الكنيسة: ليس مقبولًا استدعاء القائم مقام البطريرك للتحقيق فى القضية
الفيلم المسىء للرسول فجر الاحتقان المكتوم بين بعض الاقباط والسلفيين
اشتعلت حرب البيانات بين الجبهة السلفية والكنيسة، على خلفية
تقديم الجبهة بلاغا للنائب العام تتهم فيه ثلاثة من رجال الدين المسيحى،
وعلى رأسهم الانبا سرابيون أسقف لوس أنجلوس، بالمشاركة فى انتاج الفيلم
المسيء للرسول.
وأرسل 8 أساقفة من الكنيسة القبطية بالمهجر خطابا إلى الرئيس مرسى
يؤكدون فيه استياءهم من البلاغ الذى «يسىء للوحدة الوطنية»، فيما استنكرت
الكنيسة محاولة استدعاء الأنبا باخوميوس لسماع أقواله فى البلاغ، فى
المقابل ردت الجبهة السلفية ببيان قالت فيه إن «القساوسة ليسوا ملائكة
معصومين، والكنيسة ليست فوق القانون».
وقال أساقفة المهجر، فى خطابهم للرئيس، «ليس من المقبول أو من المنطق
المزايدة على إخلاص أساقفة الكنيسة وقد سبق وأن أعلنت الكنيسة عن موقفها من
هذا الفيلم المسىء منذ اللحظة الأولى، وأصدر المجمع المقدس والأنبا
سرابيون عدة بيانات يستنكرون فيها هذا العمل المسىء».
واختتم أساقفة المهجر خطابهم بالتأكيد على أن «هذه البلاغات تسىء إلى
الوحدة الوطنية وتذكى نار الفتنة، ولهذا نخاطب سيادتكم لحماية الوطن
والدفاع عن الأبرياء والحفاظ على تماسك الوحدة الوطنية».
ووقع على الخطاب كل من الأنبا يوسف أسقف جنوب الولايات المتحدة، والأنبا
دميان أسقف ألمانيا، والأنبا أنجيلوس أسقف إنجلترا، والأنبا ديفيد الأسقف
العام بأمريكا، والأنبا أنتونى أسقف إيرلندا، والأنبا برنابا أسقف تورينو
وروما، والأنبا مايكل أسقف منطقة فرجينيا، والأنبا أباكير أسقف الدول
الإسكندنافية بأوروبا.
كما أعلن كهنة إيبارشية لوس أنجلوس استنكارهم للزج باسم الأنبا سرابيون
ضمن المتهمين بالمشاركة فى أحداث الفيلم المسىء، وأكدوا، فى بيان لهم أمس،
أن «الأنبا سرابيون أول من شجب هذا العمل المسىء وقال إنه ضد التعاليم
المسيحية وأعلن ذلك فى وسائل الاعلام المختلفة وفى مؤتمر بمشاركة القيادات
الاسلامية بلوس أنجلوس».
وفيما يتعلق بموقف الكنيسة القبطية فى مصر، أعلن الأنبا بولا، أسقف
طنطا والمتحدث الاعلامى باسم الكنسية الارثوذكسية، رفض الكنيسة لمحاولات
الزج برجال الدين المسيحى فى قضية الفيلم المسىء.
وقال بولا فى مؤتمر صحفى، عقب اجتماع طارئ للجنة القانونية بالكنيسة
استمر 4 ساعات مساء الجمعة، بحضور الأنبا موسى، والأنبا مرقص والأنبا
توماس، إن «موقف الكنيسة واحد لم يتغير وهو رفض الاساءة للمقدسات، وقد عبر
عنه الانبا باخوميوس منذ اللحظة الأولى».
وأضاف أن الأنبا سرابيون عقد اجتماعا صحفيا بأمريكا دعا إليه 17 قناة
عالمية للتنديد بالفيلم، مؤكدا أن الأنبا ديفيد أسقف أمريكا سيكون فى
استقبال الرئيس مرسى خلال زيارته لنيويورك، لحضور اجتماع الجمعية العامة
للأمم المتحدة، مشيرا إلى «أن أقباط المهجر ينتمون للكنيسة ويرفضون أى
محاولة للإساءة لسمعة مصر بالخارج بالتظاهر ضد الرئيس المنتخب».
فى المقابل أصدرت الجبهة السلفية، أمس، بيانا للرد على بيان الكنيسة جاء
فيه «تابعنا المؤتمر الصحفى الذى عقده قساوسة الكنيسة المصرية، مساء
الجمعة، واستأنا بشدة من اللهجة التهديدية التى تكلم بها الأنبا بولا
المتحدث الرسمى باسم الكنيسة المصرية وهجومه علينا بدون مبرر بسبب البلاغ
الذى تقدمنا به للنائب العام ضد قساوسة تابعين للكنيسة المصرية وكأن هؤلاء
القساوسة ملائكة معصومون وخط أحمر لا يجوز اتهامهم ولا حتى ذكرهم».
وقالت الجبهة إن «الكنيسة المصرية ليست فوق القانون وليست دولة فوق
الدولة وإنما هى مؤسسة من مؤسسات الدولة وجميع أفرادها من أصغر فرد حتى رأس
الكنيسة فيها، مثله مثل أى مصرى إذا أخطأ يقع تحت طائلة القانون، ونحن
نطالب بتفعيل دولة القانون على الكبير قبل الصغير لتحقيق مبدأ العدل
والمساواة فى مجتمع عانى كثيرا من التفرقة بين فصائل المجتمع ومؤسساته ومن
تكميم الأفواه وتكبيل الحريات لعقود طويلة».
وأضافت «ما كنا لنتمنى أن تعقد الكنيسة المصرية بكامل هيئتها اجتماعا
عاجلا استمر لساعات للرد على بلاغ رسمى لم يتم التحقيق فيه حتى الآن،
والجبهة لم تكن لتتقدم بالبلاغ، الذى أحيل إلى نيابة أمن الدولة العليا،
جزافا بالظلم ودون أن يكون مدعوما بالأدلة، واتهام الأنبا بولا لنا بأننا
نزج باسم الكنيسة من خلال ذكر بعض أسماء رجال الدين المسيحى فى المهجر فى
البلاغ، إساءة شديدة لا نقبلها خاصة قبل بدء تحقيقات أمن الدولة العليا».
وشددت الجبهة على أنها متمسكة «بكل اتهام لجميع القساوسة فى البلاغ وسوف
نقدم ما لدينا من مستندات وأدلة فى التحقيقات، وكذلك نؤكد أننا مصرون على
استدعاء الأنبا باخوميوس للإدلاء بشهادته أمام النيابة».