسي مضطراً لاتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتها، بالإضافة إلى الوسائل الإعلامية الناشرة للتصريح.
من جهتها كانت هنالك وسائط إعلامية حديثة قد نقلت على لسان ﺳﻤﻴﺔ ﺣﺴﻦ أنها رفدت من مجلس المهن الموسيقية ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ.
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺇﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺳﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ، ﺑﻞ ﺃﻥ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻣﻮﺍﻗﻔﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻧﺎﺷﺪﺗﻪ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺮﺝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺮﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﻻ ﻳﺠﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...