والد اللال يتحدث للاستاذ سراج النعيم |
المستشفي الفرنسي يقرر تلقيه العلاج بالجمعة الماضية ولا حياة لمن تنادي ..!!
ضاع أمل الطفل بين المكاتبات الرسمية والمدنية في الاستشفاء .
المبلغ المحكوم به لصالحي في قضية الخطأ الطبي أخذت منه 5 ألف والمحامي 2 ألف
الخرطوم : سراج النعيم
كشف حماد السائر جبريل تفاصيل حزينة
جداً حول تدهور الحالة الصحية لنجله الطفل (اللال) البالغ من العمر (7) سنوات بعد
أن بتر جزء حساس من عضوه في ختان جماعي في العام 2007م وهو الختان الذي أقامته
منسقيه الدفاع الشعبي بمدينة الحصاحيصا التابعة لولاية الجزيرة .. مما استدعى إلى
إسعافه علي جناح السرعة إلى مستشفي ود مدني الذي قام بدوره بتحوليه إلى مستشفي
أمدرمان التعليمي حتى يتلقي العلاج اللازم في الحالة المزرية التي وصل إليها جراء
الخطأ الطبي الذي ارتكبه في حقه مساعد طبي كان معنياً بالختان الجماعي الذي يفتح
المدارك للأسئلة الصعبة التي تبحث عن إجابات شافية من الجهات المنوط بها حماية
المرضي من تكرر مثل هذه الأخطاء الطبية.
ومن هنا نجد أن الطفل (اللال) ظل
ينتقل بين المستشفيات والأطباء على أمل أن يكتب له الشفاء في السودان ولكن الخطأ كبير
ولأقبل لهم به من حيث الإمكانيات الأمر الذي حدا بتقرير علاجه في الخارج بالعاصمة
الفرنسية باريس وهو الشيء الذي جعل أسرته تقف حائرة مما يحدث معها.. لأن الماسأة
أخذت إبعاد مثيرة جداً وليست لديهم قدرة علي مجابهة التطورات الجديدة التي قرر في
الأطباء أن يتلقي (اللال) العلاج بفرنسا بعد أن عرضت حالته الصحية على لجنة
القمسيون الطبي القومي بتاريخ 23/1/2011م.
ومنذ تلك الساعة تمت مكاتبات رسمية بين إدارة
القنصليات والمغتربين والسفارة السودانية بالعاصمة الفرنسية (باريس) وأكد
المكاتبات المتبادلة بين الطرفين وآخرها كان بتاريخ 9 يناير 2011م والذي أشارت فيه
السفارة إلي أنه بعد الاتصال بالمستشفيات المعروفة في علاج مثل هذه الحالات نود
الإفادة بالتالي:
توفر امكانية علاج الحالة في مستشفي Hopital Necker Enfansts Malads
بباريس وبمستشفي Charleville Nesieres
Centre Hospitalier بمدينة (شارفيل) فيما لا
يمكن تحديد فترة زمنية للإقامة بشكل مسبقاً وتشترط إدارة المستشفي حضور المريض
ومعاينته بصورة شخصية ومن ثم يتم تحديد الفترة للإقامة بناءاً على تقارير الأطباء
المختصين بالمستشفي الذي تبلغ فيه تكلفة الإقامة ليوم واحد على الأقل ، ( 1100)
يورو خلافاً لتكلفة العملية والفحوصات الأخرى أما بالنسبة للإقامة في فندق متوسط
نجمتين فالتكلفة فيه تبلغ (150) يورو للأمسية الواحدة وزائداً (100) يورو للنثرية
الشخصية .. وبالمقابل تقل نسبة تردد السودانيين للمستشفيات الفرنسية للعلاج نظراً
لارتفاع التكلفة .. فمن العام 2008م كانت هناك حالة واحدة بلغت تكلفتها العلاجية
(78) ألف يورو .. ولكن رغماً عن ذلك ماذا حدث ؟
عدم الاستجابة لحالة اللال
هذا ما يجيب عليه حماد السائر والد
الطفل اللال المتضرر من الختان بحزن عميق وآسي قائلاً: تواصلت المكاتبات بين إدارة
القنصليات والمغتربين والسفارة السودانية بباريس وأخرها البرقية المؤرخة بتاريخ
5/3/2012م ردت الأخيرة مؤكدة بأنها قامت بعرض التقرير الطبي والصور على مستشفي
(نكّير) للأطفال وعلى بعض المستشفيات الأخرى نسبة لتعقيد إجراءات الحجز مع
المستشفي سالف الذكر .. وقد تمكنوا من تأكيد موعد للمريض مع المستشفي الفرنسي
البريطاني بضاحية (لوغالوا) المجاورة للعاصمة الفرنسية باريس يوم 23/ مارس /2012م
الساعة الحادية عشر صباحاً . كما قاموا بعمل حجز بفندق (Camelia) لابني وشخصي لمدة عشرة
أيام اعتبارا من 24/مارس 2012م علماً بأن سعر الغرفة هو (62) يورو في اليوم .
وأضاف : بالرغم من أن الأوراق مكتملة
إلا أن تأخر الاستجابة من بعض الجهات المعنية بهذه القضية سيضيع علينا هذه الفرصة
التي صبرنا عليها طوال السنوات الماضية .. إلى أن أزفت الساعة التي نواجه في
إطارها صعوبات كثيرة .. فالسفارة الفرنسية بالعاصمة السودانية الخرطوم طلبت منا
إحضار كفالة مالية من وزارة المالية التي رفضت منحي خطاب يصب رأساً في هذا الاتجاه
ولم يبرروا ليّ الأسباب التي تستدعيهم للوقوف هذا الموقف اللا إنساني سوى أنهم
طالبوني بالإتيان بنسبة 50% من التكاليف .. ولو كانت املك كل هذا المبلغ ما كنت
لجأت إليهم أصلاً.
الإدارة العامة للعلاج الموحد
وما لا يعلمه هؤلاء أو أولئك هو أنني
اضطررت مع هذه الظروف القاهرة إلى بيع بيتي هكذا واصل قصة ابنه قائلاً: وهذا يؤكد
تأكيداً جازماً أن المنزل أصبح ليس من حقي في حين أنه لدى عشرة بنات وطفل بالإضافة
الي طفلي اللال الذي تتدهور حالته الصحية و تزداد سوءاً يوماً تلو الآخر وكلما
تعلقت بأمل في إيجاد الحل تظهر مستجدات لم تكن في الحسبان كالذي يحدث معي الآن.
فكل الجهات التي طرقت أبوابها أغلقت في وجهي بما فيها وحدة العلاج الموحد التابعة
لديوان الزكاة ابتداءاً من محلية الحصاحيصا التي أجرى فيها دراسة حالة اجتماعية
دون جدوى . الشيء الذي قادني إلى الدكتور بابكر التوم باللجنة الاقتصادية بالمجلس
الوطني ..وكان ان خاطب ليّ مسئول العلاج بوزارة المالية .. فردت عليه محاسن
عبدالله في ظهر نفس المذكرة بالآتي"-
(نفيد سيادتكم بان رسوم منح التأشيرة
خارج ضوابط لائحة دعم العلاج- عليه نعتذر عن تقديم هذا الدعم علما بأننا ساهمنا في
علاج الطفل إضافة لتذكرة السفر ) .
ومن هنا تستمر المخاطبات الرسمية التي خاطبت في
إطارها أمانة ديوان الزكاة بولاية الجزيرة والإدارة العامة للعلاج الموحد ولكن لا جديد
في شأن طفلي اللال.
إدارة القنصليات والمغتربين والسفارة
واستطرد حماد : وعندما لم أجد حلاً
شافياً خاطبت إسكوفا منظمة الزبير الخيرية شارحة معاناة ابني .. فما كان منها إلا
أن تعتذر عن تقديم المساعدة وقالوا: ( نعتذر حسب توجيه السيد المدير العام بعدم
وجود دعم مالي هذه الأيام ونتمني له عاجل الشفاء) . فيما خاطبت ذات الجهة منظمة
البر والتواصل التي ردت : ( تعتذر المنظمة لتوقف الدعم للعلاج بالخارج نسبة
لقيامها بانشاء عدد من مستشفيات الأمومة والطفولة بالولايات). وهكذا طفت معظم
المنظمات بما فيها منظمة سند الخيرية ولكنهم جميعاً لم يمدوا لي يد العون حتى
نتجاوز هذه المحنة التي كبرت وتكبر يوماً
تلو الآخر .. ومع هذا وذاك لاتفارق الدموع أفراد اسرتي حتى أنني اصبحت اشفق عليهم
من هذا المصير المجهول الذي اطل على حياتنا بقوة لا قبل لنا بها لذلك توجهنا إلى
اولياء الامر عسى ولعلنا نعيد ابتسامة برئية افتقدها نجلي طوال السنوات الفائتة
المشحونة بالضرر معنوياً ونفسياً .. بعد أن تشبث بالأمل الذي وهبته إليه إدارة
القنصليات والمغتربين والسفارة السودانية بالعاصمة الفرنسية باريس التي أشارت في
مكاتباتها على إمكانية معالجة ابني اللال هناك.
{ بلاغ جنائي في الختان:
وأشار حماد السائر إلى أن ختان نجله
(اللال) تم بدون حضوره حيث أنه ختن عن طريق الخطأ في ختان جماعي بمدينة الحصاحيصا
الامر الذي حدا بي فتح بلاغ جنائي بموجب اورنيك (8) جنائي بتاريخ 29/2/2007م . جاء
من خلاله قرار الطبيب على النحو التالي
(يوجد جرح طهارة ملتهب في مقدمة
القضيب مع وجود جزء مفقود (النهاية) وتمت نظافة الجرح ، حتى 31/12/2007م حيث تم
تركيب قسطرة بولية وحول من مدني قسم جراحة المسالك البولية لعمل اللازم وبالكشف عن
المذكور أعلاه بتاريخ 16/3/2008م لوحظ عدم وجود الحشفه مع وجود نسيج كثيف في باقي
القضيب مما أدى إلى ان يحتاج إلى توسيع بصورة مستمرة) .
وكان ان باشرت الإجراءات القانونية
الى ان تمت إحالة القضية الى المحكمة التي
اصدرت قرارها القاضي بتغريم المساعد الطبي سبعة ألف جنيه أخذ منها المحامي اثنين
ألف وماتبقي من المبلغ قمت بصرفه على علاج
أبني اللال الذي يعاني الأمرين اذ انه لا ينام طوال الليل ويظل بالنهار يشكو من
الارهاق وعدم التبول بصورة طبيعية لأنه مصاب بعاهة مستديمة
نيابة الخرطوم شمال وحقوق الانسان
واسترسل حماد: لقد توقفت حياتنا جراء هذا الخطأ الطبي الذي جعل اللال في حالة
ضيق شديد منذ العام 2007م حتي الان وهي الفترة الزمنية التي طرقت فيها كل ابواب المسؤولين والمنظمات
الانسانية والخيرية الرسمية والمدنية دون ان أيأس من الصد الذي كنت اتعرض له
للدرجة التي ترك فيها بناتي العشر من تلقي الدراسة الاكاديمية لان ظروفي لا يعلم
بها الا الله – سبحانه وتعالي – فالمنزل الذي نتخذه مأوي اضطررت الى بيعه
وبالمقابل اتوقع ان نطرد منه في أي لحظة الأمر الذي حدا بي اللجوء الى حقوق الانسان التي كان يتابع
معي منها شخص ما رفعت في مواجهته دعوي جنائية بطرف وكالة نيابة الخرطوم شمال التي
خاطبت المصرف الذي أكد انه صرف منه صك
مالي وهو الأمر الذي تم بتاريخ 15/2/2012م كما يلي:-
(افيدكم انه امامي اجراءات جنائية
بالرقم 1159/2009 تحت المادة 47 من القانون الجنائي وحتي تكتمل التحريات نرجو
التكرم بافادتنا حول هل يوجد حساب لجمعية
مركز الخرطوم الدولي لحقوق الانسان وهل تم صرف شيك من حسابها بتاريخ 16/6/2008م
وافادتنا عن الشخص الذي قام بصرف الشيك وقيمته). الا انه تم شطب البلاغ لأن الشخص
المعني قال ان الشيك مستخرج من حسابه الخاص.
اللال في حالة نفسية
وعن احساس ومشاعر والدته بما اصاب
ابنها (اللال) قال حماد السائر: هي في حالة نفسية صعبة جدا بحكم انها جمعته بالجهة
موضوع الختان الجماعي لذلك تسير يوميا على جمر ملتهب وجراحها تنزف بلا توقف
واحزانها تتعمق كلما مرت الأيام حتي ان هذا المناخ ساد كل الأسرة التي تحاول جاهدة
التخفيف عن الطفل الذي لم يكن يدري ان القدر يخبيء له واقعا جارحا ومؤلماً لا
يطيقه حيث انه أكبر من طاقته المحدودة في هذه السن الصغيرة التي يمضي فيها من هم
في سنه حياتهم بكل براءة دون ان يحسبوا حساب الغد. فالغد في حساباتهم يهتم بنفسه
وليس مهما ما يفرزه. المهم عندهم هو
اعتقال لحظة هاربة لحظة قد لا تتكرر اذا تجاوزوها بالجراح والاحزان لذلك من ينقذ
طفلي (اللال) من الانجراف ناحية الهاوية
وحدها فالإجراءات والمبالغ المالية تقف
حائلا بينه وتحقق هذا الأمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق