،،،،،،،،،،،،،،،،
بالرغم
من أن إدارة الكهرباء بولاية الخرطوم ترفع شعار : (يوم بلا كهرباء يوم بلا حياة)، الشعار
الذي تسمعه من خلال المجيب في حال الاتصال بخدمات المشتركين، ورغماً عن ذلك الشعار
إلا أن سكان ولاية الخرطوم عموماً يشكون من انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي
لساعات طوال، وفي أوقات مختلفة دون توضيح الأسباب للقطع المتكرر، والذي يؤدي إلى تعطيل
إشغال الناس، كما أنه تسبب في خلق أجواء مليئة بالقلق، التوتر والزعزعة.
إن انقطاع
التيار الكهربائي يفرض على السكان الخروج من المنازل إلى الشوارع في ظل أجواء ساخنة،
وظلام دامس، بل هنالك من لا يستطيع إنجاز عمله المرتبط بالكهرباء، وما يزيد الأمر معاناة
انقطاع الإمداد المائي أيضاً ما بين الفينة والآخري، وهما يشهدان أزمة حقيقية لعدم
استقرار هما، مما يضطر البعض للبحث عن مخرج يتمثل في شراء المولدات الكهربائية والمياه
المعدنية، وهذا لا يتحقق إلا لمن استطاع لهم سبيلياً، لأنها من البدئل التي لا تتوفر
للعامة من واقع الظروف الاقتصادية بالغة التعقيد، وفي ظل ذلك بدأت تظهر عربات النقل
المجرورة بواسطة (حمار) في بعض الأحياء لبيع المياه، السؤال من أين تأتي تلك العربات
بالمياه.
إن هنالك
غضب داخل المدن والمناطق للانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والإمداد المائي في أوقات
مختلفة من النهار والليل، مما قاد إلى السخط على إدارتي الكهرباء والمياه في ظل تزايد
وتيرة القطوعات، وذلك منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع عمر البشير، واستمرار ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
في البلاد، وتفاقم الأوضاع دون وضع برمجة.
السؤال
لإدارتي الكهرباء والمياه، هل هنالك أسباب موضوعية للانقطاع غير المقنن للكهرباء والمياه
في ظل دولة عميقة انتهجت سياسة التمكين على مدي ثلاثين عام، ولماذا لا يتم التغيير
في قيادات الإدارتين طالما أنهم عجزوا عن إيجاد الحلول لهذين المرفقين الحيويين، ولماذا
لا يوضحون الأسباب خاصة وأن الأمر فاق كل التصورات والسيناريوهات، ولم يعد الناس يثقون
في المبررات الواهية التي تصدر من هنا وهناك، فالغالبية العظمي على قناعة تامة بأن
نظام الرئيس المخلوع عمر البشير يحتاج إلى سنوات وسنوات لكي يتم اقتلاعه من جذوره،
لذا يجب الضغط على الكهرباء والمياه لإيقاف القطوعات غير المبرمجة، والتي تندرج في
إطار سياسات النظام السابق، والتي تركت آثارها السالبة في المجتمع، وهو الأمر الذي
يرفضه المواطن جملة وتفصيلا باعتبار أنه يلتزم بالدفع المقدم.
وتشير
المعلومات حول أزمة إنتاج الكهرباء بأنها نابعة من عدم عمل (ﺳﺪ ﻣﺮﻭﻱ) ﺷﻤﺎل السودان،
والذي لم يخرج من الفساد المستشري في البلاد رغماً عن أن سعته الإنتاجية التي يفترض
أن يعمل في إطارها بصورة كبيرة جداً، ﺇﺫ ﺇﻥ (ﺗﻮﺭﺑﻴﻨﺎﺗﻪ) ﻻ ﺗﻌﻤﻞ بالشكل الذي خطط له،
مما يسفر عن ذلك إنتاج تيار كهربائي لا يكفي للذي نحتاجه من كهرباء.