...............................
يبقي العنف الأسري هو العنف الأشهر من بين جميع أنواع العنف الذي يلجأ له الإنسان في كثير من الاحيان ولكنه في زمننا هذا اصبح أكثر انتشاراً للدرجة التي وصل فيها لمرحلة القتل، والامثلة كثيرة علي جرائم تندرج في هذا الإطار الذي يشكل هاجساً كبيراً للمجتمع بصورة عامة لما تحمله هذه الاعتداءات من تغير في التركيبة الإنسانية التي جبلت علي التسامح وعدم اللجوء للعنف مهما احتدم النقاش في المحيط الأسري.
ومن القضايا التي وقفت عندها مؤخراً ذلك الشاب الذي أعتدي علي والدته حيث جاء الخبر علي النحو التالي : (أقدم شاب على ضرب والدته بساطور في يدها وكتفها، مما سبب لها كسراً عند وقوعها على الأرض، وذلك بمنطقة جبرونا بدار السلام . وقالت الأم عند مثولها أمام مولانا إسماعيل إدريس إسماعيل القاضي بمحكمة دار السلام الجنائية ، قالت إن شجاراً وقع بينها وابنها عندما سألها عن هاتفه ، وإنها أساءت إليه لأنه اتهمها بالاستيلاء على هاتفه ، ثم أخذ ساطوراً وقام بضربها وأقر الشاب بضربه والدته . ورأت المحكمة في حيثيات قرارها أن الله عظّم مكانة الوالدين وأنزل فيها قرآناً يتلى وأن لا يُقال لهما (أفٍ) ناهيك عن الضرب بساطور.. وعليه مما توفر للمحكمة من بينات أصدرت قرارها في مواجهة الابن المدان بالسجن (6) أشهر، وأن يدفع تعويضاً لوالدته وقدره (1500) جنيه.
ومن هذه التفاصيل اتسأل ما الذي اصاب المجتمع في الأونة الأخيرة خاصة المجتمع المنحصر في المحيط الأسري؟ وقبل الخوض أكثر في العنف الأسري علينا الوقوف بتأمل فيما ذهب إليه الخبراء في الشأن الأسري وما يدور فيه من عنف فقد عرفوا الأسرة تعريفاً شاملاً وبينوا بعض الأمور المهمة في الحياة الأسرية وشكل العلاقات القائمة في إطارها والتي ما أن تتحقق أو جزءاً منها نكون قد وضعنا اللبنة الأولي لحجر أساس قوي ومتين للأسرة بعيداً عن ظاهرة العنف.
ومما ذهبت إليه نجد انفسنا امام ظاهرة تستوجب الحسم العاجل من خلال التوعية في كيفية التربية حتي لاتفرز لنا الايام ظواهر لا نحصل في ظلها على احصائيات تكون مرجع للدراسات الدقيقة التي تبين لنا نسبة هذا العنف الأسري في مجتمعنا ومن ثم البحث عن الحلول بوضع المعالجات لظواهر سالبة بدأت تظهر بشكل ملموس وسط الناس والمجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق