دلتا الدواخل
المطبلاتي إنسان خطير جدا
مما لا شك فيه، فإن (المطبلاتي) إنسان خطير جدا على المجتمع، لأنه منافق من الدرجة الأولي، ويمارس (التطبيل) و(كسير التلج) للساسة، مدراء المؤسسات، الشركات الرسمية والشعبية، رؤوساء وأقطاب الأندية واتحادات كرة القدم الرياضية، الثقافية والفنية، ورجال المال والأعمال، ولا سيما فإنه يتعايش، يتكيف ويتأقلم مع هذه الأجواء بغرض تحقيق مكاسب شخصية، لذلك يقضي جل وقته في كنف ما هو ممكن أو غير ممكن، ولا تحكمه في هذا الإطار قيم أو أخلاق، المهم لديه الوصول إلى مبتغاه.
إن ظاهرة المطبلاتي من الظواهر المنبوذة وسط الناس والمجتمع الذي يرفضها رفضا باتا، لأنها غير مستحبه وغير مستحقة، ورغما عن ذلك يلجأ لكسب ود ورضا من يستهدفه بالظاهرة ظنا منه بأنه ينتهج نهجا صحيحا، مما يجعله مستمرا في الظاهرة المستفزة للأوساط السودانية، لذلك يؤثر بها في من حوله والمجتمع، وهذا التأثير يدفع ثمنه الأغلبية لصالح أقلية تواجه تحديات وصعوبات بسبب الحرمان والتهميش.
مما ذهبت إليه، فإن المطبلاتي يجيد كل فنون التلون بسرعة، وهذه السرعة يفوق بها (الحرباء) من أجل التقرب لأصحاب المال والسلطة، وليس مهما لديه أن يكون من الد اعداء الأمس أم لا، بل المهم أن يحظي بالهبات، الهدايا والعطايا.
إن المطبلاتي إنسان أناني جداً، ولا يفكر إلا في نفسه، ولو اضطره ذلك لإشانة السمعة أو تشويه الصورة أو الإيذاء بقصد أو بدون قصد، لذلك يعمد اعتمادا كليا على الإنتهازية، ويبذل قصاري جهده للنجاح في مهمته القائمة على النفاق، الكذب وتزييف الحقائق، هكذا يبذر بذور التطبيل في الأراضي الخصبة، ويجني الثمار وفقا لتحقيق مأربه، وذلك لغياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية، مما ينجم عن ذلك (الفساد) و(المحسوبية).
الشيء المؤسف جدا هو أن (المطبلاتي) تفرد له مساحات عبر الأجهزة الإعلامية المسموعة، المرئية والمقروءة، مما أدي إلى انتشار ثقافة ظاهرة (التطبيل) الانتهازية، لذلك أصبح البعض لا يميز بين الإنسان الصادق والكاذب، ورغما عن ذلك تقابل (الظاهرة) بصمت رهيب، ويصبح على إثرها من مشاهير ونجوم المجتمع، ومع هذا وذاك تطلق عليه الألقاب في الإطار السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، الثقافي والفكري، ولا يشق له غبار طالما أن القنوات الفضائية تستضيفه على أساس أنه (خبير).
على الجميع مكافحة ظاهرة (المطبلاتي) التي يتجاوز بها كل حدود القيم، الأخلاق، العادات والتقاليد السودانية غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وأصبح في ظلها يمضي نحو هدفه دون اعتراض، ويتلاعب في إطارها بالعقول، لذلك يجد الإنسان نفسه مضللا، ورغما عن ذلك يستمر في هذا الاتجاه، ولا يدرك الناس حقيقة (المطبلاتي) حتى يتم رفضها، ورفض سياسة (القطيع) المنتشرة في شتي مناحي الحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق