الاثنين، 16 أبريل 2018

سراج النعيم يكتب : أدهشتني مريضة بابتسامتها (2ـ2)

.......................
ﻭﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻧﺘﻘﺎﻝ ﻓﻴﺮﻭﺱ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺴﺒﺔ (ﺍلإﻳﺪﺯ) حيث قال مريض بمرض نقص المناعة المكتسبة : أﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﻠﻘﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ الأﻭﻟﻲ حتى ﻻ أﻛﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﺗﻌﺎﺳﺘﻬﺎ ﻣﺪى ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺷﺮﻋﺎً ﺑﺴﻴﺪﺓ (ﻣﺘﻌﺎﻳﺸﺔ) ﻣﻊ (ﺍلإﻳﺪﺯ)، ﻭﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ أصبحنا ﻧﺤﺐ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺻﺎﺭ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺨﻄﻂ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ ﺇلى إنجاب ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍلأﺑﻨﺎﺀ ﻭﻃﺎﻟﺐ ﺍلأﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻋﻼمية ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﺽ (ﺍلإﻳﺪﺯ)، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺤﻮ آﺛﺎﺭ ﺍﻟﻮﺻﻤﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﻌﻢ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺘﺨﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺳﺘﺎﺭ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﻔﻴﺮﻭﺱ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺃﻥ ﺗﺒﺚ ﻭﺗﻨﺸﺮ ﺻﻮﺭﺓ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺻﺤﻴﺤﺔ ﻋﻦ (ﺍلإﻳﺪﺯ) ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺧﻴﺼﺔ ﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻟﺠﺬﺏ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻣﻌﺮﺑﺎً ﻋﻦ ﺃﺳﻔﻪ ﻓﻲ ﺍﻧﺤﺼﺎﺭ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍلإﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻕ ﺿﻴﻖ ﻻ ﻳﺨﺪﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ.
وروت إحدى المريضات ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻋﻠﻤﺖ ﺑﻤﺮﺿﻲ ﺻﺪﻓﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﻡ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺣﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ، ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﻭﻟﺪﺕ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ، وﻋﻨﺪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻲ ﺃﺻﺒﺖ بإﻧﻬﻴﺎﺭ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭ ﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻇﻞ ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻤﺮﻱ، ﺗﻮﻓﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﺗﺎﺭﻛﺎً ﻟﻲ ﻋﺒﺌﺎً ﺛﻘﻴﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻬﻜﺘﻨﻲ. ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻣﻬﺪﺋﺎﺕ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪ ﺻﺪﻣﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ، ﻣﺎﺗﺖ ﺍﺑﻨﺘﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺑﻌﻴﺐ ﺧِﻠﻘﻲ، ﺣﻤﺪﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻀﻴﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ، ﻭﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﻤﺮﺿﻲ ﺳﻮﻯ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻲ، ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﻋﺪﻡ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﺑﻲ.
ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ : ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻤﺖُ ﺑﺎلجهة العاملة بمكافحة (الإيدز)، ﻭﻟﻤﺴﺖ ﺟﻬﻮﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻭﻣﺎﺩﻳﺎً، ﻭﻭﺟﺪﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩﺓ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮﺍﺕ.
فيما ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺑﻌﻤﻖ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﺃﺭﻋﻰ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﻀﺔ (ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﻜﻠﻮﻱ)، ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺑﺎﻟﺼﺮﻉ ﻭﺃﺧﻲ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ، ﺃﻋﻴﺶ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺵ ﺯﻭﺟﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺒﻲ ﻗﺪﻳﻢ، ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﺳﺄﺫﻫﺐ؟.
ﻭﻟﻔﺘﺖ احدى المريضات ﺍﻧﺘﺒﺎهي ﺑﺮﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺣﻀﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ، ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻲ ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺎﺷﺔ ﺣﻜﺖ ﻗﺼﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ : ﻻ ﺗﻨﺪهش ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻲ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ، ﻭﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺼﺪﻕ ﺃﻗﻮﻝ : ﻟﻘﺪ ﺣﺬﻓﺖ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺘﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺃﻳﺎﻣﻲ، ﻓﺒﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺯﻭﺟﻲ ﺃﻟﻬﻤﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ، ﻭﺃﻣﺪﻧﻲ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﺟﻬﺘﻨﻲ، ﻓﺎﻟﻴﺄﺱ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺤﺬﻭﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﻮﺱ ﺣﻴﺎﺗﻲ.
ﻭﺗﺎﺑﻌﺖ : ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻲ ﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻲ، ﺑﻞ ﻫﻴﺄﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ، ﻓﺤﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺐ ﺍﻵﻟﻲ، ﻭﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ، ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﻤﺮﺿﻲ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻰ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ، ﻓﻠﻢ ﺃﻳﺄﺱ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺁﺧﺮ، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ ﻭﻧﺼﻒ ﻭﺑﻤﻜﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ، ﻓﻄﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺃﻳﻀﺎً، ﺃﻟﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺣﺎﻟﻴﺎً ﺃﻋﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻣﻌﺎﺵ ﺯﻭﺟﻲ، ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻠﺒﻲ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻨﺎ.
بينما ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ لي مريضة (الإيدز) ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻏﺎﻣﺮﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺼﺪ ﺍﻵﻥ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻘﺪ قرانه، ﻭﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ، ثم ﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﺃﺳﻌﺪ ﺑﻮﻟﺪﻱ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﺘﻘﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻮﻋﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﻀﺮﻫﺎ، ﻭﻳﺘﻢ ﺗﻜﺮﻳﻤﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻨﺸﺎﻃﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ، ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻓﺨﻮﺭ ﺑﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻣﺎ ﺃﺛﻠﺞ ﺻﺪﺭﻱ ﻓﺄﺿﺤﻰ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﺮﺩﺍً ﻭﺳﻼﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻲ.
ﻭﻃﺎﻟﺒﺖ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﻤﺴﺎﻧﺪﺓ مرضي (الإيدز) ﻭﺩﻋمهم ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻭﻣﺎﺩﻳﺎً، ﻛﻤﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻖ ﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺠﺎﺭﺣﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﻘﺘﺮﻑ ﺫﻧﺒﺎً ﻧﺤﺎﺳﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺃﺭﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺮﺽ (ﺍﻹﻳﺪﺯ)، ﻭﺩﻭﺭ الجهات العاملة في (الإيدز) مؤثر ﻓﻲ ﺩﻋﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺃﺳﺮﻫﻢ.
هذا وﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑـ(اﻹﻳﺪﺯ) ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻮﺻﻢ ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﺘﻌﺎﺭﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﺩﻭﻟﺔ، ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺗﻘﺒﻞ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺗﻘﺒﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺘﺨﻮﻑ ﺃﻭ ﺩﻭﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻭﺧﻼﻓﻪ.
ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ : ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻧﻴﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺮﻳﺾ (ﺍﻹﻳﺪﺯ) ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻄﺮﻕ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﺳﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻄﺮﻕ (ﺍﻟﺴﻮﻳﺔ) ﺃﻭ (ﺍﻟﺸﺎﺫﺓ)، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﻻﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ ﺧﻼﻝ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﻻ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ، ﻛﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻔﻴﺮﻭﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺟﻨﺴﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﻼﻓﻪ.

الشاب سعد في حوار استثنائي حول محمود عبدالعزيز


.............................
هذه قصة سيجارة (بنقو) والحوت.. واتهام فتاة لشخصي بـ(الجنون)
.......................
محمود : ( نصيحتي لك سد أذنك اليمنى بطينه والشمال بعجينه)
.............................
جلس إليه : سراج النعيم
..................................
كشف الفنان الشاب سعد قصته المثيرة مع الفنان الراحل الأسطورة محمود عبدالعزيز بعد أن تمت استضافتهما في سهرة تلفزيونية عبر قناة النيل الأزرق، وتدور محاورها عن المواهب المبرزة في المجالات الإبداعية المختلفة.
قال : كان الاعتقاد السائد الذي تلى السهرة الشهيرة أنني جنيت، وهذا الجن نابع من أن البعض ظن أن فناناً كبيراً قام بمنحي سيجارة (بنقو) هي التي أوصلتني إلى الاعتقاد غير الصحيح، والذي وضعوا في إطاره الفرضية سالفة الذكر، وهكذا تحول الأمر إلى شائعة مازالت تطاردني إلي يومنا هذا، خاصة وأن إطلالتي وقتئذ تعتبر بداية الشرارة لأنني كنت صغيراً في السن، وعندما رويت للفنان الراحل محمود عبدالعزيز هذه القصة قال لي : (لا تلتفت لهؤلاء أو أولئك لأنهم في المقام الأول والأخير أعداء للنجاح)، فيما نصحني قائلاً : (سد أذنك اليمنى بطينه والشمال بعجينه)، فإذا قررت المضي قدماً في الحركة الفنية يجب أن لا تؤثر فيك مثل هذه الشائعات التي يتفنن فيها مطلقوها ومروجوها ومصدقوها بصورة لا تخطر على البال.
وأضاف : ولم تتوقف الشائعات عند النقطة التي ذهبت إليها مسبقاً بل امتدت إلى شائعات آخري لم يسلم منها حتى الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي عزاها إلى النجاح الذي حققته الشهرة، وكان أن قال لي : (يا سعد لو لم تكن شجرة مثمرة هل يقذفك الناس بالحجارة)؟، فقلت : لا فأردف قائلاً : (إذا كنت تود أن تعرف أنك ناجح، فإن الشائعات ستحيط بك من كل جانب).
وعن الكيفية التي عرف بها شائعة جنونه؟ قال : منذ أن انتهت السهرة التي جمعتني بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز إلا وبدأت أتلقى الاتصالات الهاتفية التي يستفسرني من خلالها البعض عن حقيقة جنوني بتعاطي سيجارة (بنقو)، فكنت أنفي لهم تلك الشائعة نفياً قاطعاً، ولكن أكثر ما حز في نفسي أنني كنت استقل بصاً سياحياً متوجهاً به إلى قريتي، فصادف أن جلست بجواري فتاة ووالدتها، فما كان من الفتاة إلا وقالت لوالدتها : (يمه دا الفنان الشاب سعد المجنون بعد أن تعاطي سيجارة بنقو مع الفنان الكبير)، الأمر الذي قاد والدتها أن تستبدل مقعدها بمقعد أبنتها خوفاً عليها مني رغماً عن محاولتي أن أصحح لها الفهم المغلوط الذي عمقته الشائعة التي تطرقت إليها من واقع السهرة التي أطليت عبرها مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وقد تضررت ضرراً بالغاً من الشائعة التي سرت سريعاً في الأوساط المختلفة كالنار في الهشيم رغماً عن أنني حاولت جاهداً درء آثارها السالبة عليّ كفنان والفنان لا يمكن أن يكون بمنأى عن مجتمعه وما يدور فيها .
وعن السهرة التي ظهر فيها مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز؟ قال : عندما شاركت في تلك السهرة لم يكن عمري يتجاوز الثانية عشر وكانت فكرتها تدور حول الأطفال الموهوبين في عدد من الإبداعات المختلفة وكان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ضيفاً شرفياً علي السهرة باعتبار أنه موهوب منذ طفولته من خلال برنامج (جنة الأطفال) الذي يبث من التلفزيون القومي، بالإضافة إلي البروف الذي كان مبرزا في علم الفلك ومأمون في علم الحسابات الرياضية، وأنا في مجال الغناء الذي برزت فيه مع الأستاذ بابكر صديق الذي قدمني إلي المشاهدين من خلال برنامجه (أصوات وأنامل) ثم برنامج (نجوم الغد) المبثوث من علي شاشة قناة النيل الأزرق وكان مذيع السهرة الطيب عبدالماجد، وأنا كنت في نفس ذلك اليوم متعاقداً علي إحياء حفل زفاف في الخرطوم، ومن ربطني إليها ضابط في احدي القوات النظامية ولم أكن أدري أن الحفل تزامن مع سهرة قناة النيل الأزرق، المهم أنني جئت إلي التلفزيون في المساء حوالي الساعة الثامنة والنصف وكان أن تم إيقافي في الاستقبال لمراجعة إن كانت أسماءنا مسجلة بطرفهم أم لا وكان أن دلفت إلى داخل استوديوهات قناة النيل الأزرق فجاء لاحقاً بي الضابط الذي أشرت إليه قبلا ونحن في الاستديو طرق أذننا صوت مرتفع يدل علي أن إشكالية ما في الخارج وكان يقول لناس النيل الأزرق (أنا داير الشاب سعد لأنني ربطه لحفل وأعطيته عربونه) فاندهش الفنان محمود عبدالعزيز من تعاقدي علي حفل الزفاف وأنا عمري لم يتجاوز الثانية عشر فقال : يا جماعة سعد ما زال طفل حفل شنو البكون ربطه ثم قال : (كيف يتم تشغيله حفله) وتولي هو الأمر بالتحدث مع صاحب الحفل وقال له أنت أعطيته عربونا علي أي أساس إلا تري أنه طفل عموماً هدد صاحب الحفل قناة النيل الأزرق في حال سجلت لي أن يقاضيها بحكم أنه دفع لي عربوناً مقابل أن أغني له الحفل وبعد نقاش مستفيض توصلوا معه إلي حل يتمثل في أن أغني له الحفل عقب الانتهاء من تسجيل السهرة فرفض الفكرة وأصر عليّ أن أذهب معه إلا أن محمود عبدالعزيز وصل معه إلي حل يذهب وفقه فنان آخر يغني لهم بدلا عني وإلى ذلك الوقت لم يسمع الحوت صوتي، وعندما بدأت السهرة غني الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أغنية (خوف الوجع) بعده مباشرة غنيت أنا (علمتني معني الحياة)، وما أن انتهيت منها إلا وكان هنالك فاصلاً قال فيه الحوت : (تعالوا سوقوا دا فنان جاهز) ثم عدنا فغنيت (لا زمني ابتسم) دويتو مع الفنان محمود عبدالعزيز، ومنذ تلك السهرة أصبحت جل ارتباطاتي الفنية معه نسبة إلى النجاح الذي حظيت به السهرة التي كان زمنها ساعة ونصف تم مدها إلى ثلاث ساعات.
وعبر الشاب سعد عن بالغ حزنه العميق لوفاة الفنان الكبير محمود عبدالعزيز بعد صراع مرير مع المرض ما بين السودان والأردن وبفقده فقدت أستاذاً وصديقاً وأخاً عزيزاً قل أن يجود الزمان بمثله.

الخميس، 12 أبريل 2018

شخصي الضعيف (سراج النعيم) والأستاذ كاروري رسام الكاريكاتير العالمي الشهير في جلسة أمام مباني صحيفتي (الدار) و (أخبار اليوم)...



على خلفية تشكيل المكتب التنفيذي لإتحاد فن الغناء الشعبي



........................
ترباس : عبدالله يوسف نائباً للرئيس والعماش أميناً عاماً للإتحاد
....................
ممثل مسجل الجماعات الثقافية والفنون مقرراً لمجلس الإدارة
...................
الخرطوم : كمال ترباس
........................
كشف الفنان الفخيم كمال ترباس النقاب عن تشكل المكتب التنفيذي لإتحاد فن الغناء الشعبي بإحدى صالات البروفات بحي الموردة امدرمان.
وقال : بعد القرار الذي أصدره الأستاذ الطيب حسن بدوي وزير الثقافة الاتحادي، والذي قضي بتعيين شخصي رئيساً للإتحاد، انخرطت وأعضاء لجنة التسيير في اجتماعات أمس الأول (الثلاثاء) تمخض عنها تشكيل المكتب التنفيذي لاتحاد فن الغناء الشعبي.
وأردف : وعلي خلفية ذلك تم اختيار الفنان عبدالله يوسف نائباً للرئيس، الأستاذ محمد العوض العماش أميناً عاماً، عبدالرازق عبدالله نائباً له، الفنان الأمين البنا أميناً للمال ويعاونه كل من المطربة ميادة قمرالدين والأستاذ سعدالدين عبدالباسط، الباحث محمد الحسن الشهير بـ(الجقر) أميناً ثقافياً، الفنان جمال النحاس نائباً له، سعدالدين عبدالباسط مديراً للدار، فيصل ابوالدهب نائباً له.
وتابع : من المعروف أن اللجنة التسييرية تم تعيينها بواسطة وزير الثقافة الاتحادي برئاستي، لذا حرصت علي أن يتم تشكيل اللجان ومهامها للعمل داخل اتحاد فن الغناء الشعبي، وأن نرتب البيت من الداخل حسب ما جاء في قرار الوزير.
ماذا عن لجنة عضوية الاتحاد؟ قال : تم تشكيل لجنة مراجعة العضوية والنظام الأساسي برئاستي وعضوية كل من الأمين العام وأمين المال وفيصل ابوالدهب وسعدالدين عبدالباسط وعادل فضل الله علي أن يتم رفع تقارير بصورة مستمرة للسيد الأمين العام للمجلس القومي للثقافة والفنون لإطلاعه علي كل الخطوات.
وأضاف : حضر اجتماع تكوين المكتب التنفيذي الأستاذ فتح العليم عمر عبيد ممثلاً لمكتب المسجل العام للجماعات الثقافية، ومقرراً للجنة تسيير اتحاد فن الغناء الشعبي، وتم ذلك بموجب خطاب من الأستاذ موفق عبدالرحمن محمد يوسف الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، وحضره أيضاً الفنان الكبير عوض الكريم عبدالله الذي يعد مستشاراً للجنة التسيير.
وحول استلام مباني الاتحاد من المجلس المحلول؟ قال : بالنسبة لدار الاتحاد فإن تسليمها للجنة التسيير مسئولية وزارة الثقافة الاتحادية.
وأشار إلي أنه ليس مفصولاً من عضوية اتحاد فن الغناء الشعبي كما زعم البعض، واتحدي من ذهبوا إلي ذلك أن يثبتوا زعمهم.
بكل صراحة مع من تقف لمن تمنح صوتك في الانتخابات؟ قال : أنا مع من يترشح للاتحاد وسوف أقدم يد العون والمساعدة لمن تختاره الجمعية العمومية، ولكني شخصياً سامنح صوتي للفنان الكبير عوض الكريم عبدالله.
وكان الأستاذ الطيب حسن بدوي وزير الثقافة الاتحادي قد أصدر قراراً عين بموجبه الفنان كمال ترباس رئيساً لاتحاد فن الغناء الشعبي، بعد أن قرر الفنان عوض الكريم عبدالله الترشح في الانتخابات القادمة رئيساً للاتحاد، وعلي خلفية ذلك أجرت (الدار) حواراً مطولاً مع الرئيس الجديد للاتحاد، والذي بدوره أصدر عدداً من القرارات منها تعيين الفنان محمد الحسن (الجقر) عضواً بمجلس المهن الموسيقية والتمثيلية بديلاً للفنان محمود علي الحاج الرئيس السابق لاتحاد فن الغناء الشعبي.
ماذا يحوي القرار الذي أصدره وزير الثقافة؟
قال : أصدر الوزير الطيب حسن بدوي قراراً وزارياً بالرقم (9) لسنة 2018م، مستنداً فيه على المرسوم الجمهوري رقم (15) لسنة 2017م، والمرسوم الجمهوري رقم (24) لسنة 2017م ، وعلى أحكام المادة (22/1) من قانون تنظيم نشاط الجماعات النقابية لسنة 1996م، وبناءاً على انتهاء أجل دورة إتحاد فن الغناء الشعبي في مايو 2017م. وإستناداً لتوصية الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون بتاريخ 18/مارس /2018م ، وعملاً بالسلطات المخولة له أصدر قراراً سمي بـقرار حل اللجنة التنفيذية لاتحاد فن الغناء الشعبي وتشكيل لجنة تسيير برئاسة شخصي كمال ترباس، وعضوية حسين شندي، محمد الحسن الجقر، الأمين البنا، الطيب حاج علي، فيصل أبو الدهب، ميادة قمر الدين، عادل فضل الله، منتصر أحمد بابكر، جمال النحاس، سعد الدين عبدالباسط وعبدالرازق عبدالله، كما جاء في القرار مهام واختصاصات اللجنة وتتمثل في مراجعة النظام الأساسي الحالي للاتحاد ومواءمته وفق النظام الأساسي النموذجي والقانون، وحصر العضوية السابقة لتاريخ القرار، وإعداد الكشف النهائي لها، إلي جانب إعداد خطاب الدورة ما بين الفترة 2015م -2017م، وإعداد تقرير الميزانية والحسابات عبر مراجع مالي، بالإضافة إلي مراجعة تكوين الاتحاد على مستوى الولايات وأعضاء ممثلين لهم في الجمعية العمومية للاتحاد، وتحديد تاريخ انعقاد الجمعية العمومية، وأن ترفع اللجنة تقريرها بعد أسبوعين من تكوينها للسيد مسجل الجماعات الثقافية بما تم تنفيذه على أن تودع تقريرها الختامي حسب منطوق الفقرة (8)، وعلى اللجنة الحق في الاستعانة بمن تراه مناسباً بعد التشاور مع المسجل العام لتنفيذ أعمالها، ومن ثم تنهي اللجنة اعمالها خلال ثلاثة أشهر من تاريخ إصدار هذا القرار، وأن تعمل اللجنة تحت إشراف الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون.
ويعتبر كمال ترباس مطرب وملحن بارز ساهم في تجديد فن الغناء الشعبي بالسودان وتطويره بإعادة استخدام الآلات الموسيقية المختلفة، وأولى أهمية كبيرة على النص الغنائي في أعماله وعُرف عنه اهتمامه الشديد بالمظهر العام للفنان.
بدأ ترباس حياته الفنية بالمشاركة في الأنشطة الموسيقية والغنائية في نادي دار فلاح بمدينة امدرمان وفيه تعلم كيفية حفظ القصائد الغنائية ووضع الألحان لها، وكان يجالس شعراء مثل محمد بشير عتيق ومحمد حسن حدباي الذين أشاروا إليه بأن يدخل عالم الفن بتأليف الأعمال الغنائية الخاصة به بدلاً من الاستمرار في ترديد أغنيات من سبقه من كبار الفنانين، وأدرك ترباس بأن الطريق إلى ذلك الاتجاه يمر عبر الإذاعة، وبالتحديد لجنة النصوص فيها والتي لا بد من أن تجيز صوته أولاً حتى يمكن من تسجيل أغنياته بإستديوهات الإذاعة والتلفزيون وبثها على موجات الأثير، فحاول عرض أعماله على اللجنة، ولكنها قوبلت بالرفض أكثر من مرة بذريعة صغر سنه في ذلك الوقت، وواصل تقديم أعماله للجنة دون توقف حتى أفلح في العام 1967 في إقناع اللجنة بأن تجيز صوته وكانت أغنية (عيني ما تبكي) أول أغنية سجلها للإذاعة، وتوالت بعض ذلك أغنياته التي لاقت نجاحاً مثل (أغالب دمعي وأتصبر)، (ما تهتموا للأيام)، (الملاك)، (جاي تفتش الماضي) و(أنت المهم) التي حازت على إعجاب قطاع كبير من الجمهور، وحصلت على لقب أفضل أغنية سودانية في العام 2009 م، وتصدرت سباق الأغنيات في السودان لبضع سنوات متتالية وغيرها، وكانت إلحان أغنية (نطق الاسم) أولى أعماله في مجال التلحين، تأثر ترباس في أعماله الفنية بأولاد شمبات وأولاد الموردة وبادي محمد الطيب وعبدالكريم عبدالله وخلف الله حمد.
وعرف عن ترباس عبر مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من أربعين عاماً، التجديد في أسلوب موسيقاه وتطوير ألحانها، فتحول بالتدريج من الغناء الشعبي التقليدي المتعارف عليه إلى الفن الحديث، هذا اللون الفريد من التفاعل الانسيابي بين طرفي أداء القطعة الغنائية خاصة في مطلعها أمر جديد لم تعرفه أغاني الحقيبة من قبل، كذلك أعاد ترباس إدخال الآلات الموسيقية المختلفة في صدر الأغنية الشعبية مقتفياً أثر كبار فناني الذين تتلمذ على يدهم، ففى نهاية عشرينات القرن الماضي أدخل محمد أحمد سرور آلات موسيقية متباينة، لكنها ظلت في عصره محدودة كـ(الكمان) و (الأكورديون)، وأدخل خليل فرح آلة (البيانو) خاصة في أعماله التي سجلها في شركات (أوديون) و(ميشيان الأرمني) بالقاهرة، وتتنقل في معظم الإيقاعات، ويظل إيقاع (التمتم) هو الإيقاع الذي يستحوذ على السواد الأعظم من أغنياته ومن بينها أغنية (الله يسلمك أمي)، وقد أدى هذا الأسلوب إلى جعل أغاني الحقيبة التقليدية أكثر سلاسة وانسيابياً حسب رأي بعض نقاد الأغنية السودانية. بالتنقل من أغنيات وقعت في الأساس على إيقاع (الرق) و(البنقز) إلى حيز الهارموني ودرجات السلم الموسيقي الدقيقة صارت (الأغنية الشعبية بالسودان) سهلة السماع للصغير والكبير.
يشكل النص الغنائي عنصراً مهماً في الأعمال الموسيقية لترباس الذي يميل دائماً إلى اختيار الكلمة ذات الأثر البليغ على جمهور مستمعيه، ويشكل مدى جمالية الكلمة الأساس في عملية اختياره لأغنياته الجديدة، ولذلك فهو وعلى نقيض الكثير من المطربين السودانيين لا يحصر نصوص أغنياته على أعمال شاعر واحد معين بل يتعامل مع عدد كبير من الشعراء، فإلى جانب تعامله مع شعراء سودانيين بارزين أمثال السر أحمد قدور و التجاني حاج موسى ، يغني أيضاً لشعراء آخرين جدد أو شعراء قليلو الشهرة حتى بلغ مجمل من تعامل معهم أكثر من المائة شاعراً، وتشمل القائمة الطويلة لشعراء حكمت يس، وعلي الكوباني، أشرف سيد أحمد (الكاردينال)، وأزهري عوض الكريم، وعوض جبريل وعلى المساح وغيرهم

بدء إجراءات قانونية ضد (9) متهمين في قضايا فساد

وجه النائب العام، عمر أحمد، لجنة التحري في قضايا الفساد باتخاذ الإجراءات القانونية حيال من تشير إليه أصابع الاتهام وتقديمه للعدالة، كاشفاً أن اللجنة بدأت إجراءاتها بعد حصولها على مستندات وبينات مبدئية في مواجهة أشخاص ضالعين في قضايا فساد.
ووجه أحمد وفقاً لـ”سونا”، أمن الدولة بفتح كافة دعاوى الفساد لمساسها بالاقتصاد الوطني، على أن تتابع الإجراءات حتى مرحلة المحاكمة بواسطة رئيس نيابة أمن الدولة ورئيس نيابة ووكيل أعلى نيابة.
وقال رئيس نيابة أمن الدولة، بابكر عبداللطيف، رئيس اللجنة المكلفة بالتحري في قضايا الفساد بأنهم تحصلوا على مستندات ومتهمين في قضايا فساد نوعية قدمت من الجهات المختصة تم بموجبها الأمر بفتح دعوى جنائية.
وأضاف” مواد الدعوى هي، 35 من قانون غسل الأموال و “21 و 26″ من القانون الجنائي و”5 / 9” من قانون التعامل بالنقد الأجنبي والمادة “57 / أ” من القانون الجنائي “تخريب الاقتصاد الوطني” ومواد أخرى من قوانين ذات صلة”.
وأعلن عبداللطيف أن التحريات قد انطلقت ببينات مبدئية معقولة ترقى لتأسيس الاتهام حسب الظاهر بمخالفة مواد الاتهام المقترحة.
وأوضح أنه تم فتح الدعوى الجنائية في مواجهة “9 متهمين” وأنه ستتاح لهم كل فرص الدفاع عن أنفسهم وفق معايير العدالة الجنائية، مشدداً على أن العدالة سوف تطال كل من تثبت مساهمته في أي جريمة تتعلق بالفساد في شتى أنواعه.

الاثنين، 9 أبريل 2018

الموسيقار بشير عباس في حوار استثنائي حول رحيل العملاق وردي















...............................
أنا المستشار الفني لفنان أفريقيا الأول منذ ستينيات القرن الماضي
.............................
الفنانون الموجودين في باطن الأرض خيراً من أولئك الذين يمشون عليها
..............................
جلس إليه : سراج النعيم
...............................
حرص الموسيقار بشير عباس على سبر أغوار أعمق وأبعد في تجربة العملاق محمد وردي وذلك في ظل المناخ الجاد الصارم الذي أدخل عباس في موجة بكاء، بينما لم يستطع أن يحبس دموعه التي انهمرت مدراراً، وهو يقول : أعتقد أنه يمكن إيجاز علاقتي القوية مع وردي، ولكن كنت باستمرار أرى فيه أنه وظف منتوجه الإبداعي منذ البداية كفنان محترف لا يغفل عن تطويع الكلمات التي تمتاز بالبساطة في الطرح والتناول والتنوع الذي استمر فيه متفوقاً، فيما أخططه لنفسه حتى أنه كان مضرب مثل في القدرة على أداء ألوان وفنون غنائيه متعددة وبإحساس بالغ الثراء الفني، ويمكن أن أوتار آلة العود في غناء وردي لـ(نور العين) تفضح عشق الشاعر إسماعيل حسن وبالتالي تبقي هذه الأغنية ذات وقع خاص في نفسه، لذلك وقع اختياره لها لكي يشدو بها في مطار الخرطوم بعد عودته من هجرته المتصلة ثلاثة عشر عاماً.
وأردف : وعندما قدم تحفته الفريدة (جميلة ومستحيلة) للشاعر محجوب شريف كانت تمثل بالنسبة له مرحلة النضوج والاستقرار، وبها استقر به المقام مع نجوم القمة الغنائية في السودان حتى أن تجاربه مع اسحق الحلنقي، عمر الطيب الدوش، التجاني سعيد، صلاح أحمد إبراهيم وآخرين تحمل بين طياتها الاعتزاز والافتخار وكأنهم كانوا يؤطرون ما بين الشوق والحنين، وما بين الكبرياء وعزة النفس الأبية، وظهر ذلك جلياً في النصوص الغنائية التي كتبوا كلماتها ووضع الموسيقار وردي الحانها، وهي تمتاز بالتحريض الواضح للقلب والبحث عن الانتصار بعيداً عن التراجع في المبادئ، الغرامية التي تؤدي في الغالب الأعمَّ إلى الانهزام هكذا تجاوز منعطف الألحان التقليدية من خلال اصطناع ضروب لحنية من الاتساق بين اللحن والأداء والكلمة المغناة التي صورها برؤية تكاد تحقق الانتشار كلياً للأغنية السودانية، بل قل أنه تحقق فعلياً، ومن هنا نقلنا إلى مستويات راقية عبر الجوانب اللحنية ثم ما يليها من عمق في الأداء المؤثر في المتلقي، وهذا جعله يحس بالدور المتعاظم الملقي على عاتقه وبدوره الكامن للإسهام الإيجابي، لذلك طرق كل الأبواب الموصدة في بلدان مجاورة لاختراق هذه، الأمبراطوريات الكبرى وكان ذلك بمثابة مهاد سخي لبقية الفنانين.
وكشف الموسيقار بشير عباس السر الذي جعله يعزف للفنان محمد وردي آلة العود في ستينيات القرن الماضي، إذ قال : كانت فكرته فيما ذهبت إليه تنحصر في أنه كان يرغب في التركيز على الأداء دون الانشغال بالعزف، ومن ساعتها أصبحت المستشار الفني له أسوة بالفنان الكبير محمد عبدالوهاب الذي أحببت عبقريته وأغانيه، فيما أحب وردي كل ما هو أصيل في الموسيقى، وهو كان – عليه الرحمة – ذو ذوق (محافظ) في هذا الحقل، ولكل هذه الصفات تجد قلبي يخفق طرباً له، فهو كان مدهشاً وعظيماً، لأنه جعل الفنانين الموجودين في باطن الأرض خيراً من أولئك الذين يمشون عليها، وأن كنت لا أقصد بأي حال من الأحوال تقليل شأن الآخرين بقدرما أنني أثق في أن وجهت نظري هذه هي نفسها وجهت نظرهم.
وأردف : ومن الأشياء التي وقفت عندها لحظة تشييع جثمان الدكتور محمد وردي أنه صادف وفاة شقيقتي وفي تلك الأثناء تلقيت اتصالاً هاتفياً من ابنتي الدكتورة ألحان، هي تقول ليّ يا والدي : الآن اشاهد في التلفاز نقل مراسم تشييع الفنان محمد وردي بمقابر فاروق، وتسترسل في وصف المشهد دون أن تدري أن عمتها توفيت إلى رحمة مولاها، وكان جُل تفكيرها منحصراً في تعزيتي على فقدنا للفنان العظيم محمد وردي، وكنت لحظة ظهور اسمها على شاشة هاتفي الجوال اظن أنها تود تعزيتي في وفاة شقيقتي فقلت لها : رغماً عن أن التعزية تتعلق بالأخ والصديق محمد وردي إلا أنها صادفت هواً في نفسي للعلاقة العميقة التي جمعتني به طوال السنوات الماضية، وقد استطاعت أن تترجم شعورها في وفاة عمها فنان أفريقيا والوطن العربي لأنه فنان (ماساهل)، وحقيقة فقدته كثيراً جداً، ثم انخرط في البكاء عليه.
واستطرد : يكفي وردي أنه كان مشدوداً بحبه للوطن الذي يأتي إليه ويقدم روائعه ويقف قليلاً مع أحاسيس ومشاعر جماهيره العريضة حيث أتضح ذلك لدى عودته قادماً من الولايات المتحدة الامريكية عبر مطار القاهرة في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من مايو 2002م ، حيث استقبلته امواج بشرية متلاطمة بباحة مطار الخرطوم، وبذلت الشرطة السودانية بكل مسمياتها جهوداً مقدرة في تهدئة هذه الحشود التي ظلت بانتظار صعود العملاق حقاً محمد وردي إلى خشبة المسرح ومضت الساعات والجمهور يعبر عن حبه وإعجابه بترديد روائعه وقد تناقلت هذا الحدث مجالس المدينة والوسائط الإعلامية بمسمياتها المختلفة، وفي تمام الساعة التاسعة مساء صعد هو إلى المسرح وسط عاصفة من التصفيق، فيما أرتفعت الأصوات وهي تهتف (بالروح بالدم نفديك ياوردينا)، ولم يتمالك هو نفسه وسالت دموعه مدراراً لرؤيته هذا الكم الهائل من أبناء السودان الأوفياء يسعدون بعودته، حينها أمسك المايكروفون وغني أغنية (يا نور العين) للشاعر الراحل إسماعيل حسن وبعدها صدح بأغنية (يابلدي ياحبوب) للشاعر سيد احمد الحردلو، وكان الملفت للأنظار في تلك اللحظة أولئك الذين نقلوا الحفل عبر الهواتف السيارة إلى أهلهم ومعارفهم وأصدقائهم الذين لم يحضروا لظروف حالت دون ذلك.
وأضاف : أنا في غاية السعادة أن يكون بعض مستقبلي من النشء والشباب، ومن المشاهد والمواقف التي مرت عليه أي وردي وسمعته يرددها بنفسه هي قوله : ( كنت أغني في مدينة بورتسودان عام 1961م، وفجأة توقف صوتي نهائياً، فقمت بتأجيل الحفل حتى تم علاجي من الالتهاب الحاد ومن ثم أقمت الحفل للمرة الثانية.
ومضى بالقول : وردي له قصة مع إذاعة ركن السودان فعندما أراد تسجيل أغنيته الجديدة التي تحمل عنوان (مافي داعي)، فما أن بدأ العازفين في العزف إلا وتفاجأ بانقطاع التيار الكهربائي مما جعله ينتظر حتى طال انتظاره ولكن لارتباط العازفين بأعمال أخرى تأجل التسجيل لليوم التالي، وفي الزمان والمكان المحددين جاء وردي ومعه فرقته الموسيقية، وأيضاً تكرر نفس المشهد، ولكنه في هذه المرة لم يطل كثيراً، فبعد دقائق معدودة جداً عاد التيار الكهربائي ، وعلى بركة الله –سبحانه وتعالى – استعد مهندس الاستديو والفرقة الموسيقية، وما هي إلا دقائق وتوقفت ماكينة التسجيل حيث حدث لها عطب طاريء لم يكن في الحسبان، حينها لم يتمالك وردي نفسه وكان حاضراً معه الفنان الراحل حسن عطيه، فما كان منهما إلا وقالا بصوت واحد (مافي داعي) نسجل الأغنية اليوم على الأقل
ويشير بشير عباس إلى أن أبلغ ما قاله وردي من الابعاد المهمة لأحاديثه وأقواله التي لها أثرها في عكس التقدم المأمول فيما يتمتع به الفنان من ثقافة هائلة أنه قال : ( لو لم أكن فناناً لتمنيت أن أصبح فناناً، كما تمنيت أن أقدم نشيد وطني للأستاذ محمد عبدالوهاب.
وعن الواقع الجديد والمكانة التي حازها في نفوس الجماهير السودانية والأفريقية والعربية قوله : ( في أول مرة أواجه فيها الجمهور شعرت بالرهبة إلى أن انسجمت مع الجمهور وزالت رهبتي) وعندما يستقبلني الجمهور بالدموع والفرح كذلك ابادله نفس الشعور فأنا منه وإليه وهم حبي وحياتي وفني وطمبوري وكثرة المشغوليات تحول بيني وبين الرد على المعجبين لأنني ليس لدي سكرتير.
وأضاف : الأحاسيس والمشاعر عند وردي تعتمد على القدرات والملكات الذاتية، والتي يختلف في توظيفها عن الآخرين في إحياء روح الحب، وله رؤية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك رهافة حسه : (لولا الحب ما كنت فناناً وموسيقاراً، فأنا أحب الله، الوطن، أهلي، أسرتي وجمهوري وأحب الذي عمق في داخلي هذه المعاني في كيفية الوصول للقمة واسهامي في التقدم الحضاري للامة، واستطعت بالجهد والعرق وحب فني وجمهوري بالتواجد في القمة، ومع هذا وذاك تمثل الثقافة للفنان صمام الأمان للاستقرار والعطاء المميز.
واسترسل : وبما أن كل الصفات المميزة اجتمعت في الموسيقار وردي فهي كانت المعبر الحقيقي الذي تسلح به كفنان أحترم الفن وقدر المتلقي ولا سيما أن من أصعب الأشياء التحدث عن زميل، ولكن وردي كان واضحاً وصريحاً حيث قال في حق الموسيقار محمد الأمين : (الفنان محمد الأمين قمة من قمم الغناء في السودان)، وعن ما هو المنظور الذي جعله يستنتج أن تجاعيد وجهه تشبه (خريطة السودان) قال : إن طفل صغير التقاني ذات مرة ومعه والدته جاءاً لتحيتي، والسؤال عني فظل ذلك الطفل يحدق في وجهي بشكل جعلني أقف عنده كثيراً وسرعان ما قال الطفل لأمه : إن وردي وجهه يشبه (خريطة السودان) يكفي هذا أن يجعلني أكثر الناس سعادة لأنني مسكون لدرجة الجنون بالسودان هذا الوطن الذي منحني كل الحب والتقدير، وجعلني بحب أبنائه رمزاً من رموزه لذلك أفخر كثيراً به وبأهله.
وذكر : كانت هجرته لأجل علو أسم السودان بين الدول الأفريقية والعربية، فكانت أول زيارة له للقاهرة في صيف عام 1959م، وهناك أحي حفلاً ساهراً كبيراً بمفرده على مسرح (أوديون) بالعاصمة المصرية، وقد قامت إذاعة (ركن السودان) بتسجيل الحفل كاملاً، وكان أن أستمع إليه المتلقي عبر برنامج (ليالي السودان) وذلك في نفس التاريخ، وأغلب الأغنيات التي تغني بها كانت من كلمات الشاعر الراحل إسماعيل حسن باستثناء الأغنية الوحيدة النوبية، وهي بالرطانة (الليلة أويلا) تحيه منه لأبناء المنطقة الشمالية، وقد برع في أغنية (القمر بوبا) التي أعاد كل مقطع من مقاطعها أكثر من مرة.
ويذكر بأن وردي من الفنانين الذين ظلوا قابضين على جمر الفن، ويعمل من أجل رفعة الغناء والمحافظة على كيان الفنانين حيث قدم عدداً من الألحان لبعض الفنانين أشهرها (والله مشتاقين) للدكتور الفنان عثمان مصطفي و(أيامك) للفنان صلاح بن البادية، ولعل آخر ألحانه قدمها للفنان الشاب طه سليمان بعنوان (الدموع) للشاعر اسحق الحلنقي.
ووردي عرف عنه عشقه للآلة الشعبية آلة (الطمبور) التي يزين بها جدار منزله، وسبق أن قال في خصوصها : (هي الآلة الوحيدة التي أحملها في كل رحلاتي الخارجية والداخلية، وأدندن بها لأطرب بها نفسي).
وتوقف عباس كثيراً في أغنية (بعد أيه) قائلاً : هذه الأغنية كانت أول حالة رفض في دنيا الغناء، إذ قال عنها النقاد آنذاك أن الحالة في تلك الفترة كان معروف عنها الإستسلام والإستكانة تماماً للمحب، ولكن وردي وإسماعيل حسن في (بعد ايه) كانا مميزين، وهي تكاد تحكي قصة في أرض الواقع، هكذا عشنا خيال شاعر، وهكذا عشنا مع اللحن والأداء المميز.
وتابع : كانت الإذاعة قدمت لنا مطرباً جديداً وبنموذج فريد، فكان هو محمد وردي الذي أطل من بين وسط عمالقة ذلك العصر الفنانين إبراهيم الكاشف وأحمد المصطفي والتاج مصطفي وعثمان حسين وإبراهيم عوض مختصراً المسافات في طرح الجديد، وبفكرة مبتكرة تحمل في حناياها مضموناً ومعني عميق، وبعدها صار وردي مستقلاً ذاتياً بالوجود الدائم بالأعمال الغنائية الجديدة التي تجد طريقها مباشرة إلى قلوب معجبيه، فكان كالزلزال الذي أحدث تغييراً كبيراً في المحيط الغنائي بصورة عامة متمحوراً بعيداً عن عناصر التكوين القابع في مكانه محدثاً نقلة نوعية في الحركة الفنية، وبالتالي نجح في يوليو من العام 1957م في خلق أرضية متينة وجديدة في الفن عموماً راسماً تاريخاً جديداً بأدوات غرس الأحاسيس والمشاعر، وبتميز صوته عن غيره حيث وصل إلى أسمي مكانه وإلى درجة كبيرة من الفهم في التجويد والتنوير، وأخذ يغوص في عوالم لا يستطيع غيره التطرق لها في اختيار النصوص الغنائية وفي الألحان وفي طريقة الأداء، فكل ما قدم عملاً جديداً يكون إضافة لرصيده الفني ويكتسب به جمهوراً جديداً وخبرة وقد تجلي في قوننتها.
عرباً نحن حملناها ونوبة
وختم الموسيقار عباس بقوله : لقد استوعب وردي درس النجاح جيداً خاصة وأنه ذاق مرارته وحلاوته حيث عمل له في هدوء تام كما ظل هو دائماً حيث قال : هذا النجاح يشعرني بأنني محمولاً على ريح بجناحيها لا تدور في بحر من الفراغ لأنني كنت أسبح في الاتجاه الصحيح وأسعى لتجويد فني قبل أن يري النور، ومن هنا نلتمس أنه لا يعرف سوي النجاح الذي يغري إحساس الفنان الذي يقدر ويحترم نفسه وجمهوره وفنه بالبذل والعطاء، وهما كانا قناعة في رؤيته الثاقبة التي استطاع بها الاندماج في إيقاع الفن المتطور والمتزن، ليكتسب ايقاعه عنفواناً جارفاً لا ينجو منه أحد، وأكثر ما توقفت عنده المقدمة الموسيقية للمقطع الشعري الذي يقول فيه الشاعر الراحل مرسى صالح سراج : -
حين خط المجد في الأرض دوربه
عزم ترهاقا وإيمان العروبة
عربا نحن حملناها ونوبة
فهذا الايقاع راقص يتحرك فيه الرجال في شكل دائري متماسكين على الكتوف وحركة الارجل تضرب برفق على الأرض.

صلاح بن البادية وسراج النعيم والحارث




















azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...