قلما نتوقف عند الأرقام الخرافية لإرتباطات الفنانين من الجنسين
في إطار حفلات الأعراس والحفلات الجماهيرية التي تصدح في أعماق كل إنسان ويخفت صوتها
كلما ابتعدوا بها عن المبالغ المالية المعقولة في ظل الظروف الإقتصادية القاهرة حتى
أن أصحاب المناسبات الخاصة يكونون مهمومين في إبرام العقود مع هذا الفنان أو ذاك، فثمة
حقائق لابد من التطرق لها دون رتوش أو مساحيق، فالفن هو محاولة لإعتقال لحظات فرحة
هاربة لا تتجاوز الساعتين بحسب التصديق المصرح به من شرطة أمن المجتمع، فالفنان أو
الفنانه لا يصعدان على خشبة المسرح إلا في تمام الساعة التاسعة مساء وينتهي الحفل في
تمام الساعة الحادية عشر مساء، ودوماً يحدث الأمر على هذا النحو إلا في حال لجأت إلى
زيادة الزمن لساعة أو ساعتين من المحلية المقام في محيطها المناسبة.
وتبقي أجور الفنانين هاجساً يؤرق مضاجع الجماهير لأنها لا
تخضع إلى أي معايير من حيث تحديد قيمة الإرتباط
الذي سجل فيه فنانين رقماً قياسياً، بما فيهم الفنانين الشباب أمثال طه سليمان واحمد
وحسين الصادق وندي القلعة وإنصاف مدني وآخرين.
إن مناسبات الزواج ليست المقياس الذي يجب الإستناد عليه في
حركة الغناء السوداني لأن الذين يتعاقدون لإحياء هذه المناسبات الإجتماعية لا يمتلكون
الإنتاج الفني الخاص بهم، ويتم التعامل علي أساس أنهم مجرد (موضة) .
الملاحظ في السودان إرتفاع أجور المطربين والمطربات في الحفلات
الإجتماعية المتعلقة بمناسبات الزواج وحفلات الشباك وتخريج طلاب الجامعات وغيرها من
المناسبات التي تقام في إطار الإحتفائيات دون مراعاة أن المشاركة إجتماعية تواجهها
ظروف إقتصادية قاهرة تلقي بظلالها علي المشهد العام، وهي أضحت في غاية الأهمية، وبما
أنها كذلك فقد أستغل البعض هذه الأهمية التي يجبر وفقها العريس على دفع مبالغ مالية
طائلة بدون فائدة محسوسة في ساعتين لا أكثر، وكل ذلك بمبالغ خرافية لا تناسب هذا الغث
من الأداء الغنائي.
وأعتقد أن الموضوع يحتاج لمعالجة سريعة وتدخل من المعنيين
لإيجاد حلول ناجزه لهذه المعضلة التي يجب أن توضع لها ضوابط وشروط لا يسمح بتجاوزها
مهما كانت الدواعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق