الاثنين، 7 مايو 2018

(الِسفر) وردي في حوار استثنائي :






......................
هذا رأيي في توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية
.....................
مشاركتي في احتفال نيفاشا جاء بطلب من النائب الأول لرئيس الجمهورية
....................
جلس إليه : سراج النعيم
.........................
أنا ضد اتجاه الفنان للسياسة كلياً لأن السياسة مبنية علي المصالح ولكن ..
مع عناء الحياة دائماً اتكئ على ما يطرحه العملاق محمد وردي من أعمال غنائية خالدة في ذاكرة الأمة السودانية، إذ أن أغانيه تمثل للناس متعة وترويح عن مشاغل الحياة الكثيرة ووردي كان يغني بـ(الرطانة) الأغاني (النوبية)، وكانت فرصة طيبة لكل النوبيين لكي يوصلوا صوتهم عبر هذه الحنجرة الذهبية، ضف إلى ذلك أنه أمتاز بأغاني الهجرة والدفء الإنساني وفراق الأحبة والوطن.
كان لطلت محمد عثمان وردي الأنيقة في مراسم إتفاقية (نيفاشا) بمنتجع سمبا السياحي بالعاصمة الكينية (نيروبي)، وقعاً خاصاً في نفوس جماهير الشعب السوداني والساسة، وكان في تلك الأثناء قد توصل أبناء الوطن الواحد إلى ما يصبون إليه بتوقيع برتوكولات السلام، وكان تواجد وردي في ذلك المحفل تأكيداً صادقاً لوجود الحركتين الثقافية والفنية في قضية وطنية كبري ظلت تشغل العالم ككل، ومن هنا دعونا نتوقف معه حول أحاسيسه ومشاعره، وهو يعتلي خشبة المسرح ليغني للفرقاء من الشمال والجنوب.
ماهي الأحاسيس والمشاعر التي اعترتك وأنت تغني لأبناء الوطن بعد أن توصلوا إلي توقيع برتوكولات سلام (نيفاشا)، خاصة وأن الحرب استمرت لفترة زمنية طولية جداً، ووصفها المراقبين بأطول حروب القرن؟
قال : كنت في غاية السعادة، وأنا أشارك بالغناء في حفل توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، إذ أنها كانت واحدة من الأحلام التي سيطرت علي تفكيري علي مدار السنوات الماضية، وكنت بأي حال من الأحوال أمني النفس كل الأماني أن تتم مثل هذه الاتفاقيات بين كل الفرقاء من أبناء الوطن الواحد، حتى نستطيع أن ننميه التنمية التي تدفع به إلى الأمام.
وماذا؟
قال : بهذه المشاركة أجد نفسي قد ساهمت ممثلاً للحركتين الثقافية والفنية بحكم الإنتماء لهما، ومشاركتي في هذه الاحتفالات جاءت بطلب من الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية.
بكل صراحة ماهي الكيفية التي يمكن أن نجعل بها الحركة الفنية في السودان متوافقة مع الأحداث السياسية في البلاد، وذلك في ظل التحديات الجسام المحدقة به من كل حدب وصوب، وهذا هو الدور المنوط بالحركتين الثقافية والفنية في المشهدين السياسي والاجتماعي؟
قال : طالما أنك طالبتني بالصراحة فإنني سأقول أن الفنون غير قادرة علي الاندماج في هذا الإطار لأنها لا تحرك ساكناً، وذلك يعود إلى عدة عوامل من بينها أن المبدعين الحقيقيين تجاوزوا السن التي يمكن أن تدعهم يفعلون ذلك بالمفهوم الذي ذهبت إليه في سؤالك آنف الذكر، وأن كنت أري أن هذا العامل لم يكن السبب الرئيسي، لأن هنالك من هم قادرين علي البذل والعطاء بترجمة ما نحن بصدده إلى واقع ملموس، ولكن هذه الفكرة تتطلب في المقام الأول والأخير التوافق بين الأطراف المعنية بهذا الأمر، وأرجع وأقول إن الأجيال أضحت تواجه فجوة كبيرة جداً، والمشكلة الكبري أن الأجيال المتعاقبة ظلت تؤكد أنها هي سيدة الموقف في هذه المرحلة أو تلك.
من وجهة نظرك ما هي متطلبات الفنان في المرحلة السياسية، وما هي الأغاني الموجودة في جعبة وردي من أعمال غنائية تحمل طابع الوطنية والسلام؟
قال : علي الفنان أن يكون أكثر تفاعلاً مع ما يدور من حوله حتى يكون مواكباً لمجريات الأوضاع السياسية والاجتماعية، ويجب أن يجد التفاعل حتى لا يصاب بالإحباط مع ما يحدث، وألا يكون هذا التفاعل لحظياً بقدر ما يكون تغيير كامل لما يعتمل في النفوس، مما خلفته الفترة الزمنية الفائتة من تهميش لدور الفنان سياسياً واجتماعياً، وإذا لم تتخل عن هذه الأفكار، فإن الواقع سيظل كما هو لا يبرح هذه الجزئية قيد أنملة.
إما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك فأقول لك : لقد جسدت هذا الذي تتحدث عنه قبل سنوات وسنوات، ولعلكم تذكرون جيداً أنني في العام 1961م كنت قد ترجمت ذلك مع الشاعر الكبير مرسى صالح سراج، بينما تجدنا نحن النوبيين قد تعلمنا الكثير من الإرث والثقافة النوبية التي تركها لنا الآباء والأجداد، وهو إرثاً يصب رأساً في هذا الجانب الذي نتحدث فيه، ومع هذا وذاك كنا نفكر تفكيراً عميقاً في الكيفية التي نجعل بها هذا المجتمع ينفعل ويتفاعل مع قضايا وهموم الوطن الكبير، وبالمقابل بدأت معنا هذه المرحلة منذ الاستقلال الذي كان في ذلك الوقت حديثاً.
هل تتفق مع سياسات الأجهزة الإعلامية من ناحية التنوع الفني والثقافي في البلاد، خاصة وانك تحمل في معيتك فنون وثقافة، وماذا أنت قائل في الفنان السياسي المباشر؟
قال : الحديث عن الأجهزة الإعلامية يطول ويحتاج إلى مساحات أكبر من ذلك بكثير حتى نستطيع أن نشرح الحالة التي نركن لها في الوقت الحاضر، لأنني ضد أن نطلق عليها قومية، لأنك إذا نظرت إليها بمنظار فاحص ستجدها بعيدة كل البعد عن هذه التسمية التي تتطلب أن تكون هذه الأجهزة قومية بمعني الكلمة حتى تستوعب كل الفنون والثقافات السودانية دون التركيز علي فنون وثقافة الوسط، والمراقب لها عن كثب سيجدها لا تخرج عن عباءة السياسات التي تضعها الحكومات المتعاقبة علي حكم البلاد مابين الفينة والأخرى.
إما فيما يخص رأيي في إتجاه الفنان للسياسة كلياً تجدني لا أتفق مع الفنان الذي ينحو هذا المنحي لأن السياسة في الأساس عبارة عن البحث عن المصالح لا أكثر والفنون تبحث عن معالجة قضايا المجتمع التي تجدها ظاهرة في الأغاني العاطفية الوطنية وأغاني السلام وهي جميعاً يجب أن تنال حظها من البث المستمر لا أن تبث في فترات الاحتفالات بالأعياد لأن الأغاني التي تندرج في هذا الإطار ربما تفتقر للمصداقية لأنها تصنع بدون أحاسيس ومشاعر لأنها تهدف إلى مناسبة محددة وتنتهي بإنتهاء هذه المناسبة، لذلك مثل هذه الأغاني لا تبقي في الذاكرة.
كيف تنظر إلى برنامج (أغاني وأغاني) الذي يعده ويقدمه الأديب السر قدور من علي شاشة قناة النيل الأزرق كل عام ؟
قال : بصراحة شديدة لا أري داعياً لوجود هذا البرنامج في الخارطة البرامجية لهذه القناة، ويمكن الاستعاضة بدلاً عنه ببرنامج غنائي يفيد المتلقي والفنان معاً، فهو قائم علي تقليد الفنانين الصغار للفنانين الكبار الذين استطاعوا إيصال أفكارهم الغنائية في فترات سابقة فأين هؤلاء من إنتاجهم الخاص ولماذا يحاول السر قدور حصر تاريخ الأغنية السودانية في نطاق ضيق. .
وبالانتقال إلي مرحلة من مراحل وردي أود أن أقف معك بتأمل في فترة الطفولة و الصبا ؟
قال : (القرية) شكلت جزءاً هاماً من حياتى الفنية، إذ أنني استفدت مبدئياً من تواجدي في (صواردة) التي التمست فيها منذ الصغر الحضارة والبساطة التي اجتر منها حتى الآن، بدليل أنك ربما لاحظت بصورة مطلقة أنني أترجم الموروث الذي تشبعت به إلى المركز حتى استطاعت هذه الحضارة الضاربة في الجذور من أن تخلق لها أرضية صلبة في ظل التنوع الفني والثقافي الذي يمتاز به السودان.
كيف تمكن وردي من المزج بين الموروث النوبي والموروث في بقاع سودانية أخري وإيصال الفكرة للعامة؟
قال : وجهات نظر البعض في النوبيين (مغلوطة)، ويجب أن نصحح لهم هذا المفهوم حتى لا يصبح بمرور الزمن مفهوماً سائداً لدي سائر الناس علي إختلاف ألوانهم ولهجاتهم فالمجتمع النوبي مجتمع يحمل ثقافة وموروث قديم يؤكد أن حضارته حضارة إنسانية.

الخميس، 3 مايو 2018

سراج النعيم يكتب : اخي البشير الوضع الراهن ينبىء بـ(ثورة الجياع) فما الحل؟؟

...................................
سبق وكتبت في الأوضاع الاقتصادية القاهرة التي يمر بها إنسان السودان الذي لم تعد قرارات رفع الأسعار تشكل هاجساً بالنسبة له أو تدهشه أو تفاجئه ربما لأنه اعتاد على سياسة الحكومة الإقتصادية الفاشلة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني، وهي بلا شك سياسة منتهجة منذ أن سيطر هذا النظام على مقاليد الحكم في البلاد، إذ أنه لم ينجح في الخروج بالسودان إلى بر الأمان، بل قاد البلاد إلى طريق اللاعودة، الطريق الذي جعل الشعب السوداني يعاني من تخبط النظام، وذلك منذ أن تم فصل جنوب السودان، وبالتالي لم يضع خيارات بديلة للنفط.
إن الوضع الاقتصادي الراهن أصاب إنسان السودان بإحباط لدرجة أنه يثور في لحظة، ثم سرعان ما يتأقلم مع الأسعار المقررة من بعض الشركات وسائقي مركبات النقل داخل ولاية الخرطوم وخارجها دون التقيد بالتعريفة المقررة من السلطات الرسمية وهذا الواقع المذري الذي فرض علينا فرضاً جعل معظم سكان السودان يمدون أيديهم للناس اعطوهم أو منعوهم، وذلك نتاج الغلاء والإرتفاع الجنوني للأسعار بصورة عامة، فهنالك أسعار أقرتها وأعلنتها الحكومة، وهنالك أسعار تتم بصورة عشوائية يستند فيها من يقرروها على إرتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني، أو أزمة الوقود الطاحنة التي تشهدها البلاد هذه الأيام، والتي عجزت الحكومة في أن تكبح جماحها، ولم تستطيع أن تخلق توازن ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ التي هي ضعيفة جداً، ما جعل الحياة تمضي على نحو صعب جدا، وتضاعف الأعباء على المواطن، فيما نجد أن هنالك شركات ترفع أسعار منتجاتها بصورة لا تراعي فيها الظروف الاقتصادية منها شركات المياه الغازية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار غاز (الطهي) الذي تمت زيادته علي مرحلتين المرحلة الأولي كانت وفق قرار من الحكومية، والمرحلة الثانية كانت بموجب قرار من كبري شركات النفط في البلاد، ولم يمض عليهما أشهر من تاريخهما، والذي مر كغيره من القرارات التي لم يحرك في إطاره الشعب السوداني ساكناً، بل بدأ مستسلماً استسلاماً تاماً، وبالتالي تصبح هذه الزيادات فاتورة جديدة تضاف إلى فواتيره القائمة أصلاً، وبلا شك هي من الفواتير الصعب جداً تمزيقها في ظل واقع إقتصادي متدهور جداً، ويزداد تدهوراً يوماً تلو الآخر.
إن زيادة الأسعار جعلت ظروف الناس ظروفاً في غاية في التأزم، مع وجود بنود صرف كالمؤتمرات والاتفاقيات والحوارات والمرتبات وغيرها، وبالتالي كلما أشرقت علي (محمداحمد) الغلبان شمس صباح يوم جديد يتفاجأ بزيادات في الأسعار، علماً بأن المؤشر يؤكد أن الزيادات بدأت على هذا النحو المتصاعد منذ أن تم الإعلان عن زيادات في ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻤﺢ، فمن ساعتها عرفت أنها لن تتوقف عند هذا الحد، بالرغم من أن الحكومة ظلت تبرر الزيادات والمواطن يغط في نوم عميق، إلا قلة منهم يستنكرون ثم يستسلمون ثم يتأقلمون على الزيادات الجديدة، وربما هذا السكوت شجع الحكومة وبعض الشركات على زيادة الأسعار، فلا الحكومة ولا الشركات ولا غيرهما يتخوفون من خروج الشعب إلى الشارع أو أن تحدث تلك القرارات التي يصدرونها ثورة الجياع.
من الملاحظ أن الزيادات بدأت تأخذ اشكالاً والواناً وابعاداً بعد أن تم إجراء تعديلات ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، الذي شدد على عقوبة وسجن كل مواطن يثير الشغب، فهل إذا خرج الشعب السوداني عن بكرة أبيه إلى الشارع مستنكرا الزيادات يكون قد خالف ذلك القانون، وتضطر الحكومة إلى تنفيذ القانون في مواجهته، حتى لو كان خروجه ذلك سلمياً للتعبير عن حق كفله له الدستور؟.
أرى أن ذلك القانون أن دل على شئ، فإنما يدل على أنه شرع للسيطرة على أي احتجاجات يتوقع حدوثها لأي سبب من الأسباب، خاصة وأن الزيادات أصبحت ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ، إلا أنه التزم الصمت، كما صمت من قبل، لذا السؤال الذي يفرض نفسه هل رفع الأسعار بهذه الصورة يشير إلى رفع الدعم كلياً، علماً بأن الأسعار لا تتناسب ﻣﻊ ﺩﺧﻞ الفرد الذي لم يعد أمامه خيار سوى أن يناهض تلك القرارات حتى لا يكون سلبياً في حياته، التي تشهد ارتفاعاً جنونياً في أسعار السلع الاستهلاكية الاخري، الأمر الذي يؤرق مضاجع ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، خاصة ﺫﻭﻱ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ.

صفحة اوتار الاصيل بصحيفة (الدار)


مرسومة في خاطر الزمان

________
كلمات : سراج النعيم
__________
انا جد بعزك
وبوفي ليك
وخاتيك في ارفع مكان
وسافرت ليك
رغم الصعاب
كان القي
في ظلك امان
يا بهجة يا احساس عميق
يا روعة زينتي المكان
وسطرت فيك اروع حروف
مرسومة في خاطر الزمان
وعبرت عن احساسي بيك
يا غالية في اجمل خطاب
واصبحت من بعدك
اسير
متوسد الهم والعذاب
وضحيت عشان عينيك كتير
ما لقيت وراك غير السراب
ودفقت مويتي علي الرهاب

تفاصيل جديدة حول ملف حفلات (القعدات) و(الجلسات)







....................
السلطات المختصة تحقق في استبعاد فنانين من (انجمينا)
......................
هذا ما قالته ايمان لندن وجوليا وصديق متولي حول تشاد
......................
وقف عندها : سراج النعيم
.....................
يبقى ملف (قعدات) و (جلسات) الفنانات والفنانين السودانيين بالعاصمة التشادية (انجمينا) ملفاً ساخناً، ويتطلب في السلطات المختصة حسمه حسماً جذرياً حفاظاً على سمعة السودان في دول الجوار.
فيما أكدت مصادرنا أن السلطات المختصة بتنظيم مهنة الموسيقي والغناء تجري تحقيقاً حول استبعاد فنانين من تشاد، مشيرة إلي أنهم سيقومون بمخاطبة السفارة السودانية بـ(انجمينا) لمدهم بأسماء الفنانين السودانيين الذين تمت الإشارة إليهم في اليومين الماضيين.
بينما تشير مصادرنا أن ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ رحلّت ﻔﻨﺎﻧﻴﻦ ﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ من أراضيها، خاصة وأنها اتهمتهم في العام 2013م بإﺩﺍﺭﺓ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻟﺤﻔﻼﺕ (ﺍﻟﻘﻌﺪﺍﺕ) و(ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ)، ومن ثم قررت استبعادهم من الأراضي ﺍﻟﺘﺸﺎﺩﻳﺔ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻨﺎمت ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﻔﺖ، ﻭﺩﺍﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻐﻂ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩى ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻟﻲ إصدار قرار ﺗﺮﺣﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ (ﺃﻧﺠﻤﻴﻨﺎ) ﺇلى (ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ).
هذا ووجدت الخطوة الجريئة التي قامت بها السفارة السودانية بـ(انجمينا) الإشادة خاصةً وأن الظاهرة تفشت بصورة مقلقة جداً للسودانيين والتشاديين، لذا ظل هذا الملف مفتوحاً منذ العام 2013م، وهو العام الذي عقدت في إطاره وزارة الثقافة التشادية اجتماعاً مع قنصل السودان بالسفارة بـ(انجمينا)، وقد خرج الاجتماع بقرارات حاسمه لاجتزاز الظاهرة السالبة من جذورها.
وعندما سافرت إلى تشاد وقفت عن قرب في بعض السلوكيات المنافية للعادات والتقاليد السودانية والتي يمارسها فنانين وفنانات سودانيات يسافرون إلى هناك، لذلك تأثر البعض منهم، مما نتج عن ذلك ضحايا لملف الحفلات غير المقننة بـ(انجمينا) أبرزهم الفنانة جوليا حيث يتم التعاقد معهن إلا أن (جوليا) كانت الأكثر ضرراً بحسب ما افادتني لدى لقائي بها في تشاد حيث تم التعاقد معها على إحياء حفلات لمدة ثلاثة أشهر تغني خلالها بالكيفية التي يراها المتعهد.
و كانت الفنانة إيمان لندن قد نفت نفياً قاطعاً زواجها من (الجنرال) التشادي، مؤكدة أنها لم تقدم على خطوة من هذا القبيل، فالزواج لا يمكن إخفائه عن العامة إذا كان من (جنرال) أو خلافه، ووجهت لها عدداً من الأسئلة؟، بدأتها بغيابها عن الساحة الفنية في السودان؟ فردت عليّ قائلة
: الغياب نابع من التسفار المستمر ما بين السودان وتشاد ولندن، ونحن كفنانين متواجدين في تشاد.
وحول إنها تكون متواجدة في تشاد وتقول إنها في (لندن)؟ قالت : أساساً موجودة في تشاد، وإذا تم الارتباط معي على حفل في (لندن) أسافر منها إلى هناك فأغني الحفل ثم أعود إلي تشاد أو السودان أو مصر أو خلافهم في حال هنالك ارتباط فني، وهكذا تجدني في تسفار دائم، فالفنان ملك للناس وليس ملك نفسه أي مكان يُطلب فيه يلبي نداء جمهوره.
إلا تعتقدين أن عدم تواجدك في السودان خصم منك الكثير وجعلك غائبة عن المشهد في الحركة الفنية؟ قالت : أبداً أتواصل مع جمهوري باستمرار فهو عائش في دواخلي، وأي فنان تمر به ظروف، فأنا عندما خرجت من السودان لم يكن خروجي قائماً علي الارتباطات الفنية لأنني سافرت من السودان وكان سفري بدافع الحزن الذي كان يعتريني بسبب وفاة والدتي، وبالتالي أوقفت نشاطي فترة من الزمن حداداً عليها بـ(القاهرة)، ثم غادرت منها إلي لندن، وبعد مضي عدداً من الشهور عاودت نشاطي.
إما الفنان الكبير صديق متولي الذي كان مقيماً بـ(أنجمينا)، فقد أوضح الأسباب التي جعلته يشكل غياباً عن الغناء في السودان طوال الفترة الزمنية الماضية، حيث طرحت عليه بعض الأسئلة؟ إذ أنه رد عليها قائلاً : أولاً لابد من التأكيد أن وطني وجدت فيه الكثير.. والكثير، وتشاد لا تختلف عنه وشعبها طيب، وأنا أتجول ما بين تشاد والكاميرون وإمارة دبي بدولة الأمارات العربية المتحدة.
ماهي حقيقة أنك تحولت من فنان كبير إلي متعهد حفلات؟ قال : هذا الحديث لا أساس له من الصحة، فأنا أسعد جداً حينما اصطحب بعض الأخوة في رحلاتي الفنية، فأنا استمتع جداً وليس الهدف من وراءها النجاح أو الكسب المادي، وقد رافقني في الكثير من تلك الرحلات الفنانين الراحل الأمين عبدالغفار، حنان بلوبلو وآخرين، وهي كانت عندي هواية.
من جهتها كانت السلطات التشادية قد استبعدت فنانين سودانيين من أراضيها بتهمة إدارة منازل لحفلات (القعدات) أو حفلات (النقطة) التي لايتجاوز عدد جمهورها الـ(7) أشخاص
وجاء قرار السلطات التشادية بعد تنامي الظاهرة بشكل ملفت، ودار حولها الكثير من اللغط الذي أدى في النهاية إلى ترحليهم من (أنجمينا) إلى (الخرطوم)، وعلى رأسهم فنانين ظلوا محل انتقاد من الطرفين السوداني والتشادي للسلوكيات الدخيلة على المجتمعات التي لم تألفها من قبل لا تليق بالفنان السوداني وعاداته وتقاليده التي لا تنفصل عن الدين الإسلامي، ضف إليها السلطات اتهمتهم بإدارة منازل مخالفة.

سراج النعيم يكتب : رحيل (كمال القوصي)

.........................
قبل وفاة اخي وصديقي كمال القوصي بعث إليّ برسالة مؤثرة تألمت علي إثرها حتى تساقطت دموعي مدراراً، وكانت الرسالة المفعمة بالمفردات الإنسانية تحكي مأساة طفلة رضيعة مصابة بضيق في الشرايين، وهذه الطفلة تتنفس تحت (كمامة) الاكسجين لعدة أيام، ومع هذا وذاك تنتظر من يوفر لها تكاليف إجراء العملية الجراحية المقدرة بـ(22) ألف جنيه، وهو المبلغ الذي عجزت أسرتها عن دفعه كاملاً وكل ما استطاعت توفيره هو (7) ألف جنيه، وأكد لي القوصي أن المريضة اسعفت إلى المستشفي، لافتاً نظري لحالتها الصحية.
المهم إنني عشت معه لحظات صعبة مع تلك الحالة الإنسانية للطفلة وأسرتها، وهو رغماً عن ظروفه الصحية، إلا أنه تحرك إلى المستشفي، فوجد فيها أن إجراءات العملية مكتملة ولا يتبقي سوي تقديم المساعدة، لذا لم يكن أمامه بداً غير الاتصال بصديقه المشهود له بعمل الخير، نعم لجأ إليه لأنه لا يرد له طلباً في الجوانب الإنسانية، وأن كان لا يحب ذكرها، ولكن ندعو الله العلي القدير أن يجعلها في ميزان حسناته، وبما أنه تابع معاناة الطفلة عن قرب ارسل لصديقه قصة الطفلة كاملة عقب صلاة الصبح مباشرة، وفى نفس اليوم تلقي منه اتصالاً هاتفياً مرحباً ومعلناً تكفله بنفقات علاج الطفلة، وقال له بالحرف الواحد : (ابشر اعتبر الموضوع منتهي)، وكعادته شكره علي الاستجابة السريعة، وعليه كان فرحاً بما انجزه بفضل من الله، واخبره صديقه أنه في طريقه للمستشفي، وعندما وصل إليها عاود الاتصال به هاتفياً ووضعه في الصورة.
وحدثني القوصي عن هذه القصة مؤكداً أن الشعب السوداني لا تدعه الأزمات يتقاعس عن مد يد العون للآخرين، هكذا ظل في انتظار صديقه الذي اتصل عليه فشعر في صوته بنبرة حزن، عندها أحس بأن مكروهاً أصاب الطفلة المريضة، وكما توقع فقد أخطره صديقه بأنها توفيت في اليوم الذي سبق اتصاله به.
