لوشيا تكشف قصتها مع موسم الهجرة من الجنوب إلي الشمال
..........................
الانفصال جغرافي وتظل الجذور والذكريات داخل كل شمالي وجنوبي
.............................
وقف عندها : سراج النعيم
....................................
تعتبر الأستاذة (فائزة العزي) من الإعلاميات العراقيات الشهيرات، اللواتي مارسن الصحافة في قوالبها المختلفة، وظلت تمارس دورها إلى أن اختارت أن تكون مذيعة تلفزيونية، فعملت في عدة قنوات فضائية سودانية، وعملها الإعلامي هذا قادها إلي تألف رواية (إبحار عكس النيل)، التي حاورت من خلالها بعض الأسر السودانية بشكل تلقائي، ومن خلال تلك الحوارات المستمرة خرجت بقصص سودانية خاصة جداً، تعبر صراحة عن مواقف إنسانية وسياسية بالإضافة إلي الكثير من تفاصيل الحياة السودانية التي تحمل بين طياتها أدق الأسرار والخفايا، وبما أنها وقفت عند قصة الحب بين الجنوب سودانية (لوشيا) وزوجها الشمالي السوداني، رأيت أن أدير حواراً مع (لوشيا).
في البدء ماذا عن تاليف قصة حبك في رواية بقلم عراقية؟
قالت : الكاتبة استطاعت أن تجسد من خلال شخصيتين وظفتهما روائياً تحت عنوان (إبحار عكس النيل)، واستطاعت أن تصور مشاهد إنسانية مدهشة حول موسم الهجرة إلي الجنوب بعد حدوث الإنفصال، وبالرغم من ذلك إلا ان هنالك علائق يحتفظ بها شعبي السودان شماله وجنوبه.
ماذا عنك؟
قالت : أنا فتاة جنوبية ولدت وتربيت وتعلمت في الشمال، ثم شددت الرحال إلي دولة الجنوب بعد الإنفصال للعيش في وطني الحديث، ومع هذا وذاك تظل الجذور والذكريات، واواصر الدم داخل كل شمالي وجنوبي.
ما هي الهواجس تعتريك بسبب التغيير الذي حدث في السنوات الأخيرة؟
قالت : ان ينعم جنوب السودان بالسلام الذي ظللت أغني له منذ أن كنت في الشمال الذي أبحرت منه عكس النيل للاستقرار في وطني الجديد، اعتمدت في ذلك علي المخزون الفني الذي انتجته حينما كنت في شمال السودان.
ماذا عنك كفنانة؟
قالت : كنا جيل من المبدعين الجنوبيين شمال السودان الذي تعاملنا فيه وفق والتعددية في القبائل لذلك استطعنا أن نشق طريقنا بثبات وفتح النوافذ مع الجهات المنوط بها إدارة الحركتين الثقافية والفنية.
هل كنت تعرفين جنوب السودان قبل الإنفصال؟
قالت : الجنوب بالنسبة لي موطني الذي كنت دائماً ما آمل أن تهدأ الحرب فيه حتي اتعرف عليه عن قرب، وليس من خلال القصص التي يرويها لنا الكبار الذين ذهبوا إليه ثم عادوا إلي الخرطوم.
فيما تطرح الروائية (فائزة العزي) الكثير من الأسئلة التي لا يبدو أنها تنتظر إجابات، تطلقها لتكون حوافز للبحث والتنقيب والنبش والمناقشة، كما تستذكر الكثير من الطرائف التي وقعت بين دفتي سطورها، خاصة تلك التي كانت الكاتبة شاهدة عليها، كما تذكّر بالكثير من العادات والأعراف والطقوس الرائجة في السودان وأبطالها المشاركين فيها.
وهنا يظهر اشتراك الكاتبة في السرد حتى أنها تذكر أموراً لا يود أبطال الرواية تذكّرها، فكان السرد عبارة عن فيض صور من ذاكرتها، وفي كل مشهد من مشاهد الرواية نجد أنفسنا أمام كاتبة سوداني وليس كاتبة عراقية مهما تعمقت صلاتها بالسودانيين، ومهما بلغت معرفتها بهم، حيث جاءت مليئة بالوثائق وبالأقوال والإفادات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق