الخميس، 17 ديسمبر 2015

الحوت يكشف سر علاقته بشاعر العروبة نزار قباني

جلس إليه : سراج النعيم يعتبر الفنان الأسطورة الراحل محمود عبدالعزيز قمة من القمم الفنية التي نحتت اسمها باحرف من نور في عالم الغناء السوداني لذا عندما تتحدث مع الفنان الجماهيري محمود عبدالعزيز ينتابك إحساس منذ الوهلة الأولي بأن صوته قادم من خلف الغيوم فهو صوت يشدك إليه إن شئت أو أبيت ولهذا الصوت سحره الأخاذ ولا يعرف هذا السحر سوي معجبي (الحوت) لأنه يحمل بين طياته الإصرار وروح التحدي الذي استطاع به أن يشق طريقه للقمة الفنية في البلاد بعقل وقلب مفتوح ولاشك أن موهبته الفنية لعبت دوراً كبيراً في اقتحامه للعقبات والأشواك وهي وحدها التي جعلته يدخل تاريخ الأغنية السودانية من أوسع أبوابها. ماذا عن الشائعات التي تطلق حولك ما بين الفينة والأخرى وهل هنالك من ينسج خيوطها ويروج بدافع انتقاص قدرك كفنان لا يشق له غبار؟ بكل تأكيد هنالك من يتعمد إطلاق الشائعات حولي في الوسط الفني ويكون هدف المرسل في كثير من الأحيان شخصي.. أو ربما يكون إنساناً مريضاً بالشائعات ولا يستهدف بها إلا المشاهير ونجوم المجتمع ولكن أنا حطمت الرقم القياسي في إطارها فتارة قتلوني بـ( القاهرة ) وتارة زوجوني عدد كبير من الزيجات الوهمية. هل تهتم بالشائعات وتسعي إلي نفيها؟ لا أوليها أي اهتمام علي الصعيد الشخصي لقناعاتي التامة بأنها لن تزيدني إلا قوة وإصرار علي مواصلة مسيرتي الفنية ولكن اهتم بها علي الصعيد العام لما تتركه من اثر في نفوس الأهل والأصدقاء والجمهور لذا اسعي إلي نفيها وبما أنني أعتبر نجماً من نجوم المجتمع تطالني الشائعات كما طالت عامة المشاهير في كل بقاع العالم. من وجهة نظرك ما الفائدة التي يجنيها مفبركي وناشري ومروجي الشائعات ؟ لا أعتقد أنهم يستفيدون منها سوي أنهم يخلقون نوعاً من القلق والإزعاج لمن هم محيطون بالنجم لذا أرجو منهم أن يكفوا عنها وأن يستفيدوا من وسائط التقنية الحديثة فيما يفيد الناس والمجتمع وأن يلتفوا إلي ما هو أهم. دعني أعود بك إلي البدايات فمن هم الذين وقفوا معك حتي أصبحت أسماً في خارطة الأغنية السودانية؟ وقف معي كثيرين ولكن استفدت كثيراً من خالي أمين أحمد الطاهر الذي لعب دوراً كبيراً في تقديمي للمتلقي الذي عرفني منذ أن كان عمري تسع سنوات بالإضافة إلي أنني غنيت له نصوصاً غنائية وأول أغنية خاصة صاغ هو كلماتها وبالتالي كان له القدح المعلي في اكتشاف موهبتي. من الذي اوصلك إلي برنامج ( جنة الأطفال ) بالفضائية السودانية؟ دخلت الحيشان الثلاثة من خلال خالي الفنان الراحل الطاهر محمد الطاهر والأستاذ الشاعر التجاني حاج موسى والدكتور يوسف الصديق والموسيقار عبد الله الكردفاني. هل تتوقع أن يكون لك خليفة في الحركة الفنية ومن هو الفنان الشاب الذي تطرب له؟ بالنسبة إلي من يخلف شخصي في الساحة الفنية فأنا لست من يحدد ذلك بل يحدده الجمهور باعتبار أنه يتذوق النص الشعري والموسيقى والأداء فلكل إنسان موهبة تحتاج لمن يكتشفها ويطورها إلي أن تصبح واقعاً ملموساً ومع هذا وذاك الكلمة النهائية هي كلمة المتلقي أما بالنسبة للفنان الذي أطرب له فهو الفنان الشاب معتز صباحي الذي نصحته بالعودة من المملكة العربية السعودية لأنه فنان سيكون له شأن عظيم في تاريخ الأغنية السودانية فقط عليه أن يترك الكسل ويجتهد في إيصال صوته القوي إلي عامة الناس وجمهوره. ما هي وصيتك للفنانين الشباب؟ علي كل من يحمل موهبة فنية أن يثابر ويجتهد كثيراً في اختيار النصوص ذات المضامين حتى يقدم رسالة للمجتمع الذي ظل يبحث عن الفنان الرسالي الذي يعالج قضاياه ويزيل عنه الهموم وذلك من خلال ترجمته بالفن. هل الأغاني التي صدح بها الحوت لها قصص خاصة به أم أنها أشعار وقع الاختيار عليها من أجل الغناء فقط؟ اجزم جزماً قاطعاً بأنني لم أغن أي أغنية لموقف خاص بقدر ما كنت أردد الأغنية التي تلامس أحاسيس ومشاعر المتلقي ولا أغني إلا الأغنية التي أحسها حتى لو كان شاعرها شاعراً مغموراً فالشاعر يكتب النص معبراً عما يجيش في دواخله وأنا اعكس ذلك الإحساس للجمهور والأغاني التي احس أن لي معها قصة تصلني من الشعراء بمحض الصدفة من هذا الشاعر أو ذاك بل الإحساس قد يتوافق مع إحساس شاعر النص ودائماً ابحث عن النص الذي فيه معالجات للقضايا وأن كان الشاعر يترجم احاسيسه ومشاعره من خلال النص وعليه فإن الأغاني التي رددتها ما هي إلا أغاني تعبر عن قصص خاصة بالشعراء فالمغني يغني وكل يفسر علي هواه. ما هي أخر الأعمال التي تجري حولها البروفات؟ كثيرة هي الأعمال الجديدة ولكن علي سبيل المثال لا الحصر أغنية (مراكب طيفك) للشاعر يوسف مراد و الحان الفنان الهادي حامد وأغنية (أرحم صمتي) كلمات والحان ناصر عبدالعزيز وغيرهما. كيف تنظر إلي الشهرة التي اكتسبتها وهل تسبب لك اشكاليات؟ انظر إليها بمنظار الإنسان البسيط الذي لاينبهر بها أو يتعالي علي الاخرين وأي إنسان يحقق النجومية يجب أن يتواضع مع الناس حتي لا تسبب له الشهرة متاعب من حيث أنها تجمل شقين شق إيجابي وشق سلبي يروي البعض عنك روايات منها أنك قمت بقص شعر احدي الفتيات؟ هذا السؤال يجعلني أعود مرة ثانية إلي الشائعات التي ظلت تطلق حولي وما رواية قص شعر فتاة إلا شائعة مغرضة فلم يحدث أن فعلت فعلاً من هذا القبيل. ما أكثر المدائح التي يجد الحوت نفسه فيها؟ مدحت الكثير من المدائح التي تعظم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم إلا أنني بالرغم من ذلك وقفت عند الكلمات التي ألفها شاعر العروبة الراحل نزار قباني في حب الرسول صلي الله عليه وسلم والتي رددتها من خلال إذاعة الكوثر وقناة ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم. كيف وصلتك قصيدة الشاعر نزار قباني؟ تفاجأت بالقصيدة يعرضها علي الشيخ خالد علي أساس أن أضع لها لحناً وكان أن فعلت لأنني اعتدت علي ذلك في أي قصيدة تمجد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بما فيها القصائد المؤلفة بواسطة الشيخ خالد الذي فاجأني بالقصيدة حيث أنه عرضها علي في احتفالات إذاعة الكوثر وقناة ساهور ومكمن المفاجأة أن الشاعر نزار قباني يعتنق الديانة المسيحية فلم أكن أتخيل إطلاقاً بأن شاعر مسيحي يمدح رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم. ما هي مناسبة القصيدة التي ألفها الشاعر نزار قباني في سيد البشرية صلي الله عليه وسلم؟ تم منعه من زيارة مدينة (الرسول صلى الله عليه وسلم قبل كتابة النص وعندما سمح له بذلك جادت قريحته بالقصيدة الممجدة للرسول صلى الله عليه وسلم. وماذا بعد أن سلمت قصيدة نزار قباني؟ أجريت لها البروفات المكثفة ثم قدمتها في احتفالات إذاعة الكوثر وقناة ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم. ماذا تقول حول صداقاتك التي تحولت فيما بعد إلي مصاهرة؟ لا يخفى على أحد ان بعض الأصدقاء والمعجبين ربطتهم بي أواصر صداقة قوية امتدت إلي الأسر ما قاد إلى إن تصبح تلك العلاقة مصاهرة وطدت. هل يتضجر الحوت من الجماهير؟ أبداً بدليل أنهم يقتحمون منزلي في أي وقت حتي أن البعض منهم تزوج منا. وماذا؟ دائماً ما اترك منزلي مفتوحا للجميع لذا لا يمر يوم دون أن التقي بعدد كبير منهم فأنا بطبعي أحب الناس الذين ظلوا على صلة بي ولم ينقطعوا عني في أحلك الأوقات إلي أن تحول ذلك الإعجاب إلي صداقات ثم أهل هكذا أصبحنا أسرة واحدة. من أين يستمد الحوت طاقته الغنائية؟ بكل صراحة استمدها من جمهوري الوفي الذي ظل صابراً علي كل الابتلاءات التي مررت بها وكان يمنحني القوة والدافع علي الاستمرار في خارطة الأغنية السودانية إلي أن أصبح ملاذي وزادي فهم بالنسبة لي كالغذاء. مدي إحساسك بحب جمهورك لك؟ بلا شك يبادلونني الحب بحب أعمق منه ما هي إسهاماتك الوطنية من الناحية القومية وأين أنت من القضايا الإنسانية؟. الشعب السوداني بصورة عامة يحب خدمة الإنسانية وبما أنني واحد منهم أسجل زيارات لدار العجزة والمسنين وبعض الدور الأخرى العاملة في خدمة الإنسانية في فترات متقطعة ولكنني أحرص عليها بالإضافة إلي أن علاقات قوية ربطتني بأطفال الشوارع طالما أنهم أحبوني وأحبوا فني ويا أخي أنا إنسان بسيط ويعرف هذه الحقيقة كل من جمعته بي صداقة وأنت اعلم الناس بذلك ولم يسبق لي أن توانيت عن أداء ضريبة الوطن في أي محفل من المحافل ويشهد علي ذلك الوسط الفني والدولة من خلال الحفلات والليالي التي أقيمت ويكفي أنني أحتفل بعيد الاستقلال علي طريقتي الخاصة فأنا منذ أن بدأت الخوض في المعترك الفني الذي شهد الكثير من التحولات والمنعطفات التي ظللت علي خلفيتها أتفاعل مع قضايا وطني وأحث جمهوري علي انتهاج نفس النهج لأنني كنت احمل رسالة لا تهمني معها المادة بقدر ما أنا اعمل علي إشباع هوايتي في الفن والتمثيل معاً وما مسرحية (تاجوج في الخرطوم) التي قمت بإنتاجها والتي ألفها المخرج الراحل مجدي النور وأخرجها الشاعر الكبير قاسم ابوزيد وشاركني في بطولتها الممثلة الكبيرة سمية عبداللطيف وكوكبة من نجوم الدراما إلا أكبر دليل علي ذلك فلم يبخل عليّ أبناء جيلي من الممثلين والعازفين المهرة في التأطير لفكرتي في الفن والتمثيل إلي أن وجدت لهما موطئ قدم بين رصيفاتهما ومن ثم حققت بهما الانتشار في فترة وجيزة فأصبحت أعمالي بفضل الله سبحانه وتعالي وشركات الإنتاج الفني والتوزيع والأجهزة الإعلامية المختلفة تلامس أحاسيس ومشاعر المتلقي في كل أرجاء السودان. ما هي الفترة الزمنية التي أصبح معها الحوت نجماً للشباك الذي كان محصوراً في العملاق محمد الأمين وربما بعض الفنانين في الحفلات الموسمية ؟ بدأت هذه المرحلة في فترة مبكرة والتي أخذت فيها حفلاتي العامة تجد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير رغماً عن أن البعض عمل علي رسم صورة مغايرة عن شخصيتي الفنية من خلال الترويج إلي أنني فناناً غير ملتزم بالمواعيد وهي الحيلة التي لم تنطلي علي جمهوري الذي كان واعياً بما يحاك ضدي في تلك الفترة ولكنني كنت أعزو ذلك إلي الغيرة الفنية التي كان يفترض فيهم منافستي بتقديم الأعمال الغنائية الجادة التي تلاقي هواً في نفوس الجماهير التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجامل مهما كانت المغريات إذ وجدت في البداية أن أقدم نفسي للجمهور بأغاني معروفة للفنانين الكبار احمد المصطفي وحمد الريح ومحمد وردي وعثمان حسين وزيدان إبراهيم ومحمود تاور ونجم الدين الفاضل وآخرين وقد شاركت في معظم احتفالات الكشافة البحرية بما في ذلك الحفل الذي شهده الرئيس الراحل النميري.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...