السبت، 9 فبراير 2013

بالصور : أصم يحاور الحوت حول سقوط سيفه علي رأس الراحل نادر خضر



 

 

 

التقاه : سراج النعيم

كشف الأصم مصطفي فيصل مصطفي سر العلاقة الوطيدة التي جمعته بالفنانين الراحلين محمود عبدالعزيز ونادر خضر علي مدي السنوات الماضية مؤكداً في رده علي تساؤلات الصحيفة من خلال الكتابة علي الورق قائلاً : بدأت علاقتي بثنائي الإبداع (الحوت) و(حبيبو) من الحفلات الجماهيرية النهارية والمسائية التي كانا يقيمانها آنذاك الوقت وكنت دائماً ما أعبر لهما عن حبي العميق بالكتابة علي الورق وكانا يردان عليّ بنفس الوسيلة التي استطعت بها أن انشيء معهما علاقة قوية جداً فقد كنت معجباً بهما وذلك من واقع أنهما وضعا بصمة واضحة في تاريخ الأغنية السودانية.
وأردف : كنت حريصاً علي دخول حفلاتهما الجماهيرية وذلك بدافع الحب الذي ذهبت إليه وهو الحب امتد من ذلك المحيط إلي محيط الأسر بالتالي حدثت بيننا الكثير من المواقف الطريفة التي انبثقت من تقليدي لهما ولم يكونا يتذمران مني كلما مارست هذا الامر بل كانا يعبران عن سعادتهما الغامرة ولك ان تلحظ الضحكة التي أطلقها الحوت في هذه الصورة التي جمعتني به في غرفته بمنزله بالمزاد ببحري.
واستطرد : ومن المواقف الخالدة في المخيلة التقائي بالفنانين الراحلين محمود عبدالعزيز ونادر خضر في حفلهما الذي جمعهما بالنيل الأزرق الذي قلدتهما فيه بصورة جعلت كل منهما يضحك بصورة هستيرية استدعتهما إلي أن ينشئآ معي علاقة متينة جداً .
وأضاف : وأكثر ما حز في نفسي أنني ذات يوم دخلت علي الحوت في غرفته بالمزاد فوجدته في غاية الحزن فما كان مني إلا وقلت له من خلال الوريقة والقلم اللذين لا يفارقنني أبدا :  ما الذي أصابك يا صديقي حتى تكون علي هذا النحو الذي لم أرك عليه من قبل؟ فرد علي قائلاً والحزن يكسو وجهه : كل هذا الألم وكل هذا الحزن الذي يبدو ظاهراً علي وجهي نابع مما تناولته بعض الوسائل الإعلامية حول سقوط سيفي علي رأس الفنان الصديق نادر خضر في حلقة من حلقات برنامج (أغاني وأغاني) المبثوث من علي شاشة قناة النيل الأزرق سنوياً في شهر رمضان المعظم فما تم تناوله مجاف للحقيقة الماثلة أمام الذين شهدوا تلك الواقعة التي تم تضخيمها بشكل لم يكن في الحسبان للدرجة التي خفت فيها من أن تؤثر علي علاقتي بـ(حبيبو) فما جاء في الخبر فيه طابع المبالغة غير الهادفة لأنه رسم صورة مغايرة لما حدث في تلك الأثناء فالسيف عندما سقط مني علي رأس الفنان الصديق نادر خضر لم يحدث ذلك الجرح الكبير الذي أشاروا إليه في وصفهم له علماً بأن الدماء لم تسيل بتلك الكثافة التي مضوا علي هديها فكل ما في الأمر أن الحلقة المشار إليها كانت مخصصة للرقص في أغاني التراث وهي الحلقة التي كنت احمل علي خلفيتها السيف بيدي فمال مني قليلاً ناحية (حبيبو) ما احدث خدشاً صغيراً سطحياً ولم يكن عميقاً كما صوره الفنان الذي بث الخبر لهم علماً بأن الحلقة كان يشاركنا فيها الفنانان عاصم البنا وجمال فرفور وذلك الفنان الذي عكس الخبر للصحيفة كان يهدف إلي أن يحظي بكسب إعلامي قاده إلي أن يدعي انه علي صلة قرابة بي رغماً عن أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة ولكنني وبطبعي ولم أكن اعمد إلي النفي حتى لا اسبب له حرجاً ولكن بعد نشر الخبر تأكدت تماماً انه يعمل جاهداً من أجل أن ينال ثقة جمهوري ولكن هيهات أن يحقق ما يصبو إليه فجمهوري علي درجة عالية من الوعي والإلمام بهذه الحقائق وبالمقابل هذا الفنان كاذب بما لا يدع مجالاً للشك.
واسترسل : واصل الحوت كتابته علي الورق وكأنه كان يرغب في الفضفضة حتى يخرج الهواء الساخن من صدره قائلاً : والله العظيم لم يحدث جرح للفنان الصديق نادر خضر بالصورة التي صوروها من نسج خيالهم المريض ومع هذا وذاك لا ألوم من نشر بقدر ما ألوم الفنان الذي أوصل الخبر إلي الصحيفة التي كان يفترض فيها تتقصي الحقائق مني أو من الفنان الصديق نادر خضر قبل أن تنشر هذا الخبر المغلوط الذي أدخلني في حالة حزن عميق.
ومضي : ولم يتوقف عن الكتابة مؤكداً انه اجري اتصالاً هاتفياً بصديقه ورفيق دربه نادر خضر معبراً له عن أسفه مما تم تناقله عبر وسائط الإعلام فما كان من محدثه في الطرف الآخر إلا وقال : يا صديقي محمود ما حدث بسيط جداً ولم يكن بتلك الصورة التي فيها الكثير من الضبابية ولكن ضع في بالك شيئا واحدا هو أن الإعلام يبحث عن الإثارة حتى في الأحداث البسيطة فلا تولي هذا الأمر اهتمامك من قريب أو بعيد ودع حساسيتك المفرطة جانباً فما حدث لا يمكن أن يؤثر في حبي لك أو يتأثر حبك لي بدليل هذا الاتصال الهاتفي الذي يؤكد مدي العلاقة العميقة التي تربطنا ببعض فالشيء الذي بيني وبينك اكبر من يدخل فيه حادث عارض كهذا الحادث الذي اتفق معك فيه بأن احد الزملاء نقله للصحيفة بصورة فيها شيء من المبالغة علماً بأن الحلقة ضمت إلي جانبنا الفنانين عاصم البنا وجمال فرفور.

ما الذي يجمع بين الحوت وحبيبو من وجهة نظرك؟

قال : جمع بينهما الإبداع والحب لذلك كنت احرص علي دخول حفلاتهما الجماهيرية النهارية والمسائية بدافع الحب الذي أكنه لهما ولي معهما الكثير من الطرائف في إطار تقليدي لهما وكانا يعبران عن سعادتهما بهذا التقليد من خلال الضحك الذي يطلقانه في اللحظة التي أقلدهما فيها وأتذكر في حفل النيل الأزرق الذي جمع بينهما حرصت علي الالتقاء بهما وتقليدهما فما كان منهما إلا وأطلقا ضحكة اهتزت لها أركان المكان.
وذهب إلي علاقته بالراحلين قائلاً: علاقتي بـ(الحوت) و(حبيبو) علاقة قوية جداً بدأت بحبي لهما فهما وضعا بصمة في تاريخ الأغنية السودانية من خلال الإبداع الذي جمع بينهما في الكثير من الحفلات الجماهيرية واللقاءات الخالدة في الذاكرة ضف إلي ذلك فقد جمعت بينهما الإنسانية فلا يشق لهما غبار في هذا الجانب وأتذكر في احدي لقاءاتي بهما بحضور الوالدة قلت لهما سوف اغني لكما (أحبكما) فما كان منهما إلا وضحكا وقد عبرا عن حبهما لي بالإشارة.
وقال : كنت شاهداً علي مشاركات صديقي الحوت في كل المحافل القومية واخرها تحرير مدينة (هجليج) التي ارتدي فيها البزة العسكرية الرسمية الخاصة بقوات الشعب المسلحة والذي كان يغني به ومن ثم وجه خطابه للسيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية قائلاً : (نحن فدي الوطن) وبالإضافة لحب الوطن كان يحب المريخ وله الكثير من المواقف الراسخة مع الدكتور جمال الوالي الرئيس السابق لنادي المريخ.

وفي رده علي سؤال حول مواقف جمعته بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز؟!

قال : عندما بدأت أقلده في منزلهم بالمزاد بالخرطوم بحري ضحك ثم قال لي قال: (خلاص..خلاص يا صاحبي رسالتك وصلت).

وعن الكيفية التي تعرف بها علي الحوت؟

قال : كنت اذهب إليه يومياً في منزلهم بالمزاد واجلس معه وقتاً طويلاً لأنه كان يتعامل معي بصورة غاية في الإنسانية ويقف إلي جواري في الكثير من القضايا التي تعترض طريقي.

وحول الكيفية التي تلقي بها نبأ وفاة الفنان الراحل محمود ؟!

قال : تلقيت خبر الوفاة من علي موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) الذي انشأ لي فيه الفنان محمود عبدالعزيز صفحة ومن ثم اشتري لي الفنان الراحل نادر خضر بالاشتراك مع الحوت لاب توب وما أن قرأت الخبر إلا وحزنت عليه حزناً شديداً فهو كان قبل أن يكون فناناً إنسانا بسيطاً يساعد أصحاب الاحتياجات الخاصة ويشارك في احتفالات المعاقين حركياً كما انه يولي الأطفال مجهولي الأبوين الكثير من الرعاية وفي سرية تامة ولا يميل إلي أن يعكس هذه النشاطات الإنسانية عبر الوسائط الإعلامية كما يفعل غيره في الكثير من المحافل التي تصب رأساً في هذا الإطار.

 وهل شاركك في مناسبات أسرتك بالغناء؟!

قال : من المستحيل أن اطلب من الحوت طلباً لمشاركتي في حفل يخص الأسرة لا يردني أبدا بل يستجيب لمطلبي له علي الفور.

 في النواحي المالية هل كان الحوت يمنحك مبالغ مالية؟!

قال : لم يكن يقصر معي بأي شكل من الأشكال فكلما كنت أزوره بمنزله بالمزاد ويتم ارتباط فني معه فيعطيني مبلغا ماليا كبيرا.. وهكذا كان هو وكذلك الراحل نادر خضر الذي تألمت غاية الألم عندما علمت انه توفي في الحادث المروري بطريق التحدي قادماً من مدينة عطبرة التي أحيا فيها حفلاً غنائياً خاصا بطلاب الجامعة.

وما هي الكيفية التي علمت فيها بوفاة الفنان نادر خضر وما الذي كنت تلاحظه في الآونة الأخيرة في الحوت في الفترة الأخيرة؟!

قال : كنت ألاحظ انه دائماً ما يكون ممسكاً بجهاز اللاب توب الذي كان يتواصل به مع جمهوره الذي لديه صفحات بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وهو نفس الوسيلة التي علم بها بوفاة الفنان الراحل نادر خضر.

 وماذا حدث له بعد ذلك؟!

قال : دخلت عليه في غرفته بالمزاد فقال لي بالإشارة مقلداً للفنان نادر خضر خلاص .. يا صديقي (حبيبو) توفي إلي رحمة مولاه في حادث مروري ما ادخل فيّ الحزن وما ان التقطت منه تلك الكلمات إلا وكتبت مواسياً له وقائلاً : (الأعمار بيد الله سبحانه وتعالي وكلنا لها).. ولكن الحوت كان حزنه مختلفاً عنا جميعاً للدرجة التي اضرب فيها عن الطعام الذي أوصله للمرحلة المتأخرة من المرض الذي أسعف علي أثره إلي مستشفي رويال كير بالخرطوم ومن ثم نقل إلي مستشفي ابن الهيثم بالأردن والتي اسلم فيها الروح لبارئها.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...