الشيء المؤسف في قصة الطفلة أن أسرتها باعت كل ما تملك وآخرها هاتف والدها الذي انهمرت دموعه، إما والدتها فلم يغمض لها جفن، هكذا كان يحدوهم الأمل بأن يتم إجراء العملية الجراحية لصغيرتهما، اللهم إنني حينما تلقيت نبأ وفاتها اظلمت الدنيا في وجهي بعد أن عشت معه قصة الطفلة، ودون أن أشعر وجدت نفسي ابكي عليها بكاءاً شديداً.
أراد صديقه أن يخفف عنه مشيراً إلى أنه وجد في المستشفي الكثير من الحالات المرضية التي تحتاج للمساعدة حتي لا تلاقي نفس مصير الطفلة، لذا دعنا نقود حملات مكثفة لكي يقوم رجال المال والاعمال بزيارة المستشفيات والوقوف علي الحالات المريضة للأطفال الذين تعجز أسرهم عن دفع نفقات العلاج في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة، والقصص المؤثرة في هذا الإطار لا حصر ولا عد لها، وفي الغالب الاعم تكون أشد قسوة وايلاماً لأن أسرهم لا تمتلك المال الذي يمكن أن يزيلوا به الالم.
ومن القصص المؤثرة أن هنالك طفلاً مصاباً بمرض لا أعرفه ولكن شاهدته يخرج فضلاته عبر (الصره)، وأعتذر المستشفي عن إجراء العملية لعدم وجود قسم مختص للجراحة، ورغماً عن ذلك عرضت حالته علي الأطباء الذين أكدوا أنها من العمليات الجراحية السهلة، إلا أن أسرة الطفل لا تمتلك قيمة تكاليف العملية الجراحية البالغة (20) ألف جنيه، وهذا إن دل علي شيء، فإنما يدل علي أن الأطفال المرضي من أسر فقيرة يعانون الأمرين .
حقيقة أشعر بالفخر والاعتزاز والاعتداد بأن الشعب السوداني ورغماً عن الظروف الاقتصادية القاهرة إلا أنه يقف منحازاً إلى الإنسانية، ومن فضل الله سبحانه وتعالي أن أعمال الإنسان لا تنقطع برحيله عن الدنيا، بل تصبح حسنات له بعد وفاته.
وبما ان الراحل كمال القوصي يتبع للطريقة الجعفرية الاحمدية المحمدية بمصر كان حريصاً بأن أجري مقابلة مع الشيخ السوداني محمد صالح عبدالغني وذلك بمنزله بالخرطوم بحري، وأشار إلي أن طريقته تنسب للشيخ صالح الجعفري من مواليد مدينة دنقلا شمال السودان عام 1910م ثم هاجر إلى مصر لتلقي العلم بالأزهر عام 1930م، وكان آنذاك يبلغ من العمر ( 25 عاماً ) ومكث هناك ( 50 عاماً ) إلى أن عين إماماً للأزهر ومعلم في جامع الأزهر إلى أن توفى، وكانت طريقته الجعفرية نسبة إلى مؤسسها الشيخ صالح الجعفري والاحمدية نسبة إلى الشيح أحمد بن إدريس شيخ الطريقة الاحمدية، أما المحمدية فنسبة إلى سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، وكان يقول إنها مستغاة من القرآن والعلم والتقي ومدح رسول الله صلي الله عليه وسلم، فالطريقة الجعفرية تعود بالتصوف إلى السلف الصالح، وبعد وفاة الشيخ صالح تولي الخلافة والدنا الشيخ صالح عبدالغني الجعفري الذي أسس الطريقة وسجلها بالقنوات الرسمية بالمجلس الاعلي للتصوف بمصر، فأصبحت مقننة بموجب التراخيص الممنوحة، فإنضمت لركب مجلس التصوف في ثمانينات القرن الماضي، ثم بدأ الشيخ عبدالغني بتأسيس المراكز والساحات إلى أن وصلت لـ ( 80) مركزا بمختلف مدن مصر، ومن أهم اشيائه مناداته بالصحوة الصوفية الشبابية أي أن مفهوم التصوف ليس للكبار فقط، ونهج الطريقة هو نهج الشيخ من المطبوعات والكتب ودار نشر (جوامع الكلم) الخاصة بنشر الكتاب الصوفي وتراث الشيخ وتكاد تكون المكتبة الوحيدة الموجودة في مصر المتخصصة في طباعة الكتاب الصوفي.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...