الثلاثاء، 31 مارس 2020

ربيع دهب في حوار استثنائي قبيل الرحيل المر : أتمني أن لا يأتي للعالم الأسوأ لأننا نعاني الأمية


.........
*التعليم في السودان متطور جدا في مرحلة الأساس*
..........
*دائماً ما أشجع المرأة للانخراط في عالم المال والأعمال*
.........
*رجل الأعمال الناجح يكون ملما باستراتيجيات الأسواق*
.........
*جلس إليه : سراج النعيم*
.........
قبل ان يكون رجل أعمال ولا ألمع فهو كان أولا وقبل كل شيء إنسان يعمل في مجال التعليم، نشر المؤلفات الفكرية والمجلات الثقافية وألعاب الأطفال، وهو علم من الاعلام البارزة في سماء السودان، وضع بصمته في مجاله الذي يمتاز في إطاره بأنه هادئ الطبع، وما أن تدير معه حوارا إلا وتجده يسترسل بعذوبة مطلقة، ولا يميل إلى تعقيد ما هو مطروح على منضدته، وعليه فإنه يتسم بالمصادقية والصريحة الجريئة لا يتصنع ولا يتكلف.
فيما ابتلع إسم رجل الأعمال ربيع دهب محرك بحث قوقل، إذ أنه تجاوز الحواجز، والتمع اسمه في عالم المال والأعمال، فما أن يتبادر إلى المخيلة كيفية وصوله هذه المكانة التي إحداث في إطارها ثورة في التعليم وألعاب الأطفال، كما أنه قدم الكثير من الأعمال الخيرية
بينما يعتبر ربيع دهب عضو اتحاد الناشرين والموزعين العرب والرئيس السابق، ورئيس مجلس إدارة المدرسة الذهبية، ومالك مكتبات (جرير) الشهيرة ووكيل أشهر المكتبات العالمية، ودار الريان للنشر والتوزيع، وهو يقطن في منطقة (الطائف) بالخرطوم، وهو الشقيق الأصغر للصحفي الراحل صلاح دهب، وقد ظل يداوم على السفر ما بين دولة الإمارات العربية المتحدة والسودان، وكان الفقيد يعاني من المرض الذي أدي إلى تدهور حالته الصحية، مما جعل أسرته تسعفه إلى المستشفي إلا أنه أسلم الروح إلى بارئها، فإلى مضابط الحوار.
*كيف تترجم أفكارك الاستثمارية على أرض الواقع؟*
كلما طرأت لي فكرة تصب في مصلحة المجتمع لا اتواني ولو لكسر من الثانية في تنفيذها، ومن تلك الأفكار أنشائي لمدارس الذهبية، ومن ثم المشاريع الخيرية التي نبعت فكرتها من صاحب شركة (سمبا) لألعاب الأطفال العالمية التي تصنع بعض الألعاب لفريق (برشلونة)، وبما أن المشروع توافق مع أفكاري تكفلت به من أجل أطفال السودان الاصحاء والمعاقين حركيا.
*ما الذي يلفت نظرك في من يتعاملون معك في مجال المال والأعمال؟*
أحب جدا الإنسان الذي يكون وفيا ومتفاني في إنجاز عمله الموكل له، خاصة وأن إتقان العمل يندرج في إطار الإخلاص، الأخلاق والقيم.
*ما هي الصفات التي يجب أن يتسم بها الأشخاص الناجحين؟*
على من ينخرط في أي عمل أن يبذل قصاري جهده لتحقيق ما يصبو إليه، وأن لا ييأس كون أنه فشل مرة في تجربته، فالفشل ليس النهاية، ولذا يجب على الإنسان المحاولة بهدوء ومثابرة إلى أن تنجح تجربته، فالنجاح مفتاح الاستمرارية، وهو ما يقود الإنسان إلى توفير الوقت والطاقة.
*هل التفكير في إدارة المال تجاريا بالأمر السهل؟*
بلا شك لا، لأن الإنسان الناجح يتمتع بذكاء حاد وسرعة بديهة وفكر عميق يجابهه به إشكاليات تعترض مسار عمله، فرجل الأعمال الناجح يكون ملما باستراتيجيات الأسوق، خاصة وأن أي عمل إداري يعتمد على الموهبة، بالإضافة إلى فن الإدارة الذي يتطلب حرفية عالية على أن لا تقتصر الرؤية في نطاق ضيق.
*ماذا عن اقتحام المرأة لعالم المال والأعمال؟*
دائماً ما أشجع المرأة للانخراط في هذا المجال، فالمرأة أكثر دقة في الحسابات، لذا يجب النظر إليها نظرة صحيحة، فنجاح المرأة تجاريا أمر مشهود له، وإن كان من الصعب جدا على البعض إستيعاب التعامل مع سيدات الأعمال في النواحي التجارية رغماً عن الانفتاح الذي يشهده العالم.
