الخميس، 10 ديسمبر 2015

ملف الحوت

من خلال حواراتي مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز صلاح بن البادية شيخي الذي أخذت منه طريقي إلي أول حفل غنائي ولد الراحل محمود عبد العزيز محمد علي بن عون الذي حاز علي عدد من الألقاب بعد أن سطع نجمه في سماء الإبداع السوداني. وقال الحوت : ولدت يوم الاثنين الموافق 16-10-1967م بمستشفى الخرطوم التعليمي ثم نشأت وترعرعت في حي المزاد ببحري في أسرة بسيطة. وأضاف : بدأت مشواري في الأوساط الفنية منذ نعومة أظافري من خلال حوش التلفزيون القومي الذي استطعت عبره إبراز موهبتي التمثيلية والغنائية وقد حزت بهذا الأداء علي إعجاب الرئيس الراحل المشير جعفر محمد النميري الذي قلدني وشاح في العام 1975م بعد مشاركتي في حفل الكشافة البحرية بالخرطوم. وأردف : بدأت مشواري الفني محترفاً في العام 1987م بعد أن التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري. كم سنواتك في الحركتين الثقافية والفنية؟ قال : امتدت لأكثر من 25 عاماً متصلة دون انقطاع قدمت فيها عدداً من الأغاني الموثق لها عبر الألبومات وأشهرها البوم سكت الرباب ، نور العيون ، ماتشيلي هم ، برتاح ليك ، شايل جراح ، ساب البلد ، اكتبي لي ، الحنين ، خوف الوجع. وماذا عن زيجاتك؟ قال : تزوجت عدة مرات وأشهر زيجاتي كانت من زوجتي نجوي العشي والفنانة حنان بلوبلو ولي عدد من الأبناء أشهرهم التوئم حاتم وحنين. كيف عشت طفولتك؟ قال : كانت طفولة عادية طغي عليها حنان الأسرة وبرعاية كريمة من جدي الحاج محمد طاهر والد والدتي. ما هو العام الذي لفت فيه أنظار الجماهير نحوك؟ قال : في العام 1974 كنت امثل للمقربين مني وهم من زاملوني في روضة (الحرية) بحي المزاد بالخرطوم بحري ثم واصلت التحصيل الأكاديمي بالالتحاق بمدرسة الحرية الابتدائية وهذه الفترة شهدت نمو موهبتي في التمثيل وبداية المشوار الفني وفي تلك الأثناء انضممت للتلفزيون مشاركاً في برنامج جنة الأطفال وهناك التقيت بالأصدقاء يوسف عبد القادر وعفاف حسن أحمد وآخرين وحينها حظيت بإشادة من الممثل الكبير محمد شريف بعدها شاركت في مسرحية أمي العزيزة. كيف كانت بدايتك الفنية ولمن من الفنانين بدأت تغني؟ قال : بدأت ممارسة الغناء بأغنيات الفنانين الذين سبقوني منهم علي سبيل أحمد المصطفي وصلاح بن البادية وحمد الريح ونجم الدين الفاضل وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً وكان عمره وكنت وقتئذ لم أتجاوز بضعت سنوات من عمري وظللت أمضي علي هذا الخط إلي أن سنحت لي فرصة الإطلالة علي الجمهور في احتفال المجلس الريفي سابقا محلية الخرطوم بحري حالياً حيث غنيت في تلك الاحتفائية بمصاحبة كورس وكان أن صف لي الحضور ومنحت جائزة من السيد المحافظ آنذاك دفاتر مدرسية والأقلام والزى المدرسي وحافز مالي. وماذا عن مشاركتك؟ قال : في أواخر العام 1975 شاركت في حفل الكشافة البحرية الذي حضره رئيس السيد الرئيس الراحل المشير جعفر محمد النميري والذي لم يخف إعجابه بي وقلدني وشاح الكشاف الأصغر بعدها واصلت نشاطي الفني الذي أصقلته بالالتحاق بقصر الشباب والأطفال قسم الدراما الذي زاملت فيه رفيق الدرب المبدع الراحل مجدي النور. كيف التحقت بمركز شباب الخرطوم بحري ؟ قال : عندما التحقت بالمركز وجدت أمامي الموسيقار عبد الله كردفاني وعبد الواحد البدوي وإبراهيم أبو عزبة وصديق أحمد والشقيقين الشيخ وحسن بن البادية والدكتور مهدي مصطفي الحميدي عازف الترمبت وبمساعدتهم بدأت تجربتي الفنية إلي أن استمع الي شيخي الفنان صلاح بن البادية الذي لم يخفي إعجابه بصوتي مقدماً لي في نفس الوقت النصح والإرشاد والرعاية الكريمة من واقع أواصر الصداقة التي كانت تربطني بابنيه الشيخ وحسن لذلك ظللت أقول في كل لقاءاتي الفنان صلاح بن البادية شيخي وأنا حواره الذي أخذ منه أول طريق إلى حفل غنائي كانت تصاحبني فيه الفرقة المؤلفة من الكردفاني، إسماعيل عبد الجبار، حسن، إبراهيم أبو عزبة، قرقور، الشيخ صلاح، سعد، علي عبد الوهاب ، دكتور مهدي الحميدي، وهي ذات المجموعة التي كونت لاحقاً فرقة النورس . الحوت غني 205 أغنيه في ألبوماته الخاصة منها 125 أغنية خاصة والمسموعة 74 أغنية استطاع الحوت أن يوثق لنفسه فنياً في العام 1994 عبر شركة حصاد للإنتاج الفني التي أنتجت له البوم خلي بالك كلمات يس أمير وألحان عمر صلاح ومسافتك كلمات عز الدين هلالي وألحان يوسف الموصلي ولما ردتك كلمات مدنى النخلى وألحان ميرغنى الزين وقربك بفرحني وكلما سألت عليك وفي العام 1995 أصدرت له نفس الشركة سكت الرباب بالعاصمة الروسية موسكو بمشاركة فرقة روسية أشادت بصوته واشارت إلي أن الحوت يعد صوتاً نادراً في العالم وانه يمتلك حنجرة مثل الآلة الموسيقية يمكن أن ينتقل به لأي درجة . وواصل الفنان الراحل محمود عبدالعزيز إنتاج الألبومات الغنائية من خلال شركة البدوي للإنتاج الفني حيث أنها أنتجت له في العام 1995 الالبوم الضجة الذي حمل عنوان الذي شمل يا عمر.. أما في العام 1996 فقد أصدرت الشركة المحتكرة لصوته البوم سيب عنادك وهكذا استمر في حركته التوثيقية بإنتاج البوم جواب للبلد في العام 1996 بمشاركة زوجته السابقة الفنانة حنان بلوبلو ويحتوي على سبعة أعمال. فيما أنتجت له شركة السناري في العام 1996البوم سبب الريد والذي ضم إليه سبعة أغاني منها خمسة أعمال خاصة وفي العام 1997 أصدرت من ذات الشركة البوم يا مدهشة ويا مفرحة. وأما في العام 1997 فأنتجت له شركة البدوي البوم في بالي ويحتوي علي تسعة أعمال وفي بداية عام 1998 أصدرت البوم لهيب الشوق الذي أثار ضجة كبيرة وفي العام 1999 كان البوم زمني الخاين بمشاركة الفنان جمال فرفور وفي أواخر العام 1999 أنتجت له الشركة البوم الحجل بالرجل وفي العام 2000 أصدرت له البوم ماتشيلي هم وفي العام 2000 أنتجت ألبوم الحجل بالرجل وفي الربع الأخير من العام 2000 أصدرت البوم نور العيون وفي بداية العام 2001 البوم برتاح ليك وفي منتصف العام 2001 أصدرت قائد الأسطول وفي الربع الأخير من العام 20001 انتجت البوم عاش من شافك وفي بداية العام 2002 أصدرت البوم أكتبي لي وفي منتصف العام 2002 أصدرت البوم عامل وفي الريع ألأخير من العام 2002انتجت البوم شايل جراح وفي بداية العام 2003 أصدرت البوم عدت سنة وفي منتصف العام 2003 أصدرت البوم القطار وفي بداية العام 2004 أصدرت البوم خوف الوجع وفي بداية العام 2005 أصدرت البوم مرت وفي نهاية العام 2005 أصدرت البوم ساب البلد وفي نهاية العام 2006 أصرت البوم أتفضلي وفي نهاية العام 2007 أصدرت له شركة السناري البوم الحنين وفي نهاية العام 2008 أصدرت له شركة السناري البوم يا زول ياطيب . ومن خلال هذه الإحصائية نجد أن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وثق 205 أغنية في ألبوماته الغنائية الخاصة منها 125 أغنية أما المسموع منها 74 أغنية أما أغاني التراث فهي أربعة أغاني بالإضافة إلى أغنية دنيتنا جميلة وهناك أغنيتين متكرتين وهما جاهل وديع والعودة تاني هذا بالإضافة إلى العديد الأغاني الخاصة التي لا توجد في البومات مثل أغنية لو نهديك عيونا وأغنية جاي ليه وأغنية على قدر الشوق وأغنية جاي ليه بالإضافة إلى الأغاني الدرامية مثل أغنية أقمار الضواحي التي كانت في مسلسل أقمار الضواحي الذي عرض في تلفزيون السودان عام 2000 م بالإضافة إلى ست أغاني من مسرحية تاجوج من تأليف الشاعر قاسم أبو زيد والمسرحية عرضت في أواخر التسعينات. جثمان محمود عبد العزيز يصل الخرطوم هبطت الطائرة التي تحمل جثمان فنان الشباب الأول محمود عبد العزيز ليل الخميس في مطار الخرطوم بعد أن واجهت صعوبات في الهبوط بسبب التدافع الجماهيري غير المسبوق واقتحام أعداد كبيرة من المحبين لمدرج المطار الداخلي. واضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع التي رفضت مغادرة مدرج المطار. وأكد مصدر مسئول بالمطار أن عملية هبوط الطائرة واجهت صعوبات كبيرة لوجود عدد كبير من الجماهير داخل المدرج. وأغلقت السلطات منذ وقت مبكر شارع المطار في وجه السيارات المتجهة إلى قلب الخرطوم وغيرت حركة المرور إلى شارع محمد نجيب وبعض الطرق الفرعية الأخرى. وكانت أعداد غفيرة أخرى من الجمهور توجهت منذ وقت مبكر إلى منزل الفقيد في حي المزاد بالخرطوم بحري. محمود توفي صباح الخميس في العاصمة الأردنية عمان وأكد شهود عيان حدوث حالات إغماء وسط المعجبين الذين نقلت أعداد كبيرة منهم إلى مستشفى بحري لتلقي العلاج. وتوفي محمود صباح الخميس وهو المطرب السوداني الأكثر شعبية بين الشباب. وعاش معجبو المطرب الشهير بـ"الحوت"، حالة من الحزن والترقُّب طيلة الأسبوع الماضي بسبب موته دماغياً في إحدى مشافي العاصمة الأردنية عمان. ومن مفارقات القدر أن السودانيين فجعوا في محمود عبدالعزيز في ذكرى رحيل الفنان مصطفى سيد أحمد في 17 يناير 1996م، وما يربط بين الفنانين جماهيريتهما التي ترتبط بأغانيهما إلى حد الهوس. وتمتع "الحوت" بصوت قوي طالما أشاد به النقاد، وبدأ الغناء في تسعينيات القرن الماضي ووجد تجاوباً جماهيرياً منقطع النظير خلال السنوات الماضية، وظلت جماهيريته تزداد يوماً بعد يوم حتى لقب بـ"فنان الشباب الأول". مرض محمود بدأت في يونيو 2012 بتعرضه لآلام حادة بالبطن ومحمود عبدالعزيز من مواليد حي المزاد بالخرطوم بحري سنة 1967م، وأحب التمثيل منذ بدايات نشأته، وكان يتخذ من منزله مسرحاً بوضع الكراسي ليمثل عليها مع أقرانه. خلال الفترة ما بين 1988م حتى عام 1994 كان محمود يغني في الحفلات العامة والأعراس وشهدت هذه الفترة ميلاد العديد من الأغنيات مثل "سمحة الصدف". في العام 1994، شهد ميلاد أول ألبوم لمحمود عبدالعزيز باسم "خلي بالك" من شركة "حصاد" وحوي خمسة أعمال خاصة. بدأت قصة مرض "الحوت" في يونيو 2012 بتعرضه لآلام حادة بالبطن وتم عرضه على الأطباء بمستشفى رويال كير بالخرطوم وتم تشخيص المرض كقرحة متفجرة تحتاج لتدخل جراحي مستعجل وأجريت العملية بنجاح. لكن تكررت الآلام في ديسمبر الماضي وأجريت لمحمود عملية ثانية في ذات المستشفى، إلا أنه خلال الأيام الأربعة التي تلت الجراحة تدهورت الحالة الصحية فتم تدخل جراحي وأصبح بعدها يعتمد على التنفس الصناعي بنسبة 100% ليتم نقله للعلاج في الأردن. اقتربت ذكرى إنساناً وفناناً أكد حسن موسي الشهير حسن لن أنساك أنهم كمعجبين بالراحل الحوت يعدون العدة لإحياء ذكراه بالمملكة العربية السعودية التي بها أكبر رابطة لمعجبي الراحل محمود عبدالعزيز الذي يعتبر ظاهرة فنية لم تشهد الأوساط الفنية السودانية مثيلها في السنوات السابقة أو القادمة أي أنه ظاهرة ليس لها مدي زماني أو مكاني لذلك التف حولها الملايين من الشباب داخل وخارج حدود الوطن وإذا فكر عمالقة النقد الموسيقي في الوقوف عند هذه الظاهرة من كل الزوايا والجوانب لن يستطع أحداً منهم أن يحصرها أو يحللها ولكنها تظل ظاهرة فنية قابله للدراسة علي كافة المستويات والأصعدة وبما أنها كذلك فهي تبقي ظاهرة من الاندهاش والانبهار للدارسين والنقاد والجمهور لأنها ظاهرة ثرية وشاملة سواء كانت فنياً أو إنسانياً ولا يمكن رصدها رصداً دقيقاً أو وصفها بما يروق لكل منا فإذا فعلت فانك بلا شك ستجد نفسك عاجزاً أمامها لعظمتها التي وضعتها في القمة التي حاز في إطارها علي عشرات الألقاب والكتابات التي لم تستطع حتى الآن أن توفي الحوت حقه . ومن الجوانب المهم تناولها في حياة الحوت أنه بالإضافة للإبداع الذي طرحة في الحركتين الثقافية والفنية كان فناناً إنسانياً قبل كل شيء ووطنيا غيوراً علي وطنه. وتبقي ذكراه السنوية لها طابع خاص في نفوس محبيه من السواد الأعظم لذلك أرجو أن تكون إحياء ذكراه بالتنسيق مع الجهات الرسمية والشعبية ذات الصلة وعلي رئسها وزارة الثقافة واتحاد الفنانين ومجلس المهن الموسيقية والتمثيلية ومراكز الشباب بولاية الخرطوم تقديراً لإسهام هذا الإنسان في الحراك الثقافي والفني بالبلاد علي مدي 25عاماً وهذا لأن شأنه شأن الكثير من القامات الإبداعية الراحلة التي أثرت في مجالاها ورحلت بصمت دون أن تلتفت لها الجهات المعنية بأمر الإبداع والمبدعين في بلادي رغماً عن عطائها الثر. مع اقتراب ذكري فنانا الراحل محمود عبدالعزيز تعتريني بعض الهواجس التي ينتفض لها كياني كله خاصة كلما فكرت في غيابه عنا جسدياً بعد أن بات خبراً نقدمه كل دقيقة كيف لا وهو نهر من الإبداع الذي لا يموت وفلسفه في الحراك الفني لن يفهمها الكثيرون فليس بالفن تصنع لنفسك النجومية وإنما بالثقافة والاهتمام بالقضايا الإنسانية والمجتمعية والوطنية لنشر الحب والسلام وهكذا ظل فناناً يصدح بصوته للغلابة مؤكداً أن الفن في المقام الأول والأخير رسالة إنسانية سامية تعبر عن الحياة بصيغة تدل على الإبداع والتأثير، لذلك كان يعمل جاهداً من أجل أن يكون ذلك الرابط المشترك بين شعوب الأرض والتقارب فيما بينهم من واقع أن ثقافية تخلد في ذاكرة المتلقي بالروح المنصهرة في جسد البشرية لتشيع فيها الحياة وتنشر بها الحب والسلام والطمأنينة....ومحمود عبدالعزيز استطاع أن يقدم هذه الرسالة السامية التي خلق بها قاعدة جماهيرية كبيرة يجمع بينها المحبة والسلام .

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...