الخرطوم : سراج النعيم
اسمهان أبنة المتوفاة صفرة |
أبنتها الدكتورة جواهر تكشف للأستاذ سراج النعيم القصة المحزنة |
المريضة التي رفضت بعض المستشفيات استلامها إلي أن ماتت |
ناصر ابن المتوفاة صفرة |
رفعت أسرة المتوفاة
الحاجة صفرة احمد محمد خليل شكوى للمجلس الطبي تفيد فيها بأن خمسة مستشفيات
خرطومية شهيرة رفضت استلامها دون مبررات موضوعية.
وقالت أبنتها الدكتورة جواهر حسن دهب أخصائية أطفال : والدتي عليها الرحمة
مريضة فشل كلوي مزمن وعادة تتابع حالتها مع بروفسيور بمستشفي خرطومي شهير..
ولكنها في مساء السبت الماضي بدأت تشعر بإعراض استدعتني إلي أن اجري لها
فحوصات في صباح اليوم التالي وأتضح من خلال الفحوصات أن وظائف الكلي
متدهورة وعندما عرضتها علي أخصائية بمستشفي شهير قالت : يجب إعادتها إلي
الأخصائي الذي يشرف علي حالتها الصحية وفي يوم الاثنين الساعة العاشرة
توجهت إلي مستشفي (.......) وقابلت طبيب الحوادث وشرحت له الحالة الخاصة
بوالدتي فقال : ليس هنالك مشكلة في إحضارها لنا وبدوري سأتصل بالبروف
هاتفيا وكان أن عدت إلي منزلنا وأسعفت والدتي علي جناح السرعة إلي المستشفي
الخرطومي الشهير الذي عرضت فيه علي احدي الطبيبات ومن ثم أعطوها دربا
انتهي حوالي الساعة الواحدة والثلث صباحا التوقيت الذي أشاروا علينا فيه
بإعادة فحص وظائف الكلي.. وعندما استلمنا النتيجة كانت الساعة تقريبا
الثانية صباحا وما أن قمنا بوضعها علي منضدة الطبيب إلا واتصل هاتفيا
بالبروف وقراء له نتيجة الفحص فقال : نعم وظائف الكلي أصبحت متدهورة أكثر
من الأول ومع ذلك هي لديها مشكلة في القلب.. يجب أن يقابلوا في إطارها
أخصائية أمراض القلب أولا من ثم أشرح لكم الخطوة التالية علما بأن الوالدة
لها يومان بدون تبول والكلي تزداد سوءا يوما تلو الآخر حتى أنني قلت
للأطباء بالمستشفي أن يقولوا للبروف هل هي في حاجة إلي غسيل الكلي؟ فقال :
لا وكان أن خرجنا من ذلك المستشفي في الخامسة مساء إلي أخصائية القلب
وعندما قابلناها وبعد المعاينة أكدت أن قلبها سليم ومشكلتها مشكلة كلي
وتحتاج إلي غسيل مستعجل لذلك أذهبوا بها إلي مستشفي ( ...... ) وحوالي
الثانية مساءا ذهبنا إلي المستشفي المعني الذي عرضتها فيه للطبيب فقال :
بصورتها هذه إلا أن اتصل علي دكتور (....... ) ولكنه لم يرد علي المكالمات
الهاتفية ما حدا بالطبيب أن يقول لي : (أنا تاني ما بقدر أعمل حاجة).. فقلت
: ما الحل؟ قال : المستشفي هذا يتبع إلي المستشفي الشهير الذي يوجد به
نائب أخصائي أذهبي إليه فقلت : هل نائب الأخصائي الذي أشرت به سيكون
موجودا؟ فقال الطبيب : نعم اتصلنا عليه الآن.. وكان أن خرجنا من ذلك
المستشفي دون أن تحظي والدتي بالعلاج فقلت لإخوتي من هنا نتوجه مباشرة إلي
المستشفي الذي تتابع معه الوالدة وبالفعل توجهنا إلي هناك وقابلت الطبيب
الموجود فقلت له : أنا دكتورة جواهر ولدي والدتي تحتاج إلي غسيل كلي
مستعجل.. فرد علي سريعا : ما بقدر أعمل ليك حاجة فقلت : يا دكتور اطلع علي
ورقها فنحن جئنا إلي هنا في الصباح وطلب منا مقابلة أخصائية القلب وهذا
ردها علي ما أشار به البروف.. ورغما عن ذلك رفض استقبال المريضة التي
أعدناها إليهم في تمام الساعة الثانية مساءا فقلت له : ليس من حقك أن ترفض
استقبال المريضة فقال : كيف استقبلها ولا أعمل لها غسيل الكلي وأصبحت أشرح
له ماذا يفعل؟ وبعد الانتهاء من ذلك سيأتي الأخصائي ويعمل الغسيل.. فما كان
منه إلا واتصل علي شخص وبدأ يتحدث معه باللغة الانجليزية عن حالة والدتي
الصحية.. فقلت له : ليس من حقك أن تقول كلام دون أن تكشف علي المريضة ولم
ينتبه إلي ما قلته مواصلاً مكالمته الهاتفية التي أكد من خلالها أن والدتي
تحتاج إلي غسيل مستعجل مشيرا إلي محدثه من الطرف الآخر أنه ليس لديهم غسيل
للكلي بالليل.. فقلت له : ما هو الزمن الذي تغسل فيه؟ قال : الساعة السادسة
صباحا.. فقلت : تبقي لذلك الوقت أربع ساعات فلماذا لا تدخلها وتبدأ في
الإجراءات إلا أنه عدد بعض المستشفيات علي أساس أن نذهب إليها قائلا : (
يمكن تلقي ليك فرقة).. وأنا ما بستقبلها ثم صرف النظر عني وقبل إلي مريض
آخر يجلس بجواره.. فقلت له : ستكون مسئول من كلامك هذا فقال : قلت لك ما
عندي ليك حاجة.. الأمر الذي قادني للعودة إلي والدتي الموجودة في العربة
خارج المستشفي وذهبت بها إلي مستشفي آخر وقابلت طبيبة الحوادث ووضعت علي
طاولتها أوراق والدتي مع شرح لحالتها الصحية المتدهورة فقالت : لا لا ليس
لدي أخصائي كلي اتصل عليه الآن.. فقلت : ادخليها إسعافات أولية فالأسرة في
المستشفي كثيرة وأنا أقترح أن تعملي لها (كده.. وكده ) فقالت : لا والله ما
بقدر وما عندي ليك أي طريقة.. ولم يبق أمامي سوي أن أذهب إلي مستشفي آخر
توجهنا إليه بعد أن أخفيت عنهم الورق الطبي الخاص بالوالدة بالإضافة إلي
عملي كطبيبة.. وعندما شاهدها الطبيب استقبلها وركب لها الدرب وعندما قاس
الضغط وجده نازلا ثم بدأ يسألني ما الذي أصاب المريضة؟ فقلت له : أنا
دكتورة جواهر حسن دهب وهذه المريضة والدتي وهذا هي الفحوصات الخاصة بها..
وما أن أنتهي من مطالعة الأوراققال : تحتاج إلي غسيل كلي عاجل.. فقلت له : لا مانع لدينا في ذلك ومن ثم أصبحت أشرح له ماذا يفعل إلي أن يصل الأخصائي إلا أنه طلب مني الانتظار ليتصل بالأخصائي في الساعة الثانية صباحا إلا أنه لم يرد عليهم رغما عن تكرير الاتصال به مثني وثلاث.. وعندما لم يجد استجابة قال : (والله أنا ما بقدر أعمل ليك حاجة).. ولا استطيع أخالها.. فقلت له : ما الحل في رأيك؟ قال : تذهبوا بها إلي البيت.. فقلت : مستحيل أعود بها إلي المنزل بهذه الحالة الصحية المتهورة لذلك تتصرف وإذا ما داير تفعل أنا بوريك تعمل شنو فقال : كدي دعي الدرب ينتهي ومن ثم نشوف ماذا نفعل؟ وفي الساعة الثالثة صباحا أنتهي الدرب قال لوالدتي : يلا يا حاجة عشان تمشي البيت أنتي موش دايرة تمشي.. فقالت له : أي يا ولدي دايره أمشي البيت أيوه أمشي البيت أكلي واشربي وتعالي الساعة تسعة صباحا وقابلي الأخصائي فقلت له : هل أنت جادي؟ وأردفت : إذا مشت أمي البيت فأنها ستدخل في غيبوبة كلي وبعدها تموت وأنا والله ما أعمل كده فقال : وأنا ما عندي ليك مسئولية فقلت : أين إدارتكم.. فلم أجد منه إجابة فظللت أبحث لوحدي إلي أن وجدت موظف الحسابات الذي كان نائما فيقظته من نومه وقلت له : أريد مسئول عن المستشفي أتحدث معه فالطبيب العمومي عمل واحد اثنين ثلاثة أربعة وأنا من هذه المستشفي لن أخرج فقال لي : تعالي.. تعالي.. وكان أن تحدث مع الطبيب العمومي وأصبحا يتصلان بالهاتف إلا أن جميع الأخصائيين الذين اتصلوا عليهم لم يردوا فقال الطبيب : شفتي أنا أعمل ليك شنو؟ فقلت له : أوريك تعمل شنو..نحن درسنا في الجامعة الإسعافات الأولية فقال : أنا كل الذي استطيع عمله هو أن اطلب لك وظائف الكلي فقلت له : أنت لن تطلبها لي أنا إنما ستطلبها لأن ذلك واجبك كطبيب حوادث وكان أن طلب وظائف الكلي فوجدها متدهورة بطرقة أكثر من الأول بكثير ثم قال : أنا حا عمل ليك شنو يعني وإذا بقيتي هنا ستبقي علي مسئوليتك.. فقلت له هنالك حاجة معينة إذا أعطيتها لوالدتي ستوقف تأثير البوتاسيم علي القلب خلاص حاديها ليها عشان خاطرك فقلت له : ليس عشان خاطري ولكن عشان تنقذ المريضة وعاد إلي مكانه قائلا : في المده دي لو بتقدري توديها حتة تانية وديها فلم أجد حلاً سوي أن أبحث لها عن مستشفي آخر في الساعة السادسة صباحاً و وكان أن توجهت إلي المستشفي الحكومي العريق وقلت لمن وجدتهم : يا جماعة دايرة اغسل كلي لوالدتي.. فقالوا : والله ما في أي طريقة ليها.. إلا الساعة الثامنة والنصف وأثناء ذلك تلقيت اتصال من أختي تؤكد أن الأخصائي بذلك المستشفي رد علي الاتصال الهاتفي وقال : المريضة محتاجة لعملية غسيل مستعجل لذلك أفتحوا لها ملف وأعملوا لها فحص وأنا قادم إليكم فعدت من هناك إلي المستشفي التي بها والدتي التي ازدادت تدهورا علي التدهور السابق إلي أن دخلت في الساعة التاسعة صباحا في غيبوبة ومع ذلك لم يأت الأخصائي بحسب ما وعد في الساعة السادسة صباحا وكان أن كرروا الاتصال به فلم يرد ثم اتصلوا به مرة آخري فقال : أنا في السكة وعندما أشارت الساعة إلي العاشرة أصبحت الوالدة تتنفس بصعوبة شديدة فأين الأخصائي؟ فقالوا : الطبيب ذهب إلي مستشفي (....... ) لمريضة في العناية المكثفة ثم يأتي إلي هنا وعندما شرف كانت الساعة الحادي عشرة ونصف صباحا وطلب منهم أن يحضروا له القسطرة واشترطوا مع ذلك دفع ( 4 ) ألف جنيه و( 650 ) جنيه خاصة بالغسيل و( 550 ) جنيه تركيب قسطرة وعندما اكتملت الإجراءات وعند الساعة الواحدة ظهرا توفيت الوالدة قبل أن تجري لها عملية غسل الكلي.
الخرطوم : سراج النعيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق