الأحد، 17 مارس 2013

ندى عبد الحافظ للنيلين : بدأتني الكتابة، خطّت وضوحي وغموضي، ضوئي وظلي

الشاعرة ندى أحمد عبد الحافظ للنيلين : بدأتني الكتابة، خطّت وضوحي وغموضي، ضوئي وظليمازلت أبحث عن مكاني كي أجيء إليه .. لا معصوبة العينين لا مغصوبة الفكرة
تنثر إبداعاً أدبياً راقياً، تُبحر عبر موانئ الكلمة الأنيقة بكل رشاقة، وتتنقل بين بساتين الشعر كفراشة تلثم كل زهرة فيها، متمردة على الجمود، متمسكة بالأصالة. الشاعرة ندي أحمد عبد الحافظ، من شاعرات السودان الشابات، يقدمها موقع النيلين من خلال الحوار التالي:
حوار وإعداد : معتصم السر - النيلين
*بطاقة تعريفية:
الاسم : ندى أحمد عبد الحافظ عبد الرحمن، مواليد العام 1990م، تخرجت من جامعة السودان كلية الهندسة قسم هندسة البلاستيك – تقضي حالياً فترة أداء الخدمة الوطنية.
* كيف كانت بداية كتابتك للشعر؟ وهل لديك إهتمامات أدبية أخرى؟
ليست من بداية زمنية محددة لكتابتي للشعر، فأنا ككل قد بدأتني الكتابة، خطّت وضوحي وغموضي، ضوئي وظلي.
تشمل إهتماماتي كل أنواع الأدب، لذا دائماً أترك الباب مفتوحاً ولا أقولب ما أكتبه تحت قالب معين، أكتب ما أحس، و للقارئ أن يقرأه قصيدة أو قصة أو مقال ..!
*هل تميلين للكتابة في نوع محدد من أنواع الشعر؟
عادة لا أختار موضوعاً معيناً للقصيدة لكي أكتبها، لذا لا استطيع الجزم أني أميل لكتابة نوع معين من أنواع الشعر أو اختار مواضيع بعينها دون الأخرى لأكتب عنها، يُحركني ما يحرك الشارع العام من أحداث، بالإضافة لبعض الأحداث الشخصية التي قد تكون حدث عام أيضاً من ناحية طريقة التأثير، فالمشاعر عند الناس تُساق بنفس الطريقة تقريباً.
* من يعجبك وتعتبريه قدوتك الشعرية، من شعراء السودان، والوطن العربي؟!
بالتأكيد العالم العربي والسوداني ملئ بالشعراء الذين أثروا المكتبة العربية بإبداعهم، ما يجعلنا كجيل جديد من الشعراء نتحمل مسئولية المحافظة على هذا الإرث الكبير. وأوّل التفاتة لي للمجال الأدبي عامة كان عن طريق الأديبة مي زيادة، كانت أغلب قراءاتي لها في مرحلة الطفولة، وأيضاً على الصعيد العربي استمتع بقراءتي لأشعار محمود درويش، وأمل دنقل، ومن بين الموجودين الآن على الساحة العربية أقرأ للشاعر المصري أحمد بخيت والشاعرة روضة الحاج، أكيد هي شاعرة سودانية لكن صدى إبداعها غطّى العالم العربي أجمع، كما أنني متيمة بالشاعر السوداني شاعر إفريقيا وشاعر الأرض محمد مفتاح الفيتوري ومن أمنيات حياتي أن ألتقيه مرة في العمر، أحب أن أقرأ للشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي والشاعر الأديب اللبناني جبران خليل جبران، الشاعرة د. سعاد الصباح والشاعرة فدوى طوقان والقائمة تطول و تطول ..
على مستوى الساحة السودانية أقرأ للشاعر يحي فضل الله والشاعر محي الدين فارس، وأطالع كل ما هو جيد ودائماً أحاول البحث عن القيمة الفكرية بالنصوص وإن كانت لأشخاص لا يكتبون بصورة دورية دائمة.
*هل تعبّرين في قصائدك عن نفسك وتجاربك الذاتية فقط، أم تتحدثي بلسان الآخرين ومعاناتهم؟
لا أكتب عن أي شئ لا يمسني بشكل من الأشكال، واعتبر أن كل حدث يبلغ مبلغ التأثير بالنفس يندرج تحت فئة التجربة الذاتية، قد تختلف القضايا والأفكار، قد تكون عامة أو خاصة لذا أكتب عن الجوانب التي تؤثر بي من هذه القضايا، بعد ذلك يأتي دور صياغة القصيدة وذلك ما يحتمه لسان القصيدة نفسها فإما أن تأتي في السياق العام أو تأتي في سياق الحديث الذاتي أو المناجاة الروحية.
* هل تفضلين الكتابة بالعربية الفصحى أم العامية؟
كشاعرة لي اجتهاداتي في المجالين من أنواع الكتابة، لكن أغلب كتاباتي بالعربية الفصيحة هذا إن لم يكن كلها، والقليل جداً هو الذي صيغ بالعامية، واعتبر أن ذلك يرجع للثقافة التي تغذى بها الشخص منذ بدايته بالقراءة والإطلاع.
*لماذا تكتبين الشعر؟!
أن تسألني لماذا أكتب الشعر كأن تسألني لماذا أعيش، كلاهما شيئين لا اعتبر أني لي فيهما يد المحرك، ربما لأن كتابة الشعر في حد ذاتها تعتبر منفذ لإبداء آرائي ومواقفي والمحاولة بقدر ما في المساهمة في الحراك الثقافي في السودان والوطن العربي.
*ما هي علاقة الشعر بدراستك للهندسة؟ وهل أثّر الشعر في تعاملك مع من حولك؟!
كل شئ بالحياة له تأثير في تكوين ناحية ما بشخصية الفرد؛ دراسة الهندسة جعلتني أكتر تنظيماً للأفكار وسلاسة ومنطقية رغم أني في فترة الدراسة الجامعية لم تكن لي مشاركات ملموسة على الصعيد الثقافي.
* ما هي درجة تقبلك لآراء الآخرين في أعمالك، وكيف تواجهين الانتقاد؟
أنا منفتحة تماماً لآراء الآخرين فيما يخص النقد وفيما أقدم من أعمال، بل وأسعى إلى أن يتم نقد كل ما أكتب حتى أتعرف على الثغرات التي يمكن للشاعر أن يقع بها والتي أعتبر نفسي عاجزة إلى حد ما في التعرف البديهي عليها، لذا أواجه الانتقاد بأيد مفتوحة و صدر رحب.
* كيف ترين مستقبلك الشعري، وما هي طموحاتك في المجال العملي والأدبي؟
طموحي في المجال الأدبي والثقافي يتخطى طموحي في المجال العملي صراحة رغم أن كلا الجانبين أساسيين بحياتي؛ يهمني جداً أن أساهم في الارتقاء بالمستوى الثقافي للشارع العام؛ فقد تأثر السودان كثيراً بالمجريات الاجتماعية والسياسية، وإنصرف عن المجال الثقافي الذي كان يلعب فيه دور الناشط الأكبر في العالم العربي، ورغم أن القارئ السوداني لا يزال يحتفظ بقدرته على التمييز بين المادة الفكرية الجيدة والمادة التي تعتبر دون المستوى الذي يستحق القراءة لكنه قد غفل أيضاً عن أن تكون له مشاركة فعالة في سير الحركة الثقافية.
أما عن المستقبل الشعري فأترك للقارئ أن يقيّم مدى صلاحيتي للمواصلة بالنشر في المجال الأدبي، وأنا لي فقط القدرة على تطوير الكتابة ذاتها لترقى إلى مستوى فكري يساعد على تمكين الثقافة في المجتمع وجعلها جانب أساسي من جوانب الحياة.
* رسالة لزوار موقع النيلين؟
أولاً سعيدة جداً لإتاحة فرصة إبرازي وتقديمي عبر موقع النيلين الذي يحتل المرتبة الأولى بين مواقع الإنترنت السودانية، وهذا الشئ الذي أهنئكم عليه، ويدل على معرفتكم الجيدة لزوار موقعكم وما يناسب إهتمامتهم.
شكرا جزيلاً للقارئ الكريم ولمواكبته للحراك الثقافي والأدبي بالسودان، و رسالتي له هي: " لولا ارتقاء فكر القارئ لما ارتقى مستوى الكاتب" و هذا يعم كل مجالات الكتابة الأدبية والعلمية، فالقارئ هو الناقد الوحيد الذي يستطيع أن يحكم بمدى صلاحية الكاتب للكتابة أو إعتباره مرتزقة أدب.
ختاماً أقول:
مازلت أبحث عن مكاني
كي أجيء إليه
لا معصوبة العينين لا مغصوبة الفكرة
أفتش عن مداخل عن مخارج لا يهم
إني أغط الآن في فجوة
تخص الغير
لا لي فيها شريان السعادة أو وريد الغم
و لا لي سلم فيها
فلا كتف ليحمل عبء أسفاري
ولا قلم ليفضي عبء أفكاري
ولا أيدي تضم
لي قيد بحثي عن مداخل عن مخارج
لا يهم
عن شعاع سوف يأتي من عدم
ربما قد ينطفئ قبل الوصول
و ربما خطأ يدُم
قد يصير عبارة مأثورة منذ القدم
أو ربما سطراً جديداً سوف يكتبه القلم
image

نصوص شعرية:

أبحث عن مكاني


طفل أنا


غريق


حوار وإعداد : معتصم السر - النيلين

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...