مدرسة الصداقة السودانية التشادية خرجت وزراء ومسئولين بالحكومة
الشرطة التشادية تحتفي بشارع الجنرال نميري والدار توثق للحدث
انجمينا : سراج النعيم
أكد
الأستاذ الحاج علي الحاج عبدالرحمن مدير مدرسة الصداقة السودانية بالعاصمة
التشادية ( أنجمينا ).. أكد أن التشاديون يتفاءلون بالمدرسة التي أنشئها الرئيس
السوداني الراحل محمد جعفر نميري.
من
ناحية زواج البنات التشاديات .
وقال
: المدرسة أنشئت في مطلع سبعينيات القرن الماضي بواسطة الرئيس الراحل النميري ولم
تكن في بدايتها هنا بل كانت في منزل مؤجر إلي أن تم تخصيص هذا المقر.. وتشمل في
معيتها روضة ومرحلة الأساس.. والثانوي.. ومسجد ملحق بها .. وهي شهدت تطوراً كبيراً
في فترات متعددة.
بما
أنك مدير سوداني من هم المدراء الذين تعاقبوا علي المدرسة؟ قال : أول مدير كان
صديق عبدالله الذي تلاه الدكتور الفنان السوداني عبدالقادر سالم 1986 إلي 1989م
وآخرهم هو الدكتور هاشم عبدالفضيل رحمه.. ومعظم المعلمين سودانيين
ما
هي الأسباب التي أدت إلي توقف المدرسة في فترة من الفترات؟ قال : منذ العام2004
إلي 2006 وتوقفت المدرسة نسبة إلي الأحداث التي نشبت في العاصمة التشادية (
أنجمينا ) وتمثلت في مشاكل داخلية توقفت علي أثرها المدرسة.. وبعد هدوء الأحول
عادت المدرسة بقوة حيث وجدنا دعماً مقدراً من الحكومة السودانية التي زارنا منها
عدد كبير من الوزراء والسياسيين وعلي رأسهم الدكتور مصطفي عثمان إسماعيل وزير الاستثمار
ومحمد يوسف وزير مالية ولاية الخرطوم الأسبق والأستاذ محمد احمد حميدة وكيل وزارة
التربية والتعليم الاتحادية والدكتور نافع علي نافع ورجل الأعمال صديق ودعة الذي
اجلس لنا سبعة فصول إلي جانب التجاني السيسي رئيس السلطة الدارفورية والأخوة في
شركات النفط السودانية.
كيف
هي علاقتكم مع البعثة الدبلوماسية السودانية بالعاصمة التشادية ( أنجمينا )؟ قال :
العلاقة مع السفارة السودانية.. علاقة قوية جداً بكل طاقمها برئاسة السفير الفريق
أول ركن مهندس عباس عربي عبدالله والقنصل
العام آدم ابكر عثمان والملحق العسكري حسن بلال والأخ السفير الزين إبراهيم حسين .
ما
الذي تفتقده المدرسة؟ قال : تحتاج إلي التأهيل فهي لم تتم صيانتها منذ فترة .. حيث
أصيبت ببعض التصدعات في موسم الخريف.. وعلي إثره رسمنا خطة لإعادة تأهيل المدرسة
كيف
هي علاقتكم بوزارة التربية والتعليم التشادية؟ قال : لدينا معهم علاقات تقوم من
خلالها منافسات اشتركنا فيها وتحصلنا علي المركز الثالث وهي ستنتهي في غضون الأيام
القادمة ونكون نحن في المقدمة.
هل
كانت المدرسة باسم الرئيس الراحل جعفر محمد نميري؟ قال : منذ أن إنشاءها الرئيس
الرحل وهي تحمل اسم مدرسة ( الصداقة السودانية التشادية ).. وأسم مدرسة النميري
نابع من أنه كان له الأثر الكبير الذي ليس في إطار التعليم فقط بل أمتد إلي
التنمية في تشاد إذ أنه رصف شارع زلط يحمل أسمه.. فهو له إسهامات كثيرة في دولة
تشاد الشقيقة فقبل ثلاثين سنه أسس النميري هذه المدرسة التي ما زالت ذكراها باقية
في قلوب التشاديين.
لمن
تتبع المدرسة؟ قال : تتبع إلي وزارة التربية والتعليم السودانية التي لها دورها
الفاعل في كل النواحي المتعلقة بالمدرسة التي تمدها بالمعلمين الذين نصنفهم إلي
منتدبين.. ومعينين.. ومحليين من تشاد من وزارة التربية التشادية.
ما هي
اللغات التي تدرسها المدرسة؟ قال : ندرس اللغة العربية والانجليزية وبعض المواد من
النهج التشادي بالإضافة إلي المنهج السوداني بدأ مما يدرس في الروضة ومدرسة الأساس
والثانوي ويتم إحضار الامتحانات من الخرطوم ولدينا مدرسة أخري في مدينة (أبشي)
التشادية.. انبثقت من هذه المدرسة لإخوتنا اللاجئين وينسق لها أخونا موسي شنا.
هل
هنالك إشكاليات تواجه المدرسة؟ قال : من ناحية التدريس والكفاءات لا تواجهنا أية
مشكلة.. ولكن مشكلتنا تكمن في إعادة التأهيل وبعض الكتب.
هل
الطلاب الذين يدرسون بمدرسة الصداقة السودانية التشادية طلاب تشاديين أم هنالك
طلاب سودانيين؟ قال : الطلاب تشاديين بنسبة ( 90% ) بالإضافة إلي عدد من الطلاب
السودانيين وجنسيات أخري من مصر، ليبيا، وغيرهم.
هل
الطلاب الأجانب بعثات دبلوماسية؟ قال : يوجد من بينهم طلاب بعثات دبلوماسية
والبنوك وأعمال حرة.
هل
هنالك رسوم دراسية؟ قال : الرسوم بسيطة من أجل مرتبات العاملين من التعيين المحلي
فهم أكثر من ثلاثين معلم تشادي ورغماً عن ذلك لا نتشدد في تحصيلها إلي جانب أنه
هنالك إعفاءات في حال توفي العائل وأبناء المعلمين والمعلمات والعمال.
ما هو
دور الحكومة التشادية مع المدرسة؟ قال : الحكومة التشادية تقدم لنا بعض الخدمات
وهنالك معلمين مرتباتهم علي وزارة التربية والتعليم التشادية
ماذا
عن شارع الرئيس الراحل محمد جعفر نميري من المعالم البارزة في الشقيقة تشاد؟
الطريق
أنشاؤه الرئيس الراحل قبل أربعين عاماً من تاريخه تقريباً وهو من الأشياء التي
جعلت الراحل محبوباً لدي الأخوة التشاديين لذلك أصبح له تقدير خاص ويتحدث عنه
التشاديين في كل مناسباتهم الرسمية والشعبية والكبار من التشاديين يطلقون عليها
مدرسة نميري.
كيف
تلقي التشاديين خبر وفاة الرئيس النميري؟ قال : حزنوا عليه حزنا شديداً نسبة إلي
البصمات الواضحة التي تركها في العاصمة التشادية ( أنجمينا).
فيما
قال الأستاذ موسي شنا موسي معلم بمدرسة الصداقة السودانية التشادية : أنا سوداني
منتدب ضمن الأخوة الذين تمت إعارتهم السنة قبل الفائتة.. ونحن نعتقد أننا رسل
تربية نترجم من خلالها العلاقة السودانية التشادية علي المستوي الشعبي قبل الحديث
الذي كان دائراً حول العلاقات السودانية التشادية التي ترجمناها إلي واقع بدليل
الأعداد الكبيرة التي تضمها المدرسة التي بها حوالي ( 1500 ) طالب وطالبة (90%)
منهم تشاديين وقليل منهم السودانيين الذين جاءوا إلي هنا في ظروف مختلفة بالإضافة
إلي بعض الطلاب من الدول العربية.
ماذا
كنتم تتوقعون قبل المجيء لتشاد؟ قال : كنا نتوقع أن تواجهنا إشكاليات في تدريس
المنهج السوداني ولكن الحمدلله رب العالمين استطعنا أن ننفذ المنهج السوداني بصورة
جيدة ولم تقابلنا أية صعوبات بل هنالك تداخل ثقافي مابين السودان وتشاد سهل لنا
الكثير وهذه المدرسة منشأة بواسطة وزارة التربية والتعليم السودانية كسائر المدارس
الأخرى التي أنشئت في دول أخري مثلاً في ليبيا ويوغندا وكينيا وتشاد فهي المدرسة
الأقدم والأكبر من حيث العدد فالمدرسة أسست منذ العام 1971م فحتي التشاديين يعتزون
ويفتخرون بها لأن خريجي هذه المدرسة الآن يعملون وزراء وقيادات في المؤسسات
الحكومية.. لذلك يذكر كبار السن الفضل الذي قدمه الرئيس النميري للتشاديين..
وعندما توفي إلي رحمة مولاه الكثير من الناس الذين عاصروا افتتاح مدرسة الصداقة
السودانية التشادية تأثروا جداً لرحيل الرئيس السوداني وتلقينا الكثير من التعازي
وتحدث التشاديين عنه في الكثير من المحافل ودوره الريادي في تشاد.
ما هي
نتائج المدرسة في التحصيل الأكاديمي؟ قال المدرسة أحرزت نتائج واضحة جدا فهنالك
عدد كبير من الطلاب يدرسون الجامعات السودانية منها جامعة أفريقيا العالمية
والأحفاد والمستقبل وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا وهم يأملون في التخرج من
الجامعات ويأتون لمواصلة عملهم في تشاد.
بينما
قال الأستاذ عبدالوهاب خليفة البحاري أمين العلاقات الخارجية بالجالية السودانية
بتشاد : الحديث عن المدرسة يطول فهي نموذجاً طيباً للعلاقات السودانية التشادية
التي يربطها عامل اجتماعي قديم.. فالسودان الغربي يضم دول عديدة من بينها تشاد
وهذه الحضارة انبثقت منذ القدم ويعود تاريخها إلي عبدالله بن أبي السرح حيث جاءت
بعده البعثات التي أسست البعثات الدينية وشرعت في تعليم الناس في اللغة العربية
حيث جاء عليش عبر الخرطوم.. ام درمان إلي مدينة ابشي فأسس المعهد العلمي المعروف
والعديد من المساجد في المدينة التشادية وكذلك غلام الله بن عابد الذي جاء إلي
مدينة أنجمينا وأسس العديد من الخلاوي والمدارس الابتدائية وعاش في هذا البلد ومات
هنا وأول مدرسة أسستها فرغلية حفيدته في تشاد توفيت قبل أيام وتم تكريمها من طرف
الرئيس التشادي إدريس دبي فالتعليم بين السودان وتشاد منذ القدم ولكن في العام
1971م تم تأسيس مدرسة الصداقة السودانية التشادية وهي أدت أداء جيداً وتخرج منها
آلا التلاميذ.
وأضاف
الأستاذ منوفي أمين عشر آدم تشادي الجنسية درس بمدرسة الصداقة السودانية التشادية
وأصبح فيما بعض معلماً بها وموظفاً في وزارة الخارجية التشادية قائلاً : درست في
هذه المدرسة كل المراحل إلي أن حزت علي الشهادة السودانية ومنحت منحة لجامعة
أفريقيا العالمية التي درست فيها اقتصاد ثم عملت دبلوم عالي في الدراسات
الدبلوماسية بوزارة الخارجية السودانية الآن متعاون بالمدرسة وموظف بوزارة
الخارجية ومررت في دراستي بالمدرسة بمدراء كثر من بينهم صديق عبدالله والدكتور
الفنان عبدالقادر سالم فهي خلال ( 40 ) عاماً قدمت الكثير للشعب التشادي ولا يعرف
قيمة هذا الانجاز إلا إنسان تشاد الذي تخرج معظمه من هذه المدرسة وهي ساهمت في
اللغة العربية التي أوصلت بها رسالتها للشعب التشادي الآن أصبحت اللغتين العربية
والفرنسية اللغتان الرسميتان للدولة وقبل أيام أصدر الرئيس التشادي إدريس دبي
قراراً يقضي بأن القرارات الصادرة من وزارات الحكومة لا توقع إلا في حال كتبت
باللغتين العربية والفرنسية.. وأنا اشكر صحيفة الدار التي كنت من قرائها في
الخرطوم واشهد برنامج ( في الواجهة ) الذي يعده ويقدمه الأستاذ احمد البلال الطيب.
وأردف
الأستاذ عمر عثمان محمد صالح عمر محجوب مشرف مرحلة الأساس في مدرسة الصداقة
السودانية التشادية قائلاً : المدرسة في مرحلة الأساس بها حوالي ( 420 ) تلميذ
وتلميذة وفي المرحلة الثانية والثالثة حوالي ( 212 ) تلميذ أما البنات فهن حوالي (
99 ) تلميذة ومجموع التلاميذ ( 1102 ) بالإضافة إلي الروضة المستوي الأول ( 122 )
تلميذة والثاني ( 124 ) تلميذ وتلميذة إلي جانب مشرفتين من السودان والمعلمين ( 34
) معلماً ومعلمة من المحليين والبقية سودانيين.
فيما
قال الدكتور الأمين العام للجالية السودانية بدولة تشاد الجالية السودانية تتألف
من مدرسة الصداقة السودانية التشادية والنادي السوداني والخطوط الجوية السودانية
بالإضافة إلي السودانيين المقيمين بتشاد فهنالك العديد منهم يعمل في الحرف المهنية
إلي جانب من يعملون في الوظائف.
واستطرد
: الأخوة في مدرسة الصداقة السودانية التشادية بجانب النادي السوداني يعملان في
ربط وتوطيد العلاقات السودانية التشادية.. ونحن في الجالية لدينا صندوق مالي نعمل
من خلاله علي تقديم يد العون لكل الأخوة الموجدين في دولة تشاد ونزلل كافة المشاكل
التي تجابه السودانيين ضف إلي ذلك فالجالية تقوم بعدد كبير من الأعمال من ضمنها
الندوات بالنادي السوداني ومدرسة الصداقة السودانية التشادية ومن خلالها نستطيع أن
نتلمس بعض القضايا والمشاكل التي تمكن الجالية من حلها وأيضا لدينا عدد كبير من
المشاريع التي تكمن في إقامة بعض الليالي الثقافية والندوات ونقف علي الإشكاليات
التي تواجه أخوتنا في السودان إذ أننا وقفنا معهم في الأمطار والسيول في الفترة
الماضية ولدينا مكتب للمرأة وهو مكتب فعال جداً يعمل علي ربط العلاقات بين الأمهات
داخل الدولة التشادية.
من
الذي أنشأ النادي السوداني؟ قال : النادي السوداني نادي قديم أنشي منذ العام 1954م
وهو يضم عدد كبير من الأخوة السودانيين وتمارس داخله عدد من الأنشطة الثقافية
والاجتماعية والأكاديمية والندوات التي من خلالها تساعد علي توطيد العلاقات بين
الشعب السوداني والتشادي والنادي يرتاده في المساء عدد كبير من الأخوة السودانيين
والتشاديين يتناقشون في الكثير من القضايا التي تهم البلدين وهنالك ختمة للقرآن في
كل أسبوع يجتمع فيها السودانيين والتشاديين ويقرؤون المصحف ويرتلونه وأيضا تقام
فيه بعض الاحتفالات السودانية والتشادية.
ما هو
دور الجالية في ربط العلاقات السودانية التشادية؟ قال : العلاقات السودانية
التشادية علاقات أزلية منذ الهجرات الأولي التي صاحبت التشاديين الذين انتقلوا إلي
السودان في وقت مبكر حيث أنهم ساهموا مساهمة فعالة في المجتمع السوداني وكذلك
السودانيين الذين هاجروا إلي تشاد فهما أي الشعبين متماثلان جغرافياً إلي حد كبير
فالمناخ هو نفس المناخ والبيئة هي نفس البيئة بالإضافة إلي ذلك روابط الدم
والمصاهرة واللغة فكل هذه الأشياء تجعل البلدين يمثلان قطراً واحداً وليس قطرين
فالسودان وتشاد مسألة فواصل وحدود ولكن لا اختلاف بين الشعبين.
بالإضافة
إلي ذلك نلاحظ أن عدد طلاب مدرسة الصداقة السودانية التشادية حوالي ( 1500 ) طالب
وطالبة ومن الملاحظ أن عدد الطالبات يفوق عدد الطلاب وذلك يرجع إلي أن الأخوة
التشاديين يؤملون كثيراً علي هذه المدرسة ومن الأشياء التي يرددها التشاديين هنا
أن الطالبة التي تدرس بمدرسة الصداقة السودانية التشادية تجد زواجاً مبكراً لما في
هذه المدرسة من قيم وأخلاق وتدريس للمواد الإسلامية والعربية إضافة إلي ما يمتاز
به معلمي هذه المدرسة من سلوك طيب وأخلاق حميدة وهي مدرسة تخرج علي يديها منذ
العام 1971م عدد كبير من الوزراء والمسئولين في الدولة التشادية الأمر الذي أدي
إلي توطيد العلاقة بين البلدين وكثير ما تتم استضافتهم في الاحتفالات ويتشرفون
جداً بهذه المدرسة لذلك تعتبر هذه المدرسة تمثل سفارة حقيقية للسودان في تشاد.