الاثنين، 16 أبريل 2018

الشاب سعد في حوار استثنائي حول محمود عبدالعزيز


.............................
هذه قصة سيجارة (بنقو) والحوت.. واتهام فتاة لشخصي بـ(الجنون)
.......................
محمود : ( نصيحتي لك سد أذنك اليمنى بطينه والشمال بعجينه)
.............................
جلس إليه : سراج النعيم
..................................
كشف الفنان الشاب سعد قصته المثيرة مع الفنان الراحل الأسطورة محمود عبدالعزيز بعد أن تمت استضافتهما في سهرة تلفزيونية عبر قناة النيل الأزرق، وتدور محاورها عن المواهب المبرزة في المجالات الإبداعية المختلفة.
قال : كان الاعتقاد السائد الذي تلى السهرة الشهيرة أنني جنيت، وهذا الجن نابع من أن البعض ظن أن فناناً كبيراً قام بمنحي سيجارة (بنقو) هي التي أوصلتني إلى الاعتقاد غير الصحيح، والذي وضعوا في إطاره الفرضية سالفة الذكر، وهكذا تحول الأمر إلى شائعة مازالت تطاردني إلي يومنا هذا، خاصة وأن إطلالتي وقتئذ تعتبر بداية الشرارة لأنني كنت صغيراً في السن، وعندما رويت للفنان الراحل محمود عبدالعزيز هذه القصة قال لي : (لا تلتفت لهؤلاء أو أولئك لأنهم في المقام الأول والأخير أعداء للنجاح)، فيما نصحني قائلاً : (سد أذنك اليمنى بطينه والشمال بعجينه)، فإذا قررت المضي قدماً في الحركة الفنية يجب أن لا تؤثر فيك مثل هذه الشائعات التي يتفنن فيها مطلقوها ومروجوها ومصدقوها بصورة لا تخطر على البال.
وأضاف : ولم تتوقف الشائعات عند النقطة التي ذهبت إليها مسبقاً بل امتدت إلى شائعات آخري لم يسلم منها حتى الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي عزاها إلى النجاح الذي حققته الشهرة، وكان أن قال لي : (يا سعد لو لم تكن شجرة مثمرة هل يقذفك الناس بالحجارة)؟، فقلت : لا فأردف قائلاً : (إذا كنت تود أن تعرف أنك ناجح، فإن الشائعات ستحيط بك من كل جانب).
وعن الكيفية التي عرف بها شائعة جنونه؟ قال : منذ أن انتهت السهرة التي جمعتني بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز إلا وبدأت أتلقى الاتصالات الهاتفية التي يستفسرني من خلالها البعض عن حقيقة جنوني بتعاطي سيجارة (بنقو)، فكنت أنفي لهم تلك الشائعة نفياً قاطعاً، ولكن أكثر ما حز في نفسي أنني كنت استقل بصاً سياحياً متوجهاً به إلى قريتي، فصادف أن جلست بجواري فتاة ووالدتها، فما كان من الفتاة إلا وقالت لوالدتها : (يمه دا الفنان الشاب سعد المجنون بعد أن تعاطي سيجارة بنقو مع الفنان الكبير)، الأمر الذي قاد والدتها أن تستبدل مقعدها بمقعد أبنتها خوفاً عليها مني رغماً عن محاولتي أن أصحح لها الفهم المغلوط الذي عمقته الشائعة التي تطرقت إليها من واقع السهرة التي أطليت عبرها مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وقد تضررت ضرراً بالغاً من الشائعة التي سرت سريعاً في الأوساط المختلفة كالنار في الهشيم رغماً عن أنني حاولت جاهداً درء آثارها السالبة عليّ كفنان والفنان لا يمكن أن يكون بمنأى عن مجتمعه وما يدور فيها .
وعن السهرة التي ظهر فيها مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز؟ قال : عندما شاركت في تلك السهرة لم يكن عمري يتجاوز الثانية عشر وكانت فكرتها تدور حول الأطفال الموهوبين في عدد من الإبداعات المختلفة وكان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ضيفاً شرفياً علي السهرة باعتبار أنه موهوب منذ طفولته من خلال برنامج (جنة الأطفال) الذي يبث من التلفزيون القومي، بالإضافة إلي البروف الذي كان مبرزا في علم الفلك ومأمون في علم الحسابات الرياضية، وأنا في مجال الغناء الذي برزت فيه مع الأستاذ بابكر صديق الذي قدمني إلي المشاهدين من خلال برنامجه (أصوات وأنامل) ثم برنامج (نجوم الغد) المبثوث من علي شاشة قناة النيل الأزرق وكان مذيع السهرة الطيب عبدالماجد، وأنا كنت في نفس ذلك اليوم متعاقداً علي إحياء حفل زفاف في الخرطوم، ومن ربطني إليها ضابط في احدي القوات النظامية ولم أكن أدري أن الحفل تزامن مع سهرة قناة النيل الأزرق، المهم أنني جئت إلي التلفزيون في المساء حوالي الساعة الثامنة والنصف وكان أن تم إيقافي في الاستقبال لمراجعة إن كانت أسماءنا مسجلة بطرفهم أم لا وكان أن دلفت إلى داخل استوديوهات قناة النيل الأزرق فجاء لاحقاً بي الضابط الذي أشرت إليه قبلا ونحن في الاستديو طرق أذننا صوت مرتفع يدل علي أن إشكالية ما في الخارج وكان يقول لناس النيل الأزرق (أنا داير الشاب سعد لأنني ربطه لحفل وأعطيته عربونه) فاندهش الفنان محمود عبدالعزيز من تعاقدي علي حفل الزفاف وأنا عمري لم يتجاوز الثانية عشر فقال : يا جماعة سعد ما زال طفل حفل شنو البكون ربطه ثم قال : (كيف يتم تشغيله حفله) وتولي هو الأمر بالتحدث مع صاحب الحفل وقال له أنت أعطيته عربونا علي أي أساس إلا تري أنه طفل عموماً هدد صاحب الحفل قناة النيل الأزرق في حال سجلت لي أن يقاضيها بحكم أنه دفع لي عربوناً مقابل أن أغني له الحفل وبعد نقاش مستفيض توصلوا معه إلي حل يتمثل في أن أغني له الحفل عقب الانتهاء من تسجيل السهرة فرفض الفكرة وأصر عليّ أن أذهب معه إلا أن محمود عبدالعزيز وصل معه إلي حل يذهب وفقه فنان آخر يغني لهم بدلا عني وإلى ذلك الوقت لم يسمع الحوت صوتي، وعندما بدأت السهرة غني الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أغنية (خوف الوجع) بعده مباشرة غنيت أنا (علمتني معني الحياة)، وما أن انتهيت منها إلا وكان هنالك فاصلاً قال فيه الحوت : (تعالوا سوقوا دا فنان جاهز) ثم عدنا فغنيت (لا زمني ابتسم) دويتو مع الفنان محمود عبدالعزيز، ومنذ تلك السهرة أصبحت جل ارتباطاتي الفنية معه نسبة إلى النجاح الذي حظيت به السهرة التي كان زمنها ساعة ونصف تم مدها إلى ثلاث ساعات.
وعبر الشاب سعد عن بالغ حزنه العميق لوفاة الفنان الكبير محمود عبدالعزيز بعد صراع مرير مع المرض ما بين السودان والأردن وبفقده فقدت أستاذاً وصديقاً وأخاً عزيزاً قل أن يجود الزمان بمثله.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...