الخرطوم : سراج النعيم
حفل ملف تحويل الرصيد من هاتف سيار إلي آخر بالقصص الغريبة جداً ما جعل
الملف يحمل بين طياته الكثير من الإشكاليات المقلقة جداً لمن يعملون في خدمة تحويل
الرصيد الذي قد تنجم عنه بعض التحاويل الخاطئة ما استدعي الكثير منهم إلي أن
يهجسوا من هذا الواقع الذي يؤدي بهم إلي فقد مبالغ مالية كبيرة خاصة وأن هنالك بعض
الشرائح خارج نطاق سيطرة شركات الاتصات لعدم وجود بيانات لها في سجلات المشتركين
وبالتالي عبر عدد من العاملين في خدمة تحويل الرصيد عن تخوفهم في حال قاموا بتحويل
الرصيد بالخطأ فهنالك من يرفضون إعادته أو إذا تمت أعادته فتتم بصورة ناقصة وهذا ما حدث معي شخصياً حينما طلبت من
صاحب محل تحويل الرصيد بمدينتي أن يحول لي رصيداً قيمته ( 100 ) جنيه ولم أنتظره
بحكم أنه يعرف رقمي جيداً ولكن الرصيد لم يصلني فلم اظن ظن السوء بل قلت في غرارة
نفسي ربما نسي في ظل زحمة العمل ولكن عدت إليه في اليوم التالي وأخبرته بأن الرصيد
لم يصلني فاندهش مما قلته له ثم بدأ في مراجعة الارقام التي حول لها الرصيد فاتضح
أنها سيدة تم الاتصال بها إلا أنها أدعت عدم معرفتها بالرصيد الذي يوجد في شريحتها
وطلبت إمهالها فرصة لمراجعة هاتفها ثم عاودت الأتصال مؤكدة صحة روايتنا إلا أنها
خصمت من الرصيد علي أساس أنها تحدثت به فا ستعوضنا الله سبحانه وتعالي في الرصيد
الذي خصمته.
الطالبة الجامعية
ومن هنا أدلف إلي قصة ثانية لا تخلو من الغرابة والدهشة فهنالك رجل متزوج
ولديه من البنات أربعة ذهب إلي صاحبة محل اتصالات قريب من سكنه وطلب منها أن تحول
مبلغاً مالياً كبيراً في احدي الأرقام إلا أن صاحبة الاتصالات أخطأت في الرقم فذهب
الرصيد إلي من أدعت أنها طالبة جامعية وتسكن في داخلية فهددتها صاحبة الاتصالات
باللجوء للقانون في حال رفضت إعادته فما كان من ابو البنات إلا والتقط منها الهاتف
السيار وتحدث إلي الطالبة الجامعية التي قالت له إنها تقيم في الداخلية ولم يرسل
لها أهلها المصاريف هذا الشهر وعليه اعتقدت أن الرصيد الذي وصلها قد بعث به أهلها
الذين يقيمون في أحدي الولايات الطرفية فرق قلب ابوالبنات لما سمعه من الفتاة وقال
لها ابشري يا بنتي سوف ادع صاحبة محل تحويل هذا الرصيد أن تحول لك المزيد وإذا
احتجتي لأي شئ هذا هو رقم أبنتي يمكنك الاتصال بها وهي بدورها ستبلغني لكي أقوم
باللازم فبكت الطالبة للتعامل الراقي الذي وجدته من ذلك الرجل الحنون.
زواج تاجر شاب
وتتواصل أخطأ تحويل الرصيد إلا أن الخطأ هذه المرة جمع رأسين في الحلال
وتشير الوقائع إلي أن شاباً في مقتبل العمر ويعمل في المجال التجاري وبما أنه في
ذلك اليوم كان علي عجالة من أمره دفع برقم هاتفه لصاحب محل تحويل الرصيد راجيا منه
أن يحويل فيه مبلغاً مالياً كبيراً فكان أن ذهب ذلك الرصيد بالخطأ إلي احدي
الفتيات التي ذهلت من المبلغ الأمر الذي استدعاها للاتصال بالرقم الذي وصلها منه
الرصيد واستفسرت الشخص الذي رد عليها من الذي بعث بهذا المبلغ الكبير إلي؟ فقال :
فلان الفلاني فقالت لا أعرف إنسانا علي وجه البسيطة بهذا الاسم الشئ الذي جعله
يراجع الرقم فيجد أنه قد أخطأ في الرقم الأخير فعاود الاتصال بها وأكد لها خطأه
فما كان منها إلا وأعادت إليه المبلغ كاملا فشكرها علي أمانتها وابلغ التاجر الشاب
بالقصة كاملة فطلب منه رقمها فأعطاه له فاتصل بها وشكرها وأغلق الهاتف بعد أن سجل اسمها
في سجله وبعد أيام من ذلك اتصل عليها وطلب منها أن توصف له منزلها فقالت له لماذا؟
فقال : لدي مفاجأة اود أن اطرحها أمام أسرتك فاطمئان قلبها ووصفت له المنزل وبعد
لحظات من المكالمة كان أمام باب منزلهم فطرق الباب الذي فتحه له والد الفتاة ورحب
به باعتبار أنه ملم بتفاصيل ما حدث في خصوص الرصيد واتصاله الهاتفي الذي شكر فيه
ابنته وبعد أن تم إكرامه الكرم السوداني وشاهد الفتاة التي قدمت له الضيافة طلب
يدها من والدها فقال له أعطينا مهله لكي نسأل عنك ثم نرد عليك فخرج من المنزل يمني
النفس بأن تكون هذه الفتاة الأمينة الجميلة من نصيبه وبعد أسبوع تلقي اتصالا
هاتفيا من والد الفتاة يبدي فيه الموافقة علي طلب خطبة أبنته إليه فلم يكن التاجر
الشاب مصدقا من الفرحة وقال لوالد الفتاة سوف آتي إليكم مع الأسرة غدا لتكملة
مراسم الزفاف وكان أن ذهب علي أساس أن يخطبها فما كان من قريب للعروس أن يقرر عقد
قرانهما في تلك اللحظات وتحمس التاجر الشاب للفكرة وتم عقد القران ثم بعد شهر من
تاريخه تمت مراسم الزفاف الذي كان زواجا أسطورياً.
شريحة بها مبلغ (35) ألف جنيه
وكشف عمر احمد علي النقاب عن القصة الغريبة التي تعرض لها في شريحته التي
بها رصيد بأكثر من ( 35 ) ألف جنيه.
وقال : بدأت قصتي قبل يوم وقفة عيد الاضحي المبارك بيوم واحد حيث أن شريحتي
من أحدي شركات الاتصالات الشهيرة توقفت نهائيا في تمام الساعة السادسة مساء واكتشفت
هذا التوقف عندما حاولت أن أحول منها رصيداً فأنا عادة أحول بها مبالغ مالية كبيرة
ولكن في ذلك اليوم فشل التحويل تماماً فقلت يمكن أن يكون هنالك عطب في جهاز الهاتف
فاستخرجت الشريحة وأدخلتها في هاتف آخر فكانت النتيجة نفس الفشل السابق المهم ما
أن توصلت لهذه النتيجة إلا وقررت أن أذهب في صباح اليوم التالي إلي مكتب شركة
الاتصالات حتى أستبدلها بآخري علما بأن شريحتي التي انوي استبدالها بها رصيد أكثر
من 35 ألف وفي صباح اليوم التالي الذي صادف يوم وقفة عيد الاضحي المبارك وكان أن
جاء إلي محل تحويل الرصيد الخاص بي مسئول مكتب شركة الاتصالات الهاتفية الشهيرة وأخطره
من يعمل معي بما حدث لشريحتي ومن ثم اتصل علي ذلك الشاب الذي يعمل معي وأفادني بما
دار من حوار بينه والمسئول وطالبني بأن أتوجه له لاستبدال شريحتي وفي تمام الساعة
التاسعة صباحا ذهبت إلي مكتب شركة الاتصالات الهاتفية وقلت للمسئول آتيت إليك بغرض
استبدال الشريحة بآخري فقال لي هذه الشريحة الجديدة لا يوجد بها رصيد فقلت متسائلا
كيف لا يوجد بها رصيد وقلت له مردفا ربما تكون الشريحة التي تعنيها ليست شريحتي
وبعد أن قمنا بالمراجعة تأكد لنا أنها هي شريحتي فقلت لهم هذه الشريحة بها رصيد
أشرت إليه في تناولي لهذه القصة وعندما تمت مراجعة تحويل الرصيد من الشريحة اتضح
أن هنالك من حول منها ارصده في ذلك اليوم الذي وجدتها فيه مغلقة فقلت لهم الشريحة أصلاً
لم تكن تعمل في الوقت الذي حول فيه الرصيد منها فما هي الكيفية التي حول بها؟
المهم أنه بعد بحث في سجلات شركة الاتصالات الشهيرة اتضح أن الشريحة حدث لها
استبدال في مكتب بالخرطوم وكان أن أجرينا اتصالاً هاتفياً وسالتهم عن استبدال
شريحتي؟ فجاء الرد من الطرف الآخر مؤكداً أن احدهم ادعي أنه (عمر) صاحب الشريحة بعد
أن جاء إلي مكتب شركة الاتصالات بمدينة ام درمان وقال إنه يرغب في استبدال الشريحة
وبدور الموظف استبدل الشريحة التالفة بشريحة جديدة تحتوي في داخلها علي المبلغ
الذي أشرت له في سياق تناول هذه القضية وعليه طلب مكتب الدمازين من مكتب ام درمان
إرسال صورة من بيانات البطاقة الشخصية التي منح بموجبها ذلك الشخص الشريحة المسجلة
باسم صاحب الرصيد البالغ في قيمته أكثر من (35) ألف جنيه وبالفعل تم إرسال
البيانات وبالاطلاع عليها تبين أن الاسم فقط يطابق لاسمي في حين أن الصورة لا
علاقة لها بي من قريب أو بعيد أي أنها مخالفة لبطاقتي الشخصية من حيث تاريخ
الميلاد ومكان إصدار البطاقة اسم الوالدة وإلي آخره من المعلومات الشخصية المضمنة
لدي السلطات المختصة فتم علي خلفية ذلك الاتصال بمكتب الشركة مرة آخري فقال المسئول:
البطاقة التي أرسلتموها إلينا ليست بطاقة (عمر احمد علي) صاحب الشريحة الأصلي ما
قادني للاتصال بالمستشار القانوني للشركة المعنية وبعد أن رويت له القصة كاملة طلب
مني أن افتح بلاغاً جنائياً لكي يتمكنوا من إيقاف الرصيد الذي بالشريحة وكان أن
توجهت إلي قسم الشرطة وفتحت البلاغ ثم عدت إلي مكتب الشركة إلا أنهم لم يتمكنوا من
إيقاف الرصيد نسبة إلي أن الشخص الذي استبدلت له الشريحة وزع الرصيد فقلت لهم ما
هو الحل؟ فقالوا : إن شاء الله بعد العيد سوف نصل إلي نتيجة وطلبوا مني فتح بلاغ
في الأشخاص الذين حول لهم الرصيد من الشريحة فقلت لهم : كيف أفعل ذلك ولماذا؟ فأنا
ضحية خطأ منكم فقالوا لي إن ذلك الشخص الذي استبدل الشريحة جاء إلينا ببطاقة شخصية
أصلية فقلت لا لم يأت إليكم ببطاقة أصلية إنما جاء إليكم بصورة بطاقة فقالوا : إن
الموظف ليس من اختصاصه العمل الجنائي حتى يعرف أن كانت هذه البطاقة مزورة أم لا
عموما طالبوني بفتح بلاغ في مواجهة الأشخاص الذين حول إليهم الرصيد من شريحتي وعن
ماذا أفعل بعد ذلك؟ قال إنه أرسل توكيل لمحامي في الخرطوم ليقوم مقامه في الإجراءات
القانونية المتعلقة بالشريحة.
خريج جامعي
وقال الطيب محمد الطيب الجاب السيدو الذي يحول رصيد للمشاهير : أنا أصلاً خريج
من الجامعة ومنذ تخرجي اعمل في خدمة تحويل الرصيد لمشاهير المجتمع فهي أكثر مهنة
معرضة للأخطاء لارتباطها بالأرقام التي قد يخطئ فيها المشتري أو يخطئ فيها محول
الرصيد وهذه نادرا ما تحدث ما يعني أنها تحتاج إلي تركيز ذهني ودائما ما تمر بنا
مواقف في عملية تحويل الرصيد منها المواقف الطريفة المؤلمة فأنا مثلا إذا تم
التحويل عن طريق الخطأ فأنك تكون عائش علي أعصابك ﻷن إعادته تتوقف علي ضمير الطرف
الآخر فهنالك من يتصل عليك لمعرفة مصدر الرصيد وآخرين إلا تتصل عليهم وقد يعيده
اليك أو لا يعيده وفي الأخر ليس أمامك إلا أن تلجأ للقانون وحتى لا اضطر لذلك
تجدني أركز تركيزاً شديداً .