الشابة الباكستانية مالالا يوسفزاى
ومالالا يوسفزاى، البالغة من العمر 15 عاما، اشتهرت عالميا عندما نجت فى 9 أكتوبر من رصاصة أطلقها على رأسها عنصر من عناصر طالبان، أراد معاقبتها على نشاطها من أجل تعليم الفتيات، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الفتاة تجسد النضال ضد التطرف الدينى فى بلد يستخف عموما بحقوق النساء.
وقال مدير معهد الأبحاث حول السلام فى أوسلو كريستيان بيرج هاربفيكن، الذى صوت لصالح ترشيحها: "إن جائزة لملالا ستكون مناسبة جدا، وتندرج فى إطار الجوائز التى تمنح لأبطال حقوق الإنسان والديمقراطية، كما ستطرح مسائل الطفولة والتعليم على بساط البحث".
وبين المرشحين المعروفين الآخرين شخصيات "سبق أن رشحت" وتدافع عن حقوق الإنسان فى دول تتعرض فيها لمضايقات، مثل اليس بيلياسكى المسجون حاليا فى بيلاروسيا، أو الروسية ليودميلا الكسييفا.
وبيلاروسيا وصفتها إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش بأنها "آخر ديكتاتورية فى أوروبا"، وشهد هذا البلد الذى يحكمه بقبضة من حديد الرئيس الكسندر لوكاشنكو تزايدا فى أعمال القمع فى الآونة الأخيرة.
وفى روسيا المجاورة، قامت السلطات أيضا السنة الماضية بأسوأ حملة قمع ضد المجتمع المدنى منذ انهيار الاتحاد السوفيتى السابق، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
وما يزيد من تعقد التوقعات، الغموض الشديد الذى يحيط بعملية منح جائزة نوبل، لا سيما وأن لائحة المرشحين تبقى سرية على مدى 50 عاما على الأقل، لكن من بين آلاف الأشخاص المؤهلين لتقديم ترشيحات برلمانيون ووزراء من العالم أجمع، وبعض أساتذة الجامعات، وفائزون سابقون بالجائزة، وأعضاء فى بعض المنظمات الدولية، ويمكن للبعض الكشف عن خيارهم، وبالتالى فإن اسم مالالا التى حظيت بحملة تعاطف كبرى عبر العالم اقترحه نواب فرنسيون وكنديون ونرويجيون كل على حدة.
واليس بيلياسكى وليودميلا اليسكييفا تقدم باسميهما نواب نرويجيون. وقال أحدهم ويدعى يان تور سانر "لديهما قاسم مشترك، وهو أنهما تحديا هيكلية الدولة السلطوية والاستخدام غير المشروع للسلطة".
وتحرص لجنة نوبل على القول أن اقتراح اسم ما لا يعنى أى تكريم من قبلها، ففى السابق رشح كل من أدولف هتلر وجوزيف ستالين وبينيتو موسولينى أو حتى مايكل جاكسون.
وبين الترشيحات التى تم تداولها هذه السنة، لكن من غير الأكيد أنها حصلت على الدعم اللازم، بيل وهيلارى كلينتون، أو المؤسسة العسكرية الأمريكية للحرية الدينية، أو حتى البريطانى نيكولاس وينتون الذى أنقذ أطفالا يهود فى براج قبل الحرب العالمية الثانية.
وبين المرشحين الآخرين العالم النووى الإسرائيلى موردخاى فنونو الذى كشف أسرارًا حول البرنامج النووى للدولة العبرية، وماجى جبران القبطية المعروفة باسم "الأم تريزا" المصرية، والطبيب الكونغولى دينس موكويجى الذى يساعد النساء اللواتى يتعرضن للاغتصاب، وكذلك اليونسكو ومديرها السابق فديريكو مايور.
ولجنة نوبل، التى تضم خمسة أعضاء يعينهم البرلمان النرويجى، قادرة على إحداث مفاجأة كما حصل فى العام 2009 حين منحت الجائزة للرئيس الأمريكى باراك أوباما قبل تسلمه مهامه، أو حتى حين منحت الجائزة السنة الماضية للاتحاد الأوروبى الذى كان فى أوج أزمته.
ويدفع ذلك البعض إلى انتقاد اللجنة لأنها لم تلتزم بتعاليم مؤسس جوائز نوبل السويدى الفرد نوبل (1833-1896) الذى كان لديه مفهوم ضيق أكثر "لأبطال السلام".
وستمنح الجائزة فى مطلع أكتوبر وتسلم فى 10 ديسمبر.
اوسلو (ا ف ب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق