قصص محزنة للسودانيين بليبيا (1)
...................
العناية الإلهية تنقذ مهندساً سودانياً من الموت حرقاً داخل مكتبه بليبيا
...................
وقف عندها : سراج النعيم
................
تبقى مجزرة السودانيين بليبيا تلقي بظلالها السالبة على من وقفوا شهوداً على حالات القتل العشوائي للرجال والنساء والأطفال، فضلاً عن التعذيب والاعتداءات الجسدية الجارحة، ومن نجا من هذه الجرائم لم ينجوا من الإهانة والإذلال الناتج عن غضبة الجماهير الليبية رسمية وشعبية في حق السودانيين الأبرياء الذين شاء حظهم العاثر أن يشدوا الرحال إلي هناك طلباً لأوضاع اقتصادية أفضل، ولكنهم مع إنطلاقة الشرارة الأولي بمدينة (بنغازي) وجدوا أنفسهم أمام محنة كبيرة لا طائل للخروج منها بسلام، فالتصريحات المؤكدة أن السودانيين شاركوا مع كتائب القذافي في المعارك بمدن ومناطق ليبيا أو العكس كانت كافية أن تنزل كل أنواع الإرهاب المنظم، لأن التصريحات جاءت على غرار أنهم مرتزقة، دون تقديم أدلة ملموسة على ذلك، خاصة وأن الثوار في مثل هذه الإنفلاتات الأمنية غداة نشوب إنتفاضة الثوار الذين أطلقوا على ثورتهم السابع عشر من فبراير، كانت الأحداث العنيفة والدموية المسيطرة على الواقع بليبيا تلقي بظلالها القائدة للموت والهلاك للسودانيين المقيمين فيها، خاصة وأن عددهم يقارب النصف مليون سوداني يقيمون في مدن ومناطق الجماهيرية المختلفة، بعد أن تقلص عددهم من جملة تسعة آلاف سوداني، عادوا لاحضان الوطن قبل ثلاث سنوات وفقاً لبرنامج العودة الطوعية في الأعوام الماضية.
بعد أن كانت تتواتر الأنباء عن تعرض عدد كبير من السودانيين بليبيا لعمليات قتل وذبح منظم، هاهي (الدار) تنجح في استنطاق شهود عيان أكدوا بما لايدع مجالا للشك أن الإنتهاكات حدثت بدواعي أنهم مرتزقة استأجرهم نظام حكم الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي لإعانته في دحر الثوار الشباب، فما كان من الشعب الليبي إلا وأن مارس أبشع أنواع الجريمة في حق من تمتاز بشرتهم بالسمرة، مما أدي بالعديد من السودانيين الإختباء في منازلهم، إلا أن سيف الإسلام نجل القذافي لاحقهم بتحريض أصحاب المنازل المستأجرة بطردهم أو أنهم سيكونون هدفاً للإعتقال خلف قضبان سجن (ابو سليم) الشهير بالتعذيب وتصفية الحسابات مع الآخرين.
فيما أعلنت الجمعية الليبية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ليل الجمعة الماضية، إفراج السلطات الليبية عن المدون والناشط السوداني، جابر زين، بعد أن كان معتقلاً لدى جهاز المخابرات العامة بطرابلس منذ سبتمبر 2016، وأمرت بترحيله ومغادرته طرابلس إلى السودان.
ويعتبر جابر زين من نشطاء المجتمع المدني والوسط الثقافي في (طرابلس) التي انتقل للعيش بها عندما كان في السادسة من عمره.
وقال بيان للجمعية الليبية تم إطلاق سراح جابر زين، سوداني الجنسية، وأحد سكان طرابلس، من خلال التواصل والعمل والتعاون مع مكتب النائب العام.
وأشار البيان إلي الجهود التي بذلت مع رئيس مكتب التحقيقات، والذي قال إنه أعطى الملف الأهمية اللازمة وجرت متابعة عدد من قضايا الاختفاء القسري مع أهالي الضحايا.
وقالت الجمعية إن تلك الجهود توجت بتحديد مكان الاختفاء القسري لجابر وهو جهاز المخابرات العامة، الذي اعترف بعد عدة مراسلات بوجوده عندهم، وقام بإحالته للنيابة بعد إخفائه لمدة عام وثمانية أشهر، موجهاً له تهماً واهية ترتكز جلها على حجر الرأي وحجر حق التعبير.
بينما قال المهندس الزراعي خالد أحمد عيسى البالغ من العمر أكثر من (45 عاماً) أمضي منها (20 عاماً) بمدينة (تازربو) القريبة من مدينة (الكفرة) الواقعة بالحدود الليبية المتاخمة للسودان، قال : كنت أعمل في مجال الهندسة الزراعية، ورئيس إتحاد الحرفيين لفترة من الزمن وعضو اللجنة العليا لإتحاد الحرفيين بليبيا ومدير مكتب المشروعات والإستثمار باللجنة التنفيذية للحرفيين السودانيين، ورئيس جالية (تازربو) باسم المؤتمر الوطني.
واضاف : عندما بدأت الأحداث الدامية بليبيا كنت داخل مكتبي بقطاع الزراعة بمدينة (تازربو)، فما أن غادرته في العاشرة مساء إلا وانفجرت الأوضاع الأمنية بالمدينة، لانجو من الحرق بالمكتب بعد نصف ساعة فقط من انهائي عملي، وذلك على خلفية أعمال عنف لا يمكن أن يتصورها عقل، وهي كانت تنبيء عن مصير مجهول، خاصة بعد أن أحرقوا المؤسسات الحكومية كالمثابة الثورية ومبني الجمعية الزراعية ومبني قطاع الزراعة الذي كما اسلفت غادرته قبل نصف ساعة فقط من اشتعال النيران فيه، بالإضافة إلي مبني الأمن الداخلي، وتواترت أنباء عن حرق البعض داخل تلك المباني.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه في ذات التوقيت مدن ومناطق ليبيا أحداثاً مماثلة، تعرض إثرها السودانيين المقيمين هناك إلي الاعتداءات دون تمييز، وظل الخوف يسيطر على الجميع وهم يشاهدون بام أعينهم أعمال العنف التي يتعرض لها الافارقة وبالاخص السودانيين، وسط هجرة شبه جماعية من الأراضي الليبية التي اشتعلت كما أراد لها العقيد معمر القذافي وانجاله الذين يمضون على هداه، ومن هذا الواقع المذري، قال المهندس الزراعي خالد أحمد عيسى : منذ تلك اللحظة التي تتحكم فيها أعمال العنف والشغب وأي شغب هو الذي سيطر علي تفكيرنا إحساس الخوف والتوتر والقلق الذي قادني إلي الذهاب لأسر سودانية تقطن مدينة (تازربو) الليبية الواقعة بالقرب من مدينة الكفرة بحكم أنهم ينضمون تحت مظلة الجالية السودانية بالمدينة، وذلك بايعاز من القنصل العام للقنصلية السودانية بالكفرة، وكان أن اشعرت السودانيين هناك بخطورة الموقف الدموي، الذي بدأ يأخذ حيزاً كبيراً في الأجواء بليبيا ما ألقي بظلاله على أوضاع السودانيين بصورة لأنهم يقيمون فيها بعددية كبيرة جداً يصلون في جملتهم رجال ونساء وأطفال ما بين (400 – 500) ألف سوداني يقيم بمدن ومناطق ليبيا الأمر الذي حدا بوزارة الخارجية السودانية اذاعة بيان تطالب من خلاله الحكومة الليبية الاحتكام لصوت العقل والتحلي بالحكمة وضبط النفس وحقن الدماء معبرة عن بالغ قلقها حيال الأنباء المتواترة عن حوادث عنف ضد المدنيين، وقال البيان: (إن أواصر الاخوة وعلائق الجيرة والتاريخ والمصير المشترك تمليء على السودانيين محض النصح للقيادة الليبية بوقف استخدام القوة بكافة أشكالها ضد أبناء الشعب الليبي وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وقال : وما أن نبهنا السودانيين المقيمين بمدينة (تازربو) بليبيا بخطورة الانفلاتات الأمنية المشار إليها إلا واستعدينا استعداداً كاملاً لمغادرة الوضع الراهن فوراً، ففي اليوم التالي مباشرة لانفجار الموقف، انتهزنا فرصة هدوء الأحوال بمدينة تازربو وبدأنا في عمل ترتيبات لإجلاء السودانيين، وكان أن خرجنا منها في ظروف لم نكن نأمن فيها على أنفسنا، ولكن لا مفر لنا سوي أن نشد الراحل براً عبر الطرق الأمنة إلي الكفرة ثم منها إلي مدينة دنقلا السودانية جزء من تلك المسافات الصحراوية قطعناه راجلين.
من هذا الواقع الدموي، فر أكثر من ثلاثة ألف سوداني، خوفاً من المعارك التي كانت دائرة بين كتائب القذافي بقيادة انجاله سيف الاسلام، خميس، معتصم، الساعدي ضد الثوار الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم ثورة السابع عشر من فبراير، حيث هربوا من ذلك الوضع الأمني المنفلت إلي داخل الأراضي التشادية، وقال شاهد عيان : (أوضاع السودانيين بليبيا خاصة المنطقة الجنوبية في الكفرة وسبها كانت خطيرة جداً، ولا سيما بعد أن أطلق البعض تصريحات مشاركة مرتزقة أفارقة يقاتلون مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ويطلقون الأعيرة النارية على ثوار ثورة السابع عشر من فبراير مما أدي إلي تعرض عدد منهم للقتل والذبح وحرق محالهم التجارية وممتلكاتهم، كما تعرض البعض الآخر منهم للاعتداءات داخل السجن وخارجه، وقدرت خسائر التجار السودانيين بالمنطقة الجنوبية بعشرات المليارات.
وتابع العائدون فضح أوضاع السودانيين بليبيا حيث قال شاهد العيان : (الحرب الدموية كانت دائرة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بين كتائب القذافي وثوار شباب السابع عشر من فبراير وقتل من خلالها الكثير من السودانيين باعيرة نارية مجهولة المصدر في ظل العشوائية القائمة هناك وذلك بعد الإستيلاء على الأسلحة من مباني الأمن الداخلي وأقسام الشرطة ومخازن القوات المسلحة الأمر الذي أدي إلي أن تكون الأسلحة الخفيفة والثقيلة متوفرة في أيدي الليبيين بصورة عامة، الشيء الذي سهل مهمتهم في الإجهاز على السودانيين الذين لم يشفع لهم مساهمتهم في بناء ليبيا حتي أنهم أصبحوا جزء منها فمئات آلالاف منهم يعملون في المهن المختلفة بالقطاع العام والخاص، وربما معظمهم لا يحملون الهوية السودانية، بأعتبار أنهم في بلدهم الثاني الأقرب لهم من كل الأوطان العربية والافريقية، ولكن الإنفجار المفاجيء للأوضاع هناك أفقد النظام الحاكم بزعامة العقيد معمر القذافي وانجاله الصواب الذي أضاع حقوق الأجانب بعد قضاء سنوات طويلة وبدلاً من مكافاتهم في نهاية الخدمة استخدمتهم دروعاً بشرية لكتائب القذافي في حربها الدموية ضد ثوار ثورة السابع عشر من فبراير مرتكبة بذلك فظائع في حق الأجانب الافارقة بما فيهم السودانيين الذين شرد الكثير منهم لاجئين في دول الجوار العربي والافريقي.
...................
العناية الإلهية تنقذ مهندساً سودانياً من الموت حرقاً داخل مكتبه بليبيا
...................
وقف عندها : سراج النعيم
................
تبقى مجزرة السودانيين بليبيا تلقي بظلالها السالبة على من وقفوا شهوداً على حالات القتل العشوائي للرجال والنساء والأطفال، فضلاً عن التعذيب والاعتداءات الجسدية الجارحة، ومن نجا من هذه الجرائم لم ينجوا من الإهانة والإذلال الناتج عن غضبة الجماهير الليبية رسمية وشعبية في حق السودانيين الأبرياء الذين شاء حظهم العاثر أن يشدوا الرحال إلي هناك طلباً لأوضاع اقتصادية أفضل، ولكنهم مع إنطلاقة الشرارة الأولي بمدينة (بنغازي) وجدوا أنفسهم أمام محنة كبيرة لا طائل للخروج منها بسلام، فالتصريحات المؤكدة أن السودانيين شاركوا مع كتائب القذافي في المعارك بمدن ومناطق ليبيا أو العكس كانت كافية أن تنزل كل أنواع الإرهاب المنظم، لأن التصريحات جاءت على غرار أنهم مرتزقة، دون تقديم أدلة ملموسة على ذلك، خاصة وأن الثوار في مثل هذه الإنفلاتات الأمنية غداة نشوب إنتفاضة الثوار الذين أطلقوا على ثورتهم السابع عشر من فبراير، كانت الأحداث العنيفة والدموية المسيطرة على الواقع بليبيا تلقي بظلالها القائدة للموت والهلاك للسودانيين المقيمين فيها، خاصة وأن عددهم يقارب النصف مليون سوداني يقيمون في مدن ومناطق الجماهيرية المختلفة، بعد أن تقلص عددهم من جملة تسعة آلاف سوداني، عادوا لاحضان الوطن قبل ثلاث سنوات وفقاً لبرنامج العودة الطوعية في الأعوام الماضية.
بعد أن كانت تتواتر الأنباء عن تعرض عدد كبير من السودانيين بليبيا لعمليات قتل وذبح منظم، هاهي (الدار) تنجح في استنطاق شهود عيان أكدوا بما لايدع مجالا للشك أن الإنتهاكات حدثت بدواعي أنهم مرتزقة استأجرهم نظام حكم الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي لإعانته في دحر الثوار الشباب، فما كان من الشعب الليبي إلا وأن مارس أبشع أنواع الجريمة في حق من تمتاز بشرتهم بالسمرة، مما أدي بالعديد من السودانيين الإختباء في منازلهم، إلا أن سيف الإسلام نجل القذافي لاحقهم بتحريض أصحاب المنازل المستأجرة بطردهم أو أنهم سيكونون هدفاً للإعتقال خلف قضبان سجن (ابو سليم) الشهير بالتعذيب وتصفية الحسابات مع الآخرين.
فيما أعلنت الجمعية الليبية للديمقراطية وحقوق الإنسان، ليل الجمعة الماضية، إفراج السلطات الليبية عن المدون والناشط السوداني، جابر زين، بعد أن كان معتقلاً لدى جهاز المخابرات العامة بطرابلس منذ سبتمبر 2016، وأمرت بترحيله ومغادرته طرابلس إلى السودان.
ويعتبر جابر زين من نشطاء المجتمع المدني والوسط الثقافي في (طرابلس) التي انتقل للعيش بها عندما كان في السادسة من عمره.
وقال بيان للجمعية الليبية تم إطلاق سراح جابر زين، سوداني الجنسية، وأحد سكان طرابلس، من خلال التواصل والعمل والتعاون مع مكتب النائب العام.
وأشار البيان إلي الجهود التي بذلت مع رئيس مكتب التحقيقات، والذي قال إنه أعطى الملف الأهمية اللازمة وجرت متابعة عدد من قضايا الاختفاء القسري مع أهالي الضحايا.
