عرفات الوريث الشرعي للمنازل الثلاث وناصر ناصر سائق الراحل يمنح السيارة
أعمام العندليب الأسمر أكبرهم والده إبراهيم ثم يليه على وحسن وأخيراً يوسف
ولكن !!
والدته أم الحسين قالت له : ( أنت عنيد يا زيدان عشان كده عنادك خلاك تجيء
وحيد لا أخ ولا أخت
جلس إليهم : سراج النعيم
بعد أن أسدلت محكمة جنايات الحاج
يوسف برئاسة مولانا الشاذلي سعيد عبدالله الستار علي قضية ورثة الفنان الراحل
زيدان إبراهيم هاهي تقرر في حكمها بأن تأوول السيارة ماركة (الكر ولا) الخاصة
بالعندليب الأسمر لسائقه المدعو (ناصر) بعد أن تأكد للمحكمة كتابة الفنان زيدان وصيته
يمنح بموجبها حق ملكيتها له بعد التسجيل
وكانت الدار قد انفردت بإجراء حوارات مطولة مع ورثة زيدان إبراهيم من جهة
والده ووالدته عليهما الرحمة خاصة وأن لغطاً كثيفاً صاحب الوفاة التي حدثت بعد
صراع مرير مع المرض مابين العاصمتين السودانية (الخرطوم) والمصرية (القاهرة ) ومن هنا
بدأت الإشكاليات تطفو علي السطح مما اضطر أبناء عم الفنان الراحل زيدان إبراهيم
الترافع عن قضيتهم بالدلائل المؤكدة أنهم الورثة الشرعيين له من جهة عمه حسن زيدان
على السيد الذي أنجب عرفات وانتصار ونعمة الذين دفعوا للرأي العام بوثائقهم
الثبوتية بما في ذلك جنسية والدهم وعبروا عن موقفهم من التداعيات التي صاحبت علاج
ووفاة العندليب الأسمر وبالتالي كشفوا النقاب عن ممتلكات عقارية أخري لوريثهم في
مدينة أم درمان(بانت) والخرطوم بحري(الحلفايا) بالإضافة إلي المنزل الذي كان يقطن
فيه بالحاج يوسف(الشقلة)
وفي سياق متصل قالت إيمان ممثلة
إخوها عرفات الوريث الوحيد للدار: لازالت
الكثير من الحقائق المتعلقة بالمرحوم يكتنفها الكثير من الغموض الذي يوحي
لنا بأن في الأمر ريبة فالمعطيات المندرجة في هذا السياق تأخذ بعداً ولوناً وشكلاً
مغايراً لما يجب أن تكون عليه لأننا لسنا على استعداد للتخلي عما كفله لنا الشرع
والقانون المنظم لحياة الناس ورغماً عن ذلك ظللنا نكرر بأنه لم نكن
نرغب في أن تمضي الأمور وفقاً لهذا السيناريو لأننا عندما أتينا لم نأتي من أجل
المطالبة وان كانت هي حق مشروع إلا أن الضغوطات التي مورست علينا وحدها التي
وضعتنا في هذا الموضع.
الذي ظهرنا وفقه كأبناء عم للفنان الراحل زيدان إبراهيم في المشهد مما أثار
جدلاً واسعاً في الحركتين الثقافية والفنية والوسائط الإعلامية إلي أن تمت أحالت
القضية إلي محكمة جنايات الحاج يوسف التي ظلت تنظر في ملف القضية من خلال عقدها
عدة جلسات استمعت فيها إلي أخي غير الشقيق عرفات حسن زيدان والذي أكد للمحكمة أنه
الوريث الوحيد للراحل واثبت ذلك بالوثائق الرسمية والشهود الذين لهم صلة قرابة أو أولئك الذين لهم علاقات لصيقة
بالعائلة بمدينة كوستي وبالحاج يوسف
(الشقلة) وكان أن أفادوا بما هو مبني علي هذه الحقيقة فيما تم إحضار الإعلام الشرعي للوريث الوحيد
عرفات ابن عم العندليب الأسمر زيدان إبراهيم عليه الرحمة بينما هناك اثنان من أبناء
عمه تم استبعادهما من الميراث وذلك من واقع إنهما أشقاء والده من أمه وقد تم حصر التركة
المتمثلة في سيارة ماركة (كرولا) وثلاث منازل بمناطق الحاج يوسف (الشقلة) و
الخرطوم بحري (الحلفايا) بمدينة امدرمان (بانت) وأوضحت المحكمة بأنه لم يكن هناك
أي عقارات استثمارية تم حصرها في الورثة وان منزل الشقلة بالحاج يوسف به أثاثات والآت
موسيقية وتوجد به غرفة مغلقة لم يتم فتحها لمعرفة ما بها وسوف يتم توزيعها فيما
بعد كما ذكرت المحكمة.
من جهة أخري كان ورثة زيدان قد ترافعوا من علي صفحات صحيفة الدار عن قضيتهم
بكل صدق وواقعية وبالدلائل القاطعة عن موقفهم من تداعيات علاج ووفاة وريثهم
بالعاصمة المصرية القاهرة وبالضرورة لابد لهم من كشف الحقائق المجردة لما شهدوه من
رفض من أشخاص لا تربطهم صلة بالعندليب الأسمر سوى أنهم يعملون معه أو أنهم مجرد
أصدقاء لا أكثر .. هكذا عاش الورثة الشرعيين في تلك الأجواء التي كان يكتنفها
الكثير من الغموض الذي يوحي بأن الهوة في اتساع يوماً بعد يوم .. إلى أن أشاروا
على عرفات وشقيقاته إيمان ونعمة وأخريات باللجوء إلى المحكمة لعمل حصر تركة .. ومن
ثم تسليم خطاب السلطة القضائية إلى رئيس اللجان الشعبية بالحاج يوسف (الشقلة )
للقيام بهذه المهمة إلا أن الغريب في هذا الأمر هو أنه طُلب من الورثة إخلاء
المنزل على أن يبقى فيه سائقه (ناصر)
الشيء الذي رفضه عرفات حسن زيدان على جملة وتفصيلاً على أساس أن المحكمة لم
تصدر قراراً يصب رأساً في هذا الاتجاه
وقالت إيمان ممثلة الورثة للدار: عندما وصلت الأمور إلى طريق مسدود . أوكلنا
محامياً ينوب عنا في هذه القضية التي لم نكن نرغب في أن تمضي وفقاً لهذا
السيناريو. لأننا لم نأتي أصلاً للمطالبة بالحقوق وإن كانت هي حق شرعي كفله لنا
القانون السماوي والقانون المشرع بواسطة البشر.
خرج من جلباب عمه بالعباسية:
وأضافت إيمان قائلة للدار: حقيقة كنا في حيرة من أمرنا للذي كان يحدث معنا
منذ اللحظة التي وطأت فيها أقدامنا ولاية الخرطوم قادمين من مدينة كوستى التي
انتقل إليها والدنا قبل سنوات وسنوات من تاريخه وهي نبذه تعريفية لقارئ الدار بنا
.. فأنا على علم تام بأن جذور أسرتنا من مدينة ملكال التي كان يعمل فيها والد
الفنان الراحل زيدان إبراهيم وما أن انتقل والدنا حسن زيدان للاستقرار بمدينة
أمدرمان الإ اصطحب معه العندليب الأسمر ووالدته أم الحسين حتى يتمكن من الالتحاق
بالمدراسة .. وعلى خلفية ذلك ظلا مقيمان معه فترة من الزمن بحي العباسية .. وما أن
كبر قليلاً وبدأ يجد في نفسه القدرة على العطاء وعلى الإبداع الإنساني آثر الانضمام
إلى الحركة الفنية . فما كان من عمه حسن زيدان على الإ أن يرفض الفكرة باعتبار أن
الفن آنذاك ليس فيه حق الاختيار .. لأنه دائماً ما تصطدم الموهبة الفنية بالأسرة
.. كما هو المفهوم السائد لدى الجميع إلا
أنه كان عنيداً فطرق كل الأبواب المؤصدة من أجل تحرير ذاته بالبحث عن الحياة الحرة
التي تقوده إلى أشياء جميلة وهامة مثل حقه في اختيار هذا المجال والأصدقاء ...إلخ.
عمه حسن يمنعه ممارسة الغناء:
واستطردت إيمان: وما أن وجد العندليب الأسمر أن عمه حسن زيدان على مصراً
إصراراً شديداً على عدم السماح له بإيصال صوته للجماهير خرج من هذا الجلباب المقيد
لما يصبو إليه بالبقاء في حي العباسية مع والدته أم الحسين وتوأمها أم الحسن
وانتقل عمه حسن زيدان على للإقامة بحي بانت وكنا رغماً عن هذا الانفصال نتواصل ما
بين الفينة والأخرى إلى أنه حدث قبلاً خلق فجوة بين العم وابن أخيه وبالتالي هذه
الفجوة انعكست حتى على الأبناء للخيار الصعب الذي وضعتهم فيه الظروف المحيطة بهم
دون أن يكون لهم في ذلك ذنب من قريب أو بعيد سوى أن وجهات النظر كانت مختلفة في
مسألة ظهور زيدان إبراهيم كفنان يشار له بالبنان ولكن ماذا نفعل نحن الصغار مع
أفكار الكبار غير المعاصرة لما تنبيء عنه الأيام المختلفة عن أيامهم فهم لا يدرون
أن الواقع أصبح على ما يتصورون فهو واقع يعطي كل إنسان موهوب حق التعبير عن موهبته
بطريقته الخاصة التي لن يقبل في إطارها ما يمكن ان يقف في طريقها ما دام الخالق
بذر فيه هذه البذرة ولم يكن ذلك الأسلوب حصرياً على عمه حسن زيدان على بل كان فهماً سائداً لدى العامة.
زيدان عمل على ردم الهوة :
وعن جذور زيدان إبراهيم قالت إيمان للدار: افترض البعض إفتراضات غير سليمة
في إنتماء العندليب الأسمر لهذه القبيلة أو تلك
والحقيقة هي أن جده والد العم إبراهيم مصري الجنسية من (الزقازيق) الذين
جاءوا إلى السودان إبان استعماره من طرف البريطانيين في حين ان حبوبته تنتمي إلى قبيلة الجعليين أما
والدته ام الحسين عليها الرحمة – فهي من قبيلة التعايشة أما وأباً .. وهي كانت
تحتويه بالحب الذي كانت تسمو روحه وتشف وتمتلئ بالصفاء واحتضان كل ما يدفع أبنها
الفنان الراحل زيدان إبراهيم لتحقيق رغبته التي بدأت تأخذ حيزاً كبيراً خاصة وأنه
ظل ملتزماً بتطويرها وإظهار موهبته بالشكل الذي جعله يضع بصمته في خارطة الأغنية
السودانية ومع هذا النهج الذي انتهجه رفض
رفضاً قاطعاً الاستجابة إلى عمه حسن زيدان على الذي حاول جاهداً عزله من المضي
قدماً في الوسط الفني ولكن زيدان صمد أمام ذلك التيار الجارف طويلاً وأستطاع أن
ينتصر لموهبته دون أن يفقد القدرة على الانتشار في المسافة التي عمل على أن يضيقها
عليه . وربما هذه الفكرة أدت إلى أن تفتح شهية زيدان إبراهيم للفن لأنه كان عنيداً
جداً . ويؤمن إيماناً جازماً بأن الشباب هم الوقود الحقيقي للمستقبل الذي يفتح لهم
ذراعيه والأمل الوحيد في التغيير فهو يري
أن الشباب يمتلكون القدرة على تحويل الأفكار إلى سلوك معاش وردم الهوة القائمة بين
النظريات والممارسة.
لأذنب لنا في هذا الجفاء:
وقالت إيمان للدار: لكنني أرغب في التنويه بأن الجفاء الذي حدث في ذلك
الوقت نابع من مخالفة العندليب الأسمر لعمه حسن زيدان على مما أدي إلي أن تبدأ هذه
المعطيات الجديدة وتأخذ موقعها من الإعراب أي بدأ تغير في بنية الأسرة إذ أن دخول
زيدان للوسط الفني كان قضية أساسية تجاه توجهنا في التواصل مع بعضنا البعض وهو تواصل يمر علينا كحلم نصف منسي، فيحتفظ كل
طرف بملاذ أخير ينعش من خلاله تلك النافذة المغلقة التي يحرص كل منا على بقائها
مشرعة وهو ما استدعي زيدان إبراهيم الوقوف مع عمه حسن زيدان علي في المحنة المرضية
التي ألمت به وتحمل ما لم يتحمله غيره متناسياً الظروف التي فرضت علينا ذلك الواقع
المرير الذي القي على عاتقنا تلك الهوة التي كنا نعمل بكل ما نملك لتلافيها لأنها
كانت بالنسبة لنا لا تعدو كونها سوي ظروف تقع خارج محيط المألوف فهو –كان متفائلا
بيوم تلتقي فيه الأسرتين.
العندليب الأسمر يتحمل المسؤولية
وتستأنف إيمان قصة زيدان إبراهيم
مع عمه حسن قائلة والحزن العميق يكسو وجهها: دوما كان العندليب الأسمر هو الأفضل
في البحث والتواصل مع أبناء عمومته لا
يحملهم أوزار لا ذنب لهم بها وتلحظ ذلك بجلاء في حواراته الإذاعية والتلفزيونية
والصحفية حيث أنه يواجه الواقع بلا أقنعة تقوي ما وراء الطبيعة الغامضة ومن هذا
المنطلق كان مدهشاً حينما تفاجآنا به يأتي إلينا في مدينة كوستي لتلقي وأداء واجب العزاء في عمه والبقاء معنا
يوماً كاملاً وهو يبكي بكاءاً شديداً عليه وربما هذه الوفاة هي التي أزالت الجفاء الذي كان مسيطراً على تلك الفترة
الزمنية سالفة الذكر.. لأننا أصبحنا أيتاماً بلا أم أو أب معتبراً نفسه مسئولا عنا
مسؤولية مباشرة قادته إلى زيارتنا مابين
الفينة والاخري وحينما لا يستطيع المجيء كان يبعث لنا بالمال الوفير كلما وجد
شخصاً متوجهاً إلى مدينة كوستي بالإضافة إلى انه قال لنا إذا احتجتم لأي شيء لا
تتحرجوا في الاتصال بي هاتفيا أو الحضور إلى وكان ان دفع الينا برقم هاتفه الجوال
الذي ينتهي بالتسعات.
الأدعياء يظنون أنهم سيرثونه
وتستطرد إيمان للدار: يلفتني موقف زيدان إبراهيم الإنسان بالرغم من الظروف
القاسية التي صاحبت حياته فهو كان يروضها لصالحه لأنه كان يؤمن إيماناً قاطعاً
بذلك ويرفض الركون لليأس إلا أننا كنا نراه بعين جديدة نسبة إلى إسقاطه حقبة مؤلمة
من حياته متحملاً المسؤولية تجاه أسرة عمه حسن زيدان علي فعندما شدت الوالدة
الرحال إلى ولاية الخرطوم لصرف معاش زوجها رافقتها أنا إذ أننا أستقر بنا المقام
معه بمنزله الحالي بالحاج يوسف (الشقلة) التي أمضينا فيها بطرفه فترة شهرين متصلين
دون انقطاع أكرمنا من خلالهما كرماً فياضاً ،كرماً لا تحده حدود وهذا هو ديدن
زيدان إبراهيم مع الجميع بما فيهم الأغراب
الذين يظنون أنهم بعد موته سيرثونه والمهم أننا طوال إقامتنا معه كان يغدق
علينا إغداقاً مهما وصفته سأكون مقصرة في حقه هو ووالدته أم الحسين التي قابلتنا
هاشة باشة واحتضنتا إليها بشكل عفوي.
زيدان وحيداً لا أخ ولا أخت
وأشارت إيمان إلى أعمام العندليب الأسمر زيدان إبراهيم قائلة للدار: لوالده
(إبراهيم) أشقاء هم علي الذي لم ينجب وبالتالي لم تبقي من أسرته سوي زوجته الحاجة (حواء)
إلى جانب عمه يوسف الذي له ثلاثة ذكور وأنثي واحدة يقال أنهم موجودين بالفتيحاب
بمدينة ام درمان ولم أشاهدهم في العزاء لأنني عندما سألت عنهم قيل لي أن أكبرهم في
الولايات المتحدة الأمريكية أما البقية فهم هنا ولكن أين هم الآن لا علم لي بذلك
وبالتالي هم أربعة أكبرهم العم إبراهيم
والد الفنان الراحل زيدان إبراهيم ثم يليه علي الذي يعقبه حسن الذي له من الأبناء
من أتحدث عنهم بالإنابة في هذا اللقاء وأخيراً يأتي شقيقهم الأصغر يوسف – عليهم
الرحمة – جميعا وهو كما ذكرت لك مسبقاً والد أربعة من الأبناء أما عندما أعود
بك إلى العندليب الأسمر زيدان إبراهيم
نجده وحيداً لا أخ أو أخت له وما يقال عن وجود أخت له لا أساس له من الصحة لأننا
كنا قريبين جداً من والده إبراهيم إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى وأتذكر أن
والدته أم الحسين كانت تداعبه في وجودنا
بقولها: (أنت عنيد يا زيدان عشان كده عنادك دا خلاك تجيء لهذه الدنيا وحيداً
لا أخ ولا أخت).
الشرع والقانون يمنحانا الحق في الورثة
وتواصل إيمان كشف الحقائق قائلة للدار: كان في الإمكان إيجاز هذه القصة في
سطور إلا أن التداعيات التي صاحبت علاج ووفاة العندليب الأسمر تتطلب الإسهاب حتى
لا يجد الأدعياء منفذاً لتمرير أجندتهم
الخفية بعد أن ظهرنا نحن كأسرة له من جهة والده وظهورنا هذا قلب الموازين والحسابات ووضع حداً للأفكار
غير المتوافقة مع الشرع والقانون وان كنا أصلاً لم نكن نبحث عن ورثة كما صور البعض
هذا الفهم في أذهان الشعب السوداني وان كان هو حق مكتسب لأن زيدان إبراهيم قبل أن
تربطه بنا صلة قرابة فهو فناننا المفضل لأننا منذ أن فتحنا أعيننا في هذه الدنيا
لم نكن نسمع فناناً خلافه.