الأحد، 14 يونيو 2015

رسالة شكر من شباب وأهالي الجريف شرق لمجموعات ( أوتار الأصيل ) حول احتجاجات الجمعة

بعث الشاب لمعي الفكي بالإنابة عن شباب.. وأهالي الجريف شرق برسالة شكر إلي مجموعات ( أوتار الأصيل ) لطرحها الإحتجاجات يوم الجمعة والتي راح ضحيتها شاب من شباب الجريف. وجاء في الرسالة الأستاذ سراج النعيم اشكرك من داخل أعماقي جزيل الشكر بالإنابة عن شباب.. وأهالي منطقة الجريف شرق.. لأنك قمت بعمل جميل.. وأنت دائما اعمالك جميلة.. فشكرا لك.. وأنت تنشر موضوع الجريف شرق بحيادية تامة عبر مجموعتك ( أوتار الأصيل ) بالواتساب.. والفيس بوك.. وقوقل.. وتويتر. وأضاف في رسالته ( لأوتار الأصيل ) : والله اجحفوا في حق مواطني الجريف شرق الذين لم يحملوا السلاح.. إنما طالبوا بحقهم بصورة سلمية.. وحضارية.. فكيف تطلق النار علي شاب من شبابها هو اعزل.. وليس له ذنب سوي أنه يحس بظلم طاله.. كما طال كل أهل المنطقة الذين عندما احتجوا.. احتجوا علي أراضيهم بعيدا عن الدوافع السياسية. ومضي : نحن أهل الجريف شرق نتابع كل ما تكتب.. ويكتب عبر مجموعاتك ( أوتار الأصيل ) لما فيها من مصداقية.. وجرأة في الطرح للقضايا التي تهم المواطن. لمعي الفكي بالإنابة عن شباب وأهل ( الجريف شرق)

الخميس، 11 يونيو 2015

صورة لأوباما و أنجيلا ميركل في بافاريا تتحول إلى مادة للسخرية عن طريق مجموعة من الصور المشابهة

خلد بيت سوزا المصور الرسمي للبيت الأبيض لحظة استرخاء جمعت بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما و المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل قبل الجلسة الختامية لقمة السبع التي انعقدت في بافاريا. فأثار التناقض بين وضعية المسؤولين السياسيين انتباه وسخرية رواد الشبكة العنكبوتية ، فاوباما مسترخ ويتأمل جبال الألب ، بينما ميركل واقفة وتقوم بحركات كثيرة -فيما يبدو – لشرح موضوع جدي. فقام المتصفحون بتخيل عدة وضعيات، واستفادوا من تقنية الفوتوشوب للتلاعب بالصورة وإعطائها طابعا كوميديا كما يظهر في هذه الصور.

مئات الآلاف يواجهون الجوع في جنوب السودان

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأربعاء، إن مئات الآلاف من الأشخاص مهددون بالجوع في جنوب السودان حيث تسبب تصاعد القتال ونقص الغذاء في حرمان البعض مما يمكن أكله باستثناء نبات زنبق الماء. وأضافت المنظمة الإغاثية أن القتال تصاعد في جنوب السودان خلال الأسابيع الماضية وأنه من المستبعد استئناف محادثات السلام قريبا. وقالت إن أكثر من 100 ألف شخص فروا من الاشتباكات التي دارت في الآونة الأخيرة بين المتمردين والقوات الحكومية لينضموا إلى مليونين شردهم الصراع الذي بدأ في ديسمبر/كانون الأول 2013 . وقالت اللجنة في بيان “ينبغي التحرك بشكل عاجل لإنقاذ مئات الآلاف من الأشخاص في جنوب السودان من الجوع”. وأضافت أن هؤلاء من بين ما يقدر بنحو 4.6 مليون شخص في جنوب السودان يواجهون ضعفا شديدا في الأمن الغذائي ارتفاعا من 2.5 مليون في بداية العام وسط ارتفاع الأسعار وتناقص المخزونات وفي ظل وضع اقتصادي “كارثي”. وقال فرانز راوشنشتاين رئيس وفد الصليب الأحمر في جنوب السودان في مؤتمر صحفي في جنيف: “الكثيرون في منطقة لير (بولاية الوحدة) أكلوا زنبق الماء في الأسابيع الماضية – حيث كان وجبتهم الوحيدة.. الطعام الوحيد المتاح”. وأضاف متحدثا “قد تواصل معدلات سوء التغذية الارتفاع في المناطق التي أبلغ فيها بالفعل عن مستويات حرجة أو خطيرة من سوء التغذية ومنها مناطق في جونقلي وشمال بحر الغزال وولاية أعالي النيل”. ويهدف الصليب الأحمر لتوزيع حصص غذائية على 330 ألف شخص هذا العام في جنوب السودان في ثاني أكبر عملية له في أنحاء العالم بعد سوريا. وقال راوشنشتاين “لا أتحدث عن مجاعة في الوقت الحالي.. الوضع لم يصل إلى هذا حتى الآن. لكن من الممكن أن نصل إلى وضع أشد سوءا لا سيما في الشهور الثلاثة أو الأربعة القادمة”. وأضاف أن القتال تصاعد لعدة أسباب خاصة في شمال ولاية جونقلي وفي ولايتي الوحدة وأعالي النيل. وقال “في غياب حل سياسي من الواضع أن احتمال البحث عن نصر عسكري يكتسب قوة دافعة مجددا.. وأعتقد أن هذه بالتأكيد هي الفترة التي نواجهها”. الجزيرة

تبادل حمل الأحذية بين الزوجين آخر تقليعة في صور الزواج السوداني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ آخر ( تقليعة ) أدهشت مرتادي مواقع التواصل الإجتماعي في السودان ، بتبادل الزوجين حمل أحذيتهم ، بأن يحمل العريس حذاء زوجته وتحمل الأخرى حذاء زوجها ويعلقانه عند كتفيهما ويتم التصوير . وكانت مواقع التواصل الإجتماعي قد تداولت قبلها ، صوراً لعروس تطأ زوجها برجلها قيل أنها آخر ( تقليعة ) في صور الإستديوهات للعرسان حديثي الزواج ، ويظهر في الصورة العريس وهو مستلقي على ظهره بالأرض وعروس تطأه برجلها على صدره وهو مبتسم . ولاقت الصور سخرية وإنتقاداً كثيفاً ، وصفه البعض بأنه إهانة للرجل و سلوك غير مقبول في حقه ، في حين رد آخرون ( سيد الحق راضي ) ، وبدأت في الفترة الأخيرة تظهر تقليعات غريبة ومدهشة في عالم العرسان حديثي الزواج ، كان آخرها العروس التي دخلت صالة الأفراح وهي محمولة على أريكة مزركشة يحملها أربع رجال يرتدون ملابس الفراعنة . ان يحمل العروسين الأحذية لبعضهما ..يمكن أن تكون نوعا ما مقبولة.. ولكن..إن يسمح لها بأن تدوسه بالجذمة فهذا دليل حب العريس للجذمة وليس العروس.. وطالما اظهر حبه للجزمة فهذا دليل آخر علي أنه عاش حياته كلها تحت الجزمة. . وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول عرسان جزم بمعني الكلمة .. ولهم أن يفتخروا بلقب ناس جزم. منقول قروبات أوتار الأصيل

ملخص لمحاضرة د. غازي صلاح الدين اليوم بالمعهد الملكي للشئون الدولية (تشاتهام هاوس ) بلندن

قدم برنامج افريقيا بالمعهد الملكي للشئون الدولية في لندن ( تشاتهام هاوس ) الدكتور غازي صلاح الدين رئيس حركة الاصلاح الآن صباح اليوم الأربعاء الموافق ١٠ يونيو ٢٠١٥ في محاضرة بعنوان : مستقبل الحكم في السودان: المقومات لحوار شامل للجميع ، وقد أدارت الندوة السفيرة البريطانية السابقة في الخرطوم السيدة روزالند ماريزدن. قدم الدكتور غازي صلاح الدين روية شاملة لسير الحوار الوطني ومستقبله واللاعبين الأساسين في الحوار والمقومات المطلوبة لنجاحه. وانتقد موقف الحكومة التي أعلنت عن رغبتها في الحوار وصادفت دعوتها استجابة واسعة من جميع القوى السياسية ولكن خلال عام كامل اثبتت الحكومة عدم جديتها في تهيئة الإجواء الضرورية لحدوث الحوار ، بل بالعكس فان ممارساتها تكشف عن الحوار ليس من أولوياتها اذ انها سرعان ما انشغلت بالانتخابات والبحث عن تحالفات إقليمية وصفها بانها تحالفات ظرفية ولا تدل على انفتاح في العلاقات الخارجية. وقال بان اللاعب الثاني في الحوار هو القوى السياسية والحركات المسلحة، وأشار الى ان على القوى السياسية تقوية الممارسة الديمقراطية في منظوماتها الحزبية، كما دعى الى تعزيز التنسيق بينها، وقال بان السودانيين الان اقرب من اي وقت مضى للاتفاق وقال بان اتصالاته المتعددة بالقوى السياسية أكدت له ان السودانيين اكثر حكمة من ذي قبل ويدركون ان الاتفاق على قضايا هيكلية ممكن ومتاح ومطلوب . وحول الخلافات بشأن الهوية والمنطلقات الاسلامية والعلمانية قال بان هذه قضايا للتنافس وليست مصادر اختلاف وانه على القوى السياسية تقديم الاتفاق على الاجراءات التي تحكم ممارستها لهذا التنافس على محاولة الاتفاق على القضايا الفكرية، وان تصوب جهدها في طرح الأفكار للشعب ليحكم بشأنها ويختار ما يراه بشأن علاقة الدين بالدولة او الهوية الوطنية. وأشار الدكتور غازي الى الالية الافريقية بوصفها اللاعب الثالث في الحوار الوطني باعتبارها الوسيط والراعي، وانتقد بطء حركتها في التحضير للحوار وقصور اتصالاتها عن الوصول الى قطاعات شعبية غير منضوية تحت الأحزاب والقوى السياسية. وشدد الدكتور غازي على ان السودان يحتاج الى إصلاح اداري عاجل،وقال بان نمط الحكم المركزي الذي أسسه الإنجليز اثار أسئلة اساسية بشأن مناسبته لحكم السودان، وان الدعوات لحكم فيدرالي نشأت حتى قبل الاستقلال، وهي الان اكثر الحاحا. بل ان نظام الحكم الرئاسي نفسه يخضع لنقاش حول فاعليته وقد شهد النقاش اطروحات متعددة بين النظام الرئاسي والبرلماني ودعوات لنظام خليط يجمع بين الاثنين . وقال بان والإصلاح الاداري يكتسب اهمية ربما تتقدم على الديمقراطية نفسها. وفي اجابة على سوْال مراسل الإيكونوميست بشأن مستقبل حركة الاصلاح الان قال بانه شخصيا منفتح جدا بشأن بقاءها حركة ضغط او تحولها الى حزب سياسي ليس بالضرورة بالمعنى التقليدي للحزب. ولكنه أشار الى ان مستقبل التيار متروك لعضويته عبر مؤسساته تقرر بشأنها. وردا على سوْال من الصحفي جوناثان ستيل بصحيفة الغارديان بشأن رؤيته الشخصية بحسب معرفته للإجواء الداخلية في الحكومة ومدى تطور دعوات الاصلاح الداخلي، قال بان كل الاحتمالات قايمة رغم ضعف تيارات الاصلاح داخل الحكومة بعد خروج التيارات المتعددة .

حوار الأسرار قبل الرحيل بين سراج النعيم وصديق عباس ( عبر الأثير)

جلس إليه : سراج النعيم تلقيت نبأ وفاة الفنان الكبير صديق عباس ببالغ من الحزن والأسي.. ومصدر ذلك الحزن والأسي من أنه ظل يعاني ما يعاني من المرض وتجاهل الدولة والأجهزة الإعلامية المختلفة.. ما ترك في دواخله شرخاً ظل يلازمه طوال الفترة الماضية.. إلي أن تعمق في دواخله ذلك الإحساس.. الذي لم يجد في إطاره الرعاية المطلوب من الدولة.. أو القطاعات المهتمة بالشأن الثقافي والفني والتعليمي في البلاد بالرغم من أنه قدم ما قدم من إبداع للحراك الثقافي الفني والتعليمي.. هاهو صديق عباس يرحل في صمت.. يرحل بعد أن خلد إسمه باحرف من نور.. يرحل مستأذناً أهله وزملائه في اتحاد الفنانين.. يستأذنهم بالرحيل.. لأنه لم يجد غيرهم حينما تمكن منه المرض.. هكذا استأذن صديق عباس صباح اليوم مغادراً هذه الدار إلي الدار الفانية حيث يظلم فيها أحد.. فيما تم تشييع جثمانه إلي مقابر ( البنداري) بالحاج يوسف في موكب مهيب.. انا لله وإنا إليه راجعون. ومن هنا سأدلف بكم مباشرة إلي الحوار التوثيقي الذي أجريته معه ( لأوتار الأصيل) قبل الرحيل المر.. فإلي مضابط الحوار وفي بداية هذا اللقاء سألته من هو صديق عباس؟ قال : صديق عباس صديق عبدالرحمن من مواليد العام 1942م بدأت الغناء مقلداً للفنانين الذين سبقوني في الحركة الفنية في مدينتي ( الأبيض) و( النهود ) أمثال محمد وردي، عثمان حسين، وآخرين ثم مضيت في خطواتي الفنية إلي أن وصلت للمدرج الذي أقف عليه الآن. وكيف استقليت ذاتياً؟ قال : أخذت مجموعة من نصوص من شعراء وضعت لها الألحان أبرزها ( عبر الأثير) التي صاغ كلماتها محمد عبدالله أبكر (عيون في الغربة بكاية) للشاعر محمد الطيب ( صافي نية وصافي قول ) للشاعر الراحل عبدالله الكاظم بالإضافة إلي الأغنيات الحماسية في دار حمر بشمال كردفان وهكذا امنح الأغاني التراثية والحديثة الجدية من أجل أن تجد طريقها إلي المتلقي. دعني أقف بك قليلاً عند أغنية ( عبر الأثير ) ما هي أول مرة قدمتها فيها للجمهور؟ قال : أول مرة غنيت فيها أغنية (عبر الأثير ) كان ذلك بالإذاعة السودانية والتلفزيون القومي ثم وثقت لها في الألبومات الغنائية التي حملت عنوانها.. وهي الآن من أغنياتي التي ارتبطت باسمي ارتباطاً وثيقاً.. كما أنني سجلت لبرنامج ( ربوع السودان) الذي كان يبث عبر أثير الإذاعة . ما هي الكيفية التي تمت بها إجازة صوتك بالإذاعة ؟ قال : تمت إجازة صوتي بعد الأغنيات التي غنيتها في الربوع وأنا الفنان الوحيد الذي لم يقابل لجنة الأصوات والإلحان بل قالوا : (الزول دا يجي يسجل للإذاعة) وكان وقتئذ لدي ثلاث أغنيات سجلتهم تسجيلاًَ رسمياً. ما السر الذي يجعل الكثير من المعلمين يصبحوا فنانين مثلا وردي، مصطفي سيداحمد، الأمين عبدالغفار، عبدالقادر سالم، حسين شندي، محمد ميرغني؟ قال : الرابط بين الفن والتعليم هو التراث وبالتالي كل المعلمين الذين ذكرتهم يعشقون هذا اللون من الفن سواء أن بدأوا بالحداثة أو بالغناء الشعبي. ما بين التعليم والغناء أين تجد نفسك؟ قال : أقول لك أنني معلم فنان كلما وجدت نصاً جميلاً مرتبطاً بالبيئة والتراث أضع له اللحن. ما هي المادة التي كنت تدرسها لطلابك آنذاك؟ قال : كنت أدرس مادة الجغرافيا واللغة العربية والرياضيات في المراحل الابتدائية بمدرسة النهود كأول مدرسة ابدأ فيها حياتي العملية ثم مدرسة النهود الشرقية. ما هي المشكلة التي حدثت لك مع مدير المدرسة حول الغناء؟ قال : كنت في ذلك الوقت معلم وأغني في نفس الوقت وكان أن غنيت حفلاً في نادي السلام حددت من خلاله المدرسة التي يجب أن أدرس فيها الأمر الذي جعل مدير المدرسة يغضب مني ويقول : (أنت تم تعينك معلماً ولا مغنياً)؟ فقلت : بالإضافة إلي التدريس أعمل علي نقل الفن والتراث للمتلقي ورغماً عن ذلك تم نقلي من مدرسة النهود إلي مدرسة (غبيش) التي قدمت عبرها التراثيات مقرونة بالحداثة . متى تركت الإمساك بالتباشير؟ قال : في العام 1980م بعد أن وصلت إلي مدير مدرسة حوالي الأربع سنوات. ما بين التعليم والغناء؟ قال : وجدت الكثير من العثرات في سبيل إيصال صوتي غنائياً باعتبار أنه حرام إلا أنني بالإصرار استطعت أن أتغلب علي تلك الصعاب. كيف جاء الاستقرار في الخرطوم ؟ قال : جاء من واقع الاقتراب من الأجهزة الإعلامية لإيصال التراث لبقاع لم يصلها.. حيث أنني دخلت الإذاعة بأغنيات (ربوع السودان) الذي كان يقدمه الأستاذ علي الحسن مالك وهي كانت مرحلة هامة جداً في حياتي .

السبت، 6 يونيو 2015

ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ : ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺟﺰﺀ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻨﺎ .. ﻭﻛﺎﺫﺏ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻳﺎ ﺳﺎﻧﺪﺭﺍ

ﺑﻘﻠﻢ : ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﻓﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ الإشكاليات التي تمر به.. يبدأ الخوف في تملك دواخله.. وربما يركن إلي ذلك الخوف.. بالرغم من أن المصير الذي ينتظره.. مصير مجهول.. نعم مجهول.. خاصة إذا كان الإنسان مخطىء.. وبما أنه كذلك.. يحاول بكل قوته تجنب الإحساس بالخوف.. فالإحساس به مخيف.. ومرعب.. ويؤدي بلا شك إلي التفكير لإنكار الحقيقة.. وهذا الإنكار يقود الإنسان إلي المزيد من الخوف.. والقلق.. والتوتر .. والمرارات.. فتصبح النفس الإنسانية صغيرة أمام ذلك الخوف.. والذي يبدأ في التعمق تدريجياً.. ثم يكبير.. ويكبر إلي أن يصبح مع مرور الأيام خطراً داهماً علي حياة الإنسان.. فتقل معه درجات التفكير.. مما يقود الإنسان إلي فقدان القدرة علي مجابهة الخوف.. الذي سيطر علي فكره.. بالتالي يجعله ضائع.. ما بين التفكير.. وإهدار الطاقة النفسية.. فينتج عن ذلك شعور بالدونية.. شعور يدفع المفكر إلي الفشل.. مهما كان ذلك المفكر ناجحاً.. فلا تجديه مع ذلك محاولات تظاهره أمام الناس بالقوة.. ومهما تظاهر بها.. هل يمكنه الصمود طويلاً؟.. الإجابة ببساطة شديدة لا.. لماذا؟.. ربما أن خوفه مبني علي اختلاف وجهات نظر أفراد المجتمع.. ووجهات النظر هذه تختلف من شخص.. إلي آخر.. ما يزيد من مخاوفه.. فيضطر إلي تجنب الالتقاء بالناس.. إذا كانوا في المحيط الأسري.. أو خارجه.. كما أنه يتجنب مواقف تصحي في دواخله ذلك الخوف.. الذي يبدأ صغيراً.. ثم يكبر في خياله.. نعم يكبر.. ويكبر إلي أن يصبح أكبر بكثير من إمكانياته.. ومقدراته.. فالإنسان لديه طاقة محدودة.. لا تستطيع أن تقاوم ذلك الخوف حينما يكبر.. مما يؤكد أن الخوف جزء ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ التكوين الإنساني.. وبالتالي لا يمكن إنكاره.. خاصة حينما ينحصر التفكير الإنساني في ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ به.. والإحساس به.. ربما يكون ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.. ﺃﻭ دواعي أﻣﻨﻴﺔ.. ﺃﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.. ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.. أﻭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.. ﺃﻭ.. ﺃﻭ.. ﺃﻭ... ﺍﻟﺦ...ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ وﺍلدوافع.. ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ.. ﻭكل ﻣﻦ يحاول إنكارها ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺫﺏ .. نعم ﻛﺎﺫﺏ.. وستين ألف ﻛﺎﺫﺏ.. ومهما كانت محاولاته مستمرة للإنكار.. فإنه يحس بالخوف يدب في دواخله.. يحس به في حله وترحاله.. والشواهد علي وجود الخوف كثيرة.. منها شواهد تدل علي وجوده الظاهر في حياة كل إنسان.. وﻣﻦ تلك الشواهد قصة ﺍﻟﺴﻴﺪﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻗﺪﻣﺘﺎ ﺇﻟﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﻭﻫﻤﺎ علي خلاف حول طفل ﺭﺿﻴﻊ.. ﺍﺩﻋﺖ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ .. ما حدا بسيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ أﻥ يحضر ﺳﻜﻴﻨﺎً.. ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ.. لاخافة أم الطفل الحقيقية بادعاء تقسيم ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺇﻟﻲ ﻧﺼﻔﻴﻦ.. ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ منهما النصف.. ﻭﻣﺎ ﺃﻥ شرع ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ .. ﺇﻻ ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ.. مؤكدة أنها ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ للاخري خوفاً علي ﺍﻟﻄﻔﻞ من القتل.. وبهذه الصرخة تأكد إلي سيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.. ﺑﺄﻥ السيدة المتنازلة ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ.. ﻫﻲ الأﻡ الحقيقة.. أليس في هذه ﺍﻟﻘﺼﺔ عظة.. وعبرة.. ﺗﺆﻛﺪ بما لا يدع مجالاً للشك بأن ﺍﻟﺨﻮﻑ حقيقة.. لا يمكن للإنسان ﺇﻧﻜﺎﺭها.. وأن الخوف موجود ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ.. وللخوف أﻧﻮﺍﻉ .. ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ.. الخوف من ﺍﻟﻤﺮﺽ.. الخوف من اﻟﻔﻘﺮ .. الخوف من ﺍﻟﻌﻮﺯ.. الخوف من السلطان.. و.. و.. و...الخ. وفي ظل ذلك يبقي اﻟﺨﻮﻑ عاملاً ﺃﺳﺎساً ﻣﻦ حيث تشكيله قوة الإنسان في ﺗﻔﻜﻴﺮه.. وإيمانه.. وإرادته.. ولكن الإحساس بالخوف يفقد الإنسان للثقة ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ.. ويضعف ﻳﻘﻴﻨﻪ .. ويفقده اﻷﻣﻞ.. كيف لا؟؟.. والخوف رﻓﻴﻖ الإنسان ﻣﻨﺬ ﺻﺮﺧﺘﻪ الميلاد ﺍﻷﻭﻟﻲ.. لذا من ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ( ﺳﺎﻧﺪﺭﺍ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻛﺪﻭﺩﺓ) ﺑﻪ.. ويشعر به كل من جرب الإحساس به.. لذلك كنت أرجو ممن كتبوا أن يشفقوا عليها.. خاصة وأنها تم ﺗﺤﻤﻴﻠﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ.. فما الذي يضير الناس إذا ﻧﻔﺖ ساندرا ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻬﺎ.. أو لم تنفيها .. وماذا يضير الناس إذا اﻋﺘﺬﺭﺕ.. أو لم تعتذر للأجهزة ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.. وماذا يضير الناس إذا اعتذرت للشعب السوداني.. أو لو لم تعتذر له؟؟؟.. ألم يكن الأجدر بمن هاجموها أن يسألوا قبل أن يخوضوا في هذه القضية.. هل ساندرا اتهمت جهاز الأمن والمخابرات الوطني باختطافها.. أم أن هنالك جهات أخري اتهمت الجهاز.. وتحملت هي المسئولية ؟؟..أما اﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ يجب أن يوجه إلي ﺳﺎﻧﺪﺭﺍ ما هو الإزعاج الذي سببتيه للشعب السوداني؟؟ هل هو اختفائك الارادي.. أم أن هنالك إزعاج آخر تقصدينه بما ذهبت إليه؟؟.. ولكن فليكن في علمك يا سيدتي.. إذا كان الإزعاج الذي تعنيه يتعلق بالاختفاء.. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ اﻟﺸﻌﺐ السوداني ﻋﻠﻲ ﺃﻱ ﺳﻴﺪﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ تختفي عن منزلها لسويعات.. ناهيك عن أيام.. وبما أن هنالك من اشاع واقعة الاختطاف.. فإنه من الطبيعي أن ينزعج الشعب السوداني في الداخل والخارج.. لذلك لم تكوني موفقة في الاعتذار للشعب السوداني.. ويكفي أنك اعتذارتي للأجهزة الأمنية.. المهم أن ترضي عنك الأجهزة الأمنية.. وليس المهم أن يرضي عنك الشعب!!. عموماً لم أستغرب.. أو أندهش.. نعم لم أستغرب.. أو أندهش لنفي واقعة الاختطاف.. وتأكيد الاختباء لظروف خاصة.. لم أندهش لنفي واقعة الاختطاف.. بقدر ما أندهشت من أولئك الذين حملوا ساندرا فوق ما تحتمل طاقتها.. بل هنالك من تجاوزوا الخطوط الحمراء.. ووجهوا لها نقداً جارحاً.. وغير مسئول.. حيث أنه يعبر عن أندهاشهم.. ومع ذلك الاندهاش كتبوا بانفعال.. والكتابة بانفعال تقود الإنسان إلي الوقوع في الخطأ.. فلماذا اندهشتم؟.. في زمن لم يعد فيه للاندهاش مساحة فارغة.. خاصة وأن نظام الإنقاذ الوطني ملأ كل المساحات الفارغة بالدهشة ما يربو عن الـ( 25) عاماً.. حتي أن الأحداث أصبحت لا تستحق الاندهاش.. وذلك من كثرة ما اندهشنا.. وعليه فقدت الكلمة معناها.. ومضمونها.. وجوهرها.. ولم يعد لها حيزاً في واقعنا المرير .. واقعنا الذي يحكمه الخوف من ماذا؟.. لا أدري.. ولكن الإجابة المتوقعة ببساطة شديدة.. الخوف من كل شىء.. الخوف من ألسنة الناس.. الخوف من نظرات المجتمع.. الخوف من اليوم.. والغد.. والخ.. وفي ظل هذه المخاوف.. لا نفكر في الخوف من الله سبحانه وتعالي.. بالرغم من أنه وضع في داخل الإنسان هذا الخوف.. وضعه منذ صرخة الميلاد الأولي.. وجعله ينمو.. ويكبر معه يوماً تلو الآخر.. وكلما مر الإنسان بأزمة من الأزمات.. أو بموقف من المواقف.. بغض النظر عما كان الموقف كبيراً.. أو صغيراً.. فإنه يجد نفسه مضطراً إلي التحليل.. والتخمين.. والتكهن.. والاستنتاج.. وإدارة الحوارات حول الإشكاليات.. بحثاًًَ عن مخرج.. وأي مخرج ينتظره في هذا اليوم.. أو الغد.. أنه لم ولن يجد ذلك المخرج.. وبالتالي يستسلم.. نسبة إلي أن قدراته علي المقاومة اضعف من كل المخاوف.. ما يجعله يتفاجأ بأن الخوف يعتريه بلا طعم.. بلا رائحة.. بلا شكل.. بلا لون.. هكذا هو الخوف يدفعه دفعاً إلي أن يطوع ذاته للاستشعار.. والبحث بالايحاءات والايماءات.. ولكن ما النتيجة؟.. لا شىء محسوس.. لا شىء يشير إلي حقيقة غير الخوف الذي يسيطر علي حياة الإنسان دون أن يراه.. وهكذا يكتشف الإنسان أن ما يبحث عنه غير موجود.. وكلما فكر فيه يجد انه مفقود.. مفقود.. وهكذا يقود الخوف الإنسان إلي التفكير السالب.. وفي كثير من الأحيان.. لليأس.. وللظلم.. وللألم.. وللمرارات.. والخ.. من الاحاسيس السالبة.. ومن كثرة هذه الأحاسيس تجدني قد حزنت غاية الحزن علي الإساءات الجارحة التي وجهها بعض من علق علي خبر نفي ساندرا لاختطافها في مؤتمر الصحفي.. أكدت من خلاله أنها اختفت بمحض إرادتها.. ونفت أن تكون قد تعرضت للاختطاف.. لذا لم يكن من اللائق أن ينجرف بعض النشطاء.. ومرتادي الشبكة العنكبوتية إلي هذا الدرك السحيق.. بتعليقات بعيدة عن المنطق.. ألم يكن الاجدي بهم مناقشة القضية المطروحة من كل جوانبها.. بغض النظر عما ذهبت إليه ساندرا في مؤتمرها الصحفي.. وأن يتذكروا قبل النشر ما أوصانا به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في حديثه : ( ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺎﺕ.. قيل ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟.. ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ.. ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ.. ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ.. ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎ.. ﻭﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ.. ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﺣﻒ.. ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ اﻟﻐﺎﻓﻼﺕ.. وكان عليهم أيضا أن يعودوا إلي ما ﻗﺎله ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ عن : ( ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ.. ﺍﻟﻌﻔﺎﺋﻒ.. ﺍﻟﻐﺎﻓﻼﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﻣﺎ ﻗﺬﻓﻦ ﺑﻪ.. ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻨﻬﺎ).. وﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺭﻣﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻔﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺍﺕ ﻋﻦ الفاﺣﺸﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء.. فاجلدوهم ثمانين جلدة.. ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون).. والله أعلم. إن الخوف داء يلازم الإنسان منذ مولده.. ولا يفارقه بتاتاً.. إلي أن يستأذن بالرحيل النهائي.. الإ أنه وفي حياته بلغ به الخوف درجة.. من درجات إخفاء الحقيقة.. ظناً منه بأن في الإخفاء إبعاد لخطر الخوف المحدق به.. وغالباً ما يمتزج ذلك الخوف في دواخل الإنسان بعوامل.. ربما تكون سياسية.. أو أمنية.. أو إقتصادية.. أو إجتماعية.. أو إنسانية.. أو الخ... ولكن مهما كانت تلك الأسباب.. والدواعي.. لا أري مبرراً واحداً للإساءة إلي ساندرا كون أنها نفت.. نفياً قاطعاً.. أن يكون قد تم اختطافها.. فماذا تريدون منها أن تقول طالما أنها هذه هي الحقيقة؟.. هل تريدون منها أن تكذب.. حتي تظهر في نظركم بطلة.. بشعارات الحزب الشيوعي.. أم المؤتمر الشعبي.. أم المؤتمر الوطني.. أم حرب الأمة.. أم الاتحادي.. أم شعارات بقية التنظيمات السياسية الأخري.. أليست هي تلك الشعارات الزائفة.. أليست هي تلك الشعارات المرفوعة منذ استقلال السودان.. أليس أنتم الذين ترفعونها من فنادق العواصم الأوروبية.. والعربية.. والإفريقية.. أليس هو الخوف وحده الذي جعلكم تعارضون النظام الحاكم من الخارج.. فماذا تريدون من إمرأة أن تفعل؟.. تناضل بالإنابة عنكم.. وهي مازالت صغيرة سن.. وتجربة.. أليس أنتم الادري منها بالخوف وما يفعله بالإنسان حينما يدب في دواخله.. أظنكم تعلمون.. وتتقاضون عن الحقيقة.. خوفاً من أن يخضعكم الخوف وأنتم الرجال موضع القهر والإزال.. فما بالكم وهي سيدة لا حوله لها ولا قوة.. سيدة لا تملك من حطام الدنيا غير دموعها.. الدموع التي تغالب بها ذلك الخوف.. بالرغم من أن الإحساس بالخوف مرعب جداً.. أن كان للرجل.. أو المرأة.. ومهما كانت قوة الإنسان.. وسلطته.. وجبروته.. فالخوف عنده يزداد سوءاً لحاجته للاطمئنان.. الذي بدونه تكون الحياة بلا كبرياء.. بلا كرامة.. ولكن هل من السهل الحصول علي الاطمئنان في حياة مليئة بالتعقيدات المركبة؟.. الإجابة لا.. وبما أن الإجابة لا سيظل الإنسان عائشاً في الحياة بكل تعاسة.. وألم.. وحزن.. وجراح.. ومرارات.. هكذا يجد الإنسان نفسه ملكاً للشعور بالخوف.. فيفقد الأمل.. ويفقد عزته.. فيما يشعر مع هذا وذاك بالقهر والإزلال.. وما أصعب أن يقهر الإنسان وطنه.. ووسط أهله.. وأصدقائه.. وزملائه.. الذين يفكر فيهم من حيث النقد الذي ينتظره.. النقد الذي يبدأ من أقرب الأقربين.. ثم تتسع رقعته.. لتمتد إلي الصحافة الورقية.. والإلكترونية.. ووسائل التواصل الاجتماعي.. ويتركز النقد في إلقاء اللوم علي الضحية.. ومن ثم تبدأ مجالس المدينة في مناقشة ما حدث بمعرفة أو بغيرها.. فالكل يريد أن يدلي بدلوه.. حتي لا يكون خارج الصورة.. وليس مهما معرفة الجانب النفسي لمن نوجه له.. أو لها النقد.. وما الذي يترتب عليه ذلك النقد من نتائج في المحيط الأسري.. أو المجتمعي داخلياً أو خارجياً.. خاصة وأن تركيبة الإنسان تهاب النقد.. و( كلام الناس).. مما يجعل الجميع يتجنب إيقاع أنفسهم فيما يقودهم إلي النقد.. حتي لا يكونوا مادة خصبة للصحافة الورقية.. والإلكترونية.. ووسائط العولمة المختلفة الأسرع انتشاراً.. ما يسهل للآخرين أبدأ آرائهم الإيجابية.. والسلبية.. وبالتالي تجد أن لديهم القابلية لتقبل كل ما هو مطروح.. أن كان صحيحا.. أو خاطئا.. لذا تجدني دائما ما أبحث عن العقلاء.. والمفكرين كلما حدثت أزمة من الأزمات.. بحكم أن قرأتهم تختلف.. ولا ينجرون وراء ذلك التيار الجارف.. لذلك لا احتفي بالنقد الذي يكتب في لحظة انفعال.. لأنه ذلك يوقع كاتبه في الأخطاء الفادحة.. كالخطأ الذي وقع فيه الهندي عزالدين في نقده السطحي لشباب شارع الحواداث وست الشاي ( أم قسمة).. ومثل هذا النقد يصعب تداركه.. فهو مثل الطلق الناري حينما يخرج من سلاحه.. وليعلم كل هؤلاء.. أو أولئك بأن للخوف أنواع ﺗﻤﻸ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻭﺗﻠﻮﻧﻬﺎ.. بالوان مختلفة.. ﻭتصبغها.. ﺃﺻﺒﺎﻏﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.. وعليه.. فإن كل ما يفعله الإنسان في حياته قائم علي ﺍﻟﺨﻮﻑ.. إلا من كان إيمانه.. وإرادته قويتان.. ويستطيع من خلالهما أن يزيل كل مخاوفه الظاهر منها.. والخفي.. وأن يضع الإنسان حاجزا يقف حائلا بينه.. وكل مؤثرات الخوف.

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...