الثلاثاء، 9 يناير 2018

السودان ازمة خبز ام ازمة ضمير


ﻛﻨﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺭﺍﻗﺐ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻰ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ ، ﻭﻛﻨﺖ ﺍﻧﻈﺮ ﻟﻜﻞ ﺷﺊ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﻗﺪ ﻓﺘﺎﺭﺓ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺍﻧﺪﻫﺶ ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻌﺘﺼﺮﻧﻰ ﺍﻷﻟﻢ ..
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺍﻳﻼﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﻬﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻴﺪﻯ ﻭﻫﻢ ﻳﺘﻜﺪﺳﻮﻥ ﻭﻳﺘﻜﻮﻣﻮﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻭﺃﻣﺎﻡ ﻣﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺷﻴﻮﺥ ﻭﺃﻃﻔﺎﻝ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺮﻭﻟﻮﻥ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﻨﺼﺐ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﻮﺭﻫﻢ .. ﻭﺃﻧﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻱ ﺳﺒﺐ ﻣﻘﻨﻊ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﻌﻠﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺎﺀﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻮﺭﻭﺛﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﺮﺑﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﺰﺍﺯ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻼﻝ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﻭﻇﺮﻓﻪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ .
ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺮﺍﺭ ﺭﺷﻴﺪ ﻭﺿﻤﻴﺮ ﻳﻘﻆ ﻟﻤﺎ ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻬﺎﺯﻝ ، ﻭﻟﻤﺎ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻟﻴﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻨﺘﻈﺮ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﺎﺋﺪﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻰ ﻋﻨﺪ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻻﺳﻔﻠﺖ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ .
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺗﻀﺢ ﻟﻰ ﺟﻠﻴﺎ ﻭﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺸﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺸﻔﻮﻋﺔ ﻭﻣﻤﻬﻮﺭﺓ ﺑﺄﺯﻣﺔ ﺿﻤﺎﻳﺮ ﺧﺮﺑﺔ ﺟﻬﻼ ﺃﻡ ﻋﻤﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﺍﻳﺎﺩﻯ ﺧﻔﻴﺔ ﺗﻌﺒﺚ ﺑﺎﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻭﻣﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﻭﺃﻧﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻰ ﺷﺄﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺇﺫﺍ ﻃﺒﻘﺖ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ، ﻓﺤﺠﻢ ﺭﻏﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻻ ﻳﺸﺒﻪ ﺷﻜﻞ ﻭﻭﺯﻥ ﺃﻱ ﺭﻏﻴﻒ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .. ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﻤﺸﻰ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻬﺎ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻐﻠﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻐﻔﻞ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺰ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻼﻋﺒﻴﻦ ﺑﺎﻗﻮﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ .
ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻓﻰ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺧﻴﺮ ﻭﺣﺎﻓﺰﺍ ﻟﻠﻤﺰﺍﺭﻋﻴﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻗﺎﺑﻞ ﺫﻟﻚ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻰ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ؟ ﻭﻫﻞ ﻋﻤﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻢ ﻣﺪﺧﻼﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺑﻰ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﺃﺅﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺯﻣﺔ ﺧﺒﺰ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺯﻣﺔ ﺿﻤﻴﺮ ، ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺼﻠﺢ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺑﻔﺮﺽ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﺍﺋﺐ ﻭﻟﻦ ﻳﺘﺤﺴﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻧﺎ ﺑﻘﺼﻢ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﻮﻁ ﺍﻟﺼﻮﻟﺠﺎﻥ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻋﻄﻒ ﻭﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ .. ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻭﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻧﺔ ﺳﺘﻈﻞ ﺳﻠﺔ ﻏﺬﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻭﺧﺎﻭﻳﺔ ﻭﻟﻦ ﺗﻤﻠﺆﻫﺎ ﺇﻻ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺿﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻧﺤﻴﺐ ﺍﻟﺒﺆﺳﺎﺀ .
ﺑﻘﻠﻢ
ﺃﺣﻤﺪ بطران

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...