الخرطوم : سراج النعيم
أستعرض عوض موسي مضوي الماسأة التي تعرضت لها أسرته جراء غرق طفلته (أشجان)
البالغ من العمر (5) سنوات داخل غرفة السبتك تنك بمنزله بحي النصر بالحارة (26) بالحاج
يوسف .. حيث أستعرض ما نجم عن سقوطها داخل (السبتك تنك) الذي بذل حوله جهوداً كبيرة
من أجل إنقاذها ولكن يد القدر كانت أسرع من كل المحاولات التي جرت في تلك الأثناء.
وفي سياق متصل قال عوض والد الطفلة (أشجان) للدار أمس : لا ادري من أين
أبدا هذه القصة الحزينة والمؤلمة جداً بالنسبة لي في المقام الأول والأخير لأنها
كانت محبوبة من الجميع الذين هزتهم قصتها التي حدثت بشكل مفاجئ وغير متوقع لنا جميعاً
ولكن في النهاية لا نملك إلا ان نقول (انا لله وانا إليه راجعون) فهذه هي مشيئة
الله سبحانه وتعالي فالحادثة لم تمهلنا كثيراً لأنها حدثت في خلال دقائق معدودة فالطفلة
(أشجان) كانت تقف علي حافة (السبتك تنك) المغطي بقطعة (خشبية) تحسباً من واقعة
كهذه التي حدثت مع صغيرتي (أشجان) وبالتالي لا مجال معه لان يسقط داخله أي كائن
كان ولكن أعود وأقول ان إرادة المولي عز وجل فوق كل الإرادات الإنسانية والتحسبية
والتحوطية التي نقوم بها من أجل الحماية ولكن لا هذه الحماية لن تبعد عنا القدر لأننا في نهاية المطاف نمشي علي
كفه ولا ندري بالمكتوب.
وأردف : كانت طفلتي (أشجان) تملأ علينا المنزل بروحها المرحة لذلك عندما
أذهب للعمل افتقدها كثيراً وأظل في شوق لها ما يجعلني انهي عملي عاجلاً حتى أعود
إليها وإذا وجدتها لم تأت من دراستها برياض الأطفال انتظرها بلهفة شديدة لذلك
عندما طلبت منها اللحاق بشقيقتها الكبري إلي البقالة القريبة من منزلنا لكي تستعجلها
في العودة ولكنني لم أكن أتصور أنها لن تعود مرة ثانية بكل الحيوية التي يضج بها منزلنا
الذي لدينا فيه (سبتك تنك) مؤلف من ثلاثة غرف كل غرفة عمقها مترين ونصف والغرفة
الثالثة مغلقة بـ(خشبة) وهذا الإغلاق محكم بشكل جيد جداً لذلك أكرر فالطفلة
المتوفاة أشجان لم تأت لهذه الغرفة البعيدة كل البعد عن أبواب غرف منزلنا إلا
لقدرها.
واستطرد : وكانت الطفلة المتوفاة (أشجان) لحظة
وقوع الحادث قد أرسلت طفلتي لكي تلحق بشقيقتها الكبري التي أرسلتها للبقالة من أجل
إحضار بعض المستلزمات الخاصة بنا ومجرد ما ان طلبت منها ذلك إلا وذهبت ناحية ما
أشرت به عليها ولكن بعد دقائق خرجت من الغرفة لباحة المنزل لاستبيان هل توجهت
(أشجان) إلي البقالة أم ماذا هناك؟ وصادف ذلك أن أتت شقيقتها الكبري من البقالة
فسألتها أين شقيقتك؟ فقالت لم أشاهدها الأمر الذي حدا بي ان اتجه بنظري ناحية
السبتك تنك رغماً عن قناعتي انه مغلق بصورة محكمة ومن ثم توجهت إليه بشكل مباشر
فلاحظت انه مفتوح فقلت بيني ونفسي اللهم اجعله خيراً وعندما نظرت داخله وجدت طفلتي
(أشجان) غارقة في مياه السبتك تنك فلم أتوان ولو لكسر من الثانية في القفز للداخل
من أجل إنقاذ صغيرتي وكان ان انتشلتها علي قيد الحياة وعلي جناح السرعة قمت
بإسعافها إلي المستشفي الذي أسلمت الروح في الطريق إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق