دمشق (ا ف ب)
وقع انفجاران صباح الاربعاء في وسط دمشق في محيط مجمع الاركان العامة للقوات السورية لم يؤديا الى اصابة اي من القادة العسكريين بحسب الجيش السوري، في حين ارتفعت حصيلة اعمال العنف المستمرة في البلاد منذ 18 شهرا الى اكثر من 30 الف قتيل وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وأتت هذه الاحداث غداة دعوة الرئيس الاميركي الى "انهاء" النظام السوري خلال افتتاح اعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة، التي حذر امينها العام من "كارثة اقليمية بتداعيات دولية" جراء النزاع المتواصل منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وتزامن حضور الازمة السورية في مبنى الامم المتحدة في نيويورك مع يوم دام حصد 217 قتيلا في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب المرصد الذي اعلن من جهة اخرى ان الحصيلة الاجمالية للنزاع بلغت حتى الاربعاء اكثر من 30 الف قتيل.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان عدد ضحايا اعمال العنف في سوريا منذ بدء النزاع هو 30 الفا و24 قتيلا هم 21,534 مدنيا و7,322 جنديا نظاميا و1,168 منشقا، علما بانه يحتسب في عداد القتلى المدنيين قتلى المعارضة المسلحين من غير المنشقين.
واكد الجيش السوري الاربعاء ان ايا من قادته لم يصب بأذى جراء تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدفا مقر الهيئة العامة للاركان في دمشق وتلتهما اشتباكات.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري مسؤول قوله ان "جميع القادة العسكريين وضباط القياة العامة بخير ولم يصب اي منهم بأذى، وهم يتابعون تنفيذ مهامهم اليومية المعتادة".
واضاف ان التفجيرين "عمل ارهابي جديد نفذته صباح اليوم العصابات الارهابية المسلحة المرتبطة بالخارج عبر تفجير سيارة مفخخة وعبوة ناسفة في محيط مبنى الاركان العامة، مما ادى الى اضرار مادية في المبنى واشتعال النار في بعض جوانبه واصابة عدد من عناصر الحراسة".
من جهتها اوردت صفحة "المجلس العسكري في دمشق وريفها" التابع للجيش السوري الحر على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، ان "الجيش الحر يضرب مبنى الاركان في دمشق ساحة الامويين"، في خبر يتعذر التأكد من صحته.
وافاد مصور وكالة فرانس في دمشق ان عناصر اجهزة الامن قطعوا كل الطرق المؤدية الى وسط العاصمة.
وتلت التفجيرين اشتباكات داخل المجمع ادت الى وقوع اصابات بين الطرفين، بحسب المرصد الذي قال "تدور اشتباكات عنيفة داخل ساحات هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة الذي استهدف بانفجارين صباح اليوم"، متحدثا عن "معلومات (تشير) الى خسائر بشرية بصفوف الطرفين".
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان الاشتباكات "هي الاعنف في العاصمة السورية منذ بدء الثورة"، كما ان التفجيرين هما الاشد في دمشق منذ تبني الجيش السوري الحر تفجيرا ادى الى مقتل اربعة من القادة الامنيين في 18 تموز/يوليو الماضي، بينهم وزير الدفاع داوود راجحة والعماد آصف شوكت، صهر الرئيس السوري بشار الاسد.
واضاف عبد الرحمن ان وقوع تفجيرات واشتباكات في مجمع الاركان "يعني ان القيادة العسكرية العليا في سوريا ضربت في الصميم".
وتحدث المصدر العسكري عن "اقدام بعض العناصر الارهابية على اطلاق النار بشكل عشوائي في محيط المبنى والشوارع المحيطة لاثارة الذعر في صفوف المدنيين، فسارعت الجهات المختصة للتصدي لهم وملاحقة فلولهم في محيط المنطقة".
وافاد مصور فرانس برس عن سماع اصوات اطلاق نار من مكان وقوع التفجيرين.
وفي سياق متصل افاد تلفزيون "برس تي في" الناطق بالانكليزية ان مراسله مايا ناصر "قتل برصاص قناص في العاصمة السورية دمشق"، وان "مدير مكتب تلفزيون العالم حسين مرتضى اصيب بجروح" اثناء مواكبتهما الاشتباكات في محيط مجمع الاركان.
وتأتي أحداث العاصمة السورية غداة تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الاسد خلال افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما "اننا نعلن مرة اخرى ونحن نلتقي هنا، ان نظام بشار الاسد يجب ان ينتهي حتى تتوقف معاناة الشعب السوري، ويبزغ فجر جديد".
من جهته وصف الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون الازمة السورية بانها "كارثة اقليمية لها تداعيات عالمية وتهديد خطير ومتزايد للسلم والامن الدوليين يتطلب اهتمام مجلس الامن"، داعيا الى دعم جهود المبعوث الاممي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
اما الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فشدد على وجوب مبادرة المجتمع الدولي الى "التحرك معا وبسرعة لأن هناك ضرورة ملحة"، داعيا الى "حماية المناطق التي حررتها" المعارضة السورية.
وفشل مجلس الامن مرارا في اتخاذ خطوات حازمة في شأن الازمة السورية لا سيما مع استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ثلاث مرات ضد قرارات تدين النظام السوري.
ودعا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي تعد بلاده من الداعمين الاساسيين للمعارضة السورية، الى تدخل عسكري عربي في سوريا قائلا "من الافضل للدول العربية نفسها ان تتدخل انطلاقا من واجباتها الانسانية والسياسية والعسكرية وان تفعل ما هو ضروري لوقف سفك الدماء".
كما دعا رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى اقامة حظر للطيران فوق مناطق من سوريا، قائلا في حديث لمحطة "سي ان ان" الاميركية "في المقام الاول، عليكم اقامة مناطق محمية، وهذا يفترض منطقة محظورة على الطيران".
وفي موقف عربي مغاير، اعتبر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني انه "ليس هناك بديل عن الحل السياسي" في سوريا، داعيا خلال كلمته في الامم المتحدة المجتمع الدولي الى تقديم المزيد من العون لبلاده التي تستضيف اكثر من 200 لاجىء سوري.
واعلن المرصد ان اعمال العنف حصدت الثلاثاء 217 قتيلا بينهم 136 مدنيا و27 مقاتلا معارضا و54 جنديا نظاميا. وسجل العدد الاكبر للضحايا في ريف دمشق حيث سقط 59 مدنيا.
وفجر الاربعاء اعدم 16 شخصا على الاقل في حي برزة شمال دمشق على يد مسلحين موالين للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واشار المرصد الى "استشهاد ما لا يقل عن 16 مواطنا بحارة التركمان بحي برزة بدمشق اثر اطلاق الرصاص عليهم من مسلحين موالين للنظام بحسب ناشطين من الحي"، مشيرا الى ان من بين الضحايا ست نساء وثلاثة اطفال.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المسلحين اقتحموا منازل الضحايا الساعة الخامسة فجر الاربعاء (2,00 ت غ) "واطلقوا النار عليهم"، في حين تحدثت "الهيئة العامة للثورة السورية" عن "مجزرة ارتكبها شبيحة النظام" الذين "اعدموا الضحايا ميدانيا" في حي برزة ذي الغالبية السنية.