الجمعة، 10 سبتمبر 2021

سراج النعيم يكتب : أحسنوا الظن يرحمكم الله


.......................

إن الكثير منا فى هذا الزمن لا يحسنون الظن في الآخرين، ويتخذون على خلفية ذلك القرارات المصيرية في الحياة دون التأكد من حقيقة ما يذهبون إليه، وبالتالي يقعون في فخ (الظن)، الذي أصبح ظاهرة منتشرة لدى بعض النساء أكثر من الرجال، وهذا يعود إلى أنهن ﻻ ﻳﻘﻤﻦ لهذا ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ، ﺇﻻ ﺍﻟﻨذﺭ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ منهن.

وما لا يعلمه هؤلاء أو أولئك الذين يظنون في الناس الظنون، أنهم يرتكبون الخطايا المترتب عليها إﺛﻢ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻓﻌﻞ ﻋﻈﻴﻢ، وهذا الفعل ينمو تدريجياً إلى أن يتحول بمرور الزمن الي مرض نفسي، يستسهل معه الشخص عدم (إحسان الظن).

ومن المعلوم للعامة أن النار تبدأ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺼﻐﺮ ﺍﻟﺸﺮﺭ، وعليه يبدأ الظن صغيراً ثم يكبر إلى أن يصبح مشكلة يصعب حلها، الأمر الذي قاد إلى إنتشار الظاهرة وسط المجتمع خاصة في ظل التطور التقني الحديث، والذي سهل التواصل بين الراسل والمرسل من خلال الهواتف الذكية، وذلك عبر (الماسنجر) و(الفيس بوك) و(الواتساب) و(الايمو) وغيرها مما أنتجته (العولمة)، ما جعل الواقع واقعاً مختلفاً وهذا الواقع قائم على عنوان (أترك الحبل على القارب).

ومن أكثر القصص التي وقفت عندها بتأمل عميق قصة الرجل الذي أشتهر لدى العرب بكرمه الفياض، والذي قالت له زوجته ذات مرة : لم أشاهد في حياتي قوماً أشد لؤماً من أشقائك وأصدقائك.

فرد عليها قائلاً : ما الذي جعلك تذهبين على هذا النحو؟.

فقالت : لاحظت أنهم عندما تكون لديك أموال كثيرة بين يديك يلازمونك على الدوام، وما أن تفقد تلك الأموال، فإنهم يتركونك ولايسألون عنك.

فقال رداً عليها : المسألة عندي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكرم أخلاقهم، فهم لم يعتادوا على التقشف، لذا يذهبون إلى من آلت إليه الأموال، وبالتالي متى ما أعاد الله سبحانه وتعالي تلك الأموال، فإنهم سيعودون اليّ لأنني سأكون قادراً على أن امنحهم ما يرغبون فيه.

ومن يطلع علي هذه القصة، فإنه يجد فيها دروساً وعبراً، من حيث (إحسان الظن)، فذلك الرجل جمل القبح الذي حاولت زوجته إظهاره، ولم يكن هو في حاجة إلى من يفسر له ابتعاد أقرب الأقربين له بعد فقده المال، وأن دل هذا الشئ فإنما يدل على أنه يحسن الظن في الآخرين، ملتمساً لاشقائه واصدقائه العذر.

ومن الأمثلة الشائعة هذه الأيام مثلاً إذا وجدت الزوجة زوجها يتواصل بـ(الواتساب) أو يتحدث عبر الهاتف وقطع ذلك التواصل أو الإتصال الهاتفي لرؤيته لها، فإنه يدور في مخليتها أنه كان يتواصل أو يتحدث مع شابة من الشابات، مما يترتب عليه أن تخلق الزوجة أزمة قائمة على سوء الظن، وذلك قبل أن تتحقق من حقيقة التواصل أو الإتصال الهاتفي، ومن ثم تبدأ الأسئلة مع من كنت تتحدث؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺮﻗﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ تتواصل معه، وهكذا تكون الزوجة قد وجدت سبباً لسوء الظن وأن كان (بعض الظن إثم)، خاصة وأنه وفي كثير من الأحيان لا يكون هنالك دليل واضح على (سوء الظن)، يدع الزوجة تختلق إشكالية بينها وزوجها، أو تجري معه تحقيقاً حول هذا المؤشر أو ذاك، لأنها لا تمتلك دليلاً يتمثل في رسالة أو إتصال هاتفي يمكن أن تستند عليه لتوجيه الإتهام لزوجها، وربما تفعل الزوجة هذا الفعل اعتقاداً منها بأنها تحافظ على مملكتها رغماً عن عدم وجود أي مؤشر يدفعها إلى (ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ)، الذي ربما يلعب دوراً كبيراً في تفكك الأسر، وعليه فإن من ينجرف وراء هذا التيار لا يفكر قبلاً في قوله سبحانه وتعالى : (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن، إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)، وهذه الآية الكريمة تدعو الناس إلى أن لا يظن الإنسان في أخيه ظن السوء.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...