الخميس، 19 أغسطس 2021

الرقيب شرطة المفصول (بله حسان) يكشف قصة اقتحامه المجلس التشريعي : استغليت دخول مدير شرطة ولاية الخرطوم للمجلس ومثلت انني حرسه الشخصي.. قلت للنائب الأول لرئيس الجمهورية والي الخرطوم كسر كشكي

جلس إليه : سراج النعيم
كشف الرقيب شرطة المفصول بله حسان محمد عباس لـ(أوتار الأصيل) تفاصيل مثيرة حول اقتحامه المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، كما وضع على منضدة الصحيفة ما اتخذ من إجراءات في مواجهة من قبل الشرطة قبل إسقاط نظام المخلوع عمر البشير.
ما السبب الذي جعلك تقتحم المجلس التشريعي لولاية الخرطوم؟
اقتحامي للمجلس التشريعي كان دافعه الظلم الذي تعرضت له من سلطات ولاية الخرطوم، وهو الظلم الذي لم أجد له حلاً سوي أن أفعل ما فعلته، وبالرغم عن ذلك كله، ها أنا أتعرض للظلم للمرة الثانية من خلال فصلي من الخدمة في الشرطة دون مراعاة إلى إنني متزوج ولدي (5) أطفال أكبرهم يبلغ من العمر (16) عاماً، إلى جانب والدتي وأخواتي، فأنا العائل الأوحد لهم.
ما هو الظلم الذي كنت تحس به؟
يتمثل ذلك الظلم في إزالة السلطات المحلية لـ(كشك) امتلكه في منطقة شرق النيل (حلة كوكو)، وعندما تمت الإزالة لم تراع الجهات الرسمية حالتي الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، فـ(الكشك) كنت استأجره لشخص، وهذا الشخص يستخدمه في بيع (الألبان) و(الزلابية)، ومن خلال ذلك الاستئجار أوفر دخلاً يومياً، وهذا الدخل أسدد به إيجار المنزل بمنطقة (المغاربة دار السلام)، فيما أوظف راتبي الشهري من خدمتي في الشرطة لشراء بعض المستلزمات المعيشية البسيطة، وظللت على هذا النحو إلى أن صدر قراراً يقضي بإزالة (الكشك)، والذي كتبت بعده عبر وسيط إعلامي شكوى ضد الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين للمجلس التشريعي، والذي ظللت أتردد عليه بشكل شبه يومي لمدة (6) أشهر مرتدياً الزى الرسمي للشرطة، وبعد فترة من الزمن حولت الشكوى إلى المجلس.
وماذا حدث بعد ذلك؟
بتاريخ 17/7/2017 كنت أنتظر زيارة الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس النظام المباد للمجلس التشريعي لولاية الخرطوم، وأول ما جاء إلى مبانيه انتظرت خارجه إلى أن دلف إليه، ثم ظللت أنتظر المسئول الذي يأتي بعده، فما أن لمحت اللواء شرطة إبراهيم عثمان مدير شرطة ولاية الخرطوم (السابق) إلا وقلت في قرارة نفسي هذه هي فرصتي للدخول إلى قاعة المجلس التشريعي، وكان أن استغليت تلك الفرصة، ودخلت خلفه مباشرة مموهاً أنني الحرس الشخصي له، هكذا تمكنت من الدخول للمجلس التشريعي، وكان أن حضرت الجلسة المنعقدة من بدايتها، ثم ألقي الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم كلمته، ومن ثم أعقبه الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية، وهنا قاطعته بكل شجاعة أدبية وقلت : (الله أكبر.. الله أكبر)، ثم وجهت خطابي له قائلاً : (عرفتك في حياتي مرتين المرة الأول في شرق الاستوائية جنوب السودان حيث كنت أأودي الخدمة الوطنية، وكنت أنت وزيراً للدفاع، أما المرة الثانية فقد عرفتك وزيراً للداخلية، وها هي اللحظة التي احتاج لك فيها لحل مشكلتي).
وماذا؟
قلت : السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية أن والي ولاية الخرطوم الجالس إلى جانبك ظلمني بتكسير سلطاته لـ(كشكي) ثم جلست، وانتهي البرنامج، فجاء نحوي الصحفيين، ثم الشرطة الأمنية، واقتادتني إلى وحدتي، ووضعتني في الحبس (10) أيام، ثم حولت منها إلى المصحة التي حجزت بها (10) أيام في قسم الطب النفسي، والذي قالت في إطاره الطبيبة لواء شرطة د. فتحية حسين شبو مدير دائرة الصحة النفسية : (المذكور أعلاه حضر لمستشفي الرباط الجامعي، قسم الأمراض النفسية بتاريخ 27/7/2017م، وبعد الكشف عليه وجد أنه يعاني من اضطراب في النوم وزيادة في الحركة وعنف لفظي وكثرة الكلام ومتعكر المزاج مع هلاويس سمعية، وقد شخص على أنه اضطراب مزاجي ثنائي القطب نوبة هوس، وقد تم حجزه بمستشفي عبد العال الإدريسي، علماً بأن المذكور له تاريخ مرضي سابق بنفس الأعراض والتشخيص، وكان متابعاً وحجز لفترة بمستشفي الرباط الجامعي، ولكنه منذ أربع سنوات لا نعلم شيئاً عن حالته في هذه الفترة).
كيف تم فصلك من الخدمة في الشرطة؟
المهم كل الذي جري معي، هو أنني وجدت نفسي مفصولاً من الخدمة دون حل مشكلة (كشكي)، بل تضاعفت مشاكلي، وأصبحت بلا مصدر دخل أعول به أسرتي، فأنا العائل الأوحد لهم في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة، وكل ما فعلته في تلك الأثناء هو أنني اندفعت في تقديم الشكوى بتلك الصورة لأنني تعبت من دفع مبلغ الإيجار ضف إليه المنصرفات اليومية للمنزل.
لماذا هاجمت الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين؟
هاجمته لأنه اخطأ في حقي، وتعرضت للظلم من سلطاته المحلية، والتي عاني في إطارها الشعب السوداني معاناة لا يمكن تصورها، في حين أن قيادات النظام البائد كانت تعيش أوضاع اقتصادية ممتازة.
ما الأسباب التي أدت لرفدك من الشرطة؟
تم رفدي بعد دخولي المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، والذي قلت فيه كلمة الحق، في حين قالت الشرطة في ظل النظام البائد : (استدعينا الشرطي والسلطات الأمنية تؤكد بأنه يعاني من إشكالية نفسيه، وعلى ضوء ذلك تم نقلي إلى المصحة النفسية على أساس إنني (مجنون)، فهل شرطي يدخل البرلمان، ويتحدث فيه يكون عقله غير سليم؟، علماً بأن العقيد شرطة آنذاك أسامة الكنينين منحني ثناء.
كم مر على فصلك من الشرطة؟
حوالي الـسنوات (5) سنوات.
ما هو السبب المكتوب في شهادة إنهاء الخدمة؟
المادة التي رفدت بها لا تشبهني نهائياً، لأنني عبرت صراحة عن الظلم الذي وقع على إبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
هل تم فصلك بحقوق ام بدونها؟
بعد فصلي سلمت الحقوق إلى زوجتي.
كم سنوات خدمتك في الشرطة؟
عملت في الشرطة (10) سنوات تقريباً، وكنت أتبع إلى قوات الاحتياطي المركزي، كما إنني عملت في الإمداد وشرطة المرور.
ما الضرر الذي أصابك قبل وبعد فصلك من قوات الشرطة؟
أولاً تم نقلي إلى المصحة النفسية، وحقني بحقنة لم استفيق منها إلا اليوم التالي، ومنحت حبوباً (حمراء) إما أن أخذها أو يتم وضعي في الكهرباء، ولم أكن أتناولها، بل كنت أضعها في فمي بالجانب الأيمن، ومجرد ما الممرض يذهب من أمامي استخرجها، هكذا إلى أن فقدت بسببها (ضرس) واثنين من (الأسنان)، واحتفظ بهم منذ ذلك التاريخ.
وماذا؟
أثناء مشكلتي تعرضت إلى حادث مروري أدي إلى كسر الرجل الشمال، والتي قرر على إثرها الأطباء بترها، إلا أن العلاج البلدي ساعدني للتماثل للشفاء.
ماذا عن أسرتك؟
بعد فصلي من الشرطة ترك أبنائي المدارس، وهم أوبي البالغ من العمر (16) سنة، وحذيفة البالغ من العمر (13) سنة، وابن عمر البالغ من العمر (11) سنة، الأكبر يعمل الآن في (مخبز) من أجل أن يدفع إيجار المنزل، لأنني طردت من المنزل بأمر صادر من المحكمة.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...