الاثنين، 4 فبراير 2013
الحوت يروي قصة اعدام نظامي وسر اهدائه ساعة قبل تنفيذ الحكم بدقائق
الخرطوم : سراج النعيم
كشف الحوت القصة الكاملة التي جمعته في فترة ما بالمحكوم بالإعدام شنقا حتى الموت في قضية قتله لزميله بالقوة النظامية وتدور أحداث هذه القضية التي شغلت الرأي العام وقتئذ حول عهدة عسكرية تخص الشاب الذي تم إعدامه بالسجن الاتحادي كوبر بالخرطوم بحري ويعود هذا الاهتمام الكبير من واقع المبادرة التي قادها الفنان محمود عبدالعزيز بواسطة زوجته السابقة التي سجلت زيارة إلي أولياء الدم ناقلة لهم رغبة الحوت في أن تعفو الأسرة عن قاتل ابنها وكان أن تنازلت زوجته عن العربة (البولو) مقابل موافقتهم علي إيقاف تنفيذ حكم الإعدام ولكنهم رفضوا الإذعان لهذا المطلب .. وتأتي هذه القصة المؤثرة في سياق سلسلة حوارات وخفايا وأسرار مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز.
وفي ذات الإطار قال: بدأت علاقتي تتعمق بالمحكوم بالإعدام شنقا حتى الموت منذ الوهلة الأولي التي تعرفت فيها عليه حيث وجدته إنساناً مؤمناً بالقضاء والقدر فما كان مني إلا وأدرت معه حواراً شفيفاً دون أن اخدش مشاعره بكلمة رغماً عن انه كان واضحاً معي في سرد القصة من الألف للياء حيث قال لي والحزن يكسو وجهه ليس للإدانة التي إدانته بها المحكمة أو حبل المشنقة الذي ينتظره إنما للحماقة التي ارتكبها في حق صديقه وزميله إذ قال : (لم أكن اقصد ايذاءه بقدر ما كنت ابعده مني في تلك الاثناء ولكن الظروف الراهنة انذاك لعبت دوراً كبيراً في ان تمضي الامور علي هذا الحال فهي وحدها التي وضعتي في هذه الخانة التي عمدت بقدر الامكان الابتعاد عنها خاصة وان اواصر صداقة قوية ربطتني بالمرحوم الذي كنت لا افارقه حتي في احلك الظروف).
وأضاف : ومما ذهبت إليه مسبقاً كلفت زوجتي السابقة بأن تذهب مع إدارة السجن الاتحاد كوبر إلي منزل أولياء الدم لكي توصل لهم رغبتي في العفو ولو كان ذلك مقابل دفع مبلغ مالي ولكن مساعي راب الصدع قوبلت بالرفض من الأسرة المعنية رغماً عن ان زوجتي تنازلت لهم عن العربة (البولو) التي كانت تقودها في تلك الاثناء وصادفت هذه المبادرة قرار تنفيذ حكم الإعدام شنقاً حتي الموت في المدان آنذاك في نفس اليوم الأمر الذي ادخلني في حالة حزن عميق لم استوعب بعده ما يجري من حولي وبالرغم من ذلك حاولت جاهداً ايقاف التنفيذ إلا أنني فشلت فشلاً ذريعاً مع اولياء الدم في هذا الملف.
واشار الحوت الى تأثره الشديد لرفض اولياء الدم الاستجابة للوساطة التي قادها في تلك اللحظة الحاسمة من حياة المدان بجريمة القتل والذي تبقي له سويعات من تنفيذ حكم الاعدام شنقاً حتي الموت وعندما وصلت إلي طريق مسدود في العملية الوفاقية لم أجد بداً سوي العودة إلي صديقي لكي اودعه وحينما دلفت للسجن كنت حزيناً غاية الحزن ما حدا به أي المحكوم بالاعدام ان يقول لي : رفضوا العفو فلا تحزن يا إنسان يا فنان ففي النهاية الاعمار بيد الله سبحانه وتعالي. ومن ثم طلب مني الجلوس معه قليلاً قبل الايذان بتنفيذ الحكم عليه وكان ان تجاذبت معه اطراف الحديث موضحاً له ان هذه الدنيا فانية ولا تستحق منا الوقوف عندها أو تأملها والدار هي دار الاخرة ورغماً عن ذلك كنت اقول له هذه الكلمات من أجل ان اصبّره فيما كنت احبس دموعي التي كانت تتساقط علي خدي غصباً عني فالزمن المحدد قد مضي منه الكثير ولم يتبق سوي دقائق معدودة ويتم التنفيذ وحينما تم اخطاره بالاستعداد لتنفيذ حكم الاعدام لم اتمالك نفسي للدرجة التي دخلت فيها في نوبة بكاء شديد فبدأ صديقي المدان والذي سيتوجه إلي حبل المشنقة أكثر تماسكاً مني ظهر ذلك وهو يهون عليّ من خلال معانقته لي عناقاً حاراً يعبر عن الحب الكبير الذي يكنه لي رغماً عن ان فترة التعارف لم تكن سوي لحظات قصيرة جداً وعندما ارادوا أخذه لتنفيذ الحكم قام باهدئي ساعة كان يرتديها في يده اليمني ومن ثم توجه الى حبل المشنقة بثبات لم اشهده قبلاً في إنسان يعرف انه متوجه الى الموت ومازلت احتفظ بهذه الساعة داخل (الشنطة) أو كما يحلو لي ان اطلق عليها (الصندوق الاسود).
وأضاف : هنالك داخل السجن الاتحادي كوبر بالخرطوم بحري الكثير من القصص المؤثرة ولكن هذه القصة التي رويتها من القصص الخالدة في الذاكرة لما فيها من المواعظ والعبر لذلك وقفت عندها كثيراً رغماً عن الروايات التي يرويها لي أصحابها قبل وبعد الأحكام بما فيها تلك اللحظات الأخيرة من حياة النظامي المدان بقتل زميله في (بوت) عسكري وهي الحكاية التي كنت شاهداً عليها في تلك اللحظات الأخيرة من حياته التي اسلم الروح فيها لبارئها بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً لتسببه في وفاة زميله بالثورة مسدداً له طعنة بـ(السونكي) الذي نجم عنه إصابة المجني عليه بتسمم أودي بحياته ومن ثم إلقي القبض علي زميله المتهم آنذاك بالجريمة ليتم تقديمه إلي المحكمة فاصدرت عليه حكمها بالإعدام شنقا حتي الموت والذي نفذ فيه بعد تمسك أولياء الدم بالقصاصً.
وفي ذات الإطار قال: بدأت علاقتي تتعمق بالمحكوم بالإعدام شنقا حتى الموت منذ الوهلة الأولي التي تعرفت فيها عليه حيث وجدته إنساناً مؤمناً بالقضاء والقدر فما كان مني إلا وأدرت معه حواراً شفيفاً دون أن اخدش مشاعره بكلمة رغماً عن انه كان واضحاً معي في سرد القصة من الألف للياء حيث قال لي والحزن يكسو وجهه ليس للإدانة التي إدانته بها المحكمة أو حبل المشنقة الذي ينتظره إنما للحماقة التي ارتكبها في حق صديقه وزميله إذ قال : (لم أكن اقصد ايذاءه بقدر ما كنت ابعده مني في تلك الاثناء ولكن الظروف الراهنة انذاك لعبت دوراً كبيراً في ان تمضي الامور علي هذا الحال فهي وحدها التي وضعتي في هذه الخانة التي عمدت بقدر الامكان الابتعاد عنها خاصة وان اواصر صداقة قوية ربطتني بالمرحوم الذي كنت لا افارقه حتي في احلك الظروف).
وأضاف : ومما ذهبت إليه مسبقاً كلفت زوجتي السابقة بأن تذهب مع إدارة السجن الاتحاد كوبر إلي منزل أولياء الدم لكي توصل لهم رغبتي في العفو ولو كان ذلك مقابل دفع مبلغ مالي ولكن مساعي راب الصدع قوبلت بالرفض من الأسرة المعنية رغماً عن ان زوجتي تنازلت لهم عن العربة (البولو) التي كانت تقودها في تلك الاثناء وصادفت هذه المبادرة قرار تنفيذ حكم الإعدام شنقاً حتي الموت في المدان آنذاك في نفس اليوم الأمر الذي ادخلني في حالة حزن عميق لم استوعب بعده ما يجري من حولي وبالرغم من ذلك حاولت جاهداً ايقاف التنفيذ إلا أنني فشلت فشلاً ذريعاً مع اولياء الدم في هذا الملف.
واشار الحوت الى تأثره الشديد لرفض اولياء الدم الاستجابة للوساطة التي قادها في تلك اللحظة الحاسمة من حياة المدان بجريمة القتل والذي تبقي له سويعات من تنفيذ حكم الاعدام شنقاً حتي الموت وعندما وصلت إلي طريق مسدود في العملية الوفاقية لم أجد بداً سوي العودة إلي صديقي لكي اودعه وحينما دلفت للسجن كنت حزيناً غاية الحزن ما حدا به أي المحكوم بالاعدام ان يقول لي : رفضوا العفو فلا تحزن يا إنسان يا فنان ففي النهاية الاعمار بيد الله سبحانه وتعالي. ومن ثم طلب مني الجلوس معه قليلاً قبل الايذان بتنفيذ الحكم عليه وكان ان تجاذبت معه اطراف الحديث موضحاً له ان هذه الدنيا فانية ولا تستحق منا الوقوف عندها أو تأملها والدار هي دار الاخرة ورغماً عن ذلك كنت اقول له هذه الكلمات من أجل ان اصبّره فيما كنت احبس دموعي التي كانت تتساقط علي خدي غصباً عني فالزمن المحدد قد مضي منه الكثير ولم يتبق سوي دقائق معدودة ويتم التنفيذ وحينما تم اخطاره بالاستعداد لتنفيذ حكم الاعدام لم اتمالك نفسي للدرجة التي دخلت فيها في نوبة بكاء شديد فبدأ صديقي المدان والذي سيتوجه إلي حبل المشنقة أكثر تماسكاً مني ظهر ذلك وهو يهون عليّ من خلال معانقته لي عناقاً حاراً يعبر عن الحب الكبير الذي يكنه لي رغماً عن ان فترة التعارف لم تكن سوي لحظات قصيرة جداً وعندما ارادوا أخذه لتنفيذ الحكم قام باهدئي ساعة كان يرتديها في يده اليمني ومن ثم توجه الى حبل المشنقة بثبات لم اشهده قبلاً في إنسان يعرف انه متوجه الى الموت ومازلت احتفظ بهذه الساعة داخل (الشنطة) أو كما يحلو لي ان اطلق عليها (الصندوق الاسود).
وأضاف : هنالك داخل السجن الاتحادي كوبر بالخرطوم بحري الكثير من القصص المؤثرة ولكن هذه القصة التي رويتها من القصص الخالدة في الذاكرة لما فيها من المواعظ والعبر لذلك وقفت عندها كثيراً رغماً عن الروايات التي يرويها لي أصحابها قبل وبعد الأحكام بما فيها تلك اللحظات الأخيرة من حياة النظامي المدان بقتل زميله في (بوت) عسكري وهي الحكاية التي كنت شاهداً عليها في تلك اللحظات الأخيرة من حياته التي اسلم الروح فيها لبارئها بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً لتسببه في وفاة زميله بالثورة مسدداً له طعنة بـ(السونكي) الذي نجم عنه إصابة المجني عليه بتسمم أودي بحياته ومن ثم إلقي القبض علي زميله المتهم آنذاك بالجريمة ليتم تقديمه إلي المحكمة فاصدرت عليه حكمها بالإعدام شنقا حتي الموت والذي نفذ فيه بعد تمسك أولياء الدم بالقصاصً.
الأحد، 3 فبراير 2013
شقيق يقتل شقيقته بطلق ناري بامدرمان
الخرطوم : سراج النعيم
شهدت مدينة امبدة شرق مقتل فتاة علي يد شقيقها بطلق ناري أودي بحياتها.
بالعودة للتفاصيل نجد ان الفتاة تشاجرت مع شقيقها وتطور الشجار الذي اصيبت علي خلفيته ادخل شقيقها في دائرة جرائم القتل ليتم وفقاً لذلك نقل الجثمان إلي مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفي ام درمان التعليمي لمعرفة اسباب الوفاة وذلك بموجب أورنيك (8) جنائي بعد ان تم فتح البلاغ جنائي بطرف قسم شرطة ام بدة شرق.
بالعودة للتفاصيل نجد ان الفتاة تشاجرت مع شقيقها وتطور الشجار الذي اصيبت علي خلفيته ادخل شقيقها في دائرة جرائم القتل ليتم وفقاً لذلك نقل الجثمان إلي مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفي ام درمان التعليمي لمعرفة اسباب الوفاة وذلك بموجب أورنيك (8) جنائي بعد ان تم فتح البلاغ جنائي بطرف قسم شرطة ام بدة شرق.
ماذا يحدث في سجن كوبر...حرب الموبايلات - الجنجويد وأم باخة؟؟
أبوذر علي الأمين ياسين
رجل في السبعين من عمره أو على مشارف السبعين، من أهل درافور، حدثني بمرارة قائلاً بلهجة دارفورية ".. والله ياوليدي قلبي أبى حيات السجن أبا بلدتكو دا" (يقصد الخرطوم) التي أتاها سجيناً محكوم (عشرين سنة) في قضية مخدرات، وأودع سجن كوبر. حاولت أن استكشف سبب هذا الشعور الذي تطور من كراهية السجن وأوضاعه لرفض الخرطوم ذاتها!!. فقال لي " كان عندي دكان وبشتخل في الزراعة أنا وأولادي، وكنت ببيع البنقو دا زي ناس كتير في السوق، بنبيعوا عادي قش دا ما ندسو، ما كان نعرف أنه بجيب سيدو السجن. أها جو بوليس ساقوني من دكاني، لامن مشيت محكمة، وقاضى حكاماني وجيت بدلكو دا". ثم يرسل ضحكة اندهاش ويسترسل "العجيب قاضي حكماني دا قالي – بينقو بتاعك يا حاج (يناديه القاضي باسمه) حاجة تمام انت بتعزلو عزل مش كدا" وروى لي أن ذاك القاضي كان يرسل اشارات بعينيه وتعابير وجهه ذات مغذى وفسرها هو قائلا بعد أن أطلق ضحكة اندهاش اخرى " والله قاضى دا بكون داخ (ذاق) بينقو بتاعي دي". سألته بعد أن اسحلفته بالله ، انت ياحاج ما جربت البنقو؟. فرد .." أبداً أنا سجارة ساي دا ما جربتو، قش بنقو دا بيجبو لي وأنا ببيعو لكن ياتو سمح ياتو كعب ما نعرف، بعدين قش بنقو دا بزرعو كتير وبيجيبو سوق قش دا ما نعرف انو بجيب سجن".
سألت ذلكم الحاج ما الذي جعله يكره بلدنا الخرطوم، قلت له ياحاج إنت بتكره السجن دا ولا الخرطوم؟، فأجاب بحُرقة .." ياوليدي بلدنا فيهو سجن، ناس بيجيبوك من بلد بعيد داك يسجنوك أهلك وأولادك بعيد ما تشوفهم، ما تقدر تسوى أي حاجة، أكل دا ما تلقى، ياوليدي أنت ما تعرف صعب شديد ما تشوف عيال بتاعك، ما تشوف أهلك، زول يجيك زيارة مافي"، يبلع ريقه ويغمض عينه ثم يسترسل.. " سويت تلفون صخير دا (صغير) موبايل، سويتو بي تعب شديد، بي دِين 30 جينه، ساعداني فيهو وليد دا (يذكر اسمه)، بعدين أنا ما نعرف كيف بيعملو تلفون صخير دا، كمان ساعداني كان يسويهو(يتصل) هو وأنا أتكلم مع عيال وأمهم، كانوا يرسلوا مصاريف في تلفون دي، ووليد دي كان بيجيبو لي قروش ورق (كاش)، بعدين جاء جنجويد (يقصد عسكر السجن) شالا تلفون خلاص بقيت أنا هنا ميت ما في زول بيجي زيارة ما في زول قريب يساعد، أكل بتاع سجن دا جداد ما ياكلوا أنت ما تشوف طير هنا ما ياكل أكل بتاع سجن ياكل عيش (خبز) بس، ياوليدي ناس يجيبوك سجن ذي دا يشيلو حقك قوة كدي بلدهم ظاتو يكون كيف!!؟" .
تحسرت على حال ذلك الحاج، لكنني عرفت كيف تصنع هذه الحكومة ومن أبسط مشكلة (انفصالي)، برغم البدائل والحلول التي بيدها على بساطتها، لكنها تسجن مثل هذا الحاج ولعشرين عاماً بعيداً عن أهله ثم لا يستفيد من (حق) الزيارة المتاح له، فلا أحد هنا يعرفه أو يحرص على زيارته، فإذا كان هذا حال هذا الشيخ الكبير كيف سيكون موقف أهله وأولاده؟!!. الغريب هو أنك لن تعرف القانون أو لائحة السجن أبداً، فالموبايل ممنوع بسجن كوبر، لكن الاتصال مسموح به، ذلك ما يقابلك به عسكر السجن وضباطه، ولكن كيف لمثل هذا الحاج أن يتصل بعد أن تسمح له إدارة السجن بذلك اذا كان الاتصال المعني سيتم من حر مال السجين، فإدارة السجن لا توفر اتصال مجاني للمساجين، ولا تسمح لهم بامتلاك موبايل!!؟. لكنا أول قدومنا للسجن وفي مرحلة المحاكمة لم يسمح لنا أبداً بالاتصال حتى بمحامينا رغم طلبنا المتكرر، وهذا أعجب!!، فأنت لم تدان أو تحكم بعد لكن الاتصال، حتى عبر ادارة السجن واذنها منع عنا. ولكن بعد المدة التي قضيناها بالسجن بـ(المنتظرين)، وبعد الحكم بداخل السجن عشنا كل تفاصيل معارك الموبايلات ولكم شئ من بعض تفاصيل (سنتوسع في ذلك بالكتاب).
المعلن بالسجن أنه اذا وجد عنك موبايل سيصادر لصالح إدارة السجن. كما أن الادارة تجري حملات تفتيش شبه منتظمة لكل الاقسام أو بعضها، للتفيش الدقيق عن الموبايلات تحديداً – كل الحملات التي جرت خلال فترة بقائنا بالسجن كانت تستهدف الموبايلات- لكن الدائم بالسجن أن يدخل أحد عساكر السجن ثم يضبط بضع موبايلات ويقوم بمصادرتها، وحسب المعلن أن المصادرة تتم لصالح إدارة السجن. أما ما تستعجب له أنك بعض مرور بعض الوقت أو حتى يوم تجد ذات السجين الذي صودر موبايله قد استعاده!!؟، والكل داخل السجن يعرف كيف يجري ذلك.
عمنا من الغرب الذي رويت لكم قصته يصنف ويسمي الحملات المنتظمة لعسكر السجن بـ(أم باخة) – يقصد أم باقة- كونها تسبقها وتتبعها جلبة كبيرة حيث يتم اخراج كل المساجين من العنابر أو مكان أقامتهم حتى خارج العنابر ليحصروا في مكان واحد، ثم يدخل العسكر لتفتيش متاعهم، حيث يتم جمع الموبايلات والشواحن في جوال سكر أو كيس كبير مصادرةً لصالح إدارة السجن. وكثيراً ما يفقد المساجين بعض ممتلكاتهم الأخرى، حيث يتم التفتيش وهم بعيدين عن أمتعتهم وممتلكاتهم وأنا منهم. أما الحملات الفردية لعساكر أفراد فيسميها عمنا ذاك بـ(الجنجويد) الذين يباغتوك ويأخذوا موبايلك.
وكنت قد سألت عمنا ذاك عن سر التسميات تلك فقال لي .." ما كلهم بيشيلوا حقك قوة عين كدا، الجنجويد دا عندنا هناك بيهجموكم كتار ومسلحين وبعدين والله ياوليدي ناس صعبين خلاص تعمل أي حركات يقتلوك كمان.. أم باخة دا، دول عندنا بيهجموا حلة وعددهم كتير كلهم بيضربوا باخات في وقت واحد، وبعدين بالليل انت تقوم مخلوع وما تقدر تسوي حاجة، ما في طريقة تجر أو تلم حاجة حقتك بيشيلوا كل شئ حتى مراح كامل يشيلوا وما تقدر تعمل حاجة لانهم مسلحين وانت نايم حتى لو كنت مسلح ما تقدر تعمل حاجة لإنو بتلقاهم قدامك مرة واحد". ذلك كان تفسيره وشرحه للجنجويد وأم باخه التي يطلقها على حملات ادارة السجن أو على حملات العساكر المنفردة. وختم الحاج حديثه ذاك قائلاً .." في سجن دا أنت لمن يشيلوا تلفون صخير دا انت ما خلاص مُت".
في السجن يجرى تفتيش الجميع الزوار والمساجين، كل زائر قبل دخوله السجن يتم تفتيشه وحجز موبايله الشخصي. وكل سجين يخرج للزيارة أو الدكان يتم تفتيشه قبل دخوله. لكن حملات الموبايلات لاتتوقف، وأكياس وجولات جمع الموبايلات والشواحن دائما ممتلئة!!. وليس لك أن تسأل كيف يجري ذلك؟، ولا من أين تأتي تلك الموبايلات التي تملأ في كل مرة أكياس أم باخة؟. ولكن فقط لك أن تعرف أن العقاب والمصادرة تجري على السجناء لا غير.
ظللت أسمع من السجناء أن إدارة السجن تبيع تلك الموبايلات لدكان السجن، الذي يعيد من جديد بيعها للسجناء. لكني وللحق لم ألحظ أو أصادف وجود موبايل أو عملية بيع تجري بدكان السجن. ولم تنطلي عليّ هذه القصة كونه لا يمكنك أن تدخل السجن وأنت تحمل موبايل وإن اشتريته من دكان السجن. لكنى شاهدت مرات عددا دخول موبايلات وبطاريات وشواحن (عبر السور) ولم أكن وحدي بل نحن رهط نلعب الكتشينة بحوش القسم أو تجمعنا جلسة ونسة وثمر. وللحق (عبر السور) تجري كثيراً من الامور ولكنها لا تجري على السور الخارجي فقط، بل من على السور الذي يفصل اقسام السجن بعضها عن بعض وهو الأنشط، وهذه قصص سنرويها لاحقاً.
الذي يدهشني ليس مصادرة الموبايلات (لصالح ادارة السجن)، ولكن ما تفعل الإدارة بمال تلك الموبايلات؟!!، كونها لا تهتم ولو بإصلاح ماسورة بأي قسم من أقسام السجن!!؟، بل يقوم السجناء ومن حر مالهم أو (طعامهم) باصلاح تلك المواسير (وهذه قصة أخرى نعيد ونؤكد بأننا سنعرج عليها لاحقاً). ومهما يكن من أمر فإنك لن تعرف أبداً القانون أو اللائحة التي تنظم أو تحدد ما لإدارة أو السجناء ولا حتى وجباتهم!!؟.
حدث ذات مرة أن صادر أحد عساكر السجن (ملازم) موبايل أحد السجناء، وصادف أن ذلك السجين يعتمد على موبايله ذاك في مصاريفه مخزنه في شكل (رصيد) – وكان قد منع مدير السجن الحالي دكان السجن من قبول أكثر من 1000 جنيه لأي سجين، حدث ذلك بعد واقعة حول مال أحد السجناء أثارت لقط بالقسم الذي كنا فيه - فأصبح كل من له من المصروفات أكثر من 1000 جنيه أن يبحث عن مكان آخر لحفظها بعد ذلك القرار. كما أن الغالبية بسجن كوبر يعتمدون على الموبايل اعتماد كامل في مصاريفهم التي تحول عبره في شكل رصيد، كون أهلهم بعيدين عنهم كثيراً. علماً بأن إدارة السجن تمنع دخول أي مال (كاش) لداخل السجن ليبقي في حيازة السجين، كما تفرض ادارة السجن على السجناء وضع أموالهم بدكان السجن ليتم التعامل عبر وصل على ورقة يدون فيها المبلغ ويتم السحب عليه- وبإفتراض أن موبايل ذلك السجين سيذهب مصادراً لإدارة السجن لجأ ذلك السجين للإدارة مطالباً بشريحة الموبايل التي بها أمواله. الذي حدث أن ذلك الموبايل وجد عند بنت ذلك العسكري. وقد قامت الادارة بمعاقبة ذلك العسكري بنقله من مكان عمله الذي كان فيه إلى مكان آخر، أو وللدقة هذا ما أنتهى إليه علمنا وما وقفنا عليه.
في (المنتظرين)، وهو القسم المخصص بسجن كوبر للمتهمين (وليس المحكومين بعد) – أي أبرياء لم تثبت إدانتهم بعد- من المتهمين بقضايا القتل أو الجرائم الموجهه ضد الدولة. وقف ذات يوم مدير سابق في يوم المرور (كل يوم أحد من كل أسبوع يمر مدير السجن على كل الاقسام متفقداً أحوال السجناء)، وقال مخاطباً جمع من بالمنتظرين: "أنتم هنا عندنا (ضيوف) علينا فقط حفظكم واطعامكم، لوائح السجن لاتنطبق كلها عليكم". لكن الواقع هناك عكس ذلك تماماً، خاصة وأنه ما من أحد من السجناء أياً كانوا يعرف تلك اللوائح أو تم اعلامه بها. بالمنتظرين التشدد في اقصى حالاته. فعلى خلاف السجناء (المحكومين) لا يسمح للمنتظرين بالذهاب لدكان السجن، ويقوم بخدمتهم (بمقابل) من يعرفون بـ(الشركة) وهم المساجين الذين يقضون عقوبة لبضع شهور، شهرين أو شهر أو اسابيع. كما تمنع عنهم الموبايلات مثلهم مثل باقي السجناء بالسجن، بل تجرى أقصى أنواع العقوبات عليهم وتوضع (القيود) على أرجلهم ويرسلون إلى الزنازين المعروفة بـ(خمس دقائق) وهي الزنانين التي تقبع قبالة (المشنقة)، والمخصصة لمحكومي الاعدام، حيث يقضي فيها السجين آخر خمسة دقائق له قبل أن يُصعد به إلى حبل المشنقة، والسجناء لهم أسم آخر للمشنقة وهو (الكرجاكة) وهو اسم مشتق من الصوت الذي تحدثه ويسمعه بوضوح كل من بقسم المنتظرين. والمنتظرين لهم يوم واحد للزيارة في الاسبوع، وفي حالتنا لم يكن مسموح لنا بالزيارة إلا بإذن من نيابة أمن الدولة أو بعدها من قاضي المحكمة.
ولكن حتى هنا بالمتنظرين نادراً ما تسمح لك الإدارة باجراء مكالمة من دكان السجن وعلى حسابك الخاص!!. في حالتنا منعنا ولم يسمح لنا ولا مرة بإجراء مثل تلك المكالمة وكنا في حوجة كبيرة للحديث مع محامينا. ولكن حالات المنع كثيرة ولم تكن مقتصرة علينا. وسنعود لنفرد مقالا عن المنتظرين والوضع فيها، وكيف أنه لا يكفل لك أبسط الحقوق، وانت بعد برئ لم تثبت إدانتك بعد.
السجناء بسجن كوبر تعودوا ولم يعودوا يتسأءلون عن ما يجري لهم. لا أحد منهم يطرح على نفسه سؤال أين تذهب أموال الموبايلات تلك التي تصادرها الإدارة؟، وبالطبع لا يسأل أحد عن القانون الذي يعطي الإدارة حق (المصادرة)؟، ولا أحد منهم يتساءل لماذا يقع علينا العقاب والمصادرة في الموبايلات في الوقت الذي لا تتسأل الإدارة عن كيف ترد تلك الموبايلات للسجناء؟!، ولا كيف بعد كل حملة تفتيش تجمع الإدارة أعداداً كثيرة من الموبايلات ولا تثير فيها شيئاً؟!!.
الذي بات يثير السجناء جديد إدارة السجن الحالية!!، كون الموبايلات لم تكن محل (عقوبات مركبة) كان كل الذي يحدث أن تتم مصادرة موبايلك وكفى. ولكن الإدارة الحالية تصادر أولاً الموبايل، ثم بعد ذلك تعاقبك بوضع القيود الحديدية على رجليك، ثم تقرر لك حكماً أيام أو اسابيع أو شهور تقضيها بالزنانين بعيداً عن القسم الذي تقيم فيه، ثم تبعاً لذلك تحرمك من الزيارة، وأخيراً تُجلد ثم تعود من جديد لقسمك. وقد علمت أن آخر حملة جلد جرت قبل أيام بصالة (الخياطين) بالسجن وبحضور المدير والعميد، لمن قضوا كل تلك العقوبات ثم ختمت بجلدهم.
رجل في السبعين من عمره أو على مشارف السبعين، من أهل درافور، حدثني بمرارة قائلاً بلهجة دارفورية ".. والله ياوليدي قلبي أبى حيات السجن أبا بلدتكو دا" (يقصد الخرطوم) التي أتاها سجيناً محكوم (عشرين سنة) في قضية مخدرات، وأودع سجن كوبر. حاولت أن استكشف سبب هذا الشعور الذي تطور من كراهية السجن وأوضاعه لرفض الخرطوم ذاتها!!. فقال لي " كان عندي دكان وبشتخل في الزراعة أنا وأولادي، وكنت ببيع البنقو دا زي ناس كتير في السوق، بنبيعوا عادي قش دا ما ندسو، ما كان نعرف أنه بجيب سيدو السجن. أها جو بوليس ساقوني من دكاني، لامن مشيت محكمة، وقاضى حكاماني وجيت بدلكو دا". ثم يرسل ضحكة اندهاش ويسترسل "العجيب قاضي حكماني دا قالي – بينقو بتاعك يا حاج (يناديه القاضي باسمه) حاجة تمام انت بتعزلو عزل مش كدا" وروى لي أن ذاك القاضي كان يرسل اشارات بعينيه وتعابير وجهه ذات مغذى وفسرها هو قائلا بعد أن أطلق ضحكة اندهاش اخرى " والله قاضى دا بكون داخ (ذاق) بينقو بتاعي دي". سألته بعد أن اسحلفته بالله ، انت ياحاج ما جربت البنقو؟. فرد .." أبداً أنا سجارة ساي دا ما جربتو، قش بنقو دا بيجبو لي وأنا ببيعو لكن ياتو سمح ياتو كعب ما نعرف، بعدين قش بنقو دا بزرعو كتير وبيجيبو سوق قش دا ما نعرف انو بجيب سجن".
سألت ذلكم الحاج ما الذي جعله يكره بلدنا الخرطوم، قلت له ياحاج إنت بتكره السجن دا ولا الخرطوم؟، فأجاب بحُرقة .." ياوليدي بلدنا فيهو سجن، ناس بيجيبوك من بلد بعيد داك يسجنوك أهلك وأولادك بعيد ما تشوفهم، ما تقدر تسوى أي حاجة، أكل دا ما تلقى، ياوليدي أنت ما تعرف صعب شديد ما تشوف عيال بتاعك، ما تشوف أهلك، زول يجيك زيارة مافي"، يبلع ريقه ويغمض عينه ثم يسترسل.. " سويت تلفون صخير دا (صغير) موبايل، سويتو بي تعب شديد، بي دِين 30 جينه، ساعداني فيهو وليد دا (يذكر اسمه)، بعدين أنا ما نعرف كيف بيعملو تلفون صخير دا، كمان ساعداني كان يسويهو(يتصل) هو وأنا أتكلم مع عيال وأمهم، كانوا يرسلوا مصاريف في تلفون دي، ووليد دي كان بيجيبو لي قروش ورق (كاش)، بعدين جاء جنجويد (يقصد عسكر السجن) شالا تلفون خلاص بقيت أنا هنا ميت ما في زول بيجي زيارة ما في زول قريب يساعد، أكل بتاع سجن دا جداد ما ياكلوا أنت ما تشوف طير هنا ما ياكل أكل بتاع سجن ياكل عيش (خبز) بس، ياوليدي ناس يجيبوك سجن ذي دا يشيلو حقك قوة كدي بلدهم ظاتو يكون كيف!!؟" .
تحسرت على حال ذلك الحاج، لكنني عرفت كيف تصنع هذه الحكومة ومن أبسط مشكلة (انفصالي)، برغم البدائل والحلول التي بيدها على بساطتها، لكنها تسجن مثل هذا الحاج ولعشرين عاماً بعيداً عن أهله ثم لا يستفيد من (حق) الزيارة المتاح له، فلا أحد هنا يعرفه أو يحرص على زيارته، فإذا كان هذا حال هذا الشيخ الكبير كيف سيكون موقف أهله وأولاده؟!!. الغريب هو أنك لن تعرف القانون أو لائحة السجن أبداً، فالموبايل ممنوع بسجن كوبر، لكن الاتصال مسموح به، ذلك ما يقابلك به عسكر السجن وضباطه، ولكن كيف لمثل هذا الحاج أن يتصل بعد أن تسمح له إدارة السجن بذلك اذا كان الاتصال المعني سيتم من حر مال السجين، فإدارة السجن لا توفر اتصال مجاني للمساجين، ولا تسمح لهم بامتلاك موبايل!!؟. لكنا أول قدومنا للسجن وفي مرحلة المحاكمة لم يسمح لنا أبداً بالاتصال حتى بمحامينا رغم طلبنا المتكرر، وهذا أعجب!!، فأنت لم تدان أو تحكم بعد لكن الاتصال، حتى عبر ادارة السجن واذنها منع عنا. ولكن بعد المدة التي قضيناها بالسجن بـ(المنتظرين)، وبعد الحكم بداخل السجن عشنا كل تفاصيل معارك الموبايلات ولكم شئ من بعض تفاصيل (سنتوسع في ذلك بالكتاب).
المعلن بالسجن أنه اذا وجد عنك موبايل سيصادر لصالح إدارة السجن. كما أن الادارة تجري حملات تفتيش شبه منتظمة لكل الاقسام أو بعضها، للتفيش الدقيق عن الموبايلات تحديداً – كل الحملات التي جرت خلال فترة بقائنا بالسجن كانت تستهدف الموبايلات- لكن الدائم بالسجن أن يدخل أحد عساكر السجن ثم يضبط بضع موبايلات ويقوم بمصادرتها، وحسب المعلن أن المصادرة تتم لصالح إدارة السجن. أما ما تستعجب له أنك بعض مرور بعض الوقت أو حتى يوم تجد ذات السجين الذي صودر موبايله قد استعاده!!؟، والكل داخل السجن يعرف كيف يجري ذلك.
عمنا من الغرب الذي رويت لكم قصته يصنف ويسمي الحملات المنتظمة لعسكر السجن بـ(أم باخة) – يقصد أم باقة- كونها تسبقها وتتبعها جلبة كبيرة حيث يتم اخراج كل المساجين من العنابر أو مكان أقامتهم حتى خارج العنابر ليحصروا في مكان واحد، ثم يدخل العسكر لتفتيش متاعهم، حيث يتم جمع الموبايلات والشواحن في جوال سكر أو كيس كبير مصادرةً لصالح إدارة السجن. وكثيراً ما يفقد المساجين بعض ممتلكاتهم الأخرى، حيث يتم التفتيش وهم بعيدين عن أمتعتهم وممتلكاتهم وأنا منهم. أما الحملات الفردية لعساكر أفراد فيسميها عمنا ذاك بـ(الجنجويد) الذين يباغتوك ويأخذوا موبايلك.
وكنت قد سألت عمنا ذاك عن سر التسميات تلك فقال لي .." ما كلهم بيشيلوا حقك قوة عين كدا، الجنجويد دا عندنا هناك بيهجموكم كتار ومسلحين وبعدين والله ياوليدي ناس صعبين خلاص تعمل أي حركات يقتلوك كمان.. أم باخة دا، دول عندنا بيهجموا حلة وعددهم كتير كلهم بيضربوا باخات في وقت واحد، وبعدين بالليل انت تقوم مخلوع وما تقدر تسوي حاجة، ما في طريقة تجر أو تلم حاجة حقتك بيشيلوا كل شئ حتى مراح كامل يشيلوا وما تقدر تعمل حاجة لانهم مسلحين وانت نايم حتى لو كنت مسلح ما تقدر تعمل حاجة لإنو بتلقاهم قدامك مرة واحد". ذلك كان تفسيره وشرحه للجنجويد وأم باخه التي يطلقها على حملات ادارة السجن أو على حملات العساكر المنفردة. وختم الحاج حديثه ذاك قائلاً .." في سجن دا أنت لمن يشيلوا تلفون صخير دا انت ما خلاص مُت".
في السجن يجرى تفتيش الجميع الزوار والمساجين، كل زائر قبل دخوله السجن يتم تفتيشه وحجز موبايله الشخصي. وكل سجين يخرج للزيارة أو الدكان يتم تفتيشه قبل دخوله. لكن حملات الموبايلات لاتتوقف، وأكياس وجولات جمع الموبايلات والشواحن دائما ممتلئة!!. وليس لك أن تسأل كيف يجري ذلك؟، ولا من أين تأتي تلك الموبايلات التي تملأ في كل مرة أكياس أم باخة؟. ولكن فقط لك أن تعرف أن العقاب والمصادرة تجري على السجناء لا غير.
ظللت أسمع من السجناء أن إدارة السجن تبيع تلك الموبايلات لدكان السجن، الذي يعيد من جديد بيعها للسجناء. لكني وللحق لم ألحظ أو أصادف وجود موبايل أو عملية بيع تجري بدكان السجن. ولم تنطلي عليّ هذه القصة كونه لا يمكنك أن تدخل السجن وأنت تحمل موبايل وإن اشتريته من دكان السجن. لكنى شاهدت مرات عددا دخول موبايلات وبطاريات وشواحن (عبر السور) ولم أكن وحدي بل نحن رهط نلعب الكتشينة بحوش القسم أو تجمعنا جلسة ونسة وثمر. وللحق (عبر السور) تجري كثيراً من الامور ولكنها لا تجري على السور الخارجي فقط، بل من على السور الذي يفصل اقسام السجن بعضها عن بعض وهو الأنشط، وهذه قصص سنرويها لاحقاً.
الذي يدهشني ليس مصادرة الموبايلات (لصالح ادارة السجن)، ولكن ما تفعل الإدارة بمال تلك الموبايلات؟!!، كونها لا تهتم ولو بإصلاح ماسورة بأي قسم من أقسام السجن!!؟، بل يقوم السجناء ومن حر مالهم أو (طعامهم) باصلاح تلك المواسير (وهذه قصة أخرى نعيد ونؤكد بأننا سنعرج عليها لاحقاً). ومهما يكن من أمر فإنك لن تعرف أبداً القانون أو اللائحة التي تنظم أو تحدد ما لإدارة أو السجناء ولا حتى وجباتهم!!؟.
حدث ذات مرة أن صادر أحد عساكر السجن (ملازم) موبايل أحد السجناء، وصادف أن ذلك السجين يعتمد على موبايله ذاك في مصاريفه مخزنه في شكل (رصيد) – وكان قد منع مدير السجن الحالي دكان السجن من قبول أكثر من 1000 جنيه لأي سجين، حدث ذلك بعد واقعة حول مال أحد السجناء أثارت لقط بالقسم الذي كنا فيه - فأصبح كل من له من المصروفات أكثر من 1000 جنيه أن يبحث عن مكان آخر لحفظها بعد ذلك القرار. كما أن الغالبية بسجن كوبر يعتمدون على الموبايل اعتماد كامل في مصاريفهم التي تحول عبره في شكل رصيد، كون أهلهم بعيدين عنهم كثيراً. علماً بأن إدارة السجن تمنع دخول أي مال (كاش) لداخل السجن ليبقي في حيازة السجين، كما تفرض ادارة السجن على السجناء وضع أموالهم بدكان السجن ليتم التعامل عبر وصل على ورقة يدون فيها المبلغ ويتم السحب عليه- وبإفتراض أن موبايل ذلك السجين سيذهب مصادراً لإدارة السجن لجأ ذلك السجين للإدارة مطالباً بشريحة الموبايل التي بها أمواله. الذي حدث أن ذلك الموبايل وجد عند بنت ذلك العسكري. وقد قامت الادارة بمعاقبة ذلك العسكري بنقله من مكان عمله الذي كان فيه إلى مكان آخر، أو وللدقة هذا ما أنتهى إليه علمنا وما وقفنا عليه.
في (المنتظرين)، وهو القسم المخصص بسجن كوبر للمتهمين (وليس المحكومين بعد) – أي أبرياء لم تثبت إدانتهم بعد- من المتهمين بقضايا القتل أو الجرائم الموجهه ضد الدولة. وقف ذات يوم مدير سابق في يوم المرور (كل يوم أحد من كل أسبوع يمر مدير السجن على كل الاقسام متفقداً أحوال السجناء)، وقال مخاطباً جمع من بالمنتظرين: "أنتم هنا عندنا (ضيوف) علينا فقط حفظكم واطعامكم، لوائح السجن لاتنطبق كلها عليكم". لكن الواقع هناك عكس ذلك تماماً، خاصة وأنه ما من أحد من السجناء أياً كانوا يعرف تلك اللوائح أو تم اعلامه بها. بالمنتظرين التشدد في اقصى حالاته. فعلى خلاف السجناء (المحكومين) لا يسمح للمنتظرين بالذهاب لدكان السجن، ويقوم بخدمتهم (بمقابل) من يعرفون بـ(الشركة) وهم المساجين الذين يقضون عقوبة لبضع شهور، شهرين أو شهر أو اسابيع. كما تمنع عنهم الموبايلات مثلهم مثل باقي السجناء بالسجن، بل تجرى أقصى أنواع العقوبات عليهم وتوضع (القيود) على أرجلهم ويرسلون إلى الزنازين المعروفة بـ(خمس دقائق) وهي الزنانين التي تقبع قبالة (المشنقة)، والمخصصة لمحكومي الاعدام، حيث يقضي فيها السجين آخر خمسة دقائق له قبل أن يُصعد به إلى حبل المشنقة، والسجناء لهم أسم آخر للمشنقة وهو (الكرجاكة) وهو اسم مشتق من الصوت الذي تحدثه ويسمعه بوضوح كل من بقسم المنتظرين. والمنتظرين لهم يوم واحد للزيارة في الاسبوع، وفي حالتنا لم يكن مسموح لنا بالزيارة إلا بإذن من نيابة أمن الدولة أو بعدها من قاضي المحكمة.
ولكن حتى هنا بالمتنظرين نادراً ما تسمح لك الإدارة باجراء مكالمة من دكان السجن وعلى حسابك الخاص!!. في حالتنا منعنا ولم يسمح لنا ولا مرة بإجراء مثل تلك المكالمة وكنا في حوجة كبيرة للحديث مع محامينا. ولكن حالات المنع كثيرة ولم تكن مقتصرة علينا. وسنعود لنفرد مقالا عن المنتظرين والوضع فيها، وكيف أنه لا يكفل لك أبسط الحقوق، وانت بعد برئ لم تثبت إدانتك بعد.
السجناء بسجن كوبر تعودوا ولم يعودوا يتسأءلون عن ما يجري لهم. لا أحد منهم يطرح على نفسه سؤال أين تذهب أموال الموبايلات تلك التي تصادرها الإدارة؟، وبالطبع لا يسأل أحد عن القانون الذي يعطي الإدارة حق (المصادرة)؟، ولا أحد منهم يتساءل لماذا يقع علينا العقاب والمصادرة في الموبايلات في الوقت الذي لا تتسأل الإدارة عن كيف ترد تلك الموبايلات للسجناء؟!، ولا كيف بعد كل حملة تفتيش تجمع الإدارة أعداداً كثيرة من الموبايلات ولا تثير فيها شيئاً؟!!.
الذي بات يثير السجناء جديد إدارة السجن الحالية!!، كون الموبايلات لم تكن محل (عقوبات مركبة) كان كل الذي يحدث أن تتم مصادرة موبايلك وكفى. ولكن الإدارة الحالية تصادر أولاً الموبايل، ثم بعد ذلك تعاقبك بوضع القيود الحديدية على رجليك، ثم تقرر لك حكماً أيام أو اسابيع أو شهور تقضيها بالزنانين بعيداً عن القسم الذي تقيم فيه، ثم تبعاً لذلك تحرمك من الزيارة، وأخيراً تُجلد ثم تعود من جديد لقسمك. وقد علمت أن آخر حملة جلد جرت قبل أيام بصالة (الخياطين) بالسجن وبحضور المدير والعميد، لمن قضوا كل تلك العقوبات ثم ختمت بجلدهم.
شاب يردي شقيقته رمياً بالرصاص ..!!
بسبب محادثات منتصف الليل
أطلق
شاب الرصاص على شقيقته وأصابته في يدها وإخترق العيار الناري صدرها في ذات
الوقت ، مما ادى الى مصرعها في الحال ، وذلك بحي البستان بأمبدة .
ووقعت الجريمة طبقاً لمصادر موثوقة بسبب خلافات مفاجئة ومشاددة كلامية بين الشاب وشقيقته عندما وجدها تتحدث في الهاتف ليلاً ، وأخذ السلاح أداة الجريمة " مسدس " من والده بالمنزل " ضابط بالقوات النظامية " وقتل به شقيقته .
وقال المصدر أن الفتاة لقيت مصرعها قبل إسعافها الى المستشفى وأوقفت الشرطة بقسم أمدرمان شرق الشاب الجاني ودونت في مواجهته بلاغاً بجريمة القتل العمد تحت طائلة المادة (130) من القانون الجنائي وضبطت أداة الجريمة .
صحيفة آخر لحظة
ووقعت الجريمة طبقاً لمصادر موثوقة بسبب خلافات مفاجئة ومشاددة كلامية بين الشاب وشقيقته عندما وجدها تتحدث في الهاتف ليلاً ، وأخذ السلاح أداة الجريمة " مسدس " من والده بالمنزل " ضابط بالقوات النظامية " وقتل به شقيقته .
وقال المصدر أن الفتاة لقيت مصرعها قبل إسعافها الى المستشفى وأوقفت الشرطة بقسم أمدرمان شرق الشاب الجاني ودونت في مواجهته بلاغاً بجريمة القتل العمد تحت طائلة المادة (130) من القانون الجنائي وضبطت أداة الجريمة .
صحيفة آخر لحظة
بالصور : تفاصيل جديدة عن كيفية هروب المدانين بقتل غرانفيل من كوبر
أصدرت الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية بالتعاون مع مؤسسة «الهجرتين» السودانية، الإصدار الثاني للفيلم المرئي الذي يروي قصة هروب أربعة سودانيين محكوم عليهم بالإعدام من سجن كوبر بالخرطوم، مدانين بقتل المسؤول الأمريكي جون غرانفيل، وجاء إهداء الفيلم إلى أسرة د. العبيد عبد الوهاب «الأستاذ بجامعة الخرطوم» وأسرة المهندس أبو أيوب أحمد حسب الرسول آدم الكاهلي «الحاج» وأسرة الداعية أبو خالد أحمد حسن مبارك الرفاعي «ود راوة» الذي قتل في مواجهات في منطقة الدندر. وكشفت المعلومات التى أوردها الفيلم وقام بتلاوتها محمد مكاوي أحد الهاربين من سجن كوبر، أن عملية الهروب بالاتفاق مع الثلاثة الآخرين من زملائه، وقال مكاوي في الفيلم الذي بلغت مدته «30,45» دقيقة أن تدبير العملية قام بها زميلهم مهند عثمان، وأنه قام بتقويم النفق ليكون في مكان الهدف المطلوب، وأنهم اختاروا الركن الشمالي الشرقي من المطبخ لأنه في مواجهة غرفة تذاكر السجن، وأقاموا حاجزاً حتى يحول دون التحميل المباشر على النفق إذا تعرض لأوزان كبيرة فوق الأرض، ثم كان الحفر مستديراً لتقليل كمية التراب.
ولفت إلى أنهم استعانوا ببعض الإخوة لهم لإدخال بعض معدات الحفر حتى خرجوا عبر حفرة بيع التذاكر ليخرجوا منها إلى السيارة التى كانت في انتظارهم. وبشأن تقدير المسافات من العنبر إلى تلك الغرفة، أكد مكاوي أنهم استعانوا ببعض الإخوة لأخذ قياسات عبر الانترنت وعبر الطريقة التقريبية عبر الخطوات العادية حتى تمت عملية الحفر وتم الخروج منها، وقال مكاوي: عملية التوثيق قصد بها قطع الطريق أمام الشائعات والأباطيل التى تدحض عملهم ولكي يفوتوا الفرصة على أصحاب النوايا الخبيثة، لافتاً إلى إدخال موبايل بكاميرا «5 ميغابكسل» إلى السجن إضافة إلى ذاكرات للجهاز لتحميل الفيلم فيها ثم سلموها لمؤسسة «الهجرتين» ليتم التوثيق لها.ويشير الفيلم الى أن الهاربين استعانوا أيضاً ببعض الإخوة لتتم عملية الخروج دون لبس الزي العادي أو زي المساجين لما فيه من خطورة عليهم، باعتبار أن المنطقة في الأساس عسكرية، لذا قرروا تفصيل ملابس شرطة عسكرية، وقاموا بتعديلها بألوان ثم بخياطة جيدة لتكون بالشكل المطلوب، وقال مكاوي إنهم خرجوا وقابلهم حراس السجن باستغراب لوجود الشرطة العسكرية في هذه المنطقة، واتهم الفيلم إدارة السجن ببث شائعات عنهم لدى اعتقالهم بأنهم أصحاب فكر تكفيري.
صحيفة الإنتباهة
بالصورة : لماذا طلب الحوت التقاط صورة مع توأمه (حاتم) و(حنين) برفقة شخصي؟؟
الخرطوم : سراج النعيم
وضح الحوت تفاصيل دقيقة ومثيرة جداً حول (الشنطة) القابعة داخل غرفته بمنزله بالمزاد بالخرطوم والتي يصفها بـ(الصندوق الأسود) مؤكداً أنها تحوي في داخلها خزائن أسراره الخاصة والعامة.ومما ذهبت إليه طرحت عليه سؤالي المتعلق بـ(الشنطة) أو الصندوق الأسود كما يحلو له ولماذا يطلق عليها الاسم المشار إليه علماً بان (الصندوق) الأسود يحفظ في داخله أسرار الطائرات طوال رحلاتها الجوية وبالتالي ماذا يحوي صندوقك الأسود من خفايا وأسرار؟
ابتدر إجابته مداعباً محرر الصحيفة : صندوقي الأسود يحمل الكثير من الأسرار التي ستكون مفاجأة ولعل الجميع لا يتوقع أن أكون دقيقاً في الاحتفاظ بكل أسراري داخل هذه الشنطة وهي بلا شك تحمل في داخلها الوثائق والمستندات الخطيرة التي تصب رأساً في حياتي الخاصة والعامة علي مدي السنوات الماضية وعليه ستحدث دوياً في يوم من الأيام لما تحويه من خفايا وأسرار اعتبرها بأي حال من الأحوال شاهد عصر علي كل كبيرة وصغيرة مرت عليّ في حياتي علي الصعيد الأسري الكبير والأسري الصغير وأيضا علي الصعيد العام.
ما هي ابرز الوثائق والمستندات التي تضعها داخل الصندوق الأسود وهل هي بالأهمية التي تدعك تحافظ عليها في سرية تامة بعيداً عن أعين الناس اللهم إلا قلة؟
أعتبر صندوقي الأسود حافظ لحقوقي وحقوق الآخرين الذين ربطتني بهم صلة علي مدي الأعوام الماضية وذلك من خلال وثائق ومستندات ستجد اهتماماً كبيراً علي كافة المستويات والأصعدة وبالمقابل سيكون لها ما بعدها لأنها تقطع الادعاءات المصاحبة لحياتي.
مقاطعاً يا صديقي ماذا يوجد داخل الصندوق الأسود وهل العقودات مع شركات الإنتاج الفني مودعه فيها؟
(هل تصدق أنني مازلت احتفظ بالتعاقدات الفنية التي قمت بإبرامها مع شركات الإنتاج الفني آنذاك وهي الشركات التي كانت تحتكر صوتي علي مدي الأعوام الماضية) ووددت من خلال هذا الصندوق الأسود ألا أضع مساحات للاستنتاجات والتكهنات لأنه بأي شكل من الأشكال ستثبت هذه الوثائق والمستندات الحقائق كاملة وعليه ستضع حداً للتأويل والتشكيك الذي ظل ملازماً لحياتي منذ التحاقي بالحركة الفنية.
ما هي الكيفية التي تتعامل بها مع الأجهزة الإعلامية؟
اغلب التسجيلات التي قمت بتسجيلها للقنوات الفضائية السودانية كان الفضل فيها بعد الله لمخرج الروائع شكر الله خلف الله الذي تربطني به أواصر صداقة قوية لذلك كنت ارتاح للعمل معه فمتى ما طلب مني الحضور إليه ألبي النداء لأنه كان مهتماً جداً بتجربتي الغنائية في كل مراحلها وصور ليّ عدداً من الفيديو كليبات في الخرطوم وجوبا إلى جانب السهرات والبرامج التي بثها تلفزيون السودان ومن ثم جاء الانفتاح على القنوات الفضائية الأخرى النيل الأزرق والشروق.
ولماذا أنت بعيداً عن الإذاعة السودانية والإذاعات الأخرى؟
لم أكن يوماً واحداً بعيداً عنها من ناحية بث أعمالي المتوفرة من خلال الألبومات الغنائية التي قمت بإنتاجها ولكن أقر أنني من الناحية الحوارية مقصراً جداً وهذا التقصير نابع من المشغوليات التي لم تدع ليَّ مجالاً لكي أتواصل مع جمهوري عبر هذه الوسائل الإعلامية الهامة وكلما فكرت في تسجيل حوار إذاعي للإذاعة السودانية تحدث ليّ ظروف تقف حائلاً بيني وبينه ولعل آخره هو الاتفاق الذي توصلت إليه مع أخونا عصام عبدالسلام ودبوره ويوسف القديل ولكن لظروف خاصة بي لم يتم هذا الحوار وكل من يشير إلى عكس ذلك فهو غير صادق ما يؤكد أنني ليست لدي تسجيلات رسمية في الإذاعات بما فيها الإذاعة السودانية التي تربطني بالعاملين بها بعض الصداقات .
لماذا لم تحرص علي تسجيل أعمالك الغنائية بمكتبة الإذاعة السودانية ؟
فيما يختص بالتوثيق للإذاعة قد حدثني الأخ يوسف القديل انه اخذ ستة أغنيات من أغنياتي ووضعها على منضدة الأستاذ معتصم فضل مدير الإذاعة السودانية على أساس اعتمادها رسميا بمكتبة الإذاعة قبل ست سنوات من تاريخه ولكن لم يجد هذا المقترح تجاوبا رغما عن أن الإذاعة تبث هذه الأعمال بصورة غير رسمية ودون حفظ الحقوق الأدبية للشعراء والملحنين ولم يعترض أحدا منهم احتراما لشخصي وقناعتهم التي لا تحدها حدود بالتجربة الغنائية التي جمعتني بهم
ثمة من يقولون ، وهم عديدون جداً أنك تنقلنا من خلال حنجرتك الذهبية إلى ما بعد الأشياء المرئية .. إلي ما بعد الحزن .. إلي ما بعد الفرح الممزوج بالحزن .. ولكن رغماً عن ذلك كله يظل الواقع محور توجهاتك في الحياة ما السر وراء ذلك؟
هذا السر نابع من أنني بدأت أشكل حضوراً استثنائياً وبأحاسيس وقيم من الصعب تجاوزها ،فكان تمردي الجميل علي المألوف في الحركة الفنية إلى جانب الشفافية .. إلى جانب الوضوح المطلق أي أنني ببساطة أنقل خفايا وأسرار القلب الإنساني الذي كنت أعبر به صادقاًَ عن حبي العميق لتوأمي (حاتم) و (حنين) اللذين أنجبتهما من السيدة نجوي العشي ولأجلهما يجب أن ادعك تقف على حقائق احتفظ بها داخل (الصندوق الأسود) الذي يحتوي على أدق اسراري بشقيها الخاص والعام كما أنني ارغب في التوثيق لتوأمي (حاتم) و (حنين) عبر كاميرا الصحيفة حتى أحفظ لهما حقوقهما دون نقصان.
ماذا عن حفلاتك الجماهيرية النهارية والمسائية وماذا عن تدافع الجماهير نحوك بخشبة المسرح؟
بدأت تنفيذ أعمالي الغنائية بشكل مغاير لما جُبلت عليه في السنوات الماضية بما فيها الحفلات الجماهيرية النهارية والمسائية التي يشاركني فيها صديقي ورفيق دربي نادر خضر وهذا التغيير في التنفيذ الموسيقي اقتضته ضرورة المرحلة المفصلية من تاريخ حياتي الفنية وقد صادف هذا الاتجاه الجديد قبولاً منقطع النظير من الجماهير التي كانت حريصة غاية الحرص على الإحاطة بيَّ من على خشبة المسرح ولم أكن انزعج من اقترابهم مني .. لأنني أجد الراحة النفسية مع (الحواته) الذين أحبهم طالما أنهم أحبوني وظلوا على مدى الاعوام المتتالية اوفياء لتجربتي الغنائية التي جعلتهم يعبرون عن هذا الحب والوفاء بالصورة التي تروق لهم وقد لاحظت أنني مجرد ما اصعد على خشبة المسرح يترك جمهوري مقاعده ويسعى للوصول إلىّ في مشهد أكون فيه في غاية السعادة لأن اقترابه من المسرح لا يأتي من فراغ بقدرما هو نابع من حب جارف للفن الذي اقدمه وعندما وجهت سؤال للبعض منهم حول هذه الظاهرة ؟ قالوا : لا نستمتع بالحفل إلا في حال أخذنا موقعاً قريباً جداً منك ومن هنا احسست بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقي وهي المسؤولية المتمثلة في أن اوصل احساسي لكل واحد منهم على حدا معبراً له عن تفاعلي معه.
كيف تنظر للاحداث المصاحبة لحفلاتك الجماهيرية وما هي الكيفية التي تسيطر بها على انفعالات المعجبين ؟
ليس هنالك احداث بالمفهوم الذي ذهبت إليه إنما هي بعض الانفعالات الصغيرة التي يضخمها في بعض الأحيان الإعلام بالتناول الذي يحمل في معيته الإثارة وربما هذا التفاعل ناتج من القيم والأفكار والمباديء التي ظللت متمسكاً بها لخلق مدرسة فنية لاتشوبها أية شائبة وهي بأي حال من الأحوال مدرسة جادة في اختيار النصوص الغنائية والألحان والتنفيذ الموسيقي واتباع هذا الخط الصارم الذي خطفني من الطفولة إلى النضج فوعيت منذ الوهلة الأولى أن حياتي الخاصة والعامة يجب ألا تكون نزهة لقطف الثمار الفاسدة ومطاردة الفراشات في حقول اللهو.
أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك أقول فلقد اعطاني جمهوري كنوزاً من الهدايا .. فكل واحد منهم كان يعبر عن حبه بطريقته الخاصة ولم أكن أرد أي معجب قدم ليَّ هدية ولكنني احتفي احتفاءاً كبيراً بالسبح التي يدفع بها بعض المعجبين اثناء ادائي لهذه الوصلة الغنائية أو تلك فالسبحة تشعرني بالراحة النفسية التي لا أجدها في أثمن الهدايا بدليل أن السبحة مجرد ما أن تستقر في يدي اقُبلها وأعلقها علي رقبتي أو أضعها في جيبي لانها بالنسبة ليّ قيمة جداً ولا تضاهيها أية هدية كانت أما بقية الهدايا الأخرى فدائماً ما اعمد إلى منحها لمن هم محيطين بيَّ في تلك اللحظة ولكن ما أخذته احتفظ به في الشنطة (الصندوق الأسود).
وماذا تحتوى هذه الشنطة أو الصندوق الأسود كما يحلو لك؟
هدايا مختلفة مثلاًَ (كابات) و(طواقي ) و(سبح) وغيرها من الهدايا كما أنني أحتفظ في داخلها بكل تعاقداتي مع شركة البدوي للإنتاج الفني ومن ثم شركة السناري الذين كانا يحتكران صوتي على مدى السنوات الماضية وقد لعبا دوراً كبيراً في إيصال صوت للمتلقي بالإضافة إلى كل التعاقدات التي ابرمتها في هذا السياق أو خلافه من المحاكم التي رفعت في مواجهتي في بعض الأغاني المسموعة التي كانت تشتريها شركات الانتاج الفني من اصحاب الحقوق الأصيلة ومن الوثائق الهامة جداً والتي احتفظ بها داخل الشنطة وثيقة من الجلد القديم جداً وهي خاصة بقطعة ارض تعود أحقيتها إلى جدنا محمد الطاهر عليه الرحمة وهي في مدينة الصبابي بالخرطوم بحري وقمت بمتابعة إجراءاتها بصورة قانونية وقد وصلت فيها إلى نتائج واضحة رغماً عن انشغالي بجمهوري الذي أتواصل معه عبر الفيس بوك والتوتير والياهو والمواقع الإجتماعية الأخرى.
فيما تدور فكرة احتكار اعمالك من طرف شركة البروف؟
الفكرة قائمة على فكرة الادارة الجماعية الاهلية المبنية على حفظ الحقوق الادبية والمادية والعائد المادي من وراء ذلك يعود على الطرفين بالنسب وهي اشبه بالادارة الجماعية ولكن تختلف فكرة شركة البروف عنها بأن الشاعر والملحن والفنان شركاء بالنسبة فيما تمنح الشركة لحظة توقيع العقد مبلغا ماليا وهي فكرة جديرة بالتفاعل معها وعليه تم الاتفاق بيني والشركة سالفة الذكر على رعاية اعمالي الغنائية من خلال ادارتها بصورة متفق عليها وقد اوصيت الشعراء والملحنين الذين غنيت من كلماتهم والحانهم بالوصول لاتفاق مع الشركة في الأغاني المختارة لان العقودات الاتفاقية واضحة في مضمونها وجوهرها بفهم انها تحمي الحقوق من التغول عليها وقد اتفقوا معي
ماذا يدور بينك والشعراء والملحنين الذين تعاملت معهم على مدي السنوات الماضية؟
دائماً ما اتفاكر معهم واحرص على تنفيذ افكارهم كفكرة منتدي محمود في القلب الذي نقيمه بالنادي العائلي فالفكرة بدأت من خلال دعوة تلقيتها من يوسف القديل للمشاركة في تجربته الغنائية والموسيقية بالنادي وكان ان شاركت في التجربة حيث أتيت إليه في التاسعة الا ربعاً وقد جلست في ذلك اليوم مع الجمهور متابعا لمن غنوا قبلي ومن ثم غنيت ثماني أغنيات وقد تحدثت عن تجربتي معه و كنت حريصا على المشاركة لأنني لا استطيع ان اوفيه حقه مقابل ما قدمه لي. وقد كرمته في الاحتفائية ومن هنا انبثقت فكرة الاحتفاء بالمبدعين فما كان من اخونا على كمبا الا واقترح على الاحتفاء بالفنان الكبير الراحل خليل اسماعيل وقد شهدها الاستاذ حمد شقيق خليل اسماعيل – عليه الرحمة ثم توالت الاحتفائيات مثلا الدكتور الراحل عثمان حسين والفنان ابراهيم عوض وخوجلي عثمان وشيخ النقاد ميرغني البكري وعمر الجزلي وآخرين كثر.. فمشروع الاحتفاء بهؤلاء المبدعين نابع من الوفاء لاهل العطاء.
من هم أقرب الناس اليك في المحيط الاسري والمحيط العام؟
في الأسرة اقرب الناس الىّ الوالدة فائزة والخالين امين والطاهر محمد الطاهر وشقيقاتي سهام والهام والأخوين العزيزين شقيقي مأمون وأخي ايهاب عبد العزيز والأخير توفي في حادث مروري بالمملكة العربية السعودية وكان فنانا لا يشق له غبار بالاضافة الى تراجي ابنة خالي الممثل الراحل الطاهر محمد الطاهر ضف اليهم توأمي (حاتم) و (حنين) اللذين تربطني بهما علاقة ابوية قوية جدا لا يشاركهما فيها اي أحد آخر.
أما فى المحيط العام فهنالك صداقات ربطتني بالبعض من الاصدقاء منذ الطفولة ومن بينهم على مرسال وعبد الخالق وعبد الباقي خالد عبيد ويوسف واحمد الصاوي وناجي وابوعزبة وحسن والشيخ صلاح بن البادية وغيرهم الكثيرين.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...