حاول مقاومة المعتدين... وصُدم لعجزه عن إنقاذها
تحدث صديق الطالبة الهندية التي تعرضت
لحادث اغتصاب جماعي، عن ظروف الحادثة وتفاصيلها، مشيرا إلى وحشية المعتدين
وصدمته لعجزه عن إنقاذها
.نيودلهي:
تحدث
صديق الطالبة الهندية التي تعرضت لاغتصاب جماعي توفيت على اثره قبل اسبوع
تماما في حادث اثار سخطاً كبيراً في البلاد، للمرة الاولى عن "وحشية"
المعتدين وعن صدمته لعجزه عن انقاذها.وقال الشاب البالغ من العمر 28 عاما في مقابلة هاتفية مع وكالة فرانس برس
الجمعة من مدينة غوراخبور في ولاية اوتار براديش شمال الهند حيث يقيم مؤقتا
في منزل والديه "ماذا يمكنني ان اقول؟ يجب الا تتكرر هذه الوحشية التي
رأيتها".واضاف "حاولت مقاومة هؤلاء الرجال ولاحقا توسلت اليهم تكرارا ليدعوها وشأنها".وبينما كانا عائدين من السينما ورفضت عدة عربات ثلاثية العجلات نقلهما،
صعد الشاب وصديقته الى حافلة مخصصة عادة لنقل تلاميذ لكن كان يستقلها رجال
يقومون "بجولة ليلية" في المدينة.وما ان اصبحا داخل الحافلة حتى قام الرجال ومن بينهم السائق بمهاجمته
وباغتصاب صديقته البالغة من العمر 23 عاما عدة مرات، واعتدوا عليها جنسيا
بقضيب من الحديد الصدىء.والقيت الشابة التي كانت تدرس المعالجة الفيزيائية بعد ذلك من الحافلة مع صديقها الذي تعرض للضرب.وقد توفيت السبت الماضي في سنغافورة حيث نقلت لمعالجتها من جروح خطيرة في الامعاء والدماغ.وادت طبيعة هذا الاعتداء الشنيع الى انفجار الغضب في جميع انحاء الهند من
الاعتداءات وجرائم الاغتصاب التي تحدث بدون معاقبة مرتكبيها.وبعدما طلب عدم كشف اسمه، قال صديق الطالبة الذي يعاني خصوصا من كسر في
الساق انه لم يأت احد لمساعدتهما بعدما القيا من الحافلة بعد الاعتداء الذي
استمر حوالى الساعة.وقال هذا الموظف في شركة للمعلوماتية ان "احد المارة عثر علينا بعد
الهجوم ولم يعط حتى سترته الى صديقتي" التي كانت ملابسها قد انتزعت. واضاف
"انتظرنا حتى تأتي الشرطة لتنقذنا".واوقف بعد الهجوم ستة اشخاص احدهم قاصر في السابعة عشرة من العمر خضع لفحص للعظام لتحديد سنه بدقة.واتهمت الشرطة رسميا خمسة منهم تتراوح اعمارهم بين 19 و35 عاما رسميا بالاغتصاب والقتل، وقد يحكم عليهم بالاعدام اذا ادانهم القضاء.وقال الشاب "لم اشعر بالارتياح عندما صعدنا الى الحافلة لكن صديقتي كانت
قد تأخرت فصعدنا. كان هذا اكبر خطأ ارتكبته، وبعد ذلك خرج كل شيء عن
ارادتنا".وبدأ السائق يطلق ملاحظات بذيئة ثم تبعه الرجال الآخرون وقاموا بضرب الشاب
وصديقته. وروى كيف طلب من السائق عدة مرات ان يوقف الحافلة لكن الرجال
اقفلوا البابين. وقال "قاموا بضربي بعصا قصيرة ثم جروا صديقتي الى مقعد قرب قمرة السائق".وتابع "بعد ذلك اغتصب السائق والرجال الآخرون صديقتي وابرحوها ضربا على اكثر اعضاء جسمها حساسية". واضاف الشاب "لا يمكنني ان اعبر عن الشعور الذي ينتابني عندما افكر بالحادثة. ارتعش من الالم". واكد ان الشرطة اتت لمساعدتهم ونقلت صديقته الى المستشفى لكن قوات النظام لم تهتم بجروحه ولا بصدمته النفسية. وقال "عاملتني الشركة كما لو انني شيء (...) كانوا يريدون حل القضية حتى
قبل ان اتلقى العلاج الملائم. لا احد شهد الصدمة التي تعرضت لها". واكد الشاب ايضا انه "لم يكن مرتاحا للعلاج الذي قدمه الاطباء للضحية" في مستشفى سافدارجونغ الحكومي. وتابع "لست طبيبا لكنني استطيع ان اقول انه حدث تأخير كبير. لم نعالج انا وصديقتي في القوت المناسب". وتوفيت صديقته في 29 كانون الاول/ديسمبر في مستشفى في سنغافورة بعدما صارعت الموت 13 يوما على اثر الجروح الخطيرة التي اصيبت بها. وقبل نقلها الى سنغافورة، خضعت لثلاث عمليات جراحية وتوقف قلبها مرة في الهند. ونفى طبيبان في مستشفى هندي خاص معروف، كانا في الفريق الذي راقب تطور حالة
الطالبة قبل نقلها الى سنغافورة، ان يكون المستشفى الحكومي قصر في
التزاماته. وقال ياتين ميهتا الخبير في الحالات الحرجة في مستشفى ميدانتا "اينما كانت
في العالم، ما كانت فرصها في النجاة لتبدو جيدة منذ البداية". واضاف ان "الاطباء في (مستشفى) سافدارجونغ قاموا بعمل جيد". واكد ناريش تريهان اختصاصي الجراحي في مستشفى ميدانتا الرأي نفسه. الشرطة الهندية تلاحق محطة تلفزيون لبثها مقابلة مع صديق الفتاة
واعلنت الشرطة الهندية السبت رفع دعوى قضائية ضد قناة تلفزيونية اخبارية
بثت مقابلة مع صديق شابة توفيت في اعقاب تعرضها لاغتصاب جماعي اثار
احتجاجات عارمة حول البلاد. ورفعت الشرطة في وقت متأخر من مساء الجمعة شكوى جنائية ضد قناة زي نيوز
الناطقة بالهندية بسبب المقابلة التي ستؤدي بحسب الشرطة الى الكشف عن هوية
الضحية ما يشكل انتهاكا لحقه في الخصوصية. وقال المتحدث باسم الشرطة راجان باغات لفرانس برس "رفعنا قضية على زي نيوز
بموجب المادة +228 أيه+ من قانون العقوبات الهندي الذي يتناول الكشف عن
هوية ضحايا اعتداءات على غرار الاغتصاب". وقال منسق انشطة المنظمة في آسيا بو ديتز في بيان "هذا مثال على سوء تحديد الاولويات".وتابع "ان السلطات تبتعد عن حماية حقوق الضحية عندما تنتقم من وسيلة اعلام تضيء على تفاصيل الجريمة المروعة التي انهت حياتها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق