.....................
بائعة مشروبات ساخنة توزع الشاي مجاناً للحواتة في ذكراه السنوية
........................
الحوت يتكفل بإجراء عملية جراحية لمريضة من إحدى الولايات
......................
جلس إليه : سراج النعيم
.....................
وضع الناشط عزيز الخير الصديق المقرب للفنان الراحل محمود عبدالعزيز أسراراً حول حياته قبل وبعد مماته، فإلي تفاصيل القصص المثيرة.
قال : عندما جاء الحوت من القاهرة اتصل علي هاتفياً مؤكداً أنه يريدني في أمر هام جداً، فذهبت إليه واستقلينا العربة إلي أن توقفت بنا تحت الكبري بحي (الصبابي) بالخرطوم بحري، وقال : (يا عزيز الأرض المجاورة للسواقي التي أمامنا أرض جدي محمد الطاهر والد والدتي (فائزة) فقلت : أين الأوراق التي تثبت هذا الحق؟ وصادف سؤالي أن هنالك شخص قادم نحونا فقال : (شوفت الزول الجاي دا عندو الورق)، وعندما تأكدت من صحة إدعاء محمود اتصلت علي مولانا علي الخضر مدير الشئون القانونية بالأراضي، وشرحت له حقيقة إشكالية الحوت مع قطعة الأرض التي اتضح أنها فعلاً بطرف ذلك الشخص الذي كان يلعب كرة القدم بفريق الصبابي، وعلي خلفية ذلك دفعت بالهاتف إلي الراحل محمود عبدالعزيز الذي بدوره تحدث مع مولانا علي الخضر.
وأردف : ومن أكثر القصص التي وقفت عندها متأملاً ست شاي بسوق الشهداء ام درمان تدعي أخلاص الشهيرة بـ(بت أحمد) قامت بعمل تأبين علي طريقتها الخاصة من خلال موقع عملها حيث توشحت بالثوب الأسود حداداً علي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فيما وزعت الشاي مجاناً لكل من ادعي أنه من (الحواتة)، وتقول بائعة المشروبات الساخنة : (تعلقت بصوت الحوت من خلال أبنائي الذين يستمعون له منذ نعومة أظافرهم، ويتابعون كل كبيرة وصغيرة عنه، ويحتفظون بكل الألبومات الغنائية التي أنتجها عبدالعزيز في حياته).
وأضاف : ومن القصص المثيرة أيضاً قصة سيدة جاءت من إحدى الولايات بحثاً عن علاج ابنتها البالغة من العمر (16) ربيعاً، وبعد مقابلات الأطباء، وإجراء الفحوصات قرر لها عملية جراحية بمبلغ كبير، ولم تكن تملك منه جنيهاً واحداً، بعد أن انفقت المبالغ التي اتت بها في العلاج الذي سبق وقرر فيه إجراء العملية الجراحية، وأثناء ما كانت حائرة في كيفية جمع المبلغ ارشدها البعض بأن تذهب إلي الفنان الراحل محمود عبدالعزيز في منزله بحي (المزاد) بالخرطوم بحري، ولكي تصله اقترضت المبلغ الذي يمكنها من الوصول إليه.
وأضاف : المهم إن السيدة سالفة الذكر استطاعت الوصول إلي منزل (الحوت)، وطرقت الباب، وبعد لحظة فتح لها شاباً في مقتبل العمر الباب ورحب بها ترحيباً مبشراً بانفراج ازمة ابنتها، ثم تحدث معها قبل أن يستلم منها الملف الذي اعدته لتأكيد صدق نواياها، والذى كان يحتوى علي التفاصيل الكاملة للمريضة، وكم تكلف العملية الجراحية، عموماً فإن ذلك الشاب الأسمر النحيف بشرها خيراً، مؤكداً أنه سوف يقوم بإيصال رسالتها إلي الفنان الشاب محمود عبدالعزيز، إلي جانب أنه سوف يضع ملف ابنتها المريضة علي منضدة الراحل (الحوت)، وكانت تكتب رقم هاتفها في الملف.
واسترسل : عموماً بعد ترقب وانتظار ولهفة تلقت والدة المريضة اتصالاً هاتفياً من الفنان الشاب محمود عبدالعزيز يسألها عن المكان الذي تتواجد فيه، وبما إنها كانت تعيش علي أمل، وصفت له المنزل الذي تقيم فيه مؤقتاً، وبعد ساعة من ذلك الاتصال طرق الباب أحد الحواتة ما فما كان من السيدة إلا وفتحت له الباب فقال الشاب المرافق للفنان الجماهيري : (أين الحاجة فلانه)؟ فقالت : أنا، فقال الشاب الحواتي : (في تلك العربة الفنان محمود عبدالعزبز)، فلم تصدق والدة المريضة ما طرق اذنيها، وظلت مذهولة إلي أن وقفت أمام العربة التي ما أن اقتربت منها إلا وترجل منها الحوت، وبدأ في طمأنتها بأن أبنتها سوف تجري لها العملية الجراحية في الوقت المحدد، المهم إنها أصرت عليه بأن يدخل إلي المنزل لرؤية أبنتها المريضة، وكان أن استجاب الحوت، والتقي بها ورفع من معنوياتها، ثم طلب من مرافقه المرحوم (أحمد الصاوي) أن يمنحها مبلغ العملية الجراحية، ولم يكتف بذلك بل ظل يتابع معها بالهاتف يومياً، وفي اليوم المقرر فيه إجراء العملية ارسل عربته إليها في المنزل وتركها لهم إلي أن إجريت العملية بنجاح، وبعد أيام من ذلك جاء الفنان الراحل محمود عبدالعزيز إليهم في المنزل حاملاً خروفاً للكرامة.
واستطرد : عندما جاء إليها الحوت في المنزل رجعت والدة المريضة بذاكرتها حينما ذهبت إليه في منزله فاكتشفت أن الشاب الأسمر النحيل الذي فتح لها الباب واستلم منها أوراق إجراء العلمية هو (الحوت) نفسه الذي لم تتعرف عليه في لحظتها، ولم يشأ أن يخبرها بحقيقة أنه هو ذاته، والذي تعرفت عليه حينما آتي إليها بعربته البوكس ليتوقف أمام المستشفي، ويترجل منها الحوت بـ(شحمه) و(لحمه)، ويحمل في يده اليمني ملف أبنتها المريضة، ومن ثم توجه مباشرة نحو غرفة المدير الطبى للمستشفي المعني، وبما أنه نجم من النجوم الساطعة في سماء السودان، تدافع نحوه عدداً من الحواتة الذين كانوا يتواجدون بالمستشفي في تلك الأثناء، وهم يطلبون منه التقاط صوراً معه، فيما كان آخرين يطلبون منه أن يوقع لهم في ايديهم أو في الوريقات التي اخذوها من موظف الاستقبال بالمستشفي، ولم يكتفوا بذلك بل رافقوه خطوة بخطوة إلي أن دلف إلي مكتب المدير الطبى للمستشفي، وكان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز يبتسم للمرضي الذين كانوا يشاهدون مروره دون أن تسمح لهم حالتهم الصحيه بمرافقته، وتسلل القلق إلي البعض خوفاً من أن يكون حضوره إلي هنا بدواعي صحية، المهم أنه فرض علي رجال الأمن بالمستشفي أن يحولوا بينه ودخول الجمهور معه إلي مكتب المدير الطبي بالمستشفي الذي لم يستغرق فيه سوي دقائق معدوده فى الكشف عن أسباب زيارته المفاجئة التي أطلع في إطارها الطبيب المشرف علي حالة المريضة علي الملف الخاص بها وهي طريحة الفراش بعنابر المستشفي، وتكفل فوراً بكل نفقات العملية الجراحية وعلاجها كاملاً، وطلب من الطبيب المشرف علي الحالة إجراء العملية الجراحية علي جناح السرعة لخطورة المرض الجاثم في جسد الفتاة، ثم شكر الطبيب علي حسن إستقباله وتعامله، وأثناء خروجه من المستشفي كانت هنالك حشوداً تهتف بعبارات مثل (سلامتك يا جان أن شاء الله عاجل الشفاء ، ويا حاج انتبه إلي صحتك لأنو نحن بنحبك) وكان الحوت قد التقي بالسيدة الحزينة في اخر ممر المستشفي، وبعيداً عن الحشود التي كانت تردد كلمة (الحوت) الكلمة التي تعرفت من خلالها بأنه الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وكانت الأم الصابرة في تلك اللحظة تجلس حزينة لوحدها، ولكن ما أن سمعت الإسم، إلا ونهضت سريعاً من مجلسها لترى محمود الذى حدثها عنه الناس، وكانت فى منزله قبل أيام من ذلك التاريخ وأثناء اقترابها منه كانت مندهشة من واقع أنه نفس الشاب الذي شاهدته، والحشد يحيط به ورغماً عن ذلك تمكن الحوت من رؤيتها وأتجه إليها قائلاً : (كلو تمام يا أمى).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق