الاثنين، 3 أبريل 2017

تغييرات في الفنانين والفرقة الموسيقية لبرنامج (أغاني وأغاني)

................................
علمت (الدار) من مصادرها بأن برنامج (أغاني وأغاني) المبثوث عبر قناة النيل الأزرق، قد أحدث تغيرات كبيرة وسط الفنانين والفرقة الموسيقية، وتم الاستغناء عن الفنانة أمنة حيدر، عازف الساكس الشهير عبد الهادي محمد النور الذي حل بدلاً عنه الموسيقي ياسر أبكر، كما تم الاستغناء أيضاً عن عازف الاورغ سعد الطيب، وإضافة العازفين فتحي عبدالجبار عازف آلة الجيتار وجاويش علي آلة البيز جيتار.
فيما لم يعرف إلي الآن مصير الفنانين عصام محمد نور، وجمال فرفور اللذين أشارت مصادرنا إلي أنهما وقعا عقودا مع الإعلامية سلمي سيد للإطلالة من خلال برنامجها، الذي يبث عبر قناة (الشروق) الفضائية.
من جهتها دخلت الإعلامية سلمى سيد فى تعاقد مع نجمي برنامج (أغاني وأغاني) عصام محمد نور وجمال فرفور بمبالغ كبيرة . هذا ويعتبر برنامج سلمي برنامجاً تنافسيا لبرنامج (أغاني وأغاني) إذ أنه من البرامج التي توثق لمسيرة الأغنية السودانية. وتوقع مراقبين أن تستبعد إدارة قناة النيل الأزرق الفنانين عصام محمد نور وجمال فرفور من الإطلالة عبر البرنامج.
في سياق متصل قال عازفاً تم الاستغناء عنه : ظللت منذ العام ٢٠٠٤ أتعامل مع قناة النيل الأزرق بشكل دائم، ولم أسأل يوماً عن ماذا اعطيتمنونى، ولكن نهتم بما نعطي من (نجوم الغد) إلي (ليالي رمضان) وغيرها، وفي يوم من الأيام اتصل علي المبدع الشفيع عبد العزيز ودعاني لننفذ ونخطط لفكرة جديدة اسماها (أغاني وأغاني)، وجلسنا واقترحت معه الكثير من الفنانين، وكونت معه الفرقة الموسيقية، وكان أن نجح الأمر الذي كنا في مواسمه الأولي كنا نجتمع ونحدد الملامح، ثم فجأة لم ندعي لأي إجتماع، ثم بدأت فصول الاستفزاز حينما أصبح البرنامج ناجحاً وكعادة صائدي النجاحات استلموا الفكرة، ثم بدأت (الخرمجه )، ولاتسألوا عما كنا نتقاضي من أجر طوال هذه السنوات لأنه بصراحة كان مخجلاً لا استطيع قوله.

سراج النعيم يكتب : حدد سقف الأحلام قبل الفشل



.......................................
كلما تجاوزت الأحلام سقفها الواقعي، فإنها تتبعثر ما بين الأمل والفشل، فلا يستطيع الإنسان أن يحقق منها ولو جزءاً يسيراً، خاصة وأن الإنسان لم يعد هو الإنسان الذي يفكر في مستقبله بصورة إيجابية، لأنه غير مستعداً للتضحية، أو أن يدفع ثمناً مقابل ترجمة ما يصبو إليه لواقع ملموس.
إن الإنسان في هذا الزمان ربما يكون غير مهيأ للعطاء وبذل قصاري جهده فيما يرمي، بل يكتفي بالأحلام أثناء النوم أو اليقظة، إلا أنه يتفاجأ في اليوم التالي بواقع مغاير، فمجرد ما تشرق الشمس تتبخر كل أحلامه، ويجد أن ما رسمه في الخيال صعب المنال، خاصة وان الزمان لم يعد كما كان، وبالرغم من ذلك يظل الإنسان يحلم، ويمني النفس غارقاً فيها مداعباً دواخله بها منذ نعومة اظافره، وتجد ذلك واضحاً حينما تسأل طفلاً عن ماذا يود أن يصبح في المستقبل؟ فيرد عليك ببراءته، ودون تردد طبيباً، أو مهندساً، أو ضابطاً وإلي أخره، وهكذا تظل الأحلام تكبر معه يوماً تلو الآخر، وأن كانت هناك قناعة تامة بأن الرؤية غير اضحة المعالم، أو أنها غير ممكنة، أو أنها مستحيلة لما يكتنفها من الغموض والضبابية، إلا أن المرء كلما فشل في تحقيق حلمه علي أرض الواقع، فإنه يصر عليه ليكون نشطاً بقوي خفية تدفعه لإثبات الذات.
 ويري الفيلسوف ﺩﻳﻞ ﻛﺎﺭﻧﻴﺠﻲ : (ﻛﻞ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻓﻬﻢ ﻳﺤﻠﻤﻮﻥ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ، ﻭﻳﺘﺨﻴﻠﻮﻥ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﻠﻮﻍ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻫﺬﻩ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺪﻓﻬﻢ ﻭﻏﺮﺿﻬﻢ ﻫﺬﺍ)، ولكن عندما تكون الأحلام غير المتوافقة مع الواقع يفشل، أما ذلك الذي يفصّل أحلامه وفق واقعه ينجح في حياته، لأنه لا ينجرف بها نحو تيار الآخرين، أي أنه لا يسعي  للتقليد الاعمي لمجرد أنه خضع لأفكار سالبة، والذين يخضعون للأفكار السالبة، فإنهم يكونون غير مقتنعين بها، إلا إنهم يأملون، وما بالأماني وحدها تتحقق الأحلام، وبالتالي لا يمكنهم الانعتاق عما يمضون في إطاره، وللخروج من ذلك المأزق يجب علي الإنسان أن يفكر بالطريقة المثلي، وأن يعيد حساباته، وأن يأخذ الحيطة والحذر حتي لا يكون مكبلا، فيضطر إلي أن يلجأ لنكران الواقع المرير بما فيه الموت ﻛﻮﺍﻗﻊ ملموس، وأن كان لا يمكنه إنكاره، لأنه قدر محتوم لا فرار منه، ومعروف لكل إنسان معرفة جيدة، وبالتالي أن شئنا أو ابينا آت آت.
من المؤكد أن لكل حلم تبعات تصاحبه أن تحقق أو لم يتحقق، ربما ترتقي بالقيمة الإنسانية، أو تنخفض بها، المهم أنه ينتج عنها نقصاً في قدرتنا الاستيعابية للواقع، وكلما ارتفع سقف الحلم ارتفعت معه الطموحات والتطلعات غير المحتملة لطاقة الإنسان المحدودة، ويظل هكذا إلي أن يكتشف نفسه، وحينما يفعل يكون الزمان قد سرق عمره، فكيف يكون حكيماً وواقعياً مع نفسه، لا يعني ذلك معرفتك كم يبلغ طولك أو وزنك أو.. أو.. أو... ﻭﻟﻜﻦ معرفة جوهر دواخلك قبل معرفة تفاصيل تكونك الإنساني، أي أن تكون إنساناً عميقاً من حيث تفكيرك وأحلامك، فإذا اردت اكتشاف ذاتك، فإنه ليس أمراً سهلاً، وقد تحتاج إلي وقت طويل، حتي تصل إلي نقاط قوتك وضعفك، وهذه المعرفة لا تتطلب منك أن تكون فيلسوفا بقدر ما تكون حاصلا  ﻧﺴﺒﺔ %90 ‏من الإجابات للأسئلة الموضوعة علي طاولة شخصيتك، هل تستغرق وقتاً أكثر من اللازم في اللهو أو اللعب أو الترفيه أو التواصل عبر وسائط الميديا الحديثة وغيرها؟، الإجابة ببساطة نعم، فمعظم الناس يقتنون هواتف ذكية تجوب بهم في العوالم الافتراضية، ولا يعطون أحلامهم حيزاً كبيراً، حيث يبحثون في ظلها عن أنفسهم، وليس التفكير في تحقيق الأحلام لا يعني بأي حال من الأحوال الخضوع لها بشكل كامل، وعزل الذات عن الواقع ركونا لسلطة التأثير.
من يرغب في تحقيق أحلامه باتزان، فيجب أن يوازن بين الحلم والواقع، وأن لا يخضع لاحدهما أكثر من الثاني، مع الاجتهاد لتنقية الأحلام إلي أن يصل إلي حلم يحقق له الرضا والسعادة عندها سيدرك ماذا أن يكّون ذاته، لأن الأحلام لا تمضي نحو نجاح الإنسان، إلا إذا كان متميزاً، هكذا هي المعطيات حينما توازنها ما بين الأحلام والواقع، وهكذا تكتشف أين تكمن موهبتك، وهكذا يكون إبداعك ذو حضور قوي جداً في الحياة، ومع هذا وذاك تدفعك إرادتك لإنجاز أهدافك.


إعلامي شهير يترك عمه بدار العجزة والمسنين ومفاجأة حول قصته

حكايات مأساوية لأبناء وضعوا الأمهات والآباء في دور الإيواء (2)
.................................
إعلامي شهير يترك عمه بدار العجزة والمسنين ومفاجأة حول قصته
.................................
مسؤول كبير يودع سائقه دار الإيواء واهماً إياه بإعادته بعد تلقي العلاج
.................................
جلس إليهم : سراج النعيم
......................................
حكايات (مأساوية) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني وقفت عندها بدور الإيواء للعجزة والمسنين من الأمهات والأباء الذين يعيشون وحيدين بعد أن افنوا زهرة شبابهم في خدمة فلذات الأكباد دون أن يبادلوهم ذلك الوفاء بالوفاء، فهل جرب أحداً منكم أن يسيطر عليه هذا الإحساس، المتمثل في الجلوس وحيداً لا أنيس سوي ذلك الظلام الذي يداعب وفقه الجدران المغبّر، ومع هذا وذلك هواجس لا تعرف معها ماذا يخفي لك الغد؟.
ﻭﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺩﻭﺭ ﺍلإﻳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﻋﺒﺮ ﺛﻼﺙ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻣﺪﻳﺮﻱ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺩ إلي دور الإيواء ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺃﺧﺮﻱ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻐﺮﺽ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺻﻠﺔ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﺩﻫﻢ ﺫﻟﻚ إلي ﺍﻟﺘﺴﻮﻝ ﻭﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺨﻠﻲ ﻋﻨﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﺫﻭﻳﻪ ﻭﻣﺜﺎﻝ ﻟﺬﻟﻚ ‏( ... ‏) ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺠﺮﻑ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻳﺰﻋﻢ أﻥ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻜﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ أﺷﺎﺭ إلي أﻧﻪ ﻳﻨﻔﻖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭأﺑﻨﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﻘﻴﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ‏( ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ‏)، إﻻ أن أﺳﺮﺗﻪ ﺭﻓﻀﺖ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﻤﺎﺭﺳﺘﻪ ﺍﻟﺪﺟﻞ ﻣﻤﺎ ﺣﺪﺍ ﺑﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ به باعتبار أنه مخالف للشرع والقانون، ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻤﻞ علي ﻟﻢ ﺷﻤﻠﻪ مجدداً، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻻﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻋﺪ ﻳﺤﺪﻭﻫﺎ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ للأﺟﻮﺍﺀ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﻘﺪﻭﻫﺎ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﺘﻌﻮﻳﺾ قدراً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭأﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺴﻨﻴﻦ ﻣﻔﻘﻮﺩﻳﻦ ﻳﺘﻢ إﺣﻀﺎﺭﻫﻢ إلي ﺩﻭﺭ ﺍلإﻳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻟﻢ ﺍﻟﺸﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺷﺮﻃﺔ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﺎلإﺿﺎﻓﺔ إلي أﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ علي ﺃﻣﺮ ﺩﻭﺭ ﺍلإﻳﻮﺍﺀ ﻳﺴﻌﻮﻥ سعياً حثيثاً ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﺑﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺃﻭ إﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺘﺮﻓﻴﻬﻴﺔ ﻭإلي ﺁﺧﺮﻩ، ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺄﻃﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍلأﻓﻜﺎﺭ لدي ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺣﺘﻲ ﻳﺘﺄﻛﺪﻭﺍ أﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻟﻢ ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺒﺬﻫﻢ أبداً ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺴﻤﺢ ﺩﻭﺭ ﺍلإﻳﻮﺍﺀ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻠﻨﺰﻫﺔ أﻭ إلي الالتقاء بالأصدقاء، ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺫﻭﻳﻬﻢ ﺃﻭ اصدقائهم إﻥ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻲ أﻱ ﻭﻗﺖ ﻭﻓﻲ أﻱ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ ﺍلأﺳﺒﻮﻉ.
وأدلف في الجزء الثاني إلي ﻗﺼﺔ هذا المسن المنتمي لأﺳﺮﺓ إﻋﻼﻣﻴﺔ شهيرة، إذ أنه ﻋﻢ أحد الإعلاميين ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻮﺭته عبر ﺷﺎﺷﺎﺕ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ، ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻭﻳﻄﻞ ﺻﻮﺗﻪ عبر ﺍﺛﻴﺮ الإﺫﺍﻋﺎﺕ، ﻭﻟﻜﻨﻪ رغماً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺮﺹ علي ﺍﺣﺘﻀﺎﻥ ﻋﻤﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮﻩ معه، ﺧﺎﺻﺔ ﻭأﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻪ أﺑﻨﺎﺀ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﻼﻣﻲ ﺃﻻ ﻳﺤﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﺍلأﺟﻮﺍﺀ ﺍلأﺳﺮﻳﺔ ﻟﻤﺠﺮﺩ أﻧﻪ ﺗﻘﺪمت ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ قادراً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ، ﻓﻴﻤﺎ أﻧﻪ أﺻﺒﺢ متأقلما ﻋﻠﻰ هذه ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ رغماً عن أنها ﻏﻴﺮ مأﻟﻮﻓﺔ ﻟﻪ قبلا، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﺪ إلي ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ ﺑﺘﻮﺯﻳﻊ ﺍلإﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺰﻻﺀ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻣﻌﺎ، ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺤﻜﻢ أﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ إلي ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻻﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ.
ﺃﻣﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ انتقلت إلي ﻧﺰﻳﻞ آﺧﺮ وجدت أﻧﻪ ﺗﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻭﺍﻟﺸﺮﻭﺩ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﻻﻳﺪﺭﻱ ﻋﻨﻬﺎ أﻱ إﻧﺴﺎﻥ شيئاً، إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ أﻥ ﻳﺘﺠﺎﺫﺏ ﻣﻌﻪ أﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﻮﻝ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻪ، ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ برتبة النقيب ﻓﻲ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ، وسكرتيرا ﻻﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ إﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻤﺎﻳﻮﻱ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ لي : ﻟﻢ ﺃﻛﻦ أﺗﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ أﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻲ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ، ﻷﻥ ﻓﻜﺮﺓ إﻳﺪﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ ﺍلإﻳﻮﺍﺀ ﻓﻜﺮﺓ ﻻﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ.
ﻭﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ أﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻛﻨﺖ متزوجا، ﻭﻟﺪﻱ أﺑﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ (ﺑﻴﺮﻭﺕ) ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺪﺕ ﻣﻨﻬﺎ إلي ﻭﻃﻨﻲ رغماً ﻋﻦ إﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ مستقراً ﻫﻨﺎﻙ، ﻭأﺛﻨﺎﺀ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻫﻨﺎ أﺻﺒﺖ ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ إﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻤﺪ ﻟﻲ ﻳﺪ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻜﺜﺖ ﻓﻲ إﻃﺎﺭﻩ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺑﻄﺮﻑ ﺷﻘﻴﻘﺘﻲ، إﻻ إﻧﻨﻲ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺐﺀ أﺻﺒﺢ عليها ثقيلاً، ﺑﺎلإﺿﺎﻓﺔ إلي إﻧﻨﻲ ﻗﻴﺪﺕ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻲ إﻻ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍلأﻳﺎﻡ إﻧﻨﻲ ﺫﺍﻫﺐ إلي ﺻﺪﻳﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﻌﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻘﺼﻴﺮﺓ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺷﻌﺮﺕ أيضاً ﺑﺎﻧﻨﻲ عبئاً ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺣاﻞ أﻧﺘﻬﻲ ﺑﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ إلي ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻣﺆﻟﻢ ﻧﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻢ ﺣﺴﻦ ﻃﻪ ﺑﻴﻮﻣﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ أكثر من ‏(60 عاماً) إذ أنه ﻗﺎﻝ : ﺗﻌﻮﺩ ﺟﺬﻭﺭﻱ إلي ﻣﺪﻳﻨﺔ (ﺣﻠﻔﺎ) التي آتيت منها إلي العمل في ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﺍﻗﻤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﻒ ﺷﺮﻕ، وعندما ﻣﺮﺿﺖ اﺳﻌﻔﺖ إلي ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ، إﻻ أﻥ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺟﺮﻳﺖ ﻟﻲ ﺑﺎﺀﺕ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ، ﻣﻤﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﻫﻢ إلي إﺣﻀﺎﺭﻱ إلي ﻫﻨﺎ، ﻭﺳﺒﻖ ﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﺖ، ﻭﻟﻢ ﺃﻧﺠﺐ ﻷﻧﻨﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1946 ﻡ.
ﻭﺍﻟﺘﻘﻂ ﻣﻨﻪ ﻗﻔﺎﺯ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺰﻳﻞ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻤﻮﻟﻲ ﺑﺨﻴﺖ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ‏( 100 عاماً‏) حيث ﻗﺎﻝ : أﻧﺎ أصلاً ﻣﻦ ﺯﻫﺮﺓ ﻣﺪﻧﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ آﺗﻲ ﺑﻚ إلي ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ؟ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻥ ﺃﺧﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﻀﺮﻧﻲ إلي ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﺖ، ﻭﺍﻧﺠﺒﺖ ﺑﻨﺘﺎ ﺗﻮﻓﺖ إلي ﺭﺣﻤﺔ ﻣﻮﻻﻫﺎ، ﺃﻣﺎ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻓﻘﺪ ﺭﻣﻴﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ
ﻭﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮﻝ الاخصائي : ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ خدماً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ، ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﻮﺩﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﺩﻭﺭ الإﻳﻮﺍﺀ ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻴﻄﻌﻮﻥ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﻣﺜﻞ ﺇﺩﺧﺎﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺃﻭ أﻱ ﺧﺪﻣﺔ أﺧﺮﻱ ﻳﺤﺘﺎﺝ إﻟﻴﻬﺎ، ﻣﻤﺎ ﻳﻀﻄﺮﻫﻢ ﺍﻷﺗﻴﺎﻥ ﺑﻬﻢ إلي ﻫﻨﺎ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺼﻞ إلي ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻠﻪ إﻻ أﺑﻨﺎﺋﻪ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻻ ﺗﻌﻤﺮ كثيراً ﻓﻬﻢ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ إلي ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻻﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ أﻭ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺳﺘﻼﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭ.
ﻭﺗﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﻗﺼﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻭﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ أكثر من ‏(70 عاماً‏)، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ سائقا ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أم درمان، ﻭﻗﺎﻝ : ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺪﺩﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ صغيراً إلي ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ مقيماً ﻓﻲ حي (اﻟﻌﺒﺎﺳﻴﺔ) ام درمان، إلا أن ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻟﻢ ﻳﺪﻋﻨﻲ أﺗﺰﻭﺝ، ﻓﻴﻤﺎ أﻧﻪ ﻟﺪﻱ أﺷﻘﺎﺀ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻜﺎﻧﻬﻢ، ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻧﻲ إلي ﻫﻨﺎ ﻫﻮ إﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ أﻋﻤﻞ ﻣﻊ مسئوﻝ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﺣﻀﺮﻧﻲ أﺑﻨﺎﺀ ﻋﻤﻪ إلي ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﻨﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻌﺪ أﻥ ﺃﺻﺒﺖ ﺑﺎﻟﻌﻤﻲ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺼﺮﻱ إﻻ ﺑﻌﺪ أﻥ أﺟﺮﻳﺖ ﻟﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ آﺗﻲ ﺑﻲ إلي ﻫﻨﺎ، ثم ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : سأﺩﻋﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ (ﺍﻟﺪﺍﺭ) إلي ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺎﻟﺞ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺍﻟﻲَّ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2008 ﻡ .
ﻓﻴﻤﺎ ﺍﺑﺘﺪﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺣﺴﻦ ﺭﻭﺍﻳﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼً : ﻛﻨﺖ ﻣﻐﺘﺮﺑﺎً ﺑﺎﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻋﻤﻠﻲ ﻓﻲ ﻭﺭﺷﺘﻲ ﺍﻋﺘﺪﻯ ﻋﻠﻰَّ أﺣﺪ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ، ﻣﻤﺎ ﺳﺒﺐ ﻟﻲّ ﺟﺮﺍﺀ ﺫﻟﻚ ﺇﻋﺎﻗﺔ، ﻭﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮﻧﻲ ﺇلي ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ أﻗﻄﻦ ﻓﻴﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﺪ إﻧﻨﻲ ﻟﺪﻯ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﺃﺷﻘﺎﺀ ﻛﻨﺖ أﻋﻮﻟﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻌﺎﻗﺎً ﺣﺮﻛﻴﺎً .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺴﻦ ﺣﺴﻦ ﻭﻟﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﺤﺮﻱ ﻭﺩﺭﺳﺖ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻳﺪ، ﺛﻢ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻬﻨﺪﺳﺎً ﻟﻤﺪﺓ ‏(37 ﻋﺎﻣﺎً)، ﻭﺃﺳﺮﺗﻲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﺑﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻣﻘﻴﻤﺎً ﻣﻌﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺇﺑﻌﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺘﻠﻔﻴﻖ ﻻ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺣﻴﺚ ﺷﺎﻫﺪﺕ ﻃﻔﻠﺔ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻼﻋﺘﺪﺍﺀ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻲ ﺇﻻ ﻭﺃﻭﻗﻔﺖ ﻋﺮﺑﺘﻲ ﻣﺘﺮﺟﻼً ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻗﻤﺖ ﺑﺎلإﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺍﻟﺠﺮﻡ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩي ﺇلي أﻥ ﺗﺴﺘﺪﻋﻴﻨﻲ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﺿﺮﺑﺘﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺼﻴﺮﻱ ﺍﻹﺑﻌﺎﺩ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺎﻡ ﻭﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ .

ونواصل



الخميس، 30 مارس 2017

سراج النعيم يكتب: هذه الكاتبة وقعت في المحظور بسبب لص (السفنجات)


 
تنتشر الشائعات في المجتمعات بسرعة البرق، دون أن نكتشف مؤلفها أو مفبركها، أو ناشرها، أو من المستفيد منها، وهي في الغالب الأعم تبدأ صغيرة ثم تكبر.. وتكبر إلي أن تصبح حقيقة مسلم بها، فضلاً عن تداولها علي نطاق واسع عبر الميديا الحديثة، والأغرب أن هنالك طبقة مستنيرة تصدقها، ولا تكتفي بذلك بل ترسلها عبر قروبات (الواتساب) مصحوبة بسؤال عن مدي صحتها، والشيء المؤسف حقاً هو أن تكون المنابر الإعلامية مصدراً للقلق والإزعاج وخلق الفوضى وزعزعة الناس والمجتمع، الذي أضحي محتاراً في الرسائل الإخبارية المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولربما تكون منصات انطلاقتها الأساسية (ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ)، خاصة وأنها تحمل بين طياتها أجندة ربما تكون سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو فنية، وإلي أخرها، ومن الأمثلة الراسخة في ذهني سقوط إحدى الكاتبات في فخ شائعة (لص السفنجات)، الذي كتبت عنه مقالاً صحفياً عبر إحدى الصحف السيارة، عبرت من خلاله عن دهشتها واستغرابها لعقد مؤتمر صحفي حول الأمر، والحقيقة التي لم تكترث لها هي أن الخبر كان مفبركاً ولا أساس له من الصحة، وبالتالي كان في مقدورها الاتصال بالجهات المعنية بالشائعة أوالصحيفة المنسوب لها الخبر.
 من الظاهر أن مفبرك الخبر استفاد من التكنولوجيا الحديثة (الفوتوشوب) في خدع من تصله الرسالة، إلا أنه كان يفترض أن تكلف الكاتبة نفسها وتبحث عن الحقيقة قبل أن تسقط في فخ (الشائعة)، التي اكتفت في إطارها بمساعدة مؤلفها بالمزيد من النشر، كما أنها منحتها صك المصداقية وأعطتها المشروعية، وبالتالي غرقت هي وأغرقت معها عدداً من القراء في الخطيئة، رغماً عن أن مثل هذه الشائعات لا تنطلي علي تلميذ في مرحلة الأساس، ناهيك عن كاتبة معروفة، ولديها خبرتها الإعلامية الطويلة، والغريب في الأمر إنني لم أطالع أي اعتذار.
 في الغالب الأعم تجد الشائعات احتجاجاً، وينبري لنفيها من يلمون بحقيقة القضية المفبرك حولها الخبر، ﻟﻜﻦ هذا النفي يأتي ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ الشائعات قد ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، وأصبحت واقعاً مسلماً به.
 فيما يعمد البعض إلي حبك (الشائعة) بشكل محكم، ومن ثم يهيئون المتلقي لاستقبالها، ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ الذين يشغلون بها الناس والمجتمع لما تمتاز به من الغموض، وعدم إيضاح التفاصيل التي تكون منسوجة علي معلومات بسيطة، حيث تبدأ صغيرة ثم تكبر.. وتكبر تدريجياً أن تصبح أكبر أكذوبة، وربما مع كثرة تداولها تصبح قضية رأي عام، خاصة في ظل تطور وسائط (العولمة) وسرعة نقلها للأخبار المفبركة التي ينسج خيوطها أشخاص أكثر احترافية.
 بينما نجد أن الشائعات ترتكز دائماً علي الأخبار التي تتسم بالغموض، مع التأكيد أن المفبرك يستند علي بعض المعلومات الصحيحة التي يمزجها ببعض المعلومات من خياله، عندما ينشرها ﻳﺼﻌﺐ علي المتلقي تدارك المعلومات الحقيقية من الخيالية.
 ومن الأسباب التي تفرز الشائعات التعتيم الذي تمارسه بعض الجهات علي الأخبار، الأمر الذي يجعل المعلومات غائبة عن الجمهور، وبالتالي تكون لديه قابلية لتلقي الشائعات التي يحللها بالكيفية التي تروق له، لذا علي تلك الجهات الرسمية تمليك الأخبار للإعلام، الذي بدوره يملكها للمتلقي.
 وعندما نضرب مثالاً حول الشائعات ذات الأهداف السياسية يجب أن نقف فيما حدث إبان ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، حيث سرت في إطارها ﺷﺎﺋﻌﺔ قوية تشير إلي هروب العقيد معمر القذافي ﻣﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ما حدا به الظهور علي شاشة التلفاز وهو يقف ﺃﻣﺎﻡ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ حتى يتمكن من إثبات أنه مازال ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وهذا يؤكد أن للشائعات مآرب تتماشي مع أفكار من يفبركونها، فمنها ما يستهدف الخصوم ومنها ما يستهدف المنافسين في السوق التجاري وإلي أخرها.
 ومن أكثر الشائعات تأثيراً في المجتمعات الأخبار الزائفة، التي تنال حظها من الانتشار سريعاً، فضلاً عن تداولها بين الناس ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻬﻢ أنها حقيقة مسلم بها، وينتقي من فبروكها الأخبار المثيرة خاصة المستهدفة للنجوم والمشاهير أو الجهات المرتبطة بالجمهور، مما يدفع ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ للفضول، رغماً عن أن الأخبار تبدو في ظاهرها شائعة لا أكثر، لأنها (مجهولة) المصدر ولا يمكن الوثوق فيها، وأن كانت تحمل بين طياتها بعض المعلومات الصحيحة بدوافع التمويه والإيهام للمتعامل معها، وتشير الإحصائيات إلي (80 %) من تلك المعلومات يتساقط من الخبر بعد التداول من شخص إلي أخر.
بقلم
 سراج النعيم

*بعد (37) عاماً مغترب يطلق زوجته بسبب وفاة نجله عطشاً*

🌍
--------------------------------------
*أربعة أشخاص راحوا ضحية (العطش) بسبب عطل في إطار العربة*
----------------------------------- 
*تاه أبطال القصة المؤثرة في طريقهم إلي شمال السودان*
---------------------------------------
*جلس إليه : سراج النعيم*
-------------------------------------
كشف المغترب (و.ع) القصة المؤثرة والحزينة لوفاة نجله وعدد من أفراد الأسرة البالغ عددهم (44) أشخاص ما بين ذكر وأنثي، وذلك نتيجة العطش، كما أنه وضع الأسباب التي استدعته إلي تطليق زوجته بعد (37) عاماً من الاغتراب من أجلها وأجل أبنائه، وروي في ذات السياق كيف فقد حصاد غربته الذي جناه علي مدي السنوات الماضية من خلال هجرته في دولة خليجية.
 قال : بدأت قصتي قبل أن يتوفي أربعة أشخاص من أسرتي دون ذنب اقترفوه في حياتهم، سوي أنهم كانوا ضمن الرحلة المشئومة التي مازالت تسيطر علي تفكيري، وبالتالي لا أدري ماذا أفعل، وكيف أروي قصتها المؤلمة؟، المهم أن الأربعة الذين ماتوا عطشاً هاجرت من أجل أن أوفر لهم عيشاً كريماً ومستقبلاً زاهراً من حيث بناء المنزل لنجلي البالغ من العمر (14) عاماً، بالإضافة إلي زوجتي التي فرضت عليه السفر الذي أصيبت في إطاره العربة بـ(عطب)، لم يضع في ظله سائقها احتياطيات حدوث الإشكالية، كما أنه لم يكن يحمل زاداً، مثل الأكل والشرب، وبالتالي عندما توقفت العربة في المنطقة الخلوية ظلوا ينتظرون الفرج من عند الله سبحانه وتعالي، إلا أن الإنتظار طال.. وطال، ومع هذا وذاك المكان كان خالياً من أي اثار للحياة ولا يبعث بالأمل في النجاة، وهكذا كانوا ينتظرون أما فرجاً أو موتاً، فيما دب في دواخلهم إحساساً بالخوف والقلق من المصير المجهول الذي ينتظرهم.. 
 وتابع : أكثر ما حز في نفسي أن حقيقة هذه الرحلة المؤلمة غائبة عن الناس، لذا قررت أن اكشف ملابساتها الأغرب إلي الخيال، وكنت طوال السنوات الفائته أتسأل لماذا أترك الأمر يكتنفه الغموض، دون أن افك طلاسمه وبعد صراع مرير مع النفس، قررت كشف الحقيقة وأن لا اخفيها خوفاً مهما كانت النظرة بعد ذلك، ما السر الذي قاد الضحايا الأربعة إلي الموت عطشاً؟.
 وتسأل والدموع تبلل خديه، دون أن يأبه بها، لماذا الصمت؟ هكذا تسأل ثم تمالك نفسه قائلاً : في تسعينيات القرن الماضي عدت إلي السودان من الخليج لقضاء إجازة قصيرة مع أسرتي، فتفاجأت بأن زوجتي كانت تنفق كل الأموال التي أرسلها من الاغتراب الطويل في اتجاهات لا علاقة لي بها، ولا تولي أبنائي اهتماماً، بل تركز جل اهتمامها علي استضافة الاخرين للتفاخر والتباهي، والصرف ببذخ عليهم، دون عمل حساب لمستقبلي والأبناء، وهكذا استمر الحال علي ما هو عليه إلي أن اكتشفت هذه الحقيقة التي دفعتني إلي تطليقها، علماً بأن السبب في ذلك إحدي شقيقاتها التي كانت تستغلها لمصلحتها الشخصية، الأمر الذي وجدت معه نفسي مضطراً لأخذ إجازة والعودة إلي السودان لحسم الفوضي التي كانت تحدث في غيابي ما بين الفينة والأخري، وكان أن واجهت شخصاً ما مؤكداً له أنه ارتكب خطأ في حقي، ووضعت علي منضدته أسماء بعض الشهود، فلم يكن أمامه بدأ سوي أن ينهار ويسجل إعترافاً بأنه مخطئاً، وهو الآن نادماً علي كل ما حدث منه في تلك الفترة الماضية، ثم أنتهي الحوار بيني وبينه، وما أن خرجت من منزله، إلا وتفاجأت به يتصل بزوجتي ويروي لها مواجهتي له، وعندما دلفت إلي منزلي قالت لي زوجتي متسائلة لماذا ذهبت إلي (.......)، وتحدثت معه في هذا الموضوع؟ فقلت هل تريدنني أن اتركه، المهم وجدت طليقتي تدافع عن الباطل، فسقطت من نظري.
 وأضاف : عدت إلي الدولة النفطية بعد أن انجزت مهمتي بنجاح، وفي إحدي مدنها التقيت شخصاً دار بيني وبينه حواراً بدأه بسؤالي من أين أنت؟ فأجبته من شمال السودان الذي لدي فيه قريبي المعروف (..... ) باعتبار أن المجتمع الريفي مجتمع يتعارف افراده مع بعضهم البعض، ما حدا بذلك الشخص أن ينظر لي عميقاً، ثم يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وينهض من جواري مسرعاً، ومن تلك المدينة سافرت إلي مدينة خليجية أخري لمزاولة عملي، وهناك قابلت شخصاً تربطه صلة قرابة بذلك الشخص، فرويت له القصة كاملة، فما كان منه إلا واتصل به هاتفياً، وتحدث معه حول ما أشرت به مسبقاً، وبعد أيام من ذلك الحوار أرسل لي خطاباً مليئاً بالإساءات والشتائم، مما دفعني إلي أخذ إجارة أخري والمجيء للسودان، وذهبت إليه مباشرة وسألته عن الخطاب الذي ارسله لي؟، فقال : عندما كتبته كنت غاضباً منك، وبما أنه فعل في لحظة غضب سامحته، وكان أن أعلن توبته من الذنب الذي اقترفه في حقي، إلا إنني تفاجأت به يتمادي في غيه بعد أن شددت الرحال إلي الخليج.
وأردف : شخصيات هذه القصة ابدأ تشريحها بزوجتي، وتبلغ من العمر (244) عاماً، أما بطل القصة فهو شخصية تتسم بحب السيطرة، متزوج وله أبناء، الشخصية الثالثة تحب الأكل بصورة خيالية، الشخصية الرابعة شابة تزوجت في سن مبكرة وعاشت معظم عمرها شمال السودان، أي أنها لم تعش في المدينة كثيراً، الشخصية الخامسة تبلغ من العمر (14) عاماً، ومن صفاته أنه ذكي، ولكن قليل الخبرة عاش عمره سالف الذكر في المدينة، إلي أن توفي في رحلة العطش، الشخصية السادسة له عدد من الزوجات، الشخصية السابعة فتاة حضرت من الشمال للدراسة في هذه المدينة الخرطومية، إلا أنها كانت (بليدة)، وتحب خلق الفتن بنقل الكلام من شخص لاخر لإيقاع الناس مع بعضهم البعض، تتابع المسلسلات بصورة منتظمة، ولا تخاف من أحد، ودائماً ما تميل إلي مقاطعة الناس بدون أسباب شملت رحلة الموت عطشاً عدد من الأشخاص توفي منهم أربعة، حيث بدأت الرحلة الحزينة من قرية شمال السودان، إذ تحركت بهم العربة إلي إحدي المناطق في ذات الاتجاه الذي تنتظرهم فيه زوجتي وابني، وهكذا تحركت بهم العربة من هناك في طريقهم إلي المدينة المعنية، وفي منتصف الطريق توقفت العربة لانفجار حدث في إطار من إطاراتها، مما أدي إلي توقف العربة في الصحراء، ولم يكن السائق يضع في اعتباره أي احتمالات، الأمر الذي جعل تلك الرحلة مأساوية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني، وهكذا مات الأربعة عطشاً، وتم دفنهم جميعاً، علماً بأن الرحلة تمت ودرجة الحرارة فوق الـ(45) درجة، المهم أن العربة توقفت وجلس قائد العربة يفكر في مخرج، ولم يكن هنالك حل غير أن يذهب إثنان منهم إلي مقهي من مقاهي أقرب مدينة إلا أنهما لم يعودا مرة أخري، في حين أن من بقوا في الصحراء كانوا يتزودون بماء قليل جداً، إلي جانب أن الشمس كانت ساطعة جداً، ما اضطر إحدي السيدات خلع ثوبها ليكون ظلاً لهم، بعد أن تم شده بين الشجرة والعربة المتعطلة، إذ أنها لم ترتديه مرة أخري، وكلما مرت دقائق كانت الحرارة تزداد إرتفاعاً، وظلوا علي ذلك النحو إلي أن انقضي النهار باكمله، ودخلوا في العصر والذي انتهي بعده الماء الذي تبقي لهم، وكانت السيدة التي خلعت ثوبها تجلس بجوار شقيقتها، وقرر أحدهم الذهاب ناحية مدينة أخري، إلا أنه نُصح بأن المسافة إليها بعيدة جداً، إلا أنه اصر اصرارا شديداً علي تنفيذ فكرته نحو المصير المجهول، وفي تلك اللحظات شعر بشيء يتحرك بجواره، وحينما التفت حوله وجده حيوان امسك به، دون أن يقاومه، وجلس تحتها وبدأ يرضع في لبنها، وهكذا إلي أن ارتوي من حليب (الماعز)، وبدلاً من أن يقويه ذلك اللبن، تفاجأ بأنه لم يستطع الوقوف راجلاً وكل قواه انهارت تماماً، وفي اليوم التالي جاءت نحوهم عربة من المدينة، ووجدت سائق العربة قد فارق الحياة، ومن ثم عرفوا أن هنالك اناس آخرين تحركوا لإنقاذهم، وكان أن وصلوا إليهم ولكن بعد فوات الأوان حيث وجدوهم قد توفوا إلي رحمة مولاهم، ومن حسن حظ ذلك الشاب أن وجدوه علي قيد الحياة فتم اسعافه إلي المستشفي.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...