الخميس، 8 نوفمبر 2018

سراج النعيم يكتب : علاقات منتهية الصلاحية

.......................
ارتباط الإنسان بالآخر قائم علي شكل العلاقة التي لا تقاس بطول امدها بقدر ما أنها تقاس بالإنسانية في حد ذاتها وأثرها علي القيم والأخلاق خاصة في هذا العصر الذي أصبحت فيه العلاقات قصيرة جداً للكثير من العوامل السالبة لذلك تترك أثرها البالغ في دواخل الطرفين لفترة طويلة من الزمن لما فيها من بعد إنساني ربما يكون عميق ونقى وربما يحدث العكس في حال كانت العلاقة مرتبطة بالمصلحة الشخصية وهي بلا شك لا تبقي خالدة في الذاكرة إلى الأبد لأن محاولة التفكير في إطارها يجلب الألم والمرارة لذا يسعي المتأثر منها بكتابة تاريخ انتهاء صلاحيتها سريعاً حتي لا تكون عبئاً ثقيلاً عليه لأنها علاقة تنتهي بانتهاء الغرض الذي جعلها تستمر لفترة زمنية ماضية.
إن هنالك الكثير من العلاقات الإنسانية الصادقة القائمة علي القيم والأخلاق وهي دائماً ما تتقافز وتتزاحم في الاخيلة وتعجز كل العبارات في أن ترسم لها واقعاً يتناسب مع عظمتها التي تتسابق لها الكلمات من أجل أن تسطر أجمل وأنبل العبارات وبالمقابل تنجرف ذات الكلمات إلي رسم صورة قاتمة عن العلاقة المرتبطة بمصلحة شخصية لا يجدي معها ندم الإنسان المتضرر منها والذي كلما مرت بذهنه جمعت ومزجت ذكريات الماضي الأليم والمرير بالحاضر الذي ادمي القلب من لوعة الغدر والخيانة والاستغلال للظروف المحيطة به لينفذ ذلك الطرف خططه الانتهازية علي حسابه.
هاهي الأيام والشهور والسنين تتسرب منه معلنة انتهاء العلاقة ذات الابعاد اللا إنسانية المفتقرة للقيم والأخلاق فمن فعل لم يحتكم لصوت العقل بل نظر إلي الطرف الآخر من باب المصلحة المندرجة في إطار (الغدر) و(الخيانة) و(السرقة) و(التآمر) و(التسول) و(الخدعة) فالامر برمته لا يخرج من هذه الزاوية الضيقة في التفكير.
إذا كان تلك المصلحة الشخصية انقضت مهما طال أمدها فإنها تنتهي بانتهاء صلاحية الإنسان مقدم الخدمات لذلك الشخص الذي اقل ما يوصف به هو أنه (منافق) لتحقيق مآربه الشخصية وبالتالي لم تكن علاقته بالطرف الآخر علاقة قائمة علي القيم والأخلاق ونابعة عن حب لا تشوبه أي شائبة لذا نجد أن مثل هذه العلاقات مؤذية قصداً وعلي كل من يسلك إتجاهها المحفوف بالمخاطر أن يعتذر لمن أخطأ في حقه لأن ما قام به يعد ظلماً و مؤامرة ربما يمارسها القريب للمتضرر قبل البعيد وعليه يتحمل هو ما لا تطيقه الجبال لذا كنت دوماً ومازلت أؤمن بمبادئي وأفكاري ومعتقداتي التي تعلمتها من أبي ومن الحياة التي لا تخلو من الإنسان الانتهازي الذي يجتهد من أجل تحقيق ما يصبو إليه دون الاكتراث للآخر الذي أضاع سنوات عمره في الإستفادة من أفكاره فتارة يصيب وتارة اخري يخطئ هكذا يكافح وينافح ويناضل لكي ينجح ومع هذا وذاك يتذوق الفشل أحياناً بكل أشكاله وألوانه ومعانيه المريرة وبما أنه كان صادقاً مع نفسه وصل في نهاية المطاف إلي مكانة رفيعة عرف من خلالها ماذا تعني الحياة في ظل المعاناة والراحة ورغماً عن ذلك لم يكن يكره قط في حياته أي شخص لجأ إليه إلا أنه يؤكد أنه أخطأ في إتخاذ الكثير من القرارات و لم يندم عليها لايمانه التام بأن الله سبحانه وتعالي قدرها وهكذا أصبح يسير بخطوات ثابتة الي قدره المحتوم وعليه فإنه يحب كل من مر بحياته بلا إستثناء إذا كان صادقاً في علاقته أو ينظر إليه نظرة مصلحة ورغماً عن ذلك سامح كل من ظلمه لوجه الله تعالي فهو لا يرجو إلا رحمة الله ويطلب من الاخرين أن يراجعوا حساباتهم في الحياة .
وفسلسفتي مما ذهبت إليه أن الإنسان مهما كانت حاجته ماسة للشمس فهي تغيب ولا تظهر إلا في اليوم التالي ورغم أنها تفارقنا إلا إننا لا نبكي عليها وهذا يعود إلي علمنا التام بأنها ستطل علينا مرة ثانية ولا تخلف مودعها ومن هذا العامل ربما ينطبق ما اشرت له على الكثير من الأشياء إلا أن البعض من الذين يفكرون في الحياة من باب المصلحة الذاتية لا تحس بفراقهم حينما يرحلون عن حياتنا لذا اتمني من كل إنسان يفكر في مصلحته الشخصية أن يتعرف عن قرب إلي ما يرنو إليه دون أن يسبب الأذى لمن وثق فيه وابقاه في حياته.
( لا تعاشر نفوساً شبعت من بعد جوع فإن الخير فيها دخيل، و لكن عاشر نفوساً جاعت من بعد شبع فإن الخير فيها أصيل).. الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...