الخميس، 4 أبريل 2019

ماجدة عجوز تكشف قصة التحاقها بقناة النيل الأزرق

..............
أكدت الإعلامية ماجدة عجوز، المذيعة بقناة النيل الأزرق أنها درست مجال الإعلام في جامعة السودان، ومن ثم التحقت بالشاشة الزرقاء التي تطل من خلالها عبر برنامج مساء (bn)، والذي يبث عقب برنامج (مساء جديد)، وهو برنامج مختصص في نقل الأخبار الفنية والاجتماعية.
كيف وجدتي العمل الإعلامي من خلال الممارسة؟
الإعلام مهنة جميلة جداً، وممتعة من حيث الممارسة، وهي داعم أساسي للتحصيل الأكاديمي الذي تلقيته في هذا المجال.
هل واجهتك صعوبات للولوج للعمل الإعلامي؟
من أجل الوصول إلي مبتغاك، وتحقيق هدفك الذي تصبو إليه لابد من أن تقابلك صعوبات إلا أنك تستطيع التغلب عليها من خلال العزيمة والإصرار، وقطعاً ذلك يوصلك إلي ما تريد إذا طال الزمن أو قصر.
ما هو طموحك في المستقبل؟
لا أريد أن أقول الوصول إلي العالمية، لكن أريد أن أقول الوصول بإعلامنا بصورة عامة إليها.
بمن تأثرتي من الإعلاميات اللواتي سبقنك في العمل الاعلامي؟
أحب كل الجيل السابق من الإعلاميات ، لكن أحاول وضع بصمتي.

الأحد، 31 مارس 2019

أبوهريرة حسين يبكي في زواجه الأسطوري بسبب (الحوت)

..........................
هذا هو سر علاقتي بالرئيس فهو والد وأخ وصديق وقائد 
..........................
الحوت محباً للمشير البشير لدرجة أنه ارتدى صورته علناً
..........................
جلس إليه : سراج النعيم
.........................
شاركت (الدار) أبوهريرة حسين، وزير الدولة بالمجلس الأعلي للشباب والرياضة الاتحادي، والذي عين في هذا المنصب قبل أيام من ختام مراسم زفافه بـ(الصالة الذهبية) بالخرطوم بحري، وذلك وسط حضور كبير من رموز السياسة، الفن، الثقافة، الرياضة، والإعلام، ونجوم ومشاهير المجتمع الذين تقدمهم المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، وحرمه السيدة الأولي وداد بابكر، والفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين ووزراء وقيادات الدولة، وجمع غفير من الحضور الذي تدافع لتقديم التهاني للعريس مع الأمنيات له بحياة زوجية هانئة، وبيت مال بالرفاه والبنين.
فيما أكمل (أبوهريرة) مراسم زواجه على نغمات الموسيقي وزغاريد الأهل والأصدقاء الذين شاركوه الفرحة مساء الخميس 28 مارس 2019م، وتغني في الزواج الأسطوري الفنان الفخيم كمال ترباس، والذي تألق كعادته، والفنانين الشاب شكر الله عز الدين، عماد الصبابي وآخرين.
من جهة أخري قامت الحاجة فائزة محمد الطاهر والدة الفنان الأسطورة الراحل محمود عبد العزيز بتكريم العريس بـ(الوشاح) و(الشهادة التقديرية)، مما جعل دموع (أبوهريرة حسين) تنهمر مدراراً لحظة التكريم الذي أعاد له ذكريات وأشواق وأشجان جمعته بفنان الشباب محمود عبدالعزيز وجمهور (الحواتة).
وحول علاقته بالسيد الرئيس قال : هو ابونا وهو مكان الوالد فعلاً وقولاً، وأحبه كثيراً واحترمه أكثر، وهو محل تقديري واحترامي، وكل أسرتي كذلك، أقول هذا بكل صدق وبدون نفاق هو والد وأخ وصديق وقائد ورئيس، وقد بدأت علاقتي به في العام 1992م، فوجدته رئيساً استثنائياً ويحمل صفات مميزة من صدق وأمانة وشجاعة، لذا ظللنا نفخر ونعتز به.
وعن علاقة الفنان محمود عبدالعزيز بالمشير عمر البشير قال : كان محباً جداً للسيد الرئيس للدرجة التي ارتدي فيها صورته علناً، بالإضافة لعلاقته المميزة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، والذي وقف معه حياً وميتاً، حياً حيث أصدرت الأجهزة الشرطية قراراً بعد أحداث نادي التنس الشهيرة يمنع بموجبها من الغناء في كل أندية الخرطوم وكان أن ذهبت شخصي ومحمود لسعادة الفريق عبدالقادر يوسف الذي استجاب لنا بأن قادنا بعربته الخاصة إلى مكتب اللواء محمد مختار مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بولاية الخرطوم والتقينا به ووجدنا هذا الرجل أيضاً يكن تقديراً واحتراماً للحوت ومن ثم اصدر قراره الفوري بعودة محمود للغناء بولاية الخرطوم. وواصل : أما الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق فقد أصدر قراراً بالمساهمة في علاج محمود مهما كلف الأمر وكان ذلك بواسطة الفريق عبدالقادر يوسف أثناء مرضه وبعد الوفاة اصدر قراراً يقضي بإرسال طائرة خاصة لإحضار جثمان الحوت من الأردن.
فيما كان أبو هريرة حسين قد كشف عن علاقته بـ(الحوت) قائلاً : ما يميز الفنان محمود عبدالعزيز أنه فرض موهبته وسط عمالقة الفن السوداني، ولو لم يكن يمتلك مقومات الشخصية لما استطاع الاستمرارية، وظهر ذلك في التفاف الشباب حوله حياً وميتاً إذ خرجوا للشوارع باعداد كبيرة عند تلقيهم نبأ وفاته رسمياً إذ كلفت شخصياً أن أنقل الخبر إلى أسرته بالخرطوم، وكان أن أجريت بعض الاتصالات الهاتفية بالمقربين من أسرة الراحل لكي أنقل الخبر إلى شقيقاته بمنزلهم بالمزاد.
وأضاف : بدأ المشهد الأول لدي وصولنا إلى منزل أسرة (الحوت) حيث وجدنا كل الأهل بـ(المزاد)، وكان المشهد حزيناً ومؤثراً جداً، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عظمة الفنان الراحل، وعلى خلفية ذلك توافد الناس، وبالتالي أجزم جزماً قاطعاً أن الأجهزة الإعلامية جاءت من أجل أن تعزي نفسها أولاً.
واستطرد : أما المشهد الثاني فتجلي في توافد الشباب إلى مطار الخرطوم إذ كانوا يقدرون بـ 10 ألف تقريباً، وقد عبروا في ذلك الوقت عن حبهم العميق للراحل.
وذهب إلي المشهد الثالث قائلاً : تمثل هذا المشهد في المقابر والشوارع التي امتلأت وكل مشهد من هذه المشاهد يختلف عن الأخر ويعبر عن موقف خاص.
وحول الإشكالية الخاصة بحرق مسرح الجزيرة قال : في تلك اللحظات العصيبة تلقيت اتصالاً هاتفياً من الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يؤكد فيه أنه ذاهب إلى مدني صباح ذلك اليوم أي قبل 24 ساعة من تاريخ إحياء الحفل الأمر الذي استدعاني إلي أن أسأله لماذا الذهاب للحفل قبل الزمن المحدد فقال الحوت في رده علي : (إنني طولت من الحفلات الجماهيرية بحاضرة ولاية الجزيرة وأتوقع لهذا الحفل أن يكون مميزاً باعتبار انه بداية انطلاقة لحفلاتي الجماهيرية المميزة التي ستشهدها كل المسارح ابتداءً بنادي الضباط)، والتمست من هذه المكالمة الهاتفية انه كان متحمساً وحريصاً جداً على تقديم حفله بمدينة ودمدني.
واسترسل : وفي اليوم التالي مما أشرت إليه مسبقاً اتصل عليّ الحوت وقال : (إنني لم أسافر نسبة إلي أن المتعهد الذي سيقيم الحفل بمدني قد أخطرني أن هناك فرقة إثيوبية ستقدم وصلة غنائية وبالمقابل سأقدم أنا الفاصل الثاني الذي تقرر له أن يبدأ في تمام الساعة العاشرة مساء)، وفي ذلك التوقيت كان هو بمسرح الجزيرة، وعندما حدث الانفلات الأمني حدث من واقع أن جماهير (الحواتة) كانوا متواجدين به منذ العاشرة صباحاً.
ومضي : وذكر لي الحوت قائلاً : (إن بعض الناس قد سربوا بعض المعلومات المغلوطة التي تؤكد أنني لن أحضر لمدني في الوقت الذي كنت فيه موجوداً بالمسرح ويبدو أن ليبيا انضربت من الداخل) وكان محمود في تلك الأثناء منزعجاً جداً من المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الثقافة والإعلام بالولاية والذي حمل فيه الحوت مسؤولية ما جرى بالمسرح. 
واستطرد : وفي حفل نادي الضابط الذي تلي أحداث حفل مدني قال الحوت إنه يعتقد أن الرسالة التي قدمها للجمهور كانت رسالة بليغة وتمثلت في الاعتذار عما حدث في مسرح (الجزيرة)، وقال إنه يمثل واحداً من (الحواتة) بمدني، وبالتالي اعتذر لهم، وذلك أمام سبعة ألف من جماهيره بنادي الضباط، وفي هذا التوقيت حركت ضده إجراءات قانونية في الأحداث ليتم القبض عليه بعد الحفل مباشرة.
وتابع : تم الاتصال بوزير الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة من أجل احتواء الموقف بواسطة شخصيات عديدة فيما تم اتصالنا نحن بالأجهزة الأمنية الموجودة بالخرطوم، فقالوا إنه ليست لهم علاقة بالإجراءات القانونية ضد الحوت، وللأسف فإن الحوت ضرب من الداخل.
وأردف : مما يجعلني اعتقد أنه مات مائة مرة بالألم والجراح وفي القلب حسرة، إذ أنه صرخ على أثرها من داخل الحراسة قائلاً : (أنا ما عملت حاجة وحصلوني وطلعوني من هنا)، ولأول مرة أحس أنه متألم، فما كان مني إلا وأن تحركت تحركات ماكوكية، ولكن الكثيرين تعللوا، فتحركت من الخرطوم ووجدت هناك خاله أمين الطاهر ومأمون شقيقه، وعدداً كبيراً من (الحواتة) يرابطون أمام قسم الشرطة. 
وقال : كانت المفاجأة بأن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التعقيد فوكيل نيابة مرموق ساعدنا مساعدة كبيرة، وقال إن محمود عبدالعزيز بريء، بل ساق معنا الاستئناف إلى وكيل النيابة الأعلى، والذي بدوره أصدر توجيهاته بإطلاق سراحه فوراً، وبالضمان الشخصي، ولم نعلم حتى الآن من هم الذين تسببوا في حبس الحوت (5) أيام بحراسة قسم شرطة الأوسط. واستمر : وما أن اخلي سبيل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز إلا وخرجت خلفه الجماهير في مسيرة هادرة من قسم الشرطة وعندما وصلنا بوابة الخروج من مدني لحق بنا الأخ الحبيب جمال الوالي، وذكر لمحمود كلمات معبرة مفادها : (أنت يا محمود شخصية كبيرة، وكان عليك الاتصال بنا حتى نقف معك في هذه المحنة)، والتزم بصيانة كاملة لمسرح الجزيرة، كما قال كلمات جميلة في حق محمود، مؤكداً له أنه لديه جمائل كثيرة على نادي المريخ.
وعرج إلي العمليات الجراحية للحوت بالخرطوم قائلاً : في المرة الأولى التي مرض فيها كان رافضاً رفضاً باتاً تلقي العلاج في السودان، ولكن عندما أشتد عليه المرض وجد ضغوطاً كبيرة من الفريق عبدالقادر يوسف مساعد مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني السابق، والأستاذ السمؤال خلف الله وزير الثقافة والدكتور معتز البرير ونجوى العشي زوجته السابقة وآخرين، وكانت نتيجة هذه الضغوط إجراء العملية الجراحية التي عشنا وفقها لحظات عصيبة تمثلت في أن محمود كان لديه اعتقاد جازم أنه إذا اجري العملية الجراحية سوف يتوفي.
وعطفاً علي ذلك قال : وكان الدكتور فضل الله يخبرني بخطورة الموقف الصحي للحوت لأن هنالك قرحة متفجرة فانسحبت من هناك إلى غرفة مجاورة ولحق بي بعض الأصدقاء لان الحوت في تلك اللحظة كان يتحدث بنبرات صوتية حزينة كأنه مفارقاً للحياة، وذلك اليوم طلب تأجيل العملية الجراحية لليوم التالي حتى يتمكن من أن يعمل عملاً خيراً مساء (الاثنين)، وفي ذلك اليوم تفاجأت باتصال من طبيب بالمستشفي قال فيه : (إن الحوت وافق على إجراء العملية، والتي أجريت له بنجاح)، وأشاد بالدكتور معتز البرير، قائلاً : البرير وقف معنا وطلب من محمود أن يجري العملية وطمأنه، وقال إنه ثروة قومية أي أنه تعامل بمسؤولية.
وتابع : في الأردن لم تجر عملية جراحية للفنان محمود، بل كانوا في انتظار أن يفوق الحوت من جراء العملية التي أجريت له بالخرطوم، لذلك أبريء الجميع ويكفي أنهم ذهبوا معه إلى الأردن، فالصورة التي نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك).

تشييع جثمان السودانية (لمياء) بمقابر (ستة أكتوبر) بالقاهرة

.............................. 
أكد القنصل العام بسفارة السودان بالعاصمة المصرية (القاهرة) أن أسرة المتوفاة ليمياء حسن إسماعيل سعيد استلمت جثمانها، وتم تشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر (ستة أكتوبر) بالعاصمة المصرية (القاهرة).
وقال : توفيت (ليمياء) في فبراير الماضي من العام 2019م، وقد تم استلام جثمانها بواسطة شقيقها، وبحضور والدتها، وتم دفنها في مقابر مدينة (ستة أكتوبر).
فيما كانت السفارة السودانية بجمهورية مصر العربية قد أطلقت في وقت سابق نداء حول جثمان السودانية المتوفاة (ليمياء حسن) تناشد من خلاله من يتعرف عليها الاتصال بها، وأشارت فيه إلى أن المتوفاة (ليمياء) من مواليد مدينة (أم درمان) بتاريخ 1 يناير 1992م، وأنها توفيت في شهر فبراير من العام 2019م، وذلك بمنطقة (فيصل) بجمهورية مصر العربية، ولم يستدل على عنوان لأي أحد من أسرتها بالعاصمة المصرية (القاهرة) أو مسقط رأسها (السودان)، وهكذا إلى أن تم التوصل إلى الجثمان ومواراته الثري.
بينما تدعو (الدار) المولي عز وجل أن يتقبلها قبولاً حسناً، وأن يدخلها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، إنا لله وإنا إليه راجعون.

سراج النعيم يكتب : بعد عام من رحيله المر الدهب (صلاح) لا يصدأ

.............................
ها أنا أكتب بحبر القلم، بل أكتب بدماء القلوب، فعذراً أستاذي وصديقي وأخي (صلاح دهب) إن ظهرت بعض الجراح على السطور، لذا ‫سأصمت، نعم سأصمت، لأن الزمان لم يعد كما كان، والأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، خاصة حينما نشعر بأن ما نسطره بصدق لا يصل، وأن أحلامنا ما عادت تتسع للمكان والزمان، ربما هي واحدة من الأشياء التي جعلتك ترحل بصمت، تاركاً لنا مسافات من الألم والحزن، وبالتالي من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يعبر عما يجيش في دواخله من حزن تتقاذفه الهواجس والأفكار خاصة حينما يرحل إنسان عزيز، هكذا مر علي رحيلك عاماً، إلا أنه رحيلاً جسدياً لا أكثر من ذلك فأنت باق في دواخلنا بنقاء سريرتك وإنسانيتك وخلقك الرفيع وأدبك الجم وكرمك الفياض، هكذا أنت تحمل في معيتك كل صفات النبل، لذا تجدنا لفراقك لمحزونون، فهو كان فراقاً أشد قسوةً وإيلاماً، فراقاً لم يستأذن فيه أحداً، لذلك خلفت حزناً عميقاً، حزناً تمزقنا في ظله من الألم والحزن.
لماذا قررت الرحيل إلى طريق بلاعودة وتركتنا للآهات وزفرات القلب والتي في حضورك لم تكن تعرف طريقها إلينا طالما أن مشاعرك الإنسانية متدفقة نحونا، ها أنا ألملم أحاسيسي التي تبعثرت بالقرب من قبرك، وسأكتب علي شاهده : (هذا الرجل تضرعوا له بالدعاء، فإنه كان إنساناً صالحاً ومتصالحاً مع نفسه والآخرين)، رغماً عن أن الظروف تضطرهم للاستسلام، خاصة حينما يكون الرحيل في صمت ودون عودة، هكذا نتألم ونحزن غاية الحزن وذلك من واقع صعوبة الموقف إلا أن أنسانية (الدهب صلاح) سيزيدنا قوة ودافعاً للإستمرار في الخط الإنساني الذي علمنا له علي مدي سنوات وسنوات.
يبدو اننا نكتشف أن المكان ليس مكاننا، وأن الإحساس ليس إحساسنا، وأن الأشياء من حولنا لم تعد تشبهنا، لذا قد تكون أسباب الرحيل أقوي من إرادة الإنسان ولكل رحيل ألم، حزن، جراح ومرارات نتبع فيها ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ لا يحبذها الكثير لارتباطها بالوداع للمجتمع، الأسرة، الأهل، الأصدقاء والزملاء، وخلال ذلك الإرتباط تنشأ أحاسيس، مشاعر إنسانية نبيلة ثم تكبر تدريجياً وتتعمق في الدواخل يوماً تلو الآخر، لذلك يتحاشي كل إنسان هذه اللحظات بالرغم من أن الرحيل أصبح رحيلاً حتمياً خاصة وأنه قائم علي فلسفة الإبتعاد، وعندما يصبح حقيقة ماثلة فإن الإنسان يحاول جاهداً إنكاره.
من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يعبر عما يجيش في دواخله من حزن تتقاذفه الهواجس والأفكار خاصة حينما يرحل إنسان عزيز، هكذا تلقيت نبأ رحيل أستاذي وصديقي وأخي الذي لم تنجبه أمي (صلاح دهب) أو كما يحلو لي منادته الدهب (صلاح) الذي رحل عنا جسداً إلا أنه باق في دواخلنا بنقاء سريرته وإنسانيته وخلقه الرفيع وأدبه الجم وكرمه الفياض، أي أنه كان يحمل في معيته كل صفات النبل، مما ميزه عن الكثيرين، نعم فارقنا وكم لفراقه لمحزونون لأنه فراقاً أشد قسوةً وإيلاماً، فراق لم يستأذن في إطاره أحداً الأمر الذي جعله يخلف حزناً عميقاً تمزقوا في ظله من الألم بالرغم من أنه وفي كثير من الأحيان تكون أسباب الرحيل أقوي من إرادة الإنسان ولكل رحيل ألم، حزن، جراح ومرارات نتبع فيها ﻣﺮﺍﺳﻴﻢ لا يحبذها الكثير لارتباطها بالوداع للمجتمع، الأسرة، الأهل، الأصدقاء والزملاء، وخلال ذلك الإرتباط تنشأ أحاسيس، مشاعر إنسانية نبيلة ثم تكبر تدريجياً وتتعمق في الدواخل يوماً تلو الآخر، لذلك يتحاشي كل إنسان هذه اللحظات بالرغم من أن الرحيل أصبح رحيلاً حتمياً خاصة وأنه قائم علي فلسفة الإبتعاد، وعندما يصبح حقيقة ماثلة فإن الإنسان يحاول جاهداً إنكاره.
حقيقة عندما فكرت في رحيل الدهب (صلاح) أدركت أن لكل منا رحيل ووداع، وأدركت صعوبة التفكير في الرحيل المرتبط بالحياة، ومع هذا وذاك هنالك إحساس محكوم بإعلان وقت الرحيل الذي تبدأ معه مرحلة جديدة نحاول من خلالها النسيان الذي هو في حد ذاته يطرح أسئلة حول البقاء في الحياة، فالحياة لحظة نعيشها بحلوها ومرها ثم نرحل الرحيل النهائي الذي هو في غاية الصعوبة لأنه خارج عن الإرادة، وعليه يجب أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه ومع الله سبحانه وتعالي قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين.
كلما تذكرت تلك اللحظات أجد نفسي اختزل أيام، شهور وسنوات من الذكريات الجميلة مع أستاذي وصديقي العزيز صلاح دهب الذي كان يعمد علي إخفاء ما يحس به لإسعاد من هم حوله ويتعامل مع تلك اللحظات بعكس ما يجيش بدواخله التي كنت أعلم أنها تتقطر ألماً وتنزف دماً إلا أنه يصبر ويصبر بالحكمة والبصيرة والتوهج الروحي، وعندما يحدث رحيل إنسان في قامة (صلاح دهب) فإن الأجواء تكون مفعمة بالألم والحزن ومهما حاولنا اخفاء ذلك لن نستطيع لأننا سوف نجد أنفسنا محاصرين بقوة خفية تدفعنا دفعاً لممارسة هذا الفعل فالإنسان بطبعه يكره الفراق الذي يجعله ممزقاً من العذاب، وأي عذاب هو بلا شك تصاحبه الذكريات وتفاصيل مؤلمة تفرض علي الإنسان حياة وأحاسيس ومشاعر لا تكون له فيها إرادة، ولكن ماذا حينما يرحل؟ الإجابة إننا سنرحل عاجلاً أو آجلاً، نعم سنرحل بوداع أو بدون وداع سنرحل، وفي القلب حسرة ومرارات، وأن كنا نحاول دائماً استجماع كثير من الأحاسيس والمشاعر المتدفقة لطرحها علي من يحب إلا أننا نجد في الصمت ملاذاً.
إن كل رحيل يخفي بين طياته الكثير من الحزن الممزوج بالألم والعبرات المخيفة بالجراح، وبالرغم من أننا نحاول التصدي له إلا أنه أقوى منا بكثير، فنجد أنفسنا منقادين إلي سهر الليالي وبث شكوي آلمنا وفراقنا ووحشتنا، هكذا نغيب في تلك العوالم بحثاً عن التخفيف ولا نأبه بدموعنا عندما يرخي الليل ستوره وندعها تتساقط، فإنه وأخيراً أصبح كل منا وحيداً يسامر أربعة جدران يرمي لها بكل همومه وآلامه وأحزانه وجراحه ومراراته ومع ذلك نحرض علي ذهاب الإنسان للبحر ليرمي بكل ما يحس به من ألم في قاع البحر الذي لا قرار له نعم أنه بحر الرحيل الذي تبحر فيه سفنه لترسو به في شواطىء بعيدة يتنازعه من خلالها إحساس غريب وعجيب إحساس يدفعه إلي أن يغرس لحظة رجاء وأمل يمعن معها في التفكير عميقاً فيما آل إليه بعد رحيل هذا الإنسان العزيز، وفي لجة ذلك التفكير يجمع من حوله ظلال الأيام والشهور والسنوات المصحوبة بالألم والجراح والحزن والوحشة، هكذا يقلب صفحات الماضي المكتوب في دفاتر مليئة بالأوراق وأي أوراق هي سوي أوراق عمر يتساقط ويتساقط كأوراق الأشجار حينما تهزها الرياح فيبدأ في عتاب نفسه وإعادة ذكرياته المتصلة بالماضي وأن كان الحاضر يكشر له في أنيابه، فلا يخرج من دوامة التفكير والبحث في ظل ذلك عن أشياء ضائعة، هكذا يعيش الإنسان الماضي الذي يرافق الحاضر في حله وترحاله إلا أنه يكون مشدوداً نحو الماضي أكثر من الحاضر وأي ماضي هو غير ماضي موحش بذكرياته.

الخميس، 28 مارس 2019

سراج النعيم يكتب : ثقافة العمل الإنساني

........................
يحتاج العمل التطوعي الخيري الإنساني فى البلاد لأن يكون فاعلاً فى ظل الأوضاع الاقتصادية (القاهرة) التي يمر بها المجتمع السوداني الأصيل، والذي تحكمه (قيم) و(أخلاق) منطلقها الديانة الإسلامية والحرية والعدالة والسلام، ورغماً عما ذهبت إليه إلا أنه يحتاج إلى وضعه في قوالب تتوافق مع هذه المرحلة (الحرجة) من أجل الخروج به من عباءة المصالح الذاتية، والتي قطعاً تنجرف به نحو عدم المؤسسية والشروط والضوابط الإنسانية، لأن الإنسان لا يستطيع أن يكون بعيداً عن المجتمع سوى مع الأهل أو الأصدقاء أو الزملاء، فهو بطبعه يمتاز بخصائص إنسانية واجتماعية، وذلك منذ صرخة ميلاده الأولي فى الحياة، أي أنه بالفطرة يميل إلى السلم، ويسعي بشكل مستمر إلى تقديم الاعمال الخيرية التي تساهم فى رسم خارطة طريق إيجابية للمجتمع بالعون لمن هو يحتاجه، ويجب المحافظة عليه فى أي ظرف من الظروف تعزيزاً وتطويراً له في كافة المجتمعات، الأمر الذي يلعب دوراً أساسياً فى توعية وتفعيل ثقافة العمل الخيري فى المجتمع بصورة مستمرة، ومن أجل تحقيق ذلك هنالك الكثير من الوسائل المساعدة على ذلك، ومع هذا وذاك تحكمه ضمائر من يقفون على أمره، لذلك يجب تقنينه وتنقيته من الشوائب للاستفادة منه.
لم تعجبني الطريقة التي يدار بها العمل التطوعي والخيري والإنساني فى البلاد، إذ أن معظم المنظمات العاملة فى هذا المجال لا تهتم بالجوانب المنشأة من أجلها فهي تركز على الاحتفاء بمن ليس معنياً بالمجال الذي اختارته رغماً عن أن هنالك سوانح كثيرة اتيحت لها لتطرح برامجاً تخدم من هم معنيين بها فى ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، ويحتاج فى إطارها أصحاب الحاجة إليهم من أجل تجاوز هذه المرحلة (الحرجة) من تاريخ السودان، السؤال الذي يفرض نفسه ما هي الجهة المعنية بمتابعة أنشطة المنظمات المدعيه أنها (تطوعية)، (خيرية) و(إنسانية)، وتزاول نشاطها فى هذا الجانب، ومن أين لها بدعم الكرنفالات والاحتفالات والتكاريم وغيرها من الأنشطة البعيدة عن أهدافها الأساسية، وهل يستوعب القائمين على أمرها ماذا تعني كلمة تطوع أو خيري أو إنساني وغيرها من الأسئلة الساخنة التي تطل فى المشهد بثقة وشموخ دون أن تجد الإجابة الشافية فى ظل طرح غير مهم، ويروج لتلك المنظمات المزينة لعملها بصورة تستدعي المراقبة اللصيقة والمراجعة الدقيقة والمحاسبة للمتجاوز حتى نعيد للعمل التطوعي، الخيري، والإنساني القه الذي كان يكتسي به فى الحقب الماضية.
من الملاحظ أن بعض المنظمات المعنية تلجأ للمؤسسات والشركات، والبيوتات التجارية للرعاية دون الالتفات إلى كيفية صرف المبالغ، المهم هو مشاهدة الأسماء موضوعة فى اللافتة الموضوعة خلفية للبرنامج الذي تسارع بعض القنوات الفضائية والإذاعات والصحف لعكسه للمتلقي، وكل هؤلاء شركاء فى تعميق المفهوم الخاطئ لعمل المنظمات التطوعية أو الخيرية أو الإنسانية التي تكتظ بها الساحة، وخلال هذا الطرح السالب يتم التركيز على الغناء والإعلاميين للمشاركة وتفعيل دور الظاهرة التي تضج بها الخرطوم فى أشكال وقوالب مختلفة.
إن مدخل المنظمات التطوعية أو الخيرية أو الإنسانية من هذه البوابة المشرعة يؤكد حقيقة واحدة لا ثان لها إلا وهي أن المجتمع السوداني فيه الكثير من الخير والإنسانية التي يكتسبها بقدر ما أنها متجذرة فيه فطرياً- إن صح التعبير - لذا يجب أن تعمل المنظمات على كافة الأصعدة والمستويات التأهيلية، الصحية، الرعاية، الدعم الأسري للفئات الفقيرة بالتنسيق مع السلطات المختصة الداعمة للعمل التطوعي، الخيري، والإنساني، وبدلاً من تشتيت الأفكار فى جوانب لا تخدم المجتمع، يجب صهر هذه المنظمات الكثيرة فى عدد محدود لتصب فى صالح الناس الذين يحتاجون إلى عمل متكامل.

الاستشاري دكتور محمد عبد الباقي القدال يحذر من المياه الغازية وتأثيرها على الكلى




............................
الفشل الكلوي يؤدي إلى انخفاض الشهوة الجنسية وضعف الخصوبة 
............................
(الفشل الكلوي) يقود لمضاعفات في حال حدوث الحمل ويؤثر على (الأم) و(الجنين) 
...........................
جلس إليه : سراج النعيم
..........................
قدم الدكتور محمد عبدالباقي القدال مستشار أمراض (الباطنية) و(ﺍﻟﻜﻠﻰ)، ومقدم برنامج (الصحة والحياة) الذي يبث (الجمعة) من كل أسبوع العاشرة صباحاً عبر قناة (أنغام) الفضائية، قدم روشتات في حوار جرئي حول ﻭﻇﺎﺋﻒ الكلي الحيوية لجسم الإنسان ناصحاً الناس بالسعي للحفاظ عليها، والتأكد من أنها سليمة وتعمل بصورة طبيعية بالفحص الدوري، والذي يجب أن يفعله الإنسان في حالة أن يكون صحيحاً أو مريضاً ، ودعا الجميع إلى تثقيف أنفسهم في هذا الجانب بمعرفة الأمراض المؤثرة في وظائف الكلي ﻣﺒﻜﺮﺍً ، ومن حتى يتسني لهم تداركها في مهدها الأول قبل الاستفحال في الجسم، ويصبح العلاج منها مستعصياً ، وبالتالي ينتج عن ذلك قصور ربما يعرض حياة الإنسان للخطر.
وقال : إن الكلي تقوم بوظائف مهمة جداً، إذ أنها تعمل على تنظيف ﺍﻟﺪﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ، وتضطلع بمهام ﺃﺧﺮﻯ في الجسم، وهي ﻣﺮﻛﺰ ﻹﻧﺘﺎﺝ (الهرمونات)، وضبط ضغط (ﺍﻟﺪﻡ)، ﻭﺗﻜﻮﻳﻦ ﻛﺮﺍته (ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ) ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺃﻳﺾ ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻼﺡ.
وأضاف : من المعروف في عالم الطب ﺃﻥ تشخيص ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻜُﻠﻰ من العلوم الطبية الصعبة جداً نسبة إلى أن ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ عليه ليست واضحة للمريض في أول الأمر، وفي الغالب الأعم تكتشف أمراض الكلي في وقت ﻣﺘﺄﺧﺮ، خاصة أنها تتركز ﻓﻲ ارتفاع ﺿﻐﻂ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻓﻘﺮه، ﻭﺍﻟﺒﻮﻝ (اﻟﺮﻏﻮﻱ)، ﺃﻱ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺇﻓﺮﺍﺯ (ﺍﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ)، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ (ﺍﻟﺒﻮﻝ) في حد ذاته محتوياً ﻋﻠﻰ (ﺩﻡ)، بالإضافة إلى ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑـ(اﻹﺭﻫﺎﻕ)، (ﺍﻟﺘﻌﺐ) و(ﺍﻟﺘﻘﻴﺆ) وغيرها من الأعراض التي تشير إلى الإﺻﺎﺑﺔ بـ(الفشل الكلوي).
في البدء دكتور (القدال) هل تسبب المشروبات الغازية (الفشل الكلوي)، أو أي أمراض أخري، كما هو مشاع وسط العامة؟
المشروبات الغازية سبب مباشر في (السمنة)، والإصابة بمرض (السكري)، وارتفاع ضغط (الدم)، لما تحتويه من سعرات حرارية عالية، بالإضافة إلى كمية من (الصودا) والمواد الحافظة، وهي بدورها تجعل الشخص عرضه للإصابة بـ(الفشل الكلوي) المزمن، وأمراض (الشرايين) و(القلب).
ما النصائح التي تقدمها لمن من يشربون (المشروبات الغازية)؟
أنصح بالابتعاد عن المشروبات الغازية لما تشكله من خطورة على صحة الإنسان، وبالأخص الأطفال الذين هم أكثر ضرراً منها، وهي أيضاً لها تأثير في الإصابة بـ(هشاشه العظام).
ماذا عن مرض الكلى المزمن الذي كثيراً ما يتحدث عنه البعض دون دراية أو علم؟ 
مرض الكلي المزمن يحدث نتيجة فقد وظائف الكلى تدريجياً، خاصة وأنها تلعب دوراً أساسياً في (تنقية) و(تصفية) السموم والسوائل الزائدة في (الدم) بحيث أنها تفرز في (البول).
ما هي الدلائل المشيرة لمرض الفشل الكلوي في جسم الإنسان ؟
قد تكون لدي الإنسان المصاب علامات أو أعراض بسيطة ، ولا سيما إنها تدل على المرض، خاصة عندما تكون وظائف الكلى منخفضة بشكل ملحوظ، ومن ثم يتطور إلى المرحلة الأخيرة من (الفشل الكلوي)، وهي بلا شك مرحلة مميتة دون (الغسيل) أو (زراعة الكلى).
ما هي الأعراض التي يحس بها الإنسان المصاب بالمرض؟
تتضمن أعراض الكلى على (الغثيان)، (التقيؤ)، (فقدان الشهية)، (الإرهاق) و(الضعف)، بالإضافة إلى مشكلات في (النوم)، وتغير في مقدار (التبول)، وانخفاض في حدة الذهن، وتشنجات وتقلصات في العضلات، وتورم في الأقدام والكواحل، وحكة مستمرة في الجلد، وألم صدري، إما في حال تراكم السائل حول بطانة القلب، فإنه يؤدي إلى قصر التنفس، وإما في حال تراكم السائل في الرئتين، فإنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) ، وعليه كثيراً ما تكون علامات المرض غير محددة، الأمر الذي يعني أنها قد تنجم عن أمراض أخرى، وقد لا تظهر أعراض.
ما العوامل الخطيرة التي تزيد من الإصابة بمرض الكلي؟
ينتج عنه داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية (القلبية الوعائية)، ودائماً تكون أسبابه (التدخين)، و(السمنة)، وتاريخ الاسرة للإصابة بمرض كلوي، أو أن تكون بنية الكلى غير طبيعية، إلى جانب عامل السن، وبالتالي أمراض الكلى المزمنة تؤثر على الجسم بصورة عامة، وينتج عنها مضاعفات مثلاً احتباس السوائل المؤدية إلى تورم (الذراعين) و(الساقين)، وارتفاع ضغط الدم، أو السوائل في الرئتين، وارتفاع مفاجئ في مستويات (البوتاسيوم) في الدم، مما يقود إلى اضعاف طاقة القلب، ويسفر عن ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة خطر الإصابة بكسور العظام، الأنيميا (فقر الدم)، وانخفاض الدافع الجنسي وضعف الخصوبة ، بالإضافة إلى الضرر الذي يصيب الجهاز العصبي، مما يسبب ذلك صعوبة في التركيز، إلى جانب عدم مناعة الجسم، والمضاعفات لدي الأمهات الحوامل مما يشكل لهن خطراً على ارواحهن والجنين معاً، ومرض الكلى المتأخر يحتاج من المريض إما أن يغسل أو يزرع الكلى، وذلك من أجل البقاء على قيد الحياة.
ما هي طرق الوقاية من مرض الفشل الكلوي؟
على الإنسان الذي يعاني ولا يعاني من شئ أن يفحص وظائف الكلي بشكل دوري، فإذا أكتشف أنه مصاب عليه أن يتبع الإرشادات الطبية، وذلك قبل أن يتعاطى الأدوية المسكنة للألم، والتي يشتريها بصورة عشوائية من بعض المحلات التجارية أو الصيدليات، وعلى سبيل المثال (الأسبرين) أو أي مسكن آخر ، خاصة وأن التناول المفرط للمسكنات يؤدي للإصابة بتلف في الكلى، لذلك يجب الابتعاد عنها خاصة إذا كان الإنسان يعاني من مرض كلوي، كما يجب عليه أن يذهب للطبيب حتى يشخص له حالته.
هل تدخين السجائر والشيشة والتبغ بصورة عامة لهم التأثير في الإصابة بالفشل الكلوي؟
التدخين بصورة عامة يزيد من الاضرار بـ(الكلية)، خاصة إذا كنت مصاباً بأمراض أو حالات تزيد من خطر الإصابة بمرض كلوي، لذلك يرجي مراجعه الطبيب للسيطرة عليها، وبالتالي يجب أن تسأل طبيبك عن الفحوصات للبحث عن علامات وجود قصور في الكلى.

على خلفية تبرعها بكليتها... شابة تنقذ والدها من الموت بإنسانية في أسمى صورها!

.............................
وقف عندها : سراج النعيم
............................
استوقفتني قصة فتاة تبلغ من العمر (22) ربيعاً، بعد أن تعاملت مع والدها بإنسانية متبرعة له بجزء حساس من أعضائها البشرية، وبذلك تكون وهبته بإذن الله سبحانه الحياة، ضاربة بذلك مثالاً للإيثار الذي يجب الاعتزاز والفخار به لأنه يوضح مدي ادراكها ووعيها العميق للإنسانية، ومدي حفاظها على (قيم) و(أخلاق) كادت أن تندثر من واقع التطور والمواكبة في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة.
ومن هنا دعوني أدلف إلى قصة الشابة ووالدها المريض بالفشل الكلوي، وهي قصة مؤثرة، إذ بدأت منذ اللحظة التي أتخذت فيها القرار الحاسم، والقاضي بتبرعها بكليتها لوالدها بعد أن تعطلت واحدة تماماً، فيما تعمل الأخرى بمستوي ضعيف، وهي أيضاً مهددة بالتوقف في أي لحظة، وهو الأمر الذي اكتشفته الابنة من خلال مرافقته ذهاباً وإياباً للأطباء والمستشفيات، وشاهدت مدي الألم الذي يعانيه والدها على مر السنوات، فلم تحتمل تأوه، تألمه وحزنه ، وكانت تحاول جاهده التخفيف عنه، ومنحه إحساساً بالأمل، وكلما تخلو لنفسها تبكي على المصير الذي آل إليه، وعلى خلفية ذلك ظلت تبحث عن حل يضع حداً لمعاناة والدها، فما كان منها إلا وجمعت معلومات عن مرض (الفشل الكلوي) مما أتاح لها تثقيف نفسها حول المرض الذي يؤدي أحياناً لـ(للموت)، مما قادها إلى أن تقرر التبرع لوالدها بكليتيها سراً، أي أن لا يعلم بذلك إلا بعد أن يتم نقل الكلية إليه، لأنها تعلم أنه سيرفض الفكرة جملة وتفصيلا، ومع هذا وذاك كان ترتسم في مخيلتها قصص المرضي الذين شاهدتهم يغسلون الكلي، وكيف كانت ردة فعل والدها، الذي ربما ينتظره ذات المصير إن طال الزمن أو قصر، وخلال ذلك كانت تسمعه يهمس مستخيراً، ويدعو المولي عز وجل أن يرفع عنه هذا البلاء، والذي صبر عليه طويلاً، وذلك على أمل أن يجد متبرعاً ليس زوجته أو ابنته الوحيدة ، ولو اضطره ذلك لأن يفقد حياته، مشدداً على الاخصائي المعالج الإبقاء على الأمر سراً، وبالمقابل أبدت الابنة رغبتها في التبرع، وأشترطت على الطبيب المشرف عدم إخبار والدها إلا بعد إجراء العملية، المهم أنها رتبت الأمر مع الاخصائي دون علم والدها ، والذي تم اخباره بأن هنالك متبرعاً رفض الكشف عن شخصيته إلا بعد إجراء العملية عندها وافق مضطراً ، ومع هذا وذاك كان هم ابنته الأكبر أن تكون فصيلة دمها وكليتها ملائمتين مع والدها، وما أن أخطرها الطبيب بتطابق النتائج لم تسعها الفرحة، بينما كان والدها متجهاً لمنزله للجلوس الأخير مع زوجته وابنته وأشقائه وشقيقاته وبعضاً من أهله، وذلك قبل التوجه للمستشفى لمعرفة نتائج الفحوصات، واستكمال إجراءات العملية الجراحية، عموماً كان متوجساً، ولم يخف توجسه عن زوجته، وعندما أزفت الساعة أنطلق برفقة ابنته وزوجته إلى المستشفي، وهو لا يعرف من المتبرع، المهم أن مخاوفه بدأت تتلاشى نوعاً ما بعد أن طمأنه الطبيب مؤكداً تطابق الفحوصات مع المتبرعة (فاعل الخير)، والتي حفظ سرها الأخصائي الذي كان خير عون لها، وعلى خلفية ذلك أُجريت عملية نقل الكلية بنسبة نجاح (100%)، وظل الأب والابنة في غرفة العناية المكثفة إلى أن فاقا من (البنج)، فالتفت الأب المريض يمينه فوقعت عينه على ابنته طريحة الفراش في السرير المجاور له، فيما كانت هي تنظر إليه بلهفة وابتسامة، وهي تقول : (حمدلله على السلامة)، فما كان منه إلا وسألها لماذا أنتي هنا؟ فقالت : من أجلك، أنا الآن بخير طالما أنت بصحة جيدة ، عندها قطع حوارهما الاخصائي قائلاً : (حمد لله على السلامة ومبروك نجاح العملية)، عندها عرف الأب أن (فاعل الخير)، هي ابنته فبكي فرحاً بها قائلاً طبقتي قول الله سبحانه وتعالى : (... ومن أحياها فكإنما أحيا الناس جميعاً... )، حقيقة ما قامت به عمل إنساني كبير يستوجب الوقوف لها إجلالاً، فهو موقف يعبر عن أعلى درجات تحقيق الذات الذي يجعل الإنسان يعيش سعيداً بلذة العطاء والإيثار في الحياة.
يعد ما قامت به (الابنة) المتبرعة بكليتها لأبيها مضرباً للمثل الذي يجب أن يعتز به، لذا حرصت أن أسمع منها القصة مع قطعي وعداً بعدم ذكر الأسماء، فقالت : بما إنني ابنته الوحيد كان لزاماً علىّ أن أرافقه في حله وترحاله، وخلال ذلك عايشت معاناته على مدي سنوات الإصابة بـ(الفشل الكلوي)، والذي قاده إلى تعطيل حياته والمداومة على الأطباء و المستشفيات ، وخلال ذلك قرروا خضوعه لـ(للغسيل الكلوي) بعد دخول حالته في مرحلة (حرجة)، وهي المرحلة التي حدت بي أن أخاف عليه خوفاً شديداً مما قادني إلى إجراء الفحوصات والتحاليل لمعرفة أن كانت أنسجتي تتطابق مع والدي أم لا، المهم أن النتائج كانت ايجابية أي أنها كانت ضوءاً أخضراً لنجاح العملية ، وبالرغم من ذلك كنت متخوفة من عدم قبول أبي، مما دفعني أن أطلب من الجراح اخبار والدي بأنه وجد له متبرعاً إلا أنه يرفض ذكر أسمه، وبما أنني رافقته كنت مطمئنة عليه، وكانت أسعد لحظات حياتي عندما فاق من آثار (التخدير)، وعندما التفت يميناً تفاجأ بوجودي معه ، فسألني لماذا أنتي هنا؟ فقلت : من أجلك يا أبي، فما قدمته لك شيئاً بسيطاً مقابل ما قدمته أنت لي، وهذا هو الوقت المناسب الذي أقدم فيه جزءاً يسيراً ، فلم يتمالك الأب نفسه ، وانهمرت دموعه.
إن موقف الفتاة آنفة الذكر تقشعر له الابدان لأنه موقفاً إنسانياً نبيلاً بغض النظر عن المتبرع له أن كان والدها أو غيره ، وحقيقة عندما حكت لي هذه القصة المؤثرة تأثرت غاية التأثر، فالموقف الذي وقفته يندر حدوثه في هذا الزمان الأشد قسوة وإيلاماً بحيث تغيرت فيه نفوس الناس، وأصبح النقاء والإيثار شبه معدوماً أو عملة نادرة ، لذا ما فعلته الشابة يعتبر درساً غالياً لا يمكن اكتسابه بالتحصيل الأكاديمي في أعرق الجامعات، فماذا يضير هؤلاء أو أولئك الذين يعتدون على الآباء والأمهات بـ(الضرب) ما بين الفينة والأخري إذا استفادوا من مثل هذه القصص ، وأن يردوا جزءاً مما قدمه لهم الأباء والأمهات، هكذا فعلت الفتاة التي أقف عاجزاً عن التعبير عما فعلته مع والدها بالإيفاء والمكافأة لما قدمه لها منذ أن كانت نطفه في بطن والدتها، وإلي أن أصبحت فتاة بالغة راشدة، ولا سيما أنها ستحظى ‏بالأجر والثواب من عند الله، لأنها جسدت الإنسانية في أبهى صورها.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...