الخميس، 11 ديسمبر 2014

النجم المصري سامح الصريطي : لا نتدخل في قضية احمد عز وزينة فالنقابة مهنية لا للأحوال الشخصية

جلس إليه : سراج النعيم كشف النجم المصري سامح الصريطي نقيب السينمائيين المصريين من خلال هذا الحوار الاستثنائي إشكاليات الدراما في مصر والسودان والوطن العربي بصورة عامة وشرح الظواهر السالبة في الحركتين الثقافية والفنية متطرقاً إلي المسلسلات والتمثيليات والأفلام الأجنبية المبثوثة عبر القنوات العربية. ويعتبر النجم سامح الصريطي من نجوم المسلسل السوداني ( أمير الشرق) الذي أدي من خلاله دوره ( الملحمي) السوداني عن ( عثمان دقنة) والعمل من إنتاج شركة سودانية ومن تأليف محمد خليل الزهار وإخراج توفيق حمزة وشارك في بطولته كل من جمال عبدالناصر في دور (عثمان دقنة) اما سامح فقد جسد دور والد دقنة الذي زرع فيه القيم الدينية والثورية في مرحلة النشأة. في البدء كيف وجدت السودان؟ قال : هذه زيارة تعد الثانية فقد سبق وزرته سائحاً للمعرفة والإحتكاك بالسودانيين عن قرب وما أن حققت رغبتي هذه إلا ووجدت منهم كل الحفاوة والترحاب الذي يمتازون به طيبة وكرماً حاتمياً أما زيارتي هذه فتأتي في إطار المشاركة في مهرجان ( البركل) بالولاية الشمالية وهذا يؤكد أن السودان ليس جديداً عليّ أو علي الشعب المصري. ما الانطباع الذي خرجت به في الزيارتين؟ قال : بلا شك انطباعاً رائعاً عن السودان والسودانيين خاصة وأنني لم الحظ تغييراً كبيراً فيما شاهدته سائحاً ومدعواً لمهرجان البركل فالسودان مازال يحتفظ بألقه وجماله. ما الإحساس الذي تخالجك وأنت في طريقك للولاية الشمالية؟ قال : كنت اعرف أن الشعبين المصري والسوداني واحد من خلال الاحتكاك والمعرفة فالعلاقة بينهما ليست جديدة فهي علاقة أزلية وضاربة في الجذور. ما الذي تقوله للشعبين المصري والسوداني وهل نتعشم في تكرار الزيارة؟ قال : جئت السودان في المرة الأولي بكامل إرادتي والمرة الثانية نتيجة دعوة المهم أن لا تنقطع زيارتي للسودان وهذا علي الصعيد الشخصي وكنت أتمني أن يتم التعاون في المجال الفني بين مصر والسودان لصالح الشعبين حتى نقدم للعالم العربي المبدعين فأنا مؤمن بثقافة السودان التي تمتاز في موسيقاها ولهجتها ورسومها وفنها الشعبي. هل استمعت للموسيقي السودانية؟ قال : نعم فنحن أول ما فتحت أعيننا كان ذلك علي صوت الفنان السوداني سيد خليفة وهو يصدح برائعته أزيكم والسلم الخماسي يستهويني جداً لذلك أتمني أن يكون هنالك تعاون فني وأن يحقق السودان آماله في النهضة التي اشعر في إطارها أن هنالك إرادة حقيقية في النهوض بالسودان وبالتأكيد لن تتحقق النهضة بشكلها الكامل إلا بالجارة مصر ولابد أن يعبر السياسيين في مصر والسودان عن إرادة الشعبين في إطار التكاتف والتلاحم وأنا أري أن الاتجاه يمضي علي هذا النحو. ما الوجبات السودانية التي تذوقتها ورسخت في مخيلتك؟ قال : ميزة الأطعمة السودانية أنها خالية من الكيماويات لذلك كنت في غاية السعادة بتناول الخضروات وخاصة الجرجير. ما هي وجهة نظرك في الدراما المصرية ما بين الأمس واليوم؟ قال : بالرغم من أنني لا أحب أن أضع نفسي قيماً علي الدراما المصرية ولكن لابد من الإشارة إلي أنها مستمرة وموجودة لامتاع الشعوب العربية وعليه ليس في مقدورك أن تقارنها ما بين الأمس واليوم لأنها تشكل حضوراً انيقاً علي مدي العام الذي تجد فيه العمل الدرامي الجيد والجيد جداً في الدراما المصرية علي مستوي الأعمال التلفزيونية علي وجه التحديد. مقاطعاً أستاذ سامح قصدت بسؤالي إطلالة نجوم شباب جدد في الحراك الدرامي المصري غير في شكل القوالب الدرامية السائدة من حيث التناول والطرح؟ قال : الساحة الدرامية المصرية ستظل غنية بشبابها والشباب كما تعلم هم وقود المستقبل ويرسمون تواصل الأجيال المندرج في إطار الإحلال والتجديد وبالتالي توجد فرص للمبدعين الشباب لكي يتبوأوا موقعهم علي خطي رواد الدراما المصرية التي هي دائماً تأتي بالأفضل الداعي إلي التطور في الإخراج والتصوير وكتابة السيناريو. هل بروز الدراما التاريخية والتراجيدية والكوميدية السورية في المشهد يسبب لكم قلقاً خاصة وأنها أصبحت منافساً قوياً للدراما المصرية؟ قال : وجدان الإنسان كبير ليس له حدود ويقبل كل ما هو جميل فأنت كلما استطعت أن توفر له مساحات جمالية تستطيع أن تجذب به المتلقي الذي لا يتعامل معه من وحي المعدة التي تسع كل صنوف الأطعمة الموضوعة علي المائدة ويقطف منها ما تشتهي النفس لذلك نجد أن الوجدان واسع جداً ويستوعب كل الأفكار الإبداعية المميزة التي قدمت في إطارها مصر للعالم العربي قلعة الفن والمشاهير والنجوم الذين زودت بهم رقعة الجمال في العالم العربي. هل هذا يعني أنكم تكونون سعداء بتطور الدراما في بلدان عربية؟ قال : نسعد إيماء سعادة كلما شهدت الدراما تطوراً في أي بلد عربي لأنها تصبح زيادة للمساحة الجمالية الموجودة أصلاً في الوجدان إلا أنك حينما تضع بلداً من البلدان العربية في مقارنة مع الدراما المصرية تظلم تلك البلدان من واقع أن مصر قديمة وعريقة في هذا المجال وستبقي قلعة الفن في الوطن العربي تجمله بإبداعاتها وأفكارها إلي جانب انطلاقة النجوم والمشاهير منها إلي فضاءات أرحب وبالتالي يأخذون تأشيرة الدخول إلي عالم النجومية والشهرة من أوسع أبوابها وكلما ينجح عملاً درامياً في بلد عربي نكون في غاية السعادة ولكن رغماً عن ذلك نجد أن الكم المنتج في مصر كبير جداً بحكم التاريخ مما يصعب عليك أن تقارنه بأي دولة آخري. ما هي إشكالية الدراما العربية بصورة عامة في رأيك؟ قال : ليس هنالك إشكالية بالمفهوم العميق إذا وضعت المعادلة في شكلها الصحيح فأنت إذا قارنت بين الأعمال الدرامية القديمة والجديدة فيجب أن تقارن العمل الجيد القديم وبالعمل الجيد الجديد والعمل السيئ القديم بالعمل السيئ الجديد فلا تقارن بين عمل جيد قديم وعمل سيئ جديد وأنا علي سبيل المثال اعتز بأعمالي السينمائية والتلفزيونية وأبرزها الشيخ همام وشيخ العرب وصفية والسيدة الأولي وسقوط الخلافة وأزمة سكر ومطلوب رجال وغيرها من الأعمال الخالدة في ذاكرة المتلقي العربي فهل هذه الأعمال دون المستوي؟ الإجابة لا قطعاً لذلك هذه هي الدراما التي أعرفها. بما أنه لك دور كبير في الدراما التاريخية كيف تختار الأدوار وكيف تتقمص الشخصية؟ قال : عادة عندما يعرض علي أي عمل درامي استوحي منه ملامح الشخصية المكتوبه أن كان نصاً تاريخياً أو حديثاً معاصراً إلا أنني استمتع من بينهم جميعاً بالأداء باللغة العربية الفصحي خاصة الأعمال التاريخية فأنا أحب جرس اللغة العربية الفصحي حباً شديداً لكن للأسف هنالك أعمال تاريخية لا تجد الاهتمام من المنتجين ربما يعود ذلك إلي كثافة مشاهدة الأعمال الدرامية التراجيدية والكوميدية الاجتماعية المعروضة علي القنوات الفضائية بالتالي المنتج يهتم بهذا الضرب من الإبداع فيما نجد أن الدول تغيب عن إنتاجها بينما لا يقبل عليها المنتج الخاص الذي يبحث عن الربح لذلك ظللت أمني النفس بأن تجد الأعمال الدرامية التاريخية الاهتمام. ماذا عن أخر مشاركاتك في الدراما التاريخية؟ قال : شاركت في مسلسل سقوط الخلافة و خيبر بالإضافة إلي العمل مشترك بين مصر والسودان أمير الشرق. ألا تعتقد أن ظهور المسلسلات التركية والمكسيكية والهندية والصينية المدبلجة عبر القنوات الفضائية العربية خصم من رصيد الدراما العربية ؟ قال : علي مدي السنوات ظلت التلفزيونات العربية تعرض الدراما الأجنبية بما فيها التلفزيون المصري الذي قدم أعمال درامية أجنبية شاهدت منها أفلام استورس و فيوج يتب و من أجل أبنائي وغيرها وبالتالي لا أري في عرضها علي المتلقي ما يخصم من الدراما العربية لأنه من المهم أن تلبي كل أذواق المشاهدين بالتنوع فالتنوع مطلوب في الدراما أمريكية أو تركية أو مصرية وسودانية طالما أن وقت المتلقي يسمح له وعليه يجب أن لا نجلس ونقول هذا وذاك وتري وهل وكيف؟ فالدراما الأجنبية موجودة منذ القدم وحتي هوليوود بها الأعمال الجيدة و السيئة وبالنظر إلي منتوجنا نجد أن النسب الجيدة أكبر. كيف يمكننا الوصول بالدراما العربية إلي العالمية؟ قال : الإنتاج الدرامي مرتبط بالذوق والسوق وهنا أعني اللغة السائدة في العالم فهي اللغة الإنجليزية وهي اللغة الأولي في العالم بالإضافة إلي أننا نحتاج إلي مؤسسات ضخمة جدا للإنتاج والتوزيع وحماية العمل الإبداعي من خلال قانون الملكية الفكرية إلي جانب ذلك نولي التقنية الحديثة اهتماماً كبيراً حتى نتمكن من التنافس في المهرجانات العالمية فمثلاً هنالك دولة لديها بترول وأخري ليس لديها فلا تقلق لأنها ليس لديها بترول ودولة عندها فن لا تقلق لأنه ليس لديها فن فهناك تكامل بين الدول فهل أنت تريد من مصر أن تعمل كل شيء. مقاطعا ولكن مصر أم الدنيا؟ قال : هذا بحكم التاريخ فالتنوع هو أن ترضي في الأول والأخير المشاهد و ما تبقي من ذلك مسألة تجارية توسع من خلالها سوقك من أجل أن تستوعبه أذان جديدة ورغماً عن ذلك هنالك أفلام حققت العالمية مثلا المومياء وأفلام يوسف شاهين أفلام عالمية نالت جوائز عالمية في وسط أفلام عالمية. هل شاهدت دراما سودانية وإذا شاهدتها ما هو رأيك فيها وإذا لم تشاهدها ما هي الحلول لكي تنجح ؟ قال : شاهدت مشاهد من الدراما سودانية يمكن أن تجد فيها إمكانيات جيدة للممثل لكن تواجهها مشكلة في شكل الإخراج الذي غالباً ما يكون غير منظم فمن الملاحظ أن هنالك مبالغة في الأداء وعليه تحتاج إلي التدريبات والاحتكاك والتبادل مع المبدعين المصريين. هنالك بعض القضايا التي تواجه نجوم السينما في مصر وأخرها القضية الضجة قضية النجم احمد عز مع الفنانة زينة فما دوركم فيها؟ قال : دور النقابة أنها تناقش وتقف مع المشاكل والقضايا المهنية وليس الأحوال الشخصية فالنقابة نقابة المهن التمثيلية. ولكن الممثل في النهاية شخصية عامة لا يمكن أن تفصل حياته العامة من الحياة الخاصة؟ قال : نحن في النقابة تحكمنا قوانين ليس فيها زينب ولا خديجة ولا أحمد ولا محمد بل هي قوانين متعلقة بالمهنة. هل أثرت الأحداث التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة علي الإنتاج الدرامي المصري؟ قال : نعم أثرت فالفن كانعكاس في المجتمع يتأثر بما يمر به المجتمع ويعبر عنه ولكن بالتأكيد عدم الاستقرار الذي حدث نتيجة الإحداث الأخيرة التي كان في ظلها الشعب المصري في الشارع علي مدي ثلاث سنوات في ثورتين متلاحقتين وعدم الاستقرار اثر بالتأكيد في الجانب الاقتصادي وبالتالي علي العملية الإنتاجية لارتباطها بالحالة الاقتصادية. هل النقابة نسقت مع نقابات عربية أخري من أجل تطوير الفن في الوطن العربي؟ قال : أولا نحن في مصر ثلاثة نقابات المهن التمثيلية، المهن السينمائية، المهن الموسيقية وبالتأكيد عملنا برتوكول في زيارة متبادلة لكردستان العراق من أجل التعاون إلي جانب مهرجان في المغرب وغيرها من البرتوكولات التعاونية التي تمت نتيجة الزيارات المتبادلة بيننا وبعض الدول العربية التي لديها رغبة في التعاون المشترك. ما هي أخر أعمالك؟ قال : أخر عمل كان العام الماضي الذي حمل عنوان السيدة الأولي وأنا في الحقيقة لا أعلن عن الأعمال المتعاقد عليها إلا بعد أن ادخل الاستديو ورغماً عن ذلك هنالك أعمال بأذن الله سأعلن عنها مجرد دخولي الاستديو لأنها ستصبح واقع. هل هي تلفزيونية أم سينمائية؟ قال : تلفزيونية سوف تبث في شهر رمضان القادم أن شاء الله إذا ربنا أمد في الآجال. هل يتم الإعداد للمنتج الدرامي الخاص بشهر رمضان من الآن وهل هذا يعني أن الإنتاج الدرامي أصبح موسمياً؟ قال : نعم من الآن يتم الإعداد للأعمال الدرامية الرمضانية وأن كانت هذه الظاهرة ظاهرة ليست ايجابية فأنا يهمني أن تقدم الدراما علي مدي العام وأن لا تصبح موسمية وهذا تتحكم فيه وكالة الإعلان.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...