وقالت الجمعية إن تلك الجهود توجت بتحديد مكان الاختفاء القسري لجابر وهو جهاز المخابرات العامة، الذي اعترف بعد عدة مراسلات بوجوده عندهم، وقام بإحالته للنيابة بعد إخفائه لمدة عام وثمانية أشهر، موجهاً له تهماً واهية ترتكز جلها على حجر الرأي وحجر حق التعبير.
بينما قال المهندس الزراعي خالد أحمد عيسى البالغ من العمر أكثر من (45 عاماً) أمضي منها (20 عاماً) بمدينة (تازربو) القريبة من مدينة (الكفرة) الواقعة بالحدود الليبية المتاخمة للسودان، قال : كنت أعمل في مجال الهندسة الزراعية، ورئيس إتحاد الحرفيين لفترة من الزمن وعضو اللجنة العليا لإتحاد الحرفيين بليبيا ومدير مكتب المشروعات والإستثمار باللجنة التنفيذية للحرفيين السودانيين، ورئيس جالية (تازربو) باسم المؤتمر الوطني.
واضاف : عندما بدأت الأحداث الدامية بليبيا كنت داخل مكتبي بقطاع الزراعة بمدينة (تازربو)، فما أن غادرته في العاشرة مساء إلا وانفجرت الأوضاع الأمنية بالمدينة، لانجو من الحرق بالمكتب بعد نصف ساعة فقط من انهائي عملي، وذلك على خلفية أعمال عنف لا يمكن أن يتصورها عقل، وهي كانت تنبيء عن مصير مجهول، خاصة بعد أن أحرقوا المؤسسات الحكومية كالمثابة الثورية ومبني الجمعية الزراعية ومبني قطاع الزراعة الذي كما اسلفت غادرته قبل نصف ساعة فقط من اشتعال النيران فيه، بالإضافة إلي مبني الأمن الداخلي، وتواترت أنباء عن حرق البعض داخل تلك المباني.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهدت فيه في ذات التوقيت مدن ومناطق ليبيا أحداثاً مماثلة، تعرض إثرها السودانيين المقيمين هناك إلي الاعتداءات دون تمييز، وظل الخوف يسيطر على الجميع وهم يشاهدون بام أعينهم أعمال العنف التي يتعرض لها الافارقة وبالاخص السودانيين، وسط هجرة شبه جماعية من الأراضي الليبية التي اشتعلت كما أراد لها العقيد معمر القذافي وانجاله الذين يمضون على هداه، ومن هذا الواقع المذري، قال المهندس الزراعي خالد أحمد عيسى : منذ تلك اللحظة التي تتحكم فيها أعمال العنف والشغب وأي شغب هو الذي سيطر علي تفكيرنا إحساس الخوف والتوتر والقلق الذي قادني إلي الذهاب لأسر سودانية تقطن مدينة (تازربو) الليبية الواقعة بالقرب من مدينة الكفرة بحكم أنهم ينضمون تحت مظلة الجالية السودانية بالمدينة، وذلك بايعاز من القنصل العام للقنصلية السودانية بالكفرة، وكان أن اشعرت السودانيين هناك بخطورة الموقف الدموي، الذي بدأ يأخذ حيزاً كبيراً في الأجواء بليبيا ما ألقي بظلاله على أوضاع السودانيين بصورة لأنهم يقيمون فيها بعددية كبيرة جداً يصلون في جملتهم رجال ونساء وأطفال ما بين (400 – 500) ألف سوداني يقيم بمدن ومناطق ليبيا الأمر الذي حدا بوزارة الخارجية السودانية اذاعة بيان تطالب من خلاله الحكومة الليبية الاحتكام لصوت العقل والتحلي بالحكمة وضبط النفس وحقن الدماء معبرة عن بالغ قلقها حيال الأنباء المتواترة عن حوادث عنف ضد المدنيين، وقال البيان: (إن أواصر الاخوة وعلائق الجيرة والتاريخ والمصير المشترك تمليء على السودانيين محض النصح للقيادة الليبية بوقف استخدام القوة بكافة أشكالها ضد أبناء الشعب الليبي وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وقال : وما أن نبهنا السودانيين المقيمين بمدينة (تازربو) بليبيا بخطورة الانفلاتات الأمنية المشار إليها إلا واستعدينا استعداداً كاملاً لمغادرة الوضع الراهن فوراً، ففي اليوم التالي مباشرة لانفجار الموقف، انتهزنا فرصة هدوء الأحوال بمدينة تازربو وبدأنا في عمل ترتيبات لإجلاء السودانيين، وكان أن خرجنا منها في ظروف لم نكن نأمن فيها على أنفسنا، ولكن لا مفر لنا سوي أن نشد الراحل براً عبر الطرق الأمنة إلي الكفرة ثم منها إلي مدينة دنقلا السودانية جزء من تلك المسافات الصحراوية قطعناه راجلين.
من هذا الواقع الدموي، فر أكثر من ثلاثة ألف سوداني، خوفاً من المعارك التي كانت دائرة بين كتائب القذافي بقيادة انجاله سيف الاسلام، خميس، معتصم، الساعدي ضد الثوار الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم ثورة السابع عشر من فبراير، حيث هربوا من ذلك الوضع الأمني المنفلت إلي داخل الأراضي التشادية، وقال شاهد عيان : (أوضاع السودانيين بليبيا خاصة المنطقة الجنوبية في الكفرة وسبها كانت خطيرة جداً، ولا سيما بعد أن أطلق البعض تصريحات مشاركة مرتزقة أفارقة يقاتلون مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، ويطلقون الأعيرة النارية على ثوار ثورة السابع عشر من فبراير مما أدي إلي تعرض عدد منهم للقتل والذبح وحرق محالهم التجارية وممتلكاتهم، كما تعرض البعض الآخر منهم للاعتداءات داخل السجن وخارجه، وقدرت خسائر التجار السودانيين بالمنطقة الجنوبية بعشرات المليارات.
وتابع العائدون فضح أوضاع السودانيين بليبيا حيث قال شاهد العيان : (الحرب الدموية كانت دائرة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة بين كتائب القذافي وثوار شباب السابع عشر من فبراير وقتل من خلالها الكثير من السودانيين باعيرة نارية مجهولة المصدر في ظل العشوائية القائمة هناك وذلك بعد الإستيلاء على الأسلحة من مباني الأمن الداخلي وأقسام الشرطة ومخازن القوات المسلحة الأمر الذي أدي إلي أن تكون الأسلحة الخفيفة والثقيلة متوفرة في أيدي الليبيين بصورة عامة، الشيء الذي سهل مهمتهم في الإجهاز على السودانيين الذين لم يشفع لهم مساهمتهم في بناء ليبيا حتي أنهم أصبحوا جزء منها فمئات آلالاف منهم يعملون في المهن المختلفة بالقطاع العام والخاص، وربما معظمهم لا يحملون الهوية السودانية، بأعتبار أنهم في بلدهم الثاني الأقرب لهم من كل الأوطان العربية والافريقية، ولكن الإنفجار المفاجيء للأوضاع هناك أفقد النظام الحاكم بزعامة العقيد معمر القذافي وانجاله الصواب الذي أضاع حقوق الأجانب بعد قضاء سنوات طويلة وبدلاً من مكافاتهم في نهاية الخدمة استخدمتهم دروعاً بشرية لكتائب القذافي في حربها الدموية ضد ثوار ثورة السابع عشر من فبراير مرتكبة بذلك فظائع في حق الأجانب الافارقة بما فيهم السودانيين الذين شرد الكثير منهم لاجئين في دول الجوار العربي والافريقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق