الواتساب (ضرة) الزوجات ورسائل الفيس بوك تحدث الطلاق
.................................
الشيخ محمد أحمد حسن : مشاهدة المسلسلات رفعت نسب إنفصال الأزواج
................................
وقف عندها : سراج النعيم
......................................
حالة من القلق والتوتر تسود بعض الناس بسبب عدم إدراك أن الطلاق يقع لفظياً، وأن النية لا تجوز عند حدوث الطلاق شفهياً أو بعد إستخراج القسيمة التي ربما تصاحبها تبعات تفاقم من الأزمة بين الزوجين اللذين يكونان خائفين من نظرة المجتمع، والذي يغوص البعض فيه من الشخوص في خصوصيات الأسر، مما يعمق شقة الخلاف بين الأزواج، وهذا السلوك وهذا الفهم الخاطئ يسود العامة، الأمر الذي يجعل الأسر تتفكك، وبالتالي يضيع الأبناء ما بين الأباء والأمهات.
فيما نجد أن الكثير من قصص إنفصال الأزواج بسبب ما انتجته (العولمة) ووسائطها المختلفة (الفيس بوك) و(الواتساب) والتي لعبت دوراً كبيراً في الكثير من الإشكاليات الناتجة عن الإستخدام الخاطئ للميديا الحديثة خاصة (الواتساب) والذي أصبح أكثر رواجاً في العصر الحديث، وبدلاً من أن يكون (نعمة) أصبح (نغمة) تقود إلي إنفصال الأزواج والتفكك الأسري، و نسيج المجتمع السوداني، فضلاً عن أن (العولمة) ووسائطها أصبحت (الضرة) و(البعبع) المخيف الذي تهابه الزوجات أكثر من أقدام أزواجهن للزواج عليهن مرة ثانية أو ثالثة أو رابعة أو مجرد التفكير فيه.
وقالت الدكتورة حرم شداد المتخصصة في علم الاجتماع : مشكلتنا الأساسية في التعامل مع الوسائط الإلكترونية هي إننا نستخدمها بصورة سالبة تقودنا إلي إتخاذ القرارات المصيرية علي عجالة دون التأني فيها، خاصة القرارات المرتبطة بالحياة الزوجية، لذلك نجد الكثير من الأزواج والزوجات يشكون من مشاركة (الواتساب) لهم في حياتهم الخاصة.
وأضافت : إن التطور الإلكتروني الذي تحقق في العقد الأخير من القرن السابق جعل العالم قرية كونية صغيرة وتجاوز بقدراته وإمكاناته أجهزة الدول الرقابية واضعف من قدراتها في إنفاذ قوانينها وأصبح يهدد أمنها وتتعدد أنواع الجرائم الإلكترونية وتتخذ إشكالاً مختلفة تتم عبر الحاسوب التي من المتوقع أن يتفاقم دورها في الوقت الحاضر .
وقال الدكتور محمد زين الخبير في القانون الدولي : صدر أول قانون سوداني خاص بجرائم المعلوماتية سنة 2007م، وفي ذات العام تم تأسيس إدارة جرائم الحاسوب والمعلوماتية وتتبع للإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، كما تم تأسيس نيابة ومحكمة خاصة للجرائم الإلكترونية والمعلوماتية، وظهرت بعض جرائم الأجانب من بعض الجنسيات، وكان هؤلاء الأجانب يعملون في شركات أجنبية إستثمارية متخصصة في مجال الإتصالات، وتركوا العمل فيها واتجهوا للجريمة المنظمة.
بينما عزا الشيخ محمد أحمد حسن عضو هيئة علماء السودان أسباب الطلاق إلي وسائط التقنية الحديثة ومشاهدة المسلسلات، مؤكداً أنها أثرت تأثيراً كبيراً في المجتمع السوداني الذي أضحي يتابعها بصورة مستمرة، ويظل يسهر معها إلي أوقات متأخرة من الليل، وعند إنتهاء حلقة المسلسل يخلدون للنوم بشكل مباشر، ولا يقرأون أذكار تحصين المنازل من (الشياطين) والعياذ بالله، لذلك تجدها سكنت مع الناس في البيوت، وتسببت في وقوع الكثير من حالات الطلاق، لذا أنصح الأباء والأمهات بتحصين المنازل بقراءة الآيات المحصنة لطرد الشياطين وطوارق الليل والنهار والعين، وبالتالي التحصين يقي الإنسان من هذه الشرور، ويقلل حالات الطلاق التي تحدث بين الأزواج.
وقال : إرتفاع نسب الطلاق في السودان يعود إلي أن الأزواج لا يصلون الصبح في وقته.
ومن القصص التي وقفت عندها قصة زوجة أصابها الإحباط من زوجها لكثرة شغله الشاغل بالتواصل مع أصدقائه عبر (الواتساب) حتى بعد عودته من العمل إلي المنزل، مما استدعها إلي أن تخير زوجها، أما هي أو (الواتساب)، فما كان من الزوج، إلا وأن أختار (الواتساب) لإحساسه بأن زوجته قد وضعته أمام خيارين لا ثالث لهما، الأمر الذي قادهما إلي الإنفصال رغماً عن المحاولات الإصلاحية التي جرت لتقريب وجهات النظر لتعود بعدها المياه إلي مجاريها بصيغة تفاهمية تضع حداً للإختلاف الإ أن الزوجة كانت مصرة علي الشك والظن، دون أن تستطيع ضبط الزوج يوماً واحداً متلبساً برسالة تواصلية مع هذه الفتاة أو تلك، وبالتالي يبقي إتهامها للزوج لا تسنده أية أسانيد يمكن أن يأخذ بها الوسطاء، لذلك كان الحوار الوفاقي دائراً ما بين الشد والجذب والذي وجد من خلاله الزوج أنه متهم بـ(شكوك) و(ظنون)، مما أدي في نهاية المطاف إلي وقوع الطلاق في أمر بسيط جداً كان في الإمكان حله بالإحتكام إلي صوت العقل.
وبالانتقال إلي قصة أخري نجد أن هنالك زوج وزوجته دخلا في إشكالية كبيرة، ولكن المعترض علي (الواتساب) هذه المرة هو الزوج علي عكس القصة الأولي، إذ نجد أن بطلة القصة أدمنت التواصل مع رسائل (الواتساب) بصورة جنونية للدرجة التي تظل فيها ساهرة حتي الصباح تواصلاً مع الأصدقاء والصديقات، وحينما يخلد الزوج للنوم لا يدري ماذا يجري في محيط أسرته الصغيرة؟، وهكذا استمرت الزوجة علي هذا المنوال لفترة طويلة إلي أن استيقظ ذات ليلة شتوية فوجد زوجته تتواصل مع بعض الأصدقاء، فأشطات غضباً باعتبار أن زوجته تمارس الخيانة بالتواصل مع الغرباء، فقال لها بالحرف الواحد : (أما أنا وأما التواصل عبر الوسائط الحديثة)، الشئ الذي اعتبرته الزوجة خياراً صعباً، فهي ارتبطت بأشخاص من الجنسين ولا يمكنها أن تغيب عنهم بشكل مفاجئ، لأنها إذا نفذت رغبة زوجها، فأنها ستكون ضعيفة علي حسب فهمها، فقالت بلا تردد : اخترت (الواتساب)، الأمر جعل الزوج يحس بعدم قيمته في دواخل زوجته، فجالت في خاطره أفكار سالبة كثيرة جعلته يقول لزوجته : ( أنت طالق بالثلاثة)، وبهذه الكلمات البسيطات أنهي الزوج حياته الزوجية في الساعات الأولي من الصباح لتبدأ الزوجه يومها حزيناً، بعد أن تعاملت مع تهديدات زوجها بإستهتار، ورغماً عن أنه وجدها في وضع (أون لاين) منذ خروجه إلي العمل، ثم تتوقف عند عودته إلي المنزل مما يعني أنها كانت تتواصل بـ(الواتساب) علي مدار الساعة، بينما حمد الزوج الله سبحانه وتعالي علي عدم إنجابه منها مولوداً حتي يعيش حياته مشتتاً بينه وزوجته السابقة.