*ما هي قصتك مع أصغر سيدة أعمال لبنانية؟*
بدأت علاقتي مع سيدة الأعمال اللبنانية (ردينة) بعد أن أوفدتها الشركة الألمانية للتعاقد معي حول ألعاب الأطفال.
*ما الذي تتمني عدم حدوثه في المستقبل؟*
أتمنى صادقاً ان لا يأتي للوطن العربي الاسوأ لأننا نعاني من الأمية، ونعاني من الضغط السياسي المتمثل في الديكتاتورية.
وفي إطار تواصلنا عالمياً ظللت أتابع الأحداث في كل بقاع العالم باعتبار أن استثمارتي تتأثر بها غاية التأثر، لذا ابدأ في إعادة ترتيب أعمالي بما يتوافق مع مقتضيات المرحلة.
*ما الذي يهمك فيما يجري في الراهن السوداني؟*
أكثر ما يهمني هو التطور السياسي الذي أتمني أن تتوافق في ظله كل التنظيمات السياسية مع بعضها البعض من أجل الخروج بالبلاد إلى بر الأمان،  فالمسألة يجب أن لا تتعلق بالمصلحة الذاتية، لأن التفكير على هذا النحو خطأ، ولا يصب في المصلحة العامة، لذلك أرغب في أن ينعم السودان بالأمن والسلام.
*كيف تنظر إلى التعليم من حيث مدارس الذهبية؟*
التحصيل الأكاديمي في مرحلة الأساس متطور، وهذا يؤكد أن الدارس في السودان أفضل بكثير من ذلك الذي يدرس في أنحاء مختلفة من العالم، فلا أعتقد أن أحداً في اوروبا يتصور أن الطلاب في السودان يتعلمون الإنجليزية في بداية حياتهم التعليمية.
فيما كان الأستاذ ربيع دهب قد أجلسني مع سيدة الأعمال اللبنانية (ردينة) التي قالت : قبل أن تطأ قدماي أرض مطار الخرطوم كنت خائفة بعض الشيء إلا أن هذه الصورة زالت لمجرد ما رأيت التطور الكبير الذي شهده السودان، والذي انبهرت في إطاره بالمعمار والمشاريع التنموية في ولاية الخرطوم، بالإضافة إلى إنني اندهشت بمستوي التعليم في السودان، والتمست ذلك من خلال زيارتي لمدارس (الذهبية) لمالكها الأستاذ ربيع دهب، فتلقي التلاميذ للعلم في مرحلة الأساس متطور جدا، وهذا يؤكد ان الدارس في السودان والوطن العربي بصورة عامة أفضل بكثير من ذلك الذي يدرس في أوروبا.
ومضت : سفري من لبنان إلى ألمانيا جاء وفقا للأحداث السياسية والاقتصادية السيئة وظروف الحرب التي جعلت أكثر من (20) مليون لبناني يهاجرون في كل بقاع العالم المختلفة، إما بالنسبة للثورات العربية، فهي كانت متوقعة، وذلك من واقع إننا مازلنا نعاني من الأمية، والضغوطات السياسية المتمثلة في ديكتاتورية الحكام.
وإسترسلت : المرأة دقيقة جدا في العمل الذي يوكل لها، وهي في هذا العصر تشغل مناصب قيادية في الدول العربية، لذلك من الطبيعي أن أعمل في مجال الأعمال الخاصة بألعاب الأطفال ورغما عن أنني متبحرة فيه إلا أنني لم استثمر في السوق اللبناني، ولكن ابتداء من القادم سوف أعمل هناك لأنني أحب بلدي كثيراً، وكل ثلاث أو أربع أشهر أسجل زيارة لبيروت بحكم حبي لها، وللسياسة وكل لبناني يسافر لمعرفة التطورات السياسية هناك، وأنا في النهاية مع الحق، وما يشير علي به عقلي سوف الجأ إليه دون تردد.
وفي ردها على سؤال حول عنف المرأة؟
قالت : بلاشك أن المراة في المقام الأول والأخير إنسانة، وبالمقابل هذه الإنسانة لا يمكن أن تكون عنيفة في تعاملها مع الآخر، وهذه الفكرة المنافية للطبيعة تتعلق بالشخصية نفسها، فإذا تملكها الغضب فبكل تأكيد تحرق وتقتل بغض النظر عن الجنسية التي تحملها، فنحن في النهاية بشر والبشر يغضب وعندما يغضب يكسر الجبال.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...