الأحد، 24 فبراير 2019

الحلنقي وندى القلعة.. (أجيك بي سكة تروح بي سكة)

...........................
فرغت المطربة ندي محمد عثمان الشهيرة بـ(ندي القلعة) من وضع اللمسات النهائية لأغنيتها الجديدة التي تحمل عنوان (أجيك بي سكة تروح بي سكة)، التي صاغ كلماتها الشاعر الكبير اسحق الحلنقي ووضع لها الالحان الفنان عماد يوسف وقد شرعت في تسجيلها لتعانق اسماع جمهورها في غضون الأيام القليلة القادمة.
وقال الفنان عماد يوسف : إن الأغنية سالفة الذكر ستحظي بقبول منقطع النظير لما فيها من فكرة متجددة من حيث الكلمات والألحان.
وأبدى ثقته في استماع المتلقي لها والاحتفاء بها، وتقول الأغنية في جزء منها :
أجيك بي سكة تروح بي سكة
يا عصفور في الروض تتكه
لما أجيك تعمل ناسيني
ولما أروح تقعد تتبكه

الخميس، 21 فبراير 2019

صفحة (اوتار الاصيل) عبر صحيفة (الدار)


سراج النعيم يكتب : شراء اللحوم بـ(النظر) يسقط بس

.....................
ظلت الضائغة الاقتصادية القاهرة تشكل واقعاً مذرياً للشعب السوداني الذي صبر صبراً نقطع النظير، وبالرغم من ذلك الصبر لم تتم مكافآته بما يضمن له عيشاً كريماً في حياة خالية من (الفواتير)، وهي (فواتير) باهظة الثمن، فكلما مزق منها واحده أطلت عليه أخري لم تكن في الحسبان، مما قاد للحيرة والدهشة في زمن لم تعد فيه الدهشة تشكل حيزاً، ومن الشواهد على معاناة إنسان السودان شراء اللحوم (الحمراء) أو (البيضاء) وفق نظرية (الشراء بالنظر)، هكذا يركن الفقراء لهذا الواقع الذي تسيطر عليه ظروف اقتصادية بالغة التعقيد، وكلما مر عليها يوماً تزداد سوءاً، الأمر الذي جعل صديقي يدير معي حواراً حول الأوضاع الاقتصادية القاهرة التي يمر بها، إذ قال كما تعلم فأنني موظفاً بسيطاً، وأتقاضي في إطار الوظيفة مبلغاً مالياً ضعيفاً، ومع هذا وذاك متزوج، ولدي عدد من الأطفال، وكلما نهضت من النوم في الصباح الباكر لكي أتوجه للعمل كالمعتاد يطلبون مني مبلغاً مالياً بسيطاً بغرض شراء صناديق (بسكويت) من المحل التجاري القريب من المنزل، وبما أن ميزانيتي محصورة في نطاق ضيق جداً ولا تسمح بذلك، أقول لهم باستحياء شديد (ما عندي قروش)، فما يكون منهم إلا أن يردوا على قائلين : (طيب ما تقعد معانا في البيت أفضل من الذهاب للعمل دون عائد، وعمل لا فائدة منه يسقط بس)، المهم أن صديقي حزن حزناً عميقاً كون أنه لم يستطع أن يلبي لأبنائه أبسط ما يرغبون فيه من (بسكويت) يأكلونه لدي ارتشافهم أكواب شاي الصباح، وكما تعلمون فإن الأطفال عموماً لا يعرفون شىء اسمه (ما عندي قروش)، وهذا النموذج الذي أشرت له واحداً من بين عشرات النماذج التي تمر على حياتنا اليومية، وهي نماذج أفرزها سوء التخطيط الاقتصادي في البلاد، رغماً عن أن الجهات المختصة تضع خطط وبرامج ذات وعوداً غير صادقة، وهذه الوعود قادت البلاد نحو مستقبل يحمل بين طياته رﺅﻳﺔ فيها شيئاً من (الضبابية)، بالإضافة للفساد الذي أستشري في أوساط الناس، عموماً كلما مر يوم على (محمد احمد الغلبان) يزداد وضعه الاقتصادي سوءا، وعليه يجد ﺃﺣﻼمه ﻭﺗﻄﻠﻌﺎت وآماله وأشواقه ذهبت إدراج الرياح.
حقيقة أصبح الراهن السوداني من حيث البنية الإقتصادية الأساسية يحتاج إلى زمن حتى يتعافى، ويصبح صحيحاً، ومن ثم يستطيع الشعب أن يحقق ما يصبو إليه، إلا أنه حتى ذلك لم يعد ممكناً من خلال خطط وبرامج قائمة على رؤية يصعب تنفيذها لتعارضها مع مصالح البعض الذين يهدفون إلي أن يبقي الحال على ما هو عليه، خاصة وأن المعالجات الاقتصادية الرسمية لا تتقدم للإمام قيد أنملة، الأمر الذي أدي إلى فقدان الثقة في إدارة هذا الملف الشائك، وجعل الحياة شبه معطلة، خاصة وأن الوضع (الاقتصادي)، (الاجتماعي) و(الإنساني) تشوبه ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ عدم ﺍﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ نحو المستقبل، والذي قد لا يتوفر فيه الحد الأدنى لحياة كريمة، نعم هذا هو الاحساس الذي يتخالج ﺩوﺍﺧﻞ ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ، وهو إحساس ﺃﻭﺟﺪته الرؤية الإقتصادية الخاطئة المرسخ لها، ومع هذا وذاك هنالك إصرار على تنفيذها رغم العلم بمالآتها السالبة، وكأن المسئولين لا خيار أمامهم ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ عنها ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺟﻴﻞ للبحث عما هو أفضل مما هو مطروح آنياً.
ﻻ ﺃﺩﺭﻯ ﻟﻤﺎﺫﺍ أشعر بعدم الاطمئنان والتفاؤل لمستقبل السودان في ظل واقع اقتصادي (متخبط) وبالغ التعقيد، واجتماعي حدث فيه شرخ يصعب تداركه مع مرور الزمن، وإنساني عمق الجراح في النفوس، وثقافي قاد النشء والشباب للوعي والإدراك لمجريات الأحداث (السياسية)، (الاقتصادية)، (الاجتماعية)، (الإنسانية) و(الثقافية)، وبالتالي هي أوضاع مختلفة، وتعكس ﺭﺳﺎﺋﻞ واضحة ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﻬﻤﻪ ﺍﻷﻣﺮ، فإن بلادنا تمر بمنحنيات خطيرة تحتاج إلى ﻤﺸﺎﺭﻳﻊ، وكما تعلمون فإن المشاريع هي لغة ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺰﺩﻫﺮ، والجاذب لرؤوس والأموال والإﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وقطعاً ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ في ظل ذلك ﻣﺮﺣﻠﺔ ليس فيها هذا المفهوم العميق الرامي لإصلاحات ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ليس من بينها فتح الأبواب مشرعة للاجئين (الجنوبيين)، (السوريين)، (الاثيوبيين)، (الاريتريين) وغيرهم، بالإضافة إلي العمالة الاجنبية غير المقننة والمخالفة لقوانين الإقامة، وهي عمالة تستنزف البلاد ولا تضيف، بل أوجدت عادات وتقاليد وثقافات مغايرة للسودانية إلي جانب بعض الأمراض، وبالتالي سيبقي الحال على ما هو عليه، لذا لن نجني ﺛﻤﺎر بلادنا التي يفترض فيها أن تكون سلة غذاء العالم، والذي يعلم تماماً هذه الحقيقة، والتي لن تتحقق إلا إذا عاودت ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ السوداني ﺩﻭﺭﺗﻬﺎ ﺍﻻﻋﺘﻴﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ ﻣﻌﻬﻮﺩ يكون ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ الذي نأمل فيه أن تتحقق كل طموحتنا وأحلامنا وأشواقنا.

معلم سوداني يكشف قصة اتهامه بـ(النشل) بالحرم المكي الشريف




















بعد إطلاق سراحه من قبل السلطات السعودية
..................
المباحث ألقت عليّ القبض بسبب هاتف معتمر (باكستاني) والقضاء برأني من التهمة
...............
جلس إليه : سراج النعيم
...............
كشف الأستاذ صلاح يوسف محمد شبور البالغ من العمر (47) عاماً، والذي يعمل معلماً تفاصيل مثيرة حول إلقاء القبض عليه بالسعودية أثناء أدائه لعمرة (رجب).
وقال : بدأت قصتي على النحو التالي إذ أنني شددت الرحال إلي المملكة العربية بغرض أداء العمرة وأثناء طوافي بالكعبة المشرفة وجدت هاتفاً سياراً ملقياً على الأرض، فما كان مني إلا والتقطت الهاتف، ولم يمر على ذلك سوي كسر من الثانية إلا وتفاجأت بشخص ما يمسك بي من الخلف، ثم يصيح بصوت عال : (أنت نشال.. أنت نشال)، فقلت له : (أنا سوداني لا ينشل)، وإذا كنت تقصد الهاتف السيار فأنا وجدته مرمياً على الأرض، ورغماً عما ذهبت إليه إلا أنه قام باقتيادي إلى مكتب المباحث (مكلبشاً) من يدي، وبعد أقل من نصف ساعة ظهر مواطناً باكستانياً أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الهاتف الذي عثرت عليه ملكه، فقام بأخذه دون الإشارة إلى أنه (سقط) منه أو تم (نشله)، الأمر الذي استدعي الشرطة السعودية لتصويري وتفتيشي الذي وجدوا في ظله مبلغ (2800) ريال سعودي، و(200) دولار أمريكي، المهم أن السلطات السعودية قامت بإعادة المبلغ لي كاملاً، ومن ثم قامت بإيداعي حراسة قسم شرطة (مكة المكرمة)، وظللت فيها قرابة اليومين، وخلال هذين اليومين تعرضت للضرب على وجهي براحة كف (اليد)، بالإضافة إلي الإساءة والتجريح من قبل ضابط شرطة برتبة (نقيب) كان يتولي التحري معي في البلاغ المفتوح في مواجهتي.
وأضاف : سمحت لي الشرطة السعودية بالاتصال بالفندق الذي أقيم فيه من أجل إحضار جواز سفري، ثم اتصلت على شقيقي الذي يعمل في النادي الأهلي السعودي بمدينة (جدة)، وطلبت منه الذهاب إلى الفندق المعني لاستلام امتعتي المودعة بطرفهم.
واسترسل : أثناء التحري معي اكتشفت أن هنالك سودانيين متهمين أيضاً في ذات البلاغ بـ(النشل) الذي وجهته الي السلطات السعودية، والذي حولنا في إطاره جميعاً من قسم الشرطة المعني إلى سجن (مكة المكرمة) العمومي، ومنه تم أخذنا إلى إدارة المعامل الجنائية الذي أخذت فيه بصامتنا، كما تم تصويرنا أيضاً صوراً فتوغرافية، المهم أن كل هذه الإجراءات المتبعة معنا كانت تتم على مراحل، ومع هذا وذاك مقيدين بالسلاسل من الأيدي والأرجل ذهاباً وإياباً.
وأردف : قابلت المدعي العام السعودي في ظل الاتهام الذي اواجهه، وقام بدوره باستجوابي مرة أخري حول وقائع (النشل) المتهم به من قبل المباحث السعودية، ثم تمت إعادتي إلي سجن (مكة المكرمة) العمومي، والذي بقيت فيه ثلاثة أشهر متصلة، ثم حولت منه إلي المحكمة الجزئية بمكة المكرمةـ دائرة القضايا التعزيرية الخامسة، والتي مثلت فيها أمام القاضي سعيد مسفر القطحاني الذي طلب في الجلسة المنعقدة لمحاكمتي (بينة) تدينني وفق الاتهام الذي وجهته لي السلطات المختصة، وبما أنه لم تكن هنالك (بينة) تمت إعادتي إلي سجن مكة المكرمة العمومي مرة أخري، ومنذ ذلك التاريخ ظللت في السجن عاماً كاملاً مضافاً إليها الثلاثة أشهر السابقة.
وذكر : للإنصاف فإن وفداً من السفارة السودانية بالعاصمة السعودية (الرياض) جاء إلينا زيارة في سجن (مكة المكرمة) العمومي، وبعد الاستماع إلى قضيتنا قاموا بتحريك إجراءات القضية بطرف السلطات العدلية السعودية، ومن ثم مثلت أمام قاضي أخر، قام هو بتحديد جلسة للنطق بالحكم، وذلك بعد (15) يوماً من تاريخه، عموماً كنت حاضراً في الزمان والمكان الذي قابلت فيه قاضياً ثالثاً، وهو بدوره حدد جلسة أخري بعد (15) يوماً من تلك الجلسة، وعندما تمت إعادتي إلى المحكمة وجدت القاضي الذي مثلت أمامه أولاً، فاستغرب جداً من أنني مازلت موجوداً في السجن دون أن تتم محاكمتي، فما كان منه إلا وأن يطلب (بينة) تدينني في الاتهام الموجه لشخصي الضعيف، وعليه تم تحديد موعداً اخراً للنطق بالحكم، وعندما عدت للمحكمة للمرة الثانية أصدر القاضي حكماً يقضي ببراءتي من تهمة (النشل)، وجاء منطوق الحكم : الحمد لله وحده وبعده فلدي أنا عبدالله بن عبدالرحمن الرومي القاضي في المحكمة الجزائية بـ(مكة المكرمة)، وفي الجلسة جري سؤال المدعي العام السعودي عن (البينة) التي وعد بإحضارها فأجاب قائلاً : لم أستطع إحضارها في هذه الجلسة، هكذا أجاب ونظراً لأنه تم إمهاله ثلاث مرات ولم يحضرها، فقد اعتبرته المحكمة عاجزاً، وقررت استكمال نظر القضية، فجري من القاضي الإطلاع على أقوال المدعي عليه، فوجدها مطابقة لما أجاب به، ثم جري منه الإطلاع على صحيفة سوابقه، فوجدها تتضمن عدم وجود سوابق، فبناء على ما تقدم من الدعوي والإجابة والإنكار لدعوي المدعي العام السعودي الذي لم يقدم (بينة) على دعواه، ولأن الأصل براءة (الذمة)، ولأن ما دفع به المدعي عليه محتمل، ولخلو صحيفته من السوابق، لذلك كله، فإنه لم يثبت لدي المحكمة إدانة المدعي عليه صلاح يوسف شبور بنشل جهاز (جوال) من نوع (سامسونج) من أحد الأشخاص مقبلي الحجر الأسود بـ(الحرم المكي) الشريف، وقرر القاضي صرف النظر عن دعوي المدعي العام ضد المدعي عليه، وأخلي سبيله بخصوص هذه القضية، وبه حكم بناء على المادة الثانية والتسعون بعد المائة من نظام الإجراءات الجزائية، وأفهم المدعي عليه بأن لكل واحد منهما حق طلب الاستئناف خلال مدة ثلاثين يوماً، استناداً على المادة الثالثة والتسعون بعد المائة من ذات النظام، ومن لم يقدم اعتراضه منهما خلال المدة النظامية يسقط حقه في طلب الاستئناف وفقاً للمادة الرابعة والتسعون بعد المائة من ذات النظام، يكتسب الحكم القطيعة، والصفة النهائية بموجب المادة العاشرة بعد المائتين من نظام الإجراءات الجزائية.
وتابع : القاضي الأول أصدر حكم ببراءتي لعدم وجود (بينة) أو (شهود) بالإضافة إلى خلو صحيفتي من السوابق، وعليه تمت اعادتي إلى سجن (مكة المكرمة) العمومي مرة أخري، وجاء منطوق محاكمتي للمرة الثانية مخالفاً للحكم الأول الذي استأنفه المدعي العام السعودي، فجاء منطوق الحكم الثاني أمام قاض خلاف الأول : (الحمدلله وحده وبعد، فلدي أنا البراء بن سعيد القحطاني القاضي بالمحكمة الجزئية بـ(مكة المكرمة)، خلف فضيلة القاضي عبدالله عبدالرحمن الرومي بموجب خطاب فضيلة رئيس المحكمة الجزئية بـ(مكة المكرمة)، المتضمن تكليفي بعمل الدائرة التعزيرية الخامسة حيث افتتحت الجلسة بعد أن وردتني المعاملة بخطاب من رئيس محكمة الاستئناف والمقيدة بقيد المحكمة، وبرفقتها قرار الدائرة الجزائية الثالثة والمتضمن نص الحاجة منه، وبدراسة القرار وصورة ضبطه ولائحته الاعتراضية تقرر إعادتها لفضيلة حاكمها لملاحظة أن صرف النظر، وإخلاء سبيل المدعي عليه السابق حيث أن هذا الإقرار يورث الشبهة في حق المدعي عليه بقيامه بما نسب إليه ولوجاهة ما ذكره أصحاب الفضيلة، ولأن ما أتهم به من المحرم شرعاً حيث أن التهمة هي (النشل) في بلد الله المحرم، لذا كله فقد قررت توجيه الشبهة للمدعي عليه بقيامه بما نسب إليه، وحكمت عليه تعزيراً في الحق العام بما يلي : (سجنه لمة ثلاثة أشهر يحتسب منها فترة إيقافه على ذمة هذه القضية وجري النطق به وبإعلانه قرر المدعي عليه القناعة به وإما المدعي العام السعودي فقد قرر البقاء على اعتراضه وقررت إلحاق ذلك بصكه وسجله، ومن ثم إعادة كامل المعاملة لمحكمة الاستئناف لتقرير ما يرونه.
واستطرد : عندما كنت في سجن مكة المكرمة عانيت كسائر السجناء فمثلاً إذا أردت أن تذهب إلي الحمام فإن الدخول إليها يتم من خلال الوقوف في الصف، بالإضافة إلي أن النزيل ينام على سرائر مرصوصة فوق بعضها البعض، وكل سجين يخرج من السجن يصاب بمرض (الجرب) الذي أصبت به بعد أن جئت السودان، وظل هذا المرض ملازماً لي على مدي شهرين.
ومضي : عدت إلي الوطن بعد أن تمت براءتي من التهمة المنسوبة الي، وبالرغم من أنني تفاجأت لدي استلام جواز سفري أنه منتهي الصلاحية، مما أضطر السلطات السعودية أن تمنحني تأشيرة خروج مررت بها بصورة عادية جداً من خلال مطار (جدة) إلي مطار الخرطوم الدولي.

الأحد، 17 فبراير 2019

سراج النعيم يكتب : شخصية (الرئيس) مع الانظمة واللوائح والقوانين هي لغة النجاح

....................
ظللت على مدى سنوات متصلة احذر من مغبة السقوط في براثن عدم القيادة الرشيدة، فالقيادة موهبة وفن لا يحتاج لأن تكون الشخصية الواقفة على رأسه قوية من حيث البنية الجسمانية بقدر ما أنه يجب أن يكون حكيماً في إدارة الكادر البشري وتطبيق اللوائح والقوانين المنظمة لسير العمل، فأي تجاوز فيها من (الرئيس) أو (المدير) ستكون إدارته فاشلة ومهزوزة في تطبيق اللوائح الداخلية وتنفيذ قانون العمل الرامي لبيئة مستقرة، وخالية من الفوضي، خاصة وأن هناك علاقة وطيدة بين الإدارة والشريعة الإسلامية لقوله تعالي : (إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم)، وهنالك حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يدير الرجل أمر خمسين امرأة).
ومما ذهبت إليه فإن الشخصية الإدارية القيادية يجب أن تدرك وتعي أن العمل الإداري قائم على أساس الأنظمة واللوائح والقوانين نسبة إلي أن الإدارة موهبة وفن يجب أن تدار في إطارها شؤون المؤسسات والشركات، وهي في الاساس يبني عليها كل العمل الاداري الذي يتطلب المرونة مع الكوادر البشرية مع ذلك عدم التهاون في تطبيق النظم واللوائح والقوانين لأن إغفالها يؤدي إلي إشكاليات ربما تعود لعدم التطبيق بشكل سليم، أو عدم القيادة بشفافية، وهذا يوضح أين تكمن الأزمة، هل في المسئول الذي يقف على رأس العمل الإداري، أم أنه في تنفيذ الأنظمة واللوائح والقوانين؟.
فضلاً فإن بعض النظم واللوائح والقوانين مستمدة من الشريعة الإسلامية، والتي وضحت فنون الإدارة من خلال التخطيط المبني على الأفكار الخلاقة، بالإضافة إلي المرونة فيه وإيجاد البدائل كلما مرت به أزمة، ومن شواهده على ذلك قول سيدنا يوسف عليه السلام : (تزرعون سبع سنين دأباً، فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصدون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، ومما هدى الله سبحانه وتعالي إليه سيدنا يوسف عليه السلام، فإن (الرئيس) أو (المدير) ملزم بالتخطيط المستقبلي لتفادي الإشكاليات والأزمات التي تواجهه.
ومن هنا يجب على الشخصية القيادية أن تكون مستقلة في اتخاذ القرار، وأن تعمل وفق الأنظمة المتبعة، ومتابعة تنفيذها بصورة دقيقة من خلال الأقسام الرئيسية المساعدة، والتي يجب أن تأطر لهذا المفهوم ، وتطبيقه تطبيقاً صحيحاً بعيداً عن المحاباة والمجاملة، فأي (رئيس) أو (مدير) يفترض فيه وضع الخطط المستقبلية القريبة والبعيدة المدي، وأن تكون لديه القدرة على السير الصحيح مع الموظفين، والتعامل معهم بروح الود والحب والرضا والانتماء للعمل، وخير شاهد قوله سبحانه وتعالي : (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، و(أن تعفوا أقرب للتقوي ولا تنسوا الفضل بينكم).
ومن أوجب الواجبات عليه متي يتدخل لحل هذه الإشكالية أو تلك الأزمة التي تواجه سير العمل إدارياً، وأن يدرك تماماً ما الذي يجب أن يفعله لتجنب الخسائر، فهو قد يكون مستوعباً كيفية تفكير مصطنع الإشكالية أو الأزمة التي إن تروي في ظلها فإنه سيجد الحل وفقاً للأنظمة واللوائح والقوانين، فهي دون أدني شك كفيلة بالحل، والذي ربما لا يحتاج إلي أي تدخُّل من جهات عليا أو خارج المنظومة فعندما يسعي فإنه يسعي بلغة الحفاظ على هيبة المؤسسة، والتي يجب أن تكون قائمة على المرونة وإذا لم تجدي فإنه سيلجأ إلي تطبيق الأنظمة واللوائح والقوانين بعيداً عن إستخدام أساليب ضغط غير مقبولة ضد هذا المسئول أو ذاك لإشباع رغبته لعدم إثبات فشله في إدارة الأزمة وفهم طبيعتها وتعاطيه معها، ودائماً ما يحدث ذلك عندما يغيب صوت الحكمة والعقل، وإبعاد من هم مؤهلين للقيادة عن منصاتها، مما يدل على عدم المعرفة، لذلك هنالك أحاديث نبوية دالة على التخطيط الإداري لتفادي تقلبات المستقبل، ومن تحت ولايته قوله صل الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه : (ولئن تدع أبنائك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون الناس)، وأيضاً قوله للأعرابي الذي ترك ناقته عند باب المسجد دون أن يعقلها : (اعقلها وتوكل).
ومن الملاحظ أن نتائج التخطيط المسبق ومقارنتها بالأهداف التي ترمي إليها، يأتي دور التنفيذ وتحقيق ما هو مطلوب إدارياً من خلال الخطط والتنظيم والتوجيه الإداري الشفيف، والذي يجب أن يدرك في إطاره (الرئيس) أو (المدير) حقيقة الرقابة اللصيقة أثناء سير العمل، ومن شواهد قوله سبحانه تعالى : (وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلي عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)، ومن السنة النبوية حديث سيدنا جبريل عليه السلام : (فأخبرني عن الإحسان)؟ فقال صل الله عليه وسلم : (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهذا من أعظم أنواع الرقابة.

تفاصيل مثيرة حول الرهائن السودانيين الـ(8) المحتجزين بليبيا


















.......................................
والد المخطوف (قصي) : شيخ قبيلة (التبو) وعد بإطلاق سراح الاسري
.........................................
أسر الضحايا تطالب السلطات السودانية بإيجاد حلول لأزمة أبنائهم سريعاً
........................
تابعها : سراج النعيم
.......................
طالبت أسر الرهائن السودانيين المحتجزين في ليبيا السلطات السودانية المختصة إيجاد الحلول لإنهاء أزمة أبنائهم الذين كل ذنبهم أنهم يبحثون عن أوضاع اقتصادية أفضل، إلا أن حياتهم تحولت إلي جحيم لا يطاق، وبدلاً من تحقيق أحلامهم، ها هم أصبحوا كالمستجير من (الرمضاء) بـ(النار)، إذ أنهم تفاجأوا بواقع مغاير للواقع الذي رسموه في المخيلة، فلم يكونوا يتوقعون أن تصبح حياتهم معاناة، وأقل ما يوصف به راهنهم بـ(المأساوية) حيث أنهم يجدون معاملة لا تمت للإنسانية بشىء، وهذا ما أظهرته مقاطع فيديوهات تم تداولها عبر الإعلام الحديث وظهر في مشاهده المؤثرة الرهائن السودانيين، وهم يسيرون في منطقة صحراوية مقيدين بـ(السلاسل)، وتحت حراسة مشددة من الخاطفين الليبيين المسلحين، الذين اجبرهم على ذكر اسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها في السودان ومع هذا وذاك لم يطلبوا أي فدية مقابل إطلاق سراح المحتجزين السودانيين، الذين تعرضوا لاصناف من التعذيب والجلد المبرح أثناء ركضهم في الكثبان الرملية التي جعلت سيرهم متعثراً، ومع هذا وذاك تتم إهانتهم بصورة مستفزة.
وقالت أسر الضحايا السودانيين : وصلنا نبأ حجز الاختطاف من شباب سودانيين هاجروا إلي ليبيا، أي أننا تلقينا قبل أن يبث الخاطفين مقاطع الفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) و(الواتساب).
وأضافوا : كلما مر يوم على أسر أبنائنا دون إيجاد حل يزداد خوفنا وقلقنا على مصيرهم المجهول، خاصة وأن البث أظهر صورة مهينة للمخطوفين الذين تعرضوا للتعذيب والضرب بصورة وحشية.
وعبروا عن حزنهم العميق الذي خيّم على الكل صغاراً وكباراً، فالبعض منهم أصبحت حالته يرثى لها، لذا على السلطات السودانية الاسراع لفك أسر أبنائهم الذين هم في وضع غير مطمئن، للمأساة التي يعانيها الشباب السودانيين في الصحراء الليبية، ورغماً عن ذلك تجدنا نعاني يوماً تلو الآخر لما آل إليه حال أبنائنا السودانيين المختطفين بليبيا.
فيما علمت من بعض أهالي المخطوفين أن المجموعة الليبية المسلحة ترفض رفضاً باتاً أي فدية مالية مقابل إطلاق سراح الشباب السودانيين الذين في قبضتها، بل يطلبون نظير ذلك إخلاء سبيل الليبيين الملقي عليهم القبض في العاصمة السودانية (الخرطوم)، وذلك في ظل الإجراءات القانونية المتخذة ضدهم في قضية شقة شمبات الشهيرة.
فيما واصلت (الدار) فتح ملف أسر الشباب السودانيين المخطوفين من قبل مجموعة ليبية مسلحة من مناجم (كلمنجة) الواقعة جنوب الصحراء الليبية المتاخمة للنيجر وتشاد، ومن بينهم (قصي) النور البالغ من العمر (28) عاماً الذي تشير قصته المؤثرة إلي أنه شد الرحال من منطقة (أم حجار) التابعة لولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان إلي ليبيا بالإضافة إلي جانب الشباب المأسورين معه الثمانية حيث أنهم هاجروا من مسقط رأسهم إلي هناك بغرض تحسين أوضاع أسرهم الاقتصادية خاصة وأنها في غاية الصعوبة رغم أن الخطوة تدفعهم للمخاطرة بأرواحهم بالسفر إلي دولة تفتقر إلى أبسط مقومات الأمن، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي).
وقال النور والد المخطوف (قصي) و(عدي) الناجي من المجموعة الليبية المسلحة لـ(الدار) : اخبرنا محمد الأمين البلولة الذي يمثل أسر المخطوفين أنه التقي بشيخ قبيلة (التبو) الذي وصل السودان في اليومين الماضيين، ووعده بأن يسعي إلي إطلاق سراح الشباب السودانيين الذين تم أسرهم من قبل المجموعة الليبية المسلحة، و شيخ قبيلة (التبو) الليبية المنتمي اليها المتهمين بقضية شقة شمبات وحسب علمي فان شيخ القبيلة قد عاد إلي مسقط رأسه بعد أن عزي أسر ضحايا شقة (شمبات) الشهيرة، والتي رهن على إثرها الخاطفين إخلاء سبيل أبنائنا مقابل إطلاق سراح الجناة الليبين دون الإشارة إلي من هم، أو لماذا ألقي القبض عليهم؟، إلا أن مصدراً رجح أن تكون المجموعة لها صلة بالمتهمين في جريمة القتل البشعة التي حدثت داخل شقة (شمبات) الشهيرة، والتي تصل التهم الموجهة فيها للجناة الليبيين حد الإعدام شنقاً حتي الموت، وذلك بحسب القانون الجنائي السوداني الذي تنظر من خلاله المحكمة السودانية الجنائية المختصة في القضية تحت المادة (130) من القانون الجنائي، وتفسيرها (القتل العمد)، وعلى خلفية ذلك تم أسر الشباب السودانيين الذين من بينهم نجلي (قصي) الذي بدأت قصته منذ أن داهمت المجموعة الليبية المسلحة مقر سكنهم بالقرب من منجم (كلجمنة) بعد إقامتهم حفل ودع لابني، والذي كان عائداً لأرض الوطن في صباح اليوم التالي، وبعد الانتهاء من الحفل خلدوا للنوم الذي تم بعده القبض عليهم في تمام الساعة الثانية صباحاً، والغريب في الأمر أن من هرب منهم لم تتم مطاردته، وعليه اقتادتهم المجموعة في ظروف يكتنفها الكثير من الغموض إلي جهة (مجهولة)، وما أن مر على تلك الواقعة أسبوعاً إلا وتواصل معنا شقيقه (عدي) الناجي من الاختطاف بعد أن سافر إلي هناك بغرض عودة شقيقه من الاغتراب الطويل الذي وقع علي إثره ضحية للاسر، وعليه بدأ نجلي (عدي) الناجي من الاعتقال استلام العمل في مطعم شقيقه المخطوف (قصي) الذي ظل يديره بالحدود النيجيرية عامين بعد أن جاء إليها من ليبيا بعد ست سنوات متصلة دون انقطاع.
وفي السياق تشير المصادر إلي أن الـ(8) سودانيين المعتقلين تم أسرهم كرهائن من قبل قبائل (التبو) جنوب ليبيا وهم لا يطلبون مقابل إخلاء سبيلهم (فدية) مالية، إنما يرغبون في التفاوض مع مسؤول سوداني رفيع في أمر لم يفصحوا عنه، ولكن رجح المصدر أن الأمر يتعلق بقضية مجزرة شقة شمبات الشهيرة المتهم فيها متهمين ليبيين ينتمون إلي العشيرة المشار إليها وأن القبض واتهام ليبيين في قضية شقة (شمبات) هو السبب الرئيسي وراء اختطاف الشباب السودانيين الثمانية.
وقالوا : إن ابناءهم سافروا إلي ليبيا قبل (سنتين)، وأنهم فقدوا الاتصال بهم قبل (ثمانية) أيام من ظهورهم في الفيديو، وهم جميعاً من مدينة المناقل، وعندما تم أسرهم كــرهائن لدي مجموعة ليبية مسلحة جاء ذلك من واقع المطالبة بإطلاق سراح المتهمين في قضية شقة (شمبات).
وفي السياق كانت (الدار) قد أشارت إلي تكوين لجنة من أهالي المخطوفين برئاسة علي الحسن نائب الدائرة بالبرلمان السوداني لمتابعة الأمر، وأكد أهالي المخطوفين ثقتهم في الحكومة والجهات الأمنية خاصة وأن الخاطفين لم يطالبوا بـ(فدية) مالية مقابل إطلاق سراح الـ(7) من الشباب السودانيين، وليس لديهم أي معلومات عن أبنائهم المأسورين سوى مقطع فيديو يناشد من خلاله الضحايا رئيس الجمهورية لإطلاق سراح المتهمين الليبيين في قضية شقة (شمبات) الشهيرة مقابل إطلاق أبنائهم الذين تم اختطافهم من جانب المجموعة الليبية المسلحة، وهم جميعاً من (حلة بشير) بمنطقة غرب ولاية الجزيرة :ـ
وتشير الوقائع بحسب مصادر إلي أن الضحايا المشار إليهم كانوا يعملون في منجم خاص بتنقيب الذهب بمنطقة (كلمنجة) الليبية، والذي يقع غرب مدينة (سبها) ، وتوضح التفاصيل إلي أن الضحايا تم أسرهم قبل أسبوعين، وذلك في تمام الساعة الثانية صباحاً من مسكنهم، وللتأثير والضغط على أسرهم قامت المجموعة المسلحة الليبية بتصوير مقطع فيديو يظهرهم في حراسة مشددة بأسلحة ثقيلة وخفيفة تبين أن المجموعة الليبية الخاطفة منظمة.
ومضي المصدر مشيراً إلي أن المجموعة الليبية المسلحة من قبيلة (التبو)، وهي من القبائل الليبية ذات البشرة السمراء، وتنشط في الصحراء الغربية علي الحدود الليبية المتاخمة للتشادية.
في ذات إطار البحث عن الأسباب التي أدت إلي اختطاف الشباب السودانيين كتب الليبي عبدالحكم بلقاسم منشوراً عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) يبعث من خلاله برسالة إلي قاض محكمة سودانية فيما يخص محاكمة الليبي (محمود أوشي) الذي يواجه الاتهام بالإعدام شنقاً حتي الموت في قضية شقة (شمبات) الشهيرة التي راح ضحيتها ثلاثة سودانيين بصورة بشعة جداً هزت الرأي العام السوداني على أساس أن الجريمة دخيلة على المجتمع السوداني الذي لم يألفها قبلاً وبالتالي أشار الشخص الذي نشر البوست بموقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) أنه من عائلة المتهم (محمود) المنتمي لقبائل (التبو) عشيرة (أوشي) وأضاف إلي أن المجموعة الليبية المسلحة المعتقلة للسودانيين الثمانية ترغب في إبرام اتفاق بتبادل السودانيين المحتجزين نظير المتهمين الليبيين الذين تعود جذورهم إلي جنوب ليبيا.
وتابع العم النور حديثه لـ(الدار) قائلاً : ظل ابني الضحية (قصي) مكافحاً ومناضلاً ومجاهداً في حياته العملية، وذلك من أجل توفير لقمة عيش كريم لنا خاصة بعد إصابتي بـ(القرحة) والتي طلب مني بعدها البقاء في المنزل، وعدم الخروج منه للعمل نهائياً متكفلاً هو بكل المصاريف، وبما أن حالتي الصحية لم تكن تسمح لي بالعمل استجبت لهذا النداء الإنساني، وبدأ هو حياته العملية قاطعاً دراسته حتي يتمكن أشقائه من الاستمرارية في مراحلهم الدراسية المختلفة، ويبلغ عدد أسرتنا (١٠) أشخاص، بالإضافة إلي أنه كان يتكفل بـ(بنت يتيمة) قمنا بتربيتها بعد أن توفي والدها وتركها وحيدة تقالب الظروف الإقتصادية والإنسانية المحيطة بها آنذاك، وتولي (قصي) الإنفاق عليها إلي أن تزوجت والحمدلله، المهم أنه في بداية انخراطه في الحياة العملية عمل في بيع الصحف السيارة في الأماكن العامة، وبعد أن قضي فترة فيها قرر الهجرة إلي (ليبيا) وأمضي فيها ثمانية سنوات ثم توجه منها إلي (النيجر) التي اختطف منها، حيث أكد أن الخاطفين لم يطاردوا من هربوا من الشباب السودانيين لحظة القبض على من وقعوا مأسورين في يد المجموعة الليبية المسلحة، ولم يكن يعتقدون أن فترة الاسر ستطول باعتبار أن الخاطفين سوف يرسلون مندوباً عنهم طلباً لـ(فدية)، ولكن المجموعة الليبية المسلحة لم تفعل ذلك نهائياً وخيبت ظنهم جميعاً خاصة وأن عملية الاختطاف سبقها السؤال عنهم، وتمثل في من هم السودانيين الأقرب للنظام الحاكم في الخرطوم من الشباب العاملين في مجال التعدين عن الذهب؟ وكان الرد بأن أبناء ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان أقرب للحكومة السودانية من حيث الموقع الجغرافي، وهذا السؤال يشير إلي أن الخاطفين الليبيين خططوا ودبروا لتنفيذ عملية الخطف بصورة دقيقة جداً للتأثير علي أهالي المخطوفين والمساومة بالمتهمين في جريمة القتل البشعة التي حدثت في شقة (شمبات) الشهيرة، والتي وردنا في إطارها أن والد المتهم الليبي الرئيسي في القضية (محمود) سوف يصل السودان.
ومضي : ابني عندما تم اختطافه كان في طريقه إلي الخرطوم وكان أن تواصل معي عبر تطبيق (الواتساب) مؤكداً عودته للسودان في شهر نوفمبر من العام ٢٠١٨م، مما جعل الفرحة تغمرني ومن ثم بشرت والدته وأشقائه على أساس أنه ظل غائباً عنا ما يربو عن الثمانية سنوات وعندما تأخر عن الموعد الذي حدده تخالجني إحساس لم يجول بخاطري من قبل و لم أكن مطمئناً لما يجري معه، مما قادني للاتصال بشقيقه الأصغر (عدي) الذي لحق به قريباً، والذي بدوره اخبرني بإختطاف (قصي) وآخرين في الساعات الأولي من الصباح، فلم أتمالك نفسي مما طرق اذني فقلت في قرارة نفسي : (لا حولة ولا قوة إلا بالله)، ثم وجهت له سؤالاً مفاده لماذا لم تخطرني في لحظة حدوث الاختطاف؟ قال : كنا نتوقع أن تطلب المجموعة الليبية المسلحة (فدية) مقابل إطلاق سراحهم بحسب ما درجوا في مثل حالات مشابهة ، إذ يقوم على إثرها السودانيون المقيمين بليبيا بجمع المبلغ المحدد وتسليمه للخاطفين لإخلاء سبيل من هم في قبضتهم، إلا أن ذلك لم يحدث إلي أن ظهر مقطع الفيديو المؤثر الأول ثم بث آخراً بعد أسبوع، وعندما تلقيت الخبر المفاجئ كنت محتاراً في كيفية تبليغ والدته بما احل بأبنها إلا أنه لم يكن أمامي بداً سوي أن اخبرها، لذا هيأتها في بادىء الأمر قبل أن يطرق اذنها الخبر الصادم جداً، عموماً نحن الآن نركن للحزن لا نذوق طعماً للأكل ونسهر الليالي في انتظار خبر مفرح يزيل قلقنا وخوفنا على أبنائنا الذين يواجهون مصير مجهول خاصة وأننا لا علم لنا بأسباب اعتقالهم.
وأضاف : إما شقيقه الأصغر (عدي) الناجي من الاختطاف فقد (جمد) دراسته في الصف الثالث، وسافر إلي شقيقه (قصي) لإحضاره من النيجر إلي السودان، وذلك بعد أن مر علي سفره (8) سنوات ، ومنذ أن تلقينا خبر حجزه (كرهينة) ها نحن نقف مكتوفي الأيدي دون أن نجد حلاً يمنح أبنائنا الحرية، ويجعلهم يعودون إلي أحضاننا، فنحن لا نملك إلا أن ندعو المولي عز وجل أن يفرج كربتهم، ولكن رغماً عما أشرت له فإن الأمل مازال معقوداً حيث تم تكوين لجنة لمتابعة أمر الرهائن السودانيين مع السلطات الرسمية، وهذه اللجنة التقت بنائب الدائرة بالبرلمان، الذي بدوره وجه باللجوء إلي لجنة حقوق الإنسان، كما إننا التقينا بالسيد معتمد محلية (المناقل)، والذي بدوره وعدنا بأن يبذل قصاري جهده من أجل إيصال صوتنا للسلطات في رئاسة الولاية والمركز، وأنه سيعمل كل ما بوسعه للوقوف مع أبناء محليته المأسورين في ليبيا.
وقال ناجي من الاختطاف : إن مواطناً من مدينة (الكفرة) الليبية حضر إلي مناجم الذهب (كلمنجة) ووجه سؤالاً هل هنالك سوداني تربطه صلة بأي مسؤولين في الحكومة السودانية لمساعدته في فك أسر ابنه الذي يدعي (محمود) الذي يواجه تهمة القتل العمد في الخرطوم علي خلفية جريمة قتل بشعة شهدتها شقة تقع في منطقة شمبات شمال مدينة الخرطوم بحري وتصل التهمة الموجهة إلي ابنه حد الاعدام شنقاً حتي الموت وهو الان مودع في احد السجون السودانية إلا أنه وجد شباباً سودانيين بسطاء يتخذون التجارة والتنقيب عن الذهب عشوائياً عملاً لهم.
واسترسل : ونفس ذلك الليبي الذي يبدو عليه أنه ينتمي إلي قبائل (التبو) توجه في اليوم التالي مباشرة إلى مكان إقامة السودانيين واصطحب معه شاباً سودانياً إلي جهة مجهولة ومر علي اقتياد ذلك الشاب السوداني أسبوعاً من تاريخه ثم جاء ذات الرجل الليبي بعد ذلك ترافقه مجموعة ليبية مدججة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة فقاموا باختطاف شباباً سودانيين آخرين.
وبالانتقال إلي قصة الشاب المخطوف محمد عبدالباقي نجد أنه شد الرحال إلي مناطق التعدين عن الذهب بالحدود الليبية قبل أن يبلغ من العمر العشرين عاماً، وهو يعتبر أكبر أشقائه والعائل الأوحد لأسرته المكونة من (١٠) أشخاص، هاجر بحثاً عن سبل حياة معيشية كريمة في ظل ظروف اقتصادية قاهرة يدرس على خلفيتها بعضاً من أشقائه في مراحل تعليمية مختلفة.
وقالت أسرته : منذ صغره كان مهموماً بالأوضاع الاقتصادية لأسرته حيث عمل في مجال بيع (الصحف) السودانية بالخرطوم ثم عمل سائقاً لـ(ركشة) إلا أن هذه المهن لم تكن تسد العجز المالي لأسرته مما حدا به أن يهاجر إلي ليبيا بعد أن تدهورت أحوالنا الاقتصادية، الأمر الذي حدا به الاقدام على هذه الخطوة بالرغم مما تشهده ليبيا من أوضاعاً أمنية غير مستقرة، وذلك منذ أن تمت الإطاحة بالرئيس الراحل (معمر القذافي) إلا أن بحثه عن الحل لم يترك له فرصة للتفكير في خطورة المكان، وما يمكن أن يوول إليه مصيره في المستقبل، فليس أمامه حلاً غير أن يبحث عن طوق للنجاة من (الفقر).
التحق (محمد) بأبناء منطقته الذين ينقبون عن الذهب في منجم (كلمنجة) الواقع علي الحدود المثلثة ليبيا وتشاد والنيجر إذ بدأ مشوار الأغتراب بالعمل في أحد المحلات التجارية، وما بين الفينة والآخرى يتسلل إلي منطقة (الكفرة) الليبية لإحضار بعض البضائع، وكان (محمد) قد أطل على مشهد الرأي العام برفقة (8) من الشباب الذين تعود جذورهم لولاية الجزيرة وسط السودان، وهم مقيدين بالسلاسل والأغلال الحديدية، ويظهر خلفهم أفراد من المجموعة الليبية المسلحة بالبزات العسكرية، ويحملون في ذات الوقت أسلحة (خفيفة) و(ثقيلة).
ويعتبر الشاب سيف الدين محمد بدوي الابن الوحيد في أسرته، حيث أنه سافر إلي ليبيا باحثاً عن أوضاع اقتصادية أفضل تسهل لشقيقاته الأناث مواصلة دراستهن، ومع هذا وذاك لم يكن يدري أن مصيره سيكون مبنياً على المجهول، ويقع ضحية للمجموعة الليبية المسلحة.
وناشد أهالي الضحايا الخاطفين مؤكدين بأن أبنائهم ليس لهم ذنباً فيما جري، فهم جميعاً أجبرتهم الظروف الاقتصادية على السفر إلي ليبيا بعد أن كانوا يعملون في بعض المهن البسيطة في السودان، وقد شدوا الرحال إلي ليبيا من أجل مساعدة أسرهم والتكفل بنفقات تعليم أشقائهم.
فيما تشير المعلومات إلي أن الرهائن الثمانية المحتجزون هم : محمد عبد الباقي مرجي قرية (أم حجار) المكاشفي محلية الجاموسي، قصي النور علي آدم (أم حجار المكاشفي)، عابدين عباس محمد موسى قرية (الياس) محلية المناقل، بلال الطريفي سراج (حلة بشير) محلية 24 القرشي، سيف الدين محمد بدوي قرية (أم دغينة الركابية)، حمزة الفضل قرية (الشويرف)، بابكر عبد المطلب كوكو قرشي قرية (غنيوة) محلية القرشي، يوسف المسلمي قرية (الشويرف).
من جانبها حرصت المجموعة الليبية المسلحة على تصوير الرهائن السودانيين في مقاطع فيديوهات أثناء تعذيبها لهم في منطقة صحراوية قاحلة مع حراسة مشددة من قبل بعض المسلحين، ثم منحوا كل شاباً من أولئك الشباب فرصة لمناشدة الحكومة السودانية من أجل الاسراع بفك أسرهم، ووضحوا في ذلك الفيديو أسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها ويلقون باللائمة على قنصل السودان بالعاصمة الليبية (طرابلس) لعدم الاستجابة لاتصالاتهم به في بادئ الأمر، علماً بأن المجموعة الليبية المسلحة لم تطلب (فدية) نظير إطلاق سراح المعتقلين السودانيين، وبعد مرور أسبوع علي بث الجناة مقطعهم الأول نشروا آخراً يرتفع من خلاله عدد الضحايا من (7) إلي (8) أشخاص يتعرضون للتعذيب والضرب، فضلاً عن إجبارهم على الركض في الكثبان الرملية، مع إطلاق أعيرة نارية في الهواء.

الخميس، 14 فبراير 2019

المطربة المثيرة للجدل (نسمة تاجوج) تصل البلاد وتزور اتحاد الفنانين


علمت (الدار) بأن المطربة المثيرة للجدل (نسمة تاجوج) قد حطت طائرتها الرحال بمطار الخرطوم الدولي في اليومين الماضيين، وقد سجلت زيارة لاتحاد الفنانين.
وقال مصدر لـ(الدار) : إن زيارة المطربة (نسمة) لاتحاد الفنانين الغرض منها معرفة شروط العضوية، والتواصل مع زملائها.
من جهتها كانت المطربة (نسمة) قد بثت مقطع فيديو أكدت من فيه أن المشير عمر البشير رئيس الجمهورية (ابونا)، وأن (الخبز) و(الغاز) متوفر في السودان.
فيما كانت (نسمة) قد بثت مقطع فيديو آخر في وقت لاحق تعتذر فيه، وقالت بحسب (الدار) : (التحية للشعب السوداني الحبيب، وانا اسفة وأتمنى أن تقبلوا اعتذاري المتواضع، وحقكم على ما تزعلوا مني، فمعروف أن الشعب السوداني مشهور بسعة الصدر، والظفر ما بطلع من اللحم، وكلامي كان تعبير عن رأيي الشخصي، ونحن في السودان عندنا حرية التعبير).
وتابعت وفق ما شاهد محرر (الدار) : الناس ما فهمتني، وكل القصد من مقطع الفيديو ما عايزة الخراب للبلد، وما نكون سوريا وليبيا تاني، ونعمة الأمن والأمان مافي زيها.
واضافت : بكرر اعتذاري، وأن طمعانه في قبول اعتذاري، وقالت ما بترد عليهم وما زعلانة منهم لأن كل الذي قيل ليس بها.


azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...