الخميس، 4 مايو 2017

سراج النعيم يكتب : عالم منفلت



كثيراً ما يجد الإنسان نفسه مرقماً للعيش في عالم (منفلت)، ومليء بالتناقضات التي لا تراعي الأخلاق والقيم، وتظهر المسألة جلياً كلما خرج الإنسان من منزله إلي الشارع العام، والذي نأسف له حقاً أن الإعتقاد السائد هو أنه في إمكان فرض ذلك النهج السالب وإيجبار علي الآخرين علي الصمت، وحينما يفعلون ليس خوفاً، إنما إحترامأ لمن يحيطون بهم في أي مكان، وهذا أن دل علي شيء، فإنما يدل علي إداركهم ووعيهم، وتتجلي تلك الصورة في مقولة العالم الألمانى (ماكس فايبر) الذي قال : (إن العالم الذى نعيش فيه اليوم لا يبدو لنا، أو نستعشر أنه يشابه ذلك العالم الذي تنبأ به المفكرون، فبدلا من أن نقبض عليه، ونخضعه بصورة متزايدة لسيطرتنا، فإنه يبدو مستعصيا علي الخضوع حتي أصبح عالماً منفلتا)، لذا أتفق مع العالم الألماني ماكس بأن عالم اليوم أضحي عالماً منفلتا، وليس في إمكاننا إستشرف آفاقا تكبح جماح إنفلاته، خاصة مع التطور الذي نشهده في ظل (العولمة) ووسائطها المختلفة، التي تكاد أن تجعل وصف عصرنا هذا بالعصر الجاهلي حقيقة لا مناص منها، فهنالك سحابة تظلل سمائنا، ويكتنفها الكثير من الغموض والإبهام، والذى ربما حجب عنا الإقتداء بالفكر الإسلامي المحافظ علي الأخلاق والقيم الفاضلة التي بلغ بها المسلمين علي مر العصور شأوا عظيماً، وتمكنوا من خلالها نشر الديانة الإسلامية، وبه تحدوا وهزموا الاعداء رغماً عن توصل علمائهم ومفكريهم إلي إنتاج (العولمة)، ووسائل إتصالها المختلفة التي جعلت البشرية- بلا هوية، وهويتها إتباع النهج الغربي التحرري الذي وضعنا في مأزق لا خروج منه، إلا بالإسلام لما فيه من علاج ناجع لكل داء ببلاغته وفصاحته وبيانه .
إن مجمل ما يصيب الناس والمجتمع من نكبات وأزمات إيا كانت فإن اثارها المترتبة عليها، يجب مكافحتها بإعتماد الدين الإسلامى شريعة عامة حتي نتمكن من تجاوز ظلام (الجاهلية) الحديثة، ضف إليها سنة سيدنا محمد صلي الله عليه الذى بلغ ما أمره به الله سبحانه وتعالي رغماً عن المحاولات الفاشلة لإفساد الأجواء الصالحة، وإبدالها بالأجواء المليئة بالضبابية، والمشوشة لطريق النور الذى انبثق في أوائل القرن السابع للميلاد، وعلي إثر بذوغ فجر رسول الله صلي الله عليه وسلم انطفئ كل ماهو حائر عن الحق بآرثه وماضية المظلم، ولكن بمرور الزمن ها نحن نعود إلي ما أندثر قديماً بالأفه الجارفة لنا نحو عوالم الظلال القاتم الذي إنقاد إليه الكثير ما عدا قلة قليلة تتقاذفها المحن والهزات والخطوب بأحاكة الخطط الخبيثة التى تتحطم علي صخورهم، فلكل آفه علاج هو التمسك بكتاب الله سبحانه وتعالي وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم، فبلا شك العمل بهذا النهج سيجعل المجتمع مضيئا بالمشاعل، وليس ممزقا، لذا علي الناس الوعي بالمخاطر المحدقة بهم من كل حدب وصوب، وأن لا نجاة لهم، إلا بالرسالة المحمدية التي جابهت تحديات الجاهلية القديمة التي بدأت تعود إلينا بعد أن طويت مئات السنين، وهذه العودة يبدو أنها نتاج تطور الحياة باكتساب الظواهر السالبة التي هي الاسوأ خلال أربعة عشر قرنا من الزمان.
إن الإسلام أذهل حتي أبناء أمته للحقائق التى سبق بها العلوم في العالم الذي ينجرف بنا للجاهلية مرة أخري، وللخروج من هذه الورطة علينا العودة للذي لا يغني ولا يبلي، فالقرآن المعجزة التى لا تحد ولا تعد فهو (كلام الله) سبحانه وتعالي لقوله : (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) - وأيضاً جاء فى محكم تنزيله : (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا إليكم نوراً مبيناً).
مما لا شك فيه أن (الأزمة) لها أثارها بعيدة المدي لأننا مازلنا نتباكى علي حالنا، وننظر للأمور بسطحية ومن منطلق اللحظة وما نمر به يستلزم الحسم والمصارحة والمجابهة والمحاسبة، بدلاً من أسلوب التغطية والإدعاء، فالجراح مهما كانت عميقاً وقاسيا، فإنه يحتاج للعلاج الناجع حتى ولو أدى ذلك للإستئصال، فالداء المزمن لا تصلح معه المسكنات، لذلك على الناس الإتجاه للنهج السوي وترك الأفكار النظرية.
إن الإنسان ومنذ صرحة ميلاده الأولي يكتسب عادات وتقاليد إيجابية وسالبة، وبالتالي إذا نمي فيه الإيجابية بالتربية المعززة للأخلاق والقيم، فإنه سيمضي في الإتجاه الصحيح، أما إذا لم يفعل فإن سلبيته لن يطيقها الناس، وسيمتعضونه في الغد، لأنها تندرج في إطار عدم الإنضباط الذي يقلبون به السلوكيات ﺭﺃﺳًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ؟، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد إنما يمتد إلي وسائط الميديا الحديثة من خلال كتابة (بوستات) عبر المواقع الإلكترونية، (الفيس بوك) و(الواتساب)، فهي تكتب بلغة موغلة في عدم التقيد بالأخلاق والقيم، ويحاول كاتبوها تطويع الكلمات لتحقيق أجندة خفية يقلبون بها الحقيقة إلي زيف، والخطأ إلي صواب !!.
لم أكن أود أن انكأ الجراح إلا أن الظاهرة تزداد يوماً تلو الأخر، وتفوح منها روائح نتنه تزكم الأنوف، وتعبر صراحة عن (ضيق الأفق)، ومهما حاولت أن تهديهم إلي الطريق القويم، تجد أنهم أصبحوا مدمنين ويتمادون في غيهم وغثائهم، رغماً عن أن مجتمعنا فيه الكثير من الظواهر السالبة وما يكفيه، وبالتالي لسنا في حاجة إلي المزيد من الظواهر الهدامة لنسيج المجتمع المتماسك قبل عصرنا اليوم.

الثلاثاء، 2 مايو 2017

الطالبان السودانيان يسلمان المدرسة الأمريكية علم السودان وكتاب تعريفي عن بلادهما

واشنطن - الخرطوم : سراج النعيم
..........................
سلم الطالبان الشقيقان السودانيان أحمد وولاء عوض الحاج مدرسة بالولايات المتحدة الأمريكية علم السودان لوضعه مع بقية اعلام الدول الاخري بالمدرسة، بالإضافة إلي كتاب تعريفي عن السودان.
وقال والدهما الإعلامي عوض الحاج في تصريح خص به (الدار) من مقر إقامته بأمريكا : توجهنا إلي المدرسة الأمريكية، ووجدنا فيها كل الترحاب من إدارتها ممثلة في مديرها الأستاذ الأمريكي (ريفيرا)، الذي أشاد بالخطوة التي أقدم عليها الطالبان السودانيان (أحمد) و(ولاء)، وقال إنه ظل يبحث عن تعريف للسودان طوال السنوات الماضية، وكان يطالب السودانيين المقيمين بأمريكا أن يمدوه بمعلومات عن السودان، إلا أنه لم يجد منهم الاستجابة، ولم يتحقق له ذلك إلا بعد أعتراض الطالبين السودانيين (أحمد) و(ولاء)، وأضاف : مؤكداً أنه كان سعيداً عندما طالب الطالبين السودانيين بعلم بلدهما ليوضع جنباً إلي جنب اعلام الدول الأخري، مبيناً أنه وجد ضالته في الكتاب الذي دفعوا به إلي مدرسته مع علم السودان، مشيراً إلي أن مدرسته ظلت علي الدوام تبرز الجانب الوطني والاجتماعي، وذلك من خلال الأنشطة ضمن التحصيل الأكاديمي، واستطاعت بذلك أن تبرز في شتي المجالات مثل كرة السلة وغيرها والتي كان فيها النجم السوداني (محمد عبد القادر).
وأردف : الكتاب باسم (السودان النيل والصحراء)- ويحمل صورة من حضارة (كرمة) حتي مجيء ثورة الإنقاذ وإنجازاتها ويظهر في الصورة نور الجليل الشوبلي وهو يشرح لمدير المدرسة الأمريكية الكتاب الذي يحتوي علي معلومات تعريفية عن السودان.
وتابع : الصور تبين لحظة تسليم علم السودان لمدير المدرسة الأمريكية، والتي يظهر فيها علي وليد الحاج، الطيب وليد الحاج آية وليد الحاج، وهم من مدينة القضارف ومقيمين بأمريكا منذ أكثر من خمس سنوات بالإضافة الأستاذ نور الجليل الشوبلي، وإبني الأكبر (أحمد) وابنتي (ولاء) ومدير المدرسة الأمريكي (ريفيرا) وولدي الصغير وهو يحمل العلم داخل مجمع السكن.
وكانت (الدار) قد أشارت إلي أن الطالبين الشقيقين السودانيين المقيمين بأمريكا أحمد ووآلاء عوض الحاج قد احتجا لدي إدارة مدرسة بعد أن لاحظا غياب علم السودان من بين أعلام الدول الأخرى المنتمي إليها زملائهما بالمدرسة المعنية.
من جهتهما عكس الطالبان الشقيقان السودانيان حسا وطنياً عالياً منذ الوهلة الأولي لوصولهما للدراسة بالولايات المتحدة، علماً بأن إقامتهما في أمريكا لم يمض عليها سوي (5) أشهر.
وقال والدهما في تصريح خص به (الدار) : حقيقة ما قام به نجلي الأكبر أحمد وابنتي آلاء يدعو للاعزاز والفخار، إذ أنهما لاحظا غياب علم السودان بمدرسة (هاي اسكول) الأمريكية التي يدرسان فيها حديثاً، فما كان منهما إلا واحتجا علي تجاوز علم السودان لإدارة المدرسة حول غياب علم السودان من بين اعلام الدول الأخرى، ووجد بلاغهما لإدارة المدرسة اهتماما كبيراً، واثنت عليهما إدارة المدرسة الأمريكية التي بدورها طالبتهما بأن يحضرا علما سودانيا كبيراً لوضعه مع اعلام الدول في باحة المدرسة جنبا إلي جنب العلم الأمريكي، بالإضافة إلي اعلام سودانية صغيرة ودبابيس ليتم تعليقها في مكاتب الإدارة.
وتابع : مجرد ما اخطرني ابني بما حدث وفرت لهما الاعلام السودانية المطلوبة، إلي جانب عدد من الكتب التعريفية عن السودان، وهي مؤلفات تحتوي علي معلومات كثيرة يجهلها المجتمع الأمريكي عن السودان، ومن خلال تلك الكتب اردت أن اعكس صورة إيجابية عن وطني (السودان) .





الاثنين، 1 مايو 2017

أول الشهادة السودانية يحرز أعلي الدرجات في جامعة أمريكية

...........................
حقق الطالب السوداني طه يعقوب إبراهيم ميرغني أول الشهادة السودانية في العام2011م نجاحاً باهرا بالتخرج من كلية الهندسة قسم الحاسوب- جامعة (جاكسون) بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حاز علي المرتبة الأولي، وتعتبر الدرجة التي احرزها من أعلي الدرجات التي تم إحرازها علي تاريخ الكلية، الأمر الذي فرض علي إدارة كلية العلوم الهندسة و التكنولوجيا بالجامعة الأمريكية تكريمه علي هذا النبوغ.
وكان الطالب السوداني قد شارك بالبحث العلمي في جامعة (انديانا) ومعهد (مساشوتس) للتكنولوجيا (MIT) الشهير، كما عمل بشركة (إپل).
من جهة أخري فإن الطالب السوداني سوف يبدأ دراسة الماجستير في الذكاء الاصطناعي في جامعة (جورجيا تك) الأمريكية، وهي من أرقى جامعات الهندسة وعلوم الحاسوب علي نطاق العالم، ويطمح الطالب السوداني (طه) أن يشارك في ثورة الذكاء الإصطناعي، وأن يتقدم بالعلم والمجتمع.

نجوم الغناء في (ونسه) عبر قناة (أنغام) في رمضان







............................
كسب برنامج (ونسه وغنا)، الذي يبث عبر قناة (أنغام) الفضائية المتخصصة في الموسيقي والغناء عدداً من نجوم الغناء في برنامجها الجديد الذي يطل علي المتلقي في شهر رمضان المعظم.
فيما يشارك فيه بالغناء المطربين جعفر السقيد، طلال الساتة، أحمد فتح الله
والمطربة درية الشرق، والبرنامج من تقديم المذيعة أحلام أبوبكر، وإعداد نجاة الفيصل، وإخراج امام حسن امام.
بينما تدور فكرته في التوثيق لبعض الشخصيات ذات التأثير في المجتمع السوداني ومن أبرزها (السنينه) الشهيرة بـ(حكاوي الأطفال) الذي كان ضمن برنامج جنة الأطفال بالتلفزيون القومي، وشيخ النقاد ميرغني البكري

غياب ودالصادق وودالبنا ومكرم بشير عن حلقة طه سلبمان يترك علامات استفهام



ترك غياب بعض الفنانين والفنانات المشاركين في برنامج ‏( ﺃﻏﺎﻧﻲ ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ ‏) المبثوث علي شاشة قناة النيل الأزرق في نسخته العاشرة، ترك تساؤلات كثيرة في اذهان المراقبين خاصة الفنانين عاصم البنا وحسين الصادق والفنانة مكارم بشير والذين حرصوا علي الاطلالة في معظم الحلقات التوثيقية، فيما حرص الفنان طه سليمان علي إحضار المطرب الشاب احمد فتح الله بالإضافة الي الفنان مهاب عثمان والفنانة
وكان طه سليمان قد غاب عن الإطلالة عبر البرنامج العام الماضي، وها هو يعود مشاركا ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ من حلقات ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ الأكثر مشاهدة، موثقا من خلاله ﻟﺘﺠﺮﺑﺘﻪ الفنية، ﻭﻳﻘﺪﻡ فيها نماذج ﺑﺎﻗﺔ من أعماله الغنائية.

صدق أو لا تصدق (ساق) رجل أعمال أكبر من جسمه كلياً



قصص ﻣﺨﻴﻔﺔ ومرعبة حول أﻏﺮﺏ الأﻣﺮﺍﺽ علي ﺍﻹﻃﻼﻕ




.................................
شاب يحطم الرقم القياسي في إجراء العمليات الجراحية في منطقة واحدة
...................................
جلس إليه : سراج النعيم
.......................................
يشهد العالم الكثير من الأمراض ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ استطاع ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻚ طلاسمها، والوصول إلي إزالة الغموض الذي يكتنفها من خلال التشخيص الصحيح للحالة، وبالتالي كشف أدق الأسرار المحيطة بها، رغما عن أنها تركت ﻋﻼﻣﺔ ﺍﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﻛﺒﺮﻯ لدي أهل الإختصاص والمهتمين بالحقل الطبي، وبما أن هنالك ثقة مفقودة بين الطبيب والمريض رأت أغرب القصص حول ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ غرابة، والراسخة منها في ذهني حالة ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ‏(52 ﻋﺎﻣﺎً‏)، الذي ظل ﻣﻘﻌﺪﺍً ﻓﻲ ‏(ﻋﻨﻘﺮﻳﺐ) ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ، ﻳﺄﻛﻞ، ﻳﺸﺮﺏ ﻭﻳﻘﻀﻲ ﻛﻞ إﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ ممارسته العمل ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ، ظل هكذا ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﻌﻔﻪ ﺷﺨﺼﺎً ﺧﻴﺮﺍً ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻣﺴﺨﺮﺍً ﻛﻞ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻪ ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﺻﺎﺑﺮﺍً ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ.
وكان أن ادرت حواراً خاطفا مع ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ‏(ﺍﻟﺸﻴﺦ‏) الذي رد من خلاله قائلاً : ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺘﻲ ﻣﻊ ﺗﻮﺭﻡ ﺭﺟﻠﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻱ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎً ﻓﻠﻢ أﻋﺪ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻲ ﺗﺤﺮﻳﻜﻬﺎ ﻣﺎﺟﻌﻠﻨﻲ ﻋﺎﺟﺰﺍً ﻋﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺪﻱ ﺳﻨﻮﺍﺕ وسنوات ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺳُﻤﻨﺔ ﺃﻭ ﺧﻼﻓﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺴﻤﻨﺔ ﺗﻌﻢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠﻴﺎً، ﻭﻟﻴﺲ ﺟﺰﺋﻴﺎً، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﻨﺔ ﻻ ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻟﻢ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻇﻠﻠﺖ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻋﻠﻲ ‏(ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ‏) ﺑﺎﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﺣﻴﺚ ﺍﻗﻀﻲ فيه ﻛﻞ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻲ ﻭﺃﺅﺩﻱ ﻓﻴﻪ ﺻﻠﻮﺍﺗﻲ، ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻮﺭﻡ ﺃﻻﺣﻆ ﻧﻘﺼﺎً ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻱ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺻﺤﻴﺔ ﺁﺧﺮﻱ. ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﻮﺭﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ﻓﻲ ﺭﺟﻠﻲ، ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺇﻗﻌﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ نهائياً.
وﺃﺭﺩﻑ : صبرت علي هذا الورم ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، وذلك ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻨﻲ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻣﻊ ﺩﻋﺎﺋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﻤﻦ الله ﻋﻠﻲّ ﺑﺎﻟﻔﺮﺝ.
ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ الورم؟ ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻱ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺁﺧﺮ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭإنني ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ‏(ﺍﺑﻮﻗﻮﺗﺔ‏) ﺇﻻ ﺃﻥ ﻇﺮﻭﻑ ﻋﻤﻠﻲ التجارية ﻗﺎﺩتني للبقاء ﻓﻲ (العنقريب) ﺃﺑﻴﻊ وأشتري.
ﻣﺎﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺭﻡ؟ ﻗﺎﻝ : ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﻫﺪﻭﺍ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﺼﺤﻮﺍ ﻋﻦ ﺷﺊ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﺃﻥ ﻋﺮﺿﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻱ ﻃﺒﻴﺐ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ.
ﻫﻞ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻱ ﺃﻟﻢ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ أﺷﻌﺮ ﺑﺄﻟﻢ ﺣﺎﺩ ﺟﺪﺍً ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻌﻦ ﺑﺂﻟﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺣﺮﻛﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻭﻟﻮﻻ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ﻟﻜﻨﺖ ﻗﺪ ﻣﺸﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً . ﻭﻋﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺎﺗﻪ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺎﺗﻲ ﻭﺃﺷﺮﺏ.
وعن هل هو ﻣﺘﺰﻭﺟﺎً؟ قال : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻗﻌﺪﻧﻲ ﺍﻟﻮﺭﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮكة.

ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﺍﺳﺘﻄﻠﻌﺘﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺇﻟﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺭﻡ ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮﻱ ﻭﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺳﻌﺮﺍﺕ ﺣﺮﺍﺭﻳﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻣﻊ ﻗﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻐﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻤﺎﺀ
أما القصة الثانية فهي قصة المريض (ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ) ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ‏(40 ﻋﺎﻣﺎً)، والذي حطم ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ، إذ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻲ ‏(10‏) ﻋﻤﻠﻴﺎت.
ﻭﻗﺎﻝ : ﺑﺪﺃﺕ ﻣﺄﺳﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ قبل سنوات ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺇﻏﻤﺎﺀ بمكان عملي وعندما اسعفت للطبيب إنني مصاباً ‏ب(زائدة ‏)، أجرى علي إثرها عملية جراحية، وآتي ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺧﻴﻂ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﻌﺪ ﺛﻼﺙ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ، ﻛﺎﻥ الجرح ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻭﻧﺎﺯﻓﺎً، لذا مجرد ﺗﻢ ﺣﺠﺰﻱ، ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﻧﺤﻮﻱ ﻃﺒﻴﺒﺔ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺧﻴﺎﻃﺘﻪ، وبعد ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﺧﺮﺟﺖ من المستشفي، إلا إنني ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺁﺧﺮﻱ ﻓﺄﺟﺮﻳﺖ ﻟﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎفية، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ كانت ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀﺍً، وﺗﺠﺮﻱ ﻟﻲ ﻓﻴﻪ العملية ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮﻱ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﺖ ﻓﻲ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻲ ‏(10‏) ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ جراحية ﻓﻲ ﻧﻔﺲ المكان ﺍﻷﻭل، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺭ الأطباء ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺭﻓﺾ ﺃﻫﻠﻲ، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺮﺩﺍﺩ ﻋﺎﻓﻴﺘﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ : ﻋﺴﻲ ﻭﻟﻌﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺗﻲ ﻭﻫﻜﺬﺍ كنت ﺃﻋﺎﻧﻲ ﺇﻟﻲ أن ﺣﻮﻟﺖ ﺇﻟﻲ ﺃﺧﺼﺎﺋﻲ ﺟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﺘﺠﻤﻴﻞ، وﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺃﺟﺮﻱ ﻟﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺗﺮﻗﻴﻊ ﻟﻠﺠﺮﺡ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﺣﺎﻟﺘﻲ، وعندما عدت ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﺮﻓﺾ إجراء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﺁﺧﺮﻱ، ﻭﻗﺎﻝ : ‏(ﻻ ﺃﻫﺪﻳﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻱ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻗﺒﻼً ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻄﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻲ تقريراً، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺤﻘﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ.
ﻭﺍﺳﺘﺮﺳﻞ : المهم إنني ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ، ﻭﻇﻠﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ فترة من الزمن ﻣﻊ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻨﺰيف إلي أن ﺍﺣﻀﺮﻭﺍ ﻃﺒﻴﺒﺎً ﻧﻔﺴﻴﺎً ﺍﻋﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻫﻠﻲ، ﻭﺗﺴﺄﻟﻮﺍ ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺑﺎﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ؟ ورغم الرفض إلا إنني ﻗﺒﻠﺖ وتم إختبار ﺣﺎﻟﺘﻲ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ حيث ﺍﺣﻀﺮﻭﺍ لي ﻭﺭﻳﻘﺔ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻲ ‏(350) ﺳﺆﺍﻻً ﻟﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﻟﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﻱ إﻣﺘﺤﺎﻥ أكاديمي، والأسئلة هي ﻫﻞ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻭﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ؟؟؟ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﺟﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ.
ﻭﺗﺎﺑﻊ : ﺃﺻﺮ ﺃﻫﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﺼﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ إلي أن ﺃﺻﺒﺤﺖ أﻣﺸﻲ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎً ﻛﺮﺟﻞ ﻋﺠﻮﺯ، ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺣﺲ ﺑﻄﻌﻨﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﻣﻌﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍً ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻣﺎ ﺣﺪﺍ ﺑﺸﻘﻴﻘﻲ ﺣﻤﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﻛﺘﺎﻓﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺄﻟﻤﺖ ﺇﻟﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺮﻛﺰ ﺻﺤﻲ ﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ، ﻭﻓﻲ ﻣﺮﺓ اسعفت ﺇﻟﻲ المستوصف ﻓﻮﺟﺪﺕ ﻓﻴﻪ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ‏(ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻟﻴﺲ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﺧﻄﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻨﻈﻔﻪ)، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺍﻟﺠﺮﺡ، ﺇﻻ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺑﺈﺩﺧﺎﻟﻲ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﻮﻋﻲ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻓﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺜﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﺟﺴﻢ ﻏﺮﻳﺐ ‏(ﻣﺸﺮﻃﺔ) ﻟﻮﻧﻪ أﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ، ﻓﺄﺻﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺔ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﻣﻔﺼﻼً ﺑﺬﻟﻚ.
ﻭﺃﺭﺩﻑ : ﻗﺪﻣﺖ ﺷﻜﻮﻯ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺿﺪ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺮﻱ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﻣﻨﺤﺖ ﻗﺮﺍﺭﺍً ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﺟﺤﻒ ﻓﻲ ﺣﻘﻲ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻢ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﻏﺮﺍﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ‏(5) ﺃﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﻄﺒﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻋﻄﻮﻧﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﺭﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺩﻋﻮﻱ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺃﺷﺮﺡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ.
نواصل

