*سراج النعيم يكتب : هي أضحية.. والضحية المواطن!!*
.....
كلما اقترب عيد الأضحي المبارك تدور الأحاديث سرا وجهرا حول ارتفاع أسعار (الخراف) في بلد منتج للثروة الحيوانية، والارتفاع يفوق كل التصورات، إذ وصل سعرها من (75) إلى (45) ألف جنيه كحد ادني، ما حدا بالبعض أن يجأر بالشكوى للاستغلال السافر للأوضاع الاقتصادية الضاغطة، والتي يتحجج في ظلها التجار بذرائع ارتفاع أسعار (العلف) و(الترحيل) من مناطق الإنتاج إلى ولاية الخرطوم وغير ذلك، مما أصاب إنسان السودان بالإحباط. وبالمقابل فإن السياسات الاقتصادية المتخذة من طرف الحكومة سببا مباشرا في ارتفاع الأسعار عموما و(الخراف) بصورة خاصة، مما جعل الواقع أشد قسوة وإيلاما على المواطن الذي يجد نفسه محاصرا بالزيادات مع إشراقة كل صباح، ودائما ما يحدث ارتفاع الأسعار قبل وبعد عيد الأضحي، وهي فترة تعتبر موسما للإقبال على الشراء المحكوم بسعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، مما صعب على السلطات المختصة وضع أسعار محددة وضبط التجاوزات في البيع. من المؤسف حقا أن تتجاوز أسعار المواشي نسبة (60٪) في بلد يمتاز بإنتاج الثروة الحيوانية، مما قادني إلى توجيه سؤال لاحد التجار، لماذا كل هذا الارتفاع في أسعار (الخراف)؟، فرد على بلا تردد : (الزيادات ناتجة عن خسائر تكبدها تجار الماشية في الفترة الماضية بسبب ظهور وانتشار فيروس كوفيد- 19 المستجد، بالإضافة للأوضاع الاقتصادية) المتطلبة اتخاذ إجراءات لصالح المشتري الذي يعاني الأمرين من الظروف الاقتصادية، ورغما عن ذلك لا تركز الحكومة على ايجاد الحلول الناجزة القائمة على وضع معايير محددة لأسعار المواشي، وذلك حسب الحجم، النوع، العرض والطلب الذي يمكن أن تحدد في إطاره الأسعار، وتنظم حركة البيع والشراء، وتتصدي إلى (تجار الأزمات) الذين يقررون في الأسعار حسب المزاج الشخصي، وهو مزاج مزعج جدا للمستهلك الذي أصبح (ضحية) للتجار، ومع هذا وذاك تمارس الحكومة الصمت، ولا تجنب المواطن استغلال حاجته للسلع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق