الخرطوم : سراج النعيم
من القصص المؤثرة والمؤلمة في نفس الوقت أن وسائط التواصل الاجتماعي
المختلفة تسببت في الكثير من الإشكاليات الناتجة عن الاستخدام الخاطئ خاصة
الواتساب الذي أصبح أكثر رواجا في الآونة الأخيرة ولكنه بدلا من يكون نعمة أضحي
نغمة خاصة في المحيط الأسري إذ أنه أي الواتساب أصبح ( الضرة) التي تهابه الزوجات
أكثر من الزوجة الثانية أو مجرد التفكير في الزواج عليهن.
ومن القصص التي وقفت عندها في هذا الجانب أن زوجة أصابها الإحباط من زوجها
الذي كل شغله الشاغل التواصل مع أصدقائه عبر الواتساب حتى في الوقت الذي يعود فيه
من العمل إلي المنزل ما استدعها إلي أن تخير زوجها أما هي أو الواتساب فما كان
الزوج إلا وأختار الأخيرة لإحساسه بأن زوجته وضعته أمام خيارين لا ثالث لهما الأمر
الذي قادهما إلي الانفصال رغما عن المحاولات الإصلاحية التي جرت لتقريب وجهات
النظر حتى تعود المياه إلي مجاريها بصيغة تفاهم تضع حدا للاختلاف الإ أن الزوجة
كانت مصرة علي فكرتها القائمة علي الشك والظن دون أن تستطيع ضبط الزوج متلبسا في
رسالة تواصلية مع هذه البنت الواتسابية أو تلك وبالتالي يبقي اتهامها للزوج لا تسنده
أية أسانيد يأخذ بها الوسطاء من الأسرتين والأصدقاء لذلك كان الحوار الوفاقي دائرا
ما بين الشد والجذب الذي وجد من خلاله الزوج أنه متهم بشكوك وظنون أدت في نهاية
المطاف إلي الطلاق في أمر بسيط جدا كان في الإمكان أن يحل بين طرفي النزاع بالإحتكام
إلي صوت العقل.
وبالانتقال إلي قصة أخري نجد أن هنالك زوج وزوجته دخلا في إشكالية كبيرة
ولكن المعترض علي الواتساب هذه المرة الزوج علي عكس القصة الأولي حيث أن الزوجة
بطلة هذه القصة أدمنت الواتساب بصورة جنونية للدرجة التي تظل فيها ساهرة حتى
الصباح مع الأصدقاء والصديقات تواصلا وبما أن الزوج حين يخلد للنوم لا يدري ماذا
يجري في محيط أسرته الصغيرة وهكذا استمرت الزوجة علي هذا المنوال لفترة طويلة إلي
أن استيقظ ذات ليلة شتوية فوجد زوجته تتواصل مع بعض الأصدقاء عبر الواتساب
فأشطات غضباً باعتبار أن زوجته تمارس الخيانة بالتواصل مع الغرباء فقال لها
بالحرف الواحد أما أنا وأما الانجراف وراء هذا التيار الجارف الشئ الذي اعتبرته
الزوجة خيارا صعبا فهي ارتبطت بأشخاص من الجنسين ولا يمكنها أن تغيب عنهم بشكل
مفاجئ لأنها إذا نفذت رغبة زوجها فأنها ستكون ضعيفة فقالت له بلا تردد اخترت (
الواتساب ) ما جعل الزوج يحس بعدم قيمته في دواخل زوجته فيما جال خاطره بالكثير من
الأفكار السالبة التي جعلت الزوج يقول لها : ( أنت طالق بالثلاثة ) وبهذه الكلمات
البسيطات أنهي الزوج حياته الزوجية في الساعات الأولي من صباح ذلك اليوم الذي كان
يوما حزينا علي الزوجة التي تعاملت مع تهديدات زوجها باستهتار رغما عن أنه وجدها
في وضع ( أون لاين ) منذ خروجه إلي العمل ثم تتوقف عند عودته إلي المنزل ما يعني
أنها تتواصل من خلال الواتساب علي مدار الساعة وكان الزوج قد حمدالله أنه لم ينجب
منها مولودا في فترة العام الذي ارتبطا فيه بعش الزوجية الذي أكتشف فيه هذا
التجاوز الذي أعتبره تجاوزاً كارثياً.
تبقي مشكلتنا الأساسية في التعامل مع الوسائط الالكترونية بصورة سالبة قد
تقودنا إلي اتخاذ القرارات المصيرية علي عجالة دون التأني في القرارات المرتبطة
بالحياة الزوجية لذلك نجد الكثير من الأزواج والزوجات يشكون من مشاركة الواتساب
لهم في حياتهم الخاصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق