.....
كثيراً ما أقف متأملاً مقولة (ضل راجل ولا ضل حيطة)، المقولة المتداولة في أوساط النساء بكثرة، والمرتبطة عميقاً بالمؤسسة الزوجية المحكومة بالظروف الاقتصاديةً المحيطة بالإنسان، والتي تعد سبباً مباشراً في إحجام الكثير من الشباب عن إكمال نصف الدين، وإذا تزوج البعض منهم، فإن (الطلاق) سيكون حليفهم أن طال الزمن أو قصر، ورغماً عما أشرت له إلا أن البعض من (الفتيات) و(المطلقات) يقبلن بهذا الخيار، والذي يوضح بجلاء بأن مقولة (ضل راجل ولا ضل حيطة) قادت عدداً من منهم للزواج من أي رجل، وليس مهماً ما ينجم بعد ذلك، المهم لديهن الهروب من (العنوسة) أو ما يسمي بـ(البورة)، وذلك بغض النظر عن الفشل في الحياة الزوجية أو نجاحها، وقطعاً النجاح مرتبط بالتوافق الفكري.
بما أن الزيجات المعنية بعيدة كل البعد عن التوافق الفكري، فإنها تمضي بسرعة فائقة نحو (الفشل)، والذي تضع في ظله بعض السيدات إشكاليات (عش الزوجية) تحت المجهر، وهي إشكاليات أقل ما توصف به (بسيطة)، إلا أنها تتطور تدريجياً بـ(الشد) و(الجذب)، ودائماً ما تؤدي إلى حدوث الانفصال، وما أن يحدث إلا وتبدأ الزوجة المطلقة (إيهام) نفسها بأنه الملاذ الآمن، مع العلم التام بأنه ابغض الحلال عند الله، ومع هذا وذاك يحاول الطرفين تجميل (القبح) بالترويج إلى أن كل منهما غير مخطئ.
فيما تفشت ظاهرة (الطلاق) في المجتمع، والذي ما أن يحدث إلا وتعتقد الزوجة (وهماً) بأنها وصلت إلى مبتغاها، ويشعر الزوج بأنه حظي بالخلاص المرجو، ولكن الحقيقة تكمن في أن الزوجة المطلقة لم تصل إلى ما ترمي إليه، ولا الزوج المطلق تخلص من سلبيات الانفصال، ولا الأبناء استقروا في الحياة المتقلبة بسبب الأوضاع الاقتصادية!.
إن معظم السيدات المتزوجات يجتهدن اجتهاداً كبيراً بعد الانفصال لإثبات أنهن غير (فاشلات) في الحياة، وغير متأثرات بـ(الطلاق)، فيتظاهرن بعكس ما يبطن، ويعبرن عن فرحتهن بأنهن نلن الحرية عبر المحاكم أو بالاتفاق، وتلحظ ذلك في إدارتهن للحوارات، ويرغبن رغبة أكيدة في تطوير الذات ونسيان ما مضي.
كلما استجارت الزوجة المطلقة بـ(ضل حيطة)، فإنها تتفاجأ بسقوطها على رأسها، وبالتالي يكون هدفها محصوراً في إزالة الأنقاض والآثار (السالبة)، إلا أنها تصطدم بالكثير من ضعاف النفوس الذين يصطادون في (المياه العكرة)، ويستغلون عوزها الذي تبحث في إطاره عن التوظيف إلا أن الوظيفة محكومة بالتنازلات، وفي الغالب الأعم تخرج السيدة المطلقة من الوظيفة بدون حقوق.
فيما تلجأ الكثير من السيدات المطلقات للعمل الحر في مجالات مختلفة، وإذا لم يحالفهن الحظ، فإنهن يتجهن للعمل كبائعات للمشروبات الساخنة في الأسواق والأماكن العامة، ورغماً عن ذلك يتعرضن للمضايقات!!.
بينما يتخالج السيدات المطلقات إحساس بالملل والندم بعد الانفصال، ويسخطن على اليوم الذي أقدمن فيه على هذه الخطوة نسبة إلى تراكم الفواتير، وكلما مزقن فاتورة تطل عليهن أخري أكثر عنفاً من سابقتها، لذلك يعجزن عن توفير أبسط مقومات الحياة لهن ولأطفالهن، مما يدفعهن إلى أن يلجأن إلى خيارات قاسية جداً ربما تصل إلى حد مدهن للأيادي للغرباء، ومن يعطيهن اليوم، فإنه لا يفعل غداً.
من المؤسف حقاً هو أن البعض من الزوجات اللواتي يقررن الانفصال عن أزواجهن يجدن من يشجعهن على ذلك، وربما تبدأ بالتفكير جدياً في التخلي عن أطفالها اعتقاداً منها بأنها تمارس ضغوطاً على طليقها، ولا يستطيع الارتباط بسيدة آخري، ومن يكن قرار الانفصال بيدها ستترك غرورها، وتعود للارتباط بزوجها السابق والعيش في كنفه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق