الخرطوم : سراج النعيم
كشف الحوت القصة الكاملة التي جمعته في فترة ما بالمحكوم بالإعدام شنقا حتى الموت في قضية قتله لزميله بالقوة النظامية وتدور أحداث هذه القضية التي شغلت الرأي العام وقتئذ حول عهدة عسكرية تخص الشاب الذي تم إعدامه بالسجن الاتحادي كوبر بالخرطوم بحري ويعود هذا الاهتمام الكبير من واقع المبادرة التي قادها الفنان محمود عبدالعزيز بواسطة زوجته السابقة التي سجلت زيارة إلي أولياء الدم ناقلة لهم رغبة الحوت في أن تعفو الأسرة عن قاتل ابنها وكان أن تنازلت زوجته عن العربة (البولو) مقابل موافقتهم علي إيقاف تنفيذ حكم الإعدام ولكنهم رفضوا الإذعان لهذا المطلب .. وتأتي هذه القصة المؤثرة في سياق سلسلة حوارات وخفايا وأسرار مع الفنان الراحل محمود عبد العزيز.
وفي ذات الإطار قال: بدأت علاقتي تتعمق بالمحكوم بالإعدام شنقا حتى الموت منذ الوهلة الأولي التي تعرفت فيها عليه حيث وجدته إنساناً مؤمناً بالقضاء والقدر فما كان مني إلا وأدرت معه حواراً شفيفاً دون أن اخدش مشاعره بكلمة رغماً عن انه كان واضحاً معي في سرد القصة من الألف للياء حيث قال لي والحزن يكسو وجهه ليس للإدانة التي إدانته بها المحكمة أو حبل المشنقة الذي ينتظره إنما للحماقة التي ارتكبها في حق صديقه وزميله إذ قال : (لم أكن اقصد ايذاءه بقدر ما كنت ابعده مني في تلك الاثناء ولكن الظروف الراهنة انذاك لعبت دوراً كبيراً في ان تمضي الامور علي هذا الحال فهي وحدها التي وضعتي في هذه الخانة التي عمدت بقدر الامكان الابتعاد عنها خاصة وان اواصر صداقة قوية ربطتني بالمرحوم الذي كنت لا افارقه حتي في احلك الظروف).
وأضاف : ومما ذهبت إليه مسبقاً كلفت زوجتي السابقة بأن تذهب مع إدارة السجن الاتحاد كوبر إلي منزل أولياء الدم لكي توصل لهم رغبتي في العفو ولو كان ذلك مقابل دفع مبلغ مالي ولكن مساعي راب الصدع قوبلت بالرفض من الأسرة المعنية رغماً عن ان زوجتي تنازلت لهم عن العربة (البولو) التي كانت تقودها في تلك الاثناء وصادفت هذه المبادرة قرار تنفيذ حكم الإعدام شنقاً حتي الموت في المدان آنذاك في نفس اليوم الأمر الذي ادخلني في حالة حزن عميق لم استوعب بعده ما يجري من حولي وبالرغم من ذلك حاولت جاهداً ايقاف التنفيذ إلا أنني فشلت فشلاً ذريعاً مع اولياء الدم في هذا الملف.
واشار الحوت الى تأثره الشديد لرفض اولياء الدم الاستجابة للوساطة التي قادها في تلك اللحظة الحاسمة من حياة المدان بجريمة القتل والذي تبقي له سويعات من تنفيذ حكم الاعدام شنقاً حتي الموت وعندما وصلت إلي طريق مسدود في العملية الوفاقية لم أجد بداً سوي العودة إلي صديقي لكي اودعه وحينما دلفت للسجن كنت حزيناً غاية الحزن ما حدا به أي المحكوم بالاعدام ان يقول لي : رفضوا العفو فلا تحزن يا إنسان يا فنان ففي النهاية الاعمار بيد الله سبحانه وتعالي. ومن ثم طلب مني الجلوس معه قليلاً قبل الايذان بتنفيذ الحكم عليه وكان ان تجاذبت معه اطراف الحديث موضحاً له ان هذه الدنيا فانية ولا تستحق منا الوقوف عندها أو تأملها والدار هي دار الاخرة ورغماً عن ذلك كنت اقول له هذه الكلمات من أجل ان اصبّره فيما كنت احبس دموعي التي كانت تتساقط علي خدي غصباً عني فالزمن المحدد قد مضي منه الكثير ولم يتبق سوي دقائق معدودة ويتم التنفيذ وحينما تم اخطاره بالاستعداد لتنفيذ حكم الاعدام لم اتمالك نفسي للدرجة التي دخلت فيها في نوبة بكاء شديد فبدأ صديقي المدان والذي سيتوجه إلي حبل المشنقة أكثر تماسكاً مني ظهر ذلك وهو يهون عليّ من خلال معانقته لي عناقاً حاراً يعبر عن الحب الكبير الذي يكنه لي رغماً عن ان فترة التعارف لم تكن سوي لحظات قصيرة جداً وعندما ارادوا أخذه لتنفيذ الحكم قام باهدئي ساعة كان يرتديها في يده اليمني ومن ثم توجه الى حبل المشنقة بثبات لم اشهده قبلاً في إنسان يعرف انه متوجه الى الموت ومازلت احتفظ بهذه الساعة داخل (الشنطة) أو كما يحلو لي ان اطلق عليها (الصندوق الاسود).
وأضاف : هنالك داخل السجن الاتحادي كوبر بالخرطوم بحري الكثير من القصص المؤثرة ولكن هذه القصة التي رويتها من القصص الخالدة في الذاكرة لما فيها من المواعظ والعبر لذلك وقفت عندها كثيراً رغماً عن الروايات التي يرويها لي أصحابها قبل وبعد الأحكام بما فيها تلك اللحظات الأخيرة من حياة النظامي المدان بقتل زميله في (بوت) عسكري وهي الحكاية التي كنت شاهداً عليها في تلك اللحظات الأخيرة من حياته التي اسلم الروح فيها لبارئها بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً لتسببه في وفاة زميله بالثورة مسدداً له طعنة بـ(السونكي) الذي نجم عنه إصابة المجني عليه بتسمم أودي بحياته ومن ثم إلقي القبض علي زميله المتهم آنذاك بالجريمة ليتم تقديمه إلي المحكمة فاصدرت عليه حكمها بالإعدام شنقا حتي الموت والذي نفذ فيه بعد تمسك أولياء الدم بالقصاصً.
وفي ذات الإطار قال: بدأت علاقتي تتعمق بالمحكوم بالإعدام شنقا حتى الموت منذ الوهلة الأولي التي تعرفت فيها عليه حيث وجدته إنساناً مؤمناً بالقضاء والقدر فما كان مني إلا وأدرت معه حواراً شفيفاً دون أن اخدش مشاعره بكلمة رغماً عن انه كان واضحاً معي في سرد القصة من الألف للياء حيث قال لي والحزن يكسو وجهه ليس للإدانة التي إدانته بها المحكمة أو حبل المشنقة الذي ينتظره إنما للحماقة التي ارتكبها في حق صديقه وزميله إذ قال : (لم أكن اقصد ايذاءه بقدر ما كنت ابعده مني في تلك الاثناء ولكن الظروف الراهنة انذاك لعبت دوراً كبيراً في ان تمضي الامور علي هذا الحال فهي وحدها التي وضعتي في هذه الخانة التي عمدت بقدر الامكان الابتعاد عنها خاصة وان اواصر صداقة قوية ربطتني بالمرحوم الذي كنت لا افارقه حتي في احلك الظروف).
وأضاف : ومما ذهبت إليه مسبقاً كلفت زوجتي السابقة بأن تذهب مع إدارة السجن الاتحاد كوبر إلي منزل أولياء الدم لكي توصل لهم رغبتي في العفو ولو كان ذلك مقابل دفع مبلغ مالي ولكن مساعي راب الصدع قوبلت بالرفض من الأسرة المعنية رغماً عن ان زوجتي تنازلت لهم عن العربة (البولو) التي كانت تقودها في تلك الاثناء وصادفت هذه المبادرة قرار تنفيذ حكم الإعدام شنقاً حتي الموت في المدان آنذاك في نفس اليوم الأمر الذي ادخلني في حالة حزن عميق لم استوعب بعده ما يجري من حولي وبالرغم من ذلك حاولت جاهداً ايقاف التنفيذ إلا أنني فشلت فشلاً ذريعاً مع اولياء الدم في هذا الملف.
واشار الحوت الى تأثره الشديد لرفض اولياء الدم الاستجابة للوساطة التي قادها في تلك اللحظة الحاسمة من حياة المدان بجريمة القتل والذي تبقي له سويعات من تنفيذ حكم الاعدام شنقاً حتي الموت وعندما وصلت إلي طريق مسدود في العملية الوفاقية لم أجد بداً سوي العودة إلي صديقي لكي اودعه وحينما دلفت للسجن كنت حزيناً غاية الحزن ما حدا به أي المحكوم بالاعدام ان يقول لي : رفضوا العفو فلا تحزن يا إنسان يا فنان ففي النهاية الاعمار بيد الله سبحانه وتعالي. ومن ثم طلب مني الجلوس معه قليلاً قبل الايذان بتنفيذ الحكم عليه وكان ان تجاذبت معه اطراف الحديث موضحاً له ان هذه الدنيا فانية ولا تستحق منا الوقوف عندها أو تأملها والدار هي دار الاخرة ورغماً عن ذلك كنت اقول له هذه الكلمات من أجل ان اصبّره فيما كنت احبس دموعي التي كانت تتساقط علي خدي غصباً عني فالزمن المحدد قد مضي منه الكثير ولم يتبق سوي دقائق معدودة ويتم التنفيذ وحينما تم اخطاره بالاستعداد لتنفيذ حكم الاعدام لم اتمالك نفسي للدرجة التي دخلت فيها في نوبة بكاء شديد فبدأ صديقي المدان والذي سيتوجه إلي حبل المشنقة أكثر تماسكاً مني ظهر ذلك وهو يهون عليّ من خلال معانقته لي عناقاً حاراً يعبر عن الحب الكبير الذي يكنه لي رغماً عن ان فترة التعارف لم تكن سوي لحظات قصيرة جداً وعندما ارادوا أخذه لتنفيذ الحكم قام باهدئي ساعة كان يرتديها في يده اليمني ومن ثم توجه الى حبل المشنقة بثبات لم اشهده قبلاً في إنسان يعرف انه متوجه الى الموت ومازلت احتفظ بهذه الساعة داخل (الشنطة) أو كما يحلو لي ان اطلق عليها (الصندوق الاسود).
وأضاف : هنالك داخل السجن الاتحادي كوبر بالخرطوم بحري الكثير من القصص المؤثرة ولكن هذه القصة التي رويتها من القصص الخالدة في الذاكرة لما فيها من المواعظ والعبر لذلك وقفت عندها كثيراً رغماً عن الروايات التي يرويها لي أصحابها قبل وبعد الأحكام بما فيها تلك اللحظات الأخيرة من حياة النظامي المدان بقتل زميله في (بوت) عسكري وهي الحكاية التي كنت شاهداً عليها في تلك اللحظات الأخيرة من حياته التي اسلم الروح فيها لبارئها بتنفيذ حكم الإعدام شنقاً لتسببه في وفاة زميله بالثورة مسدداً له طعنة بـ(السونكي) الذي نجم عنه إصابة المجني عليه بتسمم أودي بحياته ومن ثم إلقي القبض علي زميله المتهم آنذاك بالجريمة ليتم تقديمه إلي المحكمة فاصدرت عليه حكمها بالإعدام شنقا حتي الموت والذي نفذ فيه بعد تمسك أولياء الدم بالقصاصً.