الخرطوم : سراج النعيم
وﺭﺣﻞ الاستاذ المصرفي الإعلامي كمال عبدالفراج السكرتير الخاص للاستاذ احمد
البلال الطيب رئيس مجلس إدارة شركة اليوم للطباعة والنشر عن دنيانا تاركاً وراءه ارثاً
ثميناً من المحبة لذا عندما ابلغني الأستاذ مبارك البلال الطيب بالرحيل المر لهذا الإنسان
الشفيف الذي توفي خلال عطلة عيد الفطر المبارك فحزنت عليه حزناً عميقاً وبدأت في إستعادة
ذكرياتي معه وهي الذكريات التي جمعتني به من خلال العمل في شركة ( اليوم ) للطباعة
والنشر الشركة الرائدة التي تصدر صحيفتي ( الدار) و( أخبار اليوم ) ومنذ أن عرفته وجدته
إنساناً يجيد فن التعامل مع الآخرين بدبلوماسية ترضي كل من دلف لمكتبه قاصداً الاستاذ
احمد البلال الطيب فما أن تقع عينك في عينه إلا وتجده هاشاً باشاً ويقابلك بإبتسامته
المميزة وبعد التحية يبدأ في تجاذب أطراف الحديث معك حتي لو كان لاول مرة يلتقي بك
حيث أنه يتعامل مع الجميع بلا استثناء بكل شفافية ووضوح.
وبعد أن أصابه المرض اللعين كنت التقي به ما بين الفينة والآخري من خلال زياراته
التي التمست فيها أنه كان صابراً علي الإبتلاء وهو الصبر الذي لم التمسه في أي إنسان
يعرف ماهية حقيقة مرضه.. المرض الذي لم يزيده إلا صبراً وإيماناً بالقضاء والقدر وكان
مع هذا وذاك يحرص حرصاً شديداً علي زيارتنا في مكاتب الصحيفة ويتجاذب معنا اطراف الحديث
وفي آخر زيارة طلب كوب من (القهوة) فاحضرته له بنفسي من الخالة ( سامية ) وبعد أن ارتشفه
طلبت منه أن أدير معه حواراً قصيراً أهدف من ورائه للتوثيق فقال دعني أسألك عن أحوال
الأسرة الكريمة فرديت عليه بالحمدلله ثم قال كما عهدته : علي الرحب والسعة فقلت له
: دعنا أولاً نلتقط صوراً التقطها المصور الفنان مصطفي حسين ثم بدأت الحوار عن سر ابتسامته
في احلك الاوقات؟ فقال : لم اغير في طبعي يوماً واحداً وما الابتسامة التي تعنيها إلا
جزء من تكويني الشخصي ولم اصطنعها حتي حينما اتخاصم مع احد في العمل أو خارجه لا أعرف
أن اقاطعه وإذا امتد الخصام حتي اعود للمنزل لا انام حتي أتصالح مع هذا الزميل أو
ذاك .
وماذا عن الذين لا تعرفهم في حال جاءوا لزيارة الاستاذ احمد البلال الطيب
في مكتبه؟ قال : لا اتعامل معهم برياء بل بطريقتي المعتادة وعلي سجيتي واساعدهم إلي
أن ينتهوا من أغراضهم.
هل المرض غير شيئا في تلك الطبيعة التي جُبلت عليها علي مدي السنوات الماضية؟
قال : المرض لم يغير سوي أنه حرمني ممن احبهم في شركة ( اليوم ) التي هي بلا شك جزء
أصيل مني لذلك حتي عندما تأكدت من أن المرض استشري في جسدي كنت اتواصل معهم بالاتصال
الهاتفي والزيارة ما بين الفينة والآخري واتجاذب معهم اطراف الحديث في مكاتبهم أو بجوار
ست الشاي سامية فالإصابة بالمرض لم تكن عائقاً في التواصل مع الأهل والاصدقاء والزملاء.
كيف تعرفت علي الأستاذ احمد البلال الطيب؟ قال : بواسطة والده الشيخ البلال
الطيب الذي ربطتني به علاقة صوفية قوية في الله منذ وقت طويل وظلت هذه العلاقة قائمة
إلي أن انتقل إلي الدار الاخرة.
أين عملت قبل العمل مع الأستاذ احمد البلال؟ قال : كنت مصرفياً ثم إدارياً
في مكتب رجل الاعمال عبدالقادر كابو وعندما شد الرحال إلي هولندا انتقلت للعمل مع الاستاذ
احمد البلال الطيب برغبة من والده الشيخ البلال الطيب عليه الرحمة والذي طلب منه أن
يوظفني فاستجاب بتوظيفي في شركة اليوم للطباعة والنشر وكان أن استلمت عملي ولم يقصر
معي نهائياً إلي أن توقفت عن العمل بسبب الاصابة بالورم الخبيث الذي ظل يتابعه معي
لحظة بلحظة إلي أن سافرت إلي العاصمة المصرية ( القاهرة ) وعندما عدت منها كنت افضل
حالاً و بدأت اتحرك بالمجئ للشركة والالتقاء بالزملاء إلي أن تدهورت حالتي الصحية ما
استدعي الاستاذ احمد البلال الطيب التدخل متصلاً بالبروف كمال حمد الذي بدأت اتابع
معه أولا بأول إلي أن علمت بأن مرضي قد استشري فقلت ( الحمد لله علي كل حال ) هي إرادته
وأنا أؤمن بالقضاء والقدر.
ما الذي خرجت به من العمل في مكتب الاستاذ احمد البلال؟ قال : تعرفت علي عدد
كبير من نجوم السياسة والإعلام والثقافة والفن والمجتمع ورجال المال والأعمال بعضاً
منهم كنت اعرفهم مسبقاً من خلال عملي المصرفي والإداري فأضاف لي العمل مع الأستاذ احمد
البلال الطيب الكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق