الدكتور صلاح الدين : الفيلم الإنجليزي يحكي قصة فتاة خطفها بريطانيين
الفيلم بث على القناة الإنجليزية الأولى وقناة (mbc2)، وقناة (وحدبي)
رفع الدكتور صلاح الدين محمد حسن أحمد أستاذ البيانو والنظريات بكلية الدراما والموسيقي دعوي قضائية في مواجهة شركة بريطانية أنتجت فيلم ضمنت فيه الأغنية التي وضع ألحانها (صبرنا كتير علي الأشواق).
وقال : قبل أن أكون أستاذاً جامعياً فأنا في الأصل ملحن وضعت عدداً من الألحان لنصوص غنائية للأطفال شجعتني على الاستمرارية إلى أن لحنت في العام 1972م أغنية ( صبرنا كتير على الأشواق) التي غناها الفنان عبدالعزيز المبارك إلي جانب الفنان الشاب معتز صباحي.
وأردف : بدأت قضيتي مع الشركة البريطانية منذ اللحظة التي شاهدت فيها الفيلم مضمنة فيه أغنيتي بذات اللهجة العامية السودانية دون أخذ الإذن المسبق كمؤلف أو من شاعرها الأستاذ مرتضي صباحي.
واسترسل : عندما وضعت لحن الأغنية كنت أستهدف بها الفنان الراحل التاج مكي باعتبار أنه دفعتي إلا أنه لم يتوفق في أدائها.
وعن الكيفية التي اكتشف بها هضم حقوقه؟
بالصدفة نبهتني ابنتي التي كانت تشاهد التلفاز قائلة : يا بابا تعال اسمع أغنيتك ( صبرنا كتير على الأشواق) في فيلم بريطاني يحمل اسم (أيام اسليف)، والذى تمت إعادته في اليوم التالي، فشاهدته من البداية فوجدت أنه يحكي عن فتاة مستعبدة خطفت بواسطة بريطانيين وشغلوها معهم باضطهاد إلى أن انتقلت إلى العاصمة وهناك استمر تعذيبها لذلك كانت تقول : ( صبرت كتير.. صبرت كتير) ويدور محور الفيلم في هذا الاتجاه الذي ضمنت في إطاره أغنية ( صبرنا كتير علي الأشواق) في البداية وخاتمة الفيلم ولم تتم ترجمتها من الدارجية السودانية إلي اللغة الانجليزية وتم توزيعها توزيعاً عالمياً.
وحول الدعوي القضائية؟
رفعت دعوي قضائية في مواجهة الشركة البريطانية المنتجة للفيلم وأوكلت لها الأستاذ طارق صلاح الذي قام باتخاذ كل الإجراءات المتعلقة بالتسجيل والتصنيف.
فيما قال : إن عملية الحكم في قضايا الملكية الفكرية، وخاصة التي تتعلق بالفنون الموسيقية من القضايا المعقدة، والتي لابد من تمثيل الاتهام والدفاع عنها، فلا بد أن يكون الأطراف جميعاً من المتخصصين في مجالات التأليف والتنفيذ الموسيقي والنصوص الأدبية
حتى نتمكن من إظهار الحقائق بطريقة علمية.
ومضي : بالرغم من وجود النص واللحن واضحاً في فيلم (Iam slave ) موضوع القضية، إلا إننا قمنا بمخاطبة الشركة المنتجة للفيلم عدة مرات، ولم يصلنا منها أي رد، كما عرضنا عليها عمل تسوية للقضية خاصة أن فكرة الفيلم تعبر عن حقوق الإنسان، وأن الفيلم مدعوم من مجلس العموم البريطاني، كما جاء موثق في مقدمة الفيلم، وحرصاً منا على خصوصية الأمر طلبنا عملية التسوية، لقد استغرق هذا الأمر (4) سنوات تقريباً، ولم يتم التوصل إلى أي نتيجة.
وأردف : ذكرت في البداية أن هناك اعتداء واضح وبين وموثقاً له بالصورة والصوت في الفيلم المعني، بالإضافة إلى وجود المستندات المطلوبة المتمثلة في شهادة ملكية اللحن باللغتين العربية والإنجليزية من المصنفات السودانية، النوتة التدوين الموسيقي للحن الأغنية مع تدوين تفاصيل الغناء بكل دقة التدوين العالمي، والنص الأدبي باللغة العربية، وبالرغم من كل ما تقدم سوف أقدم سرد كامل لتاريخ تأليف الأغنية وتحليل علمي للحن الأغنية لتأكيد إثبات ملكية المصنف بواسطة آلة (البيانو) في العام 1974م تقريباً.
وأضاف : قبل الانتهاء من الكوبلية الأخير قام الفنان عبد العزيز المبارك بتسجيل الأغنية ناقصة بدون علمي، واستمر يغني بها في حفلات الأعراس والمسارح بالرغم من تحذيرات من الفنان الذي أعطاني النص للقيام بوضع الألحان عليه، وهو الفنان المشهور وزميل الدراسة في تخصص الموسيقي التاج مكي الذي قدم الأغنية بآلة العود فقط في إذاعة ام درمان كاملة، كما في التدريب الموسيقي الأصلي.
وتابع : كنا نقدمها في الأندية في المهرجانات والمدارس ، وأعياد التعليم بصوت الطالبات في ذلك الوقت 1975م، مما أكسب الأغنية شهرة وزخم جماهيري، وإعجاب واسع في جميع مديريات وإرجاء السودان النائية والقريبة، كما ساهمت الإذاعة السودانية في انتشارها، وأصبحت نموذجاً جديداً ومميزاً في تلك الفترة وحتى اليوم، لقد تعلقت في وجدان الشعب السودانى لما تحمله من معاني إنسانية وبديعة، كما جاء اللحن في مجال صوتي واسع على السلم الخماس زائد السلم الدياتوني (السباعي) على السلم الصغير ( g minor) الذي جعل الأغنية نموذجاً جديداً مبكراً ومختلفاً ومميزاً في تلك الفترة وأسس مدرسة جديدة في
التأليف الغنائي حتى عصرنا الحالي، مع اختلاف عدد المقاطع الشعرية، والقافية الشعرية المميزة والإيقاع الداخلي البديع في هذا المصنف، بالإضافة إلى المقدمة الموسيقية الآلية للحن الأغنية الأصلي على السلم (الدياتوني) السباعي إلا إننا نجد أن أغلب المغنين قد حذف الأصوات الدياتونية السادس والسابع، والذى يميز البناء اللحني للأغنية، والذى يختلف عن أغنيات تلك الفترة المبنية على السلم الخماسي.
وأشار إلى أن جميع ألحان الغناء بنيت على السلم الخماسي مع وجود بعض المقاطع واللحظات الدياتوني العابرة، لقد اختارت الشركة اللحن الغنائي للكلمات، واستبعدت لحن المقدمة الموسيقية لكنها قامت باستخدامها في التوزيع الموسيقي في مقدمة لحن الفيلم الأساسي.، جاء المطلع الأساسي على السلم الخماسي، (صبرنا كثير على الاشواق.. طوينا الانتظار المر الخ...)، كما سبق التوضيح سابقاً فإن الأغنية على سلم صول الصغير(g minor) المران ( 4/4 ) يكون مقسوماً، وتتميز الإيقاعات الداخلية بالسرعة ويغلق عليها النوار المنوط، وعملية تأخير النبر sincop (سنكوب)، تم أداء الأغنية في الفيلم بالإيقاع البطئ (Tempo)، ولكن لا يمثل نقطة جوهرية في التأليف، لأن جميع مكونات اللحن الأساسية لم تتغير، ولن تتغير الألحان في الثقافة الموسيقية عامة بتغيير السرعة الزمنية للحن الغنائي (Tempo) كما هو معروف، إما المقدمة الأساسية للفيلم فجاءت على لحن المطلع الأساسي للأغنية (صبرنا كثير على الاشواق الخ ... ).
وتابع : قررنا الذهاب للمحكمة في بريطانيا، ونملك كل الاسانيد والحجج والبراهين، ضف إلى ذلك إنني متخصص في الفنون الموسيقية، وأستطيع الدفاع عن المصنف عن طريق التحليل العلمي المتخصص في مجال الموسيقي، وتم بث الفيلم في العام2010م على القنوات الفضائية (القناة الإنجليزية الأولى، قناة mbc2، قناة وحدبي وغيرها، كما يبث الفيلم على مواقع التواصل منذ 2010م بطريقة تجارية ومستدامة، لقد شاهدت الفيلم لأول مرة في العام 2015م تقريباً، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلة المطالبة بالحقوق الأدبية والمادية من الشركة المنتجة للفيلم والجهات ذات الصلة،
لقد أعطينا (4) سنوات لعملية التسوية بالطريقة السلمية والإنسانية تقديراً للمبادئ والأهداف الإنسانية التي يدعو لها الفيلم والمجتمع الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق