الاثنين، 23 أكتوبر 2017

سراج النعيم يكتب الوجود والعمالة الأجنبية في السودان

............................
كتبت مراراً عن الوجود والعمالة الأجنبية الوافدة للسودان من دول الجوار وقلت أنها تشكل هاجساً كبيراً للسلطات الرسمية خاصة وأن البعض منها غير مقنن وجوده في البلاد وعدم هذا التقنين افرز بعض الظواهر السالبة بولاية الخرطوم التي أشار لها في وقت سابق الفريق شرطة محمد احمد علي مدير شرطة ولاية الخرطوم عندما كان برتبة اللواء شرطة ويتولي آنذاك الوقت مدير دائرة الجنايات بشرطة ولاية الخرطوم وجاء حديثه في هذا السياق في إطار ندوة (التناول الصحفي من ناحية مهنية وأخلاقية) الندوة التي أقامتها لجنة ترقية أخلاقيات المهنة بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية بالتضامن مع صحيفة الدار) حيث قال : التواجد الأجنبي بالبلاد موضوع هام جداً، وبالتالي علي الصحف تناوله خاصة وأن هنالك تشريعات يجب أن تصدر في إطار تنظيم التواجد الأجنبي من خلال التشريعات التي تتطلب متابعتها متابعة لصيقة لمعرفة أين وصلت وذلك من أجل أن تصدر في ظلها تشريعات تنظم الوجود الأجنبي في البلاد أن كان ذلك على مستوي المجلس التشريعي بولاية الخرطوم أو على مستوي المجلس الوطني، ومن تصريح الفريق شرطة محمد أحمد يوضح بجلاء أن هناك بعض التفلتات التي تحدث هنا وهناك من بعض الأجانب الذين يدخل معظمهم السودان بصورة غير شرعية أدت إلي زيادة العددية التي قد لا تحتاج لها البلاد مع التأكيد أنها أثرت علي المجتمع عبر بثها لعادات وتقاليد وثقافات مغايرة لعاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وأخلاقنا وعليه استطاعوا أن يؤثروا في النشء والشباب بالانحراف عن الطريق الصحيح، فأصبحت الجريمة والسلوك المنحرف متفشياً للدرجة التي أثرت فيه علي أمن وسلامة المجتمع السوداني.
وهذا التناول يقودنا مباشرة إلي الهجرة المتزايدة من بعض دول الجوار، وهي في أغلبها هجرة غير قانونية تتم عبر التهريب والتسلل عبر حدود دول المهاجرين المتاخمة للحدود السودانية وينشط في هذه التجارة الرائجة الكثير من الذين أدمنوا الإتجار بالبشر وهؤلاء التجار لعبوا دوراً كبيراً في تزايد الوجود الأجنبي، وبالتالي إرتفاع معدلات الجريمة لأنه ومن الملاحظ في العمالة الوافدة أنها من الشباب من الجنسين، ولكن الأغلبية العظمي هي من الفتيات اللواتي يعملن في مهن تتمثل في بيع الشاي أو العمل في المنازل أو الكافيتريات، بالإضافة إلي اللاجئين السوريين والذين معظمهم يمتهن مهن لا تدفع بالاقتصاد السوداني للأمام، إنما هي خصماً عليه علماً بأن ما يتم تحصيله من النشاط من عملات ترسل لدولهم ضف إلي ذلك أن هنالك آثار اجتماعية وطبية وأمنية وثقافية.
واسترشاداً بما طرحنا لماذا لا يتم حصر وضبط العمالة الأجنبية والمهاجرين غير الشرعيين، ولماذا لا تشرع قوانين أكثر صرامة لتقنن هذا الوجود الأجنبي في البلاد، السؤال هل هنالك إحصاءات للعمالة الأجنبية في السودان وهل سيتم وضع إجراءات تتعلق بإستخدام العمالة وتنظيمها حتى لا تؤثر علي المجتمع السوداني أكثر من ذلك؟ الإجابة علي السؤال الذي نطرحه نجدها فيما أشارت له وكالة الأنباء السودانية (سونا) حيث أنها نشرت عبر موقعها الرسمي بالشبكة العنكبوتية تقريراً لوزارة الداخلية يشير إلي أن العمالة الأجنبية بالبلاد والحاصلة على أقامات بغرض العمل تقدر بـ( 33.822 ) أجنبي منها 1736 عمالة منزلية و( 32.086 ) منها كوادر فنية تعمل في المشاريع الإستراتيجية وتقدر العمالة غير الحاصلة علي الإقامات القانونية بغرض العمل بـ( 3 ) مليون شخص وذلك حسب الإدارة العامة للجوازات والهجرة وتعمل ( أعمال منزلية ) وتمثل دولة أثيوبيا الثقل في هذا المجال إضافة إلى دولتي اريتريا وجنوب السودان .
إن السودان من الدول التي تحظي بموقع جغرافي مميز استدعي العمالة الوافدة إلي أن يكون وجهتها من دول كثيرة وأصبحوا يدخلون السودان بطرق مشروعة وغير مشروعة الأمر الذي يتطلب تضافر جهود الأجهزة الرسمية والشعبية من أجل تقنين الوجود الأجنبي في البلاد، خاصة وأن السودان حدثت فيه طفرة في النواحي الإنتاجية من خلال تشجيع الاستثمار في مجالات تجارية مختلفة في ظل انفتاح الاقتصاديات علي العالم الذي أصبح بفضل التطور في التكنولوجيا قرية صغيرة لا بل قل انه أصبح غرفة تدار من خلال الريموت كنترول.

قصة مثيرة لزوجة تبحث عن وظيفة؟

من القصص التي طالعتها مؤخراً.. قصة الشاب الذي اتم مراسم زفافه من ابنة عمه التي احبته حباً جارفاً رغماً عن أن معظم الزيجات في المحيط الأسري تتم بصورة تقليدية.. إلا أن الزوجة سالفة الذكر خالفت الفهم السائد لدي العامة المتمثل في أن الزواج من ابن العم بدون حب يسبق التجربة يعني مشاعر واحاسيس بعيدة كل البعد عن الحياة الزوجية التي تنشدها كل فتاة من الفتيات.
هكذا وجدت ابنة العم نفسها تتجرع الآلم تلو الآخر.. نسبة إلي أن الحب كان من طرف واحد.. ولكن الزوجة كانت تحس بنشوة الحب الذي توجته مع مرور الأيام.. الشهور.. السنين بإنجاب الابناء الذين يتحلقون من حولها كالعصافير في عش الزوجية.. ولكن بكل أسف لم تستمر سعادتها لوفاة زوجها في حادث مروري.. دخلت بعده في حزن عميق.. بدأت بعده في رحلة البحث عن عمل تعول به اطفالها.. ولكنها كلما تقدمت لوظيفة تواجهها بعض المحاذير التي ترفضها.. متمنية أن تجد وظيفة بعيداً عن الشروط التي وضعت أمامها طوال الفترة الزمنية الماضية.

ترباس يتبتي (الإفلاطون) والعرب يشيدون بصوته في (مراسي الشوق)

............................
حظي فنان الشباب علي الطاهر الشهير بـ(الافلاطون) بالإشادات من كبار الفنانين وعلي رأسهم الفنان الفخيم كمال ترباس الذي أبدي استعداده لتبني موهبته الفنية، خاصة بعد ظهوره القوي من خلال عوامة (مراسي الشوق) بالخرطوم والتي وجد فيها قبولاً منقطع النظير مساء (الخميس) الماضي، وقد شهدت في ذلك اليوم حضوراً من الأشقاء العرب أبرزهم مصريين وسوريين ويمنيين، بالإضافة إلي سودانيين تفاعلوا جميعاً مع الأغنيات الرائعة التي صدح بها (الإفلاطون) للعمالقة، اضافة إلي أغنياته الخاصة، مما جعل الجمهور العربي الذي امتلئت به العوامة أن يطلب منه ترديد أغنيات عربية لبلدانهم، فما كان منه إلا أن أستجاب لهم بإمكانياته الصوتية المميزة مردداً أغنية مصرية وخليجية للفنان الخليجي حسين الجسمي وآخرين،
وتسأل الجمهور لماذا لا تركز القنوات الفضائية علي صوت (الإفلاطون) المدهش في أداء الأغنيات بصوته الساحر الذي يؤكد أنه فنان الشباب الأول القادم بقوة، خاصة وأن الساحة الغنائية خالية من الأصوات المميزة، التي تجبر المتلقي علي الإستمتاع بما تطرحه من أغنيات، كما فعل الإفلاطون الذي ردد خلفه المصريين والسوريين واليمنيين الأغنيات السودانية والعربية بصورة ملفته، وهذا ما لم تشهده الحركة الفنية والمنتديات الثقافية منذ زمن طويل.

السبت، 21 أكتوبر 2017

بسبب ستة مليارات : محكمة مصرية تبحث عن سوداني نصب علي رجل أعمال


....................................
الشاكي يعرض مكافأة مالية كبيرة لمن يرشده علي المتهم السوداني
....................................
السجن الشاق للمدان السوداني بسبب إحتياله مبالغ مالية كبيرة
.................................................
جلس إليه : سراج النعيم
.................................................
سقط رجل الأعمال السوداني المستثمر الشهير بمصر التجاني مصطفي سليمان في (شباك) المدان من محكمة مصرية، الذي اقنعه بحرفية عالية في الإحتيال بأنه يعمل مع رجل أعمال إماراتي شهير، ويبحث عن مستثمر في مصر ليشاركه في إستثمارات كثيرة ينوي إقامتها.
وقال التجاني : قدم لي المدان السوداني أوراقاً مختومة بأختام مزورة من جهات مختلفة في بعض الدول العربية، وكلها تفيد في مضمونها بأن شركات ورجال أعمال عرب مشاهير يعتبرونه وكيلاً عنهم في الإستثمار بمصر، ثم قدم لي أوراقاً تؤكد أن مستثمراً عربياً حول له جزء من الأموال للشروع في إقامة مشروعات.
وتابع : وأفادني المدان السوداني في إغراءاته بأن المستثمر العربي سوف يحول له مبالغ مالية كبيرة فورياً من الإمارات، وبما إنني رأيت بأم عيني الأوراق المؤكدة صحة ما ذهب إليه، ولم أكذبه وصدقته تماماً، الأمر الذي دفعه إلي أن يطلب مني مبلغ (540) ألف جنيه للسفر إلي دولة الإمارات العربية المتحدة لإستكمال تحويل باقي المبلغ الذي أكد أنه عشرات الملايين من الجنيهات، وبعد أن حصل مني علي المبلغ أختفي لمدة أيام، فتصورت أنه سافر إلي الإمارات، ولكن لما طال غيابه، توجهت إلي مقر إقامته، فأكتشفت أن الشقة التي كان يقيم فيها (مفروشة) ومستأجرة لفترة محددة، فما كان مني إلا وقررت السفر فوراً إلي الإمارات، وحملت معي صوراً من المخاطبات التي كان يتبادلها مع شركات في دولتين عربيتين، وفيهما أكتشفت أن كل تلك الأوراق وما فيها من أختام (مزورة)، ولا وجود لها أصل علي أرض الواقع، وعندما أدركت أنني ضحية عملية نصب توجهت إلي السلطات المصرية وحررت محضراً بالواقعة.
وزاد : ورغماً عن الإجراءات القانونية التي أتخذتها في مواجهته، إلا إنني قررت أن أبحث عنه بنفسي، وخلال البحث عرفت عنه كل شيء حيث أكتشفت أنه هرب من مصر، والمفاجأة المذهلة بالنسبة لي هي أنه نصب علي (30) شاباً وشابة مصريين وسودانيين وعرب، وهم جميعاً يبحثون عنه لأنه جمع من كل واحد منهم (15) ألف جنيه بعد أن وعدهم بتوفير فرص عمل في إحدي الشركات الكويتية، وقدم لهم مكاتبات (مزورة) بينه والشركات (الوهمية)، وبعد فشلي في الوصول إليه قررت طباعة صورة كبيرة له وإرفاقها بعدد من الهواتف السيارة، وكتبت عليها مكافأة مالية كبيرة لمن يرشد عليه.
وواصل رجل الأعمال الشهير بـ(القاهرة) كشف الإحتيال الغريب الذي تعرض له من سوداني بالقاهرة بعد أن (أوهمه) بأنه مستثمراً عربياً يود الإستثمار في مجال العقارات في مصر والسودان، وأيضاً إنشاء مستشفي خيري، وأنه سوف يرسل ثلاث عربات إسعاف هدية منه لإحدي المستشفيات في الخرطوم، وعلي خلفية ذلك أخذ منه مبالغ مالية من أجل إكمال إجراءات خاصة بالصفقات المتفق عليها، والتي من بينها إستجلاب (5) عربات مرسيدس، بالإضافة الي شحنة (ثوم) من الصين.
وفي السياق قال رجل الأعمال السوداني : هكذا كنت أدفع له المبالغ عبر وصولات أمانة، إلا إنني أكتشفت أن رجل الأعمال الاماراتي الشهير الذي أدعي أنه وكيله متوفٍ منذ العام 2015م في الدولة الافريقية (مالي)، وأيضاً مالك الشركات الذي أشار إليه متوفٍ منذ عشرة أعوام، وأتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الشركات المتعامل بمستنداتها معي وآخرين مجرد شركات (وهمية)، وأن المدان بـ(النصب) كان عاملاً بسيطاً في الإمارات، إلا أنه استطاع إيهامي بأنه يريد تسجيلي في إتحاد المستثمرين العرب، والذي أتضح لي فيما بعد أنه مجرد (وهم) زرعه في رأسي.
ووضع تفاصيل الحكم الذي قضت به محكمة (السادس من أكتوبر) الجزئية في جلستها المنعقدة بتاريخ 25/9/2017م برئاسة مولانا محمد عامر رئيس المحكمة، وحضور المستشار محمود عثمان وكيل النيابة، وحنفي خليفة سكرتير الجلسة، وصدر الحكم في القضية رقم (5301) لسنة 2017م ضد المدان السوداني (........)، لأنه في يوم 27/3/2016م، تم سماع المرافعة الشفوية، ومطالعة الأوراق المتعلقة بالدعوي القضائية التي تم تداولها أمام المحكمة، وفيها لم يحضر المتهم، وبجلسة المرافعة هذه أصدر القاضي قراره بالتثبت من إثبات المواد الجنائية، وهي إقتناع قاضي المحكمة وإطمئنانه للأدلة المطروحة عليه، وفقاً للقانون الذي هو سلطة تأخذ بالدليل أو القرينة، ويرتاح إليها القاضي تماماً، ولايصح مصادرته في شيء، إلا إذا قيده القانون بدليل معين ينص عليه الطعن رقم (23580) لسنة 1959م جلسة 27/2/1994م، وعليه رأت المحكمة أنها تطمئن لصحة إسناد التهمة إلي المتهم بعد ثبوتها للمحكمة ثبوتاً لا يرقي إليه الشك، ولا يطرق إليه ريب لما جاء في محضر الضبط الذي أكد أن المتهم لم يدفع التهمة عنه أو يقدم دفاعاً مقبولاً، الأمر الذي يتعين معه إدانته وفقاً لمواد الإتهام سائغة البينات، وعملاً بالمادة (40 3/2) من قانون الإجراءات الجنائية، وأن المحكمة تلزم المهتم بالمصروفات الجنائية عملاً بنص المادة (313) من قانون الإجراءات الجنائية، فلهذه الأسباب حكمت المحكمة غيابياً بحبس المتهم سنة مع الأشغال الشاقة والغرامة ألفين جنيه مصري إلي جانب تغريمه المصاريف.
وأردف : السوداني المدان نصب عليّ بأسم بعض الدول العربية، وأخذ مني مبلغ مالي كبير بغرض الإستثمار مستخدماً مستندات وأختام (مزورة) بأسم مكتب الشئون الاجتماعية والعمل، كما أنه يدعي توريد هذه الأموال إلي خزينة سفارة الدولة العربية بـ(القاهرة)، وقدم لي أوراقاً مكتوبة ومختومة من وزارة العدل ووزارة الخارجية بالدولة المعنية، ويدعي أنه يعمل بسفارة الدولة العربية بـ(القاهرة(
ومضي : أكد محضر النيابة المصرية العامة بتاريخ 23/1/2017م، بعد الإطلاع عليه نجد أن شاهداً، قال : إن المشكو ضده نصب علي الشاكي مبلغ (540) ألف جنيه، مقابل إحضار مستثمر عربي للإستثمار في سته مليار جنيه، وظل وفق هذه الرواية يطلب المبلغ تلو الآخر لتحضير بعض الأشياء اللازمة لتلك الشراكة، وعندما ساور الشاكي الشك في الأمر ذهب إلي السفارة العربية للتحقق من المستندات التي سلمها له المتهم، والتي بموجبها أستلم المبالغ المالية علي مراحل، وأشياء أخري أكتشف بأنها ضرورية لتمرير الإجندة

الخميس، 12 أكتوبر 2017

سراج النعيم يكتب : أخطر قصة إحتيال عاطفي بوفاة الوسيم (حنظلة) عبر الاسافير









................................................
أستغل البعض وسائط الميديا الحديثة للنصب والإحتيال وبث السموم في الجسد السوداني المتعافي من الأمراض الإلكترونية، وظل هكذا إلي عهد قريب، ولكن ما أن بدأت (العولمة) ووسائطها المختلفة تلوح في الأفق، إلا وبدأ معها تلوث الفضاء السوداني اذ ظهرت الكثير من الظواهر السالبة، ومنها ظاهرة إنشاء الحسابات بأسماء مستعارة (وهمية)، ومن ثم ينسجون القصص المؤثرة، ونشرها عبر (الفيس بوك)، ويهدفون من ورائها لإستدرار عطف النشطاء والرواد خاصة الفتيات اللواتي لديهن عاطفة جياشة، ويفبركون لهن الروايات (المحبوكة) بصورة تدفعهن إلي تصديقها، وآخرها القصة المثيرة للمهندس السوداني (مستر حنظلة) المزعوم بأنه مريض بـ(السرطان)، هكذا شخصت الاسافير حالته الصحية، وقررت له إجراء عملية ثم شيعت جثمانه عبر وسائط التقنية الحديثة، وبهذا الأسلوب وجد من يدعو الناس للتفاعل معه تعاطفاً لجمع مبالغ مالية يتلقي بها العلاج خارج البلاد، وعندما أعلنت وفاته طالبوا بمساعدة والدته وشقيقته.
وبما أنني فقدت الثقة في المنشورات غير المسنودة بمصدر موثوق فيه رأيت أن أتحري الدقة ولا أنجرف وراء تيار عاطفتي قبل استبيان أين تكمن الحقيقة؟، وأثناء بحثي في محرك (قوقل) عن معلومات وصورة للمدعي عليه، جاءتني النتيجة الأكيدة بأن الصورة المنسوبة للمهندس السوداني زوراً وبهتاناً، ما هي إلا صورة لمصور مصري اسمه (طارق)، والذي هو علي أتم الصحة والعافية، ولا علاقة له بما نشر من قصة مؤثرة حول المهندس السوداني، وهذا يؤكد حقيقة واحدة لا ثانية لها، هي أن التحذيرات التي ظللت أطلقها ما بين الفينة الأخري بدأت تتعمق في الأوساط السودانية، وتأخذ موقعها في المجتمع بكل قوتها وجبروتها وخطورتها وذلك من خلال الإستخدام السالب للتكنولوجيا الحديثة، وأتضح ذلك بجلاء في إستغلال وسامة المصور المصري ووضع صورته مع المنشور علي أساس أنه مهندس سوداني مريض بـ(السرطان) للإيقاع بالضحايا من الفتيات اللواتي سريعاً ما وقعن في (الفخ) الذي رسمه من يهدفون للإحتيال العاطفي إلكترونياً.
بدأت القصة الأكثر مأساوية من خلال حساب شخصي عبر (الفيس بوك) يحمل اسم (مستر حنظلة)، والذي أخذ في الإنتشار سريعاً من خلال وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، ويطلب منشئه من العامة التضرع له بالدعاء، باعتبار أنه مقدم علي إجراء عملية، مشيراً إلي أنه يشعر في تلك الأثناء بالقلق والتوتر الشديدين، مؤكداً أنه العائل الأوحد لوالدته وشقيقته اللذين يعتمدان عليه، خاصة وأن والده توفي إلي رحمة مولاه.
وواصل ناشر القصة مداعباً عواطف الناس قائلاً : (أنا مصر إصراراً شديداً علي أن أصمد أمام المرض الذي ابتلاني به الله سبحانه وتعالي)، وبهذه الكلمات البسيطات حاز علي تعاطف الكثير من الفتيات، وما أن مر علي ذلك (البوست) أياماً، إلا وظهرت إحدي الفتيات عبر (الفيس بوك) مدعيه أنها خطيبة (مستر حنظلة)، ثم نشرت بوستاً  تعلن من خلاله وفاته بعد إجراء العملية، فتأثر النشطاء والرواد تأثراً بالغاً، بل هنالك من نصب خيام العزاء عبر الأسافير، وذرفوا الدموع على هذا الرحيل المر، إلي جانب من وضع صورة (حنظلة) تعبيراً وتعاطفاً مع الحالة الإنسانية الخاصة به والتي وجدت تجاوباً كبيراً من الفتيات اللواتي حرصن علي تغيير صورهن في البروفايل بصورة المهندس السوداني المتوفي.
وعندما وقفت وقفة تأملية في آخر القصة وجدت أن الفتاة المدعية أنها خطيبة (حنظلة)، ومعها بعض النشطاء و الرواد قاموا بنشر محادثات (مفبركة) عبر (الفيس بوك) و(الواتساب) علي أساس إنها دارت بينهم والمرحوم في آخر أيامه، وبهذا السيناريو تكتمل عناصر القصة لتحظي بالمزيد من التعاطف نسبة إلي معاناة (مستر حنظلة) مع مرض (السرطان) ومن ثم وفاته.
وأكثر ما أحزنني هو أن المريض المزعوم كتب بوستاً قبل دخوله لغرفة العمليات يعبر فيه عن قلقه علي والدته وشقيقته إذا أصابه مكروه، ومع هذا وذاك نشرت عدد من الفتيات مقاطع فيديوهات مباشرة عبر (الفيس بوك) يبكين فيها الشاب السوداني الوسيم الذي توفي وعلي رأسهن من أدعت أنها خطيبته التي أكدت أنها لا تدري ماذا تفعل؟ ولا تريد بحزنها عليه أن تعذبه في قبره، فما كان من المتعاطفين مع القصة، إلا أن أقترحوا عليها التصدق لروح المرحوم بعمل الخير، ليلتقط الشباب المشاركين في الرواية الفكرة ويبدأوا في نشر أرقام هواتف وحسابات مصرفية داخل وخارج السودان للتبرع للمشروع الخيري كصدقة جارية على روح المرحوم، وأيضاً من أجل مساعدة أمه الحزينة وشقيقته لتكمل دراستها، وعلي خلفية ذلك أنطلقت حملة كبري للتبرع عبر الفضاء الاسفيري، إلا أن إحدي المغردات أعترضت على المبادرات مؤكدة أن هنالك كثيرين توفوا إلي رحمة مولاهم، لم تنشأ لهم مبادرات كهذه، وقالت إذا كان رسولنا الكريم تحت التراب، فماذا يعني (مستر حنظلة)؟

(توسل) : استقالتي علي الهواء مقصود منها تهميش وتخطي مديري المباشر

 كتب : سراج النعيم
...........................

كشفت الإعلامية توسل تاي الله المذيعة بفضائية النيل الأزرق حقيقة استقالتها من القناة علي الهواء مباشرة بعد نهاية فقرتها التي درجت على تقديمها بالشاشة الزرقاء.
وقالت (توسل) لـ (الدار) بالنسبة لإستقالتي علي الهواء مباشرة يهمني فيها أن أوضح حقيقة أنه يهمني في المقام الأول والأخير المشاهد قبل إدارة قناة النيل الأزرق، فالمتلقي من حقه أن يعرف أنني غادرت الشاشة الزرقاء نهائياً ووداعي وإستقالتي علي الهواء مباشرة قصدت منها إرسال رسالة لمديري المباشر مفادها (التهميش والتخطي)، أي قصدت أن أهمش مديري المباشر (واتخطاه وما اديوه شرف الإستقالة).
وفي ردها علي سؤال حول إنتقالها للإطلال عبر قناة العربية ؟ قالت : إنتقالي للعمل في قناة (العربية) التابعة للمملكة العربية لم يتم التأكيد تماماً إلي الآن، إنما تم إستدعائي من إدارة القناة السعودية التي سبق وتلقيت فيها دورة تدريبية، خضعت بعدها لمعاينات، وأن شاء الله سوف أسافر قريباً، و(أتمني أن أكون ضمن طاقمها العامل، وأفرح وأفرحكم معاي، وأرفع اسم السودان عالياً).

سراج النعيم يكتب : الرؤية للمسؤولية الاجتماعية

يجب أن تكون الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تضامنية وليست فردية، وذلك من أجل النهوض بالمجتمع اقتصادياً وتنموياً، وأن تصب تلك الرؤية في مجملها لصالح التنمية والبناء والتقدم والتطور، بالتركيز على خطط وبرامج تطورت عبرها مجتمعات بعض دول العالم بالرغم من الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر ونمر بها سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
إن هنالك جوانب في الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية تطلع بها الدولة لامتلاكها الآليات المنفذة والمساعدة على ترجمة الأفكار لواقع ملموس، واقع يحتاج منا إلى تطويره بتأهيل الكادر البشري بما يساهم في هذا الاتجاه الرامي إلى الإرتقاء بالوظيفة المجتمعية من حيث التدريب ثم التدريب وعندما يتم التأهل فيما أشرت إليه؛ فإن الأمر ينعكس إيجاباً على المجتمع وتحل وفقاً لذلك كل همومه وقضاياه، ما يحدث هذا الأمر نقلة كبيرة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية التي ربما تضع بلادنا في مصاف الدول المتطورة بالمواكبة والتطور والتغيير الإيجابي القائد إلى ما يصبو إليه كل فرد من أفراد المجتمع.
من أوجب الواجبات الآن التركيز على الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية حتى نتمكن من الوصول إلى مرحلة متقدمة اجتماعياً ، وتكون الدولة داعماً كبيراً فيها للقطاع الاجتماعي الخاص على الأقل أن يكون دعم الدولة من خلال إلغاء أو تخفيض الرسوم المفروضة من الجهات الاجتماعية للإستفادة من المبالغ المستقطعة في إنشاء مشاريع تخدم المجتمع، وتدعو إلى التنمية الاجتماعية.
وفوق هذا وذاك، يجب أن تشرع القوانين للحفاظ على الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية المنوط بها النهوض بالمجتمع الذي إذا طبق الفكرة في شكلها السليم، فإنها دون أدنى شك سوف تسهم مساهمة فاعلة وكبيرة في التطوير، شرط أن تجد مظلة تستظل بها وتعزز الجهود المبذولة.
فيما نشجع المنخرطين في المبادرة بالتحفيز بمنح الجوائز لمن يقدم مقترحاً أو مشروعاً يرتقي بالفكرة إلى مستوى رفيع، وبالتالي نكون قد دفعنا المهتمين في الاتجاه الصحيح بالتنافس القوي إلى جانب أنهم يكونون مواكبين لما تشهده المجتمعات الأخرى السابقة لنا في هذا الإطار، بالرؤية ومفهوم التحول من مجتمع (خامل) إلى مجتمع (ناشط) يتبنى الخطط والبرامج الاجتماعية بدمج أفراده في العمل العام بشكل مباشر يقود الناس إلى جعله مجتمعاً مبادراً، مجتمعاً قابلاً للتطور وتلقي الأفكار ببرامجها المطروحة والداعية إلى التفاعل معه إيجاباً.
وتبقى الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية ركيزة أساسية للمحافظة على العادات والتقاليد السودانية التي لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن الدين الإسلامي، وهو شرف كبير لكل من يفكر فيها من أجل العمل الجماعي لتنمية المجتمع بالاستفادة من البرامج والخطط.
ولابد من التأكيد على أن الفكرة تتطلب في المقام الأول والأخير دعم الدولة وتشجيع الموهوبين والمفكرين والمبدعين والمخترعين الذين يعول عليهم كثيراً في قيادة المجتمع في الاتجاه الرامي إلى الرؤية المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية، بتبني الفكرة التي تنبثق منها المشاريع.
وتلعب وسائل الإعلام دوراً ريادياً وحيوياً في فكرة المسؤولية الاجتماعية من خلال إبرازها عبر شاشاتها البلورية لتأكيد أهميتها الاقتصادية والتنموية وعكس المبادرة بمفهومها العميق وحث الجهات رسمية وشعبية على الانخراط فيها وتسليط الأضواء عليها، لتحقيق التنمية المستدامة، فإن الإعلام بالإضافة إلى ما ذكرت يلعب دوراً آخراً يتمثل في التوعية والتبصير بالمبادرة والأهداف المحفزة للمجتمع السوداني الذاخر بالقيم الإنسانية الداعية إلى الخير وحب التكافل الاجتماعي الذي لا نريد له أن ينحصر في شهر رمضان المعظم فقط، بل نريده أن يكون طوال العام وأن تكون الدولة داعماً أساسياً.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...