أمدرمان : سراج النعيم
وقفت الدار أمس الأول علي الحادثة البشعة التي راح ضحيتها الشاب عبدالباقي
الطيب حسين أحمد البالغ من العمر (22ربيعاً) متأثراً بالاعتداء الوحشي الذي تعرض
له من مجموعة متلفتة مكونة من خمس أشخاص علي حد قول المصابين الذين كتب الله
سبحانه وتعالي لهم النجاة من تلك المجزرة بعد أن قام الجناة بضربهم جميعاً
بالساطور علي الرؤوس مما نجم عن ذلك وفاة المجني عليه عبدالباقي في الحال رغماً عن
محاولات إسعافه إلي حوادث مستشفي امدرمان فيما أصيب الشقيقين النعمة وعبدالوهاب
يوسف محمد علي بإصابات بالغة في نفس المنطقة المشار إليها مسبقاً.
وبالرجوع إلي وقائع هذه الجريمة نجد أنه بدأت تداعياتها الغريبة الأطوار
عندما اعترض المتهمين طريق الشابين عبد الوهاب والطالب أحمد فضل الله البالغين من
العمر (18عاماً) واعتدوا عليهما بالضرب المبرح بقبضة اليد (بونية) في بادئ الهجوم
المباغت بالنسبة لهما والذي تفاجأ به في تلك الأثناء حيث أن المتهمين دفعوا الشاب
احمد ناحية صديقه عبدالوهاب الشيء الذي أدي به أن يفقد توازنه ويندفع بلا تركيز في
هذا الاتجاه ما حدا بالأخير أن يسقط من يده هاتفه السيار وهو الأمر الذي استغله
احد أفراد المجموعة ويلتقطه من علي الأرض ويضعه في جيبه إلا أن الشاب عبدالوهاب يوسف رفض الانصياع لهذه
الفكرة رفضاً باتاً بإصرار شديد داس يده في جيب المتهم الذي أخذ منه الجوال فما
كان من المتهم الذي يحمل الساطور إلا أن يضربه به علي رأسه دون رأفة أو رحمة ومن
هنا تعالت الأصوات قتله قتله وعلي هذا الصوت المنبعث من مكان قريب من منازل من
منطقة دار السلام هب البعض من شباب المنطقة لمعرفة حقيقة ما التقطته اذناهم في تلك
اللحظة فما كان من القتيل عبدالباقي إلا أن يهرول مسرعاً ناحية هذا الصوت لتبيان
حقيقة ما يحدث عن قرب فما كان من الجناة إلا أن يضربوه بالساطور علي رأسه حتى فارق
الحياة.
وهذا كانت الدار قد انتقلت إلي مسرح الحادث والتقت بأسرة القتيل عبدالباقي
والمصابين في هذه الحادثة إذ قال الشاب عبدالوهاب يوسف الذي انطلقت منه الشرارة
الأولي : خرجت من المنزل يرافقني صديقي أحمد فضل الله متوجهين إلي محطة 18 القريبة
من المنطقة التي نقيم فيها وفي منتصف الطريق تفاجآنا بخمسة أشخاص يعترضون طريقنا
بالاعتداء علي احمد فضل الله بالضرب بالأيدي استفزني غاية الاستفزاز فما كان مني
إلا وتدخلت منحازاً إليه الأمر الذي أغضب المجموعة المتلفتة وهو ما حدا بأحد
المتهمين الإمساك برأسي واستدارته إلي ناحيته صافعاً إياي كفاً علي خدي وليتهم
أكتفوا بذلك بل قام أطولهم بضربي
بالساطورعلي رأسي ومن هنا لم اعد استوعب ما يدور من حولي حينما شاهد هذا المنظر من
علي البعد أتي لنجدتنا سريعاً وهو الأمر الذي لم يعجب الجناة وبما انه دخل طرفاً
في الإشكالية لم يتوانوا في غرز الساطور علي رأسه بكل قوة الأمر الذي قاده إلي
السقوط علي الأرض وسط بركة من الدماء الغزيرة التي نزفها في تلك اللحظة الحاسمة من
حياته.
وكشف للدار عن أن شرطة السلام ألقت القبض علي المتهمين بعد ارتكابهم هذا الجرم
البشع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني وهو الجرم الذي تحرمه كل القانونين السماوية
والمشرعة بواسطة المشرع للقانون الجنائي ضف إلي ذلك فإن تيم الأدلة الجنائية ومسرح
الحادث انتقلوا إلي مسرح الجريمة وقاموا بعمل الإجراءات القانونية والفنية ومن ثم
قام المتحري بقسم شرطة السلام بالتحري مع المعتدي عليهم وتحويل جثمان القتيل
عبدالباقي الطيب حسين أحمد إلي مشرحة الطب الشرعي التابعة إلي مستشفي امدرمان
التعليمي وبعد توقيع الكشف والتشريح تم تسليم الجثمان إلي ذويه الذين قاموا
بمرارته الثري يوم الخميس الموافق الثالث من مايو الجاري.
مجموعة متفلته تقتل وتصيب 3 شبان بساطور بسبب موبايل بامدرمان ( 1-2)
الدار تنتقل الى مسرح الحادث وتقف على التفاصيل الكاملة للجريمة البشعة
المجني عليه توفي في الحال واسعاف الشقيقين المصابين الى حوادث مستشفي امدرمان
المباحث تلقي القبض على المتهمين وتحويل جثمان القتيل الى مشرحة
الطب الشرعي
غرب امدرمان: سراج النعيم
وهاهي الدار تقف كعادتها عند واقعة
غريبة شهدت احداثها منطقة المربعات بدار
السلام غرب مدينة امدرمان يوم الاربعاء الماضي الموافق الثاني من مايو الجاري الذي
خرج فيه الشاب عبد الوهاب يوسف محمد علي من منزل الأسرة بغرض إحضار وجبة العشاء
لابناء شقيقه من محطة 18 القريبة من المنطقة سالفة الذكر وفي منتصف الطريق تفاجأ
بمجموعة مكونة من خمسة اشخاص حاولوا في
باديء الأمر الاعتداء على صديقه الذي كان يرافقه في تلك الاثناء فما كان منه الا
وان تدخل طرفا في الاشكالية وكان أكبر ظنه
انها ستنتهي على ذلك لأنه تلقي مافيه
الكفاية من الضرب المبرح الذي لم يكتفوا
به انما ذهبوا الى نهب هاتفه السيار الذي تم اخفائه في جيب احد الجناة الأمر الذي
قاد عبد الوهاب الى ان يدس يده في جيبه حتي يتمكن من استعادته مجددا الا ان اكبرهم
امسك به من رأسه واستداره الى ناحيته ثم صفعه كفا على خده وليته اكتفي بذلك بل رفع
الساطور عاليا ثم غرزه في رأسه بكل قوته
بدون رأفة او رحمة فاتي عبد الباقي مسرعا نحوه حتي لا يسقط على
الارض فأوقفه راجلا حتي يتثني له اسعافه على جناح السرعة الى حوادث مستشفي ام
درمان التعليمي وبما انه دخل طرفا في
الاشكالية تلقي هو ايضا ضربة قوية جدا على رأسه بنفس الساطور ومن نفس الشخص المتهم
في هذا البلاغ اذ انه لم يكن يتردد في
اتخاذ قرار الاعتداء على هذا أو ذاك وكأنه جزار يتوغل في الاجساد البشرية بساطوره
دون ان يغمد له طرف وهم على تلك الحالة جاء اليهم النعمة الذي هو ايضا تم ضربه على
رأسه بنفس الاداة الصلبة التي كان يحملها
الجاني في يده لحظة حدوث الاشتباك.
تشكيل عصابي من خمس اشخاص
وفي ذات السياق قال المصاب عبد الوهاب يوسف محمد علي: لقد كان هؤلاء المتهمين يمضون في طريقهم بالشارع
الذي كنا نسلكه من المنطقة التي نقطن فيها الى المحطة حوالي الساعة الثامنة مساء
وهو التوقيت الذي صادفنا فيه وكنا نتجاهل نظراتهم التي يبدو عليها الشر الذي يطل
من أعينيهم وكانوا على اهبة الاستعداد للاحتكاك بنا ولكنني لم اتخيل ان تصل بهم
الجرأة لهذا الحد فقد بذلنا مجهودا خارقا
لتفادي هذا الموقف الذي وضعونا فيه وكنت في تلك اللحظة انظر اليهم على اساس ان
الحوار سيزيل سوء الفهم وهنا توقف قليلا متنهدا لأنني اعدت له شريط لا يرغب في
اعادته أن مجرد استذكاره قائلا بحزن وأسي:
الاشخاص الذين اعتدوا علينا بالساطور عددهم خمسة افراد وهو عدد كافي لتشكيل
عصابة قتل ونهب كالذي فعلوه معنا بالضبط قتلوا ونهبوا تحت تأثير السلاح وهذه
الحادثة المؤسفة جدا كشفت لنا معادن الناس
الذين التفوا حولنا وكيف انسي موقفهم الانساني الذي كان نقطة تحول كبيرة في
حياتي احيانا تياس تماما من الحياة
واحايين اخري تقول في غرارة نفسك هكذا اراد لنا القدر هذه التخيلات التي لم تكن
قبل اليوم في خاطري ولكن هذا الموقف نسج خيوطا لها علاقة متينة يمثل فاصلا
من الجور والظلم الذي لا يمكن نسيانه
بمرور الزمن لأن الجناة جعلوا حياتنا اشبه بالجحيم.
حالات إغماء ووفاة بمسرح الحادث
لم يكن المعتدي عليهم يعلمون ما يخبئه لهم القدر فقد كانوا يعيشون في أمن
وأمان ولو كانوا يتخيلون ماحدث من سلوك
اجرامي ما كان تركوا مجالا للحكايات والقصص التي رسمت لها السيناريوهات من هذا
الواقع بينما نجد ان هؤلاء المتهمين قبضوا علينا ومن ثم اصدروا حكمهم في الشارع
العام وعلي الهواء الطلق ونفذوه في الحال هكذا واصل عبد الوهاب مضيفا: كنا في ذلك
الوقت في غاية الانبهار والاندهاش لهذا الجرام الجرئ الذي لم نكن نألفه قبلا سوي
اننا نشاهده في الافلام السينمائية رغما عن تمتعنا باصرار وعزيمة للتصدي لهذا
الهجوم الغادر الذي تمسكت في اطاره بهاتفي الجوال اذ أنني قلت لهم لن ادعه لكم
الشيء الذي أدي بهم معاقبتي على مخالفة
توجههم الاجرامي هكذا ضربوني بالساطور على راسي فدرات الدنيا من حولي ومن ثم بدأت
اترنح يمنا ويساره الى ان تسرب الى سائر
جسدي هذا المفعول فسقطت على الأرض وسط
بركة من الدماء وبعد ذلك دخلت في حالة اغماء لم استوعب وفقها مايجري في مسرح
الحادث ولم افيق من هذه الاغماءة الا في
حوادث مستشفي امدرمان التي قام فيها الاطباء بواجبهم معي باسعافي على جناح السرعة
لايقاف تدفق الدم الذي في ظله تمت خياطة الجرح النافذ بثمانية غرز.
الشرطة تلقي القبض على المتهمين
أما عبد الباقي صاحب البلياردو فقد خرج من منزلهم على اصوات قتله. قتله مع
صرخات مدوية وحينما وصل الى مصدر الاصوات وجدني مضروبا على رأسي فلم يتمالك نفسه
الشيء الذي حدا به التدخل الا ان المتهمين لم يتوانوا ولو لكسر من الثانية في
تسديد ضربة مماثلة له على رأسه ليسقط اثر ذلك متأثرا بما تعرض له وما ان ارتكبوا
هذه الجريمة البشعة الا وهربوا من مسرح الجريمة في الاتجاه الشمالي من المنطقة التي وضعوها امام ماذق كبير
وكان ان تمت مطاردتهم الى ان القي القبض على احدهم وهو اكبرهم الذي استلمته
الشرطة بينما اسعفت انا والمرحوم الى
حوادث مستشفي امدرمان التعليمي ومن هناك ذهبنا مباشرة الى قسم الشرطة الذي تحروا
فيه معنا حول ملابسات الحادث واستطاع تيم المباحث من القاء القبض على اثنين من
المتهمين يوم الخميس الموافق الثالث من
مايو 2012م وتبقي اثنين بالاضافة الى خامس قالوا انه سائق ركشة.
واضاف: لا نعرفهم من قريب أو بعيد ولم
نلتقي بهم قبل هذا اليوم ثم رفع وجهه ليتأمل ما يوحي به هذا الحادث المؤسف
جداً الذي لم أكن حقاً أفهم ما يريدونه من وراء هذا الإعتداء الوحشي بل ما تحمل
هذه الكلمة معنى ولكن إلى الآن لم أجد مبرراّ! لذلك.
المتهم يحمل في يده ساطوراً
وفجأة قطع الشاب حديثه الذي أحسه بالرجفة تسكن كيانه فانتفض غاضباً هذا
مستحيل مستحيل وظل ينظر إلىّ مندهشاً ودون مقدمات قال هل تصدق أنهم يقيمون في
منطقة لا تبعد عن منطقتنا كثيراً هذا بحسب ما تم أفادتنا فيما كانت معظم المنطقة تتابع في هذا التوقيت المسلسل التركي الذي تبثه
قناة أبوظبي في الساعة الثامنة مساء وهي الفرصة المواتية الوحيدة لهؤلاء المتهمين
لإرتكاب هذه الجريمة الشنعاء وفي تلك اللحظة غلب عليهم الشيطان الذي حدد لهم
المسار الذي شكلوا في إطاره مجموعة أقرب إلى التشكيل العصابي أما القتيل عبدالباقي
صاحب البلياردو فقد تخيل أنها مشكلة .. محاولاً فض الاشتباك إلا أن الجناة كانوا
يضمرون الشر للجميع فما كان منهم إلا أن ضربوه بالساطور على رأسه ضربة قوية جداً
سقط وفقها على الأرض في الحال ثم توفي فيما بعد ولم نجد أمامنا سبيل آخر للخروج من
هذه الورطة.
وعن حالته الصحية قال عبدالوهاب يوسف محمد علي : أتألم ألما شديداً من فرط
هذا الجرح العميق الذي سببه ليّ هؤلاء المجرمين .. وقد منحني الطبيب العلاج المخفف
له ..وبالرغم من ذلك تغيرت ملامحي مع مرور سويعات من تاريخ الاعتداء الذي خلق جواً
كئيباً وموحشاً وبدأ اليأس يطل من وجوهنا لأنه لم يسبق أن تعرضنا لموقف من هذا
القبيل.
الهاتف السيار سبب الارتباك
والتقط منه قفاز الحديث شقيقه الأكبر النعمة يوسف محمد علي المصاب الثاني
في هذه القضية قائلاً : أساساً كنت أسقي في الشجر المزروع أمام المنزل ..وفي تلك
اللحظة طرق آذناني أصوات فالتفت ناحيتها فوجدت مجموعة من الشباب يتشاجرون ولم أكن
اعلم أن شقيقي الأصغر عبدالوهاب من بينهم ..وكانت الأصوات تعلو تدريجياً قتله .. قتله
.. قتله .. فما كان مني إلا ونفضت ما بيدي وهرعت مسرعاً ناحية تلك الأصوات معتقداً
أنهم صغاراً في السن .. وعندما وصلت مسرح الحادث وجدت عبدالباقي المقتول يمسك به
أربعة من الشباب .. فقمت بمحاولة إبعاده عنهم .. الأمر الذي لم يعجبهم ما قاد
الشخص الذي يحمل الساطور إلي ضربة ضربة قوية جداً على رأسي من الخلف الشيء الذي
جعلني أسقط على الأرض وبالتالي دخلت في مرحلة اللاوعي تاركاً وراء ظهري كل
التداعيات الممكنة واللاممكنة وكان ان استمر ذلك الشخص في ارتكاب مجزرته بضرب
المجني عليه عبدالباقي في منطقة الرأس . وما ان انهوا حياته إلا وفروا هاربين من
المكان.
البلاغ بقسم شرطة السلام
ويستطرد : القتيل عبدالباقي توفي في الحال رغماً عن أنه تم إسعافه إلى
المستشفي قبلي وقد اجري ليّ الأطباء عملية جراحية للجرح الذي جعلني أطلق عنان
الخيال بعيداً لماذا فعلوا معنا ذلك علماً بأننا لا نعرفهم ولم يسبق ان حدثت لنا
معهم إشكالية حتى يهاجمونا بهذه الصورة ..ومن هذا المنطلق تلقي قسم شرطة السلام
الذي تحري فيه المحقق معي وقلت له أنني أتيت إلى مسرح الحادث لكي أفض الاشتباك بين
المتهمين وشباب المنطقة بما فيهم شقيقي الأصغر (عبدالوهاب) وكان أن سألتنا الشرطة
هل كانت لكم معهم خلافات قديمة ؟ فقلنا ابداً.
فيما قال الناجي احمد فضل الله صالح فضل الله البالغ من العمر (18 عاماً )
: ما حدث بالضبط هو أنني خرجت مع عبدالباقي من المنزل قاصدين المحطة بغرض إحضار
عشاء .. وفي الطريق تفاجئنا بخمسة أشخاص يعترضون طريقنا دون سابق إنذار قاموا
بدفعي بقوة فما كان مني إلا أن احتمي بعبدالوهاب الذي سقط منه الهاتف السيار
فقاموا بأخذه ووضعه في جيبهم وهو الأمر الذي أحدث هذا الإرتباك ..ونحن في غمرة ذلك
جاء نحونا مسرعاً القتيل عبدالباقي بعد أن اعتدوا على عبدالباقي بالساطور على رأسه
ونفس السيناريو تكرر مع المرحوم عبدالباقي الذي عاد من مسرح الجريمة إلى أن سقط
أمام منزلهم ..وعندما وصل الأمر إلى هذه المرحلة هرب الجناة .. فيما حملنا
عبدالباقي إلى قسم شرطة السلام.
عبدالباقي قتل عبدالباقي قتل
وعن الكيفية التي نجا بها من هذه المجزرة قال الطالب أحمد فضل الله : حاولوا
ضربي بالساطور إلا أنني تفاديته فضرب به الحائط ولكنهم مع ذلك ضربوني ضرباًَ
شديداً بقبضة اليد (بونية).
وعندما انتقلت إلى خيمة العزاء المنصوبة امام منزل القتيل عبدالباقي الطيب
حسين احمد الشريف البالغ من العمر (22 عاماً ) وقال والده والحزن يكسو وجهة حقيقة
كانت الفاجعة كبيرة خاصة وأنه تناول معي وجبة العشاء ثم قال ليّ سوف أخرج لكي اعمل
في البلياردو .. فقلت أذهب يابني فأنا عافي منك وما ان مر علي ذلك دقائق معدودة
إلا وتعالت صيحات الناس في الخرج وهي تقول قتلوه . قتلوه ولم أكن أتصور أن يكون
هذا الذي قتل هو نجلي الذي يعرف بين الأهل والعشيرة والأصدقاء بالتسامح وحب الخير
للآخرين.
التحري مع المعتدى عليهم
من جهة أخري وقفت الدار أمس الأول على الحادثة البشعة التي راح ضحيتها
الشاب عبدالباقي الطيب حسين أحمد البالغ من العمر (22ربيعاً) متأثراً بالاعتداء
الوحشي الذي تعرض له من مجموعة متلفتة مكونة من خمسة أشخاص على حد قول المصابين
الذين كتب الله سبحانه وتعالى لهم النجاة من تلك المجزرة بعد أن قام الجناة بضربهم
جميعاً بالساطور على الرؤوس مما نجم عن ذلك وفاة المجني عليه عبدالباقي في الحال
رغماً عن محاولات إسعافه إلى حوادث مستشفى امدرمان فيما أصيب الشقيقان النعمة
وعبدالوهاب يوسف محمد علي بإصابات بالغة في نفس المنطقة المشار إليها مسبقاً.
مجموعة متفلته تقتل وتصيب ثلاثة
شبان بساطور بسبب موبايل بامدرمان 2-2
والد
القتيل يكشف التفاصيل الكاملة للاعتداء على نجله عبدالباقي وهذا سر وداعه قبل
مقتلة بدقائق معدودة
شقيقة
المجني عليه : وجدنا الجثمان مسجي على الأرض وسط بركة من الدماء
دار السلام
: سراج النعيم
وبما أن
الحكاية مثيرة وغريبة كان لابد من الالتقاء بجميع الأطراف المعتدى عليها من قبل
المجموعة المتقلته المكونة من خمسة أشخاص اعتدوا على شباب عن منطقة دار السلام
غربي مدينة أمدرمان ومكمن الأثارة والغرابة في هذه الجريمة ينحصر في تركيز الجناة
على ضرب الضحية بالساطور على الرأس وهي الطريقة التي ازهقت بها روح الشاب
عبدالباقي الطيب حسين أحمد الشريف البالغ من العمر (22 ربيعاً) ويعمل في مجال
الاعمال الحرة متزوج ولديه طفلة في عامها الثاني فيما نجد أن زوجته حبلى في شهرها
الثامن إلا أن مقتله بهذه الصورة الوحشية بدد كل الأمال بالنسبة للأسرة الكبيرة
والصغيرة معاً فهو العائل الاوحد لكليهما مما يؤكد أنه كان ينسج لهما خيوطاً من
الحياة الجميلة .. خاصة في كل ما يتصل بالانفاق إلا أن القدر افقد الأسرتين هذه
المشاعر والاحاسيس التي كانت دائماً يحلو له أن يقدمها وهو راض تماماً عن نفسه إذ
أنهم لم يكونوا يتوقعون تلقي نبأ وفاته بهذه السرعة فقد تناول وجبة العشاء مع
والدة ثم استئذانه في الخروج من المنزل لكي يمارس عمله على طربيزة البلياردو
الموضوعة أمام بوابة المنزل مما فتح الباب امام اسئلة عديدة في مخيلة والده الذي
لم تكن اجابته حاضرة وذلك من واقع الحادثة التي مرت بها منطقة دار السلام التي
كانت في تلك الأثناء يسكنها الهدوء المشوب بحذر. هذا ما يمكن أن توصف به الأجواء
في ذلك التوقيت .. وهو التوقيت الذي تتابع فيه معظم الأسر بدار السلام المسلسل
التركي المبثوث من على شاشة قناة أبوظبي الفضائية.
استأذنني
في الذهاب إلى عمله
لم يكن
عبدالباقي الطيب حسين مدركاً أنها المرة الأخيرة التي سيرى فيها أسرته بعد رحلة
عناء طويلة مع العمل الحر بدوامين صباحي ومسائي من اجل توفير لقمة العيش الحلال ..
جراء عمله في الأعمال الحرة والبلياردو في المساء بعد ان يطمئن على اسرتيه انهما
تناولا وجبة العشاء كالذي حدث بالضبط في ذلك اليوم (الأربعاء) الموافق الثالث من
مايو الجاري . ولكن هذه المرة ودع والده الوداع الاخير.. فبين لهفة ام وحيرة أب
وقلق زوجة باتت هذه الصفات ملازمة لهم.
بدات احداث
القصة عندما خرج القتيل عبدالباقي من منزلهم قاصداً مكان عمله القريب جداً من
مسكنه .. ومن هذه النقطة يبدأ والد المجني عليه سرد الرواية الواقعية بكل تفاصيلها
المثيرة قائلاً: تناولت مع ابني القتيل وجبة العشاء كالمعتاد ثم ارتشفنا كوب الشاي
الذي كنا خلاله نتجاذب اطراف الحديث الذي لم ينقطع إلا بعد أن استأذنني في الذهاب
إلى عمله في الساعة الثامنة مساء الأربعاء الماضي وهو يرسم على وجهه ابتسامة عريضة
.. وعندما استدار بظهره بدات خائفاً من ماذا لم أكن أدري؟ ربما لان النظرة التي
رشقني بها قبل خروجه فيها نظرة وداع لم أألفه قبلاً إلا أنني لم أكن آبه بها
لمعرفتي الحقة بنجلي الملتزم جداً في حياته بدليل أنه تزوج في سن مبكرة صوناً
لنفسه من ارتكاب المعاصي ومع هذا وذاك لم تكن لديه أية خصومات في محيط المنطقة
التي نقيم فيها أو بين الأهل أو الأصدقاء لأنه كان متسامحاً مع الآخرين لأبعد
الحدود التي يمكنك ان تتصورها.
الجثمان
مسجي امام بوابة المنزل
ويستأنف
الحكاية : وما أن خرج أبني عبدالباقي من المنزل إلا واستلقيت على سريري وبعد دقائق
معدودة قمت من نومي على أصوات تصرخ بطريقة تدل على أن أمراً جلل قد حدث .. وعندما
تبينت مصدر الأصوات وجدت انها بالقرب من منزلنا اما بالنسبة لما كانت تقوله في تلك
الأثناء قتلوه .. قتلوه .. فما كان مني إلا أن انهض مفزوعاً وتحركت من مكاني
مسرعاً إلى الشارع العام. الذي تفاجأت فيه بأن نجلى عبدالباقي مضروباً وجثمانه
مسجي أمام بوابة المنزل وهو ينزف نزفاً شديداً للدرجة التي عملت فيها دمائه طبقات
على الأرض ما يعني أنه توفي في الحال رغماً عن محاولتنا اسعافه على جناح السرعة
إلى حوادث مستشفي امدرمان التعليمي ولأنه وصل إليها متوفي تم تحويل جثمانه إلى
مشرحة الطب الشرعي الملحقة بذات المستشفي وبعد ان اوقع عليه الطبيب الشرعي الكشف
والتشريح تم تسليمنا إليه وبدورنا قمنا بمواراته الثرى في مواكب مهيب انطلق من
منزلنا إلى المقابر .. ومع هذا بدأت مباحث قسم شرطة السلام جهودها المقدرة بالقبض
على الجناة في فترة زمنية وجيزة وإيداعهم الحراسة يوم الخميس الموافق الرابع من
مايو 2012م.
ضبط
المتهمين البالغ عددهم خمسة
وبحزن عميق
قال العم الطيب والد القتيل عبدالباقي : وبتكثيف التحريات والتحقيقات التي قام بها
تيم مباحث قسم شرطة السلام من خلال اعداد الأكمنة اللازمة تم ضبط المتهمين .. وفي
هذه اللحظة ينهار الوالد المكلوم ليدخل في نوبة من البكاء الحار قائلاً : لم أكن
اعلم أن الأمر سيصل بهؤلاء الجناة إلى هذه المرحلة التي سددوا فيها ضربة قوية
لابني بساطور على رأسه .. حيث أنه اعتاد أن يقف في صف كل إنسان مظلوم .. وهو الامر
الذي قاده إلى التدخل في الإشكالية بين عبدالوهاب واحمد والخمس شبان المتهمين في
البلاغ الجنائي المشار إليه مسبقاً خاصة وأن الكثرة قلبت الشجاعة فما بالك أن كل
هذا العدد المسلح في مواجهة شابين لم يتجاوزا سن الثامنة عشرة من عمريهما ولم ينجو
من هذه المجزرة البشرية الأبناء عبدالوهاب وشقيقه الأكبر النعمة اللذين تم
الاعتداء عليهما بنفس الصورة التي اعتدوا بها على نجلى عبدالباقي الذي تضرعت له
بالدعاء داخل مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفي أمدرمان التعليمي اثناء ما كان
يتم تكفينه إذ أنني عفوت عنه.
مقتل
عبدالباقي بصورة بشعة
واضاف : أبني
عبدالباقي – عليه الرحمة من الأبناء البارين بوالديهم لذلك تجد أن حزني على فراقه
لاتحده حدود .. فهو عندي من يضيء لي وللأسرة الطريق الذي اظلم بعد رحيله المفاجيء..
لأنني لوعشت أكثر من ذلك بكثير لن اجد إنسانا يحمل الصفات النبيلة التي كان يتصف
بها . فهو منذ صغره كان مختلفاً في كل شيء حيث أنه يتمتع بعزيمة قوية واصرار شديد
وجرأة بالغة في خوض المهام الصعبة التي توكل إليه في حياته العملية التي ظل في
اطارها يتحمل المسؤولية بلاشكوي وكان يتجه ببصره وعقله نحو فكرة العمل لا لشيء غير
العمل لإيمانه القاطع بأنه السبيل الوحيد لجعل الانسان يمضي في الطريق القويم
دون الانجراف عنه قيد انملة الأمر
الذي ادخلني في دوامة قادتني الى العيش على الخيال لأنه هو انتهي وانتهي هذه
النهاية المحزنة
وأضاف : لديه
شقيق اصغر منه ولكنه مازال يافعا وليس في مقدوره تحمل الاعباء التي كان يحملها عبد الباقي قبل الوفاة
التي شعر حيالها اقرب الاقربين بالصدمة وهم يتابعون عن كثب التطورات التي تمر
علينا منذ اعلان نباء مقتل ابني (عبد الباقي) بهذه الصورة الشنيعة جدا.
ضربوه
بالساطور على رأسه
ويستطرد: افكار
غريبة على ذهني وحياة اغرب اعيشها هذه الأيام استدعت الى ان يدب في دواخلي الحزن
الممزوج بالاحباط من السيناريو العجيب الذي قتل وفقه نجلي عبد الباقي الذي ترك خلفه طفلة تبلغ من العمر
عامين بينما نجد ان زوجته حبلي في شهرها الثامن وهي مقيمة معنا بنفس المنزل بمنطقة
دار السلام التي اتمني ان تبقي فيها معنا حتي لايتركوني لهذه الحيرة التي دخلت فيها من واقع الجريمة النكراء المرتكبة في حق عائلنا الاوحد
عبد الباقي
وعن
الكيفية التي تلقي بها خبر مقتل ابنه في تلك الليلة قال: طرقت أذني أصوات تقول
قتلوه.. قتلوه فما كان مني الا تتبع مصدرها فكان ان وصلت اليها من داخل المنزل الى
امامه حيث وجدت عبد الباقي مضروبا ويسبح في بركة من دمائه وهو المنظر الذي حدا بي
ان احمل عكازا بحثت به عن المعتدين عليه ولكنني لم أجد لهم اثر من قريب او
بعيد فعدت حاصرا تفكيري في اسعاف المجني عليه الى المستشفي التي قبل ان ننطلق
الى وجهتها ذهبنا الى قسم شرطة السلام لاخذ اورنيك 8 جنائي فقد نزف نزفا كثيفا جدا من المنطقة
المضروب فيها وهي منطقة الرأس الى جانب انه نزف دما من انفه.
شقيقة
القتيل تكشف التفاصيل
فيما قالت
تونة شقيقة القتيل عبد الباقي الطيب حسين: عندما تم الاعتداء على أخي كنا نجلس
داخل المنزل نشاهد المسلسل التركي الذي يبث من على شاشة قناة ابوظبي الفضائية
حوالي الساعة الثامنة مساء الاربعاء الماضي وفي هذه اللحظات سمعنا صراخا ملفتا
للنظر ويطرق الاذن مهما كنت مشغولا لأن الاصوات المنبعثة من الشارع العام تشير الى
حدوث كارثة وقبل ان اتبين حقيقة ذلك
جاءت نحونا زوجته وهي مفزوعة ومذهولة وقالت لي ان عبد الباقي
مضروب في رأسه ودمائه تنزف أمام المنزل فلم اتمالك نفسي من فرط المفاجأة ولكنني
رغما عن ذلك خرجت مسرعة الى مسرح الحادث فكان ان وجدته مرمياً على الأرض الأمر الذي جعل الدموع تنهمر
من عيني لأنني تأكدت من تلك الحالة التي تؤكد
انه متوفي اذ انه لم يكن يحرك ساكنا ولكي يطمئن قلبنا قمنا باسعافه الى
حوادث مستشفي امدرمان التعليمي.
الرجوع إلى
وقائع هذه الجريمة
وبالرجوع
إلى وقائع هذه الجريمة نجد أنه بدأت تداعياتها الغريبة الأطوار عندما اعترض
المتهمون طريق الشابين عبد الوهاب والطالب أحمد فضل الله البالغين من العمر (18عاماً)
واعتدوا عليهما بالضرب المبرح بقبضة اليد (بونية) في بادئ الهجوم المباغت بالنسبة
لهما والذي تفاجأ به كلاهما في تلك الأثناء حيث أن المتهمين دفعوا الشاب احمد
ناحية صديقه عبدالوهاب الشيء الذي أدى به أن يفقد توازنه ويندفع بلا تركيز في هذا
الاتجاه ما حدا بالأخير أن يسقط من يده هاتفه السيار وهو الأمر الذي استغله احد
أفراد المجموعة ويلتقطه من على الأرض ويضعه في جيبه إلا أن الشاب عبدالوهاب يوسف رفض الانصياع لهذه
الفكرة رفضاً باتاً بإصرار شديد داساً يده في جيب المتهم الذي أخذ منه الجوال فما
كان من المتهم الذي يحمل الساطور إلا أن ضربه به على رأسه دون رأفة أو رحمة ومن
هنا تعالت الأصوات (قتله... قتله) وعلى هذا الصوت المنبعث من مكان قريب من منازل
من منطقة دار السلام هب البعض من شباب المنطقة لمعرفة حقيقة ما التقطته آذانهم في
تلك اللحظة فما كان من القتيل عبدالباقي إلا أن هرول مسرعاً ناحية هذا الصوت
ليتبين حقيقة ما يحدث عن قرب فما كان من الجناة إلا أن ضربوه بالساطور على رأسه
حتى فارق الحياة.
وهذا كانت
الدار قد انتقلت إلى مسرح الحادث والتقت بأسرة القتيل عبدالباقي والمصابين في هذه
الحادثة إذ قال الشاب عبدالوهاب يوسف الذي انطلقت منه الشرارة الأولى : خرجت من
المنزل يرافقني صديقي أحمد فضل الله متوجهين إلى محطة 18 القريبة من المنطقة التي
نقيم بها وفي منتصف الطريق تفاجئنا بخمسة أشخاص يعترضون طريقنا بالاعتداء على احمد
فضل الله بالضرب بالأيدي استفزني غاية الاستفزاز فما كان مني إلا وتدخلت منحازاً
إليه الأمر الذي أغضب المجموعة المتلفتة وهو ما حدا بأحد المتهمين الإمساك برأسي
واستدارته إلي ناحيته صافعاً إياي كفاً علي خدي وليتهم أكتفوا بذلك بل قام
أطولهم بضربي بالساطورعلي رأسي ومن هنا لم
اعد استوعب ما يدور من حولي حينما شاهد هذا المنظر من على البعد أتي لنجدتنا
سريعاً وهو الأمر الذي لم يعجب الجناة وبما انه دخل طرفاً في الإشكالية لم يتوانوا
في غرز الساطور في رأسه بكل قوة الأمر الذي قاده إلى السقوط علي الأرض وسط بركة من
الدماء الغزيرة التي نزفها في تلك اللحظة الحاسمة من حياته.
وكشف للدار
أن شرطة السلام ألقت القبض على المتهمين
بعد ارتكابهم هذا الجرم البشع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني وهو الجرم الذي
تحرمه كل القوانين السماوية والمشرعة بواسطة المشرع للقانون الجنائي ضف إلى ذلك
فإن تيم الأدلة الجنائية ومسرح الحادث انتقلوا إلى مسرح الجريمة وقاموا بعمل
الإجراءات القانونية والفنية ومن ثم قام المتحري بقسم شرطة السلام بالتحري مع
المعتدى عليهم وتحويل جثمان القتيل عبدالباقي الطيب حسين أحمد إلى مشرحة الطب
الشرعي التابعة إلي مستشفى امدرمان التعليمي وبعد توقيع الكشف والتشريح تم تسليم
الجثمان إلى ذويه الذين قاموا بمواراته الثرى يوم الخميس الموافق الثالث من مايو
الجاري.