سراج النعيم يكتب : الإختلاف يفسد للود قضية !

.................................
يصر البعض علي إختلاف درجاتهم التعليمية، الثقافية والفكرية علي فرض وجهات نظرهم علي الآخرين، ولو كانت تندرج في إطار الخطأ، وينظرون وفقها للأشياء من زاوية ضيقة جداً، هكذا ينحنون ذلك المنحي، ولا يسألون أنفسهم لماذا يحاولون فرض وجهات نظره المغايرة للصواب، رغماً عن أنهم وكلما انجرفوا وراء هذا التيار يصلون إلي حقيقة واحدة لا ثان لها، هي أنهم يمضون بلا هدي أو دليل يقودهم نحو الطريق الصواب، الأمر الذي يخلق بينهم واخوتهم هوة عميقة جداً، بالسعي إلى تقليل المكانة والإستهزاء بالآخرين، أي أنهم يصرون ويصرون علي أفكارهم إصراراً شديداً، وكأنهم يقول لمن يحاورهم : (نحن صاح)، و(أنتم خطأ)، وبالتالي ﻣﻦ ﺣﻘنا الإفتاء، أو التصريح، أو توجيه النقد لوحدنا في هذا الأمر وفقما ﻳﺤﻠﻮ لنا!!.
وفي كثير من الأحيان تكون وجهات النظر ﺩﻛﺘﺎﺗﻮﺭﻳﺔ نسبة إلي أن أصحابها يمتلكون الجاه أو السلطة، وفي أحايين أخري تلعب تلك الآراء السالبة دوراً كبيراً في ﻃﻤﺲ الحريات، ووأدها في مهدها، لذا السؤال الذي يفرض نفسه لماذا إختلاف الرأي يفسد للود قضية؟ هل لأن واقع (حرية رأي) يفهم لدي الكثير من الناس خطأ، وليس للمختلف معهم إستعداد للاستماع للآراء المخالفة لوجهات نظرهم، مما يعبر صراحة عن (ﺿﻴﻖ ﺃﻓﻖ)، وتعدي واضح علي حقوق الآخرين، وبالتالي فرض الرأي علي الآخرين يمثل جريمة، وإنتهاك صريح للحريات، إلي جانب أنه يلويث العقول بالأفكار المنافية للحقيقة والتي يعمد في ظلها البعض إلي وضع أنفسهم موضع (المقدسين)، وكأنهم أناس ﻻ يجوز أن تخطئهم العين المجردة، ﻭعليه يمنحون ﻣﻦ يتفق معهم في الرأي (ﺍﻟﺠﻨﺔ) ومن يختلف مهم (النار).
إن الإختلاف في وجهات النظر أمراً طبيعياً إذا لم يخرج من سياقه، وكاذب كل من ينكره، لأنه يحدث حتي في نطاق الأسرة الواحدة، الشيء الذي يستوجب توعية هؤلاء أو أولئك بهذه الحقيقة التي يسعي أصحابها إلي إخفائها لشيء في نفس يعقوب، لذا علينا مكافحتهم من خلال تضمين الإختلاف في الآراء في المناهج التعليمية ابتداءً من ﺍﻟﻤﺪرسية وحتي الجامعة، بالإضافة إلي بث ثقافة الإختلاف حول وجهات النظر، والتأكيد علي وأن الإختلاف فيها لا يفسد للود قضية، لأنه من المؤسف حقاً أن يتحول إختلاف الرأي إلي (عنف)، أو يبصح (جريمة) يصعب تداركها.
من الملاحظ أن معظم الخلافات تحدث لإصرار طرف علي فرض رأيه علي الآخر، ويتطور ذلك إلي أن يصبح (ﻗﻄﻴﻌﺔ) لعدم وصول الطرفين لإتفاق يفضي علي الأقل لتقريب وجهات النظر، إلا أن البعض الذي يدعي المعرفة في كل شيء يفرض وجهات نظره، لذلك السؤال هل تربيتنا قائمة علي ﻓﻜﺮﺓ الإنتصار وعدم تقبل الهزيمة وتعددية الآراء، واتاحت الفرصة للأشخاص للمشاركة في الحوارات الدائرة؟، إذا استطعنا الإجابة فإنه لن تكون هنالك آراء احادية، وسنفسح المجال للتعددية، حتي لا تكون مقولة إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية مجرد شعار يقال ولا يطبق، ومن ثم تتحول وجهات النظر إلي قضايا، صراعات ونزاعات تستخدم فيها كل المفردات المقللة من مكانة الآخر، ومع هذا وذاك يستحال تقبل آراء الأغلبية، وعليه فإن الأصل في هذه المسألة هو حرية الرأي ما لم تمس ثلاثة خطوط حمراء هي (ﺛﻮﺍﺑﺖ ﺍﻟﺪﻳﻦ)، (ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﻃﻦ)، (ﺍﻹﺑﺎﺣﻴﺔ) ﻭ(ﺍﻟﺘﺸﻬﻴﺮ).
هنالك بعض شذاج الأفق يستغلون (حرية الرأي) من أجل تنفيذ أجندة لصالحهم، ويتجذر ذلك السلوك كلما صمتنا وتكتمنا عليه لتتفاقم الأزمة، لذلك لابد من إستيعاب فكرة أن الإختلاف في وجهات النظر شيء طبيعي، وأنه ظاهرة إنسانية وجدت القابلية من سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والصحابة والعلماء من بعده، إذ قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻜﻢ أن ﻟﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻫﺎ، ﻭﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻴﻨﺎ أن ﻟﻢ ﻧﺴﻤﻌﻬﺎ).
فيما بعث في إطارها إبن العباس برسالة موجهاً من خلالها سؤاله إلي ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺛﺎﺑﺖ حول ميراث الأم مفادها : (أﻳﻦ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻟﻸﻡ ﺛﻠﺚ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ من الميراث)؟، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ (ﺯﻳﺪ) رداً بليغاً ﺩﻭﻥ ﺗﻘﺮﻳﻊ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺛﺒﺎﺕ قائلاً : (ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﺭﺟﻞ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺮﺃﻳﻚ، ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺟﻞ ﺃﻗﻮﻝ ﺑﺮﺃﻳﻲ).
بينما هنالك عبارة من العبارات راسخة في ذهني مفادها : (ﺇﺫﺍ رغبت في مصادقة شخص يخلو من الاخطاء، فإنه لن تجد إلا أن تصادق نفسك، ولن تخلو أنت منها)، وهذه العبارة تترجم حقيقة أن الإنسان سيظل يصيب ويخطيء إلي قيام الساعة، وبالرغم من ذلك يستغل المساحات التي تفردها له (ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ) ووسائطها المأطره لثقافة ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ جزافاً بشكل احادي، جعل الإختلاف في وجهات النظر (فيروساً) انتشر في أوساط الناس لدرجة أن من يفرضون آرائهم أصبحوا كالقضاء يصدرون الاحكام ناسين أو متناسين أن القضاة ثلاثة قضيان في النار، وقاض في الجنة، رجل قضي بغير الحق فعلم ذاك فذاك في النار، وقاض لا يعلم فاهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاض قضي بالحق فذاك في الجنة)، (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب، لا نفضوا من حولك